الموضوع: الغناء الموصلي
عرض مشاركة واحدة
  #77  
قديم 26/09/2012, 23h56
الصورة الرمزية أحمد الجوادي
أحمد الجوادي أحمد الجوادي غير متصل  
رحمة الله عليه
رقم العضوية:625469
 
تاريخ التسجيل: février 2012
الجنسية: عربي
الإقامة: السويد
العمر: 72
المشاركات: 695
افتراضي رد: الغناء المصلاوي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كريمة عطار مشاهدة المشاركة
وانا مع الاستاذ نور عسكر بترحيبه بحضور الموسيقي الكبير الاستاذ احمد الجوادي واتمنى معه ان يكون حضور الاستاذ الجوادي في القسم العراقي مستمرا . وتجدر الاشارة هنا الى ان الاستاذ الجوادي الذي غادر العراق قبل عشرين عاما حمل معه الى الغرب كمانه، ورفع هناك راية الفن العراقي والعربي بين اقوام لم تكن تستسيغ من قبل موسيقانا واغانينا. واذا كان الاستاذ الجوادي قد قوبل من الجمهور الغربي بالاحترام والتقدير فانه قد جلب في الواقع الاحترام والتقدير لفننا العربي وتراثنا الاصيل.

وبمناسبة حضور الاستاذ الجوادي في القسم العراقي ووعده بان يكون حضوره فعالا، ارجو ان اشير الى ان الموسيقى العراقية تكاد ان تكون مفقودة في الابحاث والدراسات التي يتناول فيها اصحابها نواحي مختلفة في عالم الموسيقى، وهذه الظاهرة محسوسة حتى في الدراسات والابحاث العربية. وعلى سبيل المثال اذكر ان احدى الاذاعات العربية اذاعت سلسلة من البرامج حول الموسيقى العربية، ولكن الموسيقى العراقية لم تحظ بعبارة واحدة، وكانها ليست موسيقى وليست عربية. وليس من شك في ان ظاهرة التجاهل هذه تستحق الدرس والمعالجة.

لقد تطرق الاستاذ الجوادي في احدى مشاركاته الاخيرة في قسم الدراسات الاكاديمية في المنتدى الى ما تفتقر اليه الموسيقى العربية من التقدم الذي تتسم به الموسيقى الغربية. واشار الاستاذ الجوادي الى ما اسماه "عدم اكتراث الموسيقيين العرب بالعلم الموسيقي" لانهم، كما يرى، يظنون "بان ما عندهم يكفيهم" وان الموسيقي الذي يعزف في فرقة ويعتاش من عزفه يعتقد بان ذلك يكفيه. والسؤال الذي يطرح نفسه بالحاح هنا هو لماذا اصبح الموسيقي العربي بهذا الوضع؟ ان اهم سبب لذلك، في اعتقادي، يعود الى المحيط الذي يعيش فيه الفنان العربي ونوعية المؤثرات التي يفرضها هذا المحيط عليه. وهناك امثلة كثيرة على ما عاناه الفنانون العرب من جهات محافظة واخرى مغالية في التحفظ. ولا غرابة اذا كان الفنان العربي في مثل هذا الوضع يعتقد بان ما لديه يكفيه، كما جاء في مشاركة الاستاذ الجوادي الانفة الذكر.

سيدتي الفاضلة الأستاذة كريمة خانم المحترمة

أشكرك من الأعماق على كلامك الجميل، وكم هو كلام هادف ورائع وموزون، وكأنك قد ذهبت للصائغ لكي يوزنه لك.

بالنسبة لما تفضلت به عن الإذاعة العربية التي بثت سلسلة من البرامج، أنا أرجح سبب عدم التركيز عن الموسيقى العراقية هو عدم معرفتهم بهذا النمط من الموسيقى والغناء، لأنه نمط متفرد ولا يوجد شبيهه في أي دولة عربية.

