عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 10/09/2009, 18h22
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوه الاعزاء


السلام عليكم




ذكريات عن الموسيقار العراقي المايسترو آلبير شفو




اول مدير لموسيقى الجيش العراقي عام 1939 فنان ومؤلف موسيقي وقائد اوركسترا







ولد البير شفو عام 1916 ولايزال حي يرزق ومقيم في امريكا منذ فترة طويلة بعد تركه بريطانيا ومتزوج من سيدة انكليزية عام 1952 وله ولد واحد يعمل طبيبا ويقيم في امريكا
آلبير ما يزال متمتعاً بعافيته، ومستمراً على كتابة مؤلفات موسيقية جديدة. لقد أنجز حتى الآن (119) قطعة موسيقية.إنه رجل سيبلغ هذه السنة (93) عاماً من العمر، ومع ذلك فهو بحالة جيدة جداً.. غادر شفَّو العراق ، في عزِّ شبابِه، تاركاً وراءَه ما قامَ أو أسهَمَ ببنائه. مِن الناس مَنْ إستذكره ويذكره بما يستحق .

يقول البير شفو ، إنه ترك العراق في العام 1952، ولم يرجع إليه نهائياً. مُرجِعاً أسباب ذلك إلى إختلافه مع الأمير عبد الإله الوصي على العرش وولي العهد؛ لنستمع إليه في سرده لهذه القضية: مما يؤسف له أن علاقتي بالوصي ماكانت في أفضل أحوالها. فهو يرغب في الموسيقى العربية، وأنا ليس لي مَيل في ذلك. لذلك كان قراري مغادرة البلاد.. ومع ذلك، إن الطريقة التي قُتل بها الأمير كانت بشعة، وكان أسفي كبيراً على مقتله.

في العام 1951 – 1952 إلتقيتُ في لندن بوزير المعارف العراقي آنذاك خليل كنّة. الذي أراد منِّي العودة للعراق لتسلُّم إدارة معهد الفنون الجميلة إضافة إلى عملي الأصلي. فكَّرتُ مليّاً بالعَرض الذي تقدم به الوزير: أعلمتُه موافقتي على العودة.
لكن الوزير، حين عاد للعراق وبحث الموضوع مع وزير الدفاع (بحكم عملي في موسيقى الجيش)، أعلن الأخير رفضه، نتيجة حادثة "عابرة" جرت في السابق. إستمر الوزير على رفض التعامل معي.
كان ممكناً لي الذهاب إلى (تحسين قدري – رئيس الديوان الملكي) الذي كان صديقاً حميماً لي؛ لم يكن يرفض لي طلباً. لكني قررتُ أنه من الأفضل أن نعود إلى لندن. وهذا ما حصل فعلاً بسفرنا زوجتي وأنا إلى هناك.

ويحدثنا هنا عن إنفتاح أبواب المستقبل في بلاد الغرب
في العام 1953 كان صديق يعمل في محطة الإذاعة البريطانية (BBC) الذي دعاني لتسلُّم مهام قائد أوركسترا الإذاعة والتلفزيون في نيوزيلندا، بحكم كونه رئيس هيئة الإختيار. بعد دراسة الموضوع بعقلانية قررت أني لن أُقبر(أُدفَن) نفسي في هكذا مكان بعيد جداً عن لندن. وبهذا رفضت العرض.

كما حصلت على وظيفة للعمل مع أوركسترا هاله، تحت يد السر جون باربيروللي في مانشستر، بمناخها المزعج. كان تصرفي ذاك خطاً كبيراً برفض العمل مع السر جون.

لأكثر من خمس عشرة عاماً، عمل آلبير شفّو قائداً أولاً لفرقة (سالزبوري) السمفونية، مدربّاً ومديراً فنيّا لها. عند مغادرته مدينة (سالزبوري) عام 1982، أشار قائلاً:
أعتقد أني قد أنجزتُ ما كنتُ أرغب بإنجازه هنا؛ إني أترك لمدينة (سالزبوري) فرقة سمفونية أعتز وأفتخربها.
ومع النشاط الموسيقي الكبير الذي كان يقام من قبل معهد الفنون الجميلة والفرقة السمفونية المشكلة فيه، كانت أجواق الموسيقى العسكرية تعنى أساساً بموسيقى "المسير" بحكم إختصاصها.

