الشاعر محمد سعيد الحبوبي
وقصائده الغزلية المغناة
وهو العالم الديني والفقيه والمجاهد الكبير
ولد عام 1266هجري وتوفي عام 1333هجري اي ما يقابل 1915 ميلادي. ورغم ما عرف عنه من تبحر في العلوم الدينية فقد كان شاعرا لا يشق له غبار في جزالة اللفظ وعمق المعنى ورشاقة الكلمة وبالاضافة الى ذلك فقد قاد الجموع التي اندفعت لمحاربة الاستعمار البريطاني الذي دخلت جيوشه مدينة البصرة عند بداية الحرب العالمية الاولى والتحمت تلك الجموع مع القوات الغازية قي منطقة( الشعيبة) ولعدم تكافؤ الاسلحة فلقد رجع الى مدينة الناصرية لتوافيه المنية في نفس العام هنالك وليدفن بعد ذلك في مدينة النجف ولكن تخليدا له سمي احد شوارع التاصرية المهمة باسم مجاهدنا الكبير.
وديوانه الشعري يضم قصائد عديدة قيلت لاغراض مختلفة ولكن بعضها الذي قيل في الغزل اخذت شهرة واسعة لقيام مطربي المقام العراقي اليارزين وفي مقدمتهم مطرب العراق الاول محمد القبانجي بغناء البعض من قصائده الغزلية ومنها الرواية التي تروى عن سؤال امير الشعراء احمد شوقي عن الشاعر الحبوبي حينما غنى القبانجي قصيدته المعنونة( يايوسف الحسن) امام وفود المؤتمر الاول للموسيقى العربية الذي انعقد في القاهرة عام 1932 وكا ن شوقي حاضرا وقت غناء القبانجي للقصيدة المذكورة التي اثارت انتباه امير الشعراء لمتانة اسلوبها ورقة الوصف فيها وجزالة اللفظ. لقد قام العديد من مطربي المقام العراقي بغناء تلك القصيدةبمقامات متنوعة كالراست والدشت وغيرهاوفيما يلي معظم ابيات القصيدة الشهيرة
يايوسف الحسن فيك الصب قد ليما---فأن رأوك هووا للارض تعظيما
لح كوكبا وامشِ غصنا والتفت ريما ---فأن عداك اسمها لم تعدك السيما
وجه اغر وجيد زاده جيد---وقامة تخجل الخطي تقويما
يامن تجل عن التمثيل صورته ---اأنت مثلت روح الحسن تجسيما
نطقت بالشعر فيك حين بدا ---هاروت طرفك ينشي السحر تعليما
فلو رأتك النصارى في كنائسها ---مصورا ربعت فيك الاقانيما
اذا سفرت تولى المتقي صنما ---وان نظرت توقي الضيغم الريما
لو لم تكن جنة الفردوس وجنته ---لم يسقني الريق سلسالا وتنسيما
القى الوشاح على خصر توهمه ---فكيف وشح بالمرئي مهموما
ورجض احقاف رمل في غلائله---يكاد ينقد عنها الكشح مهضوما
ان الَم َالحجل ساقيه فلا عجب ---فقد شكى من دقيق الدرز تأليما
الردف والساق ردا مشيه بهرا ---والدرع منقدة والحجل مفصوما
في وجهه رسمت آيات مصحفه ---تتلى ولم يخش قاريهن تأثيما
ذي نون حاجبه لو حاءه اتصلت ---في ميم مبسمه لم تعدَ حاميما
ولحن معبد يجري في تكلمه ---ان ادمج اللفظ ترقيقا وترخيما
يا نازلي الرمل من نجد احبكم ---وان هجرتم ففيم هجركم فيما
الستم انتم ريحان انفسنا ---دون الرياحين مجنيا ومشموما
ان ينأ شخصكم فليدنو طيفكم ---لو ان للعين اغفاء وتهويما
هل توردون ظمأُ عذب منهلكم --- ام تصدرون الاماني حوما هيما
لي بينكم لا اطال اللهبينكم ---غضيض طرف يرد الطرف مسجوما
ان رضيع هواه منذ نشأته ---ونشأتي لم تردني عنه مفطوما
ما حلت عنه ولا عن عهدصبوته ---وان طال الجفا عزما وتصميما
حرمت وصلي كما حللت سفك دمي ---صدقت شرعك تحليلا وتحريما
ياجائرا وعلى عمد احكمه ---اعدل وجرْ بالذي ولاك تحكيما
وله قصائد اخرى في الغزل ايضا وفي الخمريات منها موشح ياغزال الكرخ ونقتطف منه هذه الابيات
هزت الزوراء اعطاف الصفا
فصفت لي رغدة العيش الهني
فارغ متن عهدك قد سلفا
واعد يا فتنة المفتتنِ
ياغزال الكرخ واوجدي عليك
كاد سري فيك ان ينتهكا
هذه الصهباء والكاس لديك
وغرامي في هواك احتنكا
فاسقني كأساوخذ كأسا اليك
فلذيذ العيش ان نشتركا
وله قصيدة تغنى كمقام بعنوان( ناعس الجفن) مطلعها:
حتام يا قلب وراء الملاح---تصفق وحدك راحا براح
كم راعك الوجد وكم جئتني -من مرهف الاجفان تشكو الجراح