قصة مبدع لم يغب عن ذاكرة الشعب الكويتي
إعداد ليلى أحمد:
< في بداية شبابه عمل الفنان الراحل عوض موظفا في القسم الفني ببلدية الكويت حتى أوائل الستينات انتقل بعدها الى وزارة الاعلام
< كان عوض معروفا على مستوى الجلسات الخاصة عند الأصدقاء فقط، وبدأت شهرته بعد غنائه لصوت «يامن هواه اعزه وأذلني»
< تميز في غناء السامريات والأصوات وعرف بفطنته وذكائه واستطاع ان يؤدي الصوت بطريقة الرائد البحريني محمد بن فارس واستخدم مرواسا واحدا أو اثنين فقط وكمنجة واحدة وقانونا لكي يوصل جمال الكلمة واللحن للسميعة
< على الصعيد الشخصي كان عوض الدوخي حاد الطبع والمزاج، خصوصا في العمل الفني والبيت، ولم يكن ليقتنع بالعمل مالم يكن متقناً
< قال المايسترو سعيد البنا عن تجربتة الفنية مع عوض الدوخي: «هو فنان مرهف الحس وصوته جميل كما ان عزفه على العود رائع لكنه مزاجي وعندما نعمل بروفة للحن فجأة يتوقف ويقول... كفاية..»
< وإثر مزاجيته في تسجيلات أغانيه لاذاعة الكويت، جرى ايقافه بقرار من وكيل وزارة الاعلام آنذاك صالح عبدالملك الصالح وتم ايقافه عن التسجيل وعن اذاعة أغانيه ومنع دخوله الاذاعة لمدة ثلاثة أشهر وذلك بسبب ما حدث في الاستديو، الا انه تم الغاء القرار بعد يوم واحد
< اغانيه الوطنية ما زالت قائمة في وجدان الكويتيين فأغنية «وسط القلوب» عبرت عن احساس شعبي عام وهي من كلمات والحان يوسف دوخي ويقول مطلعها:
وسط القلوب ياكويتنا وسط القلوب
نلت المطلوب هنيالك نلت المطلوب
الف سهلة والف مرحه بيوم العيد والفرحه
شيد الكويت صرحه وسط القلوب
< ام كلثوم قالت عنه: «لم يكن الدوخي مقلدا لي في أعمالي ولم يشوه أغنياتي بل قدمها بطريقته الخليجية»
< عبدالوهاب قال عنه: «عندما استمع لعوض الدوخي، فانني أتخيل نفسي أسبح في مياه الخليج الدافئة»
< الملحن ابراهيم الصولة قال عن أغنيته الشهيرة «صوت السهارى»: هي من التراث الكويتي القديم وغنتها في المناسبات والاعياد فرقة عواد سالم وكان اسمها «حس السهارى» وغنيت بطريقه الشيله، وقام الملحن الدوخي بتغييرها الى «صوت السهارى» ووضع لها لحنا مطورا ومن كلمات الاغنية:
صوت السهارى يوم مّرو عليه عصرية العيد
ابطى ركابه وراح يسأل عليه عصرية العيد
ساعة ماشفته أنا بالي انشغل وياه
اقضيت ليلي بهنا واصبحت اعد خطاه
اللي بغيت بعيد اليوم ذا يوم عيد
عيدك وعيدي انا
< في بداياته رفض صاحب محل اسطوانات اسمه طه اعتماد عوض كمطرب، وطه كان يسجل للمطربين في الاربعينات، فحين استمع الى صوته، رفض التسجيل له قائلا «انت مرفوض ولا تصلح للغناء»
< لعبت الفنانة الشعبيه الرائدة عودة المهنا دورا بارزا في دخوله الاذاعة عام 1958 على الرغم من ان والدته لم تكن راضية عن ذلك
< قالت عنه عودة المهنا: أنا أحب غناوي عوض دوخي وانطر يديده، هو فنان أصيل مرتبط بالأصالة والتراث، وشاركت عوض في غناوي «ألا يا صبا نجد» و«وقل للمليحة في الخمار» و«عذروب خلي حسنه الفتان»
< اشتهر الدوخي بالعديد من السامريات وفن الصوت وتميز بها، وتحسب له الكثير من المميزات كاشراك الكورال النسائي لأول مرة، على الصوت العربي في أغنية «قل للمليحة»
< التصق اسم عوض باسم أخيه الملحن د يوسف دوخي وكونا ثنائيا متفاهما وناجحا وقال عنه الاخير: «هو بحار أصيل ونهام وطبال ومغن مارس جميع الفنون الشعبية البرية والبحرية»
< مع بداية الارسال سجل عوض لتلفزيون الكويت أول أغانيه وهو صوت «قال المعنى» و«يا ساري الليل»
< سجل مجموعة من الأغاني البحرية في فيلم «السامر» السينمائي وكان عن الغوص مع فرقة العميري شاركه في الغناء النهام راشد الجيماز والفيلم من اخراج بدر المضف
< بتوجيه من نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الاعلام آنذاك الشيخ جابر العلي سجل تلفزيون الكويت سهرة مع عوض دوخي مدتها ثلاث ساعات اشترك فيها معه محمود الكويتي فرقة الفنطاس
فرقة عودة المهنا وقدمها رضا الفيلي وأخرجها فيصل الضاحي
< قال عنه بدر الجويهل الباحث في التراث الموسيقي: «قام عوض بغناء «الفجر نور» بعد ان سمع عن قرب حصول الكويت على الاستقلال فقام يوسف بتأليف الأغنية وتلحينها فورا وأحبها الراحل الشيخ عبدالله السالم»
رحلة المرض والمعاناة
< قبل رحيله قال عنه شقيقه يوسف: «كان أخي عوض يعيش مرحلة صعبة قاربت الموت فقد كان يقول كلمات غير مفهومة وكان يشعر انه سيموت، وهذا الاحساس نقله الى أخته»
< فاضت روحه الى بارئها في 17 ديسمبر 1979 مغلقا الستار على ابرز مطربي الجيل الذهبي
منقول من جريدة الوطن الكويتيه
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?Id=185139