عرض مشاركة واحدة
  #53  
قديم 02/02/2009, 20h58
الصورة الرمزية lotlatif
lotlatif lotlatif غير متصل  
رحمة الله عليه
رقم العضوية:47692
 
تاريخ التسجيل: juillet 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 81
المشاركات: 423
افتراضي رد: قصة حياة الموسقار محمد عبد الوهاب "حياتي"

23- الحلقة الثالثة والعشرون .. لما أصبحت مطرباً محترفاً كنت أغني يوم عند باشا ... ويوم في دوار ....
يستكمل عبد الوهاب في الحلقة الثالثة والعشرون .... الرواية الشيقة .... التي تحكي قصة أحلى ثلاثة أرباع قرن مرت على مصر .. عصر زمن جميل .. يا ليته يعود .. ويستمر المحاور اللبق في سرد الأحداث بشكل مشوق ومثير ..
وفي هذه الحلقة يتحدث عبد الوهاب ..
عن مشواره بعد أن عرفه الناس .. وكانوا يستقبلوه بترحاب كبير .. وأصبح يحسون أنه لا غنى له عندهم .. هو وفطاحل الفن .. الذين أثروا الوسط الفني .. ورفعوا من شأنه بعد أن كان ينظر لمن يعمل في الفن أنه من الدرجة الثالثة .. وبدأ عبد الوهاب الحلقة بتركيزه أنه عرق حتى يصل إلى هذا المجد .. كان يجوب البلاد شرقاً وغرباً ... وشمالاً .. جنوباً .. وأثناء تجواله لاحظ انفصال الذوق بين طبقات الشعب المختلفة .. بسبب التخلف التكنولوجي آنذاك .. ومع هذا لم يمثل انفصال الذوق بالنسبة لفارسنا أي مشكلة .. لأن خروجه من الطبقة الفقيرة جعله يتقبل تباين الأذواق .. وحملته مشئولية إرضاء كافة الطبقات الغني منها والفقير .. وبدأ عبد الوهاب يوسع دائرة شعراء الكلمة الذين يتعامل معهم .. وقد عرض لنا في هذه الحلقة من أشعار شاعر الشباب أحمد رامي "على غصون البان .. عصفورتان تتناجيان .. " .. "إرخي الستارة إللي في ريحنا .." .. و"بابا جاي ورايا .." .. ولو لاحظنا كلمات أغاني وقصائد عبد الوهاب في هذه الفترة .. نجده حاول بكل جهوده الإبتعاد عن الإسفاف السائد آنذاك .. فكان ينتقي الشعراء والكلمات انتقاء لا نجده في أيامنا الحالية .. وتعرف بـالشاعر السفير الهاوي أحمد عبد المجيد .. ولأن أمير الشعراء مشغولاً في إعداد مسرحيتين "قمبيز .. وعنترة .. " .. وعرض عليه أحمد عبد المجيد مطلع أغنية "كلنا نحب القمر .. والقمر بيحب مين .. " .. فأعجب عبد الوهاب .. وطلب إتمام الأغنية في أسرع وقت .. وتر الإثنان اللساء .. وخرجا إلى الفراندة لإستكمال كلمات الأغنية .. ولجأ عبد الوهاب للشيخ حسن فكان يعتبره أستاذه بجانب أنه شقيقه الأكبر .. ونصحه الذهاب للمشايخ .. كي يستمع الأهات التي يهواها .. وذهبا للشيخ التفتازاني .. وقدمت في الحلقة مناجاة دينية جديدة .. قدمها عبد الوهاب لأول مرة في هذه الحلقة .. "أغثنا أدركنا .. يا رسول الله .. " .. وهي المناجاة التي ألفها له شاعر السحاب أحمد شفيق كامل .. فيما بعد .. على نهم غبتهالات الشيخ التفتازاني .. وجهز عبد الوهاب نفسه وفرقته الموسيقية كي يغنوا أمام الملكة نازلي .. ملكة مصر .. وزوجة الملك فؤاد الأول .. والد فاروق .. وعنة عبد الوهاب "كلنا نحب القمر .. " .. لأول مرة .. وفجأة جاءته الوصيفة .. وطلبت منه أن يغني دوراً قديماً "يا ما أنت واحشني .. " .. ولم يفكر عبد الوهاب كثيراً .. وتفتق ذهنه عن فكرة تخرجه من المأزق .. وتصرف تصرفاً في غاية الذكاء ..
ولكن هذا هو موضوع الحلقة القادمة في مشوار محمد عبد الوهاب .. موسيقار الأجيال .. النغم الخالد .. ملك الذكاء والدهاء
وأترككم كي نلتقي في الحلقة الرابعة والعشرين .. لنستكمل حكاية حياة الموسيقار .. ونستمع له من السرد الشيق للأحداث
مع أطيب التمنيات بحسن الاستمتاع ....
أ‌.د. لطفي أحمد عبد اللطيف
رد مع اقتباس