الموضوع: ناصر حكيم
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04/06/2009, 19h17
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي ناصر حكيم



الاخوة الاعزاء
السلام عليكم
ناصر حكيم.. ذلك الصوت الجنوبي الشجي الممتليء عذوبةفي الاداء لالحان واغنيات كانت بالامس وما زالت تشكل البدايات الاولى للاغنيةالريفية في العراق يوم كنا نفتقد لأبسط مستلزمات التوثيق والتسجيل الصوتي الحديثة حتى انتشار جهاز الكراموفون(صندوق اليغني) كما كان يحلو للبعض تسميته الذي يعمل على الاسطوانات وذلك في بدايات القرن الماضي.
ان رحلة الاستذكار هذه عن سيرة وحياة هذا الفنان الرائد الكبيربعد ان مضى على رحيله سبعة عشر عاما تجعلنا نستمتع حقا بالتعرف عن كثب على بدايات الاغنية الريفية في العراق وقبل اكثر من ثمانين عاما والتي هي في ذات الوقت رحلةاستطلاع مشوقة لطبيعة الحياة بمختلف تفاصيلها واتجاهاتها الاجتماعية والثقافية فيذلك الوقت.
ففي مدينة الناصرية وفي ناحية العكيكة التابعة لقضاء سوق الشيوخ ذات الطبيعة الساحرة لمناظرها الخلابة وبساتينها الغناء المزدانة باشجار النخيل العاليةوالممتدة على ضفاف الفرات وبالتحديد في منطقة ريفية تدعى (البندريات) ولد الفنانالكبير المرحوم ناصر حكيم عام 1910 ليكون تسلسله الاول بين اخوته الاربعة (مونس وعبد وعلوان وكريم) والذين لم يكن لهم مثلما كان لاخيهم من ذياعة صيت وشهرة بل ابعدتهم مشاغل الحياة بالعمل في بستان والدهم الحاج حسين. فما ان بلغ الصبي ناصر العاشرة من عمره حتى راح يدندن بصوته الطفولي الجميل باغنيات كانت ترددها (بنات العيد) وهن مجموعة من النساء كن يحملن الدفوف ويرددن بعض الاغاني التي شاعت انتشارها انذاك ضمن تلك المناطق في المناسبات والافراح والاعياد، حتى احس المحيطون به بتفرده وموهبته العالية في امتلاك صوت غنائي محبب وجميل فاعجبوا به وشجعوه على استغلال تلك الموهبة في الغناء في اعراسهم ومناسباتهم الكبيرة.
الخطوة الأولى على طريق الشهرة
ما ان بلغ فناننا الراحل الخامسة عشرة من عمره حتى بدأت معالم شهرته تنتشر بشكل اكبر لتتجاوز محيط منطقته والمناطق المحيطة بها ليصل صدى تلك الشهرة الى اجواء مدينته الناصرية حيث كان يجتمع فيها العديد من كبار المطربين المعروفين انذاك امثال الملا جادر والملا منفي وغيرهم.
وفي احد ايام عام 1925اقيم احتفال كبير في مركز المحافظة شارك فيه اكثر من ثلاثين مطربا كان من بينهم الفنان ناصر حكيم الذي سرعان ما لفت الانظار اليه ولصوته الشجي مما حدا بمندوب شركةبيلفون لتسجيل الاسطوانات للاتفاق معه على تسجيل مجموعة من الاغنيات على الاسطوانات في فرع الشركة في البصرة مقابل مبلغ من المال مقداره (50 ربية) لكل اسطوانة فرفض والده فكرة سفره الى البصرة خوفا عليه لكونه كان صغير السن ولكن تمكن مندوب الشركةوبعض معارفه من اقناع والده واستحصال موافقته على السفر فسجل سبعة اسطوانات بسبعةاطوار ومنها (الشطراوي ـ الحياوي ـ الجادري ـ والمجراوي والصبي) وغيرها، ومن الاغنيات الاولى التي سجلها انذاك اغنية (هلبت منيرة ـ يمهيرة البدران ـ بالشطرةشبت نار ـ رد يبو زويني ـ بوية سوادي) وغيرها من الاغنيات.
الخطوة الثانية كانت الى بغداد
وفي مطلع عام 1926 قررت شركات الاسطوانات ومنها بيلفون وبيضافون وغيرها من الشركات الاخرى الاتفاق مع المطرب ناصر حكيم بتسجيل عدد من الاسطوانات نظير (مائة ربية) للاسطوانة الواحدة اي ضعف ما كان يتقاضاه سابقا لاستحسانهم لصوته فاصطحب معه زميلاه المطرب الراحل حضيري ابو عزيز وخضير حسن وشجعهما على تسجيل اغنياتهم على الاسطوانات فقرر الاستقرار في بغداد بعد استئجاره لمقهى في منطقةعلاوي الحلة صارت فيما بعد منتدى فني كبير يجتمع فيه الشعراء والمطربون ومتذوقي الغناء الشعبي بالوانه واطواره المختلفة التي كان من روادها المطرب الراحل عبدالامير الطويرجاوي وحضيري ابو عزيز وشخير سلطان وداخل حسن ومن الشعراء جبوري النجار وبدر الحلي واخرين حتى مغادرته لها في منتصف الستينيات لينتقل الى مقاهي اخرى في الكرخ ومنها كازينو القناديل في الصالحية المجاورة لدار الاذاعة انذاك. ثم صدر قانون التقاعد للفنانين عام 1971 ليعتزل الغناء بشكل تام.
عام 1936 تمافتتاح دار الاذاعة العراقية
وبعد افتتاح دار الاذاعة اللاسلكية العراقية عام 1936 تم استدعاؤه من قبل وزارة المعارف انذاك والتي كانت تشرف على عمل الاذاعة ليتم تعيينه كمطرب وبراتب (ثمانية دنانير) شهريا وكانت الحفلات الغنائية تبث بشكل مباشر وحي لعدم وجود اجهزة التسجيل مثلما موجود في يومنا هذا. وفي عام 1948 شارك فنانناالراحل مع مجموعة من المطربين الاخرين من بينهم حضيري ابو عزيز وعلي مردان وناظمالغزالي في احياء عدد من الحفلات الغنائية الترفيهية لمقاتلي الجيش العراقي الذي كان يقاتل دفاعا عن الارض العربية في فلسطين وفي الخمسينيات سافر الى عدد من الدول العربية والخليجية لتسجيل عدد من الاغنيات والحفلات الغنائية مع عدد اخر من المطربين.
وفي التاسع من نيسان عام 1991 غادرنا ورحل عنا هذا الفنان المبدع واحد رواد الاغنية الريفية العراقية بعد صراع طويل مع المرض تاركا وراءه ارثا فنيا كبيراسيبقى نبعا صافيا تغترف منه الاجيال اللاحقة ومصدرا مهما نعتمده حين نتحدث عن البدايات الاولى لمسيرة الغناء في العراق وعن الاصالة والصدق في تراثنا الفني الذي يمتد لعقود طوال من الزمن.


اغنية ( يالشاتل العودين ) للمطرب الرائع ناصر حكيم

تحياتي
قصي الفرضي / العراق بغداد
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg ناصر حكيم.jpg‏ (23.4 كيلوبايت, المشاهدات 1165)
الملفات المرفقة
نوع الملف: mp3 يالشاتل العودين ناصر حكيم.MP3‏ (716.3 كيلوبايت, المشاهدات 254)

التعديل الأخير تم بواسطة : نور عسكر بتاريخ 15/04/2014 الساعة 06h39
رد مع اقتباس