عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 30/03/2008, 18h51
صالح الحرباوي صالح الحرباوي غير متصل  
لا حول ولا قوة إلا بالله
رقم العضوية:113169
 
تاريخ التسجيل: novembre 2007
الجنسية: عربي الهوية - تونسي الهوى
الإقامة: في حلم الوطن العربي
المشاركات: 839
افتراضي رد: أم كلثوم: حفلات....و حكايات

بسم الله الرحمان الرحيم

سلام واحترام،

بعد استراحة طويلة ...... نعود إلى

حفلات تونس قصر الرياضة (القبّة) المنزه ...31/05/1968

الجزء 2: الوالي (المحافظ) ....شت عقله... تحت تأثير أم كلثوم .. فتفاعل و تناغم و رقص.

جاء اليوم المرجو .... يوم الحفلة الأولى بتاريخ 31 مايو 1968، وزين قصر الرياضة بالمنزه ( المعروف ب القبّة...نظرا لشكله المعماري) بحوالي 100.000 زهرة قرنفل. و كان الرّكح أشبه ببستان أزهار مختلف ألوانه منه بخشبة مسرح عادي.

امتلأت القبة بحوالي 10.000 متفرج (القبة تتسع في صيغتها الأساسية كقاعة للرياضية، لِ 8.000 متفرج جالسين على المدرجات، و عندما تُحوّل إلى قاعة للحفلات، يظاف إليها حوالي 2.000 مقعد على ساحة الملعب).

كان الجمهور كله من السميعة الكبار و من عشاق كوكب الشرق و كان يتضمن جميع فئات المجتمع التونسي. تمازج فيه المثقفون بالموظفين و الطلبة و التجار و العمال و نساء..ربات منزل لا تشتغلن خارج بيوتهن.

قيل أن الفنيين و مهندسي الصوت لقوا صعوبات تقنية جمّة لضبط الصوت نظرا لميزات القاعة الصوتية (الأكوستيك Accoustique). و القبّة لم تصمم أصلا بميزات مسرح أو قاعة أوبرا. و كان الحل الذي وجده المهندسون، هو حجب الأروقة و الشرفات العليا التي تتكون من نوافد ضخمة للإضاءة ( كما يمكن رايته في الصورة السابقة). و نُفذ ذلك الحل عبر وضع أعداد كبيرة من العساكر أمام هذه الأروقة. و قال حينها بعض المعلقين أن هؤلاء الجنود كانوا شديدي السعادة بدرجة أن الكثير من ضباط الصف و الضباط الأعلى رتبة، تمنوا لو كانوا جنودا عاديين لكي يحظوا بحضور حفل الست أم كلثوم !!!!!

بدأت السهرة الأولى بحضور الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة و حرمه السيدة وسيلة رحمهما الله. و كان من بين الحاضرين، الكثير من الوزراء و الولاّة و أعضاء السلك الدبلوماسي.... أدت أم كلثوم الأطلال في الوصلة الأولى و كانت غاية في الإبداع و السلطنة...كان تفاعل الجمهور يفوق كل الاوصاف و كان عالي الذوق و الحس الموسيقي و هذا باعتراف كل الأوساط الصحفية و الفنية..... غادر الرئيس بورقيبة و حرمه الحفلة مباشرة بعد الأطلال.

بدأت كوكب الشرق أداء فكروني في الوصلة الثانية ..... و كانت تفاعلات الجمهور تزداد أكثر فأكثر...وكانت الأمثلة المثيرة كثيرة، لسميعة سيطر عليهم الشجن و راحوا يتفاعلون بشتى الطرق. و روى عمنا شيخ المنتدى امحمد شعبان في إحدى مشاركاته و كان من الحاضرين في الحفلين، و ما رآه عن سيدة يهودية و ابنتها كانتا جالستين أمامه و ظلت الإبنة تنتف شعرها وهي تحت تاثير الشجن، طوال الحفل باكمله ... و كان أكثر من لفت الأنظار هو المحافظ السيد عمر شاشية رحمه الله الذي كان من بين الحاضرين في الحفلين. و ( للمعلومة، كان السيد عمر شاشية حينها والي نابل و الحمامات ، و كان يعتبر وقتها من ركائز النظام و من المقربين جدا من الرئيس بورقيبة. و عرف كذلك بالصرامة و الشدّة. و كان مع ذلك نشطا و ديناميكيا في إنجازاته و سياساته. و كان يعرف عنه أيضا حبه للحياة....والفن...)

فبمجرّد أن غادر الرئيس بورقيبة قصر القبّة و مع بداية فكروني انطلق الوالي عمر شاشية في تفاعلات و تناغم تحت تأثير أم كلثوم. و ازداد شجنه و لم يكن حسب الظاهر و كعادته قد ارتوى فقط ...... بالماء الصافي أو الشاي أو عصير البرتقال !!!!!!

و ارتفعت وتيرة انفعالاته فانطلق يرقص أمام ال 10.000 متفرج . و كما أكد لي شيخنا الجليل امحمد شعبان بعدما سألته عن الموضوع، و بمثل تونسي (عمل شاطح باطح...) بمعنى تقريبا..كان مكسّر الدنيا كما يقال في المشرق و ذلك طوال الحفلتين 31/05 و 03/06/1968

و من مفارقات تلك الحقبة ..... فإن هذا الوالي لم يعزل و لم تطلب منه الإستقالة.... و هو كان من كبير السياسيين المخضرمين، و كان معروفا بذكائه و دهائه ........ فأنا عتقد شخصيا أنه قدر الموقف ( عن وعي أو غير وعي) .... و رأى أن كل التجاوزات قد تكون ممنوعة و غير مغفور لها ...... باستثناء تلك التي تعبر عن الحب و العشق لكوكب الشرق. فأطلق العنان لمشاعره و أحاسيسه.......
.
إلى اللقاء قريبا في الجزء القادم ...
(سميع فقير ....يقطع 150 كيلومتر مشيا على الأقدام... لماذا ؟؟؟؟؟ )
.
رد مع اقتباس