عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 25/08/2010, 08h03
الصورة الرمزية داؤد بغدادي
داؤد بغدادي داؤد بغدادي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:472837
 
تاريخ التسجيل: octobre 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: تلفات الدنيا
المشاركات: 720
افتراضي رد: محمد العاشق

محاور في المقام العراقي


حسين اسماعيل الاعظمي



المغنين المقاميين
من اتباع الطريقة القبانجية


محمد العاشق


(1905 – 1984)م

- نظرة ُالجماهير الى نتاجاتِه
- تسجيلاتُه الغنائية
- مقاماتُه


نظرة ُالجماهير إِلى نتاجاتِه

لم يكن المطرب المخضرم محمد العاشق في نظر الأكثرية الجماهيرية مغنياً مقامياً بالمعنى المتداول، في بداياته على الاقل، إذ لم يكن قد أدّى الكثيرَ من المقامات، وفي بدايته مارس الاداءات الدينية من خلال أجوائها كالمدائح والمناقب النبوية الشريفة والتهاليل والاذكار (1*) حيث أدرك الملاّ عثمان الموصلي (2*) وإعتبر من تلامذته المتأخرين، وفي العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين شارك مع زملائه المغنين تسجيل بعض المقامات العراقية لصالح الشركات الاجنبية التي كانت تتجول في كثير من الدول لتسجل تراث الشعوب الغناسيقي، وقد سجل بعض المقامات مثل مقام البهيرزاوي ومقام الجهاركاه والشعر مع الابوذية... الخ وبقيت نظرة الجماهير الى كونه مغنياً بستجياً (3*) أكثر منه مقامياً حتى نهاية مسيرته الفنية، لا لأنه لم يلبِّي حاجة الاتجاهات الذوقية والفكرية الدافعة الى مطالبة المغنين بصورة عامة الى غناء الكثير من المقامات أو جميعها كي يحسب من المغنين المقاميين..! بل لأنه كان بالاساس فناناً يملك بعضاً من صفة الاحتراف، ومع أن مستوياته الفنية الادائية كانت جيدة، تساعده على ذلك خامته الصوتية الجيدة وهي من فصيلة "التنور"(4*) وكذلك إهتمامه بعدد قليل من المقامات العراقية دون غيرها، إلا أنه نجح في تأدية الكثير من الأداءات المقامية والأشغال الدينية، ويرى بعضُ النقاد أنَّ هذه الاجواء الدينية والدنيوية عند ممارسته لها، أمر لا يخلو من قيمة مقامية..


تسجيلاتُه الغنائية

لقد قيل الكثير عن موضوع تسجيله لبعض الاسطوانات المقامية أو بعض الاغاني لصالح الشركات الاجنبية للتسجيلات الصوتية الغناسيقية في العشرينات أو الثلاثينات من القرن العشرين، ولكننا لم نعثر عليها أو لم نسمعها ولم يسمعها الكثيرون ممن يهتمون بهذا الشأن، ولكننا إستمعنا إليه بصورة مباشرة مرَّات عديدة وهو في عمر تجاوز السبعين عاماً ضمن الحفلات الأُسبوعية المستمرة يوم الجمعة من كل أُسبوع في المتحف البغدادي مطلع السبعينات كما مرَّ بنا، وبقي كذلك حتى وفاته في عمر ناهز الثمانين عاماً.. والملاحظة المهمة في هذه التسجيلات البسيطة في تقنيات تسجيلها، أنَّ المطربَ محمد العاشق يمتلكُ خامةً صوتية أكثر من جيدة..! ورغم أنَّه لا داعي للحديث عن فنيَّات الاداء وتفصيلاته بالنسبة لهذه التسجيلات، لكبر سنه وشيخوخته وأُفول قابلياته الادائية، إضافة الى بساطة التسجيل كما قلنا قبل قليل، إلا أن ذلك من ناحية اخرى يعتبر ظاهرة نادرة في تاريخ قابليات مُغنّي المقام العراقي، لمطرب بقي يغني حتى وفاته وهو في عمر كبير ناهز الثمانين عاماً..

