المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بغداديــــــات


بلقيس الجنابي
02/08/2009, 22h25
احبتي آل سماعي الكرام,
القائمين على هذا القسم العراقي التراثي العريق,
احببت ان اورد ذكرى جميلة على قلوبنا ألا وهو تراثنا الثقافي والتأريخي العريق ..ذكريات بغداد الثقافة والأدب
منها.."

تاريخ بغداد يسترخي في ظلال مقهى الخفافين http://www.sama3y.net/forum/images/icons/icon1.gif


http://www.asharqalawsat.com/2008/05/29/images/daily1.472641.jpg (http://www.asharqalawsat.com/2008/05/29/images/daily1.472641.jpg)


يعد مقهى الخفافين واحدا من اقدم مقاهي بغداد، او العراق، على الاطلاق، وحسب الشيخ جلال الحنفي مؤرخ بغداد، فان مقهى الخفافين بني مع بناء المدرسة المستنصرية في عهد الخليفة العباسي المستنصر بالله عام 1233.
ونسب اسمه، الخفافين، الى صناع الجلود من الحرفيين الذين كانوا يصنعون (الخف) او الاحذية، اضافة الى صناعة سروج الخيل وبيوت السيوف وغيرها من الصناعات الجلدية اليدوية، حيث كانت دكاكين هؤلاء تحيط بالمدرسة المستنصرية، وكانت الى فترة قريبة تحتل ذات الامكنة.
يرتبط مقهى الخفافين بجامع الخفافين، الذي يعود تاريخه الى نفس تاريخ بناء المدرسة المستنصرية والمقهى، حيث تفضي بوابة تاريخية من المقهى الى الجامع مباشرة، ويعد المقهى وقفا من اوقاف الجامع التاريخي.
ويقول الحنفي ان «الحرفيين من الخفافين كانوا يؤدون صلاتهم في جامع الخفافين ثم يركنون الى الراحة ظهرا في المقهى».
وتظهر الصورة المنشورة، بوابة جامع الخفافين التاريخية، التي ما تزال تحمل زخارف هندسية ونباتية شبيهة بتلك الزخارف المنقوشة على آجر بناية المدرسة المستنصرية، التي لا تبعد عن المقهى سوى عشرات الامتار.




ندخل الى المقهى فتفاجئنا رائحة رطوبة مستقرة في جدرانه منذ مئات السنين، رطوبة مستمدة من نسيم نهر دجلة الذي يقع عليه المقهى، والغريب ان رواد المقهى يستمتعون بتكييف مناخي طبيعي، اذ لم توضع اية اجهزة تبريد، على الرغم من صيف بغداد الساخن الذي تصل درجة حرارته في شهر يوليو (تموز) حتى 50 درجة مئوية.
خلف البوابة الخشبية للمقهى هناك بوابة زجاجية حديثة، على يمينها يجلس صاحب المقهى وراء طاولة صغيرة حيث جارور يجمع فيه اجور الشاي والناركيلة (الارجيلة)، بينما اصطفت خلفه، على الجدار خراطيم مختلفة للنارجيلة، هذه خراطيم، او ما يطلق عليه شعبيا بـ«القامجي» وتعود الى الرواد الدائميين للمقهى.
يرفض صاحب هذا المقهى ان يقدم ما تسمى اليوم بـ(الشيشة) و(المعسل)، بل ان رواد المقهى لا يفضلون تدخين المعسل على الاطلاق، التبغ المستخدم في الاركيلة هو التبغ الاصلي، اوراق التبغ مثلما هي بعروقها، كان يتم جلبها من شمال العراق مباشرة، ثم صارت تستورد من تركيا، حيث تنقع اوراق التبغ بالماء قبل ان توضع في فنجان يحتل اعلى الناركيلة وتوضع فوقه جمرات من الفحم المهيأ فيما يعرف بـ(الوجر) والذي يبقى مشتعلا طوال اليوم تقريبا.
تهيئة الناركيلة تحتاج الى متخصص عمله في المقهى يختلف عن عمل من يهيئ الشاي او يقدمه، وهناك بعض الزبائن الدائميين يحضرون معهم تبغهم المفضل، والتبغ في اللهجة العراقية الشائعة هو (تتن)، لهذا غالبا ما نسمع صاحب المقهى مناديا عامل الناركيلة وهو يقول له «تعال اخذ التتن».
رائحة الناركيلة هي في الغالب ما يجذب الزبائن المارين بالقرب من المقهى المظلل بسقف من الطابوق المعقود بالجص والمزخرف على الطريقة البغدادية، هذه الزخارف اختفت اليوم خلف طلاء من الدهان الابيض، كما اختفى لون الآجر الاصفر، على الرغم من ان المقهى مسجل كبناء تاريخي لا يمكن التلاعب به.
امام الباب الداخلي بمسافة تقدر بـ15 متراً تقع بناية جامع الخفافين بمنارتها القديمة المبنية بالطابوق والجص والمعقودة على شكل اقواس حالها حال الابنية القديمة، اذ تمتلك شكلاً جمالياً وحساً فنياً عالياً، وبسبب وجود الجامع الذي يلتحق به المقهى فان مقهى الخفافين حرم من استضافة قراء المقام ولم يعرف عنه عبر تاريخه ان اقيمت فيه جلسات غنائية لقراء المقام العراقي، مثل بقية المقاهي التاريخية، الشابندر او التجار، او الزهاوي او البلدية، او البيروتي، وغيرها من عشرات المقاهي البغدادية.
وكونه مقهى متخصصا في استقبال فئة خاصة من الزبائن (الخفافين) فانه لم يكن يستهوي الكثير من الفئات الاخرى، مثل الشعراء والسياسيين كما كانت مقاهي شارع الرشيد، حسن عجمي والزهاوي والبرلمان، حيث كانت هذه المقاهي دواوين ادبية وسياسية دائمة.




لكن مقهى الخفافين لم يحرم من جلوس شعراء كبار فيه امثال الرصافي والزهاوي وملا عبود الكرخي، وكما كانت تجري فيه صفقات تجارية لباعة ومشتري الجلود، فان حوارات سياسية مهمة دارت تحت سقفه بعيدا عن اعين السلطات.



وعلى الرغم من التقدم التكنولوجي الذي عصف بكل الحياة العراقية وغيرها فان مقهى الخفافين لم يستقبل حتى اليوم جهاز تلفزيون او راديو، لهذا نجد ان الصمت يستقر فيه وكأنه ينام هناك، وباستثناء احاديث الرواد الهادئة، وحركة الماء داخل زجاجة الناركيلة عندما يسحب المدخن نفسا منها، تكاد لا تسمع أي ضجيج. كان يوجد خلف الجامع والمقهى خان يسمى بخان الخفافين وهو عبارة عن (مسافر خانة) وهي تسمية عثمانية وتعني الفندق، وهو خان ملحق بالجامع اذ كان المسافرون سابقاً يقضون ايامهم فيه. وقد اصبح الخان حالياً عبارة عن مخازن للاقمشة. وعلى الرغم من اختفاء الكثير من مقاهي بغداد القديمة، وفي مقدمتها مقهى البرلمان ومقهى البلدية، الا ان فكرة المقهى
كمنتدى اجتماعي رجولي بقيت لاصقة في عمارة وذاكرة وروح المدينة، اذ كان في كل شارع او زقاق او حي يوجد اكثر من مقهى، وكان يقال ان بين كل مقهى ومقهى في بغداد يوجد مقهى.




ويدرس الباحث باسم حمودي تاريخ المقاهي في ذاكرة الرواية العراقية ، مشيرا الى تراثها الكـبير، وادوارها التـاريخية السياسية والاجتماعية والاقتصادية في عشرين رواية وقصة ,,,يذكر منها: «الرجل الذي ضحك اخيرا» لمحمد جودي محمد، و«النخلة والجيران» لغائب طعمة فرمان، و«صيادون في شارع ضيق» لجبرا ابراهيم جبرا، التي نشرها بالانجليزية عام 1960 وترجمها د. محمد عصفور الى العربية عام 1974 ، يقول عنها حمودي «هي الرواية الوحيدة التي اعتنت بالمكان عناية فائقة واتخذته مكانا رئيسا للاحداث». وتعد مقاهي بغداد اهم معالم العاصمة العراقية على الاطلاق ومركز انشطتها الثقافية والسياسية والاقتصادية، حيث انطلقت منها اهم المظاهرات السياسية وجلس فيها ابرز الكتاب والمعماريين والمسرحيين والشعراء والموسيقيين. وربما افضل من تناول تاريخ المقاهي كثيمة فنية وادبية في المسرح العراقي هو رائد المسرح يوسف العاني، الذي لا يكاد يختفي المقهى كمكان وكحدث من جميع مسرحياته.



واذا كانت عمارة غالبية المقاهي تتشابه بحكم وضيفتها والفترة الزمنية التي بنيت فيها، فان مقهى الخفافين يختلف معماريا عن باقي مقاهي بغداد لارتباطه بجامع وخان الخفافين من جهة، ولقدم تاريخه من جهة ثانية.



مقهى الخفافين بني ليؤدي وظيفة معينة، استضافة زبائن معينين ومتشابهين في مهنتهم، كذلك استقبال زبائن خان الخفافين، أي انه ليس مقهى مفتوحا للجميع مثل بقية المقاهي، على الرغم من ان ذلك لا يعني انه لا يستقبل أي زبون، بل ان مكانه المحصور بين بوابة جامع الخفافين وسوقهم لا يجعله مقهى شعبيا كبقية المقاهي المنفتحة على الشوارع العامة، شارع الرشيد خاصة.



والمقهى مبني من الطابوق البغدادي الاصفر، الذي تم طلاؤه بالدهان الابيض، ومفتوح من جهة السقف، على الرغم من تغطية الفتحة بلوح زجاجي شفاف يتيح لضوء الشمس منح المكان فسحة ضوئية مترفة، وهذا السقف قابل للحركة للسماح للتيار الهوائي بتعبئة المكان وتجديد حيويته.



اليوم يرتاد مقهى الخفافين غالبية من الشباب الذين يريدون التمسك بما تبقى من ذيول تاريخ بغداد وتراثها، اضافة الى رواده الاصليين، كما كان جمع من السياح يرتاده عندما كانت بغداد مفتوحة امام المجاميع السياحية،، هناك نتنفس التاريخ ونشاهده بصورة زخرفية رائعة، وننعم بصمت واسترخاء مترف، لنخرج الى حياة بغداد الصاخبة وكأننا تركنا خلفنا سنوات من الماضي المنحسر بين بناية المدرسة المستنصرية وجامع الخفافين ومقهاهم.

قصي الفرضي
31/08/2009, 10h31
الاخوة الاعزاء
السلام عليكم

حسون الامريكي شخصية بغدادية لاتتكرر

اسمه حسون كاظم عيسى العبيدي ولد 1929 وتوفى رحمه الله عام 1985 على اثر هجوم قلبي (heart attack) ويقال أثر جلطة ... حسون الأمريكي ولد في محلة الصليخ واكمل تعليمه في مدرسة الاعظمية الاولى للبنين وتخرج من ثانوية المشرق الاهلية.

مِن الظواهر التي عرفتها بغداد - في خمسينيات من القرن الماضي - ظاهرة حسون الأمريكي كما لقبه البغداديون في ذلك الزمن .. وكان يشاهد عصراً في شارع السعدون حيث كان يمتطي دراجة سباق ويرتدي بنطلون شورت وقميص مزركش وخوذة واقية وجوارب مقلمة أشبه بجوارب لاعبي كرة القدم ايام زمان !
أحيانا كان حسون يتمشى عصرا مع كلبه مرتديا بنطلون جينز وقبعة كاوبوي وحذاءه المشهور المعقوف من الامام والذي كان يسمى (چم چم).. وأحياناً يظهر في الشارع مرتديا بنطلون فاتح اللون وسترة غامقة وحذاء قبغلي مع جوارب صفراء اللون !

في أوائل الستينات ضيّفه التلفزيون بصحبة دراجته وبزيه المعتاد ، وأجاب على اسئلة مقدم البرنامج شارحاً وجهة نظره في زيّه ، واعتبره الزي العصري المتمدن ، ثم شارك في تمثيلية عرضت في التلفزيون ، ألفت خصيصا له حيث جرى الحوار بينه وبين أبيه في التمثيلية وطرح فكرته عن تصرفه وملبسه ... ودعا الشباب الى ان يتمتعوا بحريتهم العصرية ، من دون الاعتداء على حرية الآخرين .. وانتقد تصرفات المراهقين في السينما والشارع وتحرشهم بالفتيات .

ان تصرفات حسون الأمريكي كانت تعد تحدياً لذلك العصر وتظاهرة سلمية ، وبعد فترة سنوات اعتزل الناس هروباً من تعليقاتهم الساخرة والمؤلمة أحياناً ، ولكنه أصر على تحديهم لاعتقاده انه يتمتع بحريته الشخصية التي تساير العصر المتمدن .. وصار حسون الأمريكي من ظرفاء بغداد المشهورين وتناولت الصحف أخباره .

وحسون الاميركي هذا الرجل الوديع والمسالم الذي فرض حضوره على الجميع وجعل من شكل ملابسه محط انظار كل من يراه من الناس في الشوارع سبق عصرنا الحالي بعقود طويلة حيث كان يرتدي ما يحلو له من القمصان ذات المناشئ المعروفة بجودتها وجودة صناعتها من الاقمشة ومن بينها قمصان تحمل علامة”آرو “ وهي العلامة التجارية والممتازة آنذاك .
الكلام عن حسون الامريكي يطول بامتداد الشوارع التي كان يقطعها ويخرج على الناس كل يوم بشكل وزي جديد ، فقد ارتدى القمصان التي تحوي غابات افريقيا وقمصان ذات الوان صارخة لم يستطع غيره ارتداءها والمغامرة بالخروج بها وسط الشارع ،، وتنتصب على صدره قلادة والاكثر من هذا ان حسون الامريكي كان يسحب وراءه كلبه المدلل اينما حل .
لقد ساعد حسون في حصوله على هذه الملابس الغريبة من عمله في المستشفى مع الاطباء الذين احبوا بدورهم زيه ،وخطه في الحياة ،وكان حبهم له ممزوجاً بالسخرية التي كان يتقبلها حفاظاً على الهدايا التي كانوا يغدقونها عليه ،عند رجوعهم من الاسفار حتى ان بعضهم كان عندما يروم السفر الى خارج البلاد يرسل بطلب حسون ليسأله عن حاجته لكي يجلبها له من الخارج ولم يكتف حسون هذا بارتداء الازياء الغريبة فقط بل انه تعداها الى التصرف الغريب فكثيراً ما كان يسير في شوارع بغداد مستصحباً معه كلباً كان يستعيره من احد معارفه من الاطباء ممن كان يسكن في منطقته وكثيراً ما كان ايضاً يصعد الى الباص مستصحباً معه الكلب (ولف ...دوك) ويقطع له بطاقة دفعاً لاستهجان الركاب فلما احس (الجابي) نفور الركاب واستهجانهم وتخوفهم من الكلب وراحوا يسمعونه الكلمات النابية لم يكترث حسون لكل ذلك وانما التفت الى الجابي قائلاً :انه خير منهم جميعاً .

هي نزعة من التمرد في ذلك الوقت على التقاليد السائدة انذاك ولكن نزعة التمرد التي كانت عليها شخصية حسون الامريكي لم تطو تحتها نزعة شريرة او ما شابه ، فقد كان حسون الامريكي محبوبا من الجميع بشهادة اكثر من شخص عايش فترته ، كما لم يكن عاطلا يأخذ مصروفه من اهله ، او يعتاش على ما تجود به ايدي الخيرين فقد كان يعمل ممرضا في مدينة الطب (مصرف الدم) او كما كانت تسمى سابقا بالمجيدية او المستشفى الجمهوري فيما بعد ً .
ومن الاعظمية حيث مسكنه ينطلق ماشيا قاطعا شوارع العاصمة وكان يتحدث الانجليزية نوعا ما ويرطن بها حسب قدرته . يقال ان حسون الامريكي وبحكم وظيفته ممرضاا كان يبدو نظيفا وانيقا ، وكان شغوفا بالاطلاع على احدث مجلات الازياء التي تصدر من دور الازياء العالمية التي كانت ترد الى العراق مع بقية المطبوعات الاخرى التي تعنى بالزراعة والطبخ وفنون الاتكيت .
وكان حريصا على متابعة الافلام الغربية التي كانت تعج بها دور العرض السينمائي ويؤكد البعض أن حسون الامريكي وبعد ان يخرج من الفيلم ومشاهدة احداثه يقوم بتقمص شخصيات ابطاله .
اما اختياراته لثيابه من حيث البنطلون والقميص فقد كان يختارها من افخم المخازن واكثرها شهرة وعراقة امثال”اورزدي باك “ و”حسو اخوان “ ومثيلاتها من معارض الالبسة آنذاك ... وينقل عنه انه كان رجلا لا يحب العنف بل على العكس فقد كان موضع احترام الناس وبشاشتهم له حينما يلتقون به او يجمعهم مجلس معه، ويتمتع بروح النكتة البريئة بعبارة ادق كان رجلا خفيف الظل ، ويملأ جو الجلسات بقفشاته الجميلة وان الذي جعله على شكله وحاله هوم انه رجل اجتماعي وليس انعزاليا كما يقول ناس ذلك الزمن، وحينما يبادره احدهم بـ "صباح الخير" كان حسون يرد بـ" كود مورنينك " باللغة الانكليزية !

وفي الفترة الثانية من حياته أي عندما تحسنت حالته المادية سافر الى العديد من البلدان الاجنبية وقد استغرب منه حتى اولئك الاجانب من زيه لانهم لم يتوقعوا رؤية عربي يقلدهم تقليداً كاملاً في لباسه .

ومن مواقفه الطريفة والغريبة ايضاً نذكر انه كان في زيارة احد اصدقائه من طلاب (دار المعلمين العالية) كلية التربية حالياً وعند جلوسهما في نادي الدار المذكورة طلب ان ياتي له عامل النادي (بالشاي والحليب) وما ان قدم له ما اراد طلب منه ايضاً ان ياتي له بقصبة كتلك التي يشرب بها الكثيرون الببسي كولا، واخذ يمتص عن طريقها الشاي والحليب ولم تمض لحظات حتى ذابت تلك القصبة لحرارة المشروب بين ضحكات الطلاب الذين كانوا قد التفوا حوله حال دخوه النادي واستغرابهم لعمله هذا .
رحم الله حسون الامريكي فقد كان شخصية بغدادية فريدة لاتتكرر .
منقول للفائدة بتصرف .
تحياتي
قصي الفرضي / العراق بغداد

قصي الفرضي
01/09/2009, 19h44
الاخوه الاعزاء
السلام عليكم

كيف صدر العدد الاول من جريدة حبزبوز لنوري ثابت

من هو نوري ثابت
ان نوري ثابت موهبة فنية وصحفية وفكاهية وادبية لن تتكرر , ولد نوري ثابت عام 1897 وتوفي عام 1938 فقد حارب كضابط في الجيش العثماني وحصل على عدة مداليات عسكرية وجرح في معارك الدردنيل وقفقاسيا وعمل في مجال التعليم في مدرسة التفيض والجعفرية ثم مفتشا للغة العربية في وزارة المعارف وكان اديب لايجارى ومعرَب وملحن لعدد من الاناشيد الوطنية وعازف للعود والكمان كان يجيد المقام العراقي والغناء التركي وكاتبا للتمثيليات الساخرة يتكلم العربية والتركية والكردية والاثورية والانكليزية والفرنسية والالمانية وقام بترجمة كتاب عن الرشاشات الالمانية ونال عنه وسام الصليب الحديدي الالماني وصاحب افضل قلم فكاهي في تاريخ الصحافة العراقية اصيب بمرض السل وتوفي عن 41 عاما ودفن في جامع بني سعيد .

في 29 - ايلول - 1931 صدر العدد الاول من الجريدة وقال في الافتتاحية التي كتبها باسمك اللهم
من (أ. حبزبوز) الى الشعب العراقي الكريم.
الحمد لله والصلاة على خير خلقه وبعد..
يعلم القراء انني اكاتب الصحف العراقية منذ بضع سنوات باسماء مستعارة مختلفة فكان الاخير منها اسم (أ . حبزبوز) وبعد ان ضايقتني الجهات المعلومة - وهي محقة بذلك - تقلص هذا الاسم فصار (أ . حبزبوز) وهو الذي - على ما اعلم - قضى على حياتي في الوظيفة ومن اجل ذلك اتخذته عنواناً لصحيفتي هذه وكنت منذ زمن بعيد اشعر بالرغبة عن حياة التوظيف راغباً في الصحافة ولاسيما الفكاهية فيها ... والحمد لله على الخاتمة .

ان هذه الصحيفة فكاهية ادبية فنية بحتة (على طول !) لاعلاقة لها (توبه استغفر الله العظيم) بالسياسة والاحزاب مطلقا تختلف الظنون على مبدئي وتحوم الشكوك حول نوعيتي.. لذا وددت ان ازيح الستار واقدم نفسي - بريزنته - الى القراء
يراني البعض كثير الاتصال باشخاص الوزراء الحاليين معجبا برئيسهم الشاب النبيل فيظنني (عهدي) - نسبة الى حزب العهد الذي كان يراسه نوري السعيد.
وفي الحقيقة اني اقسم لكم بقضبان الحديد في (البالكون المعهود) على انني لست ذاك - وهو يعني هنا (البالكون) المطل من عيادة الدكتور فائق شاكر احد اعضاء حزب العهد يومذاك.
ويراني البعض اكتب في جريدة الاخاء الوطني (البلاد) وشديد الاعجاب بادمغة الاخائيين فيظنني (اخائي) وانا اقسم لكم بالبيت (الهاشمي) الرفيع - وهو يعني هنا بيت ياسين الهاشمي رئيس حزب الاخاء الوطني - وبتربة (الكيلاني) المقدسة - ويقصد رشيد عالي الكيلاني معتمد حزب الاخاء الوطني - وبكل (جادر) ينصب في ايام الزيارات على انني لست هذا.
اشار الى كامل الجادرجي عضو حزب الاخاء الوطني - ويذهب البعض مذهبا اخر فيظنني (تقدمي) - نسبة الى حزب التقدم الذي يراسه عبد المحسن السعدون - لصلة قرابة تجمعني مع بعض رجال هذا الحزب - يقصد عبد العزيز القصاب زوج اخته الذي كان احد اقطاب حزب التقدم - فانا اقسم لكم (بالمسناية مال خضر الياس) - اشارة الى دار يوسف السويدي رئيس مجلس الاعيان - يومذاك والتي كان يلتقي فيها اعضاء حزب التقدم واقسم لكم بمسبحة معالي (القصاب) يعني عبد العزيز انني لست كذلك.
ويراني البعض اتظاهر بالوطنية المتطرفة ! وادغدغ ! احيانا محلة (الكريمات) - حيث تقع دار المندوب السامي البريطاني (مختار ذاك الصوب )- السفارة البريطانية فيما بعد - فيظنني من (الحزب الوطني) فانا اقسم لكم بـ (جبة) معالي جعفر ابو التمن واقبل الايادي (العضبة) لكل من محمود رامز والاخ البدري - يعني عبد الغفور وكلاهما من الحزب الوطني - فاقول انني (مو منهم !)
ويذهب فريق اخر مذهباً بعيداً نحو الماضي فيظنني من (الحزب الحر العراقي) المرحوم والكل يعلم انني (ماضربت لكمة) في الترجمانية حيث بستان السيد عبد الرحمن النقيب رئيس الحزب الحر - ولا تناولت طعام الافطار في ليالي رمضان في (الدركاه) المعلوم ويقصد دركاه ال الكيلاني .. اذ لم يبق الا شيء واحد وهو انني لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء اي بلا حزب يعني (حزب سز) وهنا اقسم لكم - وهو القسم الاخير - بحياة الشيخ علي ! على انني لست كذلك
اذاً من أنا ! وما هي نوعيتي؟
انا (حبزبوز) وحبزبوز فقط ... خادم الجميع وساع وراء تحسين صحيفتي التي ستكون (فكاهية فنية) فقط ... لعلي اصل بها حد الصحف المصرية والسورية مقال (الفكاهة والكشكول ، والدبور ، والمضحك المبكي ... الخ)
وعلى الله وحده اتكالي وهو خير معين ونصير.

اما حبزبوز الذي اشتق منه اسم الجريدة فقد ذكر انه لواحد من (شقاوات بغداد اسمه احمد حبزبز ابن ملا عليوي ويروى السيد شهاب الحمد صاحب دكان في محلة بني سعيد انه ادركه وكان فاتكا شريرا الا انه كان فكهاً سريع البديهية حاضر النكتة يسخر مما حوله
مرة وجدت رجلين يختصمان حول ملكية بغل كل يدعيه لنفسه وقد استوقفاه عندما مر بهما ليحكماه في الامر فحكم بينهما بعد ان اخذ منهما المواثيق على القبول بحكمة ولكنهما عادا الى الخصام والحا عليه بالبقاء حتى يتفقا فما كان منه الا ان اخرج سكينة وذبح البغل بها ثم تركهما وانصرف .
وكان لاحمد حبزبز اب ورع تقي يدعى (ملا عليوي) وقد انكر على ولده احمد سلوكه هذا فجعل يرشده ويهديه الى الطريق الصواب وما زال حتى صحبه في صبيحة احد الاعياد لكيما يصلى معه صلاة العيد في الجامع فاذعن احمد ورضخ امام الحاح ابيه وما ان اذن المؤذن بالناس الى الصلاة حتى رفع احمد يديه ليعلن (النية) وقال بصوت مسموع (نويت اصلي ركعتين جفيان شر ملا عليوي).
فغضب عليه المصلون وضربوه واخرجوه من الجامع لكن قوله ذهب مثلا على السنة الناس منذ ذلك الزمن .

وقد خضعت الجريدة بطبيعة الحال للظروف الطباعية الصعبة التي كانت تسود البلاد يومذاك تلك الظروف التي تتحكم قسرا بنوع الورق ولون الحبر وطبيعة (الكلائش) والعناوين ولاسيما انها تطبع بكم كبير بالنسبة لذلك العهد حيث بلغ عدد المطبوع منها (4.000) نسخة وعدد المشتركين (2.000 ) ومع انها جريدة (اسبوعية) تصدر في يوم الثلاثاء من كل اسبوع فان طبعها بـ(4.000) نسخة يكون رقما كبيرا بالنسبة للامكانيات الطباعية المتوفرة يومذاك لكن المعروف ان جميع هذه النسخ كانت تستنفد بل ويطلب منها المزيد الامر الذي جعل بعض المنتفعين يبيعها لطلابها باسعار السوق السوداء .....تامل!!

ولان اعداد جريدة (حبزبوز) نادرة الحصول فهي اما محفوظة في المكتبات العامة بنسخة واحدة او مصورة بالمايكروفلم فان الحصول على نسخ متفرقة من مجموعتها يكون لدى الباحث كسبا كبيرا ويعني عند الكثير .
العدد الاول من جريدة (أ . حبزبوز
الصفحة الاولى
العدد - 1 ثمن النسخة آنة واحدة السنة الاولى
صحيفة فكاهية اسبوعية
لصاحبها : نوري ثابت صاحب الامتياز والمدير المسؤول : نوري ثابت
مطبعة : السريان - بغداد
بغداد : الثلاثاء في 15 جماد الاولى 1350 29 ايلول 1931 وقد نشر تحت عنوان الجريدة صورة مؤطرة للملك فيصل الاول بعنوان : اهلا بالملك المفدى
نزين صدر العدد الاول من صحيفتنا بتصوير صاحب الجلالة الهاشمية الملك المفدى (فيصل الاول) المعظم بمناسبة تشريفه عاصمة ملكه عصر هذا اليوم والصورة تمثل جلالته نازلاً من الطيارة واشر على جانبي صورة الملك
محل الادارة : شارع السراي : عمارة الشابندر
وتجد شروط الاشتراك مدرجة في الصحيفة الاخيرة

الصفحة الثانية
الحبزبزيات
بأسمك اللهم
المقال الافتتاحي الذي سبق الحديث عنه ثم : الى حضرة المشتركين الكرام من اولها ! ... تالي لانسوي قنزة ونزة ! معلوم حضرتكم ! الداعي (قابسز) (اي بدون وظيفة ) والوكت حامض ! والجيب مضروب اوتي ! .. لأجل كل ذلك ‍ ‍ ومن فضلكم عجلو ببدلات الاشتراك وخلونا نشتغل مثل الاوادم ‍ يرحم والديكم ‍ او هاي تركناها يم نجابتكم ‍!!!!!!!!!
أ. حبزبوز

ثم كتب في الصفحة الثالثة - وما بعدها - تعليقاً طريفا بعنوان أثاري انا شاعر ومالي خبر ‍..
يقول
- اوف ؟ اوف ‍ الافلاس زنجير العفاريت يافحل .. قم من الصباح ‍ اذهب الى قهوة امين كهوة وجكارة ولقلقيات ‍ تمر من امامك السيارات تحمل (المنتفشين) وكل واحد منهم (شايل خشمة للغيمه )
وتمد ايدك بجيبك تطلع ورقة مبعثرة تفتحها وتقرأها واذا هذه الاية الكريمة
(كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام)
قم من القهوة واذهب الى البيت ‍ البطن جوعانه ؟ (اختك) حبزبوزة طابخة بامية , اكل , نام ‍
- ولك هذي مو عيشه ‍
- ولك تعال جاي اني ليش مااصير شاعر ؟ يعني شنو ؟ قابل الشعراء احسن مني ؟ تعال حاسبني ! هذا امرؤ القيس كبير الشعراء ! يعني اشكال جنابة في المعلقة ؟ عاشق عنيزة وواصف عنيزة ! وابوكم الله يرحمه !
عندك هذا عنترة ابن شداد ! عاشق عبلة وشنو عبلة ! يعني قابل (الست ام كلثوم) الله اليدري فرد وحده مثل هذني بياعات الروبة !
لا ! لا ! ابداً مايصير لازم اصير شاعر !
فكوني ! هدوني! لاتلزموني! بعدما اتحمل !
- يالله !
قال عنترة ابن شداد العبسي
(هل غادر الشعراء من متردم ...... ام هل عرفت الدار بعد توهم ؟)
وقال هو :
يادار (عمشة) بالفـلوس تكلمي وخذي فلوساً دار (عمشة) وأسلمي !
والتمر في الحلقوم عند (مذيل) خالي الجيوب مذاقه كالعلقم
واذا راى فوق الدوالي حصرماً خزت (روالته !) لأجل الحصرم!
امـــــا المتيم بالحسان فأنــــــه ان ناله (التذبيل) غير متيم
ايعيش في خير العراق دخيله ويموت من اليها ينتمي
الله يلهمني الحقيقة كلها فاقولها ! والله خير ملهم

وعلى الصفحة الرابعة - تحت القصيدة المعرضة - كتب فقرة طريفة بعنوان الالقاب ضريبة
جاء فيها :
اصحاب الفخامة - هم رؤساء الوزراء المفوضين
اصحاب المعالي - هم الوزراء مجالس الاعيان والنواب
اصحاب السعادة - هم المتصرفون والمدراء العامون
حضرات - هم المامورون
امين العاصمة - رئيس بلدية العاصمة
باشا - لقب يعطى بمرسوم
بك - كذلك
افندي - الذي يقرا ويكتب
اغا – الامي , جلبي - التاجر الغني
حبزيوز - انا ومن اشكولي .. لكن : آني مالي تك !

وهناك - بعدها (كلب مليونير) وعنه يقول :
من مدة (مو بعيدة هواية) مات في الولايات المتحدة غني كبير من اصحاب الملايين اسمه المستر(فرانك نيش) وكان عند جنابه الشريف كلب كبير كان يحبه ويدللة فوق العادة واسم هذا الكلب السعيد (لورد) فبعدما دفنوا المستر فرانك ورجعوا فتح الورثة وصيته (فشافوا) انه موصي بكل ثروته الى كلبه (لورد) .. فطار عقلهم وصاروا يندبون حظهم لان كل واحد منهم كان مؤمل ان يغتني بعد موت قريبه المستر فرانك .
وبليه لغوه و تطويل كلام ! طلع الورثة كل واحد ايد من وراء وايد من جدام .
اما الكلب (لورد) فصار مليونيراً غصباً عن خشمهم وخشم الكل !
نعم صار (لورد) مليونير وصار صاحب املاك واطيان وصار تحت امره اموال مودوعة بالبنوك وصار اغنى مني ومنك ولكنه بقي : (كلب ابن كلب ! الى كطع النفس) .

وعلى صفحة الجريدة الاخيرة .
نشر صورة كاريكاتيرية بعنوان (سيارة حبزبوز الجديدة وقلمه السيال) ظهر فيها وقد اعتلى (طوب ابو خزامة) - المدفع المعروف - ورفع بيده قلما كبيرا وكتب تحتها :
- شنو هاي حبزبوز ؟ اشو راكب على طوب ابو خزامة ... تريد تصير مثل سلطان مراد ؟
- لا ! مولانه ! لكن ! مادام ابنص اوتيل انضرب ست رصاصات ! فمنا وغادي قررت بعدما اركب بعربانة او سيارة ! ... بل اخذت هذا الطوب من وزارة الدفاع حتى اتجول عليه ! .. وهم المسالة اقتصادية لان المعلوم حضرتكم هذا يلهم التراب يصير بارود ويلهم الحجار يصير دان (اي قنابل) واريد رجال اليتجدم!
وكان (نوري ثابت) قد تعرض قبل ان يصدر جريدته بايام قليلة وبينما كان يجلس في (اوتيل ماشاء الله) الواقع في محلة الحيدرخانة في شارع الرشيد الى مهاجمة شخص بغتة له حيث اطلق عليه الرصاص ولكنه اخطأه فهرب (نوري) من الاوتيل لكنه لحق به في الشارع وظل يمطره بالرصاص الذي لم يصبه ولكنه اصاب رجلا كان يحلق لدى حلاق بجوار الاوتيل (الحلاق محمود نديم) وقد ترك كرسي الحلاقة وتطلع من باب الدكان ليرى مايجري فاصابته رصاصة قتلته في الحال .
وقيل يومها - كما يروى عارفوه ومعاصروه ان وراء هذه الحادثة السلطة الحاكمة وقال بعضهم هو (نوري سعيد) رئيس الوزراء يومذاك بالذات - ولكن المفارقة في الامر ان المجرم كان هو الاخر موظفا مفصولا بقانون (الذيل) كنوري ثابت .
رحم الله نوري ثابت فقد كان بحق صحفي وفنان واديب بارعا قل نظيره .....
عن كتاب حبزبوز لجميل الجبوري بتصرف .....
تحياتي
قصي الفرضي / العراق بغداد

قصي الفرضي
04/09/2009, 19h00
الاخوة الاعزاء
السلام عليكم

هذه بعض الذكريات والمقالات الطريفه والتي نشرت في جريدة حبزبوز العدد 23 لعام 1931 .

http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=162390&stc=1&d=1252090264
نوري ثابت في مكة

- ثورنا الصحافي
- ايه ... سيدي حبزبوز
- ولاتهون
- اني صارلي 7 سنين اشتغل وياك وجنت اوفى واخلص من كل الي اكلو نعمتك وجحدوهه مو تمام .
- ا ي ابديني تمام
- واني هسه استرحم منك بان تأذن لي بتقديم امتياز لجريدة اسبوعية اسوة بالبقية .
- عجايب ؟؟؟؟؟
- ليش عجايب قابل الذين اصبحو في مصاف الصحفيين احسن مني اذا همه لابسين قوط اني لابس بونجور واذا لابسين مناظر باغه اني لابس ذهبيه واذا ايكمشون القلم باناملهم اني اكمشه بظلفي واعطي القلم حقه احسن منهم .
- كل هذا صحيح ولكن هناك شروط يجب ان تتوفر بيك
1- ان تكون عراقيا .
على راسي وهاي ورقة الجنسية مسجلة بدائرة البيطرة .
2- لازم عمرك اكثر من 25 سنة .
طيب اني من مات ابويه سنة 1918 رثاه الملا عبود الكرخي بقصيدة واللي كال بيهه
وين اودي سجته وفدانه ......... يوم الاكشر يوم عض السانه
جان ابذاك الوكت عمري 10 سنين فاحسب حسابك اليوم عبرت ال 30 واستحق نيابة مو صحافه .
3- لازم اتكون غير محكوم بجناية غير سياسية او جنحة مخلة بالشرف .
هاي اسهل مايكون هذه دائرة التحقيقات الجنائية ( سي . أي . دي ) واسأل في شعبة طبع الاصابع عن طبع ظلفي .
4- يجب ان تكون متخرجا من مدرسة عالية وعندك شهاده ومن ذوي السمعة الحسنه
اما مسألة السمعة الحسنة فسيدي اعرف بها من غيره واما مسألة الدراسة والشهادة فهذه اسهل مايكون اذهب الى وحدة من الدول المجاورة واصرف جم فلس وجيبلك احسن شهادة عالية والسلام .
5- يجب ان تكون غير موظف وغير عضو في مجلس النواب .
الحمد لله اني لانائب ولا موظف .
6- يجب ان يكون لديك محل اقامة !!
- محل اقامتي في زرائب الجاموس في محلة العوينة وهذا محل عجزت كل السلطات عن تغيير محله !!!!
- هذه الشروط السته في قانون المطبوعات وماكو غيرهه .
- ولقد وجدتها متوفرة في خادمكم المطيع ( بحذف العين )
- نعم
- اذن انا اصير صحافي رغما عن الانوف .
- بس اكو مسألة مهمه ومهمه جدا وهي انك ( ذو قرنين ) .
- سيدي يرحم موتاك لتخليني اكول باع واشك الكاع !!!!!!



علاقته بالشاعر الجواهري :

كان الجواهري موظفا في البلاط الملكي فاعتاض عن الوظيفة باصدار جريدة اسماها (الفرات) ويبدو انه هادن نوري السعيد وسياسته وقتذاك فتصدى له المعارضون وفي مقدمتهم نوري ثابت والملا عبود الكرخي حتى ان الملا عبود نظم قصيدة شعبية هجا فيها الجواهري يقول فيها:

كاسر الاكرع ودافن ............ وانت هم دافن وكاسر

فثارت ثائرة الجواهري فكتب مقالا في العدد (19) من (الفرات) في الثاني من حزيران عام 1930 تحت عنوان (اذا كنت كذوبا فكن ذكورا) شتم فيه نوري ثابت شتما مقذعا ولام وزارة المعارف وقتذاك على ابقائها على نوري ثابت كواحد من مدرسيها ومربيها وكان نوري ثابت وقتها مدرسا لم (يذيل) بعد، جاء في المقال: (في هذا البلد زمرة من الناس اتخذوا الصحافة وسيلة لنهش الاعراض واثارة الحفائض والاحقاد). وقال عن وزارة المعارف فيه : انها ليست وزارة معارف بل هي وزارة (الحباززة والقزامزة) . وغضب وزير المعارف وقتذاك وكان (عبد الحسين الجلبي) فاقام الدعوى على الجواهري .
وكان الجواهري قد نظم قصيدة حيا فيها مزاحم الباجه جي ومطلعها:
كيفما صورتها فلتكن انا عن تصويرة الناس غني
وكان نوري ثابت ينشر في جريدة (الكرخ) جريدة الملا عبود الكرخي صفحة باسم (خجة خان) فكان ان حشد جماعة من الشعراء الفكهين فاعانوه على معارضة قصيدة الجواهري جاء فيها .

كيفما صورتها فلتكن ........... انها طبخة طاه (أرعن )
غاية الشعر لديكم اكلة . ...... فالفح (التشريب) ملء (اللكن)
اترك (الباجة) لاتلهج بها ....... ليست (الباجة) مثل (التمن)
اشهد الله تعالى انني ....... (لست من قيس ولا قيس مني)

ويشيرون بالباجة الى (مزاحم الباججي) وبالتمن الى (جعفر ابو التمن) ثم يختمون قصيدتهم بتبرئة نوري ثابت من المشاركة في نظم القصيدة فيقولون: ( لست من قيس ولاقيس مني )
وكان نوري ثابت قيسيا كرويا . فثارت ثائرة الجواهري فاقام الدعوى على الملا عبود الكرخي لابسبب هذه القصيدة لانه لم ينشرها وانما اشاعها الذين نظموها في الاوساط السياسية والادبية بغير نشرها .. بل بسبب القصيدة الشعبية التي يقول فيها :

كاسر الاكرع ودافن ............ وانت هم دافن وكاسر

يروي الاستاذ مصطفى علي ( اول وزير للعدل في العهد الجمهوري ) :
انه جرت محاكمة الملا عبود الكرخي وكان نوري ثابت واحدا من الحاضرين فسال الحاكم الملا عبود عن الغاية من نظمه هذه القصيدة فقال :
- بك هذه قصيدة نظمتها من العهد العثماني وما لها علاقة بالجواهري
فقال له الحاكم - طيب ... لقد ورد في القصيدة (روح اسال وين اوتيل الجواهر) فهل كان في بغداد (اوتيل) بهذا الاسم في ذلك العهد؟
فلم يجب الملا عبود عن سؤال الحاكم بل التفت الى نوري ثابت الجالس في قاعة المحكمة وقال له :
- (على بختك نوري ... هاي فاتتنة) فضجت المحكمة والمستمعون بالضحك واعتبر الحاكم قول الملا عبود هذا اعترافا واقرارا فحكمت عليه بالغرامة ..

http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=162388&stc=1&d=1252089737
الملا عبود الكرخي

تحياتي
قصي الفرضي / العراق بغداد

hasanh
05/09/2009, 18h11
.
الحكم العراقي لشمال انكلترا
.

كانت الجيوش العاملة مع الامبراطورية الرومانية مكونة من الوية من مختلف المناطق . ومن اقوى القطعات لواء مشاة من الشباب من ملاحي الدوب من التكارته والدوريين وحواليهم (الدوب جمع دوبة وهي نوع من الزوارق الكبيرة يصنع في الدور وتكريت الخ بمحاذاة نهر دجلة وتسمى بالانكليزية "BARGE ") وقد مارس هذا اللواء المسمى "لواء ملاحي دجلة" في القرن الثالث والرابع (300 سنه قبل ميلاد الرسول –ص-) مهمة السيطرة على شمال انكلترا متخذا مقره على شاطئ نهر التاين وير في مدينة ساوث شيلد.
كان قائد هذا اللواء من المناطق شرقي سوريا المسماة حينها بالميرا (عانة وراوة الخ) وقام احد الضباط العراقيين بدفن زوجته الانكليزية في القلعة التي هي مقر قيادته. ولا يزال شاهد القبر يذكر حزنه عليها.
اسم القلعة (عربية) وهي على شط نهرتاين وير وتستمر الحفريات فيها.
.
.

قصي الفرضي
06/09/2009, 21h28
الاخوة الاعزاء
السلام عليكم

بعض من الحكايات التي نشرت في اعداد السنة الاولى من جريدة حبزبوز ...

سارت مشرقة :

قاتل الله محررنا ابو عين الكوية !!! فانه كمايقول المثل العامي ( متفوته فايته ولا عصيدة بايته).
جلس يوم الاربعاء الماضي في شرفة من الشرفات التي تطل على الشارع العام ووجه منظاره الحبزبزي على سيل من السيارات التي كانت تمر في موكب استقبال فخامة رئيس الوزراء ( نوري السعيد ) وهي لاتقل عن مائة سيارة بل قل جميع سيارات بغداد كانت تسير من جسر مود نحو باب الامام الاعظم !!! الا سيارة واحدة سارت في نفس الوقت بعكس الاستقامة ( عكس كل السيارات ) وهي السيارة الرمادية الضخمة التي تحمل فخامة ياسين باشا الهاشمي . فمرور الهاشمي في هذه الدقيقة وبهذا الاتجاه مصداق واضح لقول الشاعر :

سارت مشرقة وسرت مغربا ........ شتان بين مشرق ومغرب

على اننا نؤكد لفخامة الهاشمي بأن جميع هذه السيارات ومن فيها ( تديور) باسرع من لمح البصر وراء سيارته الرمادية اذا سمحت الظروف وتألفت ورارة هاشمية لان المثل البغدادي يقول ( كلمن ياخذ امي اسميه عمي ) .
- والطريف ان حبزبوز كان من مستقبلي رئيس الوزراء وقد وصف الاستقبال بمقال مسهب ورحب فيه كثيرا ( بابي صباح الورد ) !!!!!


سكاربين !!!!

في عام 1927 سافر احد تجار البصرة الاثرياء الى سوريا بسيارة خصوصي استأجرها على حسابه , ولما وصلت السيارة الى الرمادي تقدم منها احد افراد شرطة البادية فوجدها خالية من الحمل وعلم من سائقها انها ستمر بالرطبة فجاء بكيس من الرز وصفيحة من الدهن وطلب من السائق بلطف ان يوصلها معه الى افراد الشرطة في الرطبة , لان الوسائط قليلة وافراد لشرطة بحاجة الى ارزاق , فمد التاجر رأسه من السيارة وصرخ بالشرطي صرخة غضب :
- ولك شنو هاي ؟
- مولانه ! ارزاق الى شرطة البادية , وهذا الحمل ميضركم لان السيارة فارغة والافراد اهناك
جواعه !!!
- ولك هاي السيارة اسكارتة مالتي .
- مولانة اعرف جنابك اسكاربين لكن هاي اشضارتك !
- لك منو سكاربين كلب ابن الكلب !!!

فطال الجدال وكاد الامر ينتهي يضارب ومضروب وفاشخ ومفشوخ , لولا تدخل بعض العقلاء وانتهى الامر الى مدير الشرطة الذي وبخ التاجر بصورة نازكة حيث قال له :

- مولانه القصور قصوركم ! هذا الرجل بدوي منين ايفرق بين الاسكاربين ( الحذاء النسائي العالي الكعب ) والاسكارتة ( الخصوصي ) يعني لو كايل خصوصي اشجان ايصير !

تذكرت هذه الواقعة المضحكة لااضعها نصب اعين هؤلاء الذين نسو او تناسو لغة ابائهم واجدادهم بعد ان تعلمو كلمتين او ثلاثة من الانكليزية ( نص كفر ونص غلط على رأي المثل)

ومن هذه المضحكات ....

- هل اليوم ردت اخابر الاستيشن من طرف الريزيرف . لكن الاكس جينج كال السكند والفيرست انكيج !!!!!
- اليوم رحت للاوفيس واذا بالاخ خطية حاطيه بالبلاك ليست !!!!
- الميجر هل اليوم فنَش حسون من الشغل !!!

هذا بعض ماتسمعه من حضرات السكاربينات !!!!!!!!
ارشدهم الله الى الصواب ... وانا لله وانا اليه راجعون .


