توفي محمد ابن الشيخ زكريا أحمد الذي شله الحزن و احترق قلبه بنار الفراق ، لدرجة انه لم يذرف دمعة واحدة من شدة حزنه و ذهوله.
 و عندما زارته أم كلثوم لتواسيه هالها حاله وخشيت ان يقضي عليه الحزن ، وتصورت ان الوحيد القادر علي اخراجه من تلك الحالة ، هو نديمه بيرم التونسي ، فقالت ابعتوا لبيرم .
 كان بيرم وقتها بالإسكندرية و لم يعلم بما جرى ، و عندما عاد الى القاهرة، كان قد مرّ على موت محمد ابن الشيخ زكريا أيّاما ثلاثة، فلما دخل بيرم علية ، لم يشعر به زكريا، عندها أدرك بيرم أن عليه ان يجد طريقة لإخراجه من أحزانه غير الموسيقى او الشعر ، فأسمعه الأول في الغرام حتى وصل الى المقطع الذي فيه حطيت على القلب ايدي و أنا بودع وحيدي و أقول يا عين.....يا عين بالدمع جودي فانسابت دموع الشيخ و اخذ في البكاء ويمسك بعوده بعدها و يدندن باللحن حتى اكتمل دور الأولة في الغرام فبكى معه بيرم و ظلاّ يبكيان معا تارة ، و يدندنان لمدة يومين اكتمل اللحن ، ليأتي في قالب الموال من مقام الحجاز .
 الأولة في الغرام
 ام كلثوم
 كلمات : بيرم التونسي
 ألحان : زكريا أحمد
 الأولة في الغرام و الحب شبكوني
 و الثانية بالامتثال و الصبر أمروني
 و الثالثة من غير معاد راحوا و فاتوني
 الأولة في الغرام و الحب شبكوني
 بنظرة عين
 و الثانية بالامتثال و الصبر أمروني
 و أجيبه منين
 و الثالثة من غير معاد راحوا و فاتوني
 قولوالي فين
 الأولة في الغرام و الحب شبكوني
 بنظرة عين قادت لهيبي
 و الثانية بالامتثال و الصبر أمروني
 و أجيبه منين احتار طبيبي
 و الثالثة من غير معاد راحوا و فاتوني
 قولوالي فين سافر حبيبي
 سافر في يوم ما واعدني
 على الوصال و عاهدني
 و كان وصاله وداع
 من بعد طول امتناع
 حطيت على القلب ايدي
 و انا بودع وحيدي
 و أقول يا عين اسعفيني
 و ابكي و بالدمع جودي
 من يوم ما سافر حبيبي
 و انا بداوي جروحي
 اتاري في يوم وداعه
 ودعت قلبي و روحي
 طالت عليّ الليالي
 و انت يا روحي انت
 لا قلت لي فين مكانك
 و لا حترجع لي امتى
 الأولة في الغرام و الحب شبكوني
 بنظرة عين
 و الثانية بالامتثال و الصبر أمروني
 و أجيبه منين
 و الثالثة من غير معاد راحوا و فاتوني
 قولوالي فين
 الأولة وقادت و السبب نظرة
 و الثانية ما طلت غير الصبر و الحسرة
 و الثالثة انا اللّي جرى لي عمره ما يجرى
 سافر حبيبي .......