إختفى فجأةً عند مغادرته البلاد بشكل نهائي لم يعد بعدها سوى مرة واحدة شكَّل خلالها فرقة سمفونية إجتمع فيها عازفون من معهد الفنون الجميلة، ومن موسيقى الجيش، إلى جانب عازفين أجانب، قادها في حفلتها الوحيدة التي أقيمت عام 1952 على مسرح قاعة الملك فيصل الثاني الكائنة في الباب المعظم من بغداد (قاعة الشعب فيما بعد). أجل: اختفى بعدها عن الساحة العراقية، وكانت تلك خاتمة حضوره عراقياً.


لنترك الحديث له مجددا :
أصبحتُ في العام 1939 مديراً لموسيقى الجيش؛ كان لدينا عدد من الأجواق، لكنها كانت غير متطورة. لذلك أول ما قمتُ به هو تحديث الأجواق كما في أجواق الجيش البريطاني.
من أنشطتي الأخرى تقديم برامج للموسيقى الكلاسيكية في محطة الإذاعة. كذلك ربط جوق موسيقى الشرطة بإدارتي .
بدأتُ بفرقة بغداد السمفونية مطلع الأربعينات ، قدمت الفرقة حفلة على قاعة الملك فيصل الثاني. مطلع الأربعينات (1941 – 1943،). وهذه صورة لااحدى حفلاتها .





الموسيقى السمفونية في العراق ليست وليدة مزاج عابر، بل أخذت بالإنتشار رويداً رويداً عبر الأسطوانات الفونوغرافية للكرامفون ، التي كان يقتنيها محبّو هذا النوع من الموسيقى، ومن ثم تأسيس المعهد الموسيقي العراقي عام 1936 (معهد الفنون الجميلة فيما بعد) حيث أخذ المعهد على عاتقه تدريس الموسيقى بشكليها شرقياً وغربياً؛ والغربية تعني الموسيقى الكلاسيكية (السمفونية).

كما جرى من خلال المعهد تشكيل فرق موسيقية إما على شكل جوق موسيقى الآلات الهوائية والقارعة التي تولاّها إدارةً وتدريباً وقيادةً مدير المعهد، الموسيقار العراقي حنا بطرس. ومن ثم قاد أول فرقة سمفونية عراقية قدمت حفلتها على حدائق الكلية الطبية الملكية العراقية في العام 1941.
إستمرت الموسيقى السمفونية بالإنتشار ضمن مساحة محدودة من الجمهور المتلقي لها. ويعود الفضل في ديمومتها، إلى أساتذة وطلبة معهد الفنون الجميلة الذي إحتضن بداياتها ومن ثم تأسيس (جمعية بغداد الفيلهارمونيك) التي ارتبطت بها الفرقة السمفونية منذ العام 48 – 1949. والتي صارت فيما بعد ربطها رسمياً بوزارة الإرشاد (وزارة الثقافة والإعلام فيما بعد) تعرف بالفرقة السمفونية الوطنية العراقية. أما على الجانب الآخر فلقد كان لموسيقى الجيش دور مهم في إستقطاب الكفاءات الموسيقية التي برزت من بين صفوفها من الأفراد (ضباطاً وضباط صف وجنود) ضمن تشكيلات أجواق الموسيقى العسكرية؛ كانت هذه الأجواق تؤدي القطع الموسيقية ذات الطابع الكلاسيكي الخفيف، بالإضافة إلى موسيقى المسير (March) المستخدَمة في الإستعراضات العسكرية. وهكذا كان إهتمام مدير موسيقى الجيش، آلبير شفو، شخصياً، في تشكيل فرقة سمفونية أخرى موازية للفرقة السمفونية الوطنية، لتعمل على نشر الموسيقى الكلاسيكية كثقافة للمجتمع.
فلقد قمنا بتدريب الموسيقيين في هذه المدرسة، وإعداد قادة للأجواق الموسيقية، وتطوير كفاءاتهم العزفية والثقافية. كان لدينا في مدرسة الموسيقى ثمانين موسيقياً؛ إخترنا أفضلهم للعزف في حفلاتنا على قاعة الملك فيصل الثاني. إضافة إلى الإستعانة بهم في الفرقة السمفونية.شرعنا بفرقة بغداد السمفونية مطلع الأربعينات وقدمنا حفلتنا على قاعة الملك فيصل .

في تلك الفترة إستلمت دعوة للذهاب إلى عبادان لقيادة فرقتها السمفونية المشكلة من منتسبي شركة النفط هناك. قدمنا حفلتين للأوركسترا هناك وكان تعاملهم معي جيداً.
وعندما عدت إلى بغداد أرسلت لتلك الفرقة دعوة لتقديم حفلة هنا. لقد سررت في قيادة الأوركسترا في كل من المكانين. كان من لطفهم أنْ أهدوني ساعة ثمينة تقديراً لخدماتي. وقد إستضافوني هناك بشكل لائق.
بهذا فقد توليت الأعمال الآتية:


1- مديراً لموسيقى الجيش،
2- مديراً لمدرسة الموسيقى العسكرية،
3- منظماً لبرامج إذاعية للموسيقى الكلاسيكية،
4- قيادة الفرقة السمفونية،
5- مسؤولية الاشراف على جوق موسيقى الشرطة.


