الموضوع: المعلم موزينو
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 09/12/2011, 14h01
الصورة الرمزية تيمورالجزائري
تيمورالجزائري تيمورالجزائري غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:246641
 
تاريخ التسجيل: juin 2008
الجنسية: جزائرية
الإقامة: الجزائر
المشاركات: 1,259
افتراضي رد: المعلم موزينو






وُلد شاؤول دوران المدعو "المْعَلَّمْ موزينو" في يوم 29 كانون الأول / ديسمبر 1865م في مدينة قسنطينة. وهو ينحدر من أسرة يهودية حضرية عريقة في الجزائر حيث ينتمي والده لآل دوران (Durand) الذين كانوا من أعيان الطائفة العِبْرِيَة في الجزائر، أما والدته حَنِينَة فتنتمي إلى أسرةِ أبوقية التونسية الأصل.

عَوَالِمُ الموسيقى لم تكن غريبةً عن الفتى موزينو حيث تَعَوَّدَ على مُجالسةِ الفنانين منذ نعومةِ أظافره برفقة والدِه مُوِيزْ، أيْ موسى، من خلال الاستمتاع بالموسيقى الروحية التي كانت تُمارَس أثناء إحياءِ الطقوسِ اليهودية كالنَّشْرَاتْ والتُّوحِيفَاتْ التي كانت تنظمها الطائفةُ الموسوية في مدينة قسنطينة العتيقة. وفي إقامته الصيفية في كُدْيَة العَابد في قسنطينة، كان والد موزينو، التاجر الثري، ينظم السهرات الموسيقية الخاصة التي كان يجمع فيها الأصدقاء والأحباب وفناني الموسيقى الحضرية في مدينة الجسور. وسمحتْ هذه السهرات الفنية للفتى موزينو بالتعرف على فنانين على غرار آبْرَاهَامْ الفِيتُوسِي (عَمّ المطربة أَلِيسْ الفِيتُوسِي) الذي سيتلقىَّ منه أولَ دروسه الموسيقية. وعندما اختارت أسرة دوران ترْكَ مدينة قسنطينة للاستقرار في مدينة الجزائر، سرعان ما بدأ موزينو في التردد على المقاهي العربية التي كان يُحِيي فيها الحفلاتِ كبارُ شيوخِ الطربِ الحضري المحلي أمثال ابراهيم بن فَرَاشُو ومحمد بن علي سْفِنْجَة الذي سيصبح شيخَه الرئيسي في مجال "الصنعة" وما يدور في فَلْكِهَا من أنواع موسيقية أخرى. وفتح سفنجة لاحقا لموزينو أبوابَ جوْقِه الخاص على مصراعيها ليصبح الفتى اليهودي القسنطيني عنصرا كامل العضوية ضمن بقية عازفي هذا الجوق الشهير الذين كونهم سفنجة بنفسه كمحمد بن التفاحي وإيدمون يافيل وإلياهو صِرور والشيخ عبد الرحمن السعيدي وشالوم...إلخ. ثلاث شخصيات التقاهم موزينو خلال السهرات الموسيقية العاصمية سوف يُيَسِّرُونَ له الاندماجَ في الوسطِ الفني المحلي، وهو وسط يميل إلى الانغلاق في وجه الغرباءِ عنه ولا يُسَهِّل لهم اقتحامَه. وستَدْعَمُهُ هذه الشخصياتُ طيلةَ مشوارِه الفني وستربطه بها صداقةٌ عميقة وقوية قلَّ نظيرُها!
-أحد هذه الشخصيات هو إيلي كانون الذي كان من المُتمرِّسِين في الغناء الديني اليهودي وتتلمذ على يد آبراهام مورتيكان المْعَلَّمْ اليهودي هو الآخر الذي كان معروفا في قصبة جزائر ذلك العهد. وكان إيلي كانون يشارك مشاركةً نشطة بمعية طائفة يهود مدينة الجزائر في تنظيم السهرات الخاصة لصديقه موزينو. كان يوفر له أيضا المقرات الضرورية للتمرن والتحضير للحفلات مع جوقه. وبما أن إِيلِي كَانُونْ كان أحدَ جيران موزينو فقد ساعده في جميع الخطوات التي خطاها إلى غاية وفاته حتى أن اسمَ إيلي كانون مذكورٌ على شهادةِ وفاةِ موزينو. - أما ثاني الأصدقاء الثلاثة لهذا الفنان فهو المسلم عزيز الأكحل التاجر الثري الذي كان يقيم في حي بلكور والذي كان ذواقا ومُلِمًّا بِفنِّ "الصَّنعة". كان عزيز الأكحل يُنظم في بيته سهرات خاصة لِمُوزِينُو وقد بلغت الصداقة من العمق إلى حدِّ أنه اشترى له سيارة ليسهل تنقلاته الفنية. - ثالث هؤلاء الأصدقاء هو حْمِيدَة الكاتب القاضي المعروف وعضو جمعية العلماء المسلمين المولود سنة 1905م في مدينة الجزائر. وقد تخرج حميدة من المدرسة الثعالبية الشهيرة المحاذية لضريح سيدي عبد الرحمن الثعالبي في القصبة والتي كانت صرحًا ثقافيا تربويًا دينيًا تكوَّنَتْ في أقسامه نخبةٌ من مشايخ الإسلام في الجزائر ورجال الإفتاء، نذكر من بينهم: بن النُّوبِيَة ومحمد بوقندورة ومحمد بن قبطان ومحمد بن شَاوْشْ والد مَامَادْ بن شَاوَشْ الأستاذ المعروف بالمعهد الموسيقي البلدي لمدينة الجزائر.
كان حميدة الكاتب مرهف الذوق في مجال الموسيقى حيث كان من هواة وعشاق فن الصنعة. ولم يُفَرِّقْ بينه وبين صديقِه موزينو سوى الموت عندما فارق هذا الأخير الحياة سنة 1928م. كما كان حميدة الأمينَ العام لجمعية "الموصلية" للطرب "الأندلسي"حسب أسلوب مدينة الجزائر، وكان موزينو أستاذَها الرئيسي الذي اجتمع حوله عددٌ من التلاميذ، عِلْمًا أن فكرةَ إنشاءِ جمعيةِ "الموصلية" تعود إلى سنة 1927م وإن لم تتأسسْ فعليا إلا في 1932م، وذلك قبل أن تندمج مع جمعية "الجزائرية" التي ظهرت بدورها سنة 1930م.
أحيا موزينو كل السهرات التي كان ينظمها حميدة الكاتب وقد كشف خلالها عن عدد هام من القطع الغنائية التراثية غير المعروفة كثيرا من طرف الفنانين والجمهور على السواء أفاد بها أعضاء جوقه. وبفضله تم إنقاذ مقطوعات من نوبة الرمل وأخرى من نوبة الحْسِينْ من براثن النسيان حيث علَّم الفنان شارل صونيغو البْطَايْحِي "كَوَانِي البعاد" والانْصِرَاف "العُودُ قَدْ َترَنَّمْ". وتَعَلَّمَ حْمِيدة الكاتِب من موزينو البطايحي "رقَّتْ لنَا الخَمْرُ" وضمَّ لحنَه إلى مجموعة الألحان التي تُؤدَّى عادةً بأشعار دينية خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وقد تم إدخال قصيدة "يا غُرَّةَ اليُمْنِ يا ربيع" على لَحْنِ هذا البطايحي، إضافةً إلى قطع أخرى....
من شدة نبوغه الموسيقي، كان موزينو يعزف على جميع الآلات تقريبا. ولمع بشكل خاص في العزف على الكمان وعلى القويطرة، غير أن آلته المفضلة عندما يؤدي النوبة الكلاسيكية هي الرباب. وبعد وفاته، انتقل كمان موزينو وربابُه إلى المرحوم سيد علي بن المرابط أستاذ الموسيقى السابق في جمعية "الجزائرية – الموصلية" الذي كان من مُحبي "الصنعة" ومن هُواةِ جمعِ الأغراضِ الشخصية للفنانين الشهيرين في مدينة الجزائر. سجل موزينو نحوَ مِائة أسطوانة في مختلف الأنواع التابعة لموسيقى "الصنعة"، وذلك من النوبة إلى الانقلابات والعروبي والحوزي والقادريات والزنداني. وتبقى هذه التسجيلات اليوم، مثلما كانت عليه في السابق، خلال سنوات 1940، مرجعا ثمينا لدراسة الموسيقى المحلية حيث تعطينا فكرة واضحة جدا عن التطور الذي طرأ على موسيقى "الصنعة" عبر الزمن. توفي موزينو في مدينة الجزائرفي يوم 2 فبراير 1928م على الساعة الثامنة صباحا.

