عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 12/09/2011, 13h48
الصورة الرمزية starziko
starziko starziko غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:510608
 
تاريخ التسجيل: avril 2010
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
المشاركات: 129
افتراضي رد: العود بين الصوت واللون والطبيعة الإنسانية

العود عند عبد العزيز الوزكاني

ويذكرنا بهذه التسمية العلامة عبد العزيز الوزكاني في رسالته " تحفة الودود لطالب صناعة العود فيقول" فأقربها نغمة البم بفتح الباء وهو الوتر المسمى بالذيل عند أهل هذا الشأن من أصحاب هذا الزمان كما يذكرنا بأبجدية النغم الثمانية ، واختلاف طبقات هاته النغم ، فكل نغمة أرفع من التي قبلها وأخفض من التي تليها ، ووضع رسما بيانيا على رسالته لتبيان ذلك . وأوضح مواضع الضرب والدس وأشار أن الوتر الذي عليه حرف واحد إشارة على أن له نغمة واحدة وذلك بالضرب من غير دس وأن الذي عليه أكثر من حرف كالحسين و الماية له بحسب ما عليه .
وذكر طالب هذا العلم أن ترتيب الأوتار يكون بحسب الوضع والتركيب وهو المرموز له بحروف دحمر : الدال للذيل ، والحاء للحسين ، والميم للماية ، والراء للرمل ؛ وهو أسفلها بالنظر لآلـة العود.
وذكر الوزكاني في رسالته بأن استخراج النغم الثمانية يتم بإجراء التمارين على ما جرت عليه العادة من تقديم بحر الرمل كما رأينـا عند البوعصامي .
إلا أن الوزكاني لم يتعرض لطرق تسوية العود ،وذكر كلمة أبعاد النغمات دون بيان أنواع الأبعاد .
وعلى العموم فإن رسالة الوزكاني كانت مقتضبة لكنها عاملة في الموضوع ، وكافية لطالب صناعة العود .
وهكذا كان العود الموضوع الذي شغل العديد من الناظرين في علم الموسيقى من المغاربة أمثال البوعصامي و الوزكاني وكذا من سبقهم ، وعلى سبيل المثال الفيلسوف أبو بكر ابن باجة في رسالته في الألحان والتي تركزت على تأثير أوتار العود في الطبيعة الإنسانيـة .
إلا أن العود المغربي كما عرفناه عند البوعصامي والوزكاني لم يعد يستعمل الآن ، بل استعمل عوضه العود المشرقي بتركيبته ، مما يجعل نوبة الآلـة تفتقد أحد أنواع الآلات الهامة التي يجب التفكير فيها وإعادتها إلـى الفرقة الموسيقية التقليدية .
فيعود العود المغربي المعروف " بالرباعي نسبة إلى عدد أوتاره أو " الثماني " نسبة إلـى النغمات الثمانية المستخرجة منه إلى الفرقة الموسيقية بأوتاره الأربعة ، وبتركيبة هذه الأوتار والتي هي على الشكل التالي : الذيل والحسين و الماية والرمل ، أي دو لا ري صول مع الإشارة إلى أن وتر الحسين يستخرج منه شاب الذيل بالدس وبالبنصر بمعنى أن وتر الحسين أقل سمكا من الذيل ومن الماية ؛ ويجب أن تكون بالألوان التالية : الأسود للذيل والأصفر للحسين والأبيض للماية والأحمر للرمل ، لترمز للطبائع الإنسانيـة .
كما يجب البحث في إمكانية إيجاد تلاحين لهذا النوع من العود لإكتشاف طاقاته النغمية والتقنية ، ووضع برامج بالتالي لتعليمه ، وفق الطريقة التقليدية لإجراء التمارين عليه وفقا للبحور الشعرية ؛ واعتماد البرامج الموضوعة والمستحدثة لدراسة العود ، مع المحافظة على الأصابع التي يجس بـهـا وهي السبابة والبنصر فقط . كما يجب العمل على إحياء صناعة هذا العود بالشكل وبالمواد التي كان يصنع بـهـا ، إذ أن هاته الصناعة انقرضت وحلت محلها صناعة العود على الشكل والهيئة المشرقية التي لا تفي بخصوصيات نوبة الآلـة .

بقلــم : عبد الفتـــاح بنموسى
رد مع اقتباس