نجاة الصغيرة
*****
طوت يد الفجر
******
(من رباعيات الخيام )
ــــــــــــــــــــ
أحمد رامي
رياض السنباطي
******
طوت يدُ الفجرِ ستارَ الظلامْ
فانهضْ وبادِلْني حديثَ الغرامْ
فكَم تُحيِّينا لهُ طلعةٌ
ونحنُ لا نملِكُ ردَّ السلامْ
***
بستانُ أيامِكَ نامي الشّجَرْ
فكيفَ لانقْطِفُ حُلوَ الثمَرْ
اطرَبْ فهذا اليومُ إنْ أدبرت
بهِ الليالي لمْ يُعِدْهُ القَدَرْ
***
أتسمَعُ الطيرَ أطالَ الصياحْ
وقد بدا في الأُفقِ نورُ الصباحْ
ما صاحَ إلا باكيًا ليلةً ولَّت ْ
من العمرِ السّريعِ الرَّواحْ
***
صفا لكَ اليومُ ورَقَّ النسيمْ
وجالَ في الأزهارِ دمعُ الغيومْ
وردَّدَ البلبلُ ألحانـَـــهُ
يقولُ : هيّا اطرَبْ وخلِّ الهمومْ
***
مصباحُ قلبي يستمِدُّ الضياءْ
من طلعةِ الحُسنِ ونورِ البهاءْ
لكنني مثلُ الفراشِ الذي
يسعى إلى النورِ وفيهِ الفَناءْ
***
أنا الذي أُبْدِعتُ من قدرتِكْ
فعشتُ عمري في حمى نعمَتِكْ
دعْني إلى دنياي حتّى أرى
كيفَ يذوبُ الإثمُ في رحمتِكْ
***
الله يدري كلَّ ما تُضْمِرُ
يعلمُ ما تخفي وما تُظْهِـرُ
وإن خدعتَ الناسَ لم تستطِعْ
خداعَ مَنْ يطوي ومَنْ يَنْشُرُ
***
معاقرو الكاسِ وهم ساهرونْ
وقائمو الليلِ وهم ساجدونْ
غرقى حيارى في بحارِ النُّهى
واللهُ صاحٍ والورى غافلونْ
***
أطالَ أهلُ الأنفُسِ الباصرةْ
تفكيَرهم في ذاتِكَ القادرةْ
ولم تزلْ ياربّ أفهامُهم
حيرَى كهذي الأنجُمِ الحائرةْ
***
فيا فؤادي تلكَ دُنيا الخيالْ
وكلُّ ما فيها سريعُ الزّوالْ
سلِّمْ لهُ الأمرَ فَمَحْوُ الذي
خطَّتْ يدُ الأقدارِ شيءٌ مُحالْ
***