عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 22/05/2008, 21h18
الصورة الرمزية Sami Dorbez
Sami Dorbez Sami Dorbez غير متصل  
كابتن المنتدى
رقم العضوية:18625
 
تاريخ التسجيل: mars 2007
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
العمر: 45
المشاركات: 1,758
افتراضي رد: الهرمنة في الموسيقى العربية

إن عِقد النقص أمام العلم الأوربي قد شوشت كثيراً احتمالات الاستفادة من العلوم الموسيقية الأوربية فأصبح استعمال الكليشيهات الهارمونية هو الطابع المشترك لكل من أراد استعمال الهارمونيا في التوزيع الموسيقي دون الأخذ في الحسبان أن الهارمونيا الأوربية وضعت لتلائم طبيعة اللحن الأوربي البعيد كل البعد عن طبيعة اللحن العربي وسنرى لاحقاً وجه الاختلاف هذا..

-ظهور تعدد الأصوات :

المعروف أن أول نشاط موسيقي قام به الإنسان هو فهو النشاط الموسيقي الوحيد الذي لا يحتاج إلى تصنيع آلة موسيقية فآلة الغناء هي الحنجرة والمعروف تاريخيا أن التصنيع ظهر كنشاط إنساني بعد مدة طويلة من ظهور المجتمعات البشرية البدائية أما ظهور الغناء متعدد الأصوات
فتقول نظرية موسيقية أوربية أن سببه قد يكون ظهور النشاط الغنائي الجماعي وإذا لم يكن الغناء الفردي يشكل أي مشكلة بسبب أن المغني كان يختار الطبقة المريحة والمناسبة لصوته فإن الغناء الجماعي فرض مشكلة كبيرة وهي عدم ملاءمة الطبقة الواحدة لجميع الأصوات المشتركة في الغناء ومن هنا ظهر النشاز ومع الوقت اتجه النشاط الموسيقي الغنائي نحو تنظيم الأصوات الناشزة في الغناء الجماعي الخارجة عن اللحن الأحادي الأساسي والاستفادة من اختلاف طبقات الأصوات المؤدية وهكذا ظهر حسب هذه النظرية الموسيقية تعدد الأصوات في الغناء الجماعي،
هذه الظاهرة تفشت في الموسيقى الشعبية لدى شعوب أوربا وأفريقيا ويلاحظ عدم تفشيها لدى الشعوب الشرقية طبعا من المضحك افتراض السبب في عدم وجود النشاز في الغناء عند الشعوب الشرقية بل إن السبب ربما هو أن الشعوب الشرقية عرفت الآلات الموسيقية وتفننت في صناعتها قبل ظهور هذه الآلات وصناعتها في أوربا
فأصبح النشاط الموسيقي عند شعوب الشرق مقسماً بين الغناء والعزف ومصاحبة الغناء فيما انحصر النشاط الموسيقي في أوربا القديمة وأفريقيا بالغناء فقط لعدم ظهور الآلات الموسيقية لمدة طويلة لذا تطور الغناء عند هذه الشعوب حتى وصل إلى تعدد الأصوات..

الموسيقى في أوربا منذ القرون الوسطى :

مع ظهور الكنيسة في أوربا أصبح الغناء الكنسي ولا يزال من أهم الشعائر الدينية فكثرت الترانيم الدينية المأخوذة حكماً من التراث الغنائي الشعبي وأهمها الترانيم الجريجورية وهكذا تطورت الموسيقى وظلت مستندة إلى هذا التراث وجاء عصر البوليفونيا متوجاً لغة تعدد الأصوات الموسيقية بمدرسة الباروك وعلى رأسها باخ العظيم الذي يعد تراثه خلاصة المدرسة البوليفونية من الناحية المدرسية ومن الناحية الإبداعية

رد مع اقتباس