عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 15/08/2010, 19h53
بلقيس الجنابي بلقيس الجنابي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:307333
 
تاريخ التسجيل: octobre 2008
الجنسية: عراقية
الإقامة: عرائش الكروم هناااكـ
المشاركات: 799
Unhappy رد: { رمضانيات} - شهر رمضان فريضة سماوية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nour asker مشاهدة المشاركة
الأخ والأستاذ أبو هيثم
رمضان كريم ومبارك عليكم جميعاً
في هذا الشهر الفضيل وأنت تتحفنا ياأستاذ أبو هيثم ,بهذه الأغاني الرائعة وتعيدنا لتلك الأجواء الرمضانية الحلوة في العراق والتي مازالت ايامها وذكرياتها عالقة في ذاكرتنا ,فألف شكر ودعاء لك بما قدمت من نوادر ,وخاصة أغنية "ماجينة ياماجينة" ,وتحية للأستاذ فاضل الخالد والذي ذكر كل هذه التفاصيل الفنية وعن المطربة "سلامة" والتي لايوجد ذكر لها مع الأسف على النت.
نلاحظ مقطع " ياأهل السطوح تنطونا لو نروح " وهي من الموروث العراقي ,ويصادف أحياناً شهر رمضان في الصيف مثلما هو الآن في آب اللهاب ,لذا ينادي الأطفال على أهل السطوح ,سطوح المنازل والنوم صيفاً (فوگ السطح ) يا محلاها من نومة طيبة .
هناك أيضاً أغنية كانت تذاع في شهر رمضان وهي:
يانايم صح النوم
وحد الدايم
لو نحضى بها ان وجدتها في ارشيفك الغنائي والموسيقي .
وأخيراً أضم صوتي مع الأستاذ وسام الشالجي كما ذكر في الصفحة الأولى عن أغنية "المحيبس " من أداء المجموعة أو الأنشاد وان شاء الله نسمعها هنا :
حلوة برمضان اللعبات
على المحبس أطلع يا بات
ننقلك هذي الصورة
عن هاللعبة المشهورة
ومن هنا نشكر الشاعرة الأستاذة بلقيس الجنابي ,والأستاذ محمد العمر ,وكل الأخوان والأعزاء على قلوبنا السماعية ودمتم في خير هذا الشهر الكريم.

الله أكرم أستاذنا الجليل
والف شكر لاشراكنا ذكرياتك الجميلة

نزيد هم الذكريات هموم واكثر ,

نحن الآن في شهر رمضان المبارك اعاده الله علينا و على سائر المسلمين بالخير و السلامة. و شهر رمضان شهر الذكريات و المتع. يقضي الشباب امسياتهم الرمضانية في اكثر الدول الاسلامية يتسامرون في المقاهي او ينغمرون في العاب الطاولة و الدومينة فيما يقضي الشيوخ وقتهم في العبادة و في مجالسهم الخاصة . تنشغل النسوة بالفوازير و الحكايات. بالطبع في هذه الايام يلعب التلفزيون و الكومبيوتر دورا رئيسيا في حياة الجميع. ما الذي يفعله الاطفال في مثل هذه الايام؟

نجد ان الاطفال في كل ربوع العالم يشغلون موضعا اساسيا في الاعياد حتى لكأن الاعياد صممت تقليديا لهم. اتذكر من ذلك في العراق انهم كثيرا ما تجمعوا في مواكب صغيرة ، ذكورا و اناثا، بعد الفطور و حلول الليل. هذا طبعا في ايام الخير قبل ان يأتي الارهابيون و يجعلوا الخروج للشارع اقرب ما يكون لعملية انتحارية. اعتادوا على التجمع ثم السير من زقاق الى زقاق ، يحملون الفوانيس ليتبينوا دروبهم. يطرقون الابواب بقيادة من هو اكبرهم سنا و يقفون امام البيت و يغنون: ..

ماجينة يا ما جينة





يااهل السطوح تنطونه لو نروح

و حكاية اهل السطوح هي انه كان من المعتاد لهؤلاء الصغار ان يقوموا بجولتهم هذه عندما يقع شهر رمضان المبارك في الصيف و يطيب السير والتجوال في الطرقات. يكون عندئذ سكنة البيت قد فطروا وصعدوا للنوم فوق سطح البيت على عادة العراقيين في تلك الايام غير خائفين من سقوط الصواريخ و القنابل.
يا اهل السطوح تعطونا او نروح ، ينهض حينذاك واحد منهم الى سياج السطح.

إن كان قد اعجبه غناء الجوقة واستحسن اشكالهم فيلقي عليهم شيئا من الشكولاته والملبس . واذا تضايق منهم و انزعج من اصواتهم يصب عليهم جرة ماء من فوق و يفرقهم. يتراكضون عندئذ وهم يولولون ويصرخون. ولربما ينهالون بالشتائم على صاحب البيت. ويستمر هذا الروتين كل ليلة من ليالي رمضان الشريف.
لا احد يعرف من هي ماجينة هذه التي يرددون اسمها في اغنيتهم، ماجينة يا ماجينة، فكي الكيس واعطينا. لا بد ان كانت واحدة من النساء الثريات في بغداد. ربما كانوا يقصدون بها ريجينة ، المحسنة اليهودية التي كثيرا ما تصدقت على الفقراء في بغداد ثم قتلوها على عادتهم في قتل كل من يحسن اليهم.

من الطريف ان نلاحظ كيف ان اولاد الاوربيين ايضا يفعلون شيئا مشابها فيحملون الفانوس ليلا ويخرجون من بيوتهم يطوفون على بيوت الحارة في ايام الكرسمس و يغنون اغاني مشابهة فيكافؤهم اصحاب البيوت بالشكولاته او الفلوس. في امريكا، يخرجون في ليلة الهلوين، ليلة السحر والسحرة ، يطرقون الابواب ويسألون من يفتحها لهم : مقلب او مكرمة؟ إن قال "مقلب" عملوا عليه مقلبا برشه بالماء او الطحين او الضحك عليه بأي شكل من الاشكال. وإن قال مكرمة وجب عليه ان يعطيهم شيئا ، كما يفعل الكثير من حكامنا مع الشعراء و المداحين.

و بعد ان يكون الاولاد قد انهوا جولتهم الليلية " ماجينة يا ماجينة" ، يجتمعون في زاوية من الزقاق ويتقاسمون ما فازوا به من شكولاته. يأكلون ما اصابوه ثم يلعبون العابهم الرمضانية حتى ساعة متأخرة من الليل. يخرج عليهم آباؤهم و يسوقونهم الى منامهم ، كل الى بيته. او ربما يتضايق الجيران من ضجيجهم فينزلون اليهم ويفرقونهم : " يا الله يا ولد، كل من لبيته. وجعتوا راسنا!"

تلاشت تقاليد ماجينة يا ماجينة منذ عدة سنين و اختفت كليا بعد اختفاء الأمن من وجه العراق وراحت مع كل الأيام الحلوة اللي راحت وفاتت.
__________________
الْحَمــــد لِلَّه رَب الْعَالَمِيــن
...
دگعد ياعُراق شِبيكـ
مُو انْتهَ الِلي على الكلْفات ينخُونكْ
رد مع اقتباس