انشودة الفن
كلمات صالح جودت
1944
الدنيا ليــــل والنجــــوم طالعه تنــــورها
نجوم غير النجــــوم من حســــن منظرها
ياللي بدعتوا الفنون وفي ايدكوا اسرارها
دنيا الفنــــون دي خميــله وانتوا ازهارها
والفن لحــــــن القلــــوب يلعب بأوتارها
والفن دنـــــيا جميــــلة وانتــــوا انوارها
الفن مين يعــرفه الا اللي عاش في حماه
والفن مين يوصفه الا اللي هام في سماه
والفن مين انصـــفه غير كلمة من مولاه
والفن مين شـــرفه غير الفاروق و رعاه
انت اللي اكرمت الفنـــــان ورعيت فنه
رديت له عــــزه بعد ما كان محروم منه
ورويت فؤاده بالألحان برضـــــاك عنه
ياللي بدعتوا الفنون وفي ايدكوا اسرارها
دنيا الفنـــــون دي خميـله وانتوا ازهارها
والفن لحن القلـــــــــــوب يلعب بأوتارها
والفن دنيا جميــــــــــــــلة وانتوا انوارها
الفن جنـــــة بتســـــــــحرنا بألوانــــــها
نعــــــيش على بدرها ونغني الحانــــــها
احنا تاج البـــــــلاد الجنـــــه ســــكانها
وانت راعيــــها وحارســـها ورضوانها
الدنيا ليــــل والنجــــوم طالعه تنــــورها
نجوم غير النجــــوم من حســــن منظرها
ياللي بدعتوا الفنون وفي ايدكوا اسرارها
دنيا الفنــــون دي خميــله وانتوا ازهارها
والفن لحــــــن القلــــوب يلعب بأوتارها
والفن دنـــــيا جميــــلة وانتــــوا انوارها
فى هذا التسجيل الاذاعي النقي نسمع ضبط الالات قبل التسجيل,
TARAB
ولا بد من حكاية هذه الانشودة، كيف ولدت؟ ومناسبتها:
كانت هنالك شبه كراهيه من الملك فاروق لعبد الوهاب لإحساسه بإنه "محبوب من النساء"، ولكن العليمين بأسرار القصر الملكي ، يروون ان أخت الفاروق كانت تحب عبد الوهاب، والبعض يقول انها كانت على علاقة معه ، بعد طلاقه من زوجته الأولى عام 1946، مما أغضب العائلة المالكة خاصة وان عبد الوهاب مجرد "مغنواتي"، فتدخل الشاعر صالح جودت المقرب للملك وتوسط ان يصلح بينهما، وبعد ان أفهم عبد الوهاب ان حياته في خطر اذا استمر بالعلاقة او التودد للأميرة الملكية، كتب له قصيدة الفن ليغنيها للملك في أمسية بقصر العابدين، كبادرة حسن نية والابتعاد عن المعشوقة الملكية ، وكان على عبد الوهاب ان يقبل يد الملك ويعتذر عن "خطأه".
لحّن عبد الوهاب القصيدة خلال يومين او ثلاثة ، وجمع الفرقة الموسيقية للتدرب عليها ، وخلال أيام قليلة كانت جاهزة.
ويذكر ان عبد الوهاب حاول مدح الملك فاروق في أكثر من عمل استرضاء له من ناحيه (وربما بسبب العلاقة الخاصة مع الأميرة) وطمعا في الحصول على لقب البكويه من ناحية اخرى. الا ان كل المحاولات ذهبت هباء. في اغنية الفن حاول عبد الوهاب استخدام حيل والاعيب موسيقيه للخروج بأغنيه متميزة تنال رضاء الملك فاروق.. الذي كان يعشق الحفلات الغنائية ويحضرها .
ابدع عبد الوهاب في تلحين قصيدة الفن بوضعه مقدمه موسيقيه غير مسبوقة ولا ملحوقة في تاريخ الغناء العربي . المقدمة البديعة كانت من مقام النهاوند وتبدأ بمقدمة ماهرة على الكمان ويبدع فيها عازف الكمان الأسطورة انور منسي (احد ازواج المطربة صباح وابو ابنتها هويدا). وبعض المشاركات على القانون للجبار عبد الفتاح منسي، والذي يؤدي القطعه الشهيرة بمرافقة الإيقاع المنتظم. ويدخل عبد الوهاب بعد تمهيدة ايقاعية جميلة ، كأنها تقول له تفضل غني يا استاذ.