تطرقت عن كيفية نشوء التكوينات التربوية الموسيقية الرسمية في العراق، فترة ما بعد تأسيس الدول العراقية الحديثة (المملكة العراقية – 1921)، والتي كانت بمبادرات شخصية من لدن المؤسسين، في زمن ما كانت فيه التربية الموسيقية بمستوى الدولة. فكان تشكيل أول جوق لموسيقى الجيش العراقي في الموصل عام 1923، الذي تولَّى حنا بطرس إدارته وقيادته. في زمن كان جوق الموسيقى العسكرية في بغداد بإدارة ضباط من موسيقى الجيش البريطاني، وعلى رأسهم الميجور كولفلد (ملحن السلام الملكي العراقي). في العام 38 – 1939 تم إختياري لااكون مديراً لموسيقى الجيش العراقي.

أضطر آلبير شفّو لمغادرة العراق عام 1952، لخلاف حصل بينه وبين الأمير عبد الإله، ولي العهد والوصي على العرش، حيث كان الأمير يميل إلى موسيقى التراث العراقي ولا يهتم للموسيقى الغربية (هكذا كانت تدعى) والكلاسيكية منها بوجه الخصوص. توجه آلبير إلى بريطانيا ليستقر فيها قائداً للفرق السمفونية، قبل إنتقاله بشكل دائم إلى الولايات المتحدة الأميركية.




البير شفو عام 2005






إحسان أدهم يعزف الفلوت المنفرد بمصاحبة أوركسترا وترية من الفرقة السمفونية الوطنية العراقية، ويشاهَد إلى الجهة اليمنى من الصورة باسم حنا بطرس يعزف الجلو؛ كانت هذه الحفلة على قاعة مكتبة الطفل العربي عام 1973، المجاورة لمدرسة الموسيقى والبالية قبالة المدخل الرئيس لمتنزه الزوراء ببغداد .
.
يروي إحسان إبراهيم أدهم من ذكرياته
لقد سمعتُ عن السيد شفّو مُذ كنتُ طالباً في المتوسطة الغربية في الباب المعظَّم، وهي قبالَة موقع مديرية موسيقى الجيش. أعلَمني بهذه المديرية زميل معي في الصف يُدعى نوري وهو إبن سعيد إبراهيم الذي كان معاوناً لمدير موسيقى الجيش شفّو. في أحد الأيام إستفسرتُ من صديقي نوري عن إمكانيّة زيارة موسيقى الجيش، فكان جوابه مشجعاً بقوله: إن ذلك سهل جداً. فوالده يعمل معاوناً للمدير هناك. وهكذا كانت زيارتي الأولى للمديرية، تُجَّولتُ بين صفوفها والطلبة أثناء تدريباتهم على آلاتهم الموسيقية المختلفة، الذين كان بعض منهم قد إلتحق فيما بعد للعزف في الفرقة السمفونية الوطنية العراقية وصاروا زملاء لنا فيها. كانت زيارتي تلك مهمة ومثيرة لدي، فترة دراستي المتوسطة بين 1950 – 1953، إذ كنتُ أنوي التسجيل في معهد الفنون الجميلة بعد الدراسة المتوسطة لدراسة الموسيقى (آلة الفلوت).


إحسان إبراهيم أدهم: مواليد 1934، فنان تشكيلي، خطاط، عازف فلوت أول في الفرقة السمفونية الوطنية العراقية، ومن الجيل الثالث المؤسس لهذه الفرقة. مقيم مع عائلته حاليا في الدانمارك حيث يمارس كلَّ فنونه فيها معرِّفاً بثقافة بلده العراق .


منقول للفائدة بتصرف
تحياتي
فصي الفرضي / العراق بغداد
الصور المرفقة
نوع الملف: gif المايسترو البير شفو.gif‏ (229.1 كيلوبايت, المشاهدات 358)
نوع الملف: jpg البير شفو قائد الفرقة السمفونية.jpg‏ (59.9 كيلوبايت, المشاهدات 359)
نوع الملف: gif البير شفو 2005.gif‏ (160.2 كيلوبايت, المشاهدات 353)
نوع الملف: jpg احسان ادهم 1973.jpg‏ (41.8 كيلوبايت, المشاهدات 354)
رد مع اقتباس