أرسل الزمخشري صاحب تفسير الكشاف إلى حجة الإسلام أبو حامد محمد الغزالي رسالة طلب منه فيها تفسير آيات الصفات ومنها (الرحمن على العرش استوى) وقد كان الزمخشري من المعتزلة .. وقيل إنه رجع عن ذلك في آخر حياته.
فأجابه الإمام الغزالي بهذه الأبيات الرائعة ذات المدلول العميق والمعنى السحيق :
قل لمن يفهم عني ماأقولْ قصِّر القول فذا شرحٌ يطولْ
ثَم سر غامض من دونه قصرت والله أعناق الفحولْ
أنت لا تعرف إياك ولم تدر من أنت ولا كيف الوصولْ
لا ولا تدري صفات رُكِّبتْ فيك حارت في خفاياه العقولْ
أين منك الروح في جوهرها هل تراها فترى كيف تجولْ
وكذا الأنفاس هل تحصرها لا ولا تدري متى عنك تزولْ
أين منك العقل والفهم إذا غلب النوم فقل لي ياجهولْ
أنت أكل الخبز لا تعرفه كيف يجري منك أم كيف تبولْ
فإذا كانت طواياك التي بين جنبيك كذا فيها ضلولْ
كيف تدري من على العرش استوى لا تقل كيف استوى كيف النزولْ
كيف يحكي الرب أم كيف يرى فلعمري ليس ذا إلا فضولْ
فهو لا أين ولا كيف له وهو رب الكيف والكبف يحولْ
وهو فوق الفوق لا فوق له وهو في كل النواحي لا يزولْ
جل ذاتاً وصفات وسما وتعالى قدره عما تقولْ
و قد إختار الشيخ الهلباوي أبيات متفرقة من القصيدة و أنشدها
و هى تستخدم تتر لبرنامج : مع الحبيب
__________________
دَعْ عَنكَ تَعنيفي و ذقْ طعمَ الهوَى
فــإذا عَشِـقـتَ فبَـعـدَ ذلــكَ عَـنـِّـفِ