عرض مشاركة واحدة
  #30  
قديم 07/11/2008, 04h28
الصورة الرمزية MUNIR MUNIRG
MUNIR MUNIRG MUNIR MUNIRG غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:27439
 
تاريخ التسجيل: May 2007
الجنسية: Egyptian American
الإقامة: الولايات المتحدة
العمر: 85
المشاركات: 568
افتراضي رد: قصص وحكايات الفنانين العرب في مصر

قصص وحكايات الفنانين العرب في مصر(21)
حليم الرومي: درس في مصر وانطلقت شهرته من ربوعها
القاهرة - 'القدس العربي' من عبدالفضيل طه 7/11/2008
عرف الوطن العربي الفنانة ماجدة الرومي مطربة ملتزمة تقدم فن الغناء الراقي، ولها ولع بأداء القصائد التي صاغها كبار الشعراء العرب، وتمتاز ماجدة بأنها صاحبة صوت ملائكي ورسالة. ولها معجبون في كل الأقطار العربية.
وكان لها وجودها القومي في مصر خاصة عندما استعان بها المخرج العبقري يوسف شاهين وهي في أول سنين الصبا في أحد أفلامه في سبعينيات القرن الماضي، وأثير حول ماجدة ضجة عندما قيل انها كتبت ضد مصر لكنها نفت هذا الكلام بقوة، وماجدة هي ابنة الفنان الرائع حليم الرومي الذي كانت له في مصر صولات وجولات.
وكثير من أبناء اليوم لا يعرفون والدها حليم الرومي، وهذا عيب أصبح متأصلا في حياتنا الفنية والسبب في ذلك يعود بالدرجة الأولى إلى وسائل الإعلام في الوطن العربي كله، أقصد بصفة خاصة الإذاعات ومؤسسات التليفزيون فضلا عن الصحافة المقروءة، ان كل هذه الوسائل تهتم هذه الأيام اهتماما كبيرا في مسح تاريخنا الغنائي والموسيقى، بـ'أستيكة' (ممحاة)، والدليل على ذلك تلك الأصوات المريضة التي يصنعون منها نجوما، وأولئك الذين يجهلون الفرق بين مفتاح حول ومفتاح 'الحنفية' ويجعلون منه ملحناً كبيراً وموسيقياً من الطراز الأول، ومعظم ما يقدم من أغنيات تؤديها هذه الأصوات المريضة، ألحانها مقتبسة بصورة مشوهة من أغنيات غربية.
وهذه الحالة الموسيقية التي نعيشها قطعت الصلة تقريبا بين موسيقانا العربية الأصيلة وكثير من الناشئة يبدون تعجبهم وجهلهم عندما تذكر أمامهم أسماء لها باع طويل في عالم الغناء العربي، مثل، نادرة أمين، نجاة علي آمال حسين لوردكاش، ملك، صالح عبدالحي، محمد صادق، إبراهيم حمودة، غرام شيبة، محمد سلمان، عبده السروجي، شفيق جلال، عبدالغني السيد، محمد صادق، أحمد عبدالقادر، عائشة حسن، حورية حسن، عصمت عبدالمجيد وبالكاد يسمعون أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وفريد الأطرش، وعدم التواصل بين القديم والحديث لم يكن موجودا فالأجيال التي عاصرت عبدالحليم حافظ، كانت في نفس الوقت تستمع بسماع العديد من فطاحل الفن الذين سبقوه امثال عبدالعزيز محمود وكارم محمود ومحمد الكحلاوي وشفيق جلال ومحمد صادق وجلال حرب وسعد عبدالوهاب وغير هؤلاء من نجوم كبار وحتى الذين كان لهم فضل تطور موسيقانا العربية استمتع بأعمالهم ذاك الذي عاش عهد عبدالحليم حافظ ومحرم فؤاد ونجاة الصغيرة وأقصد بأصحاب فكر التطور هؤلاء، الشيخ محمد عبدالرحيم المسلوب ومحمد عثمان وعبده الحامولي ومحمود الخضراوي وكامل الخلعي وداود حسني وإبراهيم القباني والسيد درويش وإبراهيم رمزي، وكنا نستمتع بألحان هؤلاء العظماء وإبداعاتهم عن طريق فرقة الموسيقى العربية التي أنشأها الموسيقار أحمد شفيق أبو عوف وقام بقيادتها فترة من الزمن طويلة المايسترو الفنان عبدالحليم نويرة، وفرقة أم كلثوم التي أنشأتها رتيبة الحفني وقادها فترة طويلة أيضا المايسترو الفنان حسين جنيد وفرقة السماح التي كونها وقادها أحمد شفيق أبو عوف ثم المايسترو اللواء عبدالمنعم الشربيني بعد ذلك.

