عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 07/04/2006, 10h24
Ossama Elkaffash Ossama Elkaffash غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:393
 
تاريخ التسجيل: janvier 2006
الجنسية: مصريية
الإقامة: كرواتيا
العمر: 66
المشاركات: 141
افتراضي تحليل نصوص سيد درويش 1-نص الوارثين او ع النسوان يا سلام سلم

النص منذ البداية درامي متعدد الاصوات او بتعبير موسيقي بوليفوني.
وهنا لابد من وقفة تتعلق باللحن و بوليفونيته من عدمها في شكل تساؤل يفتح الطريق لتحليل نصي موسيقي.
الشخصيات التي تعبر عن نفسها في اصوات متعددة في النص هي شخصية نسائية دنيا و شخصية رجالية كشكش و مجموعة رجال ومجموعة بنات هم الوارثين من الذكور والاناث.
كلمات او صوت كل شخصية يعبر عن موقف وحالة اجتماعية ومثل النصوص ذات الطابع الدرامي سنجد ان النص هنا لا يؤدي دورا انتقاديا عبر صوت الشخصية بل هو نصا تعبيريا يوضح الملامح الاجتماعية للشخصية التي يمثلها الصوت. فدنيا اللاهية الثرية التي لا تقيم وزنا للمال وتعرف مقدار جمالها وتأثيره في الآخرين
تقول لنا: مين يشوفنا بالذمة و لايطلعش من دينه
وهنا قبل ان نسترسل نود ان نتوقف لحظة لنتأمل جرأة النص في استخدام ما اعتبر فيما بعد سبابا و سبا اي تعبير
و لايطلعش من دينه . وفي تصوري ان الجو التحرري اللبرالي الذي ساد هذه الفترة كان يسمح بهذه العبارات. وخاصة في اطارفهم صوت الراوي للعبارة اي في اطار الموقف الدرامي والشخصية الدرامية التي تستخدمها وهو ما يشكل بالتحديد فهما راقيا لمفهوم صوت الراوي و طروحة ان ناقل الكفر ليس بكافر وان ما يقدم في هذا المجال هو تخييل يحيا في الاساس في اطار من حرية شديدة توفر له انظلاقا غير محدود.و نحن نفتقدهذا الفهم في هذه الايام.
نعود لصوت الشخصية النسائية الاساسية في النص وهي دنيا سنجد ايضا انها تستخدم كلمات اجنبية مثل الفينو الايطالية بمعنى الاحسن او الاجود ومنها اشتق اسم العيش الفينو الذي يعرف ايضا باسم العيش الافرنجي بالمقارنة سنجد ان استخدام الكلمة الاجنبية كصفة يعطي للشخصية بعدا اساسيا يميزها عن النسوة الاخريات او النتايات وهي الكلمة التي سنعود اليها فيما بعد.
لكن استخدام صفة معينة كما نعلم يستدعي للذهن فورا نقيضها فإذا كانت دنيا تنتمي لصنف النتايات الفينو فلابد ان هناك صنفا آخر هو النقيض ومن صفة الافرنجي التي تطلق ايضا على العيش الفينو نستخلص ان الصنف الآخر هو النتايات البلدي حيث ان العيش البلدي هو مقابل العيش الفينو او الافرنجي بكل ما في هذه المقابلة من مستدعيات ابتداءا بالسمار في مقابل البياض و انتهاء بالنعومة في مقابل الخشونة.
فكأن استخدام هذه الكلمات الاجنبية يستدعي معه كل هذه المستدعيات التقابلية ومن ثم يضع دنيا في فئة مختلفة سنجد ان كشكش يمثل النقيض الذكري لها.
نعود الآن الى كلمة نتايات التي تستخدمها دنيا والتي يندر استخدامها في ايامنا هذه بما يمثل تطورا في حياة اللغة و الكلمات. وسنجد ان الاستخدام المعاصر للفظة نتاية هو في اطار حسي لوصف الانثى المليئة بالحسية و الشبق ولكن هذا الاطار لم يكن اطار الاستخدام الوحيد في لحظة انتاج النص انما كان احد الاطر الهامة ونرجح انه الاطار المقصود.والذي يدعم انه الاطار الذي يستهدفه النص ليس فقط كون الجرأة من الصفات التي تميز شخصية دنيا ولكن ايضا من كلمات مثل اللي يعمل لنا حشمة خليه يتلهي على عينه او السح النح بما تستدعيه من مستدعيات جنسية و اباحية تؤكد جرأة شخصية دنيا و تدعم اطار تفسير النتايات الذي قلناه بما يجعل استخدامها المتواتر حاليا هو المرمى المقصود.
