[جابر الحسيني]

الأخت تامدا سبب منع أغاني العندليب بالمغرب في تلك الفترة يرجع إلى غناء عبد الحليم للجزائر في عيد استقلالها الأول سنة 1963 و تزامن ذلك مع تزايد حدة الخلاف و التوتر ما بين المغرب و الجزائر حول مسألة ترسيم الحدود هذا النزاع الذي أدى إلى اصطدام البلدين في حرب الرمال الشهيرة و ذلك بعد عدة أشهر من المناوشات الحدودية، أعود إلى عبد الحليم و أقول بأن غناءه للجزائر في عيد استقلالها الأول استغل من طرف النظام و الصحافة الجزائريين في سياق الحرب الكلامية و الإعلامية مع المغرب أما في المغرب فقد تم تفسير غناء حليم بأنه دعم و مناصرة للجزائر أي أنه كان تعبيرا عن موقف النظام المصري الداعم للجزائر إبان ذلك النزاع، فوقع العندليب ضحية حسابات سياسية و أصدر القصر قرار المنع في حق حليم من دخول المغرب و منعت أغانيه من البث و أفلامه من التوزيع لمدة ناهزت السبع سنوات.
و بعد ما طالت مدة المنع أرسل خطابا إلي الملك الحسن يستفسر منه عن السبب وجاء رئيس التليفزيون المغربي إلي حليم وأبلغه أن البعض أبلغ الملك بأنك غنيت أغنية أثناء حرب الجزائر والمغرب تناصر فيها الجزائر فقال عبدالحليم 'إن معلوماتي عن الخلاف بين المغرب والجزائر قليلة جدا ولكن لو اقتنعت أن الجزائر علي حق فلن تمنعني قوة في الارض أن أقول الحق ولو أدي ذلك إلي عدم دخولي المغرب طوال عمري' ووصل الكلام للملك الحسن فأرسل يدعوه لزيارته حسب رواية مجدي العمروسي و الرجل صادق و أمين في كل ما يقول.
و أتذكر بأن العمروسي قال في سلسلة شهادته على تاريخ حليم اللتي قدمتها دبي الفضائية سنة 1998 بأن أحد المغنيين المغاربة كان يأخذ مقاطع من ألحان أغاني حليم و يعيد غنائها بكلمات أخرى هو من أوشى لدى القصر بأن حليم غنى ضد المغرب مناصرا للجزائر و أكيد بأن المغني المقصود الذي تفادى العمروسي ذكر إسمه هو عبد الوهاب الدوكالي الذي استغل فترة المنع المذكورة ليقدم على ما أقدم عليه، و كلام العمروسي هذا يدحض تلك المقولات اللتي بررت اقتباسات الدوكالي بأنها كانت تقديرا منه لحليم أو تم ذلك باتفاق بينهما بل على العكس من ذلك فقد كانت علاقة حليم بالدكالي متوترة و كانوا على جفاء لمدة طويلة و لم يتصالحا إلا بعد عودة العندليب إلى زيارة المغرب و الدليل على ذلك صورة كنت أحتفظ بها لمدة طويلة نشرت في جريدة الأسبوع الصحفي و السياسي تجمع حليم و الدوكالي و مدير الجريدة مصطفى العلوي و فنانين آخرين و كتب تحت الصورة تعليق من مصطفى العلوي : " الحفل الذي أقمته في بيتي لمصالحة عبد الحليم حافظ و عبد الوهاب الدوكالي " .
أما فنان الشعب يوسف بك وهبي فهو من رموز السينما و المسرح في مصر و لا علاقة له بالطرب.
مع خالص تحياتي.