عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 07/08/2011, 23h05
د محمود كمال د محمود كمال غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:188694
 
تاريخ التسجيل: mars 2008
الجنسية: عراقية
الإقامة: المجر
المشاركات: 35
افتراضي رد: موسيقين وملحنين عراقيين

في ذكـــرى المــؤلــف الـمــوســيــقـي الـمـبــدع
عـــــــلاء كـامــــــل

وَحـــِّـــد الصـَّـــــف ونــــــادي
دُمـْــت َ يـا شَــعــَـب الـعــِــراقِِِ

كان شعارا ً وأغنـيـة، رددتـهــا حناجـر كل الوطنـيـيـن، أيام ثورة تـمـوز الـخـالـدة، كل أولـئـك الذين أحـبـوا العـراق وأهـلـه، وغم كل الإخـتـلافات في ميولهم وإتجاهاتهم السياسية.
أغتيـلت الثورة وقـتـل أبـطـالـهـا وحـراسـهـا، وعلى مدى خـمسـين عـامـاً حـلـت نكـبـات ومـصـائب بالوطن وناسـه، لو سـجلت في كتاب الأرقام القياسية لأحـتـلت الصـدارة، لكن الذي في وجداننا لن تمحوه السنون العجاف، ومن ماهو محفور في الروح صدى ألحان الثورة، ففي غمرة حماس الناس للثورة والدفاع عنها والتفاني لإعمار الوطن، هـبَّ خيرة مـوسيقـييه ومـغـنـييه للمشاركة في أفراح الشعب وفي تحويل شعاراتها وأحـلامـها أناشـيـداً وأغنـيـات طالما رددتها الحناجر وشـدَت بعذوبة ألحانها عواطف ومحبة الناس للعراق وللثورة وأبطالها، ولـوَّنـت أحـلامــهـا بالغد الـسـعـيـد.
تـمـيـز من بين هـؤلاء مـلـحـن عـرفتـه دار الإذاعـــة العراقية، تلك التي حـلـم بدخولـهـا العديد من فناني أيام زمان، عرفته بألحانه العاطفية مثل اللحن الـرائـع لأغـنـيـة "مـا تـگـُلـّي شلون أنـسـاك" من مـقـام الـنـهـاونـد، والذي غناه المغني المـصـري (حـسـن الـمـَلـَوانـي)، و"يا عاقد الحاجبين " من مـقـام الـرسـت والذي غنته فنـانة الـشـعـب (كـمـا أعـتـقـد) القديرة عـفـيـفـة إسـكـنـدر، وألأغـنـيـة الأثـيـرة "لا يا ســالي" الـمـسـتـقـرة على مـقـام الـبـيـات ، كما أظـن، للمـطـرب الـمـحـبـوب الراحل محمد كريم، هذا بالإضافة الى أغنية رمضان الخالدة من مـقـام الـرسـت، والتي غنتها المتغـنـيـة الـسـورية (سـلامــة) "مـاجـيـنـه يا ماجيـنـه" التي لا رمضان عراقي بلاهـا، كضرورة الفوانيس لأشـقائنا المـصـريين، لا بل اهدى رمضان أعنـيـة "حلوة برُمْضان اللعبـات"، والتي غناهـا المـغـني صـلاح وجـدي، لتصف لـعـبـة الـمـحـيـبـس البـغـدادية الأصـيـلـة، والتي شارك في أحد مقاطعـهـا الفنان الحالد الذكر أحمد الخليـل، كما قدم للفنان الراحل محمود عبد الحميد أغنية "مـحـلى ليالي الـصـيـف" .
لـقد تمـيـز الراحل علاء كامل عن بقية ملحني الخمسينات والستينات بتاثره الكبير بالمؤلف الموسيقي والمـطـرب الألـمـعـي الـمـصــري محمد عبد الوهاب أولاً، وبـتـقـديـمـه لأعمـال موسيقـيـة تـجـاوزت في مـضـامـينـها وبنائهـا اللحني، دعك عنك كلماتـهـا، كل ماعرف لحد تلك الفترة من ألحان وأداءات، ونـجـح ببـراعـة في "إسـتـخدام " الأنـغـام الأكـثـر أُلـفـــة لـنـفـوس واحـاسـيـس أتــرابــه، لا لـشـئ، غير أنه ، إبن الـفـيـحـاء الغـالـيـة اصـيـل في عراقـيـتـه.
لاريب إن كلمات الأغـاني التي لـحـنـها علاء كامل كانت صادقة في تعبيرها عن مشاعر عراقيي ذاك الزمان: حب العراق والإخلاص له، فرحة الثورة ونيل الحرية، الأمل بالغد السعيد والحماس والعزم على تحقيقه.
إثنان كـتـبـا كلمات الأغاني الوطنية التي غنتهـا "الـمـجـمـوعـة" وهي فرقة إذاعـة بغداد، الخالدين زاهد محمد وهلال عاصم، واللذان كان في معمعة الحياة اليومية للشارع العراقي، كل على هـواه وإتـجـاهـه يـود أن يـخدم الوطن من أعماق روحه وجمعتـهـما عبقرية علاء كامل الموسيقية، ومن ذلك ما جسـده لـحـنــه الـفـخـم "أنا الـعـراق" للفنانة الكبيرة مائدة نزهـت وكلمات الراحل زاهد محمد.
إن تلك كانت بحق أغاني وطنـيـة، فـهـي لم تـمـجـد زعيم الثورة، رغم محبة الملايين لـه،
وتجاوزت العادة الشرقية ثقيلة الدم في مدح السلاطين والرؤساء والملوك، لقد مضى الى ما تحتاجـه الأمـة، توجـه الى الإتـحـاد لمواجهة كيد المستعمر المطرود، لـيـلـحـن من مقام الكرد "وحــِّـد الـصــَّـفَّ ونـادي دمـت يـا شـعب العراق
فــي ســــــــــلام ووفاق دمـت يـا شـعب العراق"

