عرض مشاركة واحدة
  #220  
قديم 02/05/2011, 09h47
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوة الاعزاء
السلام عليكم



من الفولكلور العراقي


اغنية

يا زارع البزرنكوش





نبات البزرنكوش



في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي كان البغداديون
من اصحاب الوجاهه يعقدون مجالس سمرهم في بيوتهم وكان يحضر تلك المجالس وجوه مختلفه من علية القوم من ذوي العلم والفضل والادب والشعر والسياسه حيث يتجاذبون اطراف الحديث وتدور نقاشات حول امور الساعه وامور مختلفه تستمر الى ساعة متاخرة من الليل .


وكانت تتخلل هذه المجالس فترات جميله من العزف والمقام
والبستات البغداديه التي تضفي على هذه الجلسات روحا من المرح والسعاده .


في شارع النهر المحاذي لنهر دجله في منطقة راس القريه كان هناك بيت بغدادي عتيق تطل احدى واجهاته على النهر ومدخله يؤدي الى زقاق ينفذ الى شارع الرشيد في الموقع المجاور للاورزدي القديم وكان ذلك البيت يحتوي على حديقة غناء مزدانة بانواع الورود والازهار من جميع الاصناف .


وكان صاحب الدار احد وجهاء بغداد الذي كان يرتاد مجلسه
كل يوم جماعات من عشاق ورواد الادب والفن والشعر الى جانب ذلك كان صاحب الدار يقيم الحفلات الغنائيه والموسيقيه بين الحين والاخر .


في احدى الامسيات وعندما اجتمع الجلاس في تلك الدار حضر احد الاصدقاء الذي كان في سفر الى اسطنبول فرحب به صاحب البيت وابلغه الصديق انه قد احضر معه هدية جميله له واخرج من جيبه كيسا صغيرا وبدا يزرع محتوياته في حديقة الدار واستغرب صاحب الدار متساءلا عن هذه البذور فاجابه الصديق انها بذور البزرنكوش وانه نبات جميل ذو رائحة عطره .
وهو من النباتات العشبية المعمرة ويعرف بعدة اسماء منها
البردقوش والمرزكوش والمردقوش وهو من فصيلة النعناع
وعندما يجفف ويطحن يصبح مثل نبات الحناء .

فقال له صاحب الدار
يا صديقي يا زارع البزرنكوش ازرع لنا حنه بدلا عنه لان الشيب قد غزا رؤوسنا وولى الشباب وماله من عودة .

وصادف ان الفرقه الموسيقيه وقارئ المقام كانوا من الموجودين وسمعوا الحديث فاعجبهم الكلام وراحو يغنون بصوت واحد

يا زارع البزرنكوش ازرع لنا حنه

واستمروا في الغناء وفي كل مرة كانوا يضيفون الى البسته كلاما جديدا الى ان اخذت الاغنيه شكلها النهائي .


وفي اليوم التالي بدا الناس يرددونها في المقاهي والشوارع واصبحت بعد ذلك من اجمل اغاني الفولكلور البغدادي الاصيل وهي من نغم النهاوند الجميل وايقاعها سنكين سماعي ...


يالزارع البزرنكوش ازرع لنا حنه
وجمالنه غربن واويلي للشام وما جنه
ومحملات بذهب واويلي فوق الذهب حنه
دك الحديد على الحديد واويلي تسمع له رنه رنه
يامحبوبي جرحتني داويني
يالزارع البزرنكوش ازرع لنا حنه
جرحك ياقلب خزن ولاتسجنيه
يالزارع البزرنكوش ازرع لنا حنه
هية هية خوش بنية حلوة هية خوش بنية
تمشي ابعكدنه إلاوفلي نريه نريه كدر سر نريه
عيني على أم الزلوف روت وشالت يابيك نريه
والزلف شال شراع والكذله مالت يابيك نريه
هية هيه خوش بنية حلوة هية وخوش بنية
يالزارع البزرنكوش ازرع لنا حنه


اجمل من غنى هذة الاغنيه الفولكلوريه هو المطرب القدير يوسف عمر وغناها عدد كبير من المطربين منهم الهام المدفعي .

وبقيت هذه الاغنية خالدة خلود التراث العراقي الجميل ويرددها الشباب والشيبة في جلساتهم لحد الان .


تحياتي
قصي الفرضي / العراق بغداد
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg البزرنكوش 1.JPG‏ (20.6 كيلوبايت, المشاهدات 135)

التعديل الأخير تم بواسطة : قصي الفرضي بتاريخ 02/05/2011 الساعة 09h58
رد مع اقتباس