عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 05/10/2009, 22h58
الصورة الرمزية أبو سالم
أبو سالم أبو سالم غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:15274
 
تاريخ التسجيل: février 2007
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
المشاركات: 312
افتراضي رد: عبد العزيز جميّل : عازف الكمان العربي التونسي

شكرا على التوضيح، الإشكال يكمن في عدم ترويج هذه التسجيلات لدى عامة المستمعين وعدم تسويقها بنشرها على اشرطة تُباع مثلما هو حال تسجيلات الشيخ العفريت أو حبيبة مسيكة وهنا يأتي المنتدى بجهد أعضائه وتفانيهم في التعريف بمختلف أوجه النشاط الموسيقي بالعالم العربي كبديل عن تقصير الإذاعات المحلية في التعريف بهذا التراث ونشره بين مختلف الأجيال والشرائح بمجتمعنا العربي

وقد كانت تقاليد الأداء التي نشأ عليها عبد العزيز الجميل مما إعتاد على تداوله الموسيقيون التونسيون والتي كانت الطائفة اليهودية تلعب الدور الرئيسي في هذا النشاط خلال القرن التاسع عشر إلى ثلاثينات القرن العشرين: أي أن عبد العزيز جميل كان من بين هذه القلة من مسلمي التوانسة في ممارسة العزف على الكمنجة أو الجرانة كما اعتاد التونسيون تسميتها مقابل العديد من الأسماء من الطائفة اليهودية التي كانت تحتل الساحة الفنية ومن بينهم خيلو الصغير وألبار العداوي وغيرهم

وكان التحول إلى طريقة الأداء الإفرنجية والتي تُنسب الريادة فيها إلى الفنان محمد التريكي والتي إنتشرت إثر تأسيس المعهد الرشيدي قد قضت بشكل نهائي على طريقة الإمساك بالكمنجة على طريقة الرباب أي بوضعها بشكل عمودي فوق الركبة أو مثبتة بين الفخذين

غير أن تاريخ ما تمتلكه الإذاعة التونسية من تسجيلات عبد العزيز جميل مع الهادي الشنوفي في حصتهما الأسبوعية خلال خمسينات القرن العشرين حسب المعلومات التي أمدنا بها الشيخ امحمد يُفيد بأن تقاليد هذا الأداء قد تواصلت مع عبد العزيز جميل وربما مع عدد آخر من التونسيين قد لا نعلم عنهم شيئا وخاصة من بين الهواة وذلك قبل أن تندثر هذه التقاليد بالبلاد التونسية على عكس جاراتها الجزائر والمغرب إذ حافظت هاتين الأخيرتين على هذه التقاليد إلى يومنا هذا بالرغم من ظهور الطريقة الأوروبية وإنتشار التعليم الأكاديمي بمعاهدها الموسيقية المختصة

على أية حال، تُعتبر هذه التسجيلات وثيقة صوتية هامة لكل من يرغب في دراسة أساليب الأداء على الكمنجة بالطريقة التقليدية التراثية وهي متممة لما نمتلكه من تسجيلات مرحلة العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين وتتميز بنقاوة الصوت وصفائه مما يعين على التأمل في الخصائص الصوتية لهذه الطريقة في العزف على الكمنجة

تحياتي

أضيف هنا أن الوحيد الذي نهل من معين جميّل - حسبما عاينته - هو الفنان خميّس الحنافي - الذي كان يبيت في مقصورة ورشته لمدة إحدى عشرة سنة وفي نفس الوقت كان مساعدا له داخل الورشة. وأظن أنه لم يغادرها إلاّ حينما تزوّج .

التعديل الأخير تم بواسطة : امحمد شعبان بتاريخ 06/10/2009 الساعة 22h02
رد مع اقتباس