[نور عسكر]

القاريء الحاج محمود عبد الوهـاب

كان المرحوم الحاج محمود عبدالوهاب من وجوه المجتمع البغدادي ، فهوأضافة الى كونه صاحب أرق وأوسع حنجرة رتلت القرآن الكريم خلال نصف قرن ،والى كونه من أساتذة اللغة والأدب والتاريخ ،وهوشخصية اجتماعية يدخل معه الأبتهاج الى كل مجلس كان يرتاده،لهذا فقد جمع من الأصدقاء مالم يتسن عمن في وضعه ان يجمعه في مختلف انحاء العراق.
كان اداؤه للقرآن الكريم في صوته العذب الرخيم ، كأنه يقوم بدور جوق موسيقي متناسق الألحان لايكاد يرتفع فيه لحن عما سواه،وماكان المستمع الى تلاوته ليستمع الى حنجرة مفردة بل الى مجموعة اصوات ركبت تركيباً سحرياً عجيباً يستطيع ان ينفذ فيه الى القلوب والنفوس فيشيع فيها الخشوع والرهبة والأجلال والأكبار لأيات الذكر الحكيم
وللمرحوم الحاج عبدالوهاب ، قلة من تسجيلات لسور القرآن الكريم .
وكانت هناك أفكار قبل أكثر من نصف قرن ان تعني الجهات المختصة بتدريس (الأقراء) على طريقته الخاصة في المعاهد الدينية ،وان تعهد الى الشيخ جلال الحنفي ،العالم الذي لايجاري في فهم قواعد التلاوة القرآنية ، بأن يُدرس نهج محمود عبد الوهاب في قرآة القرآن ،ولأن أكثر المقرئين قد أستمروا قرآة القصائد والموشحات فضيعوا الأصل الذي أعدوا له،ذلك ان ترتيل القرآن الكريم في المناسبات الجليلة هو غير اسلوب (التغني) بالقصائد والموشحات وتقليد أنغام الألحان الشائعة لدى عامة الناس وليس لدى الخاصة من ذوي العقول والأفهام .كان هناك المركز الأقرائي لتعليم ولتخريج القرآء ,في جامع الخلاني ,أيام الشيخ جلال الحنفي رحمه الله .وأيام المقرئين المبدعين ،الحافظ مهدي ، والحافظ أسماعيل خليل ,عبد الزهرة العماري ،وآخرين رحمهم الله .
ملاحظة : في ملفين للكاسيت وبساعتين وبصوت المرحوم الحاج محمود عبد الوهاب , من التسجيلات الأذاعية لأذاعة بغداد ،أقتطع منه جزء صغير كنموذج للأستماع الى صوته ، وهذه صورة له من أرشيفي ، مـع التحيات .

__________________________________________

@ إزالة الملف لكونه خارج إختصاص المنتدى