الموضوع: من أجل عينيك
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16/04/2009, 17h33
الصورة الرمزية الألآتى
الألآتى الألآتى غير متصل  
المايسترو
رقم العضوية:1323
 
تاريخ التسجيل: avril 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 68
المشاركات: 2,483
افتراضي من أجل عينيك

بسم الله نبدأ فى تحليل قصيدة ( من أجل عينيك )


كلمات : الأمير عبد الله الفيصل


ألحان : الموسيقار رياض السنباطى


غناء : الست


لن أتحدث عن الكلمات منفردة بطبيعة الحال .. فالجميع هنا أعطى الكلمات ماتستحق .. وربما تكون الكلمات وحدها هى ماجذبت معظم المستمعين للقصيدة .. وسأتحدث عن مافعله السنباطى بهذه الكلمات البديعة .. كيف أظهرها .. وأوضح معانيها بما له من إحساس واضح بالكلمة .. ومعرفة تامة بالتكامل الواجب بين الكلمة واللحن ..


يبدأ اللحن ( كعادة السنباطى ) بأدليب ( دون إيقاع ) .. يبدأه الأكورديون ثم الجيتار ثم الكمان .. فى صولوهات بديعة .. تنهيها الوتريات ..


ثم يدخل الجيتار بجملته الشهيرة الجميلة .. وأعتقد ( والله أعلم ) أن صاحبها هو الراحل ( عمر خورشيد ) .. ويعيد الأورج نفس الصولو .. ونستمع نحن ونستمتع بإختلاف التكنيك بين الآلتين .. ويستخدم السنباطى إيقاع المقسوم حتى يجعلنا نكاد نرقص مع الصولو ..


جدير بالذكر أن السنباطى بدأ بمقام الكرد .. ثم أتبعه بالبياتى .. حتى يسلم أم كلثوم الغناء بالبياتى .. ( لا ينسى شرقيته أبداً )


تغنى الست ( من أجل عينيك عشقت الهوى ) .. ياساتر .. ألهذا الحد يكون للعينان دوراً مهماً فى درجة العشق .. نحن نعرف ذلك بالطبع .. ولكنه واضح جداُ فى هذه القصيدة بالذات .. حتى أننا أصبحنا ننظر فى عين المحبوب مرة أخرى .. علنا نجد هذه المعانى .. التى أبدع فى تصويرها الشاعر .. وأجاد فى توضيحها السنباطى ..


يستمر السنباطى مع البياتى .. حتى ( ولا طعم الهوى ) .. فنجده تحول للراست .. فى تحويلة جميلة إحترافية ..


ويعود مرة أخرى للبياتى عند ( وإظلمه إن أحببت أو فاعدل ) .. لينهى المذهب ..


أعتقد إنى ماشى كويس حتى الأن .. نكمل ..


يستهل السنباطى الكوبليه الأول .. بلازمة موسيقية من البياتى أيضاً .. تبدأها الوتريات ويرد عليا الأورج فى جملة رشيقة ..


تغنى أم كلثوم ( من بريق الوجد فى عينيك أشعلت حنينى ) .. وكما فعل السنباطى فى المذهب .. ينفذ نفس الخطة فى الكوبليه ..


يبدأ بالبياتى ثم الراست عند ( الرؤى حولى غامت ) ثم يعود للبياتى عند ( على لحن شجونى ) ..


تعيد الفرقة نفس اللازمة الموسيقية .. وتغنى أم كلثوم نفس الكوبليه بنفس خطته اللحنية ..


ونقف هنا لحظات لنحلل ونأخذ درساً بليغاً من السنباطى ..


السنباطى لايجعلك تغنى بمزاجك .. حتى ولو كنت أم كلثوم .. يجعلك تغنى بمزاجه هو .. ماذا فعل ؟


عندما غنت أم كلثوم الكوبليه .. نجدها أدت الجملة الأخيرة ( والمنى ترقص على لحن شجونى ) بطريقة معينة .. بحيث تتيح للفرقة أداء مرجع لللازمة .. أى إعادة ..


