الأخ الكريم أبو إلياس :
والله إني لفخور بك جداً وبهؤلاء الشبان مثل ابني العزيز باسل زعرور -وكلكم أعزاء - الذين تطوٌعوا وهبٌوا لتسلٌم المشعل من أمثالنا وصدقوا بكل حرص لمواصلة البحث عن كنوز أم كلثوم الدفينة التي لا يقدر على الوصول إليها إلاٌ ذوو العزم من عشاقها .
فهنيئا لي بكم وهنيئا لكل كلثومي بهؤلاء الأفذاذ الذين - لا شكٌ عندي - بأنهم سيواصلون مسيرتهم بما عهدنا فيهم من تفان وغيرة على الطرب الأصيل. ولهم مني بالأصالة ومنكم بالنيابة تحية محبة وإكبار. وعلى رأس الجميع ابني العزيز الكريم كمال الذي نال حبنا واعتزازنا واحترامنا بفضل ما يبذله من تضحيات لا حدود لها والتي أنا أدراكم بها للقيام بدوره كموثٌق ومؤرخ ومسيٌر لما يجدٌ بالأيكة الكلثومية وهذا مكمن النبل فيه والأصالة.
أما بخصوص ما دار بين الأخوين محمد تميمي وأبو إلياس والجمهور المستمع فأنا لي رأي خاص بحكم معاشرتي للست لأكثر من نصف قرن :
أم كلثوم لا تتسلطن إلا بجمهورها بغض النظر عن الحاضرين من ملوك أو رؤساء فإن تجاوب هذا الجمهور معها يجعلها لا تبخل عليه بما يرغبه - وهي بالطبع تحس بمن أمامها - إلى أن تبلغ السلطنة ذروتها حين تصبح هذه السلطنة مشتركة بينهما.وأذكر أنها قالت مرة لأحد محاوريها : لو طلب مني الجمهور مواصلة الغناء لما توقفت عن ذلك حتى مطلع الفجر. وخذوا مثلا لذلك من أي الجماهير شئتم بالأخص في سوريا ولبنان لتدركوا بيسر ما ذهبت إليه.
وبالمناسبة لا أخفي عنكم أن فكروني وإنت عمري الملكيتين المغربيتين محوت شريطيهما من خزينتي بسبب ما تجرعته من الحاضرين الذين لفٌهم سكون وبرودة لا نظير لهما مما أدى بالست أن تكمل الأغنيتين وكأنما تستعرض محفوظتين لا مناص لها من إلقائهما.ولا غرابة إن أصيبت من جراء ذلك بصدمة لن تنساها.والحمد لله أن لها سلوى فيما حظيت به من الجمهور المغربي في حفلاتها خارج القصر.
ودمتم بخير وعافية.