عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09/04/2007, 20h56
الصورة الرمزية محمود
محمود محمود غير متصل  
اللهم ارحمه رحمة واسعة
رقم العضوية:14631
 
تاريخ التسجيل: février 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 68
المشاركات: 246
افتراضي بدر شاكر السياب ، والذكرى

أول كلامي سلام ..

شاعر من أهم شعراء الألم والمعاناة هو العراقي بدر شاكر السياب. تفيض قصائده رقة ومعانيه عذوبة تنساب رقراقة من بين براثن الألم وقسوة المكابدة. له قصيدة هي الأثيرة عندي كتبها قبل وفاته بوقت قصير. قرأتها وأنا في الثانوي أو ربما في أوائل دراستي الجامعية فحفظتها من شدة جمالها وقوة التصوير فيها. حين غابت أمي وبدأ ولدي- الذي كان شديد الإرتباط والتأثر بها- في السؤال عنها وعن سبيل إلى التواصل معها ، عادت تلك القصيدة من ثنايا النسيان إلى جلاء الذاكرة وما فتئت أرددها منذ ذلك الحين بين الفينة والأخرى كلما نزع بي الحنين إلى أمي




الباب تقرعه الرياح


الباب ما قرعته غير الريح في الليل العميق
الباب ما قرعته كفك
أين كفك و الطريق
ناء بحار بيننا مدن صحارى من ظلام
الريح تحمل لي صدى القبلات منها كالحريق
من نخلة يعدو إلى أخرى و يزهو في الغمام
الباب ما قرعته غير الريح
آه لعل روحا في الرياح
هامت تمر على المرافيء أو محطات القطار
لتسائل الغرباء عني عن غريب أمس راح
يمشي على قدمين و هو اليوم يزحف في انكسار
هي روح أمي هزها الحب العميق
حب الأمومة فهي تبكي:
"آه يا ولدي البعيد عن الديار
ويلاه كيف تعود وحدك لا دليل و لا رفيق!!!"
أماه, ليتك لم تغيبي خلف سور من حجار
لا باب فيه لكي أدق, و لا نوافذ في الجدار
كيف انطلقت على طريق لا يعود السائرون
من ظلمة صفراء فيه كأنها غسق البحار!!!
كيف انطلقت بلا وداع فالصغار يولولون
يتراكضنون على الطريق و يفزعون فيرجعون
و يسائلون الليل عنك و هم لعودك في انتظار!!!
الباب تقرعه الرياح لعل روحا منك زار
هذا الغريب هو ابنك السهران يحرقه الحنين
أماه ليتك ترجعين
شبحا و كيف أخاف منه و ما امحت رغم السنين
قسمات وجهك من خيالي
أين أنت أتسمعين
صرخات قلبي و هو يذبحه الحنين إلى العراق
الباب تقرعه الرياح تهب من أبد الفراق
من ليالي السهاد

مع تحياتي للجميع

محمود
__________________
علموا قلب الحجر يوصف معارك الانتصار
علموه يبقى سفير الدهر ليهم بالفخار
كان نهار الدنيا مطلعش وهنا عز النهار
....
رد مع اقتباس