عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 17/05/2008, 13h42
الصورة الرمزية الألآتى
الألآتى الألآتى غير متصل  
المايسترو
رقم العضوية:1323
 
تاريخ التسجيل: avril 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 69
المشاركات: 2,483
افتراضي رد: دعاء الشرق عبد الوهاب

بسم الله نبدأ فى تحليل قصيدة ( دعاء الشرق )

كلمات : محمود حسن إسماعيل

ألحان وغناء : محمد عبد الوهاب

الكلام كتير فى العمل ده ..

إختار عبد الوهاب .. مقام الراست ليصوغ منه لحنه .. والسبب واضح .. الأغنية وطنية .. ولكنها ليست حماسية .. فيها من المعانى مايتيح للملحن حرية كبيرة فى إختيار المقامات والتنقل بين أكثر من مقام ..

الإيقاع المستخدم فى أول اللحن .. إيقاع الفوكس .. ويسمى ( الفوكس تروت ) أى قفزة الثعلب .. وهو إيقاع بسيط ثنائى الميزان ..

تبدأ المقدمة الموسيقية بجملة تؤديها الوتريات بعرضها .. أى بكامل هيئتها .. ومن الصوت الغليظ ( القرار ) ..

المقدمة الأولى على هيئة أدليب .. أى موسيقى بدون إيقاع ..

تسلم الوتريات الدفة لألة القانون .. لنسمع جملة جميلة من مقام الكرد .. وترد عليها الوتريات بنفس الجملة ..

ثم عودة من الوتريات للنهاوند عن طريق مقام ( النوا أثر ) .. ويعيد القانون نفس جملته الأولى وترد عليه الوتريات تمهيداً لدخول الإيقاع ..

ومع الجملة الرئيسية من مقام الراست .. ليتسلم الكورال الراية .. و ( ياسماء الشرق طوفى بالضياء ) ..

نقف قليلاً هنا .. لنحصى عدد المقامات التى إستعملها عبد الوهاب فى المقدمة الموسيقية .. الأغنية لم تبدأ بعد .. وعمنا عبد الوهاب إستعمل ( الراست ، النهاوند ، الكرد ، النوا أثر ) ما هذا ؟ .. أربعة مقامات فى المقدمة الموسيقية فقط ..

فماذا سيفعل بنا داخل الأغنية .. هيا بنا إلى داخل الأغنية ..

يغنى الكورال كما سبق أن ذكرنا .. ويسلم لعبد الوهاب ليغنى ( كانت الدنيا ظلاماً حوله ) .. من الراست ..

ويظل مع الراست حتى ( غاصب يملأ الأفق جراحاً وأنينا) فنجد أنفسنا مع النهاوند ..

هنا يعمد عبد الوهاب أن يعيد الجملة مرة أخرى من الراست فيعود من النهاوند عن طريق كلمة واحدة ( وأنينا ) .. حرفنة وصنعة ليست غريبة على عبد الوهاب ..

ونصل إلى ( كيف من جناتها يجنى المنى ) .. فنجده إستعمل مقامين هما .. النهاوند الكبير .. والنهاوند الطبيعى ( الحجازى ) ..

ثم ( ونرى فى ظلها كالغرباء ) من الراست .. والغريب هنا أنه إستخدم مقامان فى كلمة ( كالغرباء ) .. قالها من الراست .. ثم عاد وقالها من النهاوند ليستقر عليه ..

سنلاحظ هنا .. أن عبد الوهاب إستخدم طريقته المحببة فى إعادة الجملة الغنائية ثلاث مرات .. هو الوحيد الذى يصر على الإعادة ثلاث مرات .. ليس إثنتان أو أربعة كباقى المطربين .. نوع من التميز ..

نصل للكورال الذى يعيد المقدمة مرة أخرى ( ياسماء الشرق طوفى بالضياء ) ..

لازمة موسيقية من مقام ( الحجاز كار ) من نفس درجة الراست والنهاوند .. الراجل مش عايز يروح بعيد .. ماسك فى حرف الدو مش عايز يسيبه ..

نسمع فى هذه اللازمة ألات الخشب ( فلوت ، بيكالو ) تتحاور مع الوتريات .. وتؤدى أيضاً جملة ( أربيج ) جميلة ..

والأربيج ياسادة .. هو القفز عبر سلم المقام بطريقة معينة .. ومقننة .. فيأخذ مثلاً .. الدرجة الأولى من سلم المقام ثم الدرجة الثالثة ثم الخامسة ثم السابعة أو الثامنة .. قفزات هارمونية جميلة ..

يغنى عبد الوهاب ( أيها السائل عن رايتنا ) من الحجاز كار ..

ويظل مع الحجاز حتى نسمع جملة قصيرة من القانون .. لنعود للراست مرة أخرى .. ويغنى ( أمماً شتى ) من الراست ..

لازمة موسيقية من مقام ( الهزام ) .. المقام الشرقى الأصيل ..
ويغنى عبد الوهاب ( نحن شعب عربى واحد ضمه فى حومة البعث طريق ) .. من الهزام ..

ويعود للراست مرة أخرى عن طريق مقام ( السوزناك )

ليختم القصيدة .. ويعيد الكورال نفس البداية لننهى بالراست ..

هل عرفنا الأن .. لماذا تعيش مثل هذه الأعمال ؟

إن الملحن يعيش مع الكلمات ويستعمل التحويلات المقامية المتنوعة حسب الحالة الشعورية للكلمة .. ناهيك عن الجمل اللحنية التى تدخل الأذن دون إستئذان ..

أرجو أن أكون وُفقت فى هذا التحليل المتواضع ..



__________________
مع تحياتى .. محمد الألآتى .. أبو حسام .


رد مع اقتباس