ولكنها عندما أعادت غناء نفس المقطع .. أدت الجملة الأخيرة بطريقة مختلفة .. حتى تمهد لإنهاء الكوبليه ..


هذه النهايات المختلفة لنفس المقطع .. تضع المطرب على مسار محدد يريده الملحن ولا يحيد عنه ..


فى المرة الأولى .. لايملك المطرب إلا أن يعيد المقطع .. وفى المرة الثانية .. لابد للمطرب أن يستمر فى الطريق المرسوم حتى نهاية الكوبليه .. هذا هو السنباطى .. الذى يجبر المطرب على السير فى إتجاه واحد .. حتى لايترك له أى فرصة للتلاعب والتكرار .. وهو يعلم تماماً .. أن أم كلثوم .. ملكة الإعادات .. فإستخدم خبث الملحن ليجبرها على أداء لحنه كما أراد .. دون فلسفة ..


نعود للأغنية ..


فى الكوبليه الثانى .. يغير السنباطى خطته .. فلا يبدأ بالبياتى .. ولكنه يبدأ بلازمة موسيقية من مقام الراست ..


ونسمع الأكورديون يبدع فى هذا المقام ..


وتغنى الست من نفس الراست ولا تخرج عنه .. حتى نسمع لازمة أخرى من مقام الكرد .. لازمة جميلة جداً .. أعتقد أنه أخذت منه وقتاً ليس بالهين حتى يجدها ..


ودعونا نتوقف لحظة قصيرة ( علشان خاطرى ) .. لأن الفن بيصعب عليا بصراحة .. وماقدرش ألاقى مقام جديد فى سكتى وأصهين عنه ..


مقامنا فى هذه اللازمة هو ( الطرزنوين ) لا تندهشوا أو تتعجبوا أو تأخذكم الرجفة .. ماتخافوش ..


هو مقام الكرد .. ولكن جنسه الفرعى .. هو الحجاز .. تحويلة صغيرة جداً فى سلم الكرد ..


ماعلينا ..


تغنى أم كلثوم .. من الكرد .. الغناء هنا ( فالت ) .. أى بدون إيقاع ونسمع هنا مجموعة من التحويلات المقامية التى لايتسع المجال لحصرها والحديث عنها بالتفصيل .. حتى لا تملوا .. وحتى لا تقولوا أن هذا الرجل ( الذى هو أنا ) يستعرض علينا معلوماته وعضلاته ..


يكفى أن أقول لكم المقامات التى مرت عليها أم كلثوم أثناء غناء هذا الكوبليه ..


سنجد الكرد والطرزنوين والبياتى والشورى ( قار جغار ) .. والراست .. وأخيراً الحجاز .. ياساتر .. شغلانة ..


تنهى أم كلثوم المقطع أو الكوبليه على الحجاز .. ونسمع لازمة موسيقية جديدة .. من نفس الحجاز .. مطعماً بمشتقات الحجاز .. مثل مقام الزنجران ( الزنكلاه ) .. وهو مقام يحتوى على الحجاز والعجم ..


وتغنى أم كلثوم ( كم تضاحكت عندما كنت أبكى ) .. من الحجاز الطبيعى ..


وتستمر مع الحجاز حتى نجدها فى الراست عند ( حتى لم تلقنى لتسأل مابى ) ..


ونسمع نفس الموسيقى .. من الزنجران ثم الحجاز .. حتى يدخل الأكورديون ليعزف من البياتى .. وترد عليه الوتريات ..


تمهيداً لتغنى أم كلثوم مرة أخرى من الفالت .. أى بدون إيقاع ..


تغنى الست من البياتى ولا تخرج عنه إلا قليلاً .. عندما تزور الراست فى بعض الجمل القصيرة وتعود للبياتى مرة أخرى تمهيداً لتغنى ( يافاتناً لولاه ماهزنى وجد ) لتنهى الكوبليه والأغنية ..
__________________
مع تحياتى .. محمد الألآتى .. أبو حسام .


رد مع اقتباس