إعداد : وائل العباسي، الترجمة العربية : فوزي سعد الله



منقول من موقع "للفوج يافيل" المهتم بمدرسة الصنعة الجزائرية

الصورة نادرة لموزينو...........
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg mouzino.jpg‏ (6.1 كيلوبايت, المشاهدات 177)
__________________

"هَذَا الفَّنْ حَلَفْ : لا يَدْخُلْ لِرَاسْ جْلَفْ ! "

الناس طبايع ,, فيهم وديع و طايع,, و فيهم وضيع و ضايع .... إذا دخلت للبير طول بالك ,,,و إذا دخلت لسوق النساء رد بالك....إلّلي فاتك بالزين فوتو بالنظافة ولي فاتك بالفهامة فوتو بالظرافة ... القمح ازرعو و الريح يجيب غبارو ,,,و القلب الا كان مهموم الوجه يعطيك اخبارو.....و للي راح برضايتو ما يرجع غير برضايتي,, ,ولا تلبس حاجة موش قدك,,, و لا على حاجة فارغة تندب حظّك ,,,و ما يحكلك غير ظفرك ,,,وما يبكيلك غير شفرك

التعديل الأخير تم بواسطة : أحمد عبد الواحد بتاريخ 17/12/2011 الساعة 06h04
رد مع اقتباس