إسطوانات

كانت هذه الفرق قديما، مهمتها الأساسية تعريف الأجيال الحديثة بموسيقى السلف من موسيقى بحتة مثل السماعي والبشرف وغيرهما وقوالب الغناء التي اختفت الآن مثل الدور والموشح والطقطوقة والموال والمنولوج والديالوج وغنائيات المسرح القديم، كل هذا اختفى الآن ولم تعد فرقة الموسيقى العربية تقدم نماذج غنائنا التراثي العظيم.
وهناك تسجيلات بأصوات رواد الغناء موجودة عند بعض عشاق الغناء الأصيل والذين يعشقون الطرب كما جاء به ملحنوه الأوائل وهو ما حرص عليه هؤلاء الرواد أمثال الشيخ يوسف المنيلاوي وسيد الصفتي وعبدالحي حلمي وسليمان داود ومحمد نجيب والشيخ سالم العجوز والشيخ سلامة حجازي وداود حسني وزكريا أحمد وغيرهم كما قامت الإذاعة المصرية في أوائل خمسينات القرن الماضي بمحاولة لتسجيل هذا التراث قبل اندثاره بأصوات قادرة منها، عباس البليدي وسيد مصطفى ومحمد قنديل وكارم محمود وشافية أحمد وعصمت عبدالعليم وعائشة حسن وبديعة صادق وغيرهم، وكان متحف معهد الموسيقى العربية يضم عددا من الإسطوانات بصوت عبده الحامولي سجلها قبل رحيله عام 1901.

من هو حليم الرومي

وعودة لحليم الرومي نقول، أنه مطرب وموسيقي كبير نهل من نبع التراث الرائع وكان حلقة مهمة في سلسلة الكبار الذين تواصلوا مع التراث وهضموه وكان تطورهم نابعا من داخل تراثنا وليس جريا بلا وعي وراء موسيقى العلب الليلية الأوروبية، كما هو حادث الآن.

في مصر

صحيح كانت بداية حليم الرومي في بلاد الشام، لكن شهرته المدوية جاءت من مصر التي كانت هي الموطن الأساسي لكل فنان عربي، سمع المطرب الواعد عن تاريخ أبناء الشام في مصر من فنانين كبار بداية من سليم النقاش مرورا على خياط والقرداحي وأبو خليل القباني واسكندر فرح وغيرهم، جاء حليم الى مصر سنة 1935 وقدم عدة حفلات واستمع إليه أحد الخبراء وهو منير الدلة الذي نصحه بالالتحاق بمعهد فؤاد الأول للموسيقى 'المعهد العالي للموسيقى العربية الآن' درس حليم الفن في المعهد على يد كبار الموسيقيين المصريين أمثال مصطفى بط رضا وصفر بك علي ودرويش الحريري وعبده قطر وغيرهم، كما درس أصول قراءة 'النوتة' على الموسيقيين الأجانب الذين كانوا من أعضاء هيئة التدريس في المعهد، واستطاع الرومي أن يختزل مدة الدراسة في سنتين وأصبح يملك ناصية التلحين والأداء المتمكن، وأفسحت له الإذاعة المصرية مكانا ومكانة وقدم أولى وصلاته الغنائية في الإذاعة المصرية سنة 1938 باسم المغني المجهول خشية ألا ينال قبول المستمع العربي، وعندما نجح أفصح عن اسمه وبدأت مصر تعرف مطربا اسمه حليم الرومي، فكان يقدم في الإذاعة وصلات غنائية ويشترك في الحفلات التي كانت الإذاعة ومتعهدو الحفلات يقيمونها على المسارح وفي دور السينما وفي صالات الغناء بحديقة الأزبكية مثل صالة سانتي التي عرفت عبدالوهاب وأم كلثوم وملك وتوحيدة ومنيرة المهدية، وكانت إذاعة وحفلات ذلك الزمن والتي اشترك فيها الرومي إلى جانب أساطين الغناء المصري الذين بدأوا معه أو سبقوه مثل، عبدالغني السيد وعباس البليدي وأحمد عبدالقادر ومحمد صادق ويوسف صالح وآمال حسين ونجاة علي وظل الرومي نجما في الإذاعة المصرية والحفلات الى أن عاد مرة أخرى إلى الشام وفلسطين على وجه التحديد سنة 1941.
في سنة 1945 عاد مطربنا إلى مصر ضمن موجة وصول العديد من مطربي الشام إلى القاهرة هوليوود الشرق مثل: محمد البكار ومحمد سلمان وغرام شيبا ونور الهدى وصباح ولوردكاش ونورهان وغير هؤلاء من فنانين من ربوع الشام، وبدأ - أو قل - عاد الرومي إلى نشاطه الغنائي الفني في الإذاعة والحفلات، لكنه بكل أسف لم يقدم شيئا يذكر في عالم السينما مثل الفنانين الذين ذكرناهم في السطور السابقة، فعاد مرة أخرى الى الشام وتولى عدة مناصب سنتحدث عنها في سطور قادمة، لكنه عاد مرة أخرى لمصر سنة 1948 وكان في نشاط ملحوظ وقام بتلحين بعض الأغنيات لبعض الأفلام المصرية وكانت هذه المرة، هي الأخيرة التي أقام بها في مصر وقدم فيها بعض انتاجه الرفيع الذي لم نعد نسمعه أو نسمع عنه.
تحدثنا في السطور الماضية عن أعمال حليم الرومي وحياته في مصر فقط، لكن الرجل كانت له مساهماته الكبيرة في بلده لبنان وفي بر الشام عموما، ولكي نتعرف على حياته الشامية فنحن على موعد معكم لنصحبه في الحلقة الثانية منذ المولد حتى يوم الرحيل.
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 06m25.jpg‏ (28.5 كيلوبايت, المشاهدات 27)
__________________
عايزنا نرجع زي زمان....قل للزمان ارجع يا زمان.

عودة الي الزمن الجميل. منير
رد مع اقتباس