وجدير بالذكر، ان الرئيس العراقي الأسبق المرحوم أحمد حسن البكر(1968 – 1979م)، أمر أن تسجل للمطرب محمد العاشق اكثر من سهرة تلفزيونية في تلفزيون بغداد لمجموعة من المقامات والاغاني العراقية التراثية، وكان ذلك أواخر السبعينات من القرن العشرين، تكريماً لتاريخه وشيخوخته ولأغراض الارشفة والتوثيق، نظراً لضياع الكثير من التراث الشخصي لهذا المطرب الرائد.. ومع ذلك لم أستطع الحصول على نسخة من هذه السهرات التلفزيونية حتى اليوم، لكنني أتذكر أنني شاهدتها من شاشة التلفزيون في وقتها..

المطرب المخضرم محمد العاشق


مقاماته
على كل حال، إليك عزيزي القارئ بعضُ المقامات المسجلة بصوت المطرب محمد العاشق مع كلامها المُغنّى، وهي تسجيلاتُه من حفلات المتحف البغدادي.. ففي مقام الجهاركاه غنّى هذه الأبْيات..
جسد ناحل وقلب جريح
ودموع على الخدود تسيح
وحبيب مرّ التجني ولكن
كلما يفعل المليح مليح
يا خلي الفؤاد قد ملء الوجد
فؤادي وبرح التبريح
جد بوصل أحيا به أو بهجر
فيه حتفي لعلني أستريح

ومن سلم مقام الحجاز غنى هذه الابوذيات والعتابة في أُسلوب شكل (Form) المصلاوية..
يرد روحي عليها الترف ينجاد
وحق من بلوته ايوب ينجاد
------------------------------ مفقود
انا سيد وشوكت اتحن عليه
**************
حلو لابس طويل حبي ولاني
الندامة ما تسليني ولاني
ابعكد ضيج نفر مالي ولاني
غدرني ونبت السهمين بيه
**************
حبيبي من وره الشباك شفته
غمزلي بحاجبه وعضلي بشفته
تره عيني العمت لاجان شفته
نغل وشبدل قلبه عليه
**************
تحاجيني براس الكشك من فوق
يصح باغة يدك العجل فوق
يباشة رون بلي جاي من فوق
تحاجيني ترك ما افهم جواب
***************

وفي مقام جهاركاه آخر ومقام الاورفة كلٍّ على حده كرَّر هذه الأبيات..
الشوق شوقي والغرام غرامي
والحب حبي والهيام هيامي
والوجد وجدي فوق كل صبابتي
ومقام حبي فوق كل مقامي
دعوى المحبة لي عليه شواهد
دمعي وسهدي بالدجى وسقامي
الناس في سلوى وسعود حبهم
ومحبتي للمصطفى وغرامي

وفي مقام اورفة آخر، غنّى هذه الابيات..
عيون من السحر المبين تبين
تسالمها العشاق وهي تقول
مراض صحاح ناعسات
ناعمات لها عند تحريك الشمول
اذا هي ألبست حلياً من الهوى
ولكن لها كن مغرما فتقول

وفي مقام الصبا غنى هذه الأبيات..
خليلي دمع العين قد جرَّح الخدا
وبيض شعري بعد ما كان مسودا
بليت بقاسي القلب عذَّب مهجتي
رضيت به مولى ولم يرض بي عبدا
لاتدعني أموت فيك إشتياقا
فاتخذني لعبد عبدك عبدا

وفي مقام الحكيمي غنى نفس الزهيري الذي يغنيه فناننا الكبير محمد القبانجي في نفس المقام (الحكيمي) ايضا..
مرافجي حين ما جضن وساجاتي
وقواي عزمي ضون منهن وساجاتي
يمته يعود الهنا واحدي بساجاتي

واشاهد ام الطلب واطرب وانامله
والروح تفتر من بعد الانامله
لو اختبر يا سعد ما جنت انامله

سهران ليلي وراسي بين ساجاتي
رد مع اقتباس