مودة جديدة :

- يابة الك خبر ؟
- لا خير شكو ؟
- منين يجي الخير طالعة مودة جديدة علينه !
- الا وهي .
- مودة الاجانب اللذين يحصلون على الجنسية العراقية وايصيرون عراقيين واعرق مني ومنك ويزاحموني ويزاحموك بالاشغال !!!
- وهاي اشلون دتصير ؟
- ابسط مايكون , ورقة من المختار ...
- والمختار اشلون ينطي ورقة ؟
- هاي شنو !!! عاد المختار اذا قبض ربع دينار , ينطيك سند خاقاني باملاك النقيب ( السند الخاقاني الصادر من السلطان العثماني واملاك النقيب يقصد به عبد الرحمن النقيب الكيلاني اول رئيس وزراء عراقي ) .
- وبعدين ؟
- وبعدين ايصير عراقي الى كطع النفس مع انه مسجل في القنصل خانة التابع لها ( القنصلية ) .
- وبعدين ؟
- وبعدين يشتغل بالشركات والوظائف الحكومية ويزاحم ابناء الوطن في جميع الاعمال والبركة بالعاطلين ولد الخايبة من ابناء العراق اللذين يملؤون المقاهي والمساطر .
- وبعدين ؟
- حسبنا الله ونعم الوكيل .... وانا لله وانا اليه راجعون !!!!!

تحياتي
قصي الفرضي / العراق بغداد

قصي الفرضي
07/09/2009, 14h33
الاخوة الاعزاء
السلام عليكم

مطاعم بغداد الشعبية الشهيرة :

ستكون البداية من نكهة كبة السراي الشهيرة المحشية بـ (اللية واللوز) .

وحلاوة (شربت زبيب زبالة) العريق ، كان (الباشا) يسبق دوامه الرسمي بتناول هذا الفطور المميز في (سراي الحكومة) . ولم يكن (الباشا) والمقصود نوري السعيد رئيس الوزراء في العهد الملكي هو الوحيد الذي (اغرم) بحب هذه الاكلة الشعبية التي يعشقها البغداديون كثيراً ، فالملك فيصل الاول والوصي على عرش العراق الامير عبد الاله كانا من زبائن مطعم كبة السراي الذي افتتح في العام 1933 في مدخل سوق السراي ، اشهر سوق للوراقين في بغداد.

وعلى ذكر شربت زبالة ، فان محل الحاج زبالة افتتح في العام 1914 في مدخل جسر الشهداء الحالي ، ثم انتقل الى موقعه الحالي في شارع الرشيد امام جامع الحيدر خانة ، وقيل ان من ابرز زبائنه كان الملك غازي والرئيس عبد السلام محمد عارف ورئيس الوزراء عبد الكريم قاسم وكبار ضباط وزارة الدفاع انذاك ، فيما كانت الملكة عالية والدة الملك فيصل الثاني ترسل سائقها ليشتري لها الشربت. وقد اختص هذا المحل بتقديم سندويشات (جبن العرب) اللذيذة مع شربته ذي المذاق الفريد ، وهو ما جعل معظم رواده يختارون تناول فطورهم هناك او فى الاقل ارتشاف كأسين من شربت زبالة قبل ذهابهم الى العمل.

وفي موازة اكلة (الكبة) ، تحتل اكلة (الباجة) مكانة مرموقة في اذواق البغداديين وخاصة الذين يعملون في مهن تتطلب القوة البدنية كالحدادة والبناء.
ويعرف الكرخيون ، على سبيل المثال ، مدى قوة تأثير باجة حجي رشيد ابن طوبان على من يتناولها وخصوصاً في الصباح الباكر ، حيث يخرج العمال مبكرين الى عملهم ويتجهون الى مطعم ابن طوبان الواقع قرب مقبرة الشيخ معروف لتناول (ماعون) الباجة الذي يغنيهم من الجوع الى حين عودتهم الى البيت في وقت متأخر من اليوم، وذلك لان باجة ابن طوبان دهينه .

واذا اردت التغيير قليلاً وتجنب الملل في نوع الفطور ، فما عليك الا التوجه الى احد مطاعم (الباقلاء بالدهن) الشعبية ، وستقودك قدماك حتماً الى مطعم (قدوري ابو الباجلا) في شارع (ابو نؤاس) قرب جسر الجمهورية ، الذي اصر انتحاري قبل سنوات ان يدفع ثمن فطور 35 شخصاً من رواد المطعم بطريقته الخاصة وذلك بتفجير حزامه الناسف منهياً حياتهم بطريقة بشعة.
يقول حميد علوان احد رواد المطعم السابقين : اعتدت تناول فطوري صباح كل يوم في مطعم قدوري قبل ذهابي الى المحل الذي اديره في شارع الخيام ، ما عدا اليوم الذي حدث فيه الحادث المروع ، فقد كنت خارج بغداد في عمل خاص..
ويستذكر علوان بحزن اجواء المطعم : كان المطعم يعج يومياً بالناس ومن جميع شرائح المجتمع ليتناولوا (ثريد) الباقلاء المقشرة المغطاة بالبيض المقلي بالدهن الحر وشرائح الطماطم وبجانبها صحن يتكون من النارنج الذي يعصر فوق صحن الباقلاء المغطى بـ (البطنج) والبصل والطرشي . وبعد الانتهاء من الطعام يستقبلك (استكان الشاي السنكين والمهيل على الفحم) ليريح معدتك ويعدل مزاجك.

اما في جانب الكرخ ، فلا يزال (حمادة ابو الباجلا ومخلمته التي تحسده على مذاقها امهر ربات البيوت) الى جانب (علو ابو الباجلا) يستقبلان زبائنهما في مطعميهما المتواضعين قرب ساحة الشهداء ، في صمود قل نظيره يوم كانت منطقتهما (اشد سخونة) من الدهن الذي يسكب على (ثريد) الباقلاء ، تلك الاكلة (الحلاوية) الاصل.

وبين ازقة سوق الصفافير يعلو في الطابق الاول من احدى البنايات القديمة مطعم (ابو حقي) الملتقى الطبيعي لاهل الذوق من (البغادة) التسمية الشائعة لاهل بغداد الذين يتميزون بذوق رفيع في الطعام.

واذا كنت حديث العهد بمطاعم بغداد العريقة واضعت مكان هذا المطعم ، فلا تقلق لان رائحة (دهن الحر) و (التمن العنبر) لابد ان ترشدك الى (الحاج ابو حقي) بملابسه البغدادية المكونة من بدلة الدميري وقد أحاط خصره بـ (الباشتمال) وعلت رأسه طاقية اشتهر بها ، ومطعمه العتيد الذي يقدم (تبسي الباذنجان) و(الباميا المطبوخة بلحم الدوش الدهين) و(تشريب الطماطة) و(القوزي على التمن) وهي الاكلة التي اشتهر بها وغيرها من الاكلات البغدادية التي تأبى الا ان تبقى محفورة في ذاكرة عشاق بغداد القديمة.

وكان شارع الرشيد يتميز بكثرة المطاعم في تلك الايام الخوالي .... واشهرها مطعم (عمو الياس) في منطقة المربعة مقابل فندق الرشيد الجديد والذي كان يتميز بتقديم وجبات الدجاج المشوي مع أنواع الطبيخ البغدادي ، وكانت الخدمة في هذا المطعم مشهوداً لها بالتميز وكان ملتقى الطبقة الراقية في المجتمع البغدادي والسواح الاجانب وغيرهم .. حتى اغلاقه اثر سقوط النظام الملكي في العام 1958 .

ومن المطاعم المشهورة التي احتضنها هذا الشارع العريق ، مطعم الجمهورية الذي يقع عند مدخل شارع الرشيد من جهة ساحة الميدان قرب سوق الهرج وكان هو الآخر من المطاعم المشهورة بتقديم الطبيخ العراقي المنوع .


وفي العام 1968 افتتح (ابو يونان) ، وفي ركن صغير من بناية دائرة الكمارك التي كانت واقعة في شارع الرشيد قبل هدمها لبناء جسر السنك الحالي ، مطعماً صغيراً قدم فيه وجبات سريعة من الهمبرغر التي صارت عنواناً لأفضل وجبات الطعام التي بدأت العوائل والشباب وكبار السن وحتى الأطفال يقبلون عليها.
وطارت سمعة مطعم (أبو يونان) الصغير الى الافاق ، لتصبح حديث كل الأوساط وحتى المسؤولين الذين كانوا يحرصون على تناول همبرغر (أبو يونان) الذي افتتح محلاً أكبر في منطقة العلوية مضيفاً إلى الهمبرغر الكص (الشاورمة) الذي عرف أيضاً بـ(كص أبو يونان) وكان يقدم معهما أيضاً اللبن وقناني الكولا.

وفي شارع السعدون ، اشتهر مطعم (الشمس) الذي كان يقع بجوار سينما السندباد بتوصيل طلبات الزبائن بواسطة الدراجات الهوائية ، وكان ينافس هذا المطعم ، مطعم (تاجران) الذي كان يقابله من الجهة الثانية من الشارع..اما مطاعم (ابن سمينة) فقد تجاوز صيتها حدود بغداد وكانت مشهورة بتقديم القوزي.


ونعود الى (صوب) الكرخ وتحديداً في مدخل شارع حيفا في مكان وزارة الثقافة الحالية ، حيث كان مطعم شباب الكرخ الذي لا يقل شهرة عن باقي مطاعم بغداد القديمة ، الا ان ما كان يميزه بعض الشيء هو احتضانه لاغلب دعوات العشاء التي ترافق حفلات الزفاف لعرسان الكرخ وغيرهم.
وبنظرة ملؤها الحسرة على ايام الخير ـ كما يصفها ـ يتذكر الحاج عبد اللطيف شكر من سكنة الكرخ انه مع اصوات الفرق الموسيقية الشعبية كان المدعوون يتناولون طعامهم الشهي مع (العريس) في هذا المطعم وسط مظاهر البهجة والفرح التي تعم تلك المنطقة الشعبية ذات التقاليد البغدادية العريقة.

والحديث عن (مطاعم الطبيخ البغدادي) سيكون بلا طعم اذا لم نعرج على (مطاعم السمك المسكوف) التي كانت منتشرة بالعشرات على شاطيء دجلة في شارع (ابو نؤاس) الشهير وتزدحم بالعوائل البغدادية واصحاب الذوق في الاكل البغدادي.
ويؤكد(ايوب العبيدي) صاحب اشهر مطعم للمسكوف في (ابو نؤاس) ان الطعم الاصيل لهذا السمك لامثيل له حتى وان استنسخ في اكثر من بلد.
ويوضح هذا الرجل (الكرادي) الذي تخطى عامه الخامس والسبعين ذلك بالقول : كنا نختار السمك العراقي (الحر) بانواعه الثلاثة الشبوط والكطان والبني الذي يتم صيده مباشرة من قبل صيادي منطقة الكرادة المشهورين ونضعه في الاحواض.
ويشرح العبيدي طريقة الشواء قائلا: بعد ان تشق السمكة من الظهر وتخرج احشاؤها ، ينظف داخلها بالماء ويرش عليه شيء من الملح, وتشق في جلد السمكة فتحتان أو ثلاثة لمكان تعليق الأوتاد ، ثم توقد النار من خشب الصفصاف على شكل دائري وتوضع أوتاد من الخشب الرفيع بارتفاع يعادل عرض السمكة على المحيط الخارجي للنار ويعلق السمك على الأوتار ليشوى على النار وهي بعيدة عنه أي (بطريقة الإشعاع) ويقوم المسؤول عن الشي بالسيطرة على النار وقوتها ويقوم بتقريبها أو أبعادها عن حلقة السمك, وبعد نضوج بطن السمك يرفع من الأوتاد ويوضع ظهر السمكة على قليل من جمر الخشب لشي جلد السمكة الخارجي.
ويضيف : يقدم السمك المشوي مع أنواع السلطة والعنبة الهندية الحارة والطرشي والبصل الأخضر الطازج وخبز التنور الحار, ويؤكل باليد بدون شوكة وسكين, ثم يتبع ذلك بـ (استكان شاي مهيل) .


ومن بين تلك المطاعم ، تبرز مطاعم اخرى لاتقل شأناً ولها مكان في ذاكرة البغداديين من بينه(باجة الحاتي) في محلة الشيخ عمر ومطعم (عنجر) في محلة الفضل ومطعم كوخ دجاج في ساحة الفردوس الحالية ومطعم (قاسم ابو الكص) في الاعظمية ومطعم كص وكباب الاخلاص في شارع المتنبي ومطعم الطبيخ في البتاويين ومطاعم الكباب المشوي الشهيرة عند سوق الاستربادي في الكاظمية بالاضافة الى مطاعم الكاهي والقيمر في الكسرة والكرخ والحيدرخانة وغيرها كثير.

اما مطاعم الازقة والطرقات فان لها طعمها المميز وزبائنها المعروفين وابرزها سلسلة المطاعم المنتشرة امام جامع الامام الاعظم التي تقدم وجبات شهية من الكبة والمشويات والشوربة وغيرها من المأكولات الشعبية اضافة الى المطاعم المماثلة في محلة باب الشيخ .
منقول للفائدة بتصرف ....

تحياتي ....
قصي الفرضي / العراق بغداد

سمهر بغداد
07/09/2009, 20h06
أللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل للله ....
بصراحة وكأن كل من يقرأ هذه ألسطور ألدسمة جدآ جدآ يعيش أللحظة ويستطعم
ألطعام الموصوف وكلنا قد تلذذنا بما ذُكر وعليه نعيش ألوصف بأمانة ....
وما يحزّ بالنفس أن كل شيئ مرهون بزمن وألأزمنة تنأى بعيدآ !!!!!!!!!!
ولم يتبقى إلا ألأطلال ... فمثلآ قاسم أبو ألكص لم يعُد كما كان لاشكلآ ولا مضمونآ ..
ومطاعم امام ألأمام أبو حنيفة هُدم أغلبها في تفجير إجرامي ولم يعيد أصحابها بنائها وحلّت أليوم
محلها محلات مختلفة لاتحمل ألجوهر ذاته وأشهرها مطعم نون مُقابل جامع ألأمام أبو حنيفة وكان ألوقت يأخذ
ألزبون الى مابعد منتصف الليل دون أن يشعر بملل ...
وشربت ألحاج زبالة أو اطلال شربت حاج زبالة لازال في ألميدان محتفضآ بصور قديمة لبشوات
أيام زمان ومن ضمنهم ألمرحوم عمي ( ... ) وقد أهترأت وأصفر حتى زجاجها ولكن ألموجود حاليآ بمحل ألشربت
يحتفظ بالصور كأمانة متوارثة ....
ألف شكر أخي على ألنقل ألرائع للموضوع وعااااااشت إيدك ....

haidarthamer
10/10/2009, 19h11
الاخوة الاعزاء
السلام عليكم

هذه بعض الذكريات والمقالات الطريفه والتي نشرت في جريدة حبزبوز العدد 23 لعام 1931 .


نوري ثابت في مكة

- ثورنا الصحافي
- ايه ... سيدي حبزبوز
- ولاتهون
- اني صارلي 7 سنين اشتغل وياك وجنت اوفى واخلص من كل الي اكلو نعمتك وجحدوهه مو تمام .
- ا ي ابديني تمام
- واني هسه استرحم منك بان تأذن لي بتقديم امتياز لجريدة اسبوعية اسوة بالبقية .
- عجايب ؟؟؟؟؟
- ليش عجايب قابل الذين اصبحو في مصاف الصحفيين احسن مني اذا همه لابسين قوط اني لابس بونجور واذا لابسين مناظر باغه اني لابس ذهبيه واذا ايكمشون القلم باناملهم اني اكمشه بظلفي واعطي القلم حقه احسن منهم .
- كل هذا صحيح ولكن هناك شروط يجب ان تتوفر بيك
1- ان تكون عراقيا .
على راسي وهاي ورقة الجنسية مسجلة بدائرة البيطرة .
2- لازم عمرك اكثر من 25 سنة .
طيب اني من مات ابويه سنة 1918 رثاه الملا عبود الكرخي بقصيدة واللي كال بيهه
وين اودي سجته وفدانه ......... يوم الاكشر يوم عض السانه
جان ابذاك الوكت عمري 10 سنين فاحسب حسابك اليوم عبرت ال 30 واستحق نيابة مو صحافه .
3- لازم اتكون غير محكوم بجناية غير سياسية او جنحة مخلة بالشرف .
هاي اسهل مايكون هذه دائرة التحقيقات الجنائية ( سي . أي . دي ) واسأل في شعبة طبع الاصابع عن طبع ظلفي .
4- يجب ان تكون متخرجا من مدرسة عالية وعندك شهاده ومن ذوي السمعة الحسنه
اما مسألة السمعة الحسنة فسيدي اعرف بها من غيره واما مسألة الدراسة والشهادة فهذه اسهل مايكون اذهب الى وحدة من الدول المجاورة واصرف جم فلس وجيبلك احسن شهادة عالية والسلام .
5- يجب ان تكون غير موظف وغير عضو في مجلس النواب .
الحمد لله اني لانائب ولا موظف .
6- يجب ان يكون لديك محل اقامة !!
- محل اقامتي في زرائب الجاموس في محلة العوينة وهذا محل عجزت كل السلطات عن تغيير محله !!!!
- هذه الشروط السته في قانون المطبوعات وماكو غيرهه .
- ولقد وجدتها متوفرة في خادمكم المطيع ( بحذف العين )
- نعم
- اذن انا اصير صحافي رغما عن الانوف .
- بس اكو مسألة مهمه ومهمه جدا وهي انك ( ذو قرنين ) .
- سيدي يرحم موتاك لتخليني اكول باع واشك الكاع !!!!!!



علاقته بالشاعر الجواهري :

كان الجواهري موظفا في البلاط الملكي فاعتاض عن الوظيفة باصدار جريدة اسماها (الفرات) ويبدو انه هادن نوري السعيد وسياسته وقتذاك فتصدى له المعارضون وفي مقدمتهم نوري ثابت والملا عبود الكرخي حتى ان الملا عبود نظم قصيدة شعبية هجا فيها الجواهري يقول فيها:

كاسر الاكرع ودافن ............ وانت هم دافن وكاسر

فثارت ثائرة الجواهري فكتب مقالا في العدد (19) من (الفرات) في الثاني من حزيران عام 1930 تحت عنوان (اذا كنت كذوبا فكن ذكورا) شتم فيه نوري ثابت شتما مقذعا ولام وزارة المعارف وقتذاك على ابقائها على نوري ثابت كواحد من مدرسيها ومربيها وكان نوري ثابت وقتها مدرسا لم (يذيل) بعد، جاء في المقال: (في هذا البلد زمرة من الناس اتخذوا الصحافة وسيلة لنهش الاعراض واثارة الحفائض والاحقاد). وقال عن وزارة المعارف فيه : انها ليست وزارة معارف بل هي وزارة (الحباززة والقزامزة) . وغضب وزير المعارف وقتذاك وكان (عبد الحسين الجلبي) فاقام الدعوى على الجواهري .
وكان الجواهري قد نظم قصيدة حيا فيها مزاحم الباجه جي ومطلعها:
كيفما صورتها فلتكن انا عن تصويرة الناس غني
وكان نوري ثابت ينشر في جريدة (الكرخ) جريدة الملا عبود الكرخي صفحة باسم (خجة خان) فكان ان حشد جماعة من الشعراء الفكهين فاعانوه على معارضة قصيدة الجواهري جاء فيها .

كيفما صورتها فلتكن ........... انها طبخة طاه (أرعن )
غاية الشعر لديكم اكلة . ...... فالفح (التشريب) ملء (اللكن)
اترك (الباجة) لاتلهج بها ....... ليست (الباجة) مثل (التمن)
اشهد الله تعالى انني ....... (لست من قيس ولا قيس مني)

ويشيرون بالباجة الى (مزاحم الباججي) وبالتمن الى (جعفر ابو التمن) ثم يختمون قصيدتهم بتبرئة نوري ثابت من المشاركة في نظم القصيدة فيقولون: ( لست من قيس ولاقيس مني )
وكان نوري ثابت قيسيا كرويا . فثارت ثائرة الجواهري فاقام الدعوى على الملا عبود الكرخي لابسبب هذه القصيدة لانه لم ينشرها وانما اشاعها الذين نظموها في الاوساط السياسية والادبية بغير نشرها .. بل بسبب القصيدة الشعبية التي يقول فيها :

كاسر الاكرع ودافن ............ وانت هم دافن وكاسر

يروي الاستاذ مصطفى علي ( اول وزير للعدل في العهد الجمهوري ) :
انه جرت محاكمة الملا عبود الكرخي وكان نوري ثابت واحدا من الحاضرين فسال الحاكم الملا عبود عن الغاية من نظمه هذه القصيدة فقال :
- بك هذه قصيدة نظمتها من العهد العثماني وما لها علاقة بالجواهري
فقال له الحاكم - طيب ... لقد ورد في القصيدة (روح اسال وين اوتيل الجواهر) فهل كان في بغداد (اوتيل) بهذا الاسم في ذلك العهد؟
فلم يجب الملا عبود عن سؤال الحاكم بل التفت الى نوري ثابت الجالس في قاعة المحكمة وقال له :
- (على بختك نوري ... هاي فاتتنة) فضجت المحكمة والمستمعون بالضحك واعتبر الحاكم قول الملا عبود هذا اعترافا واقرارا فحكمت عليه بالغرامة ..


تحياتي
قصي الفرضي / العراق بغداد
=================================
في الواقع أخي قصي أن الجواهري إمتعض كثيراً عندما علم أن الأبيات التي هجاه بها الكرخي قد إنتشرت بين العامة، فاشتكاه للمحكمة، وكان فعلاً سؤال القاضي للكرخي كما اوردته، ولكني وجدت أن من الأمانة التاريخية أن نورد ما جاء في تلكم الأبيات التي كانت سبباً في تغريم الملا عبود خمسين روبية في حينها:

تدعي نفسك دمقراطي
وانتة من جلاب الشواطي
وين وديت العمامة
يا زفر يا جهر الجهامة
روح بالميدان اسئل
وين اوتيل الجواهر

تحياتي

محمد العمر
08/12/2009, 23h02
بغداديـــــــات

ألاستاذ الباحث المرحوم عزيز الحجية
شخصية بغدادية فلوكلورية تراثية عظيمة
يؤرخ لنا طبائع وتقاليد ومهن اهل بغداد
وسنأتي الى رفع كتاباته تتابعاً بأذن الله


http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=174807&stc=1&d=1260316395


http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=174808&stc=1&d=1260316395


نبذة مختصرة عن حياة هذه الشخصية الجليلة

ولد الباحث المرحوم عزيز جاسم محمد خلف الحجية في بغداد محلة حمام المالح في شهر رمضان المبارك سنة 1339 هجري - 1921 ميلادي ختم القرأن على يد الملا لالة ابراهيم في محلته ثم دخل مدرس الفضل الأبتدائية للبنين فالغربية المتوسطة للبنين ثم التحق بالدورة الأولى في مدرسة الثانوية العسكرية في 27 /12 /1938 فالكلية العسكرية حيث تخرج ضابط 1 / 7 /1942 شارك في حربي مايس 1941 وفلسطين الجهادية 1948 .اوفد الى بريطانيا لأ مري السرايا سنة 1954 وسافر مع الوفود الرياضية الى عدد من الأقطار العربية كسوريا ولبنان ومصر والبحرين والدول الأجنبية كتركيا وايران والأتحاد السوفيتي وايطاليا وفرنسا والصين الشعبية واليونان وجكوسلوفاكيا وبلجيكا وتدرج بالرتب والمناصب العسكرية حتى وصل الى رتبة عقيد احيل على التقاعد في 15 / 2 / 1963 اشتغل بالتجارة وانتمى الى غرفة تجارة بغداد وفتح مخزن للتجهيزات المنزلية بأسم اسواق عزيز الحجية في شارع 14 رمضان 1964 ولم يوفق بعمله فأغلقه .ثم فتح مكتب ثقافي بالمشاركة مع صديقه الحميم المرحوم عبد الحميد العلوجي باسم مكتب العلوجي والحجية لتعضيد ونشر الكتب الثقافية والخاصة لأخذ بأقلام الناشئة لكنه لم يوفق به فأغلقه في عام 1969 .عين في اللجنه الأولمبية الوطنية العراقية اول سكرتير متفرغ في حزيران عام 1971 وانهيت خدماته بها في اب 1982 .عين محرراً في مجلة الفروسية في تشرين الأول 1984 وانهي عقده في حزيران 1987 بسب احتجابها عن الصدور .تزوج عزيز الحجية عام 1950 وله ست بنات (حياة - دنيا - زينه - لينه - عزيزه - انعام ) وتأثر في كتاباته الأدبية بخاله المربي الكبير الشاعر المرحوم عبد الستار القره غولي وبأبن عمته الشهيد الرئيس الركن نعمان ثابت عبد اللطيف والذي كان يسكن معه تحت سقف واحد توفى يوم الخميس المصادف 12 /10 /2000 ميلادي بعد عناء طويل عاشه بسب المرض حتى انه ضعف بصره اخر ايامه يرحمه الله .الف عشرون كتاب سلسلة كتب بغداديات التي تتضمن من سبع اجزاء كانت تصويراَ للحياة الأجتماعية والعادات البغدادية خلال مائة عام وليعلم القارئ جمعها من افواه المعمرين من افراد عائلته واقاربه وابناء الطرف والأصدقاء الذين تكتنز ذاكرتهم بمعلومات لابد من تسجيلها اذ بدأوا يتصاقطون كأوراق الأشجار في فصل الخريف .
بغداديات الجزء الأول صدر سنة 1967
بغداديات الجزء الثاني صدر سنة 1968
بغداديات الجزء الثالث صدر سنة 1973
بغدايات الجزء الرابع صدر سنة 1981
بغدايات الجزء الخامس صدر سنة 1985
بغداديات الجزء السادس صدر سنة 1987
بغداديات الجزء السابع صدر سنة 1999
وله بقيت الثلاث اجزاء من بغداديات مخطوطة باليد ولم يوفقه الله بنشرها حيث توفي قبل نشرها .
الأمثال والكنايات في شعر الملا عبود الكرخي صدر عام 1986
مجموعة حكايات شعبية دار ثقافة الأطفال عام 1987 لم تضهر للوجود وأختفت ونحن نبحث عن الأسباب
المايونــــي يغرك قصة تمثيلية تتضمن معظم الأمثال العامية صدرت سنة 1958
السباحة فن ومتعة
اقتل لألى تقتل
الأشتباك القريب
فنون السباحة والصيد والقتال والكشافة
الشيخ ضاري قاتل الكولونيل البريطاني لجمن بالمشاركة مع الكاتب عبد الحميد العلوجي صدر سنة 1968
تمارين البندقية
ومن المقالات التي نشرت بعد وفاته في مجلة التراث الشعبي لسنة 32 العدد الأول صدرت في سنة 2001.
كتب الأستاذ خضر الوالي ... رحل عنا ابرز الكتاب والباحثين في الفولكلور العراقي الأستاذ عزيز الحجية .
كتب الأستاذ حسين الكرخي... عزيز الحجية ضاهرة تراثية لا تتكرر .
كتب الأستاذ مهدي حمودي الأنصاري ... الباحث الفولكلوري عزيز جاسم الحجية.
كتب الأستاذ رفعت مرهون الصفار ... الحجية صديقا وباحثاَ .
وكتب الأستاذ جميل الجبوري ... الراحل عزيز الحجية كما عرفته .
وكتب عنه كثيرون ... الأستاذ عماد عبد السلام رؤوف , الأستاذ فيصل فهمي سعيد .
وهناك رسائل كثيرة تشيد بالبحث الفولكلوري وكتب بغداديات ومؤلفات والدي منها الأستاذ الجليل البحاثة كوركيس عواد والأستاذ عدنان شاكر علي ونشرت جريدة بغداد في عددها 1969 الصادر في 16 شباط تحت عنوان جولة اخرى مع بغداديات للأديب الفنان والصديق الوفي ناجي جواد الساعاتي.
الأستاذ عزيز عارف .
كتب الأستاذ الكبير الأديب المعروف عبد القادر البراك في مجلة الف باء تحت عنوان ( اطرف كتاب عن التراث البغدادي ) .
والأستاذ الجليل عبود الشالجي .
والأستاذ الكبير البحاثة ميخائيل عواد.
والأستاذ الجليل حسان علي البزركان .
وعن كتابه المايوني يغرك اشاد بهذة الأنتاج الأستاذ الفاضل الدكتور مصطفى جواد حيث يقول .. قد سلك الأستاذ عزيز جاسم الحجية طريقة جديدة الى تسجيل الأمثال العامية البغدادية ونأمل ان يتوفر على جمع حكايات الأمثال البغدادية فيما يستقبل من زمانه والله تعالى المسؤول اني يوفقه للخير والنجاح .
هذه نبذة وما تكنه ذاكرتي عن حياة والدي المرحوم عزيز جاسم الحجية فأرجوالمعذرة من الأساتذة والباحثين ومن كتب عنه ولما تساعدني المصادر والذاكرة عن ذكر اسمائهم واحب ان اشكر كل من كتب عن والدي في حياته وبعد مماته واحب ان اشيد واشكر الأستاذ حامد القيسي بالجهود التي بذلها لأقامة الحفل التأبيني في قاعة وداد الأورفلي .
وأتأمل من كل الذين عرفو عزيز الحجية المعروف بعشقه لبغداد عاصمة المحبة والمودة والتقاليد الأصيلة مما يتوفر اليهم من ذكريات او لقائات او ممن بحوزتهم رسائل ان يساهمو في اغنناء الأبعاد الغائبة عن هذه الشخصية البغدادية عزيز جاسم الحجية الذي ظل قلبه حتى اخر لحضة في حياته معلقاَ بباب الزوراء.

الكاتبة
دنيا عزيز جاسم الحجية

محمد العمر
08/12/2009, 23h12
بغداديــــــــــات


‏مقاهـي بغــــداد
سمــر ومواعيــد وثقافـــة



تنتشر في العراق المقاهي الشعبية التي تركت لها اسما وأثرا في الحياة العامة. وقد يتذكر الكثير من العراقيين بعض هذه المقاهي وأثرها في المجتمع العراقي، كما ان معظم العراقيين ان لم يكن جميعهم قد اتخذوا من المقهى مكانا لقضاء أوقاتهم، أو للسمر فيه، أو اللعب، أو لقاء صديق فالمقهى جزء من الحياة اليومية. أثرت المقاهي، والشاي ايضا في الشعر العراقي بشقيه العامي والفصيح. في بعض ما ذكره الشاعر الفيلسوف عبود الكرخي دليل على هذا التأثر:
كون أنكلب فنجان
بيدْ الكَهْوجي
وأوصل لحكك هواي
أنتحب وأبجي
أو قول الرصافي بعد موجة من تحويل بعض المقاهي الى ملاهٍ عام 1909:
أرى بغداد تسبح بالملاهي
وتعبث بالأوامر والنواهي
أو ما نسمعه من أغان فولكلورية تمتد لمئات السنين تتغنى بالشاي وتتغزل بالحبيب الذي يعد الشاي، ولعل أشهر هذه الاغاني:
خدري الجاي خدري
عيوني لمن أخدره
مالج يا بعد الروح
دومج مِجْدَره
أما أول مقهى فتح في بغداد كما يذكر الشاعر معروف الرصافي في مذكراته التي نشر بعضها وفقد بعضها الآخر فتم افتتاحه عام 1590م اسمه "خان جغان" في زمن الوالي العثماني "جغالة زادة سنان باشا" ايطالي الأصل وعينه السلطان "مراد الثالث" وحكم بغداد من 1586م وحتى 1590م.وقبل ان نذكر اسماء هذه المقاهي الشهيرة ومواقعها واسماء روادها لا بد ان نذكر الادوار التي لعبتها هذه المقاهي في الحياة الاجتماعية والسياسية في العراق، حتى اخضعتها السلطات المتتالية على حكم العراق للمراقبة الأمنية وارتبطت اسماء هذه المقاهي بأحداث العراق بشكل عام، بل أصبحت جزءاً من حياة العراقي.
1-ان هذه المقاهي كانت بمثابة ملتقى يومي لكبار العلماء والساسة وأصحاب الأعمال والمصالح، وللفنانين والأدباء والشعراء والمفكرين مثلما هي نادٍ للعراقيين من سكان المنطقة القريبة من المقهى، وبالتالي فالمقهى نادٍ ثقافي لعب دوراً أساسياً في الابداع في العراق..
2-لبعض هذه المقاهي صفات التجمع المهني مثل مقاهي التجار حيث يجتمع التجار ليمارسوا البيع والشراء وعقد الصفقات أو الالتقاء ببعضهم، ولعلها كانت تقوم بدور البورصة الحالية.
3-المقهى مكان استقبال بعض الضيوف واكرامهم حينما يتعذر استقبالهم في البيوت لأسباب مختلفة تفرضها الظروف المحيطة بالشخص.
4-وهو ملتقى الغرباء، اذ تجد عند كل محطة سيارات لنقل الركاب الى محافظات اخرى مقهى معظم رواده من تلك المحافظة التي تسير إليها الشاحنات والسيارات. مثل مقهى الناصرية في البصرة، وكذلك مقهى العمارة.
5-والمقهى مكان تسلية وقضاء وقت، أو تتحول بعضها الى ملاعب قمار، أما في رمضان من كل عام فتصبح المقاهي ساحات لعب خاصة بالشهر الفضيل اذ تنتشر لعبة "المحيبس" الشهيرة في العراق، ويؤم هذه المقاهي كل ليلة بعد صلاة التراويح العشرات بل المئات يتمتعون بلعبة المحيبس الجماعية، التي تمتد الى الفجر اذ تنتهي بفوز احد الفريقين ويتناول الجميع "البقلاوة" التي يدفع ثمنها الفريق الخاسر لتعاد اللعبة في اليوم التالي بفريقين آخرين جديدين.
6-ولعل المقهى مكان تجمع وطني وقومي سياسي، وكثيرا ما انطلقت التظاهرات والاحتجاجات من المقاهي التي تعتبر بؤرا وطنية، ينمو فيها الوعي السياسي وتتخذ مكانا لتجمع القوى السياسية والوطنية التي أسهمت في تاريخ العراق السياسي عبر اكثر من قرن من الزمن.
أما اشهر المقاهي وأهمها فهي:
مقهى فاضل في الصالحية.
مقهى علي النهر في الفضل.
مقهى الجمالي في باب الشيخ.
مقهى ياسين في شارع أبونواس.
مقهى المواصلة في شارع الرشيد.
مقهى أبوصفو في شارع السموأل.
مقهى سيد بكر قرب وزارة الدفاع.
مقهى وهب في الميدان.
مقهى القراءة خانة في باب المعظم.
مقهى العبد في الباب الشرقي.
مقهى التبانة في محلة الفضل.
مقهى السوامرة في الكرخ.
مقهى النقيب في محلة قنبر علي.
مقهى بيت هيش في الكرخ.
مقهى حتروش في المشاهدة.
مقهى ماجستيك في الميدان.
مقهى عارف آغا في الحيدرخانة.
مقهى سبع في الميدان.
مقهى عزاوي في باب المعظم.
مقهى البلابل في محلة البارودية.
مقهى ملاحمادي في محلة المربعة.
مقهى البهرزاوي
مقهى الخفافين سوق الساعجية.
مقهى الوقف مقابل وزارة الدفاع.
مقهى العكامة جسر الشهداء الكرخ.
مقاهي عكيل تقع قرب جامع عطا بالكرخ وهي ثلاثة مقاهٍ (مقهى حمادي) (مقهى رشيد النجفي) و(مقهى ياسين).
مقهى الشابندر شارع المتنبي.
مقهى المميز جسر الشهداء الرصافة.
مقهى ابو القاسم في الكرخ.
مقهى حضيري ابوعزيز الكرخ.
مقهى ابراهيم عرب شارع الرشيد.
مقهى البرلمان شارع الرشيد.
مقهى فتاح شارع الرشيد.
مقهى القيانجي شارع الرشيد.
مقهى السويسرية شارع الرشيد.
مقهى حسن عجمي
مقهى عبود بالمستنصرية.
مقهى ابو رزوفي الكرخ.
مقهى ناصر حكيم الكرخ.
مقهى البلدية شارع الرشيد.
مقهى خليل القيسي شارع الرشيد.
مقهى أم كلثوم شارع الرشيد.
مقهى اكسبريس فلسطين شارع الرشيد.
البرازيلية شارع الرشيد.
مقهى الزهاوي
مقهى النعمان في الاعظمية.
هذا عدد من مقاهي بغداد التي عرفت خلال اكثر من قرن من الزمن، وشكلت خريطة مكتملة لمعظم أرجاء بغداد القديمة، التي امتدت اتساعا في الخمسينات والستينات، وبلا شك فإن عددا من هذه المقاهي قد اعدمت بعد ان اتسعت بغداد. ما افقد العراقيين بعض ثراث مهم لأن هذه المقاهي كانت مراكز لشعراء وأدباء وتجار واعلام بغداد، وفيها من الذكريات والاحداث ما يؤرخ له في الحياة العامة وهي شواهد لأحداث اكثر من قرن مرت على العراق. كما أرجو ان اكون قدمت رصدا من دون ان انسى بعض هذه المقاهي. ولعلي اقول لا بد وقد غاب عن ذهني بعضها خاصة وأنني اشعر ان بعض الثقوب قد ابتليت بها ذاكرة لم تزر الوطن خلال ربع قرن، إلا من خلال حلم ظل يعانقني طيلة الربع قرن التي انسلخت من عمري. ان بعض الاعلام من الشعراء والأدباء والمفكرين والعلماء والتجار والشخصيات الاعتبارية الاخرى ارتبط بواحد من هذه المقاهي، بل ان كرسيا معينا في المقهى يظل شاغرا الى ان يجلس عليه صاحبه من هؤلاء الاعلام.
مقهى ابن صفو: يقع في شريعة المصبغة بجانب الرصانة، وهذا المقهى من اقدم مقاهي بغداد، ومن اسماء هذا المقهى "مقهى الشط" أو "مقهى التجار" كان صاحبها حسن صفو، وله اخ اسمه احمد صفو من اشهر قراء المقام العراقي وكان يغني في المقهى، في عام 1909 تحول المقهى الى ملهى ليلي غنت فيه "طيرة المصرية"، وطيرة جاءت من مصر قبل الحرب العالمية الاولى، وغنت اشهر الاغاني العراقية "عبودي جا من النجف شايل مكنزية".
مقهى عارف آغا: يقع في الحيدر خانة، بجانب المسجد المسمى بالاسم نفسه كان يلتقي في هذا المقهى كبار التجار وكبار الساسة والوجهاء والنواب والاعيان. وقد اتخذه معروف الرصافي مجلسا له يحيط به محبوه ومريدوه، وارتاده من الساسة ياسين الهاشمي، وحكمت سليمان. تحول المقهى بمرور الزمن الى دكاكين عامة.
مقهى سيد بكر: يقع بجوار وزارة الدفاع بين الميدان وباب المعظم، وقد اشتهر هذا المقهى بسباقات "الديكة" وكذلك "نطاح الكباش".
* مقهى كلوزير: ذكره الرصافي في مذكراته، ملتقى الطبقة البرجوازية في بغداد، يقع بجانب باب وزارة الدفاع وبالقرب من معمل احذية الكاهجي، هدم عام 1915 بعد توسعات شارع الرشيد.
مقهى سبع: صاحبه سبع اشهر قهوجي في بغداد، يقع المقهى في الميدان. وكان يستقدم عددا من المغنيات ومنهن "رحلو الملعية جرادة" و"شفيقة الحلبية" وقد ذكرها الشاعر ملا عبود الكرخي في قصائده الظريفة:
هذي "رحلو" رحلة الصيف وشتاء
ما اظن يوجد مثلها بالنساء
ب "كهوة سبع" انظر الى الحورية
شفيقة بالأصل يمكن "حلبية"
ومما يذكر عن هذا المقهى ان الشاعر ابراهيم الباججي اطلق النار على فتى سوري "حلبي" جميل، ومات الحلبي في مستشفى الغرباء بالكرخ. وقد رثاه الشاعر عبود الكرخي مثلما رثاه معروف الرصافي عام ،1907 ولأن هذه القصائد تؤرخ مقتله وهي جميلة تعبر عن روح أهل بغداد، فإنني اذكرها هنا مع الاشارة الى ديواني الرصافي والكرخي.
يقول معروف الرصافي:
فأطلق من مسدسه رصاصاً
به في الرمي تنحرف الجسوم
فخر الى الجبين به "نعيم"
كما انفضت من الشهب الرجوم
سأبكيه ولم أعبأ بلاح
وأندبه وان سخط العموم
ولما ان ثوى ناديت أرخ
ثوى قتلاً بلا مهل "نعيم"
اما الملا عبود الكرخي فيقول في قصيدة رثائه:
يا دكة الما تنحجي
سواها ابن الباججي
خلو عليه التوبجي
وتضحك عليه الصبيان
اللطم لنعيم وجب
والدمع عالخد انسجب
كظه ويانه بس رجب
وصارت كتلته بشعبان
مقهى عزاوي: وهو من اشهر مقاهي بغداد، وكان يعرض مسرحيات خيال الظل "عيواظ وكركوز"، كما مثل في هذا المقهى اشهر الكوميديان القطري "جعفر آغا لقلق زادة" وكذلك مثلت فيه الفنانة عفيفة اسكندر، وهو يقع في باب المعظم قرب جامع الاحمدي، وقد غنى فيه ايضا اشهر مطربي ذلك العصر امثال نجم الشيخلي، واحمد زيدان، وقد ورد اسم المقهى في اشهر أغنية فولكلورية "فراكهم يجاني" والتي هي ايضا "يا لكهوتك عزاوي بيها المدلل زعلان".
مقهى البلابل: للبلبل اثر في حياة البيوت العراقية، ويندر ان تجد بيتا عراقيا من دون اقفاص البلابل "أنا العبد الفقير لم اترك هذه العادة، واستوردت البلابل من البصرة لتعيش معي في البيت، واستيقظ فجراً كل يوم على غنائها، والبلابل تفهم، وتتحاور لمن يعرف لغتها المهم ان هذا المقهى مخصص لمحبي البلابل في بغداد، يقع في محلة البارودية، ويحتفظ اصحاب البلابل بالأنسال من البلابل.
مقهى التبانة: يقع في محلة الفضل بجانب الرصافة، كان يمثل فيه الممثل الكوميدي (ابن الحجامة) ويتبارى في النهار "الخرفان" وقد ذكر العديد من الشعراء الشعبيين في قصائدهم وهو من أقدم مقاهي بغداد.
مقهى الشابندر: يقع في شارع المتنبي، كانت مكاتب جريدتي "الكرخ"، و"حبزبوز" تقع في الطابق العلوي منه، وقد غنى في هذا المقهى بشكل مستمر قارئ المقام المعروف "رشيد القندرجي".
مقهى العكامة: والعكامة مصطلح بالعامية العراقية يشير الى الذين يهتمون بقوافل الجمال، وكان من رواده العلامة محمد بهجت الاثري وكذلك الشاعر ملا عبود الكرخي، وقد هدم المقهى وأنشئ مكانه الجسر الحديدي.
مقهى حضيري أبو عزيز: يقع في منطقة الصالحية، صاحبه الفنان الخالد حضيري أبوعزيز أشهر فنان في مجال الاغنية الشعبية العراقية، وهو صاحب الاغنية الخالدة:
عمي يا بياع الورد
كلي الورد بيش

محمد العمر
08/12/2009, 23h14
بغداديـــــــات

طُرف وسوالف



ولع العامة في بغداد بالحكاية ولعاً شديدا يفوق حد الوصف انحدر اليهم من اجدادهم فتداولوها شفاها وقسموها اقساما وجعلوا منها مواسم وامكنه خاصة هي الدواوين والبيوت والمقاهي وساورد هنا نماذج منها على سبيل المثال محافظا على اسلوب روايها قدر المستطاع.
سقط احدهم من الدراج وتدعبل ليجوه وانكسرت ضلوعه وانفشخ راسه عدة فشخات وبعد ان جبر المجبرجي كسوره لازم الفراش في بيته وقصده اصدقاؤه للاطمئنان على صحته وزاره مرة صديقه الاطرش وبعد ان سلم عليه وحمد الله على سلامته بدء بينهما الحوار التالي :
الاطرش :أى....وبعد اشلونك ؟
المريض :(وهو متألم جداً من كسوره)-موزين والله أشو مدا أتحسن
الاطرش :(وهو لم يسمع طبعاً جواب صديقه ولكنه يعتقد انه كان يحمد الله على تقدم صحته )-من ساعة ليساعة فرج ,بين المغرب والعشاء يفعل الله ما يشاء
المريض:(وقد اغتاظ من كلامه فنظر اليه شزراً)
الاطرش:ألمن راجعت ؟يادختور ؟يامجبرجي
المريض :(بعصبيه) عزرائيل
الاطرش :هذا خوش طبيب ,ايده خفيفه ...شنطاك دوه؟
المريض: (وقد ازداد غيظه وتمكنت منه العصبية) قزل قرط
الاطرش : هذا خوش دوه ,خفيف عالمعدة
المريض: ساكت على مضض ,وعندما استأذن الزائر الاطرش وخرج استدعى زوجته وطلب منها ان تستطلع جلية كل زائر في المستقبل اذا كان واكع من السطح خلي ايخش واذا كالج لع ...كوليله ابو فلان صار زين وطلع للكهوة.