أنا لدي بحث عن إيقاع عراقي معين وهو جاهز الآن في كومبيوتري وينتظر النشر، رأيت أنه من واجبي أنا أن أعرف بهذا الإيقاع، وسوف ينشر قريبا جدا إنشاء الله.

بالنسبة لما كتبت عن الموسيقيين الذين يكتفون بما يعرفون ولا يحبون أو يطمحون بزيادة معلوماتهم، فهذه المشكلة ليست عربية فقط، فحتى في الغرب توجد مثل هذه المشكلة.

كنت قبل عدة سنوات قد عملت مع فرقة فيها عازف جيتار سويدي محترف، وهو عازف فعلا رائع، هل تعلمين بأن هذا العازف تقريبا لا يتمكن من قراءة النوتة؟ ولو حاول أن يقرأ فهو سوف يتهجأ.

مرة طلبت مني سيدة سويدية أن أوزع عملا معينا، وأعطتني النوتة. هي زميلة لي، وقلت لها من كتب النوتة؟ فردت: أنا. وأردفت قائلة: أنا كنت قد درست البيانو وتخرجت من المعهد العالي "بدرجة بكلوريوس" في البيانو. كانت النوتة أقرب لشخابيط الأطفال.

لكن العازفين المحترفين الذين في الأوركسترات طبعا يختلف الأمر معهم، أولا ثقافتهم الموسيقية جيدة جدا، ثانيا خبرتهم في العزف زادت عليهم كثيرا جدا، بالإضافة للمعلومات التي يعطيها المايسترو لهم أثناء البروفات.

أنا شخصيا تعلمت كثيرا من العزف في الأوركسترات، مثلا لحد اليوم أذكر بأنني تعلمت شيئا مهما من مايسترو ألماني كان قد قادنا في أوركسترا كونسيرفتوار القاهرة، وكان في تلك الحفلات أوركسترا مصري ألماني مشترك.

لكن في مجتمعنا العربي المشكلة الكبيرة هي أن مثلا من يقوم بتدوين النوتة أغلبهم معلوماتهم النظرية فيها خلل كبير للغاية، سبب كل ذلك هو عدم وجود كتب عربية رصينة في المواد النظرية. طبعا ليس فقط في بلادنا لا توجد كتب رصينة، فمثلا ذات مرة استعرت كتابا للنظريات من المكتبة العامة، وحينما ذهبت للبيت وبدأت أتصفحه، رأيت فيه خطأ جسيما لا يمكن السكوت عنه، وأبلغت المكتبة وطلبت منهم أن يتلفوه. لكن من الناحية الأخرى فهناك الكثير جدا من كتب النظريات بالإنجليزية، وأغلبها كتب رصينة للغاية. لكن ما موجود عندنا هي أشباه هذا الكتاب الذي قمت بالتبليغ عنه، (هذا إن وجد).

إذا هناك سببان لما تفضلت به عن الموسيقي العربي: كما تفضلت الوسط الذي يعيش فيه. وأيضا شحة بل عدم وجود كتب نظرية رصينة باللغة العربية.

نعم والتحفظ هو سبب مهم جدا، ففي الكثير من المدن تكون (محافظة) كما نسميها، وهذا يزيد في نسبة التخلف والجهل.

هل هناك من يستطيع أن يسير في مدن معينة في بلد معين وهو يحمل معه كمان؟ ماذا لو حمل معه كونتراباص؟ سوف يسخر منه الصغار، وربما حتى الكبار.

للأمانة أقولها: حينما كنت طالبا في مصر كنا نسير في شوارع القاهرة وبدون أن يزعجنا أحد. ونفس الشيء كان في بغداد في أواخر السبعينات، أذكر أنني وبعضا من أصدقائي كنا أحيانا نذهب إلى شارع الرشيد وتحديدا إلى السوق المركزي "أوروزدي باك" وندخل ولا أذكر أن أحدا كان قد ضايقنا وقتها.

تقبلي بقول فائق احتراماتي، حفظك الله لنا سيدتي الكريمة ورعاك.

أحمد الجوادي
رد مع اقتباس