[نور عسكر]

نبذة عن مقام المدمي

ومقام المدمي من إبتكارات أسرة عبد الباقي الحكيم البغدادي أيضاً (1) ، وقد اطلق عليه ( المِدمي) ذلك لإن طريقة ادائه العذبة تحرك دماء المريض ، وهو لذلك يؤدى أثناء القيام بتطبيب المريض ومعالجته ليضفي عليه حالة من الأمل بالشفاء ويشعره بالطمأنينة ومغادرة فراش المرض.
(عُرفت هذه الأسرة أهمية العلاج بواسطة تلاوة آيات الذكر الحكيم أو عن طريق المقام شدواً أو ترتيلاً ،وكان في نظمه للمقام يختار المفردات الدينية الطافحة بالدعاء والنجوى والتي لها تأثيرها المباشر على المريض من خلال عذوبة الصوت وصوفية المفردة فيبعث في نفسه الطمأنينة والأمل في الشفاء ) (2)
وهو أي مقام ( المدمي) من الشواهد الأكيدة ايضاً على ان معظم المقامات من إبتكار الإنسان العراقي (3) قديماً وحديثاً ، فأن خلق المقام وإبتكاره يأتي نتيجة لحالات معناة إنسانية فتفرضه الضرورة على الفكر المبدع ليظهر حاملاً معه ديمومته ويأخذ طريقه الى قائمة المقامات .
ومن هنا ظهر مقام المدمي ليكمل رسالة تلك الأسرة في شفاء المرضى من الناس ، فجاء مقاماً متكاملاً له اسسه واصوله في الإداء بين قراء المقامات في بغداد (4) الخلق والإبداع .
مقام المدمي هو أحد الفروع المطلقة لمقام الحجاز ديوان ، ويرافق موسيقاه إيقاع اليكَرك من التحرير الى التسليم .(كان من المتعارف عليه إدخال عتابة تسمى عتابة المصلاوية ، قبل التسليم بالرجوع بالكلام الى نهاية الشطر 7 وبتلفظ ( يبه يبه يايايبه آخ) الى درجة الدوكَا ، أما ألأستاذ القبانجي فقد سلمه على درجة الدوكَا أيضاً ولكن بنغم البيات في احدى إسطواناته )( موسوعة المقام العراقي - الدكتور عبد الله المشهداني)
يغنى من الشعر الشعبي ( الزهيري).
التحرير : بلفظة أي ولك يابه .. ياغانم بنغمة حجاز تسمى المدمي .
الأوصال الداخله في المقام : السعيدي – عريبون عجم – قطعة نهاوند ( أدخله الأستاذ محمد القبانجي )

المصادر :
(1) الطرب عند العرب ص144 الأستاذ عبد الكريم العلاف .
(2) بالإضافة لمقام المدمي .. ومن إبتكاره أيضاً مقام الحكيمي .
(3) مقامات الموسيقى العربية ص64 الأستاذ صالح المهدي.
(4) قاموس الموسيقى العربية ص227 الدكتور حسين علي محفوظ.

________________________
مقام المدمي
بصوت القاريء نجم الشيخلي
(1892-1938م)
من تسجيل إسطوانة بيضافون ( وجهين).. بعد التنقية وضبط السرعة
مدمي جميل وعالي الطبقة بالزهيري الذي مطلعه:
ويه الولف مانخون العهد والدينِ