قصة اخرى
تحدث احدهم بين جماعته قائلاً:سألني خادمكم ...المحروس ابو جاسم (الجماعة يجيبونه: الله ايخليه)فيقول المتحدث:الله ايخلي ولدكم ..ويسترسل قائلاً..سألني ابو جاسم فدْ مره سؤال وما كدرت انطي جواب زين ...وراح احجيلكم السؤال نفسه بلكي نكدر انطلع راس
الجماعه--اتفضل ابو محمد
يكول المحروس محمد صادفت اتلث بخلاء حيروا امري ...واحد منهم جان كاعد وبيده مهفه والدنيا كلش حاره واموكف المهفه جدام وجهه ويحرك راسه يمنه ويسره...ولما استفسرت منه لماذا لم يحرك المهفه طلبا للهواء ؟ اجابني --أخاف لتروح تستهلك
ثم صادفت رجلاً اخر يضع على ارنبة انفه نظارات بيض لمساعدة النظر وبيده جريدة يطالعا من فوق النظارات فاستفسرت منه عن سبب عدم النظر من خلال زجاجات النظارات فكان الجواب اعجب من الجواب الاول أبو المهفه حتث قال : والله ابني اخاف لتروح اتسوف الجامات
أما الثالث فيقول خادمكم ابو جاسم صادفته يم شباج كص البطاقات في محطة غربي بغداد وركبنا معا في عربة واحدة قاصدين البصرة وعند وصولنا اول محطة نزل الرجال الشايب فتعقبته بنظري فأذا هو يقصد شباك التذاكر ويقطع بطاقة اخرى ثم عاد الى نفس العربة التي كنا بها
درجة ثالثة طبعا وعند وصول القطار الى المحطة الثانية قام بنفس العملية وكررها في المحطة الثالثة ايضا .ويكول المحروس محمد :فار دمي ...وبعد ما اتحمل فسألته (عمي انت ليوين رايح)فأجابني رايح للبصرة
فقلت له:لعد لويش كلسع تنزل اتكص بطاقة خو فد مرة جان اتكص بطاقة مرجع مثلي..فأجابني وكف عقلي تدرون اشجاوبه الشايب؟الجماعه اشجاوب -اشجاوبه بالله؟ فقال ابو محمد وهو يضحك مستهزئا :كله والله انى بيه مرض قلب واخاف اموت على غفله ليش اتروح فلوس البطاقة حرامات .فضحك الجميع وقالوا :حقك متنطي جواب للمحروس ....هذوله مثل حجار الطهاره واحد أنكس من اللاخ دشيلهم اتلاثتهم وحطهم بكفه منكوبه وسيسهم ابنص الشط.

محمد العمر
08/12/2009, 23h17
بغداديـــــــات

ترانيـم الامهـات


تغني الامهات لأطفالهن ترانيم زاخرة بإرق العواطف والاحاسيس والمعاني التي تستبد بوجدانهن وتعكس اوضاعهن وتترجم حالهن.
وترانيم الامهات لاطفالهن طبيعة عفوية تتضمن ما ينطوي عليه قلب الام من محبة وحنان في مواجهة فلذات اكبادهن . فما ابهج منظر الام تحتضن وليدها وهي تفيض حبورا وغبطة انها تنظر الى وجهه وتتحسس جسمه فتبتسم له وتناغيه وتغني له لانامته وترقصه عند يقظته لتروضه على الحركة وتعود سمعه على النطق السليم .
ويزخر الادب الشعبي بترنيم الامهات التي تناقلتها الالسن جيلا بعدجيل وقد بدأت تلك الترانيم التي رافقت الطفل منذ ولادته حتى صباه - بالاختفاء في الاونه الاخيرة وخشية من ضياعها بادرت الى جمع ماتمكنت من التقاطه من افواه الامهات البغداديات في محلات الفضل والمهدية وحمام المالح والسيد عبدالله والقراغول .
وعسى ان يبادر محبو الادب الشعبي الى تسجيل هذا اللون من الغناء الشعبي والعناية به لانه ينطق بما ينطوي عليه قلب الام بصدق وحرارة فضلا على ما للترنيم من قيمة كبيرة من حيث دلالتها الادبية والاجتماعية والتاريخية
وترانيم الامهات اما ملولاه (هدي ) او ترقيص (تهشيش ) ويجري الهدي عادة بنغم شجي هو اقرب الى الغناء البكائي (النعي) منه الى الغناء فالام اذ (تلولي ) لطفلها وهي تهز مهده او (تطب له ) انما تغني لنفسها ولابنها معا فحين تخلو بنفسها مع ولدها تترنم بعبارات تصور الامها ومشاعرها وعواطفها وكأنها تداوي بهذه الترانيم والعبرات الشجيه جروح قلبها وتهدئ اعصابها المرهقة أو كأنها تشكو ابنها بعض ما تكابده من مرارة وشقاء .
فأستمع الى هذه الام :
ردت الولد من بعد العيون
بعد العمام الما يحنون
ردتهم بالعمى ودومن يونون
فهي تقول :رغبت في الاولاد لاتكل عليهم بعد عيوني حيث لم اشعر بحنان اعمامهم بعد وفاة زوجي وهي ترجو للاعمام فقدان البصر ومواصلة الانين من الامهم التي تتمناها لهم جزاء لقسوتهم عليها
وهذه والدة مئناث تندب حظها لعدم انجابها من يخلف اباه:
ام الــولــد مــدت ذراع
مثــل السفينه الشالت شراع
والماعدها ولد دنجت للكاع
فهي تقول :من كان لها ولد رفعت يدها متباهية كما تتباهى السفينه عندما شراعها فتشق طريقها بواسطته وتسير بسرعه فوق الماء اما التي ليس لها ولد فانها تطأطئ راسها الى الارض
وفي روايه اخرى تقول:
ام الولي تو مــي بالذراع
مثل السيفنه الشايله شراع
والماعدها ولي دنكرت بالكاع
وهذه تقول :
يحكلي لو صـــرت د لي
وطلكت الدنيه وولـــي
على ظليمتي من دون خلي
هذه الام نافرة من الحياة لشدة الظلم الذي وقع عليها بعد فراق زوجها فهي تتساءل :أليس من حقي ان اصاب بالجنون فاطلق الدنيا ثلاثا مفضلة الاخرة على حياة الظلم التي احياها دون صويحباتي واقراني؟
,وهذه ترثي حالها وتفضل الموت على البقاء في عذاب مقيم
من كثر همي غديت اتراب
مثل الذبيحه بيد الكصاب
والموت اشـــــــوه من العذاب
فهي تقول لقد تغير حالي وهزل جسمي واصبحت وكأني ترابا اساق الى الموت كما تساق الذبيحة طائعة بيد القصاب ولذلك استهون الموت على ما انا عليه من عذاب أليم
وهذه تعاتب السعيده التي تتجاهل شقاء جارتها
لو عيرتني المســـعدات
شنو روس وجناتج مكجيات
هضم ودرد ياخايبات
فهي تقول :لوعيرتني ذوات الحظ السعيد بوجناتي الذابلة لاجبتهن :ذلك نتيج الشقاء والمتربة ياغبيات
وهذه اخرى تندب حظها لوقوفها وحيدة بين افراد العائلة لبعد اهلها وزوجها فتقول :
غريبة وجاراتي غرايب
ومالي بهل دنيه حبايب
وليلة شته والرجل غايب
يظهر ان هذه الام تكابد هوانا من افراد عائلتها عند غياب زوجها وقد خاصموها في ليلة من ليالي الشتاء الطوياة ولاتدري لمن تشكو هما عند غياب زوجها ..وقد سكنت هنا مؤخرا بين جارات غريبات لم تتوثق اواصر صداقتها بهن ..انها قساوة الوحدة والاغتراب
ولابد هنا من الاشارة الى عادة من عادات النساء الشقيات اللواتي يزرن جارتهن السعيدات ويشكين لهن بعض همومهن معتقدات بأن تلك الشكوى قد تخفف عنهن ما هن عليه من الالام
تكلي الســـعيدة لا تمرين
ولا من شرايعنا تشربين
همج هوايـــه وخاف تعدين
فهي تقول : ان السعيدة تمنعني من زيارتها وحتى من شرب الماء من الشرائع التي تشرب منها خشية ان تصاب ببعض همومي الكثيره ..فانا عندها امرأة جرباء
وهذه ترنيمة اخرى بنفس المعنى
شفت الســــعيدة ولحكتهه
عبالى تشاركني ابختهه
اثاري البخت ألهه ولختهه
فهي تقول:رأيت السعيدة فأردت اللحاق بها لعلها تشاركني في حظها الميمون ولكني وجدت الحظ حكرا عليها وعلى اختها ..وامصيبتاه
وهذه الام تناجي السعيده في حياتها الزوجية وتتمنى لو تنال شيئا يسير من سعادتها
يامسعدة وبيتج عل الشـــــط
وجدام بيتـــج يسبح البط
ومنين ماملتي غرفتي
فهي تقول :ما أسعدك وانت تسكنين في دار تطل على النهر تتمتعين بمنظر البط السابح امامك وانت تغترفين جميع اسباب السعادة من مال وبنين وراحة بال وقصر منيف وزوج طيع انها المعذبة الشقية تغبط هذه المترفة ..لتؤكد الفوارق الطبقية
وهذه أم أخرى ليس لها من حول ولا قوة ولا تملك الا الدعاء من الله ان ينتقم لها ممن سأمها سؤ العذاب
ياريت حوبتنا تبين
ويخش الحكيم ويه المزين
ويداوي الجروح الما تبين
فهي تتمنى ان يظهر الله حقها ويعاقب من سامها سوء العذاب بداء خفي لايقوى الطبيب على تشخيصه ولا الحلاق على مداواته
وتخاطب هذه الام ابنتها متوقعة لها مستقبلا مظلما
نامـــي يمـــه نامـــي
رجلج طلع حرامي
خله بيــوت الكبار
ونزل على اليتامي
تتوهم هذه الام ان ابنتها كبرت وتزوجت ثم ظهر ان زوجها سارق يجهل فن السرقة واصولها ...يترك بيوت الاغنياء الشامخة ليسطو على بيوت الايتام وربما ارادت بذلك انه سارق جبان يخشى اقتحام بيوت الاغنياء لانها محاطة ويستسهل السطو على الايتام الذين فقدوا معيلهم
وفي الترنيمة التالية تدعو الام كاذبة على ابنتها بالموت
(فلانــه) يمـــه نمت لاكعـــدت
ثوبج طفـــح وانت ركســـــــت
بخت الســمج والماي صرت
يافلانه ...ارجو لو تكون نومتك ابدية ثوبك فوق الماء وجسمك في قرارة النهر ...الموت غرقا هو ما اتمناه لك ..فيا لسعادة السمك
وهذه الام تقول
مدري زماني ضــام لي هاي
وعبرت البراري عل كفاي
وريجي صبر والمسعده جاي
لم اكن ادري بان دهري سيجازيني بما لم افكر فيه وان قسوته ستبلغ بي هذه المعاناة فقد عبرت المغاور وانا مريضة مستلقية على ظهري كما ان ريقي مر علقم من شدة الالم بينما ريق السعيدة شاي واعتقد بانها ذكرت لفظة الشاي حرصا على القافية ولعلها تريد ان ريق السعيدة حلو المذاق اذليس في حلقها شجى
وهذه الا م تشكو مما ألم بها من ظلم تدعو الله ان ينتقم لها من الظالم فتقول
يمـه ريت الظلمني يظلمه الفوك
ويعلكه براس الجسر فوك
وبرجله حديد وبركبته طوك
تتمنى هذه الام ان يظلم الله عز وجل كل من ظلمها كما تتمنى ان يصلب الظالم في راس الجسر وقد ربطت قدماه بالسلاسل وطوقت رقبته بالحديد .واعتقد بانها تتمنى لهذا الظالم الاعدام شنقا حتى الموت ولاريب انها كانت في امنيتها تعكس واقعا في العهد العثماني يوم كان الاتراك يشنقون الناس في الساحات العامة وعند مدخل الجسور
وهذة ام تعقد ترنيمتها على الامل الذي يستعجل سرابا
يمه كب الهوه واندكت الباب
كلت لفوني اليوم لحــباب
يمــه اثاري الهوه جذاب
فهي تقول :يا ولدي .... لقد هبت الريح وطرقت باب الدار فحسبت ان احباب القلب قد عادوا ولكن واخيبتاه ...ان الريح كاذبة ولم يرجع الراحلون
وهذه الام تعاتب احد صويحباتها السعيدات في حياتها الزوجية
يامســـــعدة لتعيـــيريني
بالكاتبة الله عل جبيني
حجيج جتين وتولميني
فهي تقول : كفى ايتها السعيدة من معايرتي بما كتبه الله على جبيني لان كلامك يلهب الامي
وهذه نماذج اخرى للترانيم
طلعت من الدنيه خصارة
شيه الموذن عل المناره
وصرنا لبنات النذل عاره
*****
كلبي امعلك من عروكـــه
وعيني اتبوك النوم بوكه
وريكي صبر يا من يضوكه
تقول لقد هزل قلبي من شدة الالم والسهر حيث ان عيني تسرقان النوم (كناية عن السهر ) كما ان ريقها مر كالعلقم من كثرة النوائب وقد عز من يقبل فاها ..وربما قالت قولها بعد ترملها
*****
لروح كصادة لبو جواد
لاريد خرجيه ولازاد
واني رايحه طلابة مراد
وهذه الام تقول :ساقصد ضريح موسى الكاظم (ع) اطلب منه الشفاعة عندالله بأن يعينني على المرارة هذه الدنيا القاسية دونما طمع في مال او طعام
******
كومـــي ييمــه دانهوم
ويعلكه براس الجسر فوك
وبرجله حديد وبركبته طوك

محمد العمر
08/12/2009, 23h20
بغداديـــــات

الادوية ومعالجة الامراض



قليل جدا من البغادة من يراجع مستشفى او طبيبا لانهم يعتقدون بالوصفات التى تصفها القابلة او المزين وهما يعالجان معظم الحالات كما سأذكرها في ادناه والعطار هو الذي يعد الوصفات وكلها مواد نباتية عطارية والعجيب ان معظم الوصفات تفي بالمرام وتنفع المريض كما ان معظم اعشابها تدخل في تركيب الادوية الحديثة في الوقت الحاضر كما يقول المعنيون بشؤون الطب
الطفل الرضيع
×اذا بكى الطفل كثيرا قالت الجدة لامه(تره ابنج افاده ديوجعه لازم تزكيه سفوف)والسفوف مجموعة مواد عطارية تتكون من انسون -حبة سودة-كزبره-سعد-هيل-كشور برتقال-حبة حلوه-خشخاش-كمون-محلب-ورداحمر-عودمسهل -حلبة -عودالفاد-فرنفل-سناوين-سنامكي-كصب الفلوس -عودالاكراح.وتأخذ الام من هذه المجموعة والتي يعرف العطار نسبة كل ما ورد منها في الخلط وتغليه بالقوري وتسقي الطفل من ذلك السائل بعد استعمال قليل من السكر
×اذا اصيب الطفل بالاسهال فيسقى محلول(حبة حلوه)بعد غليه بالماء الى ان يسبج اى يتبخر معظم مائه
×اذا اصيب الطفل بالامساك فيسقى قليلا من دهن الخروع على(ريكه)اى قبل ان يأكل شيئا او تعمل له فتيلة وهي عود شخاط ملفوف على طرفها قليل من القطن ثم يلوث بصابون الركي وتوضع بشرج الطفل وقد تستعمل لهذه الغاية فتيلة اب نبات
×اذا كان جسم الطفل (مهلوك)اى ملتهب فيمسح القسم الملتهب بالزرقيون وهي مادة عطارية قرمزية اللون
×اذا بكى الطفل كثيرا وشخصت القابلة سبب بكائه وكان مبروك (اى مصاب بتشنج في ظهره)عندئذ يقوم القابلة بدلك جسم الطفل اما بحليب امه او بالزبد او دهن الطعام ثم تخالف يديه وتخالف رجليه ثم تلفه بالقماط لفا قويا وتدحرجه على ساقيها الممدودتين الى الامام عدة مرات فانه يرتاح وينام
×اذااصيب الطفل (بذابوح)تحت الابط او في طيات الذراع او الفخذ فتستعمل امه مسحوق الطين خاوة ناعم وهي ترسبات نهرية يقوم مقامها اليوم البودر الطبي
×اذا كان فم الطفل (بايخ) اى ملتهب او مصابا (ببطباطات و فراكيس) (وايرول)اى يسيل اللعاب من فمه فيوضع له الفروك وهو مجموعة من المواد عطارية يعرف العطار انسابها تسحن وتنخل جيدا وتحتوي على (شب -عفص-قشور رمان -جاثه هندي -طين ارملي)
اذاالتهبت عيون طفل او اصيب بالرمد فيستعمل له(كبلي)وهو مسحوق ناعم يحتوي على مواد عطارية منها(جوهر احمر-شب-نبات -ماميته)او تحلب في عينه(حليب ام البنت)اى مرضعة مولودها انثى
اذااستمر صراخ الطفل وكانت بطنه عالية قليلا-تضرب عليها الجدة وتقول(خايبه ابنج منفوخ بطنه عبالك طبل كومي ازكيه شوية صمغه ريح)وهذة المواد العطارية ايضا صلبة نسبيا توضع قطعة صغيرة منها في فنجان وتحلب عليها ام الطفل من ثديها قليلا ثم تحرك(الصمغة ريح)باصبعها ثم تسقي الطفل بذلك المزيج
وهناك وصفة لمعالجة الطفل المصاب بالغازات ملخصا ان تؤخذ طاسة طين مطلية بالقاشان الازرق (كطاسة بائعي الطرشي اليوم)وفيها قليل من الماء يوضع معه (عرك البنفشة المكاوي)وهو من العطاريات ايضا ثم قليل من السكر الى المزيج الحاصل لانه مر المذاق ويسقى به الطفل المصاب بواسطة الملعقة الصغيرة عدة مرات حتى يشفى
اذا شم الطفل ريحة انفاس فانه سيصاب بالاسهال والتقيؤ فعندئذ يسقى محلول(اكطوع الروايح)وهذه يجلبها الحجاج معهم من مكة المكرمة وتعطي لمحتاجيها طلبا للاجر وشكلها يشبه اصبع اليد وتصنع من تراب مخلوط مع انواع من عطور النباتات وقديوضع قليل من كطوع الروايح فى جبين وانف الطفل المصاب
اذااصيب الطفل (بنشله مع صخونه)تسخن قطعة صغيرة من الزجاج ثم توضع في اناء صغير وتحلب عليها الام من صدرهاوتسقى الطفل ذلك الحليب الذي اكتسب الحرارة من قطعة الزجاج
اذااستمرت (صخونة طفل)ثلاثة ايام استقر التشخيص على ان الطفل (مصاب بالنفس)وعندئذ تاخذ امه قطعة رصاص وتكلف سبع بنات بيوت (باكرات)بان تعض كل منهن قطعة الرصاص وترميها من (زيك نفنوفها)نحو الارض فتاخذها التانية ثم الثالثة وحتى السابعة وبعدئذ تذاب تلك القطعة الرصاصية حتى تصبح سائلا ثم تمسك احداهن طاسة ماء فوق راس المصاب بالنفس وتسكب امه الرصاص المذاب في طاسة الماء عند صفار الشمس قائلة(اسم الله،اسم الله،اسم الله)فتتخذ قطعة الرصاص بعد برودتها شكلا تشخصه الام او القابلة (يشبه رجال لويشبه امرية)وهو الذي اصاب الولد بالنفس ثم يسكب الماء بمفرقثلاثة طرق على ان تعاد العملية انفة الذكر ثلاثة ايام متواصلة وعند صفار الشمس
الليلو-اذا ظهرت على وجه الطفل الرضيع وهو في اسابيعه الاولى حبات صغيرة بحجم راس الدبوس تسمى ليلو (لؤلؤ)فتعالج بوضع حبات لؤلؤ(صاغ)اصلية في صدر الطفل او تعلق في كاوريته والكاورية هي لباس راس الطفل وتصنع من بقايا الاقمشة التي تفصل له ولاخوانه
الحصبة-اذا اصيب الطفل بالحصبة وهي من الامراض المعدية التي تبدأ بالحمى يلبس الطفل نفنوف احمر ويغطى الفانوس او المصباح او الشباك بقماش احمر وذلك لابعاد الاشعة فوق الحمراء من الوصول الى جسم المصاب ويبقى المصاب (بهريز)حمية لايتناول غير السوائل والاكثار من النومي الحلو ،وبعد ان (تنهض الحصبة)اى نظهر جيدا متخذة على جميع جسم المصاب شكل طفح احمر عندئذ(يكبع)المصاب
ب(بشطمال احمر)وعندئذ ياخذونه الى القصاب خانه وعلوة المخضر والسوق ويعبرون به الجسر ويدرون به محلات عديدة...وبعد مرور سبعة ايام من تاريخ الاصابة يسلق معلاك خروف ويسقى المصاب قليلا من ماء السلق حتى تتزفر معدته ويعطى المعلاك للفقراء.ثم يقطر في عين المصاب بالحصبة عدة قطرات من (بول الكاعدة)اى التي بلغت سن الياس بعد ان يتقع فيه قليل من (الكزبره)حتى لايصاب بالرمد او الشرح


النظرة ومعالجتها:
يظهر على وجوه بعض الاطفال صفح شبيه بالدمل يرشح ماء اصفر يسميه اهل بغداد (بالنظرة)يعجز الاطباء عن معالجته ويصعب شفاؤه ويعتقدون ان الطفل اذا اصيب بالعين تطفح على وجهه تلك البثور .وقد رأيت من اعتراه هذا المرض من الاطفال وهم كالجرذان او الخنافس قبحا وليس لهم اى مسحة من الجمال او رواء ولاادري كيف اصيبوا بالعين.ولا يعالج ذلك المرض الا فارس من اسرة القراغول وذلك بان يقدح على وجه الطفل المصاب بالزناد وقت غروب الشمس ولمدة ثلاثة ايام فيرتاع الطفل ويجفل من الشرر المتطاير فيشفى


التلقيح ضد الجدري-بعد بلوغ الطفل الشهر السادس من عمره يلقح ضد الجدري من قبل هيئة صحية حكومية وعندما يشيل(يتورم)يبخر محل التلقيح المتورم بخان بعرور الغنم او ينفخ علية من دخان السكارة او يعمل له (بسيسه)وهي عبارة عن عجين من طحين الحنطة والدهن موضوعا فوق قطعة قماش كلصقة وهذه (اتجر الحمار_اى الاحمرار_وتهفت الوروم)
نكتفي بهذا القدر من وصفات ومعالجة الاطفال لننتقل الى وصفات ومعالجة الاخرين


اذا شلع احد الاولاد سنا من اسنانه فانه يرميه على قرص الشمس قائلا(ياشمس اخذي سن الزمال وانطيني سن الغزال) وهنا تحضرني نكتة واقعية:سألت احدى معلمات طالبات الصف الثاني ابتدائي عن فوائد الشمس فأجابت ابنتي زينه قائلة(نعم نشمر عليها اسنونه العتيكه)فتأمل مدى تفكير الصغار


واذا شج رأس احد الاولاد(انفشخ)فتوضع له عطابه على محل الفشخة والعطابة هي قطعة قماش محروقة
اذا جرح احدهم فيوضع له على محل الجرح(تراب مرمر)وهذا متيسر لدى العطارين ايضا
اذا (انفصخت )يد او رجل احد(اصيبت بالتواء)فيضعون على محل الالم (فطيراية)وهي عبارة عن قليل من عجين طحين الحنطة مقلاة بالدهن
اذا طولع (التهب)اصبع احد فيغمس بالماء الحار عدة مرات ثم يوضع في كيس مرارة الخروف (الصفراء)بغد افراغه من السائل
اذا لدغت احدهم عقرب فيعض محل اللدغة اولا لاخراج السم ثم يوضع عليها قطعة من (الصبير)وهو نوع من المزروعات الشوكية مرة المذاق كانت تزرع في البيوت البغدادية للاجر
اذا لدغ احدهم زنبور فبعد عض محل اللدغة لاخراج السم يضعون عليها كبريت الشخاط او النفط او الثلج او يجمعون المادة الخضراء التي تتكاثر في(جعوب _كعوب،حمع كعب_حباب الماء)ويضعونها على محل اللدغة


اما وجع الرأس(الصداع)فعلاجه هو ان تسهى كمية من نخالة (اى تقلى)بالطاوة ثم توضع على قطعة قماش بشكل صره تو ضع على صابر المريض (صدغه)او توضع له لصقة من طين خاوة البصرة على جبينه.او يعمل له قرصان بحجم الدرهم اليوم من ورق الازرق (غلاف كلال شكر قند) ويوضع فوق كل قرص كمية من (حب دبج معلوج)ويلصق كل قرص في صدغ المريض .او يشد راس المريض بعصابة شدا قويا نسبيا او يذهب به الى احد (الشيوخ اصحاب الطريقه)ليقرأعلى رأسه ويكتب له (حجاب)يربطه بالمخدة التي ينام عليها.ومن اشهر الشيوخ (ابن ملة جواد)في شارع الاكمكخانة (وابن شيخ كمر)في محلة السور قرب الفضل


اما علاج السن المنخور فبوضع (شورة الحائط)وهي مادة ملحية تكثر على الجدران الرطبة في السن المنخور او يوضع فيه عود قرنفل


اذا ظهر على الجسم (حصف)فيعالج بدلكه بقشر ركي او بمنقوع (طين خاوة حرة)وهي من العطاريات ايضا
اما المصاب (بالشره) فيسبح بماء (بير مدميه)وبئر جامع الفضل هو بير مدمي (اى توفى فيه احد الاشخاص)ويسقى المصاب ماء (الشاترك)وهذا من العطاريات ايضا وهو نبات ربيعي ورده يشبه الورد الماوي ومذاقه مر يضاف اليه عند شربه كمية من السكر .اويدلك جسم المصاب بالملح المنقوع بالماء
اذا تعرض شخص الى البرد واصيب بالزكام مع الحمى فعلاجه شرب (البابنك)المغلى بالماء بعد اضافة السكر ويسمى ايضا(بيبون)وهو زهر الاقحزان الاصفر ويكثر في بادية الموصل واطرافها
اما المصاب باللوبه(مغص المعدة)مع اسهال فيسقى محلول البطنج مع النومي بصره حارا كما تحمى صخرة او طابوقة احماء شديداثم تلف بقطعة قماش يجلس عليها المريض حتى تبرد وذلك (لجر البروده)حسب قولهم او (يلهم)المريض مسحوق نومي بصرةالمحروق مخلوطا مع القهوة المقلاة المسحونة قبل تناول الافطار على ريكه
واذا اصيب احد (بابي صفار)مرض اليرقان فانه يشكو من الم في البطن مع صفره شديدة في الوجه والعيون وعندئذ يعالج بان ياكل في الصيف (الرقي)مضافا اليه مسحوق (لب الراوند)وهو من العطاريات ايضا وان يكثر من اكل نومي الحلو شتاء..ثم يشد بيده خرزة كهرب صفراء حتى يديم عليها النظر كي تسحب الصفار من وجهه وعينيه .كما يلعب دائما بحبات الهرطمان الصفراء لنفس السبب.واذا اصيب طفل صغير بابي صفار فيعالج بتمريره وهو مقمط من خلال قلادة ذهبية كما يدخلونه الى احد الجوامع من باب ويخرجونه من الباب الاخرى وبذلك يشفى من مرضه باذن الله
الفالول يعالج الفالول بكنسه بمكنسة جديدة وتبدأ أم المصاب بعملية الكنس عند ظهور الهلال قائلة(ياهالول اخذ الفالول)فانه يزول حتما بعد عدة كنسات .ويقول بعض اطباء الامراض الجلدية بان هذة العملية وامثالها تدخل ضمن العلاج النفسي
اذا التهبت كلية احد قال (خاصرتي دتوجعني) اما لوجود رمل او حصى في الحالب او الكلية حسب التشخيص الشعاعي والمختبري اليوم فكان البغداديون يعالجون المريض بالوصفة التالية (يغلى كرفس البير وبسكولة عرنوص الاذرة مع كمية من الشعير بالماء مدة من الوقت ثم يصفى جيدا ويشرب المريض من ذلك المزيج كلما احتاج الى شرب الماء فانه سينال الراحة في اليوم التالي حتما) ويعتبر بعض الاطباء اليوم تلك الوصفة من المدررلت المفيدة للمصابين بالام الكلى
فتحة الحمصة اذا اصيب احد (رجل او امراة)بالدوخة ووجع الراس المستمر فيقرر المزين فتح فتحة بذراع المصاب بحجم الحمصة ويضع في داخل تلك الفتحة حمصة على ان تبدل يوميا حتى لايلتئم الجرح ثم يضع فوق الحمصة ورقة من اوراق شجرة النبق(السدر)ويشد الذراع بقماش غالبا مايكون من الخام
وهناك من يعالج الام المفاصل وغيرها بالدك(الوشم)وذلك بوضع سخام القدر على المحل المراد(دكه) ثم تاتي امرأة يدها مجربة (اى غير شريفة)وبيدها عدد من ابر الخياطة وتبدأبوخز المنطقة عدة وخزات حتى يسيل الدم ولست ادري ما علاقة اليد المجربة في شفاء علاج الام المفاصل وقل علمها عند ربي
اذا ظهرت دمبله(دمله)في جسم احد فيعمل لها لصقة من (حب دبج معلوج)او (ياخه)وهي مادة عطارية صلبة تذوب بالحرارة فيسيل قسم من الياخة المذابة على قطعة قماش صغيرة وتلصق على محل الدملة حتى تفجر بعد وقت قصير .ومنهم من يعالج الدملة باستعمال خليط من الكرمندي وصفار البيض او بعمل لبخة من منقوع بزر الجتان (بذر الكتان).وهو ومثلة الكرمندي من العطاريات
حدكك دكه وهي حبة تظهر على جفن العين يعتقد البغداديون بانها تزول لو بيعت الى يهودي وغالبا ما يكون ذلك المشتري هو (ابو ايسكي) .
فيقول المصاب لابي ايسكي:تشتري دك دك من عيني الى عينك تزبك او تشتري فندكه من عيني الى عينك دك دكه
الاخت (حبة بغداد)كان بعض سكان بغداد وفي محلات خاصة منها يشتغلون في (هلس)الصوف اى نزعة من جلد الخروف في بيوتهم وكانت تتراكم مياه غسل الصوف والجلود في الطرقات وتتكاثر عليها انواع الحشرات .وهناك بعوضة ان لسعت احدا تركت فيه ندبة تتطور الى دملة وقد تتكاثر في الوجه وتشوه منظره او تشوه اليد او اى قسم تصيبه من اقسام الجسم وقد سميت تلك الدملة بحبة بغداد او الاخت وقيل انه لاوجود لمثل تلك البعوضة الا في بغداديبدأ علاجها بيحديد محل الاخت اولا من قبل (كاتب بن كاتب)حيث يمشي بقلمه حول حدودها حتى لاتتسع.ثم يضعون الدملة لبخه من مجموعة العطاريات التالية حيث تجمعها العطار بنسب معلومة اديه وهي(طين ارملي-جاثه هندي_علج بستج -توتيه بيضة محروكة -قليل من الكثيرة)تمزج جميعها بالماء ويعمل منها لصقة توضع على المحل المصاب ولا ترفع ابدا بل تسقط من نفسها وعندئذ توضع لصقة اخرى حتى تشفى تاركة فى محلها اثرت واضحا.وان معظم اخواننا ابناء بغداد يحملون شهادة بغداديتهم على وجوههم .
الحجامة-اذا شعر بغدادي بضيق النفس او وجع راس شديد تو غواش بالعين شكى مرضه للمزين الذي يصف له الحجامة فورا.وتتلخص عملية الحجامة (بتشريط)اى عمل عدة جروح بالمنطقة المراد سحب الدم منها ويكون محلها غالبا (العلبة)خلف الرقبة او الظهر او محل اخر
ثم يوضع جهار سحب الدم على تلك الجروح الخفيفة التي احدثهاالمزين بموسه القاطع ويبدا بمص قطعة الجلد المثنتة في نهاية انبوب صغير يتصل بالقدح الذي يمتلئ بالدم بعد تفريغه من الهواء وعند امتلاء وعاء الجهاز بالدم الذي (يسمى بالدم الفاسد)يسحب الجهاز ويمسح محل التشريط عدة مرات بقطعة قطن حتى ينقطع النزيف وتجري (الحجامة)مرة كل عام
تعالج الام الاذن بنفخ دخان السكارة بالاذن المصابة او بحرق نواة المشمش حرقا تاما الى ان يخرج دهن اللب لتدهن به تلك الاذن من الخارج.

محمد العمر
09/12/2009, 11h43
بغداديـــــــــات

شخصيات بغداديــة طريفة




كانت في بغداد شخصيات تتردد اسماؤهم على السنة البغداديين لاسباب مختلفة ولكن الواجب علينا ان نسجل ما كان موجودا في بغداد في تلك الحقبة غثاً او سميناً فليس للمؤرخ ان يلتقط من المجتمع ما يلذ له ومن هذه الشخصيات التي ليس رابطة بينها وكل واحد من طراز يختلف ومنهم:


اولاًَ: توفيق اجنص



وهو من اشهر الشخصيات البغدادية في جانب الرصافة واجنص معناها الاخبار فهو مغرم بنقل الاخبار من محل الى اخر ومن شخص الى اخر لدرجة ان جميع الموجودين بين باب المعظم والسيد سلطان علي واصحاب الدكاكين والمصالح يعرفون الخبر نفسه، وتوفيق من سكان محلة الطوب في باب المعظم وفي اخر ايامه صار وكيلاً لقبض الرواتب التقاعدية للعجائز والمسنين، الذي لايقدرون على مراجعة دائرة التقاعد التي كانت عبارة عن غرفة واحدة في شعبة المحاسبات في وزارة المالية ويديرها السيد محمد حسين النواب والد الدكتور ضياء النواب حيث كان عدد المتقاعدين قليلاً جداً وبهذه الوكالات استطاع توفيق ان يلتقط من الاخبار التي كان يحصل عليها من البيوت ما لا يستطيع احد التقاطه لذلك اطلق عليه احد الصحفيين لقب توفيق ابو هافا (هافا هي وكالة الانباء الفرنسية) وكان توفيق بسيطاً حسن السلوك يقضي حوائج الناس بقدر مايستطيع وكان رجاؤه ووساطاته لدى المسؤولين الكبار في الحكومة لاترد.



ثانياً: جاسم ابو الهبزي وعرب احمد بنية


وهؤلاء الثلاثة يشتركون في شيء واحد هو ادعاؤهم بما ليس فيهم، فجاسم ابو الهبزي يدعي بالمراجل والشقاوة وكلما تحصل جريمة قتل يتردد على المقاهي ومراكز الشرطة ويسأل ان كان قد ذكر اسمه في قائمة المشبوهين وكان يصادق المشهورين من الاشقياء مثل ابراهيم الاسود والحجي شاكر الخياط وقد نال من التوقيف والضرب ما لم ينل مثله احد ويساق الى المحاكم ولكنه يخرج بريئاً لعدم وجود اي دليل ضده ولكنه لم يرتدع ويعود الى ادعاءاته الى ان تم توقيفه في حادث مقتل احمد الشبان في باب الشيخ من قبل الحجي شاكر وعزيز الاقجم حيث اوقف لمدة سبعة اشهر وتلقى من العذاب ما جعله يتوب توبة صادقة وبعدها عكف في بيته وقضى نحبه.


ثالثاً: احمد بنية


ولا ادري ان كان يقرب الى عائلته البنية المعروفة لكن اسمه كان احمد بنية كان يلبس انذاك العرقجين وحده ويرمي اليشماغ باهمال على كتفه الايمن ويمشي مسرعاً في شارع الرشيد متلفتاً ذات اليمين وذات الشمال يسلم على الناس او الناس تسلم عليه ويسمع عبارات (استريح ابو شهاب) وجوابه الدائم (لا والله عندي شغل مهم) ولكن الحقيقة ان لا شغل لديه، وكان يوجد بالقرب من أماكن وقوع الجرائم داعياً من الله ان يتهم ولكنه لم يتهم وقد يبالغ في بعض الاحيان ويقول واليشماغ في يده دلالة على الارتباك (والله ماكو شي بس شوي جرينا اذنه) اي اشبعناه ضرباً ورفساً والناس يعرفون ان لاصحة لكلامه ومع ذلك فقد كان محبوباً عند الناس يتمتعون بأحاديثه عن البطولات والمراجل لكنه لم يشتهر عنه انه اذى او اعتدى عليه.


رابعاً: ابراهيم عرب
صاحب مقهى باب المعظم فقد كان من طراز آخر فهو نفاج نفاخ لايدعي البطولات والشقاوة لكنه يدعى بالحلول السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يقدمها لكبار القوم فيقول مثلاً انه كان مدعواً للعشاء عند الملك فيصل الاول وقدم له النصائح في كيفية حكم العراق او ان المندوب السامي البريطاني المستر هنري دوبس قد زاره في منتصف الليلة الماضية وشرب عنده الشاي او ان المس بل قد عشقته وراودته عن نفسها ولكنه رفض ذلك بكل اباء احتراماً للحجي ناجي وكانت هذه الاحاديث اللطيفة الفكهة تجعل مقهاه منتدى لكثير من الادباء والظرفاء في بغداد يتمتعون بالخيال الساحر لصاحب المقهى وسخريته من الاحداث كما كان يعرف وباصرار شديد كل مرتادي قهوته فان لم يكن يعرفه فانه يقدم له الشاي او الحامض مجاناً ويبدأ حديثه معه (بلا صغر بيك منو جنابك) ذلك ان قهوتي هي للاصدقاء والمحبين وستكون انت احدهم وبحديثه المعسول جلب الناس اليه وكثر المريدون اما ابنه فقد فتح مقهى في كمب الاعظمية وسماها قهوة عرب باسم ابيه المرحوم ولكن شتان مابين الاب والابن.


خامساً: شيخان العربنجي


هو اشهر عربنجي في بغداد حتى الخمسينيات يوم انقرضت العرباين (الربل) تقريباً من شارع الرشيد ومات شيخان معدماً فقيراً بـ(الزيق) الذي يخرجه من فمه وقد واجهت شيخان في الثلاثينيات واعترف لي بانه من مواليد قرية (سركلو) في السليمانية وكان ميسور الحال ومن عائلة طيبة وله عائلة محترمة ولكن الزمن جفاه بماله وعياله وجاء الى بغداد في اوائل العشرينات ولما كان من مريدي الطريقة الطالبانية فقد التجأ اول مجيئه الى تكية الطالبانية في الميدان بجوار جامع المرادية وكان بين الجامع والتكية اصطبل للعرباين وصار يجتمع الى العربنجية واشتغل معهم باجرة كانت تكفيه للعيش في ذلك الزمن وتعلم المصلحة بصورة جيدة وصار (عربنجياً) واصبح شاطراً جدا في اخراج (الزيق) من فمه كما اشتهر بذلك كل من جعفر العسكري رئيس الوزراء حين ذاك ولفتة العبد ربيب السيد كامل الخضري ولما كان شيخان قد عرف الشاعر الكردي الكبير الطالباني واشتهر بشعر الهجاء باللغات العربية والتركية والكردية وتعلم منه ان الحياة لا تساوي شيئاً وان الدنيا فانية وان عقوبة نكد الزمان هو الاستهتار بالزمان واخذ الناس يتحرشون به ويتحرش بهم وقال لي ان الناس يحاولون السخرية مني ولكني انا الذي اسخر منهم ومن دنياهم وها ان ابنتي متزوجة من احد الرجال المعروفين في بغداد (ضابط معروف في الجيش) ولكني ارفض ان القاه وارفض اي (منه) من احد ولا اقبل اكرامية زائدة عن الحد عند نقل الناس في العربة من محل الى اخر، وهكذا فقد القى علي محاضرة في الحياة والناس ولما سألته حين بدأنا في الافتراق ما هو موقفه مني : اجابني (بزيق) طويل من زياقته المشهورة رحمه الله ومات فقيراً معدمأ ودفن في مقبرة باب المعظم باعتباره غريباً من الغرباء.


سادساً: عباس حلاوي


وعباس هذا كثير الصنائع قليل الرزق اهم اعمال اعلاناته في باب سنترال سينما قرب تكية البدوي عن الفيلم الذي يعرض وعن المسلسلات الكوميدية وغير الكوميدية وهو صاحب القول المشهور (الليلة عدنا تبديل) اربع مناظر ستة ادي بولو اثنين طرزان اثنين جاكي كوكان وهي المسلسلات التي كانت تعرض في ذلك الزمان يساعده في الصياح في باب السينما حسقيل ابو البالطوات (البالطو: هو المعطف الشتوي) والذي يشتغل بعد ذلك في الليل بالفصول الهزلية التي كان يقدمها جعفر اغا لقلق زاده في ملاهي بغداد في محلة الميدان واذا لم يكن لعباس رزق في احد الايام فانه يركب العربة مع جوقة مع الاولاد الصغار وقد صبغ وجهه بالاحمر والاخضر للاعلان عن اي شيء او بضاعة مكلف بالاعلان عنها مصحوباً بالرقص والتصفيق وكان يتخلق البستات والاغاني ووراء الصبيان مخترقين شارع الرشيد من الميدان حتى شارع باب الشيخ وقد استخدمه بعضهم للسخرية من احد الناس المعروفين بغرض التشهير وقد نجح في المرة الاولى اذ شهر باحد التجار ولكنه لم يعد اليها في المرة الثانية وقد شهر باحد الزورخانية فنال جزءاه ونقل الى المستشفى لمداواة جروحه ولم يعد اليها ثانية، بل لم ير وجهه في بغداد مرة اخرى، حيث احتفى والى الابد.


سابعاً: دعبول البلام
اشهر بلام في بغداد خصوصاً ايام الصيف جين ينزل الناس بالزوارق الى شاطىء الكاورية ترفيها عن النفس واكل السمك المسكوف وهو قارىء جيد للمقام العراقي وفكه ظريف وقد كفانا الاستاذ يوسف العاني مشقة الكتابة عنه تفصيلاً فقد جاء ذلك في تمثيليته المشهورة (دعبول).


ثامناً: شفتالو


وهو قزم ايراني اقرع يتظاهر بالبله
ويشتغل في مقهى حسن عجمي، يسقي الماء ويقوم ببقية اعمال القهوة وكان يعرف جميع روادها معرفة تامة فهو يتساءل دائماً بطريقة خبيثة عن اسمائهم وحسبهم ونسبهم ونقائهم وفضائلهم وكان له صديق حميم واخر عدو مبين اما صديقه فهو القزم العروف (خليلو) المشوه الخلق العارف جيداً بالمقامات العراقية والاغاني العراقية وغير العراقية.والمعتاش على الصدقات والاكراميات من عارفيه والفنانين والفنانات وقد ظهر على شاشة التلفزيون العراقي في يوم من الايام مقلداً مختلف الاغاني كشخصية بغدادية غريبة متصلة بالفن، برغم مظهره الخارجي، أ.ا عدو شفتالو اللدود فهو المرحوم حسن حراسة وكان يخافه خوفاً شديداً ويرتجف لمجرد ذكر اسمه وحين يقترب حسن من المقهى بطريق المصادفة فاما ان يهرب شفالتو الى دربونة بيت الشابندر القريبة من المقهى واما ان يختبىء من (الاوجاغ) بحماية حسن عجمي والسبب في ذلك ان المرحوم حسن حراسة قد اشتهر بالمراجل والشقاوة وقد الصقت به قتل سياسية مثل مقتل الكوميسير اليهودي سلمان افندي ومقتل وزير الداخلية و توفيق الخالدي برغم كونه ملتزم للحراسة ولكن التحقيق الطويل الذي اجري معه لم يثبت انه قام بعمل من هذه الاعمال.


تاسعاً: الحاج خليل ابراهيم القهوجي الكروي القيسي


وكان في صباه قهوجياً في قنبر علي مع ابيه واول ما بدأ عمله مستقلاً كان في المدرسة الثانوية المركزية في النصف الثاني من العشرينات ثم انتقل الى دار المعلماني في الثلاثينات وبق هناك حتى استأجر المقهى من الاوقاف في محلة الخشالات على شارع الرشيد لقد كان خليل القهوجي مثلاً للكرم وحسن السلوك واللطف في المعاملة واستمرت صداقته الوثيقة مع جميع الذين عرفوه من طلاب الثانوية ودار المعلمين حتى بعد تخرجهم واشغالهم الوظائف في الدولة المهمة منها وغير الهمة وخصوصاً ضباط الجيش وبقيت علاقاته الوثيقة معهم قائمة حتى تقاعدهم من الخدمة وصارت قهوته مركزأ للاستعلامات ومحطة للبريد والحوالات والامانات مابين بغداد والمحافظات فقد كانت اكثر عناوين الرسائل وعناوين الحوالات المالية ترد وتصدر بواسطة قهوة خليل.


وقد اعتاد رواد القهوة كما اعتاد هو ان يترك التخت مع صينية الواردات مباحة للعموم حتى ان اخاه سلمان وهو من ام يهودية تزوجها ابوه في قنبر علي كان سلمان هذا يترك الصينية تحت رحمة كل من يجلس على التخت وجاء في يوم من الايام احد المزاحمين في المزاد الذي اقيم في مديرية الاوقاف العامة لاستئجار المقهى وزاد على الحجي في الايجار فاستنكر خليل ذلك واستاجر مقهى اخر بجوار المقهى الاول ولكنه لم يستأنس في هذه المقهى وركبته الحسرة والكآبة وترك العمل نهائيا وتوفي الى رحمة الله.

محمد العمر
09/12/2009, 11h46
بغداديـــــــــات


‎تعجيزيات بغداديــة

هناك عبارات ملتوية يرددها ابناء المحلة بسرعة لاختبار بعضهم بعضا في سرعة النطق وصحة الاداء ولاريب ان العجلة في الاداء تؤدي الى التورط في الخطأ وعندئذ يصبح المتورط اضحكوة اقرانه ومثار سخريتهم....ويبدو ان المؤلف المجهول قد برع في حشد الالفاظ المتجانسة التي تلزم المتبارين بنطق كلمات معينة بسرعة ثلاث مرات او اكثر .ولابد في هذه الحالة ان يتورط الناطق بلفظة خاطئة تجلب الضحك وتبعث المرح.


وفيما يلي مجموعة مما استطعت جمعه في هذا الباب


* هالطماطايه طماطاية من؟


* سدينه صدر شط السيد والسيد ما سد صدر شطنه


* نبگ نبگتنه احسن لو نبگ نبگتكم ..ضوگونه من نبگ نبگتكم وانضوگم من نبگ نبگتنه


* سبع بيضات من بيضات الشظاشظ .طبخناهن وحمسناهن وگلنه شظن ياشظاشظ


* شص ابطن شص


* شمس الشته خوش شمس


* لوري وره لوري


* خميس خمش خشم حبش وحبش خمش خشم خميس


* حسين حش هزة حشيش


* ابعانه تتن دج الجيس دج


* اتلث انكيرات بالخله وحده دبس وحده دهن وحده خله اطفر دهن والطع دبس واطلع خله


* جمل ماشي على ماشي جيت اضمه خطف شاسي


* سبع سعفات اتدك السكف سعفن سكفنه


* لكيت الدب ايكسر لب كتلت الدب واكلت اللب


* عشر طشوت ,تسع طشوت ,ثمن طشوت ,سبع طشوت


* بنا بنى ببابنا بناتنا تناوله الحجارة


*عند المعيدي زبد وعند امي چسب (تمر زهدي) يمه شيلي چسبچ عن زبد المعيدي ,او يامعيدي شيل زبدك عن چسب امي


* فستبش بنشت بنت بنيبش نبشت بشعرها الطولاني


* ناكه الخكعه وفرخ الخعفك


* حوش خجه خوش حوش


* خيط حرير فوك حيط خليل


* شمس صيف وشمس شته


* لوري نوري وره لوري رشيد


* ياشمسه شسم شمسه؟


* كعب العكبنكب بيض الحدرنج


* هاي الجمجه جمجة من؟


* بيدي سمجتين وفوكايه سكف اضرب السمجه بالسكف واضرب السكف بالسمجه.

محمد العمر
09/12/2009, 11h48
بغداديـــــات
ادوات التجميل


كانت بائعات مواد التجميل النسائية من عجائز النساء يخترن لهن اماكن على الارض بالقرب من بعض الاسواق المشهورة كسوق الچبير حيث النساء يتهافتن على شراء الاقمشة ....وسوق الشورجة حيث يزدحم الناس رجالا ونساء على ابتياع شتى الحاجات .
هؤلاء البائعات كن يضعن بين ايديهن سلالا واسفاط يعرضن فيها مواد التجميل على الراغبات من النسوة واشهر تلك المواد:

الديرم

وهو لحاء شجرة الجوز يباع على شكل لفات صغيرة تستعمله المرأة في صبغ الشفاه وفرك الاسنان بعد تنقيعه في الماء او في لعاب الفم لانه يباع يابسا. وفي موسم الجوز يستعاض عنه بقشور الجوز الاخضر الطري وهو بمثابة القلم الاحمر (الروج) للشفة .والتي تصبغ شفتيها بالديرم يقال عنها : داگه ديرم

الكحــــل
وهو نوعان حجري(لونه رمادي فاتح )وكحل البكر (الذي تفضله النساء لنعومة ولشدة سواد لونه).والاداة المستعملة لحفظ الكحل تسمى (مكحلة )وتصنع اما من القماش او من النحاس وقد تصوغها الموسرات من الفضة منقوشة بالميناء وتسمى شغل صبه (الصابئة ولهم سوق خاص في بغداد يسمى سوق الصبة يقع حاليا في مدخل شارع المستنصر القريب من جسر الاحرار)وتكحل البغداديةعينيها بأداة تعرف بأسم الميل وهو يصنع من الخشب او المعدن على ان يكون صقيلا حتى لايخدش العيون

السبداج
وهو مسحوق أبيض يقوم مقام الطلق (البودره) تستعمله المرأة في تبيض وجهها دلكا وتستعين به الحفافة في ازالة الشعر من وجوه النساء واحسن انواعه (السبداج قلاي)وهناك نوع اخر يسمى سبداج حلب يباع على شكل
(فصوص ) وعند استعماله يحك بالمنخل الناعم ليصبح ناعما ثم يعجن بالماء ويكون صالحا لطلاء الوجه


الخطاط
وهو ثلاثة انواع :نوع يباع لدى العجايز من بائعات مواد التجميل على شكل (عودان سود) تحك احداها عندالاستعمال براحة اليد بعد تبليلها بقليل من الماء ومن نقيعها تثبت نونة بين الحاجبين او منتصف الگصه وتبقى النونة عدة ايام اذا لم تغسل .والنوع الثاني من الخطاط هو زباد تباع في قواطي صغيرة مدورة الشكل جاهزة للاستعمال تستورد من خارج العراق وتحتوي على مادة ذات رائحة مستحبة تستعمل لتطويخ الحاجبين ورسم النونة..وتصنع المرأة النوع الثالث بنفسها في البيت ايام الربيع عندما تصنع (مي الورد )فهي تحتفظ بكمية من بثل الورد في اناء نظيف وتضع بداخله قطعة حديد ثم تتركه في الشمس حتى يسود ويثخن وعند ذلك يكون صالحا للزواگه

الاشـــنان
مادة نباتية يتعاطى العطارون بيعها وهي تدق بالهاون ثم تنخل وتستعمل استعمال الگرصه في تنظيف الوجه واحسن انواعه -ابو الوريدة

طين خاوه
ترسبات نهرية تستعمل في الحمام قبيل الاغتسال لازالة الدهن من شعر الرأس وتنعيمه

الحمرة
وهي نوعان - قرص احمر تصبغ به الوجنات او قطن احمر تمرر قطعة منه على الوجنة بعد تبليلها

الگرصه
قطعة مستديرة الشكل تصنع من مزيج النخاع مع السبداج العادي وهي بحجم الدرهم وتستعمل غالبا في الحمام لازالة الدهن والاوساخ من الوجه قبل الزواگه
الريحــــة
وهي العطور ....واشهرها دهن الورد -ودهن العود -والمسج (المسك)-ودهن الرازقي وكلها تستورد من الخارج وقد غزت الاسواق بعد الحرب العالمية الثانية انواع مختلفة مما ابتكره المختصون بالتجميل وخبراء المكياج من مساحيق وادهان وروائح

محمد العمر
09/12/2009, 11h51
بغداديــــــات
الحُلـي والزينـة


تعتني المرأة البغدادية كالعراقية وكنساء العالم بزينتها قدر استطاعتها لتظهر فاتنة امام زوجها لتختال بجمالها شكلا ومضمونا وتهوى المرأة البغدادية الى جانب ذلك المصوغات الذهبية لاعتقادها انه (هم زينة وهم خزينه) ولذلك نرى جميع النساء ايا كان مستواهن المعاشي يقتنين بعض القطع الفضية والذهبية
ومما لاريب فيه ان المصوغات الذهبية تدخل في جميع مراحل الزواج (النيشان وتقديم الصداق-ووكعة المهر- والصبحية-وحتى الولادة كل بطن)--وتباهي المرأة البغدادية قريناتها بما لديها من خشل ا ذا وصفت احداهن بالسعادة والراحة في بيت الزوجية قيل (ست المسعدات ...خشلها طبك) اى انها تملك ذهبا يملأ طبقا (والمقصود هنا ليس بالبطبق الاعتيادي بل يزيد قطره على 50 سم) تقول المرأة مباهاة في الثراء ( اهلى طلعولي من اتزوجت حكَه ذهب وحكَه فضة) وأذا ساءت العلاقات الزوجية اضطرت
الزوجة الى ترك البيت حتى اذا مشى اولاد الحلال بالصلح بينهما فان الزوج كثيرا مايعطى زوجته (رضوة)وهذه قد تكون قطعة ذهب اونقودا وفي صباح اليوم التالي تذهب بها الى الصائغ لصياغة قطعة من المخشلات تتباهى بها امام عيالها وصديقاتها.وسأذكر هنا انواع الحلي البغداديه ابتداءمن حلي الاطفال:تتألف مصوغات المولود الصغير من

ماشاء الله
قطعة ذهب يشبه الكمثرى مكتوب عليها بحروف بارزة (ماشاء الله)وفي اعلاها عروة تدخل فيها زردة (حلقة)لتخيط على كاورية الطفل او ملابسه.
وتحاط ماشاالله بحبات من اللؤلؤ الناعم ويتراوح وزنها بين 3-5 مثاقيل
(كمعدل)وربما تزيد او تنقص وقد تصاغ الماشاالله صغيرة وعندئذ تتخذ شكلا دائريا

جنـــاغ
شكله العام ثصف دائرة في اعلاها عروة ترتبط بها حلقة وينقش بثلاث شذرات صغيرة توزع على شكل مثلث متساوي الاضلاع وفي اسفله ثلاثة تعاريج على شكل مثلث ايضا في رأس كل مثلث عروة تعلق بها (بربارة)على
شكل ورقة الورد ويحاط داير الجناغ بمفتول من الذهب المبروم للزينه ويتراوح وزنه (كمعدل)بين نصف مثقال ومثقال واحد .
ويعلق في كاورية الطفل او ملابسه

غـــازي
وهو قطعة نقدية تركيه ذهبية مدورة الشكل بحجم القطعة النقدية من فئة ال25 فلس تقريبا وعلى محيطها تلحم عروة تعلق بها حلقة لخياطتها في الكاوريه او في ملابس الطفل او في الزنجيل مع قطع اخرى تؤلف قلادة ووزن
الغازي حوالى 18 حبايه

نص غـــازي
يشبه الغازي ولكنه اصغر منه وزنه تسع حبايات ويستعمل كالغازي

ســن الذيـــب
يصاغ غالبا على سن ذيب حقيقي ليطرد النفس وفي الاونه الاخيره صيغ مايشبهه من العظم عاج وقد تصاغ في منتصفه قطعة ذهب في وسطها شذرة صغيرة او عقيقة وفي اعلاها عروة تدخل بها حلقة لتعلق في ملابس او الكاورية او يدخل بها خيط ليعلق بكذلة الطفل (بالعــلج)او غيره من المواد اللاصقة ليتدلى على جبينه وقاية له من عين الحسود.
وفي القسم الاسفل منه ثلاث عراوي تعلق في كل عروة بربارة يختلف شكلهاتبعا للذوق وقديوضع في منتصف كل بربارة فص صغير اما من الشذر او غيره مبالغة في الزينة .ويبلغ وزن الذهب الموجود على سن الذيب حوالى نصف متقال

العفصة
ثمرة شجر العفص التي تنبت في شمال العراق وهي تكسى بخيوط ذهب تشكل نقوشا وزخارف هندسية جميلة وفي نهايتى العفصة فصان صغيران من الشذر وتحزم من منتصفها بخيط ذهب ينتهي من الاعلى بعروة في داخلها حلقة وفي القسم السفلي منها ثلاث بربارات ويتراوح وزن الذهب بين ربع ونصف مثقال وتستعمل كسن الذيب

الخضرمه
قطعة زجاجية مدورة زرقاء فيها ثقبان كثقوب الدكمة وهي تصاغ في داخل اطار مغطى من الخلف وفي اعلاها عروة لربطها بالملابس كسن الذئب والعفصة وفي اسفلها بربارات للزينة ويبلغ وزن ذهبها حوالى ربع مثقال

سنكي ستاره
قطعة تشبه الحجر الكريم ولكنها ليست اصلية وهي رخيصة الثمن (سعرالواحدة حوالي 50فلسا) ولونها (جوزي طوخ) وفيها نقاط لماعة كبرادة الذهب وهي ايضا مضلعة ومدببة الرأسين طولها حوالي ثلاثة سنتمترات ويصاغ حولها عدا الرأسين قطعة ذهبية في القسم الامامي منها ثلاثة فصوص صغيرة من الشذر وفي القسم الاسفل منها ثلاث عراوي تدخل في كل عروة حلقة لتحمل (بربارة )وفي اعلاها عروة اخرى (تلظم )في الزنجيل لتلبس في الرقبة ويحتوي الزنجيل عادة على ثلاث سنكي ستارات ويبلغ وزن الذهب في كل واحدة حوالى نصف مثقال

التراجي
تثقب شحمة اذن الطفل ذكرا كان ام انثى لتكون جاهزة للتراجي وعرف البغداديون انواعا اشهرها:
حلقة رفيعة لاتتجاوز وزنها ربع مثقال خاصة بالاطفال في اشهرهم الاولى حتى لاتؤذي لحمه لانه (بعده ترف)ولا مندوحة عن استعمال الترجية او الخيط يلجان الثقب والا انسد وتبدل الترجية مع مراحل العمر بأم الفص وهي اما شذر او عقيق ويصل وزن الترجية عندئذ الى ثلاثة ارباع المثقال او مثقال واحد

حباسيات او سماميل
وهي زوج من الاساور عرض كل منها سنتمتر واحد مع محبس ذي فص شذر وقد يوضع عقيق احمر يربط المحبس بسلسلة ذهب يتناسب نقشها مع نقشة السوار.
يلبس الطفل المحبس في اصبعه الوسطى والسوار في معصمه على ان تكون السلسلة فوق كفه ويكون المحبس غالبا كبيرا بالنسبة لاصبع الطفل وعندئذ يلف حول القسم الاسفل خيط تثبيتا له على اصبع الطفل فأذا ترعرع وغلظ اصبعه ازيل الخيط من المحبس ووزن كل زوج ثلاثة مثاقيل وتستعمل هذه الحلية عادة مزدوجة

الجناجل
حجول رفيعة تشبه حجل ابو الثومة وحواليها مفتول مثبت عليه اجراس صغيرة فارغة مشروحة من الوسط يتراوح عددها بين 10-15جرسا.ويوضع في مقدمة الاجراس قريبا من الفتحة قطعة ذهب لصقت عليها خضرمة وقد يوضع فص من العقيق او ياقوت وتسمى باسم الحجر الذي تحمله اما معدل وزن كل فردة من فردات الجناجل فيبلغ حوالي ستة مثاقيل وتصنع الجناجل للبنات والبنيت دون تمايز .وهناك حجول تشبه الجناجل ولكن بثلاثة اجراس وياقوتة واحدة اوخضرمة واحدة ووزن الزوج (كمعدل)ستة مثاقيل ومنهم من يضع خضرمايتين فقط بدون اجراس
وفق الرغبة والذوق

المعاضد
وهي انواع مختلفة منها المرصعة بالاحجار الكريمة كاللؤلؤ او العقيق او الشذر ومنها المنقوشة بالميناء ومنها السادة المطرشة ويتحلى بها الاطفال من كلا الجنسين مع الفصوص اذا كانت (صاغ)اصلية يبلغ وزنها متقالان وربع
وهناك من يرصع مصوغات صغاره بفصوص -جذابية مو صاغ وانما هي مجرد كزيز للزينة فقط وثمنها بخس

الجرس
حلية خاصة بالذكور --وهو جرس صغير مصوغ من قطعتين وتكون القطعة السفلى مشروحة من الوسط وفي القسم العلوي عروة يربط من خلالها قيطان غالبا ما يكون من الحرير الاسود ويربط حول بطن الطفل حتى لا يؤذيه
لرقة جسمه ويبقى الجرس متدليا

المحابس
وتلبس في الخناصر والبناصر ويتفنن الصياغ في صياغتها فمنهم من يضع في قمة المحبس فصا او يصنعه بدون فص وهناك الزردة وهي بدون فص في مقدمتها مربع او مستطيل من نفس الذهب يحفر عليه اسم الولد او ترسم وردة او غيرهما ومنهم من ينقشها بالميناء او يصوغها مطرشة --حفر بدون ميناء


القرآن او قاب قرعان
وهو غلاف ذهب له فتحة تدخل منها نسخة من القرأن الكريم صغيرة الحجم بقياس واحد ونصف سنتمترا ×واحد سنتمتر وزن هذا الحجم حوالي نصف مثقال بدون سلسلة وقد يكون بقياس اثنان ونصف سنتمترا ×سنتمترين
ووزنه مثقال واحد تقريبا بدون سلسلة ايضا وتعلق هذه الحلية بسلسلة ذهب ذهب في رقبه الطفل.
وتستعمل البنات الشابات قلادة القرأن ايضا ومن هذه القلائد مايكون منقوشا بالميناء الملون بأكثر من لون واحد او يكون (مخرما)يوضع تحته قطعة من قماش القديفة (القطيفة )الاسود او الرماني الغامق

العـــــران
حلية معروفة اختص بها الصغار والاحداث ذكورا واناثا وهي تعلق بين المنخرين من خلال ثقب اعد منذ الطفولة ولا يتجاوز وزنه على الربع مثقال

محمد العمر
09/12/2009, 11h53
بغداديــــــات
حكاية أول أسالة ماء في بغداد


لم يكن اسم (الميدان) حديثاً في بغداد ، فقد جاء ذكره قديماً ، والميدان الحالي هو اول محلة يبتدئ بها باب المعظم الى داخل بغداد ، وفي العهد العثماني كان يمتد من باب المعظم حتى السوق المحاذية لجامع الاحمدية، الذي يطلق عليه اغلب الناس (جامع الميدان) ، وفي الميدان حديقة واسعة انشئت عام 1889 ابان عهد والي بغداد (سري باشا) الذي وضع وسطها حوضاً فيه شذروان يقذف الماء ، واصبح الميدان افضل متنزه لاهالي بغداد لكونه يحوي تلك الحديقة والكثير من المقاهي الممتدة على جانب الطريق، وفضلاً عن ذلك فان اغلب الدوائر الحكومية العثمانية ، كالسراي والقلعة وثكنة المدفعية تقع فيه ، وفي باب القلعة المطل على ساحة الميدان تمثالان لأسدين وضعا على يمين الباب ويساره ،

وامام باب القلعة مدفع كبير طوله 4 امتار وقطر فوهته نصف متر مصنوع من النحاس ، يسمى (طوب ابو خزامة) وصورته مرفوعة سابقاً في المنتدى وقد كتب على ظهره بعد الفوهة ما يلي : (مما عمل برسم السلطان مراد خان ابن السلطان احمد خان) ، وعلى مؤخرته ما نصه (عمل علي كتخداي جنود بروه دكاه عالي سنة 1047) اي عمل علي الذي هو رئيس الجنود في باب السلطان ، وبالقرب من باب المعظم شيد الفريق محمد فاضل باشا الداغستاني وكيل والي بغداد عام 1912-1914 داراً له على بعد 50 متراً من الطريق الذي يقع الآن خلف مصلحة نقل الركاب والتي كانت تواجه سور بغداد القديم ، وما زالت تلك المحلة المعروفة بمحلة (السور) ، نظراً لولع الداغستاني الشديد بتربية الخيول العربية الاصيلة ، فقد اتخذ لها اصطبلاً واسعاً امام داره كما جمع في الاصطبل بعض الحيوانات مثل السبع ، الضبع ، النمر ، الدب ، الذئب ، الثعلب ، الحمار الوحشي ، الأيل وبعض الطيور كالنسر ، الصقر ، النعامة ، الطاووس والبط على اختلاف انواعه وجعل لتلك الحيوانات روضاً وسمح لاهل بغداد بالتفرج على هذه الحديقة الحيوانية عصر كل يوم خميس .
في خارج باب المعظم حيث بائعات اللبن يعرضن بضاعتهن هناك ، تشاهد امامك الطريق المؤدي الى بلدة الامام الاعظم مخترقاً البساتين الباسقة نخيلها ، كما تشاهد ايضاً قشلة السوارية (ثكنة الخيّالة) والتي يطلق عليها البغادة (الكرنتينة) وهي محل الحجر الصحي لمكافحة الامراض والاوبئة المعدية ، ثم مستشفى الغرباء والعربات الخشبية التي تجرها البغال لنقل المواطنين بين بغداد والاعظمية بأجرة قدرها 10 بارات ، وعلى شريعة الميدان المحاذية للنادي العسكري الحالي اسست بلدية بغداد عام 1881 ماكنة لصنع الثلج والذي كان شبه الزجاج السميك (الجام) وليس كما هو حاله الآن ، والذي يوضع داخل التبن خشية ذوبانه ، ويباع بالوزن .
كان السقاؤن (جمع سقا) ينقلون الماء على ظهورهم او ظهور الحمير في قرب مصنوعة من جلود الاغنام ليوصلوها من الشرائع الى دور المواطنين ، وظلوا هكذا حتى عام 1889 حيث انشيء في عهد الوالي (سري باشا) في ساحة خان لاوند (النائبية) بعد غرسها بالنخيل والاشجار ، حوض كبير للماء ليرتوي منه البغادة بدلاً من الماء الملوث وغير النقي الذي يجلب من الانهار مباشرة.
وفي عام 1907 ايام الوالي (حازم بك) انشئت ماكنة اسالة الماء في بغداد بمضخة نصبت على شريعة الميدان وتم ايصال الماء بالانابيب للدور بأجرة شهرية مقدارها عشرة قروش لكل دار (100 فلس حالياً) وبذلك ارتاح اهالي بغداد من عناء الارواء عن طريق السقائين.

محمد العمر
09/12/2009, 11h55
بغداديـــــات
رمضان



رمضان شهر الخير والبركات ,شهر الطاعة والايمان يستقلبه المسلمون في مشارق الارض ومغاربها ومعهم البغداديون وكل ابناء العراق احسن استقبال ففي اخر يوم من ايام شعبان يتوافد المسلمون على الجوامع ليرقبوا _على منائرها وسطوحها_ هلال شهر رمضان مرحبين بقدومه قائلين بنغم لطيف:
مرحبا بك ياشهر رمضان مرحبا بك ياشهر الخير والبركات
ويستعد البغداديون استعدادا خاصا لهذا الشهر الفضيل حيث يشترون لوازم المائدة الرمضانية كالقمر الدين والرشدة واللوز والكشمش وغيرها.وتنار احواض المنائر بالقناديل التي استعاضوا عنها بالمصابيح الكهربائية اليوم
يدور في كل محلة او في كل عدد من المحلات (الاطراف) جماعة من الناس يضربون على الدمامات في وقت السحور لايقاظ النائمين تمهيدا لصومهم . وقبل السحور تطبخ ام البيت (تمن على رشده)وتنقع طبقات القمر الدين او شربت ماء الرارنج والسكر او شربت النكوع ثم توقظ جميع افراد العائلة حتى الصغار الذين لاتشملهم فريضة الصيام (وهؤلاء انما يوقظون للاستمتاع بليالي رمضان والتعود على تلك الصفات الحميدة منذ الصغر) وقبل اذان الصباح ينادي المؤذن (اشرب الماي وعجل قبل ماياتي الصباح) ثم يصيح (امساك امساك يرحمكم الله)وليس في استطاعة احد خلال النهار ان يجاهر بالافطار حتى الشيوخ والمرضى فانهم يتمسكون بالشعائر الاسلامية ولا يعلنون افطارهم . وبعد صلاة العصر يستمعون الى (وعظ )خطيب الجامع
وعند المغرب وقبيل الاذان --تنصب الصينية الكبيرة حافلة بأصناف عديدة من الطعام ومن عادة ام البيت ان تختار لكل يوم عددا من تلك الاصناف
يصعد صغار العائلة الى السطح العالي لسماع اذان المغرب وبمجرد انطلاقه من المنائر يقيمون الدنيا بصياحهم تضامنا مع صغار المحلة :ياصايمين افطروا كشفوا الانجانه واكلوا
يبدأ(ابو البيت وبقية افراد العائلة فطورهم اولا بأكل (فردة تمر)وهذه سنة مأثورة عن الرسول(ص)ثم الشوربة وبعدئذ ياتون على ماهو موجود في الصينية
طبخـــــــــات رمضــــان --
تختار ام البيت لكل يوم من ايام رمضان بعض هذه الاكلات :شوربة- تشريب-هريسة -كبة والغالب ان تكون كبة حلب (وقد سألت عنها في حلب فعلمت انهم يسمونها كبة بغداد ولاادري ما سر توارد الخواطر هذا!!)-او كبة برغل -كبة حامض -مخلمة باجه-عروك-كباب مشوي او مقلي-تكة -دولمة محلبي-زردة وحليب -حلاوة تمر -مع الحلويات :بقلاوة -ازلابية -برمة-قطايف -شعر بنات
ولبائع حلويات رمضان نداء خاص منغم يعلن فيه عن سلعته حين ينادي:
ازلابية وبقلاوة وشعر بنات وين اولي وين أبات أبات بالدربونة أخاف من البزونة أبات بالمحطة تجي عليه البطة
اما بائع الزلابية وحدها فينادي:ابعانتين أوكيه,بعيار البلدية ,والدهن دهن لية ولحد يعتب عليه
ورمضان فاتن في لياليه فبعد صلاة العشاء وصلاة التراويح يذهب بعض البغادة الى المقاهي للتسلي بلعبة المحيبس او لعبة الصينية وبعضهم يقصد اقرباءه او اصدقاءه لقضاء (التعلولة)حتى موعد تناول السحور .اما النساء فتراهن مشغولات بيهئة وخياطة ملابس العيد وقبيل حلوله يبدأعمل الكليجة
اما الاولاد والصبيان فيلعبون مع اقرانهم اولاد المحلة في الدرابين مختلف الالعاب السائدة في بغداد
وداع رمضـــان --
في اليوم الاخير من شهر رمضان يقف المسلمون فوق السطوح وعلى احواض المنائر لمراقبة هلال شوال وعند رؤيته يودعون رمضان قائلين الوداع ياشهر رمضان .............الوداع ياشهر الطاعة والغفران
سحور اليتيمة --
في ليلة العيد يتناول من كان صائما اكلا خفيفا قبل النوم وهذا مايسمى بسحور اليتيمة
الفطــــــــرة --
صدقة توزع على الفقراء اما نقودا او حنطة او اقمشة وغيرها عن كل فرد من افراد العائلة حتى لو كان جنينا في بطن امه او خادما ان كان للعائلة خادم
كليجـــــة العيــــد --
يهئ ابو البيت الكمية المطلوبة من الطحين الحنطة تمهيدا لعمل كليجة العيد التي لابد من عملها واغلب عوائل بغداد لازالت على عادتها في هذا الصدد.كما تهئ ام البيت مواد الحشو بعد ان تكسر الجوز وتدق اللب وتخلطه مع السكر والهيل.ثم تبدأ بتفليس التمر الخستاوي (اى استخراج النوى منه).وفي موعد عمل الكليجة يضاف الى المنظف كمية من الدهن المحروق ثم يعجن التمر عجنا جيدا حتى يتداخل مع الدهن كما تهئ الحوائج وهي مجموعة من المواد العطاريه يجمعها العطار وتتألف من (حبة حلوة -كزبرة-حبة سودة-كركم -كمون) وتخلط مع الطحين قبل عجنه لتعطي الكليجة نكهة مستحبة
تهيئــــــة العجين --
توضع كمية الطحين المراد عجنه في طشت كبير مخلوطة بكمية مناسبة من الحوائج وملح الطعام ثم يسكب الدهن (بعد ان يضرب داغ)ثم توضع الخميرة الكافية .وبعد ان يختمر يقسم الى مياسر(جمع ميسر) وهي قطعة مستطيلة من العجين ثم يتعاون معظم افراد العائلة في عمل كليجة العيد وفق منهج خاص
فك العجين--
هناك تختة خاصة مدورة الشكل سطحها املس تسمى (تختة الكليجة) وهناك (الشيبك)وهو اداة خشبية اسطوانية الشكل ملساء تستعمل لفك العجين عند عمل الكليجة او خبز الاركاك وغيرها من شغل العجين وتكون في نهايتي الشيبك قبضتان في نهاية كل قبضة نقشة خاصة تستعمل في زخرفة خفيفيات الكليجة
يؤخذ العجين ميسرا بعد الاخر ويقطع الى قطع صغيرة تسمى (شنكه)وكل شنكه تفك اولا ثم تعمل اولا ام (خفيفية)وهي مدورة الشكل تطمغ عدة طمغات بنقشة الشيبك وتدك عدة مرات باسنان الجطل (الشوكة)او (سمبكساية) وهي محشاة بالجوز والشكر حيث تفك الشنكة اولا كما اسلفنا ويوضع في داخلها قليل من السكر والجوز ثم تطوى قطعة العجين المدورة وتضفر حواشيها لتكون مغلفة على ما فيها من حشو اما النوع الثالث وهو ام التمر وتسمى (..... العبده) فلا سبيل الى الحصول عليه الابعد ان تفك شنكة العجين اولا كما في عمل الخفيفيات ويوضع في وسطها قليل من التمر المهيأ سلفا وتطوى نهايات الخفيفية على التمر لتصبح مستطيلة الشكل تقريبا
وهناك من البغادة من يعمل لعابات للجهال -الصغار
وعند اكمال شغل الكليجة تطلى وجوه جميع القطع خفيفيات كانت ام سمبكسايات بصفار البيض ثم تخبز بالتنور وتحفظ جاهزة الى ايام العيد.

محمد العمر
09/12/2009, 12h15
بغداديــــــات
عيد الفطر...العيد الصغير



تزدحم الحمامات في ليلة العيد بعد ان يقصدها الاباء والابناء وقد حلقوا رؤوسهم قبل يوم او يومين ثم يرتدون ملابس العرفات وهو اليوم الذي يسبق العيد (وقد جاءت هذة التسمية من وقفة الحجاج على جبل عرفات في ليلة عيد الاضحى)وفي صباح يوم العيد ينهض صغار العائلة مبكرين وامهم تعاونهم على ارتداء ملابسهم الجديدة التي كانوا قد وضعوها بالقرب من محلات منامهم وبعضهم يضعها جوه راسه اى (تحت الوسادة).
اما الرجال فينهضون مبكرين ايضا للذهاب الى الجوامع لاداة صلاة العيد وزيارة المقابر وقراءة (سورة ياسين)من القران الكريم على ارواح موتاهم وتحتشد النساء في المقابر حيث يبكين عند قبور ذويهن .اما الصغار والصبيان فيذهبون الى محلات اللهو الفرجة راكبين الحمير والكدش (جمع كديش وهو البغل) ويأنسون بالمراجيح ودولاب الهواء والفرارات وغيرها ويأكلون لفة بيض او كبة او سميط وغير ذلك مما كان يباع في الفرجة اذ لابد من صرف عيدياتهم .



كانت في بغداد عدة محلات (للفرجة )كالتي في باب المعظم وشيخ عمر وباب الشيخ والكرادة وشيخ جنيد وغيرها



دولاب الهـــــــــواء :

http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=174840&stc=1&d=1260364428


خشبتان طويلتان في اعلاهما عارضة على جانبيها دولابان مربعا الشكل متصلان من اطرافهما بعوارض خشبية تتدلى منها صناديق وفي كل صندوق يقعد صبي او صبية ويدار الدولاب من فوق الى تحت فتصعد الصناديق بهم وتهبط اثناء دورانه ومنهم من يتراشق بالاحذية واليمنيات اثناء صعود الصناديق ونزولها وقد نظم المرحوم الشاعر الملا عبود الكرخي ذلك شعرا حين قال:



وجنه بالقنادر دوم في دولاب*****الهوه بالعيد نلعب اتعس الالعاب



تسمع على رؤس الزلم طاب طاب*****مثل قرع الطبل حذيان عالهامات



هذي الملعبه مخصوصه بالاعياد*****والواعيبها رياجيل مو اولاد



واحد انا منهم فكم صحت الداد*****من الكواليش والجزمات والكالات



الفرارة:



دولاب كبير افقي مركوز على عمود من مركزه يعلف باطرافه صناديق وتماثيل خشبية شبيهة بالخيل والظباء.يقعد الصبيان في الصندوق او يركبون التماثيل الخشبية وحين يدار الدولاب تدور بهم تلك الصناديق والتماثيل



المرجــــوحة :



تقام على خشبتين طويلتين مدعومتين في اعلاهما عارضة يعلق فيها حبلان ويناط بهما صندوق شبيه بالمهد وهناك نوع اخر من المراجيح الفردية تقام بربط الحبل بين عمودين من جذع النخيل ثم تطورت الى مراجيح حديدية نشاهدها اليوم في الحدائق العامة ورياض الاطفال وللصبيان اغنية خاصة يرددونها اثناء التمرجح مطلعها:



شوط شوط عيده****لجمله وزيده



واجفي عليه المنخل ****شنخل شنخل بالمنخل



المعايــدات:



تجري المعايدات حسب الاعمار فالصغير يعايد الاكبر ويقبل الصغار ايدي والديهم ومن معهم في البيت كالام والاخوة والاخوات والعمات اما الرجال فيقبل بعضهم بعضا (وكذا النساء الصديقات)متبادلين عبارات التهنئة وهي (ايامكم سعيدة- اسعدالله ايامكم -كل عام وانتم بخير -انشاالله عيد الجاي ابيت الله -انشاالله عريس -انشا الله عيدالجاي الولد ابحضنك )وغيرها



ومن عادة البغادة في ايام العيد اعطاء بعض النقود الى اولادهم واقربائهم وحتى اولاد الجيران والاصدقاء وتسمى (عيديه)ومن هؤ لاء من يصرفها بالفرجة او يخسرها بلعبة (اللكو)او (السي ورق)وبعضهم يعطيها الى امة او يضعها بالقوطية (وتسمى قوطية التجميع )وهي علبة مغلقة من جميع جهاتها وفي واجهتها فتحة تسمح بدخول اكبر فئة نقدية وتصنع اما من الخشب او التنك وهي تعود الاطفال منذ نعومة اظفارهم على الاقتصاد تمشيا مع القول القائل (القرش الابيض ينفع في اليوم الاسود).




عيــــد الاضحى او عيد الجبير



وهذا لايختلف عن عيدالفطر الابذهاب الناس الى بيت الله الحرام لتأدية فريضة الحج ونحر الضحايا في صباح اليوم الاول وتوزيع لحمها على الفقراء ومن البغادة من يضحي لنفسه ومنهم من يضحي لعزيز له توفاه الله



الســــــــــــــي ورق:



لعبة معروفة اعتقد ان اصلها فارسي اعتبار (السي)لفظة فارسية معناها ثلاثة فيكون اسم اللعبة (الورقات الثلاث)وهي تتلخص بما يلي:يفرش لاعب (السي ورق)قطعة قماش على الارض وبيده ثلاث اوراق من مجموعة الاسقمبيل (ورق لعب القمار)اثنتان حمراوان والثالثة سوداء يحركها بسرعة وخفة من اليمين الى اليسار وبالعكس مناديا (الاحمر الك والاسود الي يانصيب يانصيب)وحوله عدد من شركائه يوهمون الناس السذج من حملة العيديات ومعظمهم من الصبيان الذين لايعرفون ماهية القمار.وبعد ان تستقر الاوراق الثلاث على قطعة القماش يضع اللاعبون قطع النقود على ظهر الورقة التى يعتقدون بأنها حمراء وهم لا يعلمون انها السوداء وعندئذ يحالفهم الخسار



اللكـــو :



نوع من العاب القمار يمارس في ايام الاعياد حين تكون جيوب وجزادين (محافظ النقود -مفردها جزدان )الصبيان مملوءة بالعيديات وتلخص هذه اللعبة بما يلي:يفرش لاعب اللكو قطعة قماش او مشمع مقسمة الى ستة مربعات في كل مربع صورة احدى هذه الاشكال (دنر-كوبه -ماجه -سنك -تاج وانكر ) وبيده قوطية (علبة)من التنك مفتوحة الفم في داخلها (زارات) مكعبة ومصنوعة من العاج يحمل كل وجه من وجوه هذه المكعبات نفس الاشكال المرسومة على المشمع .يحرك اللاعب قوطيته عدة مرات ثم يقلبها على المشمع بحيث تظل الزارات مغطاة بالقوطية وبعد ان يضع اللاعبون نقودهم فوق العلامات التي يتفاءلون بربحها ....يرفع القوطية ثم يوزع النقود على الرابحين ويصادر النقود الموضوعة على الاشكال التي لم تظهر اشباهها على وجوه المكعبات ومن هنا يبؤ اصحابها بالخسارة وعلى سبيل المثال اذا وضع احدهم عشرة فلوس على علامة الانكر ووضع الثاني عشرين فلسا على اشارة الدنر وتكشفت المكعبات عن (3)ماجه فالجميع خاسرون اذا رسخت المكعبات على (3)انكر فليزم ابو اللكو بدفع ثلاثين فلسا للاعب ويصادر الباقي واذا اشارت المكعبات الى (2)انكر فانه يدفع للرابح مقدارا مضاعفا ويستولي على الباقي وهكذا ...اما نداء ابو اللكو فهو --الواحد بثلاثة لكو جرب نصيبك باللكو.

محمد العمر
09/12/2009, 12h19
بغداديـــــــات
الطهور
(الختــان)



عند بلوغ الطفل سنتين او اكثر من عمره يسطحبه ابوه الى الحلاق الخاص به لحلاقة راسه عادة لايتقاضى اجرة عن الحلاقة شعر الولد من اول حلاقة حتى يوم (طهوره)اى ختانه.ويجري ختان الطفل عادة بين السنة السابعة والعاشرة من عمره واحسن وقت للختان هو فصل الربيع حيث يكون الجو لطيفا مما يساعد على التئام الجرح.
الزيان
يدعو الوالد اقران ابنة واباءهم الى حفلة زيان ابنة،فيحضر المزين ومعه حقيبة ادوات الحلاقة(والطاسة الصفرة)التي يستعملها لغسل رؤوس الزبائن بعدالحلاقة،فيجلس الولد المنوي ختانه على الكرسي في منتصف ساحة الدار ويبدأالحلاق بحلاقة شعره بينما تعزف الموسيقى البغدادية انغامها وتتعالى الهلاهل فيتعاقب المدعوون على رمي النقود في الطاسة الصفراء وبعد انتهاء حلاقة شعر المحروس يتوالى الاولاد المدعوون للحلاقة واحدا بعد الاخروالنقود تتزايد في طاسة الحلاق حيث يرمي كل اب بعض النقود عند حلاقة شعر ابنه او ابناء اصدقائه الاخرين وبعد الانتهاء من الحلاقة تنصب صواني الطعام تمهيدا لتناول الغداء.


زفة الختان
تختلف الزفات باختلاف الاماكانيات المادية فبعض العوائل تكون زفة ختان اولادهم مشيا على الاقدام تتقدمهم الموسيقى البغدادية ،وقد تكون الزفة خيالة حيث يركب حميع المعزومين والمطهر الخيول المزركشة وهم بملابس جديدة وامامهم الموسيقى واللعابات وابو (الكَطن)والشعاعير والدمامات ثم ابو الطبل والزمارة
اللعابات
تظهر اللعابات في زفة الختان وفي زفة العريس ،وهناك من يختص بعمل وترقيص اللعابات ،واللعابة تكون بحجم جسم امرأة مركبة على عمود طويل ومرتدية ملابس نسائية كاملة يقوم حاملها بترقيصها بواسطة خيوط يسحبها من تحت الملابس وهي تشبه القراقوز الذي يعرض من تلفزيون بغداد
ابو الكَطن (القطن)
رجل يخلع ملابسه الا ما يستر عورته يضعون على جسمة مادة لزجة كالشريس او الدبس او الغراء ثم يلصقون علية قطعا من القطن الابيضوالملون ويلبس في راسه(كلاو)من الورق الملون (آبرو)ويضع حول رقبته قلادة من الاجراس الصغيرة ويتمنطق بحزام من الاجراس ايضا ويصاحب الزفة وهو يقوم بحركات راقصة مضحكة كما يحمل بيده عصا لمحافظة نفسه من عبث وتحديات الاولاد واشهر من قام بدور ابو الكطن هو (علي الاسود) في محلة (دربونة الضيجة) قرب محلة القراغول
الشعاعير(جمع شعار)
هناك قسم من الرجالالمخنثين الذين يتشبهون بالنساء فيطيلون شعر رؤوسهم ويمشون مشية النساء ،وفي كلامهم ميوعة يقلدون بها اصوات وكلام النساء ويمتهنون الرقص بالافراح حيث يلبسون ملابس نسائية وباصابع ايديهم (الصنوج)التي يسميها اهل بغداد (جربالات او جمبارات)ويشتركون بالزفات والافراح لقاء اجور معينة لهم ولاجواقهم التي تتألف من الدنابك والدف الزنجاري وغيرها
جوقة الدمامات
مجموعة من الشباب احدهم يربط على صدره النقارة،وهي الة جسمها مدورك(طاسة العمالة)ووجهها مركوم (مغطى)بجلدالخروف المنظف والمدبغ يضرب عليها بعصاتين من الخيزران يمسك بكل يد عصا في نهايتها جلد ملفوف وبعد ان يضرب صاحب النقارة يتجاوب معه ضاربو الدمامات(جمع دمام)وهو اطار خشبي مخمس او مسدس او مسبع الاضلاع (مركوم)اى مغطى من جهتيه بجلد الخروف ويضرب عليه بعصا خيزران معكوفة الرأس وهناك نغمات كثيرة منها ثلاثي وخماسي وسداسي وغيرها كما ان النغمات الافراح تختلف عن نغمات تشيع الجنازة والتي تسمى (حزايني) وبعد ان تدور الزفة فى الاطراف المجاورة تعود الى الدار حيث توزع على الحاضرين الشكرات والشربت ثم ينصرف الجميع على امل اللقاء صباح يوم الطهور ويكون غالبا يوم الجمعة
مراسيم الطهور(الختان)
لاتتم عملية الختان لطفل واحد بل لابد ان يكون معه احد اخوانه او ابناء عمومته واذا لم يكن له اقارب فيختن معه اثنان من ابناء المحلة الفقراء على ان يكص(يفصل)والد المختون لكل منهم دشداشة مثل دشداشة ابنه واذا كانت الحفلة لختان طفلين ذبح معهما ديك حتى يكونوا ثلاثة وان كانوا اربعة كانوا مع الديك المذبوح خمسة والسبب هو ان البغادة كانوا يتشاءمون من العدد الزوجي في الختان ولابد لهم من جعله فرديا كي(لايتعارضون الويلاد)اى لايصيب الاولاد عارض.وتحضر غرفة منام المختون بعد ختانه ويهيأله بشطمال ابريسم مع دشداشة بيضاء وغالبا ما تكون من الحرير ويضرب موعد مع الازعرتي والجوق الموسيقي للحضور صباحا منكرين
الحنـة
وفي ليلة الحنة(ليلة الختان)تحضر القابلة التي ولدت ام الولد فتضع الحناء على يد المطهر واصدقائه المدعوين بين الهلال والافراح وتضع بعض النقوش باستعمال العجين وغيره ومنهم من يقيم فرحا ويسمى (جالغي)مع دعوة كبيرة ومنهم من يقصر تلك الحفلة على الكاولية او الشعاعير وغيرهم وهنا ايضا ترمى الفلوس في طاسة الحنة كما في حنة العروس
عملية الختان
يحضر الازعرتي (الختان)وغالبا مايكون هو نفس الحلاق الذي حلق شعر رأس الولد ويكون مرتديا ملابسه التقليدية المتكونة من لفة رأس خاصة يلفها كلاو من الجين مع شروال اسود فضفاض ويظهر دائما متمنطقا بلفة القماش يلفها على بطنه وبيده حقيبة الادوات التي تحتوي على:الميل_عبارة عن خشبة رفيعة تشبه عود المغزل مصقولة جيدا راسها ارفع من نهايتها ويوضع عادة قطعة اللحم الزائدة وبين خلاله القضيب. القراصة _وهي قطعة حديدية تشبه المقص الى حد كبير ولكنها غير حادة يقرص بها قطعة اللحم الزائدة من المحل المراد قطعه.
الموس_وهو نفس موس الحلاقة المستعمل لدى الحلاقين اليوم وتحضر صينية صغيرة تفرش عليها قطعة من الشاش فوقها قليل من الدواء الذي هو عباره عن(مسحوق ورق الشوك الاخضر مع الشب والقهوة نصف مقلاة حيث تدق جيدا وتسحن سحنا جيدا ثم يضاف اليها نسبة ضئيلة من ملح الطعام لقطع النزف) ويقول الختان (حسن ارخيص)بان الازعرتية اليوم يستعملون الادوية الكيمياوية المستعملة في معالجة الجروح وهو الذي اكد لي الوصفة الاولى وعرض علي ادوات الازعرتي فله مني جزيل الشكر.ومن اشهر الختانين في بغداد مهدي بوشناق ومبارك بن دمير والحاج حسين سلمان(ابو خالص) وقد ورث خالص مهنة ابيه وهو من محلة الفضل والحلاق حسن ارخيص الذي يجاور محلة اليوم مقهى علي النهر في محلة الفضل
مسك الولد
يتهيأ أحد اقارب الولد او اصدقاء والده للجلوس على المخدة (التجي)ويجلس الولد امامه بعد ان يخلع(لباسه)ويمسك بيد الولد اليمنى من تحت فخذه (اى فخذ الولد)باليداليمنى وكذلك يفعل باليد اليسرى مسكة قوية بحيث لايمكن للولد ان يتحرك مهما اصابه من الم اذلايخدر الولد قبل اجراء عملية الختان يومذاك اما اطباء اليوم فيستعملون المخدر(البنج)عند الختان.كما يقف رجلان من الاقرباء او الاصدقاء متقابلين وبيد كل واحد منهما طرف بشطمال احدهم عن يمين الولد والثاني عن يساره ويحركان البشطمال اعلى واسفل جلبا للتهوية بينما يقف شخص ثالث وبيده قطعة من الحلويات تسمى (حلقومة)لوضعها بفم الولد اذا فتح ففه للصراخ من شدة الالم. تعزف الموسيقى في هذه الاثناء عزفا سريعا وبرمشة العين يكون الازعرتي قد اكمل عملية الختان فينقل الولد الى فراشه المعد له من قبل الشخص الذي مسكه حيث ينام الولد على ظهره وركبياه مثنيتان لتغطى وهو على تلك الوضعية بالبشطمال الابريسم وامه واقاربه والجوارين يطلقن الهلاهل باستمرار ثم تنهال دراهم الاقارب والاصدقاء على صينية الختان كما تنهال على المختون هدايا ذويه.وعند موعد الغداء تكون العائلة قد اعدت طعاما مناسبا للمدعوين يحضره الختان وصانعه (خلفته)الذي يتولى عادة مداواة الولد حتى يشفى.فاذا اراد المطهر ان يترك فراشه والمسير بالحوش او الوقوف في راس الدربونه فانه يمسك دشداشته بالسبابة والابهام من منتصفها حتى لاتمس الجرح(ويلجم)اى يصاب بأذى موجع وبعد مرور مدة اقصاها سبعة ايام يكون الجرح قد التأم نهائيا فيذهب المطهر الى الحمام والجميع يتمنون له طهور (المنجل) ويقصدون به الزواج .

محمد العمر
09/12/2009, 12h21
بغداديـــــــات
البغداديون
في مواجهة الحر والبرد



الدار البغدادية- معظم البيوت البغدادية مقسمة الى حرم وهو مسكن النساء والديوخانه وهو المحل الخارجي من البيت ويجتمع به ابو البيت مع اصدقائه.كما انها تتألف من طابقين يشتمل الاول على مدخل الدار وتكون باب الحوش (طلاكة)واحدة كبيرة منقوشة بالمسامير الكبيرة ثم تغيرت الى (طلاكتين او فردتين)ثم المجاز وهو الذي يصل بين مدخل الباب وفناء الدار وغالبا ماتكون في المجاز دكتان واحدة على اليمين والثانية على اليسار والمألوف ان يفرش ابو البيت وابنه البكر على كل دكة حصيرة خيزران لقضاء فترة القيلولة بالاستلقاء عليها ويغطي كل منهما جسمه بغطاء من قماش خفيف واضعا على وجهه المهفة اليدوية بعد ان يغلبه سلطان الكرى
بيت الحبوب- يواجة المجاز محل خاص فيه محامل خشبية مصنوعة من خشب التوت على كل محمل حب مصنوع من الطين المخفور ويغطى بقبغ من الخشب(غطاء)كما يوضع تحت كل حب اناء صغير وهو من الفخار يسمى (بواكه)ويوضع في بيت الحبوب هذا عدد من الحباب يتناسبمع عدد سكان الدار حيث تقسم مجموعة الحباب الى قسمين قسم للاستعمال اليومي وقسم يدخر لليوم التالي حتى يبرد (مي بيوتي)وقد صمم محل بيت الحبوب مقابل المجاز حتى يصله تيار الهواء من الدربونة فيزيد في برودة الماء اما وضع (البواكة)تحت الحب فهو لجمع (مي الناكوط)اى المرشح من الحب ويكون صافيا جدا او كما يصفه البغادة بقولهم(صافي مثل عين الوزة)وعند شيوع شرب الشاي استخدم مي الناكوط في تخدير الشاي لان الماء الصافي يعطي الشاي لونا شهيا ورغبة اهل بغداد بل العراقين عامة في شرب الشاي عارمة علما بان الشاي لم يعرف في بغداد الا بغد الحرب العالمية الاولى وكان استعماله على نطاق ضيق وعند تامساء فقط حيث كان فطور البغادة يتكون مما يلي :الباقلاء المنقوعة-الشوربة بانواعها-الحليب-البيض المقلي او المسلوق-اللحم المشوي-التشريب-القيمر مع الدبس او مع العسل-ومنهم من يتناولبقايا عشاء اليوم المنصرم بعد تسخينه
اما الاناء المستعمل لشرب الماء فهو (المنشل)او (الجيرية)وهو عبارة عن سلة قغيرة مصنوعة من سيقان الحلفة مطلية بالقير وفيها ذراع من الخشب نهايته على شكل رقم 8حتى تكلب في الحب نفسه او في محمل الحب عند عدم استعماله ويشتهر في عمل (المناشل)مدينة هيت حيث يكثر فيها القير السيالي
وهناك الكروزه وهي مصنوعة من الفخار ايضا شكلها يقارب شكل الكاس الا ان فوهتها اعرض من قاعدتها
اما الادوات الاخرى فهي الطاسة المصنوعة من الصفر المبيض والدولكة وهي مصنوعة من الصفر المبيض ولها مسمار خاص قرب الحب تعلق فيه وهي الاداة المستخدمة لاخذ الماء من الحب (لترس التنك)اى ملؤها اذ لايجوز ادخال اداة غير الدولكة في الحب حفظا لنظافته
التنكه وهي اداة لحفظ الماء وتيريده مصنوعة من الفخار ولها احجام واشكال مختلفة منها (ام العراوي)او بدونها وتسمى (صلاحية) واحسن التنك هي الخضراية وعند شراء التنكة لابد من تجربتها خشية ان تكون منكوبة (مثقوبة) ولذلك يعطي البائع (الكواز)قليلا من الاصلاح للمشتري والاصلاح هو الشحم الحيواني مضافا اليه قليلا من النورة (الجير المطفئ)يستعمل لسد الثقوب التى تظهر في جميع المصنوعات الفخارية قطعا للترشيح
الليوان-غرفة مستطيلة الشكل جبهتها المواجهة لفنار الدار مفتوحة ويرفع سقفها عادة بتكم (جمع تكمه)خشبية مضلعة الجسم ومنقوشة الرأس يجتمع فيها افراد العائلة وهي تقابل (الهول)في البيوت الحديثة المعاصرة
وفي موسم الشتاء يوضع على واجهة الليوان ويسمى ايضا (طرار)جادر يرفع ويسدل بواسطة حبال وفي داخل الجادر عدد من رماح الخيزران الغليظ وذلك لتسهيل رفعه واسداله ولتقليل اهتزازه عند حدوث (هوه عالي)وفي ذلك الجادرباب صغيرة تستعمل للدخول والخروج ولها غطاء يرفع ويسدل بالحبال ايضا ,ويستعمل الجادر لمنع تسرب الهواء البارد الى مجتمع العائلة
الارسي-غرفة كبيرة شبابيكها محلاة بخشب محفر ومنقوش بنقوش عربية لطيفة وهي تمتاز بكثرة شبابيكها وتستعمل لاستقبال الخطاراى الضيوف
غرفة الكرر- (المخزن)وفيها تحفظ الادوات والاثاث الفائض عن الحاجة
غرفة المونة- (المؤونة)وهي مخزن لحفظ الجيل (الكيل)حيث يشتري البغادة حاجاتهم ومؤونتهم بالجملة (كواني التمن -عكك دهن -ماش- عدس هرطمان- حنطة-برغل -معجون طماطة- دبس -ماء الورد)وغيرها من المواد مما يعمل في البيوت وسناتي على ذكرها
المطبخ- والغالب ان يكون واسعا وفي جهة منه يحفظ الحطب اليارماجه او الطرفة المستعمل في ايقاد النار للطبخ كما تحفظ في الجهة الاخرى منه القدور والصواني وغيرها من ادوات الصفر.ويبنى التنورفي المطبخ ايضا ترقد القدور على كلل حديدية لكل قدر ثلاثة وتسمى زرزبانات حمع زرزبانة وهي الكرة الحديدية
ومن لايتمكن من الحصول على (ازرزبانات)فانه يبني مواقد من الاجر والطين ومن امثال البغادة قولهم الجدر ما يكعد الا على اتلاثة
السرداب- وهو غرفة الصيف ويكون منخفضا عن مستوى ارض الدار بعدة بايات والباية كلمة تركية معناها موطئ القدم على السلم .اما التهوية متكون بواسطة البادكيرات (ومفردها بادكير وهي كلمة فارسية من مقطعين باد:هواء، كير :جالب)اى جالب الهواء .ومنفذ السرداب الارضي وهو اخفض من السرداب يكون عادة في داخل السرداب نفسه ولاتبلط ارضه بالطابوق ويكون مسقفا بالواح خشبية ومنهم من يسميه (نيم سرداب)ويكون اكثر برودة من السرداب
التخته بوش- غرفة مساحتها نفس مساة السرداب الارضي ويقام فوقه مباشرة وارضها هي نفس السرداب الارضي الخشبي.اما تبليط فناء وغرف الدار والسرداب فيكون بالطابوق المالطي الاصفر ويجري غسل ارضية الدار واليرداب يوميا بعد الانتهاء من طبخ طعام الغداء لتبريده قبل موعد قدوم (ابو البيت)مستعملين في ذلك المكنسو اليدوية والمكنسة البغدادية خاصة لاتشبه المكانس المستعملة في الدول الاخرى فهي تصنع من خوص سعف النخيل وتشتهر في حياكتها الفناهرة في بغداد.كما تستعمل سعفة النخل في تنظيف سقوف وجدران البيت من مخطان الشيطان (نسيج العنكبوت).بيوت بغداد مكشوفة بصورة عامة وغالبا ماتكون مربعة الشكل وحول طرام (جمع طرمة)الطابق الثاني يكون المحجر وهو حاجز يصنع من الخشب والشيش الحديدي وغطاؤه من الخشب حيث تعمل بعض الزخارف بلوي الشيش الحديدي وغطاؤة من الخشب وركان المحجر الاربعة تكون كروية الشكل (مجروخه)وتسمى (الرمانات) وهناك (الصجفات المقرنصه)التي تزين بها حافة المحجر السفلى وهي من الخشب ايضا
وفي الطابق الثاني تكون غرف النوم حول ساحة الدار وفيها الشبابيك ذات الزجاج الملون والشبابيك المطلة على الخارج (الشناشيل)ويوضع فوق شباك الجام شباك اخر من الخشب معمول على شكل مشبك يسمى (قيم)والغاية منه ان (لايشرف)الغرفة على الجيران وتحافظ على جو الغرفة وتمنع دخول الشمس في فصل الصيف
تسقيف البيوت البغدادية- تسقف البيوت بالخشب والحصران وباقات القصب ثم ترشق السطوح بالطين الحري المخمر مع التبن لعدة ايام وتسلط على المزرايب المصنوعة عادة من الجينكو
ومن عادة اهل بغداد ان تصعد (الجنة)قبيل موعد سقوط المطر لكنس السطح وتسوية الحفر التي عملتها البزازين (جمع بزون وهي القطة)و معروف ان القطة بعد ان تتغوط تدفن غائطها لذا قالوا في امثالهم (كالولها للبزون خراج دوه كامت تخره وطم)كما تنظف المزاريب من القش الذي تجمعه العصافير لعمل عشها وذلك كي لايتوقف ماء المطر في السطح (وتخر)الغرفة اى تنضح فتتلف المفروشات والاثاث وتزعج التائمين. يحاط السطح من الداخل بالمحجرات والصجفات ومن الخارج ببناء يسمى (تيغه) ومنهم من يعمل (ستارة)من الخشب والجينكو اما سقوف الغرف من الداخل (فتركم)بالواح خشبية وتغطى المسافات بين لوحة واخرى بخشب رفيع يسمى (ترايش)والواحدة (تريشة)كما يوضع في منتصف كل غرفة شكل هندسي بديع مطعم بقطع من المرايا وغالبا مايكون شكله مقاربا لشكل (المعين)وتسمى (خنجه)تعلق في وسطها الثريا وهي مجموعة من الاضوية
الصيف--
نهارا- ينام ابو البيت وابنه البكر على الدكتين في المجاز الواقع في مدخل الدار وبعضهم يضع على باب الدار (عمارية) وهي عبارة عن مشبك من عيدان سعف النخيل .يوضع في داخل مشبكين كمية من العاكول الاخضر يرش بالماء بين حين واخر لتبريد البيت او الغرف التي وضعت العماريات على شبابيكها .كما ينام بقية افراد الاسرة في السرداب ومنهم من ينام في السرداب الارضي
عصرا--
وبعد شيوع استعمال الشاي تحضر المنقلة ويخدر الشاي ويتناولون معه اما الخبز والجبن والنعناع او البيته(وهي مشابهه لشكل الصمون وعلى وجهها قليل من الجبن والكرفس)او الكليجه او خبز العروك(خبز لحم) حيث ان موعد تناول الغداء يكون مبكرا ولابد لهم من اكلة خفيفة قبل العشاء
مساءا--
وعند اصفرار الشمس تصعد الجنة اوالبيت الكبر لرش السطح حتى تتبخر الحرارة ويصبح باردا.وتفرش فراش جميع افراد العائلة المحفوظ في بيت الفراش كما تشد كلتها وتضع سلة (هدوم الرجال)حيث يخلع ملابسه عند عودته من المقهى في السطح العالي وتقوم السلة المصنوعة من اعواد الرمان والصفصاف مقام الشماعة وغيرها مما يعلق عليه الملابس اليوم
كما تملاءالتنك وتصفها فوق التيغة وبعض العوائل تستعمل حبانة (مصغر حب)علاوة على التنك لكثرة افراد العائلة
يغطى حلكك(فم)التنك ب(كبوز)وهو غطاء مصنوع من لب خوص النخيل او بقطعة بيضاء محاكة بالخيوط مزركشة بالنمنم الملون ومنهم من يشد فوهة الينكة بقطعة من قماش خفيف للمحافظة على نظافة الماء من الحشرات
سلة العشه(العشاء)--
لكل عائلة سلة كبيرة مصنوعة من اعواد الرمان والقصب تشتهر في صناعتها مندلي وبعقوبة ومدن اخرى في العراق يحفظ تحتها عشاء رب العائلة او سواه ممن يتاخر ليلا وذلك لايحنحن (يفسد ويكون غير صالح للاكل) ويوضع فوق السلة ثقالة وغالبا ما تكون طابوقة كي لاتقبلبها (البزونة وتاكل العشه)كما توضع شياف (قطع)الركي على التيغة حتى تبرد وما الذ اكل الركي البارد على سطوح اهل بغداد
حفظالملابس الشتائية والزوالي--
بعد انتهاء موسم الشتاء تنظف الملابس الشتوية وتنفض من الطوز وتاعجاج (الغبار) وتحفظ في الصناديق مع كمية من التتن (التبغ)او بعض قوالب صابون الرقي حتى لا(تنعث)اى تقرضها حشرة العث وتتلفها
اما الزوالي والاورطات واليانات فتنفض من العجاج في الدربونة وكانوا يكلفون بعض اولاد المحلة لقاء اجور اما اليوم فقد اصبح لنفض وتنظيف الزوالي جماعة خاصة تدور في المحلات وتمتهن تنظيف الزوالي .وبعد تنظيفها من التراب تنظيفا جيدا تبدا ام البيت بكنسها عدة مرات ثم بمسحها بقطعة من القماش قديمة مبللة بالنفط ثم تضع بين طياتها كمية من التبغ لحفظها من العث .اما اليوم فاستبدل التتن وصابون الركي بالنفتالين
صناديق الثلج--
عندما انتشرت مكائن عمل الثلج في بغداد لحاجة الناس اليه شاع استعمال صناديق الثلج
وصندوق الثلج صنع محلي يتكون من صندوق خشبي مبطن من الداخل بالجينكو .يوضع بين الجينكو والغلاف الخشبي كمية من النجارة (نشارة الخشب)كمادة عازلة وفي جهة من الصندوق يعمل حوض مغطى وله حنفية الى الخارج لاستلام الماء البارد منها.ولربمااستعمل بعضهم عددا من القناني البيضاء لوضعها بعد تعبئتها بالماء فوق الكونية التي يلف بها الثلج حتى لاتذوب بسرعة
استعدادات البغادة لموسم الشتاء--
يستعداها بغداد استعدادا تاما لاستقبال موسم الشثاء وذلك بتهيئة المواد منذ موسم الصيف
تيبيس الخضروات--
يجتمع افراد العائلة في احد ايام الصيف لتكليم (يلفظ اللام مضخما)البامية اى تقليمها عندما يكون سعرها ارخص من الايام السابقة وعمل قلائد تشر (تنشر)حتى تجف كما يقومون بتيبيس الباذنجان قسم محفور لعمل (الشيخ محشي )والقسم الثاني لطبخ المرق حيث يقطع بعد تقشيره طوليا او (درك)اى دوائر كما تيبس الباقلاء
جبس (كبس)الطرشي--
يهيأ الخل (وستأتي على اسلوب عمله في محل اخر)ويجبس بأواني كبيرة تسمى (خم)وقد تسمى (خناب)وهي مصنوعة من الفخار المطلي بالقاشان ثم يحضر خيلر الشماطة -والباذنجان الناعم- ولوبية -وفاصولية خضراء وانواع اخرى من الخضروات والفواكه (الصمله)القوية كالتفاح الازرق وتنقع بالماء والملح مدة مناسبة وبهذه الفترة تهيأ البهارات حيث تدق وتنخل في البيت ايضا وتتألف البهارات من مجموعة من المواد العطارية هي (عرك الهيل- جوزة بوه- قرنفل - فلفل اسود -فلفل احمر -كركم -كبابه) وبعدن تتخدر الخضروات بالماء والملح تجفف واحدة واحدة بقطعة قماش ناشفة ثم تبدا عملية التحشا (التحشية) ويتعاون في هذه العملية معظم نساء او بنات العائلة حيث تقوم احداهن بعملية تنشيف الخضروات والثانية بشق فتحة في كل خيارة او باذنجانة والثالثة بوضع الحشو وهو (البهارات والثوم والكرفس) والرابعة تحزم كل قطعة بخيط رفيع من خوص سعف النخيل حتى لا يسقط الحشو ثم توزع الخضروات على البساتيك ويضاف اليه بقية الانواع من ثوم العجم الاسود ثم يضاف اليها الخل بعد تفويره وتبريده وتحفظ تلك البساتيك في (التختة بوش او في نيم سرداب)تزور ام البيت بساتيكها بعد مدة حتى تكمل الخل حيث ينقص نتيجة تشبع الخضروات به (فتذ بل)اى يصغر حجمها وبعد اطمئنانها الى كفاية الخل في كل بستوكة تضع في فم كل واحدة كمية من ليف النخل ثم توضع عليها الاغطية وتشد شدا محكما بقطعة قماش وهناك من يبني افواه البساتيك ولايفتحها الا في موسم الشتاء
معجون الطماطة --
يشتري ابو البيت اكواما من الطماطة الناضجة الحمراء فتجلس ام البيت ومعها من يعاونها من البنات بعد ان تغسل الطماطة غسلا جيدا يبدأن بتقطيعها في طشوت كبيرة ويضفن اليها كمية من ملح الطعام وتترك الى اليوم التالي حيث تبدأ عملية عصر الطماطة اى ضغطها باليد لاخراج العصير وبعد تصفية العصير بالمنخل الناعم المسام تبدأ عملية (الشر)اى التجفيف .وتنصب الصواني في السطح العالي مرتفعة عن الارض حتى لايدخلها الغبار ثم تبدأ عملية نقل العصير الى السطح حيث يوزع على تلك الصواني التي تغطى بعدئذ بقماش خفيف حفظا من الذباب وبقية الحشرات
تصعد ام البيت مساء كل يوم لتحريك العصير وبعد ان يصل الى الدرجة المطلوبة من الكثافة يعبأ بالبساتيك ويحفظ حتى موسم الشتاء
وقد بدأت هذه العملية بالزوال منذ استيراد المعجون المعلب
المربى--
المربيات البغدادية انواع اشهرها مربى التفاح والخوخ والعنجاص وعيرها وساذكر هنا مربى التفاح حيث بساتين بغداد تجود بانواع فاخرة من التفاح الابيض (لاحظ نداءات الباعة لتقف عما يقوله البقال البغدادي عنه)يجمع رب العائلة التفاح (الصمل غير المضروب)وهو النوع الصالح لعمل المربى . وبعد تقشيره تقشيرا خيدا يوضع في اناء يحتوي على مزيج (الماء والنورة)وبعد فترة قصيرة يغسل التفاح غسلا جيدا ويجفف واحدة فواحدة ثم يوضع في قدر الشيرة (السكر والماء مع الهيل المسحون) وهو على النار وبعد ان تغلي الشيرة وبداخلها التفاح يبعد النار عن المربى ويبرد ويعبأ بالبساتيك ويوضع في السطح العالي فترة حتى يتبخر الماء الزائد بتعرضه للشمس ثم تبنى افواه البساتيك بالجص وتحفظ الى موسم الشتاء
الدبس--
في العراق (454 نوعا من انواع التمور ) ارخصها التمر الزهدي الذي يستعمل لعمل الدبس والخل كما يعطي كعلف للحيوانات
يغسل التمر غسلا جيدا ثم يوضع في قدر كبير مع كمية مناسبة لكميةالتمر من الماء ويوضع على النار حتى يصل درجة الغليان .ثم يفرغ (بكوشر )كبير يوضع على اناء مناسب حجما ثم تطوى حافتا الكوشر واحدة فوق الاخرى ويطرح عليهما ثقل مناسب لكي يشرع بالترشيح ثم ينقل السائل المرشح الى السطح العالي ليوزع على الاواني والصواني حتى يتبخر الماء الزائد نتيجة تعرضه للشمس على ان نغطى نلك الانية بقماش خفيف ابعادا للحشرات والذباب وبعد ان يصل ذلك السائل الى الكثافة المطلوبة يعبأ بالبساتيك ويحفظ حتى موسم الشتاء
عمل الخل--
تكون عملية الخل متممة لعمل الدبس حيث يخض (يغسل)ماتبقى من الكوشر عند استماله في عمل الدبس ويحفظ الماء المرشح في بساتيك لمدة (40)يوما فيصبح ذلك السائل خلا يستعمل عند جبس الطرشي اما ما تبقى في الكوشر من (نوه وبثل )فيجفف تحت الشمس ويستعمل وقودا
مربى النكوع--
النكوع (النقوع)هو المشمش المجفف يغلى مع الدبس ثم يبرد وهذه من اسهل واسرع انواع عمل المربى
عمل ماء الورد او ماء القداح--
يشتري معظم البغداديين في الربيع كمية من (ورد الجوري)لعمل ماء الورد وكمية من القداح (زهر الرارنج)لعمل ماء القداح , يوضع الورد او القداح في قدر خاص ويغطى بغطاء محكم السد ويضاف الى حافة القدر زيادة في احكام الغلق مادة العجين او الطين الحري لمنع تسرب البخار ,يوصل هذا القدر باناء خزفي كبير موضوع في حوض ماء بواسطة قصبة طويلة مجوفة صالحة لعملية التقطير ,توقد نار حامية تحت القدر الكبير حتى يصل الماء المنقوع فية الورد او القداح الى درجة الغليان فيخرج البخار بواسطة القصبة الى الاناء الخزفي المغطى حفظا للسائل المقطر من التلوث .ثم يحفظ الماء المقطر سواء كان ماء الورد او ماء القداح في قناني محكمة السد الى وقت الحاجة
عصير الرارنج--
لاتخلو دار بغدادية من عصير الرارنج اذ تعصر كل عائلة كمية من الرارنج او النومي الحامض وتحتفظ به في قناني زجاجية حتى موسم الصيف والملاحظ هنا سرد كل هذه الاعمال ان المرأة البغدادية والعراقية ليس لها غير مملكتها الصغيرة (البيت)واهلها واقاربها وبنات الطرف فهي تعرف اعمالها اليومية والاسبوعية والموسمية وتستعد لها استعدادا تاما .

محمد العمر
09/12/2009, 12h24
بغداديــــــــات
السمك المسكَوف


http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=174841&stc=1&d=1260365035



في العراق خيرات كثيرة بأنواع مختلفة ,منها اسماك النهرين الخالدين دجلة والفرات كالبز والكطان والبني والشبوط ويتفنن العراقيون بطبخها فهناك السمك المقلي او المطبك على التمن مركة الكاري مشوي بالتنور واخيرا مشوي بالفرن وغيرها اما سكف السمك فقد اختصت به بغداد اختصاص الموصل بعمل كبة البرغل وتسمى كبة موصل والنجف وكربلاء بطبخ الفسنجون والعمارة بطبخ السمك المطبك وغيرها من اكلات الالوية الخاصة التي اخشى بتعدادها ان ابتعد عن السمك المسكوف
احسن انواع السمك المسكوف هو (الشبوط الطيب)الحي الذي يخرجه السماك من الماء يلبط حيث يربطه بحبل ويعلقه في البلم .وبعد ان يقطع السعر بين المشتري والبائع يشرع السماك بذبح السمكة ثم يشقها من ظهرها وبعد غسلها وتمليحها يعلقها من الظهر بعودين غليظين نسبيا من اعواد حطب الطرفه وهذا هو الحطب المستعمل في ايقاد النار عند سكف السمك.ثم بيدأ بتكسير اعواد الحطب وتكديس كمية منها امام السمكة المعلقة ملاحظا في ذلك اتجاه الهواء حيث يضع السمكة بعكس اتجاهه حتى يسوق الهواء لهب النار نحو السمكة ....والسماك يراقب النار ويمدها بالحطب بين الحين اخر حتى يتم الشواء ثم تقطع النار ويرفع السماك السمكة من على المساند ويضعها على ظهرها الجمر ليكمل شواؤها بشكل يثير الشهية والاغراء
بعد رفع السمكة من على النار توضع في اناء خاص من التنك ويرش عليها بعض التوابل وتسمى بهارات وهي مجموعة من العطاريات (كركم وفلفل اسود وفلفل احمر وكبابة وقرنفل) تثرم فوقها الطماطة وتؤكل مع الخبز والعنبه الهندية
انها اكلة لذيذة يفتخر البغداديون بتقديمها الى الضيوفهم لاسيما الاجانب الذين يذكرونها في مجالسهم .ويكثر اكل السمك المسكوف صيفا حيث يخرج البغادة الى الجزرات وشواطئ نهر دجلة للتمتع بالمناظر الجميلة لاسيما في (الكمرية)اى في الليالي المقمرو الصاخبة بنقرات الدنابك وغناء البوذية والمربعات البغدادية الحلوة
واتخذ السماكة من شارع ابي نؤاس اليوم مركزا لبيع وسكف السمك فضلا عن العلاوي الخاصة والمنتشرة في عدة محلات من بغداد كالشواكة وسوق حنون.

محمد العمر
09/12/2009, 12h26
بغداديـــــــات
اكلات بغدادية


من النادر ان تخلو صينية بغدادية في اوقات الغداء في موسم الشتاء من وجود نوع من الشوربة كشوربة عدس مع الرشدة التي استعاضوا عنها بالشعرية مؤخرا -شوربة الهرطمان -شوربة الماش المصفى وتسمى شوربة امصفاية حيث يوضع عليها البصل المثروم المقلي او شوربة الجشج (والجشج هو عجين طحين الحنطة واللبن وبعد ان يخمر جيدا يعمل كأقراص تحفظ حتى موسم الشتاء)او شوربة حامض شلغم التي تحتوي على السلك والشلغم مع التمن وغيره يقابلها اليوم شوربة المخضرات ومنهم من يضع في داخلها كبة تمن فتسمى عندئذ (كبة حامض )

الباقلا المنقوعة--
كلما يزيد الخبز (جوه النجانه)حيث يحفظ الخبز فوق طبك (اى طبق مصنوع من سيقان الحلفة محاكا بالخوص او الحلفة المصبوغة مدور الشكل وتشتهر في صنعه مدينة كربلاء ويغطى باناء نصف دائري تقريبا من الصفر المبيض يسمى انجانه وهناك مثل بغدادي ضربه البغادة في الامن والاطمئنان بقولهم :خبزته جوه النجانه)اى كلما يفيض الخبز عن حاجة العائلة (نقعت)ام البيت كمية من الباقلاء اليابسة وحضرت منها طبقا شهيا لغذاء او فطور اليوم التالي
وطريقة تنقيع الباقلاء تتحقق بأن يسكب على الخبز بعد تنقيعه بماء سلق الباقلاء وبنفس القدر طبعا واخراجه بواسطة الجفجير (اداة تفريغ الطعام وهو كف مدور ومثقب وله ذراع معمول من الصفر المبيض )دهن الحر (الدهن الحيواني) بعد ان (ضرب داغ)اى احترق تماما ثم يرش على جميع قطع الخبز من وجهيها البطنج الناعم ثم يسكب عليه ايضا قليل من الخل او عصير الرارنج .ويؤكل مع الباقلاء المنقوعة البصل ولاسيما الاخضر مع طرشي شلغم
وهناك نساء يقمن بتنقيع الباقلاء صباحا حيث تجلس (ام الباجلة)في راس الدربونة او راس العكد فيتوافد عليها ابناء المحلة وبيد كل منهم ماعون والخبز المراد تنقيعه مقابل ثمن وبعد عودتهم به الى بيوتهم يضاف الية الدهن وغيره مما ذكر اعلاه
مرقة الحامض حلو--
وتسمى ايضا مرقة قيسي وهي حلوة المذاق تحتوي على اللوز والكشمش والترشانه ومنهم من يسميها (طرشانه)مع قليل من السكر والدهن واللحم وهي من الاكلات الشتوية
اليخني--
نوع من المرق قوامه البصل والعدس او الحمص مع اللحم .وقال البغداديون (اعتك من اليخني) للدلالة على الايغال في القدم
الشجر الاحمر--
ويسمى شجر اسكله وواحدته اكبر من الركية حجما ويباع (نصف او ربع شجرة) ومرقته تكون حلوة المذاق حيث يضاف اليها كمية من السكر عند الطبخ
زرده وحليب--
الزرده --تمن مع دبس ,والحليب--تمن مع الحليب والهيل المسحوق وتطبخ على الاغلب في شهر رمضان
المحلبي--
حليب ونشاء والسكر مع الهيل المسحوق ويعتبر نوع من الحلويات
التشريباية--
وهو الخبز البايت (خبز اليوم الماضي) المقلي بالدهن مع البصل المثروم مضافا اليه البطنج وحب الرمان المجفف او تمر هند مع قليل من الماء
مريس --
عبارة عن خبز حار اخرج من التنور توا ,يوضع في اناء ويضاف عليه الدهن والسكر ويدعك باليدين دعكا جيدا حتى يتداخل السمن والسكر مع فتات رغيف الخبز ويؤكل حارا
بقلاوة الفُكَر(الفقر) --
ولاادري اماذا سميت بهذا الاسم وهي اكلة بغدادية شعبية لاتقتصر على فقير او غني وقوامها ثريد الخبز المقلي بالدهن وعليه قليل من الدبس وسميت في ص 119 من معجم اللغة العامية البغدادية للشيخ جلال الحنفي (عرب بقلاوه سي) واللفظ من اللغة التركية ومعناها (بقلاوة العرب)
مع بغدادي في وجبة غذاء --
غالبا ما يتناول اهل بغداد طعام الغذاء سوية حيث تجتمع العائلة حول الصينية الصفر المبيضة واذا كثر عدد الاسرة (نصبت الصينية الديوانية وهي اكبر الصواني حيث يبلغ قطرها حوالي 10 اقدام وتستعمل للضيوف وسميت بالديوانية نسبة لاسم غرفة الضيوف)ويجلس حولها افراد العائلة منهم من يجلس على تختة وهي مقعد صغير من الخشب ومنهم من يجلس على (المندر او المندل )وهو قطعة قماش مربعة الشكل محشوة بالصوف او القطن او الكرد. ومنهم من يستعمل التختة والمندر معا .تصب ام البيت الطعام بالاواني ويتعاون اصغرهم على نقلها من المطبخ الى الصينية .ومتى ما شرعوا بالاكل قالوا (بسم الله الحمن الرحيم)فاذا نهض رب العائلة نهضت معه زوجته لسكب الماء على يديه من الابريق الخاص للتغسيل كما يحفظ ماء الغسيل باللكن فيكون عندئذ احد افراد الاسرة ممسكا بالبشكير (الخاولي او منشفة اليد) لتقديمها الى رب الاسرة كي يجفف يديه
المصلخ --
وتطور بعدئذ اسلوب التغسيل من (اللكن والابريك) الى المصلخ وهو اناء كبير جميل الصنع يصنع من الصفر المبيض موضوعا فوق كرسي خاص وفبه حنفية تستعمل لاخذ الماء ويحفظ الماء بعد التغسيل في طشت خاص ثم يسكب في البالوعة
وبعد تناول الغذاء يخرج رب العائلة الى المقهى يدخن (راس نركيلة)ويدردش مع اصدقائه ثم يعود مع اذان المغرب حاملا بيده باقات الفجل او زمبيل الفاكهة وهو مفعم بالفخر وقد يستعين بأحد الحمالين لقاء أجر اذا كانت الحمولة كثيرة او متعدد الزنابيل .والزنبيل هو سلة صغيرة محاكة من خوص سعف النخل وغالبا مايكون لها عروتان معمولتان من ليف النخل ايضا ويشتهر في صناعة الزنابيل بعقوبة وكربلاء والبصرة ومحلة الكريعات في بغداد
وبعد تناول طعام العشاء يطيب لبعض البغادة ان يعود الى المقهى لتدخين (راس النركيلة) حتى اذا ادى صلاة العشاء في الجامع رجع الى داره.وقد يبقى في الدار حيث تعمر له ام الولد راس النركيلة ويقضي صلاة العشاء ,وكلهم ينامون مبكرين لينهضوا مبكرين ,كما يقول المثل اللبناني (نام بكير واصح بكير وشوف الصحة شو بتصير )ومعناه واضح.
النركيلة--
وتسمى في الشام (اركيله)وفي مصر (شيشه)(ولفظة نركيلة من النارجيل اذ كان وعاء التدخين يتخذ من قشرة ثمرته الامثال البغدادية للحنفي 1:85)وهي عبارة عن وعاء زجاجي شفاف يشبه التنكه الى حد كبير يوضع فيها الماء الى منتصفها متبت في فوهتها قطعة خشبية مجروخة تسمى بكار يثبت في جهة منها انبوب مزركش يسمى القمجي في نهايته قطعة خضراء تسمى الفم وبعض المدخنين يحمل في جيبه فما من الفضة وهو خاص به يدخله في فم القمجي النحاسي ولا يدخل في فمه عند التدخين الا الفم الفضي زيادة بالنظافة .وعلى رأس البكار يوضع الرأس او المجمر الذي يوضع علية التتن ,وهو مصنوع من الفخار ويثبت حول التتن واقية من التنك تسمى (السكوف)يحمل كل مدخن نركيلة في (عبه)كيسا خاصا اعد لخفظ التتن وعند دخولة المقهى يقترب منه (الساقي) الذي يوزع الشاي على جلساء المقهى فينادي على الشخص المتخصص بالنواركيل (جمع نركيله)باعلى صوته (تعال اخذ التتن) ثم يعطي مدخن النركيله الكمية الكافية من التتن الى العامل الذي يهيئ له راس النركيلة
وهناك نوعان من تتن النركيلة:الهندي والشيرازي وقد يخلط النوعان بنسبة معلومة ويسمى عندئذ ترس الصدر .يباع التتن في دكاكين خاصة وبائعه يسمى (توتونجي)وقد نصبت في صدر دكانه خشبة سميكة من خشب التوث يثرم عليها التبوغ بسكين حادة تستعمل بكلتا اليدين وتسمى المثرمه يقطع بها تتن النركيله بعد ترطيبه بالماء الى قطع صغيرة
والتوتونجي هو بائع السكاير المزبنه التى تسمى (جكاير عرب) وكذلك انواع التبوغ واوراق السكاير ودفاتر اللف و(السويكه)التي توضع بين الشفة السفلى واللثة .والبرنوطي (الذي يعني بالتركيه حشيشة الانف )وهو مادة مكيفة تصنع من مسحوق التتن بعد تخميره بالنورة وتعطيره بعطور خاصة ولهواة البرنوطي علب خاصة محلاة بالصدف والفضة وللبرنوطي انواع منها الفرنساوي والكوزي والبشاور ومنهم من يضع في علبة البرنوطي ورد الراسقي او القداح زيادة في التعطير .راجع عنه:معجم اللغة العامية للشيخ جلال الحنفي 2:72 ومن التوتونجية المعروفين احمد كنجي في الميدان وحميد التوتونجي في محلة الفضل
وعلى ذكر النركيلة لابد من وصف الجوزه وهي النركيلة التي تستعملها النساء في البيوت وهذه عبارة عن قشرة كاملة لجوزة هند كبيرة اخرجت ثمرتها مطلية باللون الاسود مثبت عليها قصبتان الاولى مائلةوتستعمل للتدخين والثانية مستقيمة يرقد فوق نهايتها المجمر مع السكوف بعد وضع التتن والجمر كما مر في موضوع النركيلة
ولبعض اصحاب المصالح من مدمني تدخين النركيلة طريقة خاصة (توريث الفحم)وذلك بوضع قطع الفحم في سلة سلكية صغيرة لها ذراع سلكي ايضا مع جمرة صغيرة ثم يشرع بتدوير تلك السلة حول رأسه عدة دورات الى ان يصبح الفحم جمرا يصلح للاستخدام في تعمير رأس النركيلة.

محمد العمر
09/12/2009, 12h51
بغداديـــــــات
الباعة المتجولون
الدوارين



يطلق البغداديون اسم الدوار على البائع او المشتري المتجول وهو ينادي بأعلى صوته وبانغام خاصة معلنا عما يبيع او يشتري من بضاعة ومنهم



بياع الحطب--



نظرا لاستعمال الحطب كمادة رئيسية في الطبخ فقد كثر بائعو الحطب في الطرق والعكود(جمع عكد)وبائع الحطب حين يحمل على ظهره



مجموعة من الاخشاب ينادي:حطب الجزل حطب -يارماجه قاو-حطب طرفه حطب وقد اتخذ هؤلاء الباعة لهم مخازن كثيرة لبيع جميع انواع الاخشاب وتسمى سكلات (جمع سكله) ومن امثالهم (رجال اليعبي بالسكله ركي)وتكثر السكلات في محلة السور وفي شارع الشيخ معروف بالكرخ



كسار خشب --



قسم كبير من البغداديين يجلبون كل مادة يحتاجها البيت حتى انهم يشترون (برشقه) خشب من البساتين (والبرشقه عربة يجرها حصانان بدنها من الخشب ودواليبها من الحديد او الحديد والخشب مصنوعة محليا وتستعمل للنقل محدثة صوتا مزعجا عند سيرها)وتلك الاخشاب عبارة عن جذوع النخل او سيقان التوت وبقية انواع الاشجار ومن هنا لابد من تكسيرها لتكون سهلة النقل سريعة الجفاف تمهيدا لاستخدامها في المواقد عند الطبخ.
ولكسار الخشب المتجول رزق وفير .وعدته المستعملة في تكسير تتألف من المسامير الحديدية الكبيرة مع جاكوج (مطرقة)حديدي وطبر ومعظم الكسارين من اخواننا الاكراد وهم ينادون اثناء تجوالهم معلنين عن قدومهم بصوت عالى -كسار خشب كسار



مبيض القدور--



جميع الادوات المستعملة في البيوت البغدادية بل العراقية كلها كانت مصنوعة من الصفر (النحاس) وهي تباع حتى يومنا هذا في سوق الصفارين الذي لايزال قائما يصنع فيه الصفارون جميع الادوات بأيديهم ولذلك اصبحت دكاكينهم (معامل ومعارض)في ان واحد وان المتجول في اسواق الصفارين لايسمع الااصوات الطرق التي تصم الاذان .وضرب البغداديون فيه مثلا حين قالوا(ضرطه وتايهه بسوك الصفافير )والنحاس لايصلح للاستعمال بدون طلاء نتيجة لتراكم الصدأ علية بسرعة (وهذا الصدأ او كما يسميه البغادة الزنجار يؤدي الى تسمم الاطعمة )وعملية طلاء الادوات النحاسية تسمى (بياض)وهناك محلات خاصة للقيام بهذة العملية التي تعتمد على استعمال القلاي (يلفظ اللام مفخما)والنشادر ويدور المبتض يوميا في الطرقات وهو ينادي (مبيض اجدور مبيض)ويأخذ الادوات من ام البيت التي تثق فية كل الثقة وبعد ان يعيدها مطلية نظيفة يستلم منها اجوره



بائع النفط (ابو النفط ) --



قبل شيوع الكهرباء كانت انارة البيوت بواسطة الفوانيس او اللمبات او الاويزات او اللالات او نفطيات وكلها تستمد نورها من النفط ,ونظرا لحاجة جميع البيوت الى هذه المادة السائلة يوميا كثر باعة النفط المتجولون .ويدفع البائع امامه عربة خشبية فيها عدد من صفائح النفط مناديا باعلى صوته (نفط ابيض نفط), وكانت لديه ماكنة من التنك (ماصة كابسة )يدخلها في داخل تنكة النفط وتكون (اليده والبلبوله او المزمبله)خارج النتكه,وهو يحرك اليده الى الاعلى والاسفل محدثا صريرا مزعجا يتدفق معه النفط من البلبوله (الحنفية) الى البطل (القنينة)والبطل هو الوحدة القياسية المستعملة في بيع النفط



ابو ايســــــكي (ابو بيع) --



يهودي عراقي متجول يحمل كيسا على ظهره يقوم بشراء الملابس القديمة من البيوت بثمن بخس بعد ان ينادي بلهجة يهودية --العندو عتيق للبيع



الدلالــــة --



امرأة يهودية عراقية تحمل معها بقجه فيها اطوال من الاقمشة (جمع طول) تدخل البيوت لتبيع للنساء ما يحتجن اليه من اقمشة او مصوغات او جواتي او بويمات او جواريب وغيرها اذ قلما تخرج البغدادية الى السوق .....ومن هنا كان ربح الدلالات وفيرا ومنهن (ريمه او يوسف )التي شاهدناها تدور في محلات بغداد كالمهدية وست نفيسة والفضل وحمام المالح والسيد عبدالله والقراغول



ابــو الملــح --



اذاسمع المرء اولاد المحلة يصيحون (ابو حلك الجايف مو جايف)فمعنى ذلك بائع الملح (البدوي)قد وصل المحلة اذ كان البدو يبيعون الملح متجولين في الازقة وهم يقودون الجمال وعلى ظهورها اكياس الملح منادين على بضاعتهم (ملح --ملح)ويأنس الاطفال عند مشاهدة البعير ويسمونه كما اسلفنا ابو حلك الجايف



خياط فرفوري -فخفوري --



من مظاهر الاعتزاز بالشئ والاقتصاد بالنفقات البيتية احتفاظ البغادة بقطع المواعين الخزفية المكسورة لحين مرور خياط فرفوري



وحين تسمع ام البيت نداءه (خياط فرفوري)تخرج له ما عندها من مواعين وكاسات مكسورة وبعد ان يتفقا على سعر التصليح يجلس في باب الدار ليصلح الادوات الخزفية ويعيدها صالحة للاستعمال لقاء اجر ضئيل



جراخ ســجاجين--



http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=174850&stc=1&d=1260366650






المألوف في بغداد ان كل جراخ ازبكي الجنسية(وكان للازبك مقر تقليدي في جامع الازبك الكائن في باب المعظم بين قاعة الشعب ووزارة الدفاع اليوم)



يحمل جراخ السكاكين على ظهره دولابا من الخشب ركب عليه قرص من حجر المسن (وهو مصنوع من مادة كيمياوية تسمى الكوربراندم)يدور بواسطة قايش من الجلد خلال حركة الدولاب الكبير الخشبي عندما يضغط الجراخ عندما يضغط الجراخ على خشبة صغيرة بأحدى قدميه يضع السكين على القرص الحجري من الجهة القاطعة فيتطاير الشرر نتيجة احتكاك السكين بالقرص الحجري الدوار وبذلك تصبح السكين بتارة,وينادي الجراخ حين يعلن قدومه بصوت عال --جراخ سجاجين جراخ



النزاح-الجشمه جي --



شخص مختص بتنظيف المراحيض والبلاليع (جمع بالوعه او بلوعه)وهي حفر تتجمع فيها المياة القذرة.



والنزاح رجل تلكيفي (نسبة الى قرية تلكيف الواقعة في شمال مدينة الموصل)ويسميه اهل بغداد (تركيفي)يدور في الطرقات حاملا بيده جريدة (وهي سعفة نخل جرد عنها الخوص)يقيس بها عمق الحفرة المراد تنظيفها



واذا اراد البغادة ان يذموا شخصا غير مرغوب فيه قالوا (مثل عودة الجشمه جي منين ماتلزمها تتلوخ),وليس لهذا الرجل نداء سوى (نزاح -نزاح) وهو بعد ان يتعامل مع اهل البيت (يقطع السعر)يذهب في طلب جماعته الذين ينتظرونه في محل يتفقون عليه وحين يجتمعون يتعاونون على فتح منفذ المراحيض ويكون غالبا في خارج الدار ويبدأ احدهم بأ نزال دلو الى قرارة المخزن وعند امتلائه يفرغ ما فيه في صلخ (اى ظرف) وهو جلد الخروف بعد نزع الصوف منه وحين تتكاثر الصلوخ الملأى ترسل على ظهور الحمير الى المحل المعد للتفريغ وغالبا يتفق اصحاب البساتين مع النزازيح طالبين منهم تفريغ ظروفهم في سواقي بساتينهم في موسم تسميد الاشجار.



ولاهل بغداد مثل يتعلق بالظروف (فقد استعملوا جلود الاغنام لحفظ الدهن واطلقوا عليها اسم _عكه_ ومنهم من يحفظ فيها العسل)فقالوا(الظرف بنضح ما فيه ومعناه (وكل اناء بالذي فيه ينضح)-وبعد سحب جميع المياه القذرة ينزل احدهم الى تلك الحفرة (وتسمى تنورة)عارياتماما بعد ان ينثر على جسمه الرماد ثم تدلى له سلة صغيرة في داخلها قليل من رماد بعرور الغنم المتخلف بعد (شجر التنور) وهناك في القعر يجمع بيديه رواسب الاوساخ كتلا ككتل الطين وهي ماتعرف في بغداد باسم (سيان) ثم يضعها في تلك السلة التي تسحب بواسطة حبل الى الاعلى وتفرغ بالسابل (وهو محفظة كبيرة تحاك من خوص السعف)ويوضع على ظهر الزمال ليحمله الى حيث يفرغ في المحل المعد لتفريغ الاوساخ



وبعد ذلك يخرج من نزل الى التنورة ويفرك قذارة جسمه بالرماد ثم يرتدي ملابسه وفي موسم الصيف يغتسل في الشط مجانا اما في موسم الشتاء فموضوع اغتساله يوميا مسألة فيها نظر....ومع الايام استعمل النزاحون بأمر من الحكومة الاحواض المغطاة بدلا من الصلوخ ثم طورا شغلتهم بحيث اصبحوا يستعملون الان السيارات (الماصة الكابسة)لسحب القاذورات مستغنين بها عن (الدلو)وغيره من الالات البدائية وقد شرعت الحكومة في الوقت الحاضر بمد مجاري المياه القذرة تحت الارض وعند الانتهاء منها ستزول حتى سيارات التنظيف



ابو الفرارات --



بائع تتكئ على كتفيه عصا طويلة ربط في نهايتها كمية من اعواد الحلفه وركز بها مجموعة من الفرارات الورقية المصنوعة من ورق(الابرو)الملون والمثبتة على عويد رفيع من جريد النخل وبيده الوغواغه يحركها دائريا لتحدث صوتا غليظا خلال ندائه على بضاعته بقوله



شندل مندل فرارات****شغل الحجي فرارات



بائع بيض اللكلك --



يحمل بضاعته في سلة مخروطية ..وبيض اللقلق عبارة عن قطع صغيرة من حلوى ملونة الشكل مصنوعة من روح الشكر (السكرين)بطريقة خاصة تجعلها سريعة الذوبان في الفم ..وهو ينادي على هذه الحلوى بنغم لطيف بصوت عال:



اللكلك عله وطار****وكر ابيت المختار



شاف الحلوه تتبختر ****والشعر اصفر منتور



فترى الاطفال خلفه يركضون وبيد كل منهم كمية من ذلك المأكول



ام الكيمر-بائعة القشطة --



تدور في المحلات في الصباح الباكر حاملة على راسها ماعون الكيمر وهو مغطى بقطعة قماش حال لونه من كثرة ماتراكم عليه من غبار



وتبيع هذة المرأة بضاعتها بالميزان وعيارها ربع اسطنبول واجزاؤه مستعملة ابرة الخياطة في تقطيع القيمر وقد اعتادت ان تمنح المشتري قليلا من الحليب تضعه فوق القيمر , وهي تنادي معلنة عن قدومها بقولها (كيمر يو.....كيمر يو)



بائع الثلج --



كان الثلج يباع في بغداد بالميزان وكان باعته يحفظونه في داخل التبن (علف الحيوانات)خشية ذوبانه ثم اصبح يباع بالقلب واقسامه (ربع قالب -ونصف قالب )بعد ان نصبت في كل محلة منضدة صغيرة يضع عليها قالب ثلج وبيده منشار يقسمه به تمهيدا لبيعه على المشترين وهو ينادي(وغره الدنيه ياثلج....برد كلبك بالثلج)



ابو الدوندرمــــة --



كان هذا البائع تحمل قوطية الدوندرمه وسطلة الاواني والقواشيغ على رمح طرفه الامامي فوق كتفه والطرف الاخر فوق كتف صانعه



وبمرور السنين استخدم هذا البائع في ترويح ما يبيعه عربة خشبية ذات ثلاثة دواليب حديدية يدفعها امامه وقد وضع فيها علبيتين من علب الدوندرمة داخل براميل ومحاطة بقطع من الثلج فوقها كمية من ملح الطعام مغطاةبكونية حتى لايموع (يذوب) الثلج .وغالبا تشتمل احدى العلب على حليب والكثيره والسكر والعلبة الثانية ازبري او برتقال .اما نداء البائع فهو :قيماغلي دوندرمه--ازبري بو..ز



واخيرا تطور بيع الدوندرمة فاصبحت تباع في الصالونات والمحلات المنظمة المريحة



ابو النامليــت --



النامليت نوع من المرطبات السائلة التي تحفظ بقناني تسد بواسطة دعبله (وهي كرة زجاجية صغيرة) وللنامليت الوان مختلفة منها الاحمر والاخضر والبرتقالي ...يضع البائع عددا من تلك القناني في حوض مصنوع من الجينكو وعليها قطع من الثلج يغطيها بكونيه ويحمل ذلك الحوض في خشبية يدفعها امامه كبائع الدوندرمة وهو ينادي (نامليت بارد ....ايخلي العجوز اتطارد)واخيرا اختفى النامليت امام المرطبات الحديثة الوافدة



ام الشـــــامية --



امراة غالبا تكون عجوزا تحمل الاذرة المقلاة بزنبيل كبير ابو العروتين متخذة من قشرة نصف جوزة هند جيله لها وهي تنادي عند مرورها في الطرق (شاميه اذرة الشام ) وكانت الشامية تباع حارة في بيوت اليهود المتناثرة في سوق حنون



بائــــع الطرشي --



رجل يحمل على رأسه انجانه طين مطلية بالقاشان الاخضر فيها طرشي شلغم ذو اللون الاحمر الشهي وهو مغطى بقطعة قماش .ويباع الطرشي بكاسات صغيرة من نوع النجانة بعد تقطيعه بسكين صغيرة يحملها البائع معه.وهو ينادي (طرشي شلغم --خيار حامض --للدوخه دوه حامض).



ابيض وبيض --



بائع متجول يدفع امامه عربانة خشبية لبيع لفات البيض وكل لفة تحتوي على بيضة مسلوقة واحدة يقطعها في وسط رغيف من الخبز وعلى قليل من الخضرة (كراث--رشاد) ثم يلف رغيف الخبز على محتواه بشكل اسطواني ....ويباح للمشتري ان يأكل مايشاء من انواع الطرشي المعروضة امامه في صدر العربة بأواني او انجانات طين مطلية بالقاشان الاخضر



ابو اللبلبي --



واللبلبي حمص مسلوق يورثه الكركم لونا اصفر ومن نداءات بائعه: (مالح وطيب لبلبي) او :



يالبلبي يالبلوب****ابعانه ترس الجيبوب



ويباع اللبلبي للاطفال ب(جيله)خاصه ويضعه المشتري في جيب دشداشته او يقدمه له البائع في كاسة صغيرة ليأكله وهو واقف بالقرب منه حتى يعيد الكاسة اليه



وهناك بائع اخر يحمل على رأسه برميل عمبه صغير وبيده علاقة تحتوي على صمون وطماطة وهو ينادي (صمون وعمبه) وهذا الرجل يبيع الصمونه بعد فتحها من احدى جهتيها بالسكين ثم يثرم قليلا من الطماطة في داخلها ويضع بعد ذلك قطعا صغيرة من لب العمبة الهندية وقليلا من مائها الذي يسمى (طلخ)اذا كان ثخينا



بائع الكبــر --



والكبر نوع من الزرع يعتبر من فصيلة المخللات وبائعه يحمل على رأسه اناء فيه كمية منه وهو ينادي بنغم لطيف وصوت عال:



اكلك منافع ياكبر--كلك منافع ياكبر--يكتل الدود--ايمتن الزنود --ايحمر الخدود ويكبر النهود ياكبـــر --وبعده ازغير ماكبر
بائع الخضروات --
يحمل على راسه سلة كبيرة تحتوي على انواع الخضرة الطرية وهو ينادي:
كراث--ورشاد--تازه الكرفس
ولباعة الفواكه والمخضرات في بغداد تسميات خاصة وتشبيهات لطيفة ونداءات يطلقونها بانغام بديعة وهذا بعض مما جمعته
للتفاح الابيض:ابيض ياعجمي --مقصور ياعجمي --هب الهوه ورماك --لوم الهه ماجان جبناك --الصاغ نكد --والنكد عدم -- ابيض ياعجمي
وللخوخ: امحنه ياخوخ --مسكي ياخوخ -- لسمرجتلنه او بيك امتحنه--وعفنه اهلنه--امحنه ياخوخ
وللخيار:اشماطه ياخيار --نبع ياخيار --خيار الشواطي نبع --بعده بالورده نبع
وللتين: وزيري ياتين --لاوي ياتين
وللتكي:عنب بارد
وللتكي الاحمر:تكي الشام ياشربت
وللمشمش :حموي--حموي
وللرمان:رمان مندلي ياحلو
وللعنجاص: حاج احمد العنجاص
وللرقي: احمر وحلو-شرط السجين
ومنهم من ينادي : مذبح غزال وطعمك نبات -جارك ابقمري ياركي
وللعنب الاسود : اسود ليل وحبك هيل او من اتبات اصيح الويل ياعنب
وللخس: لهانه ياخس -ابو الطوبه ياخس
وللفجل :جاووش العشه يافجل
وللتمر الزهدي :بيض الحمام يابيدرايه
وللجوز :كاغداني ياجوز هو رماني ياجوز
وهناك نداءات خاصة لبائعي مأكولات الاطفال منها: عمبر ورد ياورد-لذه ولذيذه---جقجه قدر يامعجون ---مال الجبل يازعرور---كساح الخير يازعرور............وغيرها من نداءات الباعة المختلفة الخاصة ببعض الفاكهة غير الناضجة والحلويات وسواها.

محمد العمر
09/12/2009, 12h53
بغداديـــــــات
الحزورة

الحزورة في معناها البغدادي -اللغز-وهي مادة اللهو في السمر والتعلولة اذ يستهلك الوقت بها وبطائفة من السواليف والحكايات والاحاديث الممتعة. وتمتاز الحزورات الشعبية بالبساطة والعمق لانها مستنبطة من الحياة التي يعيشها واضع اللغز , كما تمتاز بطغيان السجع على تركيبتها , واذا اهتدى المرء الى حل اللغز عجب كل العجب من براعة واضع اللغز نفسه وتوفيقه في اختيار الكلمة التي تفتح مغالق الحزورة والى القارئ هذة المجموعة من الحزورات البغدادية المتداولة مع حلولها

*كبة أمي أمزوكهْ واموكهْ أو بيها الدفوف امعْلكة.......الجواب التنور
*ابيض بياضاني بسوكْ لاكاني آني تفاح العجم حطوني بالصواني آني اي آني لع آني أمبيض الخلع كلمن اجه حل جيسهْواشتراني...الجواب الصابون

*هَل طولاتهْ وهل ترللي(مع الاشاره الى شئ صغير واخر طويل يقوم بها السائل).....الجواب ابرة وخيط
*هوّ ابكد الفندكه أو أله ميت عين امبحلقه.....الجواب كشتبان
* صندوك جانه من الشام اتلكتـــه ساده وعلام......الجواب شهر رمضان
*طلع من الكبر وكصابيه خُضُر.....الجواب بصل اخضر
*يطلع من بطن امه ويحك ظهر ابوه .....الجواب الشخاطه
*ياكُل مينكال.......الجواب النار
*بطنه بيضه وظهره اسود ..........الجواب القدر(الطنجرة)
*هُو مالك والناس تستعملهْ أكثر منك ........الجواب الاسم
*وين متْروح هُو وراك...........الجواب الظل
*صْفط أبطن صُفط ليلوُ ومْصفّطْ..........الجواب الرمان
*اسود اسود مثل الجير يكمز كمزات الخنزير..............الجواب برغوث
*جاي من البصره خفيف ابيض وعُراه من ليف............الجواب زنبيل
*طير طار شك ابحار لاله ريش ولامنكار ............الجواب دخان
*اذا اكلت نُصهْ اتموت واذا أكلتهْ كُلّه متموت...........الجواب سمسم
*صندوك سيدي صمدي منقوش نقش العمدِ كلما لزمته بيدي تفتت كبدي ............الجواب القرآن الكريم
*طبر طقش طبر طقش بلا حنه ولانقش اجه حسهُمن بعيد جنه جناجل العيد ............الجواب الهاون
*بنت الملك لابسه ألف تنوره...........الجواب اللهانه
*بيضه بُضبُضه تلمع لميع الفُضه لاصاغها صايغ ولالبستها حُره...........الجواب القمر
*طاسه ابطن طاسه بالبحر غطاسه .........الجواب الشمس
*سفينة عمي عباس امحمله كلها اجراص ......الجواب الدف
*كبتنا حناحين بيهه مطر بيهه طين بيهه اثنعش شنداخه كل شنداخه بتلاثين .............الجواب السنه
*جانه خُطار من ديرة مابيها أغبار كاعد على سكمليين ما ناجرهن نجار وشرب من حوضين مامحميات بنار........الجواب المولود حديثا
*أذبه من المنارة للكاع مينكسر أذبه بالمي ينكسر ........الجواب الكاغد اى الورقه
*اثنين واتلاثين عروسه بيضه وابنصهن عريس احمر...............الجواب الاسنان واللسان
*عشره وعشرتين وبكدها مرتين أو خمسة واتلاثه وثنين ............الجواب مئه
*هِرف هرف للشط أووكف ............الجواب الحذاء
*حازك لازك أبكل شئ لازك..........الجواب الاسم
*راسه جرص ذيله مكص ظهره فحم بطنه شحم .............الجواب سند وهند
*أسود سويداني بالسوك لاكاني اعمامته خضره والخلقه رباني ............الجواب الباذنجان
*اذا كصيت راسه طار.............الجواب قطار
*الميت من خشب وتابوته حلاوه.............الجواب فردة التمر
*لابس أسود مو حزين بيده سبحه موخيّر يضرب أبره مو طبيب............الجواب عقرب
*أربعة جرخ مرخ واثنين عنطزلري أوواحد ايكش الذبان ............الجواب الحمار

محمد العمر
09/12/2009, 13h39
بغداديـــــــات
خبز التنور

http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=174852&stc=1&d=1260369312

للخبز اهمية كبيرة في حياتنا بأعتباره المادة الرئيسية في قوتنا اليومي والذي لا يستغني عنه احد فقيراَ كان ام غنياَ , نتناوله في الأوقات الثلاثة صباحاَ مع الفطور وضهراَ مع الغداء ومساء مع العشاء دون ان نمله للخاصية التي يمتلكها دون غيره من المأكولات التي تمل اذا تكرر اكلها ولذا وصفوه ب ( شيخ المآكل ) لانه مهما قدم من انواع الأطعمة الشهية فانها لا تكون كاملة مالم يكن معها الخبز , فأذا فقد من المادة طالب به الأكلون , وهناك فئة كانت تعيش على الخبز فقط , وربنما وجد معه شيء بسيطاَ ( كغموس ) كالشاي او اللبن او التمر وربما الماء .
ولاهميت الخبز وضرورة توفيره تسعى الحكومات سعيا حثيثاَ لتهيئة الحنطة بكميات كبيرة تكفي ابناء الشعب لتوفير قوتهم الرئيسي وهو
الخبز , فتضيف عدد ملايين من الدنانير سنوياَ على اسعار الحنطة المستوردة ليكون الخبز بمتناول الجميع وبأرخص الأثمان .
صناعة التنانير :-
يجلب صانعو التنانير ( جمع تنور ) التراب الأحمر ويضعونه في حفرة في الأرض ثم يسكبون عليه الماء فأذا مرت عليه اربعة ايام اختمر وأصبح صالح للعمل , وبعد ذلك يخلطونه بالتبن الناعم ويعالجونه بالدعك والدلك ثم يقطعونه قطعاَ صغاراَ متساوية كأنها ( شنك الععجين ) ثم يصنعون من كل قطعة حبل فأذا اجتمعت لهم عددت حبال بدأو يلفون الحبل على الأرض علة شكل دائري ثم يلفون عليه حبل ثانياَ وثالثاَ وبذلك يبنى التنور على نحو ما يبني طوف الجدار .
يختار صناع التنانير ايام الصيف كأحسن وقت لصناعتهم فأنها تساعدهم على جفاف التنانير في وقت قريب حيث يترك تحت اشعة الشمس من 10 - 12 يوم حتى تجف .
فأذا تم لف حبال الطين بعضها على بعض أخذو بتسييع جدران التنور بطين الناعم مخمر من جميع جوانبه , ويخرقون في أسفل التنور من الناحية الأمامية خرقاَ صغيراَ يسمى ( الرواج ) يتخذ لأشعال النار وتهييج الجمر ولمرور الهواء وأخراج الرماد .
تختلف التنانير بأحجامها فمنها الكبير والمتوسط والصغير ولا يصنع التنور دفعة واحدة بل يستغرق عمله عددت ايام فأنه يبنى علة شكل اطواف الى ان يضيق الطرف العلوي ويكون بمثابت فتحة تشعل عن طريقها النار داخل التنور ووضع الخبز واخراجه منه وتسمى ( حلك التنور ) .

بناء التنور
تشتري ام البيت او الخبازة التنور الذي يناسبها من بين ثلاث احجام للتنانير ... وبعد نقل التنور الى البيت تشرع العائلة ببنائه حيث يختارون له المحل الماسب وبعد تسوية الأرض يوضع على ( كاع عدلة ) على ان
تكون فتحة ( الرواج ) الى الأمام بمواجهة الخبازة .يبنى التنور بالطابوق والجص على ان يلاحظ عند بناء سطح التنور بناء دكتين احداهما على يمين فتحت التنور والثانية على يساره وتستفيد الخبازة من هاتين الدكتين بوضع نجانة ماء البلالة على الدكة اليمنى والطبك الذي يحتوي على شنك العجين على الدكة اليسرى وتملأ جوانبه الخارجية بالتراب ثم يملج بالجص ايضاَ ويسرسح الى الأمام كي لا يتجمع عليه ماء المطر في فصل الشتاء .
معظم الخبازات هاويات او محترفات يضعن في مقدمت التنور تحت فتحته العليا فوق الرواج اي على صدر التنور مرآة صغيرة وام سبع عيون الخضرمة مع الودعة والدهاشة وغيرها دفعاَ للعين الحاسدة الشريرة وبعد بناء التنور يوقد في داخله تبن كي يولد دخاناَ حتى تشتد جوانبه ولا يتفطر ( يتشقق ) ويستمر الدخان عدت ساعات الى ان تبيض جوانبه ثم يمشر أي يمسحون بطن التنور بخرقة مبللة بالماء والملح او ينقعون بالماء بعض أوراق النبق أو يضعون قليلاَ من الدهن الحر ( الدهن الحيواني ) ومنهن من تضيف الى الماء كمية من ( طين خاوة ) وذلك لصقل جدار التنور الداخلي وتنضيفه بعد فخره تمهيداَ لأستعمله في الخبز ثم تقوم صاحبت التنور ( بشجره ) اي ايقاد النار فيه بما تيسر لها من وقود , ثم تخبز ( شجار ) خبز سمسم او خبز عروك وتفركة ( توزعه ) على الجوارين بأشعارهم بأن ام فلان بنت تنورها الجديد ثم يتوافدون عليها بعد ئذ للتبريك والتهنئة .

وقد ذكرو التنور في امثالهم فقالوا :
( ماينفع العطشان كثر السبوح , ولا ينفع الجوعان شم التنانير ) . يضرب لمن يرى الشيء دون الحصول عليه .
كما قالو : ( جم جبش يرعى وجم قوزي بالتنور ؟ ) . يضرب للموت لايراعي الأعمار وليس له مقاييس .
كما قالو : ( طلع النور من التنور ) يضرب لما يستثير العجب والدهشة كما اطلقوا اسم التنور على احد الألعاب كما يمارسها أولادهم وسموها ( تنور خراب ) .
مراحل صنع الخبز :

شراء الحنطة وتهيئة الطحين : كان البغداديون ( يجيلون ) مواد معيشتهم وفي مقدمتها الحنطة حيث يختارون أجودها حتى ولو كان سعرها أغلى من الأنواع الأخرى لأن هناك أنواع من الحنطة لا تصلح للخبز وتسمى بـ ( الحنطة السيالة ) .
بعد غربلة كميه من الحنطة تبدأ بطحنها بالرحى وهناك من يطحن الحنطة بواسطت المدار واخيراَ وصلت المكائن الآلية واصبح طحن الحنطة اسهل ثم تأخذه ام البيت او الخبازة كميت الطحين المراد خبزه لذلك اليوم وتبدأ بنخله بالمنخل لعزل النخالة عن الطحين .
النخالة :
( وهي قشور الحنطة ) ويلفظ اللام مفخماَ وكانت النخالة تستعمل في سمط الأواني والقدور ويرون انها خير من الصابون وغيره لأن النخالة تترك رائحة مستحبة في الأواني المغسولة بها .
وقد ذكر النخالة في امثالهم فقالوا : ( بيت الذهب يحتاج للنخالة ) ويضرب في أن الحياة تتطلب التعاون فأن اشراف الناس تحتاج لعامتهم , كما قالوا : ( ميسوى ترس أذانة نخالة ) يضرب لمن لا يستحق الرعاية والأهتمام . وقالو ايضاَ : ( الف جودة ويالنذل لو سويت مثل النخالة لو جبيتها للبيت ) يضرب في أن لئام الناس لا يفيد فيهم صنائع المعروف مهما كانت كثيرة . كما كانت النخالة تباع الى ( المعيديات ) مربيات الهوش والجاموس اذا كانت تدور المعيدية في الدرابين منادية ( نخالة يو ) داعية ربات البيوت ( لبيعها النخالة ) التي تحتاجها كعلف للحيوانات وربما يتفقون على المقايضة ( تاخذ ام البيت حليب وقيمر ) بدلاَ من النخالة .
تهيئة العجين :
تأخذ ام البيت عادة كمية من الطحين يكفي عائلتها ليوم او يومين لأن كل ربة بيت تكون قد قسمت اشغالها على ايام الأسبوع ففي الأيام التي تغسل بها ( هدوم ) ملابس العائلة او تخيط الجراجف وغيرها لأتخبز كما أن الخبز ( بين يوم ويوم ) فيه أقتصاد بالحطب علاوة على توفير الوقت .
توضع كمية الطحين عادة في نجانة صفر مبيضة وبعد ان تسمي بسم الله ( بسم الله الرحمن الرحيم ) تضع على الطحين الذي صنعت منه حفرة وسط النجانة ( الخمرة ) مع مقدار من الملح ثم تسكب قليل من الماء الصافي في وسط تلك الحفرة وتبدأ بتقديم الطحين من جوانب النجانة الى وسطها ( الى الحفرة ) وتقوم بــ ( مرد الخمرة ) أي ضغطها وتفتيتها ثم تضيف شيئاَ من الحوايج وتستمر بأضافت الماء على العجين رويداَ رويداَ حتى تتماسك ذراته مع بعضها ثم تجلس المرأة على ركبتيها للسيطرة على النجانة التي امامها وتبدأ بالعجن بكفين مضمومتين حتى تتأكد من ان الماء قد تداخل مع العجين ثم تغطي النجانة وتتركها فترة حته تختمر والمعروف انا العجين يختمر في مواسم الصيف اسرع من فصل الشتاء أذ تستعمل الخبازات في الشتاء الماء الحار عند العجن وتدثير النجانة بغطاء سميك حتى تعجل في تخميره . وبعد مضي فترة من الزمن تقدره الخبازة ترفع غطاء العجين للتأكد من اختماره فأن كان العجين مرتفع عن مستواه ( تطبه ) بيدها اي تضربه فأن كان صوت الطبة خفيف والعجين مثقب ورائحته حسنة فأن العجين مختمر وقد ان أون خبزه , وأن كانت طبة العجين ثقيلة ولم يرتفع عن مستواه مافيه الكفاية ورائحته زنخة ( غير مستحبة ) فأنه غير مختمر تتركه مدة اطول حته يختمر .
وأذا تأخر خبز العجين المختمر فأن الخبز سيكون حامضاَ ويسمى مختمر او مجشج وأذا خبزت الخبازة عجينها وهوة ( غير مختمر ) كان الخبز غير لذيذ ولا يشبع ويسمى خبز فطير , وتكثر الغازات في بطن اكله كما يوصف بقولهم : ( عبالك جلود ) اي صعب المضغ
الخبـــــز:
بعد اختمار العجين تنضف الخبازة تنورها من الرماد القديم وأخراجهة من ( الرواج ) الفتحة الأمامية كما تزيل العجين اللاصق على جوانب التنور من الخبزة السابقة بحكه بالمس او بكونية يابسة كي لا تتلف الرخفان الجديدة . ثم تبدأ بشجر التنور ( سجره ) مستعملة الوقود المتيسر . وبعد ان تبيض بطن التنور وتخبو ناره تقوم الخبازة بمسحه باللواشة ومنهم من يسميها ( مشارة ) وهية خرقة أو قطعة كونية نضيفة تبلل بالماء ثم تمسح بها الخبازة بطن التنور حيث تدخل يدها اليمنى حاملة اللواشة وتحركها بحركة دائرية عددت مرات لأزالت ما علق به من اوساخ .
ثم تقطع العجين على شكل شنك وتضع كل شنكة في الطبك المفروش بالطحين يسمى بــ ( اللواث ) كي لا يلتصق به ثم تبلل يدها بماء البلالة كي تتناول شنكة بعد اخرى وتبدأ بتمطيلها باليدين مطلاَ اي ترققها بين الكفين فتنقلها من يد الى اخرى ومتى ما اصبح العجين علة شكل دائرة وضعته على كفها الأيمن ( بحيث يكون كفها في منتصف الكرصة ) فتدخل يدها ( في حلك التنور ) فتحته العليا وتلصق العجين على جدار التنور الداخلي ثم تكرر العملية عدة مرات حتى تأتي على نهاية العجين .
تلف معضم الخبازات على اذرعهن من الرسغ حتى المرفق قماشاَ من اقمشة الملابس القديمة يسمى ( وٍكة ) من الوقاية لحماية اذرعهن من حرارة نار التنور وبعضهن يضعن رغيف الخبز بعد تمطيل الشنكة وجعلها جاهزة للخبز على مخدة ثم تضع كفها في ظهر المخدة المبللة بالماء وتلصق الرغيف في داخل التنور .
تلاحض الخبازة النار في قعر تنورها فتارة تفرقه ان كانت النار حامية أو تجمعه في منتصف التنور أذا احتاج الأمر الى ذلك مستعمله المحراث . ومتى ما نضج الخبز تبدأ بتشليع أول رغيف خبزته وهكذا بالتوالي الى أن تأتي على اخر رغيف , وبعض الخبازات يستعملن ( الماشة ) لتشليع الرغفان البعيدة .
من عادة الأمهات أن يخبزن حنيه لكل ولد من أولادهن .
يجمع الخبز بعد تشليعه من التنور في طبك يوضع على التنور . تخبز أم البيت الشاطرة ( شجاراَ ثانياَ ) على النار نفسها التي اوقدتها في ( الشجار الأول ) وتسمى هذه العملية ( العرد ) وأصلها ( على الرد ) اي الخبز مرة ثانية علة النار الأولى نفسها وهذه صفة حميدة للمرأة النادرة السريعة في خبز عجينها الشاطرة التي تتمكن من أن تنهي وجبت الخبز الأولى من خبزها قبل ان تخمد نار التنور فتخبز الوجبة الثانية من عجينها المختمر على النار الأولى نفسها وهذا يوفر لها اقتصاداَ في الوقت والوقود وقد خاطبوها بقولهم :
يانادرة خبزج على الرد ***ومن ريحة التنور ورد

أوصـــــاف الخبــــز :
لقد نعت البغادة خبز الحنطة والذي يسمى بــ ( خبز المي ) بأوصاف ونعوت تصوره تصويراَ حقيقياَ فقالو
* خبز مكسب أو محمص ــ ومنهم من يقول ( متفح ) نسبة الى التفاح وهوة المرغوب لدى معظم البغداديين ويفضلون أكله حاراَ .
* خبز لين ــ الخبز الذي لم ينضج نضوجاَ كاملاَ .

* خبز محروك ــ الخبز الذي يخبز بنار حامية حتى تحترق معظم جوانبه .
* خبز مدخن ــ الخبز الذي يخبز وفي التنور عرك أو عودة تستمر بالتدخين في غفلة من ام البيت ( الخبازة ) فتتشبع أرغفة الخبز برائحة الدخان لذا وصفوه بالخبز المدخن .
* الخبز المختمر أو المجشج ــ الخبز الذي فات موعد خبزه بعد اختمار العجين ويكون طعمه حامضاَ .
* خبز فطير أو ممختمر ــ غير مختمر وتكون أرغفته كلجلد يصعب مضغها طعمه غير لذيذ لا يشبع اكله ومن اكله تكثر الغازات في معدته وقد ورد ذكره في الأمثال قولهم : ( خبز الفطير من البطن يطير ) .
* الخبز الملهوك ــ وهو خبز ( شلالي ) لم تحسن الخبازة عمله ويكون غير ناضج .
* يهيص ــ وقد تختلط بعض ذرات التراب مع الطحين قبل عجنه أو مع العجين قبل خبزه فأن من يأكل الخبز الناتج عن ذلك العجين ( يجده يهيص ) تحت اسنانه ( يشعر بأنه يطحن تراب مع الخبز ) فلا يستحب اكله .
* خبز حار ــ الخبز الذي يؤكل بعد أخراجه من التنور بفترات قصيرة .
* خبز بارد ــ الخبز الذي فاتت مدة على خبزه وأخراجه من التنور .
* خبز بايت ــ الخبز الذي على خبزه يوم كامل .
* خبز يابس ــ الخبز الذي مضى على خبزه عدة ايام .
* خبز مكطن ــ الخبز الذي تضهر عليه طبقة خضراء من الفطريات يخشى من اكله وغالباَ ما يعطى للحيوانات أو يرمي في ( تنكة الزبل ) .
* ومن الفاض البغداديين أذا ارادو وصف الخبز بالجودة والرقة والبياض قالوا : ( عبالك كاهي ) اي انه يشبه الكاهي .
* وللتشبيه قالوا : ( عبالك خبز باب لاغا حار ومكسب ورخيص ) يضرب هذة المثل للشيء يستوفي جميع مقومات الجودة والنفاسة .
* وهناك ( البوثة ) وهية العجينة الساقطة في قعر التنور فتنضج على الرماد ( وتحمص ) كلصمونة وتأكل وهية حارة .

حفـــــظ الخـــــبز :
كان الخبز يحفض ( جوة النجانه ) ومن هناك جاء المثل البغدادي ( خبزته جوة النجانة ) يضرب للمكتفي ولا يحتاج الى شيء .
يوضع الخبز بعد ان يبرد قليلاَ فوق الطبك وتقلب عليه النجانة ومن هنا جاء المثل البغدادي الذي تقدم ذكره وبعضهم كان يحفض خبزه في احد القدور الفارغة وعند شيوع استعمال الثلاجات اخذت بعض العوائل تلف ماعندها من خبز بقطعت قماش من الأقمشة القديمة وتضعها في الثلاجة الكهربائية وأخيراَ وضعت ارغفت الخبز في اكياس نايلون وحفضت في المجمدات لفترة قد تطول لعدة أسابيع ... ومتى ما أرادوا أساعمال الخبز المحفوض بالمجمدات أو الثلاجات وضعو رغفان الخبز على ( بوخة ) بخار الجدر أو على نار هادئة أو في فرن الطباخ لفترة قصيرة لتعود الى حالتها الطبيعية .

الخــــبز والتـــنور في المعتــقدات :
أ - الخبز بالأيمان : لقد ذكر البغادة الخبز في أيمانهم فقالوا :
* وحق الخبز والملح .
* وحق هذة الطلع من الكاع , ويقصدون به الخبز حيث نبتت الحنطة من الأرض .
* وحق من اخلقه أي من ( خلقه ) ويشيرون بهذه الحلفة الى الخبز .
* وحق هذا نعمة الله الماتاكله الحره تهيم , أي ان المرأة العفيفة قد تخاطر بعفتها وشرفها في سبيل الحصول على لقمة الخبز لسد الرمق .
وحق هذة الماتاكله تنطي عرضها , ( كليمين السابق )

ب - التنور بالأيمان :
* وحق هلتنور الحار وملايكة الخضار .
* وتنور فاطمة أو وحق هذة تنور فاطمة .
ج - الخبز في المعتقدات :
* أذا شاهد احدهم كسرة خبز في ( الدرب ) الطريق فأنه لا يطؤها بقدمه بل يلتقطها من الأرض ويقبلها ويضعها في ( عرك الحايط ) اي ملتقى الحائط بالأرض أو بين شقوق الحائط لأنهم يعتقدون بأن الخبز هو نعمة الله ( وحرام ندوسه ) أي نطؤه بأقدامنا .
* في ليلة الأنتقال الى دار جديدة ( غير الدار التي كانوا يسكنونها ) فأم البيت تبيت في البيت الجديد القرأن الكريم مفتوحاَ على سورة ( أنا فتحنا لك فتحاَ مبيناَ ) مع مرآة ولبن وخضروات ورغيف خبز وقليل من الماء لأعتقادهم بأنها تجلب لهم الخير والسعادة والرزق الوفير .
كما يضعون المواد أنفة الذكر اما العروس عند عقد قرانها وهية في ملابسها البيضاء تضرعاَ اليه عز وجل أن يكون مقدمها الى دار الزوجية مقدم خير وسعادة .
* أذا حلفو على شيء يقررون أن يصنعوه ثم تغير رأيهم فيه فلا بد أن يكسروا رغيفاَ من الخبز على رأس صبي صغير كفارة عن الحنث في يمينهم .
* كما يعتقدون أنه لايجوز للمرأة ( الحائض ) أو المجنبة أن تعجن العجين أو تخبزه كي ( لا تطير بركته ) .
* تعتقد البغدادية التي يسيل عجينها بالتنور بأنه مشتم ( ريحة بامية أو ريحة طبيخ ) وعليها أن تبتعد عن ذلك عند عجن العجين .

التنور في المعتقدات :
* أذا تعجلت أحداهن الحلف وندمت على ما بدر منها فتعمدت الى الأستبراء من يمينها والتخلص من مغبة حلفها وذلك بأن تطفر على التنور فأذا فعلت ذلك أسقطت يمينها وتحللت من التزامه .
* أذا تأخرت ولادت الحامل فأن عدد من قريباتها يبتهلن أليه عز وجل أن يسهل ولادتها فمنهن من يصعدن الى السطح العالي ومنهن من يصرخن في البئر أو في التنور ( يا قريب الفرج يا عالي بليه درج يامن فرجه قريب وسائله لا يخيب كل نفس بشدة من أمة محمد فدعوا لها بالعافية والشفاء والفرج ).
* لايجوز كسر التنور ولا رمي القاذورات أو البصاق به لأنهم يعتقدون بأنه مقدس ويسمونه ( تنور الزهرة ) نسبة الى فاطمة الزهراء .
* لايجوز ترك حلك التنور مفتوحاَ دون غطاء بعد غروب الشمس لئلا يصاب رب البيت بضرر .
* لا يجوز بناء التنور في شهر صفر لأنهم يعتقدون بأنه شهر منحوس .
* أذا صادف بناء التنور في شهر رمضان فعلى أصحابه دفع ( فطرة ) عنه كفرد من أفراد العائلة .

بيع الخبـــز :
الخبازة : أسم لكل من تقوم بعجن الحنطة وتهيئة العجين وخبزه فأم البيت التي تقوم بأعداد الخبز لعائلتها ضمن أعمالها اليومية تعتبر خبازة هاوية ويكون تنورها من الحجم المتوسط . والخبازة التي تمتهن تهيئة الخبز وبيعه فهي خبازة ممتهنة أو محترفة ويكون تنورها من النوع الكبير .

أسلوب عمل الخبازة المحترفة :
أ - الأتفاق مع الخبازة على القيام بعملية الخبز فقط وترسل العائلة المتفقة مع الخبازة الطحين والحطب وتعطي لها اجور الخبز فقط .
ب- وهناك من يتفق مع الخبازة بخبز العجين الذي يرسل لها وتقوم بخبزه مع تحميل تكاليف الحطب اللازم لشجر التنور وهناك تكون الأجور الشهرية أكثر من الأتفاق السابق .
ج - وهناك الخبازة التي تقوم بتجهيز الخبز كاملاَ وتوزيعه علة معاميلها ( زبائنها ) من بيوت الطرف لقاء أجور شهرية فترسل الى كل بيت عدد الكرص ( الأرغفة ) المتفق عليها مع أحد ابنائها وتقبض ثمنها في نهاية كل شهر .
د - بيع الخبز في الأسواق : هناك من الخبازات من يبعن خبزهن في الأسواق وتقوم أخت الخبازة أو احدى بناتها المدركات ببيع الخبز في السوق مجتمعات ويتخذن أماكنهن على قارعة الرصيف أو في بعض جوانب السوق وتعرف كل خبازة مكانها الذي تخصصه لنفسها فتضع فيه طبك الخبز يومياَ ولا يزاحمها عليه احد وقد ادركتهن في سوق الفضل عندما كان يباع الخبز بالميزان وكان لكل خبازة عدد من المعاميل وكان من حق كل معميل أن يستنكي ( ينتقي ) الخبز على ذوقه ويختار ما يعجبه ( مكسب .. أو لين ) متأكد من نضافت ظهر الرغيف من السواد الذي قد يعلق به .
هـ - القنطرات : هناك بعض الخبازات يقنطرن مع بعض اصحاب المطاعم أو الكببجية أو الباججية على تجهيزهم بكميات من الخبز يومياَ بالجملة وبالأوقات التي يحتاجونها وبأسعار خاصة يتفقون عليها .

أشهر خبازات بغداد
من الصعب تسمية جميع خبازات بغداد لكثرتهن ولكنني سأحاول ذكر أسم الخبازات المشهورات في كل محلة خلال الخمسينيات فالخبازة ( شهيدة ) ام عباس والخبازة ( فرجة ) أم رشيد هما من أشهر خبازات ( دربونة الشيخ نصر ) والخبازات أم علي وأم خليل وأم نجية في ( محلة حمام المالح ) والخبازة وفو ( تصغير وفية ) في محلت ( خان لاوند ) والخبازة رحمة في محلة الفضل والخبازة أم زينب في محلة المهدية والخبازة أم جواد في محلة الجعيفر في الكرخ .وأخيراَ أستعملت الخبازات الممتهنات أجهزة خاصة لشجر التنانير توقد بالنفط أو الغاز تعويضاَ عن الحطب الذي أصبح توفيره صعباَ فقد شمل العمران البساتين التي كانت تزود خبازات بغداد بالسعف والكرب والحطب ثم انتشرت في مناطق مختلفة من بغداد معامل صمع الخبز وهية افران تستخدم النفط وقوداَ لها وتتسلم الطحين المخصص لها من مديرية الأعاشة العامة بأسعار متهاودة لتوفير الخبز لأبناء الشعب بأسعار مخفضة أيضاَ ويسمى البغادة أنتاجها من الخبز بـ ( خبز معمل ) .
الخبــــز بالنذور :

تجري أغلب النذور على السنة النساء في بغداد وفي جميع أنحاء القطر وتكون نذورهن عادة معلقة حتى تحقيق ما تصبو الناذرة الى تحققيقه فلا بد لها من الأيفاء بنذرها والا فأن المنذور له يصاب بأذا يؤدي بحياته . وهذه النذور كثيرة سأختار منها ما يخص الخبز فقط .
* نذر المستعجل ـ وهوة توزيع ( أتلث كرص وحنية ) ثلاثة أرغفة خبز حنطة مع رغيف صغير على الجوارين .
* خبز العباس ـ تختلف العوائل البغدادية في مواد هذة النذر الذي لا يتعدى رغفان خبز حنطة مع شيء أخر وهي على ثلاثة انواع : -
أ - خبز حنطة وفي داخل كل رغيف قليل من الخضروات ( كراث , كرفس , رشاد , نعناع )
ب - خبز حنطة حار أخرج من التنور تواَ يوضع في داخل كل رغيف قليل من دهن الحر ( الدهن الحيواني ) والسكر الناعم أو الدبس ويوزع على الفقراء والجوارين بأسرع وقت ليؤكل حاراَ لأنه أذا برد ذهبت نكهته ولذته ومن هنا جاء المثل البغدادي قولهم
( خبز العباس حار بحار ) يضرب لمن يتطلب السرعة .
ج - خبز العروك ويوزع بمعدل رغيف واحد لكل بيت .

أستعمالات اخرى للتنور :
يستعمل التنور عدا خبز الخبز للأغراض التالية :
أ - شوي اللحم , الدجاج , السمك .
ب - خبز الكليجة في المناسبات كـ 27 رجب , قبيل الأعياد
ج - تسخين الماء , فهم يضعون القدر المملوء بالماء على فوهة التنور , ومنهم من يستفيد من نار التنور في أمضاج بعض الأطعمة التي تتطلب ناراَ هادئة وقتاَ طويلاَ .
د - وضع الماء في أبريق من الصفر في داخل التنور للأستفادة من مائه الدافئ في الوضوء فجراَ لتأدية فريضة صلاة الصبح في الشتاء .

أكلات بغدادية قوامها الخبز :
* من الخبز الحار :
أ - المريس ويسمى في المحافضات الجنوبية ( الفتيته ) .أكلة لذيذة غالباَ ما تؤكل صباحاَ كفطور حيث تمرس أم البيت ( كرصة ) خبز حارة أخرجت من التنور تواَ مع قليل من الدهن الفطير وترش فوقها شكر ناعم فيأكله أبو البيت أو احد أبنائها هنيئاَ مريئاَ .
ب - بقلاوة الفكر : يقطع رغيف الخبز الحار الى عدة قطع وتقلى بالدهن الحر ثم يوضع عليها قليل من الدبس وتؤكل هذه البقلاوة حارة .
* من الخبز البارد ( البايت ) :
أ - ثريد الخبز البارد في مركة البامية أو التشريب بأنواعه أو تنقيع الباجلة ( الباقلاء ) .
ب - التشريباية : ويتلخص طبخها كما يلي : تثرم كمية مناسبة من البصل ثم تنقع كمية من ( تمر الهند ) وعند عدم تيسره يستعاض عنه بشراب الرمان أو حب الرمان المجفف ثم يقلى البصل الى أن يحمر ثم يضاف عليه مقدار من البطنج الناعم ثم يضاف الخبز المثرود ( المقطع ) وبعد فترة قصيرة يضاف الحامض ( عصير تمر الهند ) مع مقدار من الماء يكفي لتغطية الثريد ثم يترك القدر مغطى على نار هادئة بعد أن تتذوق أم البيت حامضه وملحه تتركه على النار حتى ( يمص ميه ) وتؤكل حارة .
* الخبز اليابس : لم تترك أم البيت البغدادية شيئاَ دون الأستفادة منه أستفادة كاملة فأذا كانت من هواة تربية الطليان أو الدجاج دخل الخبز اليابس الذي يظل في البيت فائضاَ على الحاجة ضمن علف الحيوانات وأذا لم تكن لها هواية مما ذكرناه فأنها تبدل الخبز اليابس مع أم الحليب التي تدور في درابين ومحلات بغداد لبيع الحليب واللبن على المعاميل ( بالحليب أو باللبن الخاثر ) .

في الطب الشعبي :
* الفطيراية - وهية قطعة من عجين طحين الحنطة تفرش على راحة اليد بسمك حوالي سنتمتر واحد وتقلى بالدهن وتوضع على مخل الألم ( الفصخ ) جراء التواء ( اليد أو الرجل )
* النخالة - ومنه من ( يسهي ) كمية من النخالة ثم يضعها في كيس من قماش بحيث تفرش النخالة في داخل الكيس ويلف به العضو ( المالوم ) المصاب بألم .
* أذا شعر أحدهم بألم في رجله وأنتهت زوجته من خبز الخبز أستفاد من النار الباقية في التنور ( ودندل ) رجله أي مدها في داخل التنور من خلال فتحته العليا للأستفادة من الحرارة في تسكين الألم .

في تسلية الصغار :

وقد ذكر البغادة العجانة والخبازة حتى في ملاعبة الأمهات لأولادهن فالأم تمسك يد طفلها وتبسط راحتها وتقول وهي تمسح راحة الطفل براحت يدها اليمنى : طباخ طباخ ثم تطوي أصابع يده واحداَ واحداَ وتقول مع كل أصبع تطويه وفق السياق التالي : مع الخنصر ( هاي العجانة ) مع البنصر ( أو هاي الخبازة ) ومع الأصابع الأخرى ( وهاي التكنس الحوش , وهاي تفرش الفراش , وهاي لتودي لأبوها غده ) وبعد ان تأتي على الأصابع جميعاَ تبدأ من رسغ اليد حتى العكس قائلة ( هنا ذبحو خروف ) وهي تحرك يدها أفقياَ كحركت القطع بالسكين و ( هنا ذبحو دجاجة ) ( وهنا خش الجريدي ) ثم تدغدغ الطفل تمهيد لنومه .
وفي معابثة الصغار ( ذكرو الخبز ) أيضاَ يقول أحدهم لصديقه : كول ( خبز بثة ) ومتى ما لفضة صديقه لفظة ( بثة ) ضربه ضربة خفيفة تحت حنكه حتى يقرض الناطق لسانه عندما يخرجه خلال تلفظه كلمة ( بثة ) ... فيضحك الضارب والمضروب بأعتبار هذه العملية من الممازحات .

خبز الشعير :

ينقى الشعير ( يغربل ) كغربلة الحنطة ثم يطحن ويمر بنفس مراحل الحنطة ويخبز بالتنور الا أن رغيف خبز الشعير يختلف عن رغيف الحنطة بكونه طولانياَ وليس مدوراَ كرغيف خبز الحنطة وأثخن منه .
تفطر عليه المرأة البغدادية في صيام زكريا ويفضله المصابون بداء السكر .

وقد ذكر خبز الشعير في الأمثال البغدادية قولهم ..
* خبز شعير ومي بير , شلون يصير التدبير ـــ يضرب لبساطة المأكل والمشرب ولأقصى ما يكون من الأقتصاد والتقتير في أمور المعيشة .
* خبز الشعير حصره عالفقير ـــ يضرب للفقراء يلاحقهم البؤس .
* أم المخشخش تعيش على خبز الشعير ( من أمثال النساء ) يضرب لمن توفر من مصروفها اليومي كي تشتري الحلي الذهبية .
* خبز شعير ومي بير شلون العافية تصير ؟ يضرب في شظف العيش لا تتحصل منه صحة ولا عافية .


التنور والخبز في الأمثال البغدادية :

لم يغفل البغادة التنور والخبز ومكوناته ( طحين , خمرة و الخ .. ) دون ذكرها في الأمثال وقد جمعت ما تمكنت من جمعه منها أكمالاَ للموضوع ومن أمثالهم في التنور قالوا :
* طلع النور من التنور ــ يضرب لما يستثير العجب والدهشة .
* قامت القيامة وفار التنور ــ يضرب في أشتداد هياج القوم وأضطراب أمرهم .
* وذكروه في الكنايات فقالوا : ( صاير تنور ) في المحموم الذي أشتدت حرارته .
* ماينفع الجوعان شجر التنانير ـــ كناية عن المواعيد الكاذبة وعن التعليل بالباطل .
* كما ذكرو التنور في الألغاز فقالوا : كبت أمي مزوكة وملوكة وبيهة الدفوف معلكة .


الخبز في الأمثال :
* خبز وبصل وراحة كلب والحمد لله ـــ يضرب للقبول ببساطة المأكل مع راحة الضمير .
* خبزك مخبوز وميك بالكوز ـــ يضرب لمن أكتملت له أسباب الحياة .
* خبزنة حنطة شلون صارت الخبطة ؟ يضرب لأستنكار الغش وأفتضاح أمره .
* خبزه جوه نجانته ـــ يضرب للمكتفي ولا يحتاج الى شيء .
* الينطي خبز ينطي تربية ـــ يضرب لتأنيب والد الصبيان المتشاكسين .
* أنطي الخبز بيد خبازته لو تاكل نصه ـــ يضرب لأسناد الأعمال لذوي الأختصاص .
* أذكر الخبز والملح ـــ يضرب لتذكير من يحاول الخيانة بالحقوق المرعية .
* الله ليثردلك وياه خبز ـــ ( من الأدعية ) يضرب للتضرع اليه عز وجل بعدم مشاركة غير المنصف .
* الياكل خبز بالدين يرحموه , والياكل لحم بالدين يرجموه ــــ يضرب لأستنكار الأقتراض لأمور غير ضرورية .
* الياكل خبز بالدين ينام جوة الرجلين ـــ يضرب لمهانة المدين .
*أطول من يوم بلية خبز ـــ يضرب للأمر يطول وللشيء الممل .
* أحسن من الخبز العلس ـــ يضرب للقبول بالقليل .
* خلي خبزك بالجنطة , عمك خالك لاتنطة ـــ يضرب للأحتفاظ بزاد السفر وعدم التفريط به .
* كال ماكو خبز , كال : أكلوا كليجة ـــ يضرب لمن يجهل أحوال الناس .
* لا تعاشر الظنان ولا تاكل خبز المنان ـــ يضرب للأبتعاد عن الظنان والمنان .
* بعدة ماشبع خبز كام يفرك كليجة ــ يضرب للمعدم يتشبه بالكرماء .
* يوم كيمر وعسل ويوم خبز وبصل ـــ يضرب لتناوب العسر واليسر .
* بينهم خبز وملح ( من الكنايات ) ـــ يضرب للصداقة الأكيدة والحقوق المتبادلة .
* بايع فرارت بخبز يابس ( من الكنايات ) ـــ يضرب لمن يوصف بالخبة الواسعة والحذاقة في أكتساب الرزق .
* التشريب طاعون الخبز ـــ يضرب للأكثار من ثريد الخبز حين أعداد التشريب .
* خبز بيتك ولا كعك الجيران ـــ يضرب لتفضيل أكل البيت مهما كان رديئاَ على غيره من الأطعمه الجيدة .
* خبز الرجال ببطن الرجال دين ، وببطن الأنذال صدقة ـــ يضرب في وجوب تبادل المنافع والتعود على مكافاَة حقوق الصداقة وتقديرها.
* خبز سوك ولحم مسلوك ـــ يضرب لبساطة العيش فأن المعروف في خبز السوك عدم الجودة أما اللحم المسلوق فأنه يقوم بنفسه دون مرق وخضر .
* الخبز شيخ المواجيل ـــ يضرب لتفوق الخبز على جميع المآكل .
* أذا جا أجل الصخل أكل خبز الراعي ـــ يضرب في أن لكل شيء سبباَ يتقدمه حتى الأجال المكتوبة التي لا مفر منها فهي كذلك يتقدمها من الأحوال ما يكون سبب في تعجيلها . ويضرب أيضا لمن يعرض نفسه الى دواعي العقاب فأن ( الصخل ) بأكله خبز الراعي يسبب خنقه أذ يحرمه من غذائه وهوة في البر فينهال عليه بالضرب المبرح ... والتعبير بمجيء الأجل مما يرد كناية عن أستحقاق العقوبة .
* عدكم ( عندكم ) عيش ( خبز ) وعدنة عيش هالعزيمة ( الوليمة ) علويش ( أي لماذا ؟ ) ـــ يضرب لمن يعتذر عن دعوة طعامها متيسر لديه .
* يسمى بالخبز ببه ( وهو من الكنايات ) ويضرب للملق يكون في أشد حالات القحط والحاجة .
* سواني خبز النارين ـــ يضرب لمن آذى شخصاَ أيذاء شديداَ .
* هذا خبز أيدي ( من الكنايات ) يريدون بذلك الألمام بمعرفة الشخص والأحاطة بطبائعه وأحواله معرفة جيدة وكأن قائل ذلك يريد أنه كان قد خبزه وصنه بيده فعرف من حقيقة أمره الشيء الكبير .
* الكعدة متوكل خبز ـــ يضرب في سوء عقبى الكسل أي ان القعود عن الكسب لا يطعم خبزاَ
* وفي المعابثات والمداعبة أن يقال لشخص ( بلاع الخبز )

الرغيف بالأمثال :
* أكلة اليف يكلي رغيف ـــ يضرب للمتغابي الذي يتعمد عدم سماع مالا يريد سماعه .
* يركض ورة الكمر عبالة رغيف ـــ يضرب للمعدم اللهفان .
* يريد رغيف من جلد ضعيف ـــ يضرب لتكليف مالا يطاق .
* وهناك مثل يصف المرأة البغدادية أحسن وصف ويسميها ( النادرة ) وهية ذات الهمة والنشاط في أدارة أمور بيتها على وجه الأكمل , وقد أثبته هنا , مع أمثال الخبازة بأعتبار ( العجن , وشجر التنور , والخبز ) من اعمال أم البيت النادرة .
يقول المثل : النادرة خبزت ولمت والجايفة للعصر تمت . يضرب في توفيق من يجد في عمله فيحسن أنجازه وخيبة من يتقاعس عنه حتى يضيع عليه وقته .
* وهناك مداعبة طريفة من قبل أبناء الطرف لخبازتهم وهية على شكل دعاء ولست أدري ما يريدون بهذا الدعاء ؟ أدعاء خير أم دعاء شر , أذ يقولون :
شدعي على الخبازة؟ *** خبزها حار وتازة
أدعي عليــها بـالكــرم ***وتكلي شمـسوية جرم ؟
بتنورها ذبت عضم *** وتصيح حار وتازة
وقفة قصيرة على هذا القول نجد أن قائله حائر لا يدري بأي دعاء يدعو على الخبازة ( التي قدمت له خبزاَ حاراَ أخرجته تواَ من تنورها تازة ) أيتمنى لها أن تصبح مكرمة ( مقعدة ) لماذا ؟ فأنها محقة بأحتجاجها لأنها لم تقترف ذنباَ . أيكون أستعمالها ( العضم وقوداَ في التنور سبباَ لذلك ؟ أم ماذا ؟ والراجح أنه يدعو عليها بالشر لأنها أقترفت الغش حين وضعت عضماَ في التنور غير مذاق خبزها رغم حرارته وطزاجته .
هناك أمثال بغدادية حفلت بلفظة الخبز ... سأذكرها في هذا الموضوع زيادة في المعلومات ... ولو أن خبز الركاك , وخبز الصاج , وخبز الدخن .
* عود بطنك على رغيفين ولتعود جسمك على ثوبين ـــ يضرب للأبتعاد عن أرتداء الملابس المتعددة والزاهية .
* النادرة الها رغيف والجايفة رغيفين ـــ كناية عن الأختلاف في قسمت الحظوظ .
* كلمن يحود النار لكرصته ـــ يضرب للأستئثار بالنفع .
* باكة فجل لتحلين كرصة خبز لتكسرين أكلي لما تشبعين ـــ يضرب لمن يمن بشيء ثم يمنعه ولمن يأمر بالمتناقضات وللبخيل ولمن تملى عليه أومامر محيرة .
الطحين والعجين والخمرة في الأمثال :
* أنعم من الطحين ـــ يضرب لنعومت الشيء أو لدماثة الخلق .
* عجين أيدي شلون ما أعرفة !! يضرب لمعرفة أنسان حق المعرفة .
* العجين من غير خمرة يختمر ـــ يضرب للامر يعاذ في أنجازه بالصبروطول البال دون الحاجة بالأستعانة بالناس .
* بعد ما أختمر عجينه ـــ يضرب للأستمهال وعدم التسرع في أمر ما يزال في مراحله الأولى .
* ميفرق الطحين من العجين ـــ يضرب للجاهل لا يميز بين الأشياء .
* هالخبز من ذاك العجين ـــ يضرب للشيئين من معدن واحد .
الخبازة في الأمثال :
* الي أمه خبازة ميجوع ـــ يضرب لمن لا يحرم من نتاج حرفته .
* الخبازة تاكل الخبزة المحروكة ( المحروقة ) ــــ يضرب لصاحب الحرفة يبخل على نفسه بالجيد ممايصنعه نقطة
والسياح ( خبز التمن على الصاج ) وغيرها ليست من صلب موضوعنا ( خبز التنور ) .
* خبز الصاج كل ساعة ينكلب ( ينقلب ) شكل ـــ يضرب لكثير التلون ولمن لا يستقر على قرار .
*خبز الدخن يخنك ـــ يضرب للشيء الرديء تصاحبه المنغصات .
* ياطاكة أنكيني ركاكة ـــ يضرب للكسلان ينتضر الرزق دون عمل .
* مثل خبز الأذرة ماكول مذموم ــ كناية عن الأمر أوله لطيف واخره مؤذي شبه بخبز الأذرة فأنه وهو حار طري لذيذ الطعم أذا أكل منه الأنسان أمعن فيه ولكن أذا أكثر منه أبشمه .

سمهر بغداد
09/12/2009, 17h38
:thankyou::thankyou::thankyou:
يخونني ألتعبير وألتعليق على ماكتبت يا استاذ محمد ألعمر !!!!
من اين تاتي بكل تلك الروعة وألأبداع ...
أشمُ رائحة الخبز وتنور ألطين تفوح من ثنيات حروفك الساحرة ....
خصووووووووووصآ وانا من عشاق تنور الطين وأملك واحد يسمونه ( ألفرفوري )
لأنه توصاا .....
أقلُ ما يمكنني قوله لك هو مليوووووووووون شكر يا أستاذ
محمد ألعمر
أختك أم عمر

haidarthamer
09/12/2009, 17h50
ذكرتني بأيام طفولتي بالكولات من جنت اباوع من الشنشول على ابو العلوجة من يجي بالعكَد ويصيح بعالي صوتة (علوجة يا ولد....علوجة يا ولد) وبنغمة فريدة تلازم الذاكرة ولاتزول منها أبداً... وكنت اتوسل بأمي حتى تنطيني 5 فلوس حتى انزل ركض أشتري بيهة علوجة... وأمي جانت تماطل وتكول لخالتي..."الله ...بأيامنة جان ينطينة عودتين بفلس... هسة العودة بخمس فلوس...شوفي ليوين وصلت الدنية)...ومن أنزل وأنطيه الخمس فلوس لبو العلوجة يحطهة بالصرة ويكَلي (عمو يالون تريد) واني اكلة (عمو.. احمر واصفر واخضر) جان يشيل صينية على راسة بيهة طوس فافون كل طاسة بيهة لون.. وبيدة يشيل شي مثل الكرسي المطبك ينزلة ويحط عليه الصينية ... ويبدي يلفلنة العلوجة على عودة خشب.. لون ورة لون... وينطينياها وإحنة طايرين من الفرح

لو من جان يجي ابو الفرارات لو ابو بيض اللكلك... لو بتّ الجيران اللي كاعدة إباب حوشهم تبيع لجهال الطرف كَركَري.... يابة هاي ايام مترجع



... سلمت أخي العزيز محمد

haidarthamer
09/12/2009, 18h26
*بنت الملك لابسه ألف تنوره...........الجواب اللهانه




كانت تلقى بالصيغة التالية: "أحزرك حزورة.... بنت الملك مستورة.... لابسة ألف تنورة..... شنية"

تحياتي

محمد العمر
09/12/2009, 19h21
:thankyou::thankyou::thankyou:

يخونني ألتعبير وألتعليق على ماكتبت يا استاذ محمد ألعمر !!!!
من اين تاتي بكل تلك الروعة وألأبداع ...
أشمُ رائحة الخبز وتنور ألطين تفوح من ثنيات حروفك الساحرة ....
خصووووووووووصآ وانا من عشاق تنور الطين وأملك واحد يسمونه ( ألفرفوري )
لأنه توصاا .....
أقلُ ما يمكنني قوله لك هو مليوووووووووون شكر يا أستاذ
محمد ألعمر
أختك أم عمر


الاخت الفاضلة
أم عمر
تحية عبقة
وهل يوجد الذ من خبز تنور الطين؟
شكراً لمرورك الكريم

محمد العمر
09/12/2009, 19h28
وكنت اتوسل بأمي حتى تنطيني 5 فلوس حتى انزل ركض أشتري بيهة علوجة... وأمي جانت تماطل وتكول لخالتي..."الله ...بأيامنة جان ينطينة عودتين بفلس... هسة العودة بخمس فلوس...شوفي ليوين وصلت الدنية)...

الاخ الكريم حيدر
تحية عطرة
هل لك ان تخبر والدتك ان الـــ 1000 دينار الان ليس لها اي قيمة وليس الـــ خمسة فلوس
الله يعطيها الصحة والعافية لوالدتك ان كانت على قيد الحياة او الله يرحمها ان توفها الاجل
وعلى قولك ايام لا ترجع او لا تريد الرجوع.
شكراً على مداخلتك الشيقة

محمد العمر
09/12/2009, 20h04
بغداديـــــــات

الزواج

الزواج مراسيم العرس :من عادات أبناء بغداد وأحترامهم لأبائهم أن لايجرؤ أحد منهم أن يقول لأبيه مثلاَ ( أريد أتزوج ) بل أن ذلك من واجبات الأب وقد قيل قديماَ ( من حق الأب التسمية والتربية والزواج ) لذا فقد قرر الأب تزويج أبنه الذي ( صار رجال ) والرجل في تعريف أهل بغداد هو من أكمل العشرين من عمره ( وشواربة بيده ) ومارس شغل أبيه وبأستطاعته أن يحل محل والده عند غيابه وأن يستضيف الخطار ويقوم ( بالواجب على اربعة وعشرين حبايه) لذا فقد كلف زوجته بأيجاد ( بنت الحلال) التي تليق بمقام العائلة وتصلح أن تكون زوجة للمحروس .


مشاورات :تقوم أم الولد بمشاورة ( الحبيبات ) وغالباَ ما يكن من الأقارب أو من الجيران القدماء أو من الصديقات الوفيات ويقع قرارهن على فاطمة بنت جارهم العزيز والذي أنتقل في السنة الماضية الى دارهم الجديدة ويضربن موعد لزيارة ذلك الجار ( بيت أم فاطمة ) فيرتدين أحسن الملابس كلصاية والهاشمي مع الملوي في ذراع الأم والبابوج الأسود الروغان أو السرايلي وعلى رأسها البويمة أو الفوطة والكيش مع العبايتين صوف أو عباية مبرد مع البوشي كل وفق ذوقها ومايناسب عمرها ويذهبن مشياَ على الأقدام أو بواسطة ( الربل أو اللاندون ) بعد أن يرسلن خبراَ بأنهن قادمات وقد يذهبن ( على غفلة ) بدون أرسال أي علم بقدومهن وتكون أم فاطمة قد أستعدت لأستقبال صديقاتها وجيران العمر فغسلت الحوش الى ان طلع الطابوك أصفر مثل الذهب وفرشت الليوان بالدواشك ومخاديد التجي وغطت الدواشك بالحرامات الصوف المحققة وحضرت المنقلة بعد أن جلفتهة بتراب السكري وحضرت أدوات الشاي والسماور الجبير والقوري الفخفوري والبيز الوردي كما حضرت الكعك والبقصم شغل السيد مع خبز العروك وجبن كرد مع النعناع وبعد أن تتم الزيارة ويتبادلن الأحاديث وأغلبها حول أخبار الصديقات والجوارين مثلاَ فلانة أنخطبت لأبن الحجي وصديقه مشاء الله بجرها ولد وهاي البطن الثانية هم ولد وأبو فلان خطية هالأيام شغله واكف , والله وداعتج البارحة سويت فد كبة لايكه الهل حلك , والى اخره من أحاديث النساء . وعند العودة الى البيت تصف الأم خطبيت أبنها لوالده واليكم مثلاَ على ذلك .ــ أبو جاسم .. تدري المن لكيت عروس لأبنك ؟ فاطمة بنت الحجي , حجي فلان ... ماشاء الله صايره مره , طولها مثل طول أمها شطبة نازوكيه شعرها أصفر مثل الكهرب عيونها عبالك ساعه أسنونها ليلو ركبتها كلبدان أو من بوستها ريحتها عبالك مسج ريحت حلكها ورد لابيها صنان ولا كل ريحه , بس يبجيلها على علجة لحم . أي أني هم أكول من تتزوج تسمن .بعد أن يوافق الأب تضرب أم جاسم موعداَ جديداَ مع أم الخطيبة ( ويفكن الحجي ) وطبعاَ أم فاطمة تبارك الزواج لأنها تعرف عائلة الخطيب جيداَ وتقول لأم جاسم :ــ داده كبعيها وأخذيها هاي خادمتج بس الحجي يم الحجي أخاف منطيه لحد أني اكله اليوم وأدزلج خبر أنشاء الله باجر وبعد أن يكون لأبي فاطمة علم بالموضوع يبارك الخطبة قائلاَ الحجي أبو جاسم مثل اخوية مابيناتنا الى ما حرم الله وماشا الله أمورهم زينه الحجي بالع ريكه وأبنه جاسم رجال من صدك محد ياخذ غلبه أبن أبوه


الخطبة :


حين يضرب موعد للخطبة يذهب والد الخطيب مع نخبة من وجهاء الطرف ومن أصدقاء الأبويين الى دار والد الخطيبة وبعد تناول شتى الأحاديث يتكلم اكبر القادمين سناَ وأكثرهم وجاهة فيطلب ( البنية ) الى أبن صديقه الحاج أبراهيم وبعد أن يوافق الأب تدار كؤوس الشربت ثم يقرأ الحاضرون سورة الفاتحة ويتمنون الخير للطرفين . وأثناء تقديم الشربت تطلق النساء الهلاهل من داخل البيت .


تقديم الحك ( الصداق ) :


بعد أتفاق العائلتين تعيين أحدى الأمسيات لتقديم الحك فتكون أم جاسم قد حضرت قطعة ذهب مع قطعة قماش من النوع الجيد وهدايا اخرى مع عدد من كلال شكر قند أو علبة لقم وقد عكدت الحك بمنديل أبيض حرير ولبست أحسن ملابسها هية وحبيباتها وذهبن الى بيت الخطيبة حيث تتعالى هلاهن من باب الحوش وبعد الترحيب من قبل الطرفين تقوم أم العريس أو اخته الكبرى بتقديم قطعت الذهب وتلبسها للعروس وتقدم بقية الهدايا مع صرة الحك لأم العروس بين الهلاهل وعبارات التهنئة مبارك , بالخير , بالتمام ...


مراسيم عقد القران :


غالباَ ما تتم مراسيم عقد القران في بيت الزوجة أو احد اقربائها أن لم تكن دارها مناسبة حيث يتم تبليغ المدعووين وجاهاَ أو بأرسال رسول أذ لم تكن طباعة رقاع الدعوة منتشرة . ثم شرع بطبع رقاع الدعوة التي توزع على اصدقاء ومعارف العائلتين وفيها تحدد ساعة ويوم العقد وغالباَ ما يكون يوم الجمعة وهذه هي صيغة الدعوة :


يتشرف فلان بدعوتكم لحضور حفلة عقد قران ولده فلان على كريمة فلان بن فلان في الدار المرقمة ـــــ محلة ــــ وذلك في الساعة العاشرة من صباح يوم الجمعة المصادف ـــــ وبحضوركم يتم الفرح والسرور .

يرسل أهل العريس الشكرات والظروف مع المناديل مع شمعة العسل وقناني الشربت ، وشكر القند ( كلال ) مع عدد من بطاقات الدعوة لأرسالها الى خاصيتهم ( أقربائهم ) .
تحضر صديقات العروس وأقرباؤها في أحدى الأمسيات قبيل موعد ( المهر ) للمعاونة في لف ظروف الشكر بالمناديل وتشكيلها بالدنابيس وتهيئتها في سلال .
وفي ليلة الجمعة المقررة تفرش دار والد العروس وتهيأ المقاعد على عدد المدعوين وفي صباح الجمعة يقف والد العريس وأخوته لأستقبال المدعووين ولا يحضر والد العروس وأخوتها لأنه ( عيب ) وبعد أن يتوافد المدعوون ويحضر المختار والقاضي ووكيلا الزوج والزوجة وشاهدان من وجوه المحلة تبدأ مراسيم عقد القران بترتيل بعض أيات القرآن الكريم ثم يجلس وكيلا الزوجيين أمام القاضي متصافحيين ( أبهاماَ على أبهام ) ثم يغطي القاضي يديهما بمنديل أبيض كبير نسبياَ يكون من نصيب القاضي بعدئذ ومثله للمختار . يبدأ القاضي بأجراء مراسيم العقد ثم يوقع الوكيلان مع الشاهدين في سجل المحكمة وتعطى نسخة من العقد وتسمى ( زنامة ) الى أهل العروس وهي تحمل موافقة الزوجة على الزواج من فلان على مهر مقدم ( كذا ) ومهر مؤجل ( كذا ) وتحمل تواقيع القاضي والمختار والوكيلين والشهود وتوقيع الزوج والزوجة .
ثم يذهب القاضي ومعه معاونه يحمل الدفتر والمختار ووالد الزوج الى قرب باب الغرفة التي تجلس فيها العروس ليأخذ من لسانها ( يستحصل ) موافقتها فيسألها عن قبض المهر والقبول بفلان زوجاَ .
ومن عادة بنات بغداد الا يقلن نعم الى بعد أن يكرر القاضي سؤاله عدة مرات .
وفي هذه الأثناء تكون العروس مرتديه بدله بيضاء جالسه على رخت ( الرخت هو سرج الحصان يكون مرصع بالفضة ) وبيدها العنان ثم تطور ذلك فأصبحت العروس بعدئذ تجلس على كرسي وأمامها صينيه تحتوي على :
* القرأن الكريم مفتوحاَ على سورة ( أنا فتحنا لك فتحناَ مبيناَ ) تضرعاَ اليه عز وجل أن يجعل الزواج فاتحت خير على العائلة وأن يكون مقدم البنت على بيت الزوجيه مقدم خير .
* البياض ( لبن أو قيمر أو حليب ) لأن البغادة يتفاءلون بالون الأبيض ومن أقوالهم في الدعاء لشخص بالخير يقولون ( أنشاء الله بيضه بوجهك حشه عيونك ) .
* الخضرة مع الخبز وتكون الخضرة ( ياس أو كراث ورشاد أو خس ... ) لأن الخضرة وهي نبات الأرض دليل الخير والبركه .
* الشكرات وتكون حلوة المذاق لأنهم يتفاءلون بالحلاوة حتى تكون العروس ( حلوه بعيون الرجال ) كما يضعون في الصينيه قليلاَ من الحنه ويوقدون الشموع وعندئذ تضع العروس قدميها في لكن ماء تأخذه بعدئذ أحدى المجبوسات وتسبح به عسى أن تحمل , وبعض العوائل يضعون قدمي العروس في لكن ماء فيه ياس وورد . وتمسك العروس بيدها شيشه صغيره تحتوي على الزئبق تخضها بين الحين والأخر على أساس ( بطله ــ أي أبطال السحر ) وفي فمها فص نبات .
تقف على رأس العروس أمرأتان من المسعدات وغالباَ تكونان من خالاتها أو عماتها أو من الأقارب أو الأصدقاء وبيد كل منهما كلتان شكر قند تحركانهما فوق بعضهما حتى تتساقط السكر على رأسها المغطى بقماش أبيض ثم تجمع تلك الذرات المتساقطه مع ماتبقى من كلات القند ويحتفظ به حتى مصباح الصبحيه حيث يعمل حلاوه تقدم للعريس والعروس .
كما تحمل أحدى قريبات العروس ( قفل ومفتاح ) وبعد أن تلفظ العروس كلمة ( نعم ) أجابة على أسئلة القاضي التي كررها عدت مرات يقفل القفل ويحتفظ بالمفتاح الى ليلة الدخلة حيث يفتح مرة ثانيه وأذا لم يفتح القفل في هذه اليلة فأنهم يعتقدون بأن العريس لم يتمكن من ( أخذ المره ) أي لم يستطيع أفتضاض بكارتها كما تحتفظ العروس بفص النبات الذي وضع في فمها عند عقد القران لوضعه في فم العريس ليلة الدخلة أيضاَ . وبعد أنتهاء مراسيم القاضي توقع العروس في الدفتر الرسمي الذي يحفظ في المحكمة وتتعالى الهلاهل وتمنح أقارب العريس وكعة المهر للعروس وغالباَ ما تكون أساور ذهبيه أو أقراطاَ أو نقوداَ ... الخ وقد قيل قديماَ ( الهدايا على قدر مهديها ) وبعد عودت القاضي ومن معه الى محلهم يبدأ ( الوكافه ) وهم عادةَ من أولاد الطرف ومن أقران العريس وأصدقائه بتقديم الشربت على الحاضرين ثم توزع المناديل الملفوفة على ظروف الشكرات وأخيراَ ينفض المجتمعون بعد تقديم التهاني لوالد العريس الذي يكون واقفاَ في باب الدار لتوديع المدعوين وقبول تهانيهم فمنهم من يقول : ( بالخير أنشاء الله يوم زواج الصغير ) وأخر يقول ( بسلامتك حجي أنشاء الله تشوف ولد ولدهم ) .. والخ ووالد العريس يرد على عبارت التهنئة بالشكر . ويرسل أهل العريس بعدئذ دولكات الشربت الى بيوت الجوارين والأصدقاء مع ( جفية أبو فلان ) الذي لم يحضر حفلة عقد القران لظروف قاهرة .
الحفافة :
وهي امراة تدخل البيوت مهنتها ازالة الشعرمن وجوة النساء واذرعهن وسيقانهن وذلك باستعمال الخيط والسبداج وهي عادة تتولى تجميل العرايس وبعض الحفافات يكن وسيطات زواج يعرضن جمال وحسن فلانة على ام فلان التي رامت تزويج ابنها.كما ان هناك نساء يمتهن (دلالة الزواج) وتزويج البنات (البايرات)او اللواتي فاتهن قطار الزوجية.
تدعى الحفافة الى دار اهل العروس قبيل موعد عقد القران وتدعو ام الزوجة اقارب العائلتين حيث تحف الراغبات منهن بعد اكمال حفافة العروس.
تجلس العروس وتجلس قبالتها الحفافة على الارض المفروشة وتقوم بواجبها بين هلاهل الحاضرات اللواتي يرمين قطع النقود في طاسة الحفافة حسب الاستطاعة.وبعد الانتهاء من الحفافة يتناول الجميع طعام الغذاء عند اهل العروس في جو يسودة الحبور.
عقد القران للنساء :
تجري حفلة عقدالقران للنساء عصر نفس اليوم حيث تتوافد المدعوات بالموعد المقرر وتكون العروس جالسة على كرسي عال نسبيا وهي بملابسها البيضاء المؤلفة من :
البدلة البيضاء وتسمى بلكة وتنورة مع التبة وزلوف والدواغ جيناوي ابيض والحذاء يسمى كذلة رحو.ثم تطورت ملابس العروس مع الزمن واصبحت كما يلي محتفظة باللون الابيض بدلة كاملة(نفنوف) وبيدهاالدوانات وعلى راسها الدواغ مع طاق قداح اصطناعي وبيدها شدة ورد اصطناعي ايضا او مهفة اصطناعية وتسمى (ال فرنكة)اى اجنبية الصنع. وتكون العروس مطرقة الخجل وبيدها منديل ابيض على فمها ولاتكلم احدا.امام العروس شمعة العسل مثبتة فى قمقم صفر لانها ثقيلة نسبيا وحولها عيدان الياس الاخضر.ومن حب الاستطلاع او فى طلب الانس يحضرن عددا من النساءغير المعزومات وهن مخمرات بالعباءة لايظهر منهن سوى عيونهن وبعضهن تظهر عينا واحدة ويسمى هذا (بالتبديل) اى حضرت فلانة بتبديل هيئتها. ويقدم للمدعوات الشربي وظروف الحلوى بدون مناديل ثم تطورت حفلات عقد القران واخذت بعض العوائل تقدم الكرزات او الكليجة والكعك مع الشاي واخيرا السندويجات والكيك.
وتستقدم بعض العوائل (ملاية)مع جماعتها من (الدكاكات او الردادات)لاحياء حفلة غنائية خلال تلك الامسية وبعضها يحضر راقصة اواكثر او كاولية(الغجر) وهذا يتوقف على حالة العائلة المالية.
عندما تذوب الشمعة وتطول فتيلتها تقوم ام العروس او احدى قربياتها بقص الفتيلة واطفائها بطاسة ماء احضرت خصيصا لهذه العملية.وبين العوائل من يختتم الحفلة هذه بمد سفرة العشاء تامشتملة على انواع المأكزلات الشهية والفواكة والحلويات.ويعد انصراف المدعوات تطفأ الشمعة لاستعمالها ثانية في ليلة الدخلة .
الجهاز
تبدأالعروس ومعها امها او اختها الكبرى او احدى قريباتها باعداد الجهاز وربما تخرج عدة نساء معا لشراء هذا الجهاز،فتشتري قماش بدلة العرس تمهيدا لارسالة للخياطة حتى يكون جاهزا في الوقت المطلوب ثم تشتري بقية الحاجات الجاهزة،وتوصى على عمل الموادالاخرى. اما اثاث الدار فهو حسب قدمه:صندوق الهند ذو المسامير الصفراء او الكنتور ذو المراة الواحدة الظاهرة او كنتور ذو مراتين ظاهرتين ثم الكنتور ذو عدة ابواب والمراة مخفية .كرويت ابو الرمانة المجروخة اثنتان ثم تطورت الى الفنقات.مراة كبيرة مع ميز ثم تطور الى ميز التواليت،اورطة ويانات ايرانية،عدد من الدواشك واللحف والوسائد وتكون عادة صرة لحاف العروسين من الجيناوي اللماع وكذلك رؤوس المخاديد،لكن وابريك ،صينية صفر كبيرة والكرسي الخاص بها ، عدد من الطشوت(جمع طشت) وهى من الصفر المبيض، ومنقلة حديد ثم اصبحت منقلة برنج مع مقعد خاص لها يسنى صينية المنقلة ،لفات حصران خيزران،سلال الملابس،جربايه ام الرمانات ثم تطورت الى قريوله سيسم،ماكنة خياطة يدوية وغيرها مما يستعمل في البيت وكل حسب امكانيات الطرفين.كما تشتري ملابس داخلية للعريس ومن معة في البيت من الرجال كأبية واخوتة وتسمى(جماشور).
الحمام :
يحجز اهل العروس حمام الطرف صباح يوم الاربعاء الذي يسبق ليلة العرس لاغتسال العروس ومن معها من المدعوات حيث تذهب العروس ومعها الادوات التالية وهي لاتقتصر على العرائس فقط وانما تشمل معظم بنات ونساء بغداد وتتوقف نوعية المواد على امكانيات المستحمة ولكنى سأذكرها هنا كنموذج للمرأة البغدادية:
مفرش مطرز بكلبدون_ لفرشة على تخت او دجة (دكة)الحمام للجلوس علية بعد الاستحمام.البقجة المطرزة بالكلبدون ايضا وفيها زوج مناشف شاملية(عمل دمشق)مطرزة بالبريسم الابيض او بالكلبدون ايضا.بشطمال ابريسم (دك الصايغ)اى مثبت علية طررفضية،قبقاب مكسو بالفضة،ركية فضة وتكون ركية متوسطي الحال من الصفر المبيض يوضع في داخلها المشط وهو من الخشب وحجر مغطى بالفضة مع كيس وليفة مع عدد من قوالب صابون الركي ابو الهيل (شغل حلب)مع عدد الكرص(جمع كرصة) وهى مزيج من النخاع(مخ عضم الكراع)والسبداج العادي مدورة الشكل حجمها بقدر الدرهم اليوم يستعمل لازالة الاوساخ والدهن من الوجه.مع كمية من الديرم وهو لحاء شجرة الجوز يستعمل لتلوين الشفاه وتنظيف الاسنان،كمية من طين خاوه،لكن كبير يستعمل لاخذ الماء ويقوم مقام الحوض،ولكن اخر يستعمل لنقل الماء ولكن ثالث صغير يستعمل للجلوس بعد وضعة مقلوبا على الارض وكل هذة اللكونه مصنوعة من الصفر المبيض،بقجه اخرى تحتوي على الملابس النظيفةمع عدد من الجتايات الموردةمن(شغل حلب او الموصل)تستعمل لتعصيب الرأسبعد الاستحمام،تسلم العروس او كل مستحمة مخشلاتها(للحممجيه) زيادة في الامان وتسلم الملابس والبقج للناطورة التي تتولى عادة حراسة الملابس لقاء(بخشيش)علاوة على اجور الاستحمام.
ومن عادات اهل بغداد عامة _نساء ورجالا_اخذ الفواكهة معهم الى الحمام وخصوصا الرمان والنومي الحلو.ومعظم النساء يتأخرن في الحمام حيث يدخلن صباحا ويخرجن مع اذان العصرولذلك يحتجن الى طعام يغلب ان يكون كباب السوق وهو من اكلات بغداد المشهورة ولكن طعام العروس يكون خاصا حيث تأتي صواني الطعام لها وللمدعوات من البيت وأغلبة نواشف او كباب وهو الاكلة التقليدية في الحمام .ومن النساء من يصبغن شيبهن بالحناء والوسمة في الحمام.وبعد انتهاء العروس والمدعوات من الاستحمام تدفع ام العروس اجور الحمام وبخشيشا للدلاكة والناطورة وثمن جاي الدارسين ويخرجن الى بيو تهن.

الحنة(ليلة الحنة) :
تقام عادة في ليلة الاربعاء التي تسبق ليلة العرس(الدخلة)في بيت اهل العروس مراسيم الحنة تحضرها قريبات العائلتين وصديقاتهن.تنصب صينية كبيرة مزينة بشموع الكافور والياس (اوراق نبات الياس)وطاسات الحنة الايرانية المعجونة،تبدا الجدة (القابلة)التي ولدت ام العروس بوضع الحنة بيد العروس ورجليها بين الهلاهل والغناء واصوات الدنابك والدفوف،فأذا لم تكن القابلة موجودة تقوم جدة العروس لامها او ابيها بواجب وضع الحنة على يدي العروس وايدي المدعوات تباعا.وهنا ايضا يقدم الحاضرات بعض النقود في طاسة الماءمساهمة منهن بالفرح وتكون تلك النقود من نصيب القابلة.ثم تذهب الى بيت العريس حتى(اتحني)العريس وسراديجة،وهناك من يقيم سهرة ممتعة يدعون اليها(ملاية والدكاكات)او راقصات وهذا يتوقف على الحالة المالية كما اسلفنا ثم يتناول الجميع طعام العشاء وتنصرف بعدئذ الحاضرات وقد امضين وقتا سعيدا في حنة العروس.
ندف الفراش وخياطته :
يحدد موعد ندف الفراش ويدعو اهل العروس اصدقاء ومعارف العائلتين من النساء ويستدعون احد الندافين المعروفين،فيحضر ومعة صانعه الذي يحمل(الكوز والجك)والنداف يحمل عصا يضرب بها الفراش بعد خياطيه،وعند البدء بتفصيل قماش تتعالى الهلاهل والادعية(امبارك،بالعافية،بالتمام انشاء الله)وتقدم المدعوات والحاضرات بعض النقود بخشيشا للنداف،وعند الظهر تنصب الصواني الغداء للمدعوات كما يستأنف النداف اماله بعد ان يتناول طعام الغذاء هو وصانعه ثم ينصرف الجميع وكلهم يتمنى الخير والسرور للعروس.
الحملة :
بعد ان يححد موعد ليلة الزواج ينقل اهل العروس جميع الجهاز الذي احضروه الى مسكن الزوجة وغالبا ما يكون في بيت اهل العريس ويحضر عدد من اقارب الطرفين للمعاونة في تنظيم وفرش غرفة العروس،يحضر اصدقاء واقارب العريس الى بيت العروس ومعهم المزيقة (الموسيقى)وهي اجواق شعبية خاصة بالات نفخ مع الطبل والمزمار والنقارة ومعهم عدد من الحمالين الصغار والكبار ،فيوزع الاثاث على الحمالين ويقفون رتلا فى (الربونة او العكد)وبعد اتمام التحميل تسير مجموعة من شباب الطرف اصدقاء العريس واقربائه وخلفهم (المزيقة)ثم الحماميل وهم يحملون على روؤسهم او ظهورهم قطع (الجهاز)واذا طال رتل الحمله دل على ان العريس ذو وجاهة ويسر،ويسير فى نهاية الحملة عازفو الطبل والزماره والنقاره.

زفة العروس :
تسنعد العروس بعد تناول غداء ظهر يوم الخميس للزفه حيث تقوم احدى النساء(المسعدات)السعيدات فى حياتها الزوجية بالباس العروس ملابسها البيضاء الخاصة بالعرس وتقوم بعملية (الزواكة)تجميلا للعروس،واحيانا تقوم الحفافة بوضع الزواكة على وجة العروس ةقد تطورت ازواكة العروس سنة بعد اخرى وساذكر اقدمها متدرجا نحو الاحدث،كانت (النونة)يصنع بعد ان تبصق الحفافة على ظهر الطاوة المسخم وثلوث باصبعها ثم تضع ذلك المزيج الاسود كنقطة دائرية سوداء بين حاجبي العروس،كما تضع فى عينيها الكحل وعلى وجهها السبداج وتصبغ شفتيهابالديرم ثم تضع على جبينها قطعا لماعة تسمى (مي الذهب)وتلصقها بواسطةمنقوع السكر او بقليل من الدبس،وتضع قليلا من (مي الذهب)على وجنتيها ثم تلبسها التبة وزلوف التيل والدواغمن اللاز او الجيناوي الابيض وتكون عباءتها(ازار مع البيجة)وحذاؤها (كذلة رحلو)او الجدك وهو حذاء طويل يشبة الجزمة اونة اصفر،ثم تطورت زواكة العروس فاستخدم الخطاط و(الازباد)لرسم النونة وتطويخ الحاجبين والسبداج القلاي مع صبغ الوجنتين بالقطن الاحمر بعد تبليلة بالفم والديرم والكحل كما اسلفنا وسنأتي على اسلوب عمل الكحل مفصلا ثم تطورت مواد التجميل اكثر فظهر البودر واحمر الشفاه وقلم الكحل وحمرة الخد وغير ذلك مما شاع استعمالة منذ نهاية الحرب العالمية الاولى حتى الان،ولاتزال ادوات ومواد تجميل النساء في تطور مستمر،ويعد تجميل العروسوالباسهااغلى (مصوغاتها الذهبية) وحضور كافة المدعوات للزفة ينادي احد صبيان المحلة ويطلب منةه شد( اى تحزيم) العروس بقطعة قماش احضروها لهذه الغاية اعتقادا بان هذه العملية تجعل المولود البكر ولدا لشدة تلهفم للولد،ثم تطور الازار والبيجه الى العباءة المبرد مع البوشي وهنا يجب ان يكون بوشي العروس من القماش الابيض،تمشي امام العروس احدى نساء المحلة حاملة على راسها بقجة الجماشور وعلى كتفهاابريق مفخور كأباريق الجامع وفية كمية من الاس وتصيح باعلى صوتها (نوري بال محمد صلوات)وعند وصول العروس تعطي تلك امرأة اخرى تحمل مرأة مواجهة نحو وجه العروس.وتكون زفة العروس اما مشيا على الاقدام او بالعرباين الربل واخيرا عند شيوع استعمال السيارات اصبحت الزفة بالسيارات المزوكه بالقطن والشرايط الملونة وغيرها،عند وصول العروس الى باب بيتها الجديد ينحر لها خروف على عتبة الباب كي تطأدمه بقدمها للبركة،كما يوضع في مدخل الدار (لكن)ماء تضربة العروس بقدمها كي يتدفق الخير على زوجها كتدفق الماء النسكب من اللكن ثم تجلس العروس في وسط الحوش او الليوان وبيدها منديلها وقد وضعته على فمها لاتكلم احدا ولاتبتسم وعند اذان المغرب تنصب صواني العشه للمعزومات وفي هذة الفترة تعطى للعروس قليلا من دهن الطعام ويطلب منها ان تسكبة في الموقد حتى يزيد رزق صاحب الدار ولاينصرف النساء الابعد قدوم العريس كي يتفرجن على الزفة،يحضر اهل العريس الجوق الموسيقي البغدادي وعددا كبيرا من اللوكسات لانارة الطريق امام الزفة حيث ينتظرون في باب الجامع الذي يؤدي فية العيس وجماعته صلاة العشاء،وغالبا ما يكون احدا اصدقاء العريس قد اقام حفلة عشاء للعريس واقاريه واصدقائه وبعد الانتهاء من تناول العشاء تجتمع (الزفافة)في الجامع لتأدية الصلاة كما ذكرت،ثم يجتمع الموكب في باب الجامع ويقوم احد الاصدقاء بتنظيم اسلوب مسير ذلك الموكب حيث يوزع الاضوية (اللوكسات) ثم الجوق الموسيقي تم عددا اخر من الاضوية امام العريس ثم العريس وهو بملابسه الجديدة وعباءاه ذات الياخة الكلبدون ويحف به اثنان من اصدقائة يناظرانه في الطول والملابس ويمشى احدهم عن ينيتة والاخر عن يساره ويسمى كل منهم (سردوج) اى مرافق العريس،ويمشي خلف العريس والسراديج (جمع سردوج) عدد من الاصدقاء وبقية اعضاء الزفة وفى المئخرة ابو الطبل وعازف الزمارةوضارب النقارة،وعند خروج العريس من باب الجامع يكسر اولاد المحلة عدة اباريق ماء(من التي تستعمل في الجوامع وهي من الفخار)فيعطي احد السراديج بعض النقود لاولئك الاولاد،ومعظم الزفات تتقدمها جماعة المهوسين وهم من شباب المحلة اظهارا لشعورهمبفرح صديقهم ابن الطرف ومنها

شايف خير ومستاهلها


زوجناه وخلصنا منه

ومبالغة في الفرح تطلق في كثير من الزفات الاطلاقات النارية من مسدسات وبنادق المهوسين،يقوم اصدقاء العريس اثناء مسير الزفة (بعملية)مورثة وقد عملت بعد التساؤل ان هناك عادة مشابهة لدى بعض الاقوام ولكنهم بدلامن الاستعمال(الاصابع)يستعملون ابرا ينخسون بها العريس في العريس في اماكن من جسمة دون تركيز على محل معين والغاية من ذلك هو استجماع افكاره والحيلولة دون تفكيره بالمجهول لان هذا التفكير قتال كما هو معروف،واستهدف بعضهم محل الاتيان بتلك العملية بالذات لتهيج العريس حتى يتمكن ان يقوم بالعملية الجنسية بالسرعة المستطاعة حيث اهله واهل العروس بانتظار (وصلة البياض الوجه)
ليلة الدخلة ــ (يلفظ لام الدخلة مفخما) :
بعد وصول العريس الى بيتة المفعم بانواع الزينة والاضوية واللوكسات والاويزات والفوانيس واللمبات (وبعد شيوع استعمال القوة الكهربائية في البيوت استخدمت نشرات الاضوية الملونة مع _كلوب ابو المية_بالنص اى في فناء الدار)يدخل الى غرفته حيث تقف العروس ومعها امرأة سعيدة في حياتها الزوجية وغاليا ماتكون احدى قريباتها(فتعطي الايد بالايد)اى يتصافح العريسان ثم يرفع (البركع)من وجة العروس فيقبلها في جبينها،وعند بعض العوائل البغدادية تمسك العروسبكل ايد شمعة كافور موقدة تأخذها منها المرأةالتي تعطي (الايد بالايد) وتضعها في الشمعدانات بنفس الغرفة حتى يتصافحا وهي تقول (منك المال ومنها البنين بجاه رب العالمين)وهناك وصية لام العروس توصي بها ابنتها وذلك بان تطأقدم العريس بقدمها حتى(تركبه)اى تسيطر علية وتكون كلمتها مسموعة في البيت،اما وصية ام الزوج لابنها فهي العكس اى هو الذى يجب ان (ايدوس رجل مرته)لنفس السبب انف الذكر،وبعد ان يقبل العريس عروسه يخرج من غرفته الى الحوش للتسليم على من كان معه في الزفة من الاخوان والاصدقاء والمعارف فتقدم كؤوس الشربت للحاضرين مع الهلاهل المتلاحقة وبعد تقديم التهاني للعريس ووالده ينصرف كافة المدعوين فتقبل العريس يد والدة ويدخل مرة ثانية الى غرفة منامه ،ثم تنصرف النساء اللواتي حضرن مع العروس وتبقى احدى قريبات العروس (عمتها او خالتها او بيبيتها)في البيت تنتظر(وصلة بياض الوجه)يضع اهل العريس طعاما في غرفة الزوجية (دجاج،لحم محموس ،بقلاوه، او حلويات)حتى يأكل العروسان بعد ان بطمئن كل الى شريك حياتة حيث لم ير كل منهما الاخر قبل هذة الليلة، وعاش كلاهما بالتفكير ومن يفكر طبعا لايشتهى الطعام،ومن ناحية اخرى يستطيعان بهذا الطعام ان يعوضا الجهد البدني الذي بذلاه في تلك الليلة علاوة على السهر كما توضع كمية من الشكرات فى نفس الغرفة وتسمى (جوة الراس)يوزع على الجوارين صباح اليوم التالى،وساعة يؤدي الزوج رسالته في تلك الليلة يخرج من غرفته الى غرفة اخرى فاسحا المجال لدخول قريبة الزوجة التى باتت ليلتها عندهم لاخذ قطعة القماش البيضاء المصبوغة بدم البكارة،وعندئذ تطلق الهلاهل فرحا واعلانا بان ابنتهم شريفة وبنت حلال ،وقد يطلق بعض اقربائهم من الشباب عيارات نارية في الفضاء لاشعار سكان المحلة ب(بياض الوجه)،وقبل الفطور يسبح كل من الزوجين على التوالي الزوج ثم الزوجة (لاغتسال الجنبات)وهذة عادة اسلامية صرفة وان معظم تهل بغداد متمسكون بعادات الدين الاسلامي الحنيف

الصبحية :
وفي صباح يوم الدخلة (صباح الجمعة)يرسل اهل العروس فطورا الى بيت الزوجية قوامه ماعون كيمر كبير مع الخبز وماعون حلاوة المصنوعة من الشكر الذي تساقط على راس العروس عندما كان القاضي (ياخذ من السانها)ثم تطور الفطور الى صينية بقلاوة ام الكيمر او كاهي وغيرها،وفي ضحى يوم الصبيحية تقاد العروس من قبل حماتها(اي زوجة اخ العريس)علما بان البيوت البغدادية كانت تضم ثلاث او اربع جناين لان الاولاد المتزوجين يسكنون مع والدهم في دار واحدة كي (توكع على ايدعمها)ثم عمتها اى تقبل يدوالد زوجها الذي يبارك زواجها كما ان العريس يقبل يد ابويه ايضا،فيبارك والد العريس قائلا(أمبارك ألف أمبارك الله ينطيني العمر حتى اشوف المحروس ابنكم)ثم يقدم وكعة اىهدية لزوجة ابنة وهذه تتوقف على الحالة المالية طبعا وعلى سبيل المثال يقدم لها قطعة ذهبية قد تكون سف حصير ،او اسوار او تراجي ام الساعة او تراجي ام الدرع واخيرا منتشه ليلو او زنادي او ياخة ألماز او فلوس،وعند المساء يذهب العريس الى بيت عمه (والد العروس)حيث يقبل يد عمه وعمته (ام العروس)وهناك يعطيه عمه (وكعة)ايضا ومن عادة الازواج في بغداد الايبارحوا الدار لمدة ثلاثة ايام متتالية ومنهم من يبقى سبعة ايام
الزيارات :
في الايام التي تلي الدخلة تكون العروس في احلى زينتها واحسن ملابسها وهي لاتقوم باي عمل غير استقبال(الجوارين)والاقارب والاصدقاء الذين يقصدون بيتها لتقديم التهاني والفرجة على جهازها (اللهم الا غسل التمن في صباح يوم الصبحية حتى يكثر الرزق)حيث تفتح لهم (صندوك الهدوم او الكنتور او دولاب الملابس)ليشاهدوا ويتفرجون على الملابس والمصوغات والهدايا وغيرها،وهناك حبل في نهايتيه طاسة فضية يتدلى منها كراكيش بنفس لون الحبل ،يشد بالغرفة لتنشر عليه العروس ملابسها حتى تشاهدها الزائرات
يوم السته :
في اليوم السادس من ايام الزواج وغالبا ما يكون صباحا تزور ام العروس وقريباتها وعدد من الصديقات دار العروس وامامهن موكب من الصواني التي تحملها الخادمات او صبيان المحلة على رؤوسهم وهذه الصواني هي هدايا من اصدقاء اهل العروس ردا لفضلهم وتكون الصواني والتي تحتوي على كلال الشكر قند،شكرلمه ،لوزينة ،لقم مغطاة ببقج ملونة او بشطمالات ابريسم ويكون في بعض الاحيان مع تلك الصواني قطع فضية او قطع قماش وغير ذلك حسب علاقة المهدي بالمهدى اليه وعند وصول تلك الصواني الى بيت العروس تسلم الى احدى قريبات العريس ،وهذه (تصر)بغطاء كل صينية مبلغا من النقود زذلك يعتبر (بخشيش)لحامل الصينية،وتجري تلك العملية طبعابين عاصفة من الهلاهل ،ثم يتنازل الجميع طعام الغداء في بيت العريس.

توزيع الحلويات :
يوزع اهل العريس الحلويات التي وصلتهم في مواعين على الاقرباء والاصدقاء والجوارين الذين شاركوا في الفرح ويحتوي كل ماعون على كافة انواع الحلويات من كل شئ اشويه
اليوم السابع :
تقوم العروس بغسل ملابس العائلة المستحقة للغسيل(كي ينغسل همها) كما ان العروس لاتكنس البيت حتى اليومالسابع كي لاتكنس اعيالها اى اهل زوجها.
دعوة العروس :
لاتخرج العروس لزيارة احد قبل (يفك اهلها رجلها)(وفك الرجل)هذه تكون بدعوة من اهل العروس يدعى اليها العروس والعريس وافراد العائلة،ومن عادات اهل بغداد ان العروس لاتواجة اباها او اخوتها الابعدان تلد بكرها فتذهب اليهم مع المولود بدعوة (فكة الرجل)كما تبقى العروس محافظة على خجلها وعدم مواجهة احمواتها اى (اخوان الزوج)الابعد مدة طويلة وتسلم عليهم عند مواجهتها لهم وهي (امغشاية بالعباية)اىمغطاة الوجه بالعباءة،ومن اقوال البغادة في الزوجة(يمه المره عرك ثيل)اى توسع رقعة الاقارب والنسبان وقولهم في مدح الزوجة (المن اخذ؟بنت نص الدنيه)اى كثيرة الاهل والاقارب،وللندم يقولون (طالعه من زرف الحايط).
الحمل :
من النساء من يحملن في الشهر الاول وهذا ما يبشر به اهل العروس والعريس جميع الاهل والاصدقاء واذا تاخرت الزوجة في الحمل شهرين او اكثر قالوا(المرة مجبوسة) ومن الاسباب الجبسة في اعتقادهم
أـ دخول عروس عليها اى زيارتها
بـ ـ اذا دخلت عليها نفسه(وهي المرأة الوالدة قبل بلوغ ابنها الاربعين)ولاجل فك الجبسة تصاحب الزوجة المجبوسة امها في الذهاب الى بيت من كان السبب في جبستها خلسة في الليل حيث (تتبول)في عتبة بابهم ثم تطرق الباب (براس بصل يابس)ثم ترمي راس البصل في بيتهم وتنهزم ،فبقدرة الله لايمضي عليها شهر الا وتكون قد حملت .وان لم تحمل فانها تحقق غايتها باحدى هذه الطرق
1- تذهب بمصاحبة امها طبعا الى مقبرة اليهود وتطفر (تقفز)من فوق سبعة قبور وتاخذ امها من قرب كل قبر قفزته قليلا من التراب وعند العودة الى البيت تضع تلك الكمية من التراب في الماء وتسبح به المجبوسة
2- تاخذ قليلا من الدم قتيل قتل حديثا بقطعة قطن او قماش وتضع تلك القطعة الملوثة بالدم في الماء وتسبح به
3- تصعد سلم احدى منائرالجامع وتجمع امها ترابا من كل (باية)من (بايات)ذتن السلم وعند العودة الى البيت تسبح بمزيج من الماء وهذا التراب
4- تذهب بمصاحبة احدى قريباتها الى مفرق ثلاثة (عكود)ومعهن قدر ماء فتخلع المجبوسة ملابسها ورفيقاتها يعملن ستارا من العبي ثم تسبح في الماء وهي خائفة مرتجفة خشية ان يراها احد عارية في ذلك المكان فبقدرة الله ومن جراء تلك الرجفة تحمل في الشهر التالي
5- تقوم بمداهمة حاج قادم من بيت الله توا وهو بملابس السفر (وتفك احزامه) وهذة لاشك عملية صعبة جدا بالنسبة (لبنات البيوت المخدرات)فأي منهن تخاف وترتجف من شدة الخوف والخجل والرهبة ولكنها مرغمة لتلهفها للطفل وهي تحمل من الشهر القادم بأذن الله وتقول من روت لي من عماتنا البغداديات اطال الله في عمرها(تره هاي امجربه)وذكرت لي اسماء بعض المجبوسات اللواتي حملن بعد قيامهن بفك حزام الحجي
6- تسبح في ماء يغمر قطعة اللحم المقطوعة من الولد عند ختانه
7- تاخذ قليلا من تراب سبعة مزاريب متجهة نحو القبلة وتضعه فى الماء وتسبح به.
واقتحمت الجبسة دائرة الامثال في بغداد، فقيل (ياحبسه انفكت الجبسه)(وحبسه اسم امرأة)علما بان معظم ما ورد في اعلاه كانت له نتائج حسنة وان كثيرا من المجبوسات انفسهن قد اكدن لي ذلك والذي اعتقده هو ان الخوف الشديد والخجل وربما البرد الذي يصيب المرأة وهي عارية تسبح في الطريق او الخوف من سكون المقبرة او الحياء من الناس عند مداهمة الحاج......كل ذلك يؤدي الى الرجفة وربما الى الحمى وقد يكون له تاثير على افرازات بعض الغدد ولعل الصدفة تمكن وراء ذلك ولاادري رأي الاخصائيين من اخواننا الاطباء،واذا لم تنفع الاعمال التى ذكرناها فان المجبوسه تراجع (الجده) اى القابلة لتصف لها وصفات عطارية تستعملها وقد تفيدفي ازالة العقم وان لم تنفع العطاريات وقدمضى على الزوجة سنة او اكثر وهي عاقر فأن ام الولد تبدأ بالتفتيش عن زوجة ثانية لابنها قائلة (يمه اريد اشوف ابنك كبل ما موت) اى اريد رؤية ابنك قبل موتي،اذا طرحت الحامل اى اسقطت جنينها الاول (البكر) فانهم يدفنون (الطرح) بعد تسميته في عتبة الباب خشية الجبسة اى عدم الحمل مرة ثانية.
ولادة البجر - اى ولادة البكر
التنساة_في الشهر الاول من الحمل تبدأالحامل بالزواع (التقيؤ)والكسل وترغب في الاستلقاء(تتطرح)اى تستلقي هنا وهناك حتى انتهاء الشهر الرابع وفي تلك الايام تلبى كافة طلبات الحامل وعلى سبيل المثال اذا قالت (اشو مشتهيه تُكي) ينبري معظم الاقارب وربما حتى الاصدقاء للتفتيش عما اشتهته الحامل ولابد من توفيره لها ولو لم يكن موسمه حيث يجلب لها مجففا وذلك خشية ان (يطلع بالجاهل)ويسمى الوحام.

جهاز المولود البكر
في الشهر السابع من اشهر الحمل يستعد اهل الزوجة ل(جهاز)الطفل الاول وتهيئة جميع حاجاته على نفقتهم ويشتمل جهاو البجر على دوشك مع مخدة وعددمن الملاحف(والملحف عبارة عن قطعة قماش مبطنة بطبقة خفيفة من القطن ويكون وحهه من تاقماش اللماع وذلك للف جسم الطفل بعد تقميطه) كله ،سلة وضع الملابس ،طاسة وخاشوكة اما من الذهب او من الفضة،كاوريات ملونة (والكاورية هي لباس رأس الطفل ولها بنود من تربط من تحت حنك الطفل)ملابس الطفل تلائم الموسم طبعا ومعضمها ملابس اولاد لرغبتهم بان تلد الحامل ولدا وليس هناك من يفكر بولادة البنت وتجمع الملابس في بقجه وفي البقجه الثانية تحفظ مجموعة من القاطات والقماط يتألف من ثلاث قطع :قطعة خارجية كبيرة مثلثة الشكل وتسمى ايضا وقطقعة مربعة الشكل تطوى على شكل مثلث ايضا فتصبح قاطين وتسمى حضينه وقطعة مستطيلة الشكل ومن القماش الطري الناعم كي لايؤذي جسم الطفل وتسمى اللكافه وتوضع بين فخذيه، وعملية لف الطفل بهذه القطع الثلاث تسمى التكميط،كاروك خشبي (مهد)مصبوغ باللون الشذري ومنقوش بصبغ لماع يسمى(مي الذهب) علما بان الطفل ينوم في الاسابيع الاولى من عمره بالسلة ونهارا بالمرجوحة حيث يربط حبل مزدوج بين تكمتي الدار وتوضعبين منتصف الحبلين قطعة قماش سميكة او جاجيم ثم فراش الطفل ،كما ترسل للحامل عدة دشاديش (جمع دشداشة)مع الباده واللباده تشبه الستره الى حد كبير الا انها مصنوعة من قماش لماع مبطنة بطقبة قطنية خفيفة و(امتكله)مخيطة بالمكينة عدة تكلات ترتديها البغدادية فوق الدشداشة ثم تطورت بعدئذ الى لبس الروب. يجمع كل ما ذكرناة ويرسل الى بيت الحامل مرة واحدة بين الهلاهل وكلهن يتمنين ولادة سهلة وولدا صالحا وتتولى العناية بالحامل الجدة (القابلة)الخاصة بالعائلة وتكون قد ولدت معظم نساء العائلة.

محمد العمر
09/12/2009, 21h34
بغداديـــــــــات
الولادة

في الأيام الأخيرة من الشهر التاسع وعند توقع الولادة بظهوراولى تباشير تبات (تبقى)ام الحامل عند بنتها حتى اليوم السابع وبعضهن يبقين حتى بلوغ الطفل اليوم الاربعين،وعندما تحس الحامل بقرب الولادة يرسل في طلب القابلة لتتولى عملية التوليد في غرفة خاصة ومن القابلات القديمات فخرية بنت ام كنه في محلة السيد عبداللة ،وصفيه محمد(ام فوزي)في محلة الفضل ، واذا تأخرت الولادة صعد عدد من الاقارب الى السطح صائحين ياقريب الفرج يافارج الفرج ياعالي بليه درج يامن فرجه قريب وسائله لايخيب،كل نفس بشدة أمة محمد فادعو لها بالعافية والشفاء والفرج (ومنهم من ينادي في البير او في التنور او على السطوح ومنابر الجوامع) واذا تأخرت الولادة مدة اكثر (عسرت) فيرسل بطلب (تجة لباس) رجل تقي ورع مشهور بزهده وتعبده في المحلة ليشدوا بها بطن الحامل تسهيلا لولادتها،فأذا ولدت الحامل مولودا(ميتا) فانهم يدفنوه بعد تسميته طبعا في طريق مطروق وليس في مقبرة كي يندرس اثره حتى ترزق امه بطفل اخر (ولاتتعطل احبالتها) باذن الله،واذا كان المولود بنتا صاح الجميع(يبوو ابنيه) فتجيبهم ام النفسة(شكو بيها اصل السلامة وتمام الخلقة والمرة التجيب البنية اجيب الولد)ثم تتغنى قائلة ابنيه على ابنيه ولا الكعده بلاش وحده تكنس الحوش أووحدة تفرش فراش )او تقول (البنية اخير من الولد هيه البشارة ساعة)اما اذا كان المولود ذكرا فتشق الهلاهل عنان السماء ويذهب احدهم مبشرا والده الذي يعطي من نقل اليه الخبر بعض النقود وتسمى البشاره ورغبة معظم الناس في ولادة الاولاد وكرههم لولادة البنت حتى ان بعضهم يهجر زوجته او يطلقها ،وجاء في التاريخ العربي ان امرأة ولدت بنتا كانت السبب في هروب زوجها من البيت فأنشدت تقول

ما لأبي حمزة لايأتينا يظل في الدار الذي يلينا
غضبان الاتلد البنينا تا لله ما ذلك في ايدينا
فنحن كالارض لزارعينا ننبت ماقد زرعوه فينا

فلما سمعها عاد اليها معتذرا، وبعد كص المسر (حبل الصرة) تبدأ الحاضرات باعطاء الفلوس للقابلة بين الهلاهل والفرح الطافح على وجوه الجميع وهم يحمدون الله على السلامة وتمام الخلقه وينحر في الصباح اليوم التالي خروف ويضعون على جبين المولود (نونه) من دم الذبيحة ويوزع اللحم على الفقراء وتأكل النفسه المعلاق وتبقى نائمة في فراشها المفروش في غرفة خاصة مستعملة نفس الاغطية والجراجف(والاورتيات)التي استعملتها في العرس
يسقى الطفل في ايامه الاولى (قونداغ) وهو ماء دافئ وسكر بواسطة الطاسة والخاشوكة الني ذكرناها مع جهاز الطفل ومنهم من (يلطعه) دبس ودهن حتى يتعود على الرضاعة وكي (لاتبرد افجوجه "فكييه") استدرار ا لحليب الام ويسمى حليب الرضعات الاولى بالضمغ كما يسقى كمون مغلى بالماء لتغذيته في تلك الفترة ولاعانته على التخلص من الغازات وتتولى العناية بالطفل واسقائه الكمون او القونداغ بيبة الطفل اى ام امه وفي اليوم الثالث بعدالولادة تأخذ القابلة الطفل بعدلفه لفا جيدا خشية البرد وتتجول به في المصبغة حيث تأخذ باصبعها قليلا من النيل وتعمل بعض النقاط على بركع الطغل (غطاء وجهة) ثم تعبر به الجسر وتأخذه الى وكفة الغنم وهدفها ان لاينجبس الطفل او لاايصير _اى يصاب بابي صفار،كما يضعون تحت مخدة الطفل جاقوجة (سكينة صغيرة)كي لايفز او يجفل كما سكينا (جوه راس النفسه) تحت وسادتها حتى يوم الاربعين.

تسمية الطفل: يؤخذ الطفل الى احد العلماء بعد ان يقررالاب اسم ابنة حيث قالوا قديما من حق الاب(التسمية والتربية والزواج)وغالباما يسمى على اسم جده او يختارون له
اسما بعد فتح القران الكريم،ويكبر العالم في اذان الطفل ثلاث تكبيرات :الله اكبر الله اكبر الله اكبر ،ثم يقول اسميتك فلانا ثلاث مرات

الهدايا: من عادة اهل بغداد تبادل الهدايا بالمناسبات ومنها الزواج(الولادة ،الوفاة ،قدوم حاج من بيت الله؛شفاء مريض وغيرها)شفاء مريض وغيرها وتكون معظم هدايا الولادة من المصوغات الذهبية او الفضية او فلوس وتتوقف نوعية الهدية وثمنها على العلاقة بين المهدي والمهدي الية كما اسلفنا ومن تلك الهدايا(غلاف قران وزنجيلة،جناجل ،احجول(جمع حجل)،تراجي(اقراط)،حباسيات ،معاضد (اساور)،ماشاء الله،سنكي ستاره،جرص،اكلاده(قلاده)،عفصه،سن الذيب،وغيرها.

طعام النفسة: تطعم النفسة (الواله حتى يوم الاربعين تسمى نفسه)عصيده لمدة ثلاثة ايام والعصيدة حساء من الطحين المسهى اي محمص بالدهن والسكر او يطعمونها دبسا ودهنا او تمر ودهنا مع التشريب واللحم المشوي وذلك حتى يدرحليبها.

اغتسال النفسة ومولودها: بعد بلوغ الطفل اليوم السابع من عمره تذهب النفسه تصاحبها القابلة التي تحتضن الطفل ومعهما المدعوات الى الحمام وعند وصولهن الى بابه الخارجي تكسر النفسة بيضة وفي الباب الثاني بعد خلع الملابس تكسر بيضة ثانية وعند الدخول الى محل الاستحمام لدى الباب الثالث تكسر البيضة الثالثة، وتمشي الدلاكة امام النفسة تحمل شمعة موقدة ،ثم تحتضن القابلة الطفل وهي تنادت بأعلى صوتها (نوري باك محمد صلوات ياعاشقين النبي صلو عليه وسلم) والهلاهل مضاعفة من الحمام حيث يعيدترديدها الصدى وتسير وخلفها النفسة على كيس الحمام(المستعمل من قبل الدلاكين لازالة اوساخ الجسم) وقد وضع فوقه كمون وبيضة مكسورة.

الدلجه: تحضر عائلة النفسة الدلجه وهي مجموعة من العطاريات تتألف من الجفت وهو قشور البلوط ،وقشور الرمان وقشور البصل ومسحوق نوه مشمش مع بطنج مع مسمار حديد وتنقع لمدة ثم تبدأالقابلة بدلج جسم النفسة بتلك المجموعة من العطاريات المنقوعة على ان تبقى النفسة والدلوج على جسمها لمدة ساعة على الاقل ، اما المسمار الذي وضع مع مواد الدلوج فيدفن في الارض (كي لايموت للنفسة طفل)بعد الخروج من الحمام.

غسل الطفل: في اثناء فترة انتظار النفسة والدلوج على جسمها تقوم القابلة بغسل الطفل وجدته تسمب الماء على جسمه معاونة للقابلة ومشاركة في غسل حفيدها وبعدئذ تمص القابلة اذنيه لاخراج الماء وبعد تنشيفه وتكميطه تاخذه الى خارج المغسل حيث ينام على الدجة (الدكة)التي نزعت عليها امه ملابسها وفي بعض الحمامات استعيض عن الدكات بالتخوت، تضع النفسة في فمها (فوفلة)مسحونة سحنا جيدا وذلك لتقوية اللثتها واسنانها. والفوفلة مادة عطارية تشبه الى حد كبير (حبة الفندق الكبيرة) وبعدئذ تقوم الدلاكة (بترديد عظام النفسة) اى تدليكها وعمل مساج لعضلاتها وعند الانتهاء من الغسيل وعمل كافة مراسيم الاستحمام يشرعن باكل الفاكهة واحيانا تتناول المدعوات طعام الغداء في الحمام . بعد تنشيف النغسة تنشيفا تاما يربط لها (حناكي)اى شد فكيها بجتاية او لكجة يربط طرفاها فوق الراس وبعد ان ترتاح وتنشف عرقها ويخرج معظم تامدعوات تعطي ام الزوج او احدى قريباته اجور الحمام (وير)عنها وعن المدعوات
مع بخشيش الدلاكه والناطروة وقيمة شلي الدارسين الذي تشرب منه كل مستحمة استكان او استكانتن بعد الخروج من الحمام لاحماء جوفها وحفظه من التعرض للبرد.

تدميغ الطفل: عند بلوغ الطفل اليوم السابع والثلاثين من عمره يدمغ بالنفط الاسود ومجموعة الروائح اذ تضع الجدة قليلا من ذلك في يافوخه وراحتي يديه واسفل قدميه حتى لا(يشم ريحة وينضر) اى يصيبه ضرر .ثم يغتسل الطفل وامه في يوم الاربعين لازالة ما سنيناه بالدموغ.

صرة الطفل: بعد ان تسقط صرة الطفل تلفها الجدة بقطعة قماش او قطن فيأخذها والده ويرميها بالجامع حتى يشب تقيا متدينا او ترمى بالعلوه او القصاب خانه حتى يتعلم تلك الصنعه او ترمى بالملة حتى يتعلم القراءة والكتابة اما البنت فترمى صرتها في البيت حتى تكون ام بيت او في بيت (الاسته)حتى تتعلم الخياطة.

تنويم الطفل: عندما تريد الام تنويم طفلها بعد ارضاعه الى حد الاشباع تضعه في (الكاروك) وتبدأبهز المهد او الكاروك (واتلوليله)اى تغني له بصوتها الحنون بعض الاقوال منها (بنت الخياط خيطي عيون فلان)مع ونة خفيفة في اخرها ومنها ايضا

*دلل اللول ياوليديدلل لول عدوك عليل وساكن الجول
*دنام ياوليدي وانا اهدي لك والعافيه من الله تجيلك
*غريبه وجاراتي غرايب وما لي ابهل دنيه حبايب

فطام الرضيع: يفطم الرضيع عند بلوغه الشهر الثالث عشر من عمره حيث تأخذالمرضعة ابنها الى الشط (النهر) ومعه بيضة مسلوقة مصبوغة القشرة وبيضة اخرى غير مصبوغة وتطلب منه ان يرمي البيضة ذات القشرة البيضاء في النهر وتقشر له البيضة المصبوغة ليأكلها وعند عودتها الى البيت تضع الصبر على حلمة ثديها (والصبرمادة عطاريةمرة المذاق صلبة)بعد ان ينقع قليل منه في اناء صغير حتى يصبح سائلا تأخذ منه قليلا بسبابتها (واتلغمط)حلم ثدييها وعندما يهم الطفل بالرضاعة ويتذوق (امرورة الصير)فانه سيكره الثدي حتما وتكون الام قد حضرت لطفلها زبيب وشكرات مختلفة كي ينشغل بأكلها عند طلبه الرضاعة .ثم تعمل له مسحوق الفندق مع مسحوق النبات وتضعه في صرة من قماش(الريزه)وهو قماش خفيف وتجعله كحامة الثدي تضعها في فمه ليلا ليرضعها كما يرضع اليوم الممة المصنوعة من البلاستك (المطاط) لهوا.

تعويد الطفل على المشي : يختلف موعد مشي الاطفال ويتوقف ذلك على صحة الطفل فان كانت صحته جيدة فانه يتعود على الوقوف لوحده ثم يعود على المشي مستعينا بمسك الحائط او شئ اخر او بدفع (الحجلة) وقد يمسك بيد الطفل احد اقاربائه ويمشي معه الهوينا قائلا بنغم لطيف: تاتي تواتي حب المشة تاتي

اذا الح طفل رضيع بالبكاءفتأخذ (الجده)القابلة الى الجوبة (وكفة الغنم) وترمي (لكافته)على قرن كبش وبقدرة الله يكف بعدئذ عن البكاء
اذا تأخر احد الاطفال عن (النطق) فيسقى فوح التمن (ماء سلق الرز) وبعدها ينطق فجأة باذن الله
تثقب شحمة اذن الطفل(ولداّ كان ام بنتاّ ) خلال الأسبوع الأول من ولادته . لوضع التراجي ( الأقراط ) وبعض العوائل تطول شعر رأس الوليد ليجدل عدة ضفائر.

وسام الشالجي
10/12/2009, 00h18
الاخ محمد
تحية لك يا عزيزي وطوبى لك يا غالي على هذا الصرح التاريخي الذي اضفته على قسمنا والذي يوثق ايام مجيدة من تاريخ مدينتا العظيمة ومسقط رأسنا "بغداد" الحبيبة .
ستبقى بغداد على الدوام شامخة وعريقة رغم كل ما اصابها .
ستبقى بغداد رفيعة ومتألقة واصيلة رغم كل ما فعل بها الاغراب .
ستظل بغداد الى الابد حاضرة الدنيا ومدينة الحضارات .
وشكرا لك يا متميز .

محمد العمر
10/12/2009, 15h09
الاخ محمد



تحية لك يا عزيزي وطوبى لك يا غالي على هذا الصرح التاريخي الذي اضفته على قسمنا والذي يوثق ايام مجيدة من تاريخ مدينتا العظيمة ومسقط رأسنا "بغداد" الحبيبة .
ستبقى بغداد على الدوام شامخة وعريقة رغم كل ما اصابها .
ستبقى بغداد رفيعة ومتألقة واصيلة رغم كل ما فعل بها الاغراب .
ستظل بغداد الى الابد حاضرة الدنيا ومدينة الحضارات .

وشكرا لك يا متميز .



الاخ الفاضل وسام الشالجي
فارس قسم العراق
شكراً جزيلاً على اطرأك الاخاذ
وشكراً لمشاعرك النبيلة تجاه الحبيبة بغداد



لِبغداد العراقِ دموعُ صَبٍّ....على عَرَصاتها دنـيا غَرامَا



تُذكِّــركَ الرُّبوع حياةَ قـومٍ....هُمُ كانــوا لِدُنيــانا قَـــوامــا

بغـــــــــــــــــداد
دار الأمجاد , و بيت الأجواد , و كوكبة البلاد


قال فيها الامام الشافعي (رض) سألاً الامام يونس بن عبد ألاعلى قال له:
هل زرت بغداد يايونس .
أجابه: لا .
فقال له الامام الشافعي : ما رأيت الدنيا ولا رأيت الناس

محمد العمر
10/12/2009, 15h20
بغداديـــــــــات
غسل وكوي الملابس


يخصص البغادة يوما في الاسبوع يكون غالبا الاربعاء لغسل الملابس ولايمكن تحديد ذلك اليوم في موسم الشتاء اذ يؤجل الى اليوم المشمس ولا تغسل الملابس في ايام الجمعة لانها ثقيلة كما يعتقدون
تجلس ام البيت ومعها الجنة والبنت البكر في منتصف الدار قرب البالوعة وامام كل منهن طشت وهو اناء كبير مصنوع من الصفر المبيض مدور الشكل له حافة ارتفاعها حوالي نصف قدم يستعمل لغسل الملابس .ومنه احجام مختلفة.
يبدا غسل الملابس بالبياضات (الاقمشة البيضاء)كالثياب واللبسان والدشاديش وجراجف اللحف ووجوه المخاديد وغيرها ,وهي بعد ان تنقع فترة في الماء الحار تغسل بصابون الشحم الذي كانت تصنعه بعض العوائل في البيوت
وقد تطور الغسيل قليلا بعد ان استخدمت معظم العوائل (الغسالات) لقاء اجرة مقطوعة تدفع لهن اما بعد كل غسلة ملابس او شهريا مع وجبة غذاء ذلك اليوم
وبعد غسل الملابس (فم)اى مرة واحدة يبدل الماء الرنق بماء جديد في الفم الثاني اضافة الى استعماله في غسل ملابس اخرى وهكذا تستمر الغسالة بفرك الملابس بالصابون حتى تصبح الملابس (نظيفة مثل الورد )وتبدأ بأستعمال (الجويت )وهو صبغ ازرق اجنبي منه قوالب مربعة الشكل ومنه (طوز ناعم) ولايزال _الى اليوم_ مستعملا في شطف الملابس لتلوين الاقمشة البيضاء باللون الازرق الفاتح .ثم تنشر الملابس على الحبال فوق السطح العالي بعد مسح الحبل بقطعة قماش مبللة لازالة ما علق عليها من غبار وقد تستعمل (القراصات الخشبية)لتكلبي الملابس بالحبل منعا لها من السقوط والتلوث بالتراب اتناء هبوب الريح
وبعد ان تصعد ام البيت مرة او اكثر الى السطح العالي لتقليب الملابس اتلمها (تجمعها) واتكومها (تضع بعضها فوق بعض)في احدى الغرف وتاخذ الابرة والخيط لخياطة (المفتوك) منها وتقوي الدكم (الازرار)ثم تبدأ(بتمسيد) الملابس وذلك بعد رشها بقليل من الماء اما باليد او بالفم حيث يخرج رذاذ من الماء يرطب قطعة الملابس المراد (كيها)ثم تشرع بتمرير يدها فوق قطعة الملابس عدة مرات لازالة التعقيج(التجعيد)قدر المستطاع ووضع قسم منها تحت الدواشك حتى تكون مقاربة للملابس المكوية بالمكواة مؤجلة خياطة جراجف اللحف الى ما بعد نوم الاطفال ليلا
اما كوي الملابس فهناك خشبة اسطوانية الشكل يبلغ طولها حوالي ذراع واحد يضغط بها على الملابس المراد كيها بعد بخها الماء ويتم تحريكها الى الامام والخلف كما يحرك (الشيبك) عند فك خبز (الاركاك)او عمل (خفيفيات الكليجه)
ثم ظهر الاوتي وهو عبارة عن علبة حديدية مغطاة وعلى غطائها يثبت المقبض او (اليده)وتكون قاعدته ملساء لازالة التجعيد من الملابس يوضع في داخله الفحم وتوقد فيه النار حتى يتحول الفحم الى جمر يجعل الاوتي حارا عندئذ تبدا ام البيت او من يعاونهامن البنات (بجفي)الطشت اى وضعه معكوسا ثم تغطي ظهره بجاجيم او ازار او بطانية تطرح فوقها قطعة قماش لتبدأ (بضرب الاوتي)اى كوي الملابس
وقد زالت معظم تلك الاعمال بدخول الغسالات والمكواة الكهربائية ومساحيق الصابون وبذلك سهل على المرأة البغدادية تدبير المنزل وادارة شؤونه.

محمد العمر
10/12/2009, 15h24
بغداديـــــــــات
الغزل

تغزل البغداديات صوف الغنم في البيوت وفي اوقات فراغهن بواسطة الة بسيطة من الخشب تسمى مغزل
وبعد غسل جزة الغنم غسلا جيدا تمشط بعد يباسها بمشط خاص عبارة عن لوحة خشبية يبلغ طولها حوالي 50سم وعرضها حوالي 20سم مثبت في احدى نهايتيها اسنان حديدية مرصوفة بثلاثة صفوف متوازية طول كل سن حوالي 20سم .تبدأالمرأة عادة بمشط جزة الصوف عدة مرات ثم توزعه الى قطع صغيرة تسمى كل قطعة (عميته)والفضلات المستخرجة من الجزة تسمى كرد (الصوف المعقد)وهي تستخدم في تحشية المنادر او المخاديد التجي
وبعد غزل عدد من العمايت تقوم المرأة بنقل الصوف المغزول من المغزل الى الة يدوية مصنوعة من القصب تسمى (السربس)وبعد لف الغزيل على السربس يرش بقليل من الماء ثم ينزع الغزل من السربس ويلف لفة خاصة تسمى عندئذ (وشيعة)وبعد جمع الوشايع اللازمة لحياكة عباءة الرجل تدفع الى الحائك الذى يقوم بحياكتها ثم يأخذها الى خياط العبي لخياطتها
وعباءة الجل الصيفية تسمى (جزيه) ولونها (الاسود- الابيض- احمر غنم) وهي نفس الوان صوف الغنم كما ان الصوف المغزول في البيوت تحاك منه عبي النساء والمحارم لتغطية الافرشة او الجواجيم التي تقوم مقام البطانيات اليوم وكذلك القماش الذي يفصل منه (البشت)وهو كالزبون بالضبط ويلبسه القصاب اثناء عمله.ولكل نوع من الغزول مغزل خاص فهناك الغزل الرفيع والمتوسط والغليظ لحياكة الجواجيم .كما تبرم النساء البريسم (الحرير)بواسطة مغازل خاصة وذلك بعد فك وشايع البريسم ولفها على النبوبات ثم تبرم تمهيدا لحياكة الفوط.واذا ذهبت المرأة لزيارة صديقتها او جارتها فلا يفارق المغزل يدها.اما الحياكة فمنتشرة في محلات عديدة من بغداد منها باب الشيخ والشواكة والكريمات والكاظمية والاعظمية.

محمد العمر
10/12/2009, 15h32
بغداديـــــــــات
حمامات بغداد


النظافة ركن من اركان الاسلام الخمسة وتشبثا بها كثرت الحمامات في بغداد ومعظم مدن العراق ومن هذه الحمامات مايختص بالرجال وما يختص بالنساء وبعضها مشترك (من الساعة الثامنة صباحا حتى اذان المغرب للنساء ومن بعد اذان المغرب حتى الصباح للرجال)وساحاول هنا وصف حمام بغدادي يتناول اسلوب الاستحمام فالذي يدخل الحمام للاستحمام يستقبله القسم الاول ويسمى (المنزع) وهو فناء واسع صفت فية اعداد من التخوت (جمع تخت)وفي احدى جهتيه محل للحلاق واخر للجايجي.يحمل المستحم (البقجة جوه ابطه) وتحتوي على المناشف وهي مؤلفة من ثلاث قطع واحدة يتوزر (يتأزر) بها بعد الاستحمام والثانية يضعها على كتفه لتغطية ظهره وصدره والثالثة وتكون عادة صغيرة وتسمى (اكطيفيه) يلف بها راسه مع الملابس الداخلية النظيفة والليفة والصابونة
يستقبله احد عمال الحمام (الصانع)ويقوده الى احد التخوت الخالية ويفرش له مفرشا على الحصيرة الخيزران فوق ذلك التخت ثم يحضر له
(الوزره) ويسمى فوطه مع زوج قبقاب خشبي وبعد ان يخلع المستحم ملابسه (ويتوزر بالوزره) اى يلفها على جسمه من المحزم حتى الاسفل_يلف ملابسه بالمفرش ويتركها في زواية التخت ,ومنهم من يسصحب وزرته الخاصة وقد تكون بشطمال .ويلبس القبقاب الخشبي ويحمل بيده الليفة والصابونة ثم يودع ماعنده من اشياء ثمينة لدى المحممجي الذي يكون محل جلوسه بالقرب من مدخل الحمام
يدخل من خلال باب اخرى الى فناء اصغر من الاول يسمى (مابين) اى بين بابين ويكون عادة في هذا المكان محل خاص مرتب على شكل غرف صغيرة لاستعمال (دوه الحمام)اوما يسمى (حنه بيضه) وهو عبارة عن مزيج من النورة البيضاء والزرنيخ يستعمل لازالة الشعر (ومن امثالهم قولهم :الصيت للنورة والفعل للزرنيخ) وفي الجهة المقابلة تقع دورة المياه (الابدس خانه او الخلاء).
ثم يدخل الى القسم الثالث من الحمام وهو محل الاستحمام ويكون مظلما نسبيا على الرغم من وجود (السمايات)وهي فتحات (مركومه)مغطاة بالزجاج وتكون عادة في كل عرقجين سمايه.والعرقجين تسمية لعقادة سقف الحمام حيث يكون على شكل نصف دائرة. وسميت بالعرقجين نسبة الى لباس الرأس الذي يلف البغدادي حوله جراويته واصل الكلمة تركية من مقطعين (عرق-جين) اى مصاص العرق
هذا فضلا عن قناديل الشيرج (زيت السمسم) ذات الذبالة الراقصة والموزعة هنا وهناك لاجل اشاعة النور في ذلك المحل الذي يزداد ظلامه بكثافة بخار الماء
في منتصف محل الاغتسال تكون عادة دكه دائرية او مضلعة حارة يجلس عليها المستحم عند دخوله الحمام حتى (يتعرك)اى يظهر العرق على جسمه وفي هذه الاثناء ينظف كعب قدمه بالحجر وهذه العملية تسمى (التحجير).هناك احواض صخرية ركبت على كل حوض حنفيتان واحدة للماء الحار والاخرى للماء البارد كما جهز كل حوض بعدد من الطاسات المعدنية يستعملها المستحم لاجل اغتراف الماء من الحوض عند الاغتسال.وتكون ارضية جميع اقسام الحمام الداخلية مقيره اى مكسوة بالقير
الدلاك --
رجل امتهن حرفة تنظيف ابدان الرجال لقاء اجر معلوم وفي كل حمام عدد من الدلاكين ولكل منهم زبائنه اى معاميله
بعد جلوس المستحم على الدجه الحارة لفترة قصيرة يتصبب بعدها عرقا شديدا تتناوله يد الدلاك بالدلك بادئ الامر بيديه ثم باستعمال الكيس وكيس الحمام يلبس بالكف وقماشه مصنوع من الشعر والصوف
يبدأالدلاك او (المدلكجي) بتكييس جسم المستحم مبتدئا بالذراعين ثم الصدر والظهر ثم يطلب منه الاضطجاع على ظهره لتكييس الساقين والبطن ثم يطلب منه ان ينقلب على صدره لتدليك ظهره واليتيه جامعا عددا من فتايل الوسخ يرميها امام المستحم مظهرا بذلك مهارته واتقانه منهة الدلاكه ان جاز التعبير لنا تسميتها مهنة.ثم يقود زبونه الى اقرب احد الاحواض لاجل غسل شعرراسه بالماء والصابون وغسل جسمه بالليفه والصابون حيث يستخدم طاسه خاصة مصنوعة من الصفر المبيض لاجل عمل رغوة الصابون .وبعد ان ينتهي الدلاك من عمله يبدأ المستحم بالوضوء والسبح ثم يضرب بالطاسة على حافة الحوض محدثا في ذلك صوتا فلا تسمع بعدئذ الاصوت (صانع) من الخارج يصيح جا.....ك ويسمى (المطلعجي) فيطلب منه المستحم ان يجلب له مناشفه الخاصة ان كانت معه او يستعمل مناشف الحمام .وبعد خروجه الى القسم الاول والجلوس على التخت بالقرب من ملابسه يأتي صانع اخر ليبدل له المناشف التي تبللت نتيجة الماء والعرق ثم يسمع عبارة
نعيما من الحممجي وبعض الزبائن فيرد عليهم بقوله (انعم الله عليك اغاتي)او اشكرك وبعد ان ينشف عرقه ويدخن سكارة يطلب استكان جاي او دارسين ثم يبدأ بارتداء ملابسه بينما يقوم الصانع بتصفيط (طوي)المناشف وجمع الملابس الوسخة ووضعها في البقجة ثم يخرج المستحم بعد دفع ما عليه من اجور وبخشيش للصناع
ومن عادات البغداديين انهم يأكلون الفاكهة (الرمان -النومي حلو -والبرتقال) في الحمام كما انهم يستعملون الحنه والوسمه لاجل صبغ شيب الرأس واحسن انواع (الحنه والوسمه) ما انتجته ايران ومنهم من يضيف الخل للحناء حتى يثبت الصبغ ومنهم من يخلط القهوة المقلاة والمسحونة مع الحنه.ولم يقتصر استعمال الحنه والوسمه لصبغ الشيب على جنس وانما يستعمله كلا الجنسين.ولا تختلف حمامات النساء وطريقة الاستحمام عن حمامات الرجال الا في بقاء النساء في الحمام مدة اطول يتناولن خلالها طعام الغذاء واغلبه كما اسلفنا (الكباب) وقد تطرقت الى ماتستصحبه النساء معهن في موضوع حمام العروس
الوقود --
يتألف وقود كرخان تلك الحمامات من فضلات الحيوانات (الروث)ويترك ذلك الوقود رمادا اسود اللون يخرجه (الوقاد)وهو الذي يتولى اشعال النار ومراقبتها ومدها بالوقود بين فترة واخرى ومحل جمع الرماد الاسود المتراكم يسمى (الطمه)وهناك من يشوي الشلغم والشوندر بالطمه حيث يكون طعمها مشويا الذ منه مسلوقا
ينقل الرماد المتراكم بواسطة الحمير خارج الطمه حيث يباع لاستخدامه في البناء اذ كان يخلط مع النورة اى (لجير المطفئ)كما يخلط الاسمنت مع الرمل اليوم.

محمد العمر
10/12/2009, 15h39
بغداديـــــــــات
ملامح من الموروث اللهجوي

التصغير --
من عادة اهل بغداد تصغير الاسماء للتحبيب والتحبب وسأورد هنا طائفة من تصغير بعض اسمائهم على سبيل المثال وقبل ان ابدا باسماء الاشخاص اشير الى اسماء افراد العائلة البغدادية وهي:
الاب -يابه او ياب,الام -يوم او يمه,الاخ -خويه او داد,الاخت -خيه او داده,الجد -جدو ,الجدة -بي بي .العم-عمو ,الخال -خالو ,المرضعة او المربية -دايه,والصغير -ازغيرون ...ومن الامثلة الغنائية (يازغيرون حاجيني) او( ربيتك ازغيرون حسن). اما الاسماء فهذه نماذج من تصغيرها::محمد-حمودي ,عبد الكريم - كرومي او كريم , عبد الغزيز -عزو او عزاوي ,نجيب-نجوبي ,عبد الغني -غنو او غناوي ,عبد الامير -اموري ,عبد الستار -ستوري ,فاطمة -فطومة او فطم ,خديجة -خجة او خجاوي ,زكية زكو وغيرها..............
الالوان --
المعروف ان الالوان الاصلية هي الوان (القوس قزح )او كما يسميه البغاده (قوزي قدح) وللبغداديين الوان خاصة ساعددها هنا حفظا من ضياعها بعد ان قل استعمال معظمها:
ناج وردي--نامرد-- نومائي --كل كلي-- صدر الحمام --زنجاري-- جويتي --عودي-- فيس رنكي --بصلي-- قحوائي -- فستقي --ناري --كموني-- كل قرصي -- ذهبي -- فضي -- شذري -- بيجي --ليل داوي (اسود)-- ماوي على رنك السمه -- كما يستعملون كلمة طوخ للغامق واجغ للخفيف
التشـــــبيه --
يكثر سكان بغداد او معظم سكان المدن العراقية من التشبيهات وفيما يلي طائفة مما شاع منها في بغداد مؤكدا فيها على ادوات التشبيه:مثل--عبالك-جنه اى كأنه
*يبجي مثل المره
*وجه اصفر مثل النومية او مثل الكركم
*واكف مثل شمعة الفكر او واكف مثل السبع
*شعره اصفر مثل الكلبدون او مثل الذهب
*يرجف مثل السعفة
*بارد مثل الثلج
*خبصه عبالك حمام نسوان
*كاعد عبالك صنم
*طويله عبالك عيطه
*رجله جايفه عبالك باب كبر-اى قبر
*ضعيف جننه قوزي
*وجه امكرمش جنه كشر ركي
وهناك تشبيهات اخرى حذفت منها اداة التشبيه وتكررت فيها الصفة او اعتمدت على الاستعارة من امثلتها:
* شفته شفة العبيد اوخشمه خشم العبيد
*وجه وج الطرح
*ايخاف خوفة الحيه
*عيونه عيون السعلوه
*مر علقم --حلوه شكر --شعره ذهب --ريحته ورد -- كاعد كعدة ملوك

د.نعمان
10/12/2009, 22h07
الأخ الفاضل محمد العمر
منذ البارحة وانتم تتحفونا بهذه السلسلة من المقالات الذهبية عن مدينتنا الحبيبة بغداد.هذه التحف هي كما يقول البغدادي الأصيل:
خزينة.لقد تطرقت الى اشياء كثيرة و كثيرة وايقظت الذكريات.
فمن اين ابدأ وعن ماذا اعقب؟.عن الكليجة والدبس والراشي والسمك المسكوف؟ لم اذقها منذ زمن بعيد...بعيد. كانت المرحومة امي <ماتت دون ان اراها اسوة بالمرحوم والدي>تصنع لنا كليجة لا ازال اذكر طعمها الطيب. ام اتكلم عن صورة الخبزة الجميلة التي نشرتها...ام عن لعبة السي ورق ولدي ذكريات عنها ايام الطفولة. ام عن تلك العبارات التي يصعب ترديدها, كان اخي الكبير يمزح معي كثيراً ويطلب مني ترديد عبارة: سدينة شط السيد والسيد ما سد شطنة فكنت ارددها ضاحكاً.
أخي الحبيب محمد العمر, لم اكن اتصور بان "الشنص"سيحالفني في يوم من الأيام ويسمح لي قراءة ما أقرأه منذ البارحة.وبالمناسبة كيف يمكنني نقل هذه المقالات وتخزينها في ذاكرة حاسبتي بطريقة سهلة؟.
وفي النهاية اقدم لك امتناني على هذه الجهود الكبيرة التي تقوم بها والتي اخذت منك وبلا شك الوقت الكثير . احيك واحي بغداد من خلالك.

محمد العمر
10/12/2009, 22h34
كانت المرحومة امي <ماتت دون ان اراها اسوة بالمرحوم والدي>


الدكتور نعمان المحترم
تحية عطرة
اسعدني جداً مرورك على المواضيع والتمتع بها
لكن في النفس الوقت للأسف احزنتني جداً العبارة المقتبسة اعلاه رحمة الله على والديك.
سيدي الفاضل بالنسبة لنقل المواضيع الى حاسبوك فهي طريقة سهلة جداً
ما عليك إلا تضليل الموضوع المطلوب بالماوس كلك يسار من بدايته الى اخر كلمة ومن ثم تقف على التظليل بالماوس كلك يمين وتظغط على نسخ (copy ) وبعدها تفتح صفحة وورد(word ) جديدة وتؤشر على هذه الصفحة بالماوس وكلك يمين مرة اخرى وتظغط على لصق (paste ) ويظهر لك الموضوع المنسوخ .
تحياتي

محمد العمر
11/12/2009, 13h24
بغداديـــــــــات
الســـالوفة

من مسليات ابناء العائلة خلال (التعلولة )في ليالي الشتاء الطويلة سماع السواليف (جمع سالوفة وهي القصة ).وقد اعتاد الجميع يجتمعوا حول (الجدة او البيبي )وهي ام الاب او ام الوالدة وهذة تجلس عادة في وسط الطرار او الليوان وامامها المنقلة وهي تربش نارها بين الحين واخر بالماشة التي لاتفارق يدها وفي اتناء ذلك تقص عليهم قصصا خيالية عن بنت السلطان والسعلوة او فريج الاكرع وغيرذلك
يتناول البغادة اثناء التعلولة لب الجوز وتمر اشرسي او تين مجفف او بلوط مشوى على المنقلة او كستانه وغيرها .ولشيوع دور السينما والتلفزيون اخذت السالوفة تنقرض رويدا رويدا وستزول تماما بزوال (نسوان كًبل ).واليكم احدى تلك القصص وهي ذات مغزى عميق وقد كتبتها بسلاسة بغدادية بالرغم من انها تروى ولاتزال باللغة العامية
كانت السالوفة تستغرق ليالي عديدة وحين ينام بعض الصغار تتوقف (البيبي) عن الحديث لتستأنف حكايتها في الليلة القادمة وهكذا
وعندما تبدأ(اكو ماكو فد اتلث بنات فقيرات ايعيشن من وره الغزل وجانوا عايشين ابفد خرابه قريبه من الشارع العام ) وهن يعلمن بان ابن السلطان يتجول يوميا بعد منتصف الليل في انحاء المدينة لينقل لابيه حالة السكان .....فلما شعرن بوقع اقدام تقترب نحو دارهم الخربة قالت الكبيرة لو يتزوجني ابن السلطان جان حكت له فد زولية اتكفيه وتكفي عسكره) وقالت الاخت الوسطى (والله اني لو ياخذني ابن السلطان جان خبزت له رغيف خبز ايكفيه ويكفي عسكره) اما الصغرى فقالت (لو يتزوجني جان جبتله ولد كعكوله ذهب وكعكوله فضة)سمع ابن السلطان جميع اقوالهن فارسل صباح اليوم التالي رسولا بطلب البنت الكبرى وكانت (كلــــش حلوة) فخطبها ثم تزوجها على (سنة الله ونبيه الف الصلاة والسلام عليه) وفي اليوم السابع طلب منها الشروع بحياكة الزولية .....فضحكت وقالت :هذة مبالغة ولايمكن لانسان ان يقوم بها ولكنني ذكرتها لرغبتي في الاقتران بك وهذا اقصى ما تتمناه الفتاة.....فزعل عليها وامر بانزالها في دار الوصايف....وبعد فترة وجيزة خطب الاخت الوسطى وتزوجها وطلب منها بعد اليوم السابع ايضا تحقيق رغيف الخبز وكان جوابها لايختلف عن جواب اختها ...فانزلها في دار الوصايف ايضا .....ثم خطب الاخت الصغرى وكانت رائعة الجمال فتزوجها وحملت منه وانتظر ولادتها بفارغ الصