عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 15/07/2007, 01h03
الصورة الرمزية محمد حكيمة
محمد حكيمة محمد حكيمة غير متصل  
مواطـن مسـاهم
رقم العضوية:39598
 
تاريخ التسجيل: juin 2007
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
العمر: 71
المشاركات: 171
افتراضي رد: فن الغنايا في أفراح الساحل التونسي

إلى المشارك العزيز marja78
تحية طيبة أما بعد
يسرني أن أعلم من سيادتكم أن التسمية متطابقة بيننا وبين الشمال التونسي العزيز الذي عملت قيه لمدة خمس سنوات.فنحن في الساحل أيضا ننطقها كما ذكرت.القين الفتوحة والنون المضعفة. ويسرني أن أعلمك أن الغنّاي في الساحل عندما يغنّي في الأفراح لايغنّي فقط لشعراء المنطقة بل يغني على سبيل المثال لا الحصر للشاعر المكثري " ولد عيار كما يسمي نفسه ولعبد الرحمان الكافي ولأحمد بن موسى من العاصمة وللعربي النجار من قلعة الأندلس ولملاك من منطقة صفاقس ولأحمد البرغوثي من أقصى الجنوب التونسي... فالغنّاي ساحلي والشعراء الذين يغني لهم في الليلة الواحدة من كل المناطق. وطلبك إن شاء الله صحيح أن ما أملكه من تسجيلات كلها لغنايا من الساحل فقط ومن قراه المنتشرة. ولكن القصائد المغناة فهي من كامل تراب الجمهورية.
وسأقدم لكم تعريف ل"ليلة الغنّايا ".
تكون ليلة الغنايا في أغلب الأحيان قبل ليلة الزفاف بليلة أو ليلتين.وتبدا في العادة على الساعة التاسعة ليلا. ويجلب صاحب العرس " أديبين " ولكل أديب معاونان. "السعفة " وفي العادة يبدأ الحفل الأديب الأبعد سكنا من الأديب الثاني الأقرب لبلد صاحب العرس. مثلا أنا من قرية بنبلة واستدعيت سنة 1981 في زواجي حسن السعيدي " هرهار " من منطقة النفيضة وهي على بعد 63كم من قريتي واستدعيت سالم عياد من قرية بني حسان وهي على بعد 10كم تقريبا. فكانت ضربة البداية لحسن السعيدي لأنه يعتبر ضيفا بالنسبة للأديب الحساني.
يغني الأديبان بالتداول لفترة نصف ساعة أو أكثر بقليل. وكل فترة تسمّى" طريق " وكل أديب يغني أربع " طرق " والطريق الأول لكل أديب يكون دينيا أو في وصف الطبيعة ويسمى " طريق في الجد " ثم ينتقلان في الطريق الثاني إلى الغزل. ويسمى " الأخضر" وإذا غنى أديب قصيدة غزلية إيباحية قليلا نقول : نوقل غنى " في الأخضر المجرّح " هذا إذا كانت المناسبة عرسا أو ختانا. أما إذا كانت المناسبة إحتفالا بذهاب صاحب الفرح للحج فنسمي المناسبة " ليلة تشويق " وتكون كل الطرق في الجد. أي تشويق الحاج لبيت الله.
ويدوم الحفل إلى شروق الشمس أي الخامسة صباحا تقريبا. ويختم الاحتفال بأغنية تسمى " أغنية الدوام " وهذه الأغنية الأخيرة يبدأ بها الغناي في مكانه أين كان يغني من أول الليلة وفي الغالب وسط الدار التقليدية الواسعة ويبدأ بالخروج تدريجيا من المنزل حتى ينهيها على بعد مائتي متر خارج الدار. وموضوعها يكون إعلانا بانتهاء الحفل وشروق الشمس ومحاولة لوم النساء على نومهم بطريقة فكهة وبذكر أكثر ما يمكن من أسماء النساء. ومن أمثلة أغاني الدوام
ضوات النزالي لاح الفجر وضوات النزالي
هيا بخاطرك يا زهو بالي.
أو
دام العرس وباش نروّح يا قد الرجاح
يا مولات سخاب مفوّح راهو الفجر صباح
_هذه بعض شكليات ليلة الغنايا. وسأحدثكم في مناسبة أخرى عن مضمون وأغراض القصائد ومقارنتها بالشعر الفصيح بما أنني أستاذ الأدب العربي وأعمل منذ سنوات على هذه المقارنة.
وسأتحفكم الآن بقصيدة لشاعر اسمه عمر بن عمار ويغنيها الفنان المرحوم صاحب الصوت الذهبي " أحمد المالولشي " يصف فيها الشاعر عملية تكوّن السحاب ونزول المطر وما ينتج عنه من اخضرار الأرض فيذكر الزهور الجميلة والغلال اللذيذة وأصوات العصافير الزاهية بنزول المطر واخضرار الأشجار التي يغني فوقها وهذا النوع من القصائد يسمى " برق " ويكون شكل القصيدة على شكل الموشحة الأندلسية شعرا لا لحنا.
أخوكم
محمد عامر حكيمة
سوسة
تونس


الملفات المرفقة
نوع الملف: mp3 barg.mp3‏ (1.43 ميجابايت, المشاهدات 259)
رد مع اقتباس