[وسام الشالجي]

لايختلف اثنان بأن تعرض اي وطن الى خطر الغزو لابد ان يحفز جميع فصائل الشعب لأن يهبوا للدفاع عنه بكل ما يستطيعون من قوة مهما كانت افكارهم وميولهم السياسية . ومن الطبيعي ان تنطلق في مثل هذه المناسبات الكثير من الاناشيد والاغاني الوطنية التي تهدف الى تعبئة الجماهير وتثير في انفسهم الحماس لاداء هذه المهمة الوطنية . ومن الامثلة الحية على مثل هذه الحالة نشيد "الله اكبر فوق كيد المعتدي" المصري الذي انطلق اثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 والذي لايزال حيا في ذاكرة المصريين حتى يومنا هذا ومحل اعتزاز لهم بالرغم من تغير طبيعة الاوضاع التي انطلق في اجوائها . وفي اواسط الثمانينات تعرض العراق الى مثل هذا الخطر فأنطلقت كمية كبيرة من الاغاني والاناشيد لتحفزهم الى ان يهبوا للدفاع عن وطنهم . ان طبيعة المناسبة التي انطلقت فيها مثل هذه الاغاني لابد ان يجعلنا نعتبرها حتما من الاغاني الوطنية المخلصة بشكل بحت مهما كانت طبيعة كلماتها , ومهما يرد فيها من اسماء ربما اتخذت في حينها كشكل رمزي للتعبير عن المشاعر الوطنية . ومن بين هذه الاغاني اغنية

يا كاع ترابج كافوري
ألحان : علي عبد الله
إداء : مجاميع الفنانين

التي تغنت بتراب العراق وشبهت طلقات بالبندقية التي تنطلق للدفاع عنه بالهلاهل التي تزغردها النساء في الاعراس والافراح . ان من الاكيد بأن مثل هذه الأغاني والالحان تشحذ فينا الغيرة على تراب بلدنا وتثير حماسنا وتلهب مشاعرنا مهما كانت ارائنا واتجاهاتنا السياسية بطبيعة الوضع الذي انطلقت فيه , لاننا جميعا لابد ان نكون موحدين بالنهاية في شيء واحد لانختلف فيه هو حبنا الوطن .