عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 14/12/2015, 16h57
الصورة الرمزية أبوإلياس
أبوإلياس أبوإلياس غير متصل  
مشرف منتدى فريد الأطرش
رقم العضوية:165965
 
تاريخ التسجيل: février 2008
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,064
افتراضي رد: جمع الأسطوانات القديمة لفريد الأطرش : الهواية والهواة

هوايات في سماء الموسيقار فريد الأطرش


ظهرت هوايات الجمع المرتبطة بنجوم الغناء والسينما في أوربا وأمريكا نتيجة نشوء وشائج الإعجاب بين النجوم وجماهيرهم ، وساهم في تبلور هذه الهوايات ما أفضى إليه تطور المخترعات من إتاحة أعمال النجوم على مختلف دعائم نشر الأعمال الفنية ؛ فظهرت السينما وأفيشاتها ، وقبلها ظهرت الصورة الفوتوغرافية وأتاحت تتبع حركات النجوم وسكناتهم ، بموازتهما تقريبا ظهرت الأسطوانة التي مكنت تسجيل الصوت البشري والآلات الموسيقية وإذاعتها ، في هذا الخضم كله نشأت الصحافة الفنية كحاجة لمواكبة هذه الحركية ، ولتمكين الهواة من تتبع أخبار نجومهم المفضلين .
في العالم العربي ، وعلاقة بالموسيقار فريد الأطرش ، بدأ الجَمَّاعون يهتمون بجمع أشيائه ابتداء من الأربعينات من القرن الماضي ، وتوزع أهم هؤلاء على مصر والشام والعراق والمغرب العربي ، وابتداء من نهاية الستينيات التحق بالركب جَمَّاعو الخليج العربي مستفيدين من الفورة النفطية والإمكانيات المادية التي وفرتها ، ولقد مكنتنا الانترنيت من التعرف على بعض أبرز الجَمَّاعين في الوطن العربي ممن لازالوا على قيد الحياة .
تركزت هوايات الجمع المرتبطة بالموسيقار فريد الأطرش على خمس مجموعات رئيسية هي :
1- جمع متعلقاته الشخصية ، وهي أغلى الهوايات ، والأشياء موضوعها هي الأندر والأغلى على الإطلاق ، والذين يمارسون هذه الهواية يعدون على رؤوس الأصابع ؛ لأنها تتطلب فيمن يمارسها أن يكون غنيا وسخيا بلا حدود ، وثمة جَمَّاعون في العالم العربي يتوفرون على بعض متعلقاته الشخصية كالسيارات القديمة التي امتلكها وبعض الأعواد التي عزف عليها ، وهناك هواة امتلكوا أثاثا من شققه في مصر ولبنان ، وهنالك متعلقات شخصية دقيقة باعها فؤاد الأطرش لتجار الأنتيكات و لايعلم إلى اليوم بيد من إستقرت ؛
2- جمع أفيشات أفلامه ، وتأتي في المرتبة الثانية في ترتيب الهوايات الأغلى والأندر ، وندرة الأفيشات تعود إلى أنها كانت – حتى في زمانها – محدودة العدد ولا يطبع منها إلا القليل تسافر مع الفيلم في مختلف القاعات السينمائية ، وبحكم أنها كانت تطبع على ورق خفيف ، فقد كانت معرضة للتمزق والتلف بالنظر لحجمها الذي لم يكن يساعد على حفظها بشكل جيد ، ونحن معشر جَمَّاعي أشياء فريد الأطرش نعلم قيمتها ، فيمكن أن تطوف دولة بطولها وعرضها ولا تعثر إلا على أعداد محدودة منها تهم أفلامه الأخيرة فقط ، أكيد أن بعض الأفيشات النادرة معروضة للبيع على الأنترنيت ، لكن الأسعار غير معقولة ومبالغ فيها حتى بالمقارنة بالأفلام العالمية الكبيرة ، وبالنسبة لحصر أعدادها بتنوع تصاميمها يمكنني أن أحددها في حوالي 100 أفيش مختلف ، فإذا إعتبرنا ال 31 فيلم التي مثلها مضافا إليها فيلم منتهى الفرح ، واعتبرنا أن كل فيلم تصمم له ثلاث أفيشات مختلفة في المتوسط ، فيمكن أن تصل إلى هذا العدد وقد تكون مزيدة بأعداد ضئيلة وقد تنقص بأعداد ضئيلة أيضا ، وذلك لأن الفيلم كان يصمم له أفيش في مصر وأفيش آخر في العراق والشام وثالث في فرنسا وبلدان المغرب العربي وهذا في المتوسط ، وعلى العموم تختلف قيمة هذه الأفيشات في ندرتها حسب مضي المدة وتفرد الأفيش وقلة شيوعه مقارنة بالأفيش المصري الذي يظل المعتمد والأكثر شيوعا ، وأغلى هذه الأفيشات على الإطلاق هي أفيشات العرض الأول التي تحمل توقيعه مع توقيع بعض الممثلين أو أفيشات عروض أفلامه التي حضرها وهي تعد اليوم على رؤوس أصابع اليد ؛
3- جمع صوره ، ونقصد هنا الصور الأصلية المسحوبة في استوديوهات التصوير ، والهواة الذين اشتهروا بجمعها ينتمون إلى مناطق الجمع التقليدية في الوطن العربي ، لكن في الأونة الأخيرة ، تميز جَمَّاعو الخليج العربي سيما بالترتيب من الإمارات العربية المتحدة ثم الكويت فالسعودية ، والمحيط الذي يتخذه الهواة نطاقا لصيدهم هو استوديوهات التصوير القديمة في القاهرة وبيروت حيث عاش الموسيقار ، لكن أمام تكرر الصور وشحها ، انتقل الهواة للتعامل مباشرة مع مصوري المشاهير كفاروق إبراهيم وغيرهم ، وبعد نفاذ مخزونهم ، يتجه الهواة اليوم إلى التعامل مع أرشيف المطبوعات القديمة التي لازالت تصدر كالمطبوعات الصادرة عن دار الهلال في مصر وإصدارات الموعد والشبكة في لبنان ، الغريب أنه وعلى توفر الصور على النت وإتاحة جزء كبير منها على الشبكة ، تضاعفت أثمان الصور الأصلية ، سيما تلك التي لم تظهر بعد على الشبكة ، وكأني بالانترنيت تعطي للصور قيمتها ، ولم يعد الجَمَّاع في حاجة لصورة المجلة أو الجريدة أو الكتاب ، وإنما بدأ يسعى للحصول على الصورة الأصلية التي تبقي لمجموعته قيمتها النادرة ؛
4- جمع الكتب والمجلات ، تعتبر الكتب التي صدرت عن فريد الأطرش قليلة مقارنة مع غيره من الكبار ، والقليل فقط منها يتوفر على قيمة توثيقية معتبرة ، وأغلبها غث المحتوى ، لكن الجَمَّاعون يقبلون على اقتنائها بغثها وسمينها لأن ذلك من مقومات هواية الجمع ، لكن تبقى الندرة في المجال للمجلات الفنية القديمة ، ومن حيث المحتوى تنقسم هذه المجلات إلى قسمين رئيسين أحدهما المجلات التي تتضمن أخبارا وصورا عن الموسيقاروالقسم الثاني هي المجلات التي يكون فيها فريد هو فتى الغلاف ، وهي الأندر والأغلى على الإطلاق لندرتها الشديدة التي سنعود لأسبابها في الحلقة المقبلة من هذه السلسلة عند حديثنا عن الأسطوانات ، فأنا شخصيا أجمعها لكني أجد صعوبة في العثور عليها رغم أن لي مندوبين في مجموعة من أسواق الكتب في المغرب وخارجه ومنها سوق الأزبكية في القاهرة ؛
5- جمع الدعائم الصوتية لأعماله ، بدء من أسطوانات 78 لفة الحجرية مرورا بأسطوانات الفنيل 45 و 33 لفة ثم الكاسيت بنوعيه الكومباكت والكارتيدج وانتهاء بالأقراص المدمجة ، وهذه المجموعة من أغنى مجموعات الجمع و أكثرها ثراء ، ولن أزيد بصددها الكثير، لأن الموضوع كله مخصص لواحدة من أغلى هذه الدعائم وأكثرها طلبا في السوق ، ألا وهي الأسطوانة .

في الصورة المرفقة سيارتان كانتا مملوكتان لفريد الأطرش ، ترى بيد من إنتهتا ؟

رد مع اقتباس