وبذلك فاجأ عبدالوهاب الغناء العربي بأسلوب جديد وتطور بارز خيث برزت في هذه الأنشوده فكرة المقدمه الموسيقيه الطويله ، إلى جانب دور رئيسي لآلة الكمان ، وللتوزيع الموسيقى الذي لم يكن متبعاً قبل تلك الفتره ، استمر هذا الأسلوب حتى رحيل ام كلثوم وتوقف الأغنيات الطويله بعد ذلك بقليل.
Samirazek
التسجيل الإذاعى المطول أنزلته شركة " صوت الفن " في الذكرى الثانية لوفاة الأستاذ على كاسيت مع قصيدة " لئن طال عمري "وهو تسجيل مشوه ، صالت فيه يد العبث وجالت ، فحذفت منه أجزاء ،وكررت فيه أجزاء أخرى
يقول الأستاذ صلاح عبد الحافظ في كتابه محمد عبد الوهاب قضايا فنية عن أغنية الفن:
"عثرنا على الأصل الإذاعى الكامل وكنا نتمنى أن يأتى الوقت الذى يتاح فيه لتلك الأغنية التاريخية أن ترى النور سواء في الإذاعة أو على شرائط تطرح على الجماهير ، وأخيرا وجدنا صوت الفن يطبعها على شريط كاسيت ، مع قصيدة لئن طال عمري بمصاحبة العود ، ولكن ما أن سمعناها حتى خاب ظننا ، لأننا لن نجد في الفن المطبوعة ما ألفنا سماعه وعرفناه من " الفن " الأصلية للآتى :
سارت الأغنية على ما يرام من مقدمتها الموسيقية وإن كان المسجل قد ترك ما يسبق ذلك من موسيقى تجريب بعض الآلات وضربات البدء ، فالشريط الأصلي فيه هذا كله ، ولم يكن هناك تغيير أو عبث بالمبدأ أو المذهب أو الفقرة الأولى وإعادتها ، وانتقل العزف الى المقدمة الموسيقية للفقرة التالية :
الفن من يوصفه إلا اللي عاش في حماه
وأذيعت المقدمة كاملة وكذا الأداء الأول ، ولكن في الإعادة حذف المسجل الإعادة الأصلية بمقدمتها الأصلية وأعاد الأداء الأول للموسيقى والغناء كما هما ثانية ، والمستمع المدقق الحافظ لأغانى عبد الوهاب يلاحظ ذلك ، فعبدالوهاب لايكرر الأداء والعزف أبدا بل لابد وأن يغير شيئا ، من ذلك عبارة " والفن مين أنصفه "حيث يمد في حرف الصاد خلافا لأدائه في المرة الأولى ، كما أضاع المسجل بهذا العبث والإفساد عزفا على العود مصاحبا للمقدمة الموسيقية لهذه الفقرة المعادة ، ولسنا ندري السبب في هذا التشويه ؟ ولاعذر إطلاقا لهذا التصرف الذى يعد أيضا نوعا من استغفال المستمع ، وإذا كان هناك عيوبا فنية في الإعادة ربما تظهر في التسجيل ، فالأجدر أن تعالج وهو أمر ننفيه تماما لأن الأصلين أو التسجيلين الأصليين لهذه الأغنية الموجودين بالإذاعة يخلوان من أي عيب في هذا الجزء خاصة ، وما حدث في هذه الفقرة الوسطى من الأغنية حدث في الفقرة الأخيرة التي تبدا :
الفن جنة بتسحرنا بألوانها نعيش على ظهرها ونغنى ألحانها
ففي الإعادة كرر المسجل الأداء الصوتى بموسيقاه مع قطع جزء من الموسيقيى في الإعادة وحذف الإعادة الأصلية ، وهذا يبدو من دخول عبدالوهاب بقوله "إحنا تاج البلاد مبكرا قيل الوقت المحدد له والموسيقى مازالت تعزف بقية إيقاع البيت المذكور، وتكرر هذا في المرتين وهذا لايمكن واقعيا أن يحدث ، مما يدل على أن تسجيل هذا الأداء معاد كما ذكرنا
عن:عصام الغنيمى