مقال بعنوان عندما قــــامت الثورة:الفنانون كانوا في مستوى الحدث العظيم
للاستاذ عبدالله خويلد - نشر بصحيفة الشمس 17/9/08
لعلاقة المقال بهدا الموضوع و لاحتوايه على الكثير من المعلومات الفنية ثم اضافتة لهدا الموضوع مع الامل برفع كل الاغاني الوطنية التي وردت في هدا المقال المهم:
كان لهيب الثورة يحرك العالم - كان عبد الناصر يقود شعبه في حرب لاستنزاف العدو - كانت الجزائر المستقلة حديثاً تصدح بخطاب نضالي .. كانت قوى الثورة الطلابية في باريس تنتقل الي جامعات اوروبا وكان الشعب الليبي في انتظار من يستجيب الي ارادته الحرة المطالبة بالتغيير والتطهير .
وفي صباح غير عادي ليس ككل الصباحات في صباح مجيد فريد ملأت بشائر الفرح الغامر قلوب الناس خرجوا الى الشوارع والساحات مهللين يحملون اغصان الاشجار والعرق علي جباههم والفرح في اعينهم وكانت قلوبهم تحس لاول مرة بنبضات النصر وكانت رؤوسهم تتعلم كيف تكون مرفوعة فلم تعد الناس تابعة ومتبوعة لان الفجر قد حان لان الثورة قد قامت من اجل الانسان ، وما ان دخل معمر القذافي مبني الاذاعة في بنغازي حتي قامت ثورة ثقافية وتبدلت المعالم بسرعة، واخذ كل شيء الفن والادب والفكر واللغة كما كان وتوافد الفنانون علي مبنى الاذاعة ليقدموا الاغنية الجادة الملتزمة .. لقد كانت اعمال مصر الثورية ممنوعة في اذاعة العهد المباد ، وكان الفنان الليبي يرى ان ابناء شعبه يحتاجون الى الغناء فرحين بقيام الثورة ، فنحن هنا لانقدم بيلوغرافيا الاغنية الليبية لانقدم شيئاً اكاديمياً بالاغاني والمطربين والملحنين الذين غنوا للناس منذ صباح الفاتح العظيم .. وكل ماقدم من اعمال اغلبها لم يوثق لان التوثيق مازال يحبوا في بلادنا .. من خلال هذه المتابعه كل ما نريد هو تنشيط الذاكرة .. نريد التذكير لبعض الاعمال . لكننا قد لانلم باسماء كل الاغاني التي ترنمت بالثورة .. فقد ننسى سهواً اغنية او اخري وقد لانحدد تماماً تراتيب الاغاني ايهما سبقت اختها وتم تسجيلها واذاعتها قبلها بساعتين او ثلاثة لكن هذا الجهد الطيب الذي نقدمه هنا يمكن الاستعانة به ، ومن ثم افرازه واستكماله باستعمال طرق البحث العلمي ويمكن التحقيق بمعاونة شهادات مسجلة من الفنانين الذين عاصروا تلك الايام حتى يخرج عملاً توثيقياً علمياً ومتكاملاً ودقيقاً تنتفع به الاجيال .
كان عوض الهوني اول من كتب في بنغازي أغنية الفاتح من سبتمبر .. كان عوض في الاذاعة امام القائد في الصباح الباكر من يوم الاثنين كانت لديه موهبة الكتابة فكتب كلمات مطلعها (ثورتنا ثورة قومية - لافيها دم ولانار) وغنتها مطربة مصرية اسمها صفاء لطفي كان زوجها يعمل في الاذاعة المرئية في بنغازي وغنتها صحبة مجموعة صوتية من الاطفال .
اما في طرابلس .. فما ان سمع المرحوم بشير احمد بالبيان الاول يلقيه القائد على الجماهير من دار الاذاعة المرئية في بنغازي حتى هرع بشير الى مبنى الاذاعة بطرابلس بعد ان كتب في طريقه اليها الانشودة الشهيرة :
بشاير يا ليبي بشاير
والشعب مع الثورة ساير
يأيد فيها .. يناصر فيها
بالقوة والعزم الثائر
بشاير يا ليبي بشاير
هذه الانشودة قام بتلحينها الفنان محمد الدهماني واعطاها من الانغام السلسة والايقاع الوثاب ما جعلها على ألسنة الليبيين يتغنون بها وكان الذي غناها صحبة المجموعة الصوتية الفنان محمد خليل الذي اشعل حماس المجموعة التي تغني ورائه كما شهد بذلك الفنان الدوكالي النشواني الذي كان احد افراد المجموعة .