جبل التوباد
أحمد شوقي
حجاز
1951
على العود
جبل التوباد حياك الحيا ... و سقى الله صبــــانا و رعى
فيك ناغينا الهوى فى مهده ... و رضعناه فكنت المرضعا
و على سفحك عشنا زمنا ... و رعينا غنــــــم الاهل معا
و حدونا الشمس فى مغربها ... و بكرنا فسبقنا المطلعا
هذه الربـــــوة كانت ملعبا ... لشــــبابينا و كانت مرتعا
كم بنينا من حصاها اربعا ... و انثنـــــينا فمحونا الاربعا
و خطـطنا فى نقى الرمل فلم تحفظ الريح و لا الرمل وعى
لم تزل ليلى بعينى طفلة ... لم تزد عن امس الا اصبــعا
ما لآحجارك صما ... كلما هاج بى الشوق ابت ان تسمعا
كلما جئتك راجعت الصبا .. فأبت ايامـــــــــه ان ترجعا
قد يهون العمر الا ساعة ... و تهون الارض الا موضعا