وهو ذاتـه مـبدع الـعـمـل الـعـراقـي الـخـالـد من مقـام الـنـهـاونـد
"أحــبـــِّـج يابلادي وأعـيـش بـنـور حـُبـِّج
دوم أهتـف وأنادي وأغنـــّـي دوم بإسـمـج"
وقد جرى توزيع اللحن لاحقـاً، على ما أذكر في أواسط-أواخر الستينات، لتكون قطـعـة موسـيـقـيـة تتـغنـى بالوطن الحبييب من شـماله لـجـنـوبـه.
أم باترى هل شعر أهل العراق وذاقوا طعماً أحلى من فرحة الإستقلال والتحرر، أثر تموز الحرية والعطاء، حينما أعلن الخالد علاء كامل نداء العشق الأبدي للوطن حينما رددت حناجر مبدعي المجموعة من مقام التهاوند:
"أرض بلادنا الخـضـرة عادت إلـنـا حــرة
إحـنـا أهـالـيـهـا نـبـنـي ونـحـصـد بـيـهـا"
في هذا اللحن الجميل تتضـح مـعـالم الـمدرسة المـصـريـة للتلحين لما بعد ثورة 23 يوليو 1952، في أعمال العمالقة كمال الطويل ومحمود الشريف والمقاومة البطلة في بورسعيد 1956ويالحلاوة ماتأثر به فناننا الكبير.
هذا وقد نقل للدنيا إصرار العراقيين على بناء الوطن الجديد في لحن ملؤه الثقة والعزيمة، في نشوة جسدها من مقام الكرد:
"نـعـمــَّـر كـلـنــا ونـبـنـي إنت وآني وإبنـي
عـمـّي وأبـويـه وخالي وأخويه
نـعـمــَّـر كـلـنــا ونـبـنـي"
أم هل نسينا النداء الوطني المـخـلـص للعمال، الذين هبوا لحماية الثورة منذ إعلانـهـا، ذلك اللحن الذي يتميز بدفق من الدعوة العطوفة والحزينة، كمن تـكـهـن بأفق مظلم راجياً إعلاء شأن هذا الـفـئـة المظلومة من شعبنا، ليقول من مقام الـلامـي:
"يلا يلا يلا يلا عالمعمل يلا يلا وتوكـَّل بالله
دير الألــة بـجـهـودك وإثـبــت للـنـاس وجودك"

في هذه الأيام تمر الذكرى الـخامـسـة والـثـلاثون لرحيل الخالد عـلاء كــــامــــل
إبن العراق البار، الذي عشق الوطن وسعى لخدمته في أجمل ماكان يملك، في فنـِّـه الكبير، لا أجـد إلاّ أن أنـحـنـي إجـلالاً لهذا المبدع الغيور، وكم تمنيت، كما أقول دومــاً: هل هناك أجمل من أن تـزهـي شـوارعـنـا وسـاحـاتـنـا ومـتـنـزهـاتـنـا الحـبـيـبـة، لابل حتى الأقســام الدراسـيــة الـمـوسـيـقـيـة بأسـمـه وأسماء عيره من مبدعي عراقنا الحبيب!
لك كل الخلود ياإبن البـصرة الـمـعـطـاء.
علاء كـامــل في سـطـور
*من مواليد مدينة البصرة عام 1924
*ليـسـانـس في الحقوق/كلية الحقوق-بغداد
*دبلوم في الموسيقى/معهد الفنون الجميلة-بغداد
*مدير الميناء الجوي
*رئيس قسم المويسفى في دار الإذاعة العراقية في بغداد
*رئيس جمعية المويسقيين العراقيين
*مؤسس ومدير معهد الدراسات النغمية 1971-1973
مـلاحظــة هــامــة: ساعدني في تدقيق المعلومات صديقي الكاتب والفنان الراحل سـعـود الـنـاصـري، إبن عم الفنان الراحل.
رد مع اقتباس