عرض مشاركة واحدة
  #169  
قديم 22/03/2012, 07h56
الصورة الرمزية وسام الشالجي
وسام الشالجي وسام الشالجي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:109869
 
تاريخ التسجيل: November 2007
الجنسية: عراقية
الإقامة: الأردن
المشاركات: 771
افتراضي رد: الاحتفالية الكبرى للفنان يوسف عمر

مقالات عن الفنان يوسف عمر

يحيى ادريس باحث في التراث الغنائي والموسيقي العراقي والمقام بشكل خاص، تربطه علاقة وثيقة مع عمالقة المقام العراقي بدءا من القبانجي ويوسف عمر واخرين وانتهاء بالقراء الشباب.. شكل مع سمير الخالدي، صاحب تسجيلات انغام التراث ثنائيا متابعا وناقدا ومؤرخا للمقام العراقي .. تعتز صفحة تراث وذاكرة ان تنشر له هذا الموضوع ...





يوسف عمر المتمسك بالمقام حتى اللحظات الاخيرة

بقلم
يحيى ادريس


ربما يثير هذا العنوان عشاق المطرب لمقامي الكبير يوسف عمر واحصد منه نقدا لا استحقه بعد ان اوضح مكانة هذا المبدع البارع في غناء المقام العراقي
.. واذا كان يوسف عمر قد خرج من معطف شيخ المقامات محمد القبانجي فأن الكثير من عشاق المقام يفضلون يوسف عمر على القبانجي لانهم واكبوا عطاءه واستأنسوا استمراره المقامي في الوسائل الاعلامية وفي عرينه (خان مرجان) بصحبة الفنان الكبير شعوبي ابراهيم .

ان يوسف عمر اجاد بالتمام والكمال اداء جميع المقامات العراقية والابوذيات والعتابات لكنه لم يضف شيئا للمقام العراقي كما اضاف استاذه القبانجي ولم ينصف صوته وفنه لرغبته القاسية في الغناء اليومي وفي اية مناسبة حتى وان كانت متواضعة الهيأة والترتيب واتخذ من المقام وسيلة للارتزاق وهذه الملاحظة ليست ضده ولكن المبالغة فيها تقترب من ضده بعض الشيء .. ومع هذا وذاك اصبح يوسف عمر مدرسة مقامية حفلت باعداد كبيرة من مقلديه الذين اساءوا له من دون قصد مقصود والذين تعاشقت ميولاتهم في غناء نفس القصائد والموالات والابوذيات ، وحتى في هيئته الشكلية مثل اعتماده السدارة في الرأس وتخطيط الشوارب وجلسته واعوجاج شفتيه وحركة سبابته اليمنى على فخذه الايمن ولم يظهر مطرب تمكن من اضافة لمحة ايجابية ليوسف عمر .. وكان يقول لي
: ان هؤلاء مشكلة كبيرة وانت تتحمل هذه المشكلة .. لقيامك بتقديمهم في برامجك التلفزيونية وفي الحقيقة كان يستثنى منهم المطرب المثابر حسين الاعظمي . علما ان الاعظمي لا اجده مقلدا ليوسف عمر بل هو مطرب له شخصية متميزة في شكلية غناء المقام العراقي وسأكتب لاحقا عن مبادرات الاعظمي.

ان يوسف عمر المدمن اللحوح على غناء المقام العراقي افسد صوته في المواليد النبوية الشريفة خاصة مع المقرىء عبدالستار الطيار الذي يملك صوتا حادا لا يراعي فيه مستلزم الالة الموسيقية .. وعرف يوسف عمر بعناده الغريب فكان يصارع الطيار في المواليد وبالتحديد بالطبقات العالية الامر الذي اثر على اوتاره الصوتية وباتت ضعيفة وكان يتحايل على الميانات باعوجاج شفتيه وتقطيع الميانات .. ومع الاسف الشديد ان الاعلام المرئي والسمعي تمسك بيوسف عمر بعد منتصف السبعينات . فيما كان صوته متعبا كما ان جميع المخرجين لم يحسنوا تصوير مقامات يوسف عمر وكانوا يقربون العدسة الى فمه في الصيحات العالية ورجفة رقبته واضحة وكنت اطلب من المخرجين ابعاد العدسات في هذه الوضعية لكن اهمال المخرجين ظل في خبر كان فنصحت يوسف عمر في بداية الثمانينات بالامتناع عن التصوير لان مظهره لا يشجع على مشاهدته لكنه رفض وطلبت منه الاعتزال عن الغناء فامتعض … اجل فأن يوسف عمر المطرب المقامي الكبير كان مصرا على الغناء في اسوء اوضاعه الصحية .. وهذه الظاهرة تعيش مع جميع المطربين المقاميين والريفيين والبدويين .. ولا ادري لماذا يرتضي المطرب ان يغني وحالته الصحية متردية وصوته منطفىء بالكامل .. ان حب المهنة نعمة ونقمة في آن واحد .. واتذكر انني كنت مع يوسف عمر وهو راقد في المستشفى ويعاني الما حادا فعندما تمنيت له الشفاء العاجل قال لي نصا : (هم بعده حمزة السعداوي يغني بخان مرجان؟
) .

بقي القول ان يوسف عمر افضل مطرب مقام حافظ على الاسلوب البغدادي الاصيل ولم يقلد استاذه القبانجي في تغيير التمارير المقامية او ادخال الاهات والميوعات المصرية في تفاصيل المقام.. لان المقام من وجهة نظره تحفة نغمية لا يصح التلاعب بها كما لم يجرؤ على استحداث بستات خاصة به وكانت لغته سليمة في اللفظ ومخارج الحروف وغنى مقام (النهاوند) بقصيدة شعرية وافلح في غناء جميع المقامات على مقام القطر الذي صاغه القبانجي في اطار اجتهاده . لكن يوسف عمر اخطأ في عدم توثيق نشاطه في مكتبة خاصة سوى المحاولات الممتازة لصديقه الموثق سمير الخالدي.

ان يوسف عمر متجذر في الذاكرة المقامية لانه اهمل كل شيء في حياته واعتنى بالمقام العراقي وسما به وعلا من شأنه طيلة اكثر من اربعين سنة ويستحق منا اقامة اكثر من مهرجان ومؤتمر .. للخدمة الجليلة التي قدمها للمقام وذات الشيء ينطبق على حسن خيوكه وعبدالرحمن العزاوي وعبدالهادي البياتي وحضيري ابو عزيز وداخل حسن وناصر حكيم وعبد محمد ومجيد الفراتي لان المقام والاطوار وروادهما لم ينصفوا اعلاميا كما انهم لم ينصفوا مجدهم.. لجهلهم باهمية التوثيق الذي يعد ذاكرة المستقبل الحي
.


عن صحيفة المؤتمر

______________________________________
بالرغم من وجود بعض النقد للفنان يوسف عمر في المقال اعلاه لكن الامانة تقتضي تدوين وتوثيق كل ما كتب عن هذا الفنان , خصوصا وان النقد كان موضوعيا وليس من اجل التنكيل .
وسام

الصور المرفقة
نوع الملف: jpg يوسف عمر 10.jpg‏ (9.6 كيلوبايت, المشاهدات 214)
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة : وسام الشالجي بتاريخ 22/03/2012 الساعة 14h29