عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 17/06/2013, 11h15
الصورة الرمزية Sami Dorbez
Sami Dorbez Sami Dorbez غير متصل  
كابتن المنتدى
رقم العضوية:18625
 
تاريخ التسجيل: mars 2007
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
العمر: 45
المشاركات: 1,758
افتراضي رد: جدل حول عودة آلة الرباب التونسية

بالعودة إلى الرباب التقليدي التونسي نلاحظ أنّه شهد تراجعا شمل مجال الممارسة والصناعة بداية من منتصف القرن التاسع عشر وذلك بسبب " العيوب " التي تراكمت في هذه الآلة عبر التاريخ ويعتبر الفارابي من الأوائل الذين تفطّنوا إلى هذه النقائص حين قال في كتابه الموسيقى الكبير :
" و مع ذلك فإنّ هيئتها هيئة ليست تكسب النغمة المسموعة من أوتارها فخامة فهذه الجهة هي التي بها صارت تنقص عن كثير من سائر الآلات " و بالاستناد إلى منتخبات المالوف التونسي المقـدّمة في مؤتمر الموسيقى العربية بالقاهرة سنة 1932 وخاصة الاستخبارات التي أدّاها عازف الرباب محمد غانم والتي تعتبر وثيقة صوتية على غاية من الأهميّة حيث يمكننا أن نميّز ضعف صوت الرباب التقليدي وقصر المدى الصوتي الذي لا يتجاوز الديوان ونصف بالإضافة إلى عدم محافظته على الشدّ أي " التعديل " و فكانت النتيجة أن أعـرض عنه العازفون لتحلّ محلّه آلة الكمنجة التي مُسكت في بادئ الأمر مثل آلة الرباب ويعتبر خيلو الصغير أخر من عزف بهذه الوضعية وتحوّل بالتالي الرباب إلى ألة متحفية على الرغم من جهود بعض الموسيقيين مثل الأستاذ أنيس القليبي - وهو مختصّ بالرباب التقليدي بحثا وممارسة - قصد بعث الروح فيه ولكن دون جدوى ويبدو من السابق لأوانه تقييم هذه التجربة وقد أثمرت محاولة تجاوز تلك " المعوّقات "والنقائص ظهور الرباب الجديد المتطوّر في نسختين متشابهتين الأولى بصفاقس والثانية بتونس - بالتعاون مع صانع الآلات السيد المختار المثني - فحافظ الرباب الجديد عموما على شكله التقليدي مع بعض التعديلات والتحسينات التي شملت الصندوق المصوّت و بعض المكوّنات مثل الفرس والشماسي و أضيف له وتر ثالث لتوسيع المدى الصوتي و ثبّتت له مسطرة من خشب الأبنوس تحت الجزء العلوي من الأوتار على شاكلة ذراع مما زاد في قوّة الصوت وأتاحت للعازف إمكانات جديدة قصد تلوين المسار اللحني بجملة من الزخارف اللحنية والإيقاعية وتغيّرت وضعية المسك قليلا بحيث أصبح يوضع بين الفخذين في وضعية ثابتة عوض وضعه على الركبة في وضعية متحرّكة ممّا ساهم في إثراء تقنيات العزف بالقوس وهو ما لوحظ من خلال ممارسة بعض عازفي الرباب الجديد مثل السيد :
الحبيب الزوش والطالب الشاب فارس بن رمضان الذي انضمّ إلى فرقة الرشيدية بقيادة الأستاذ فتحي زغندة , في حين غيّر العازف وليد الغربي وضعية المسك ليتمكّن من العزف عليه وقوفا و وسّع في مجال استعماله ليشمل النمط الموسيقي الشعبي بلونيه الحضري و البدوي...
رد مع اقتباس