قبل ان نترك شخصية دنيا لابد وان نتساءل عن الاسم والايحاءات العديدة التي يمثلها وخاصة ان
الوارثين يا فندم الذين يعشقون النسوان ياسلام سلم.... ضاربين الدنيا طبنجة....هل الاسم يستهدف الايحاء بان الدنيا حالها كده وانها مثل المرأة اللعوب الغانية التي تجعل اصحاب الاموال يبعثرونها تحت اقدامها؟؟
اعتقد . ولو ان هذا ليس بالضرورة الاحتمال الوحيد!!! ودعونا نترك الباب مفتوحا في هذا المجال لقراءات اخرى...
لو انتقلنا الى شخصية كشكش فسنجد انه ريفي نعرف هذا من الكلمة الاولىاحيه التي تمثل كلمة مستهجنة في التراث اللغوي القاهري خصوصا.وكذلك يتأكد هذا الظن من نطقه لكلمة بقى بالجيم لتصير بجى وهي اللهجة الفلاحية الريفية ومن نطقه لكلمة كلتها بالسكون.
ومن خلال هذا نعرف ملامح من الشخصية تظهر في موقفها من الوارثين فهي تتوقع لهم ان البنك يطب عليه يشفط الاطيان كلتها وتستهجن العلاقة بين الوارث والوارثة بسلامته عاملي جانتيه هايص ويا بسلامتها ويسخر منه يسرح بجى سيدنا البيه بمخلل وآدي اخرتها....
ملامح الشخصية هذه تطرح الكثير من ملامح العصر حيث ازدادت حجوزات البنوك العقارية على الاطيان المرهونة و كثرت تفليسات الطبقة الارستقراطية وازدادت ديونها و تحول الكثير من اطيانها وراسمالها العقاري الى البنوك التي كانت مملوكة في الاساس للاجانب.
نرى في المقطع الثاني من مقاطع الصوت الخاص بشخصية كشكش ملمحا آخر من ملامح الشخصية هو تشككه في قيمة التعليم او بالاحرى تشكك الفلاح في الافندية بما يمثله هذا التشكك من ميراث طويل عند الفلاح المصري ربما يمكننا العودة به الى شكوى الفلاح الفصيح في العصر الفرعوني.
استخدام كشكش للكلمات الاجنبية يأتي في اطار معاكس تماما لاطار استخدام دنيا لها فبينما كما رأينا تستخدمها دنيا في اطار التقدير والفخر والتثمين نرى كشكش يستخدمها للسخرية والحط و التقليل ومن هنا كلمة مناخوليا التي يستخدمها لوصف البلد والتعليم و من هنا محاولته نحت كلمات من العربية باستخدام كسع او نهاية اجنبية ما بدال الفسيولوجيا يدوهم طبخة لوجية
هنا ايضا نرى التناقض في النظرة للمرأة فبينما تراها دنيا في اطار متحرر منفلت يراها كشكش في اطار تقليدي محافظ وظيفتها الاولى فيه هي الطبخ ومن ثم يتندر على التي تحتاج لكم من المال كبير في تقديره لعمل مايراه اسهل انواع الطبخ اي طبخة النابت.
النص لا ينحاز وتلك نقطة لابد ان نضعها في حسباننا لاي من الموقفين ولا يتخذ موقفا اخلاقيا و انما يقدم حجة كل منهما في اطار طرح التناقض الدرامي و إذكاء الصراع بينهما.
وهنا يأتي دور التعقيبات المتوالية من الوارثين والوارثات والتي ترفض جملة وتفصيلا موقف كشكش.
ملحوظة اخيرة على النص هي الكلمات الاجنبية الكثيرة وجرأة استخدامها و حسن توظيفها
بولكا ومازوركا وبوكر ونينة و مون شير وكل ما سبق وذكرناه فهذه الكلمات تدخل في النص في سلاسة وكأنها جزء لا يتجزء من اللغة و لا نحس بادنى غرابة فيها وحتى لو حدث واحسسنا بغرابتها لا يمكن ان نستهجن استخدامها فهي جزء اساس من تركيبة الشخصية التي تستخدمها وهي ايضا جزء اساس من الواقع الاجتماعي للعصر الذي انتج النص.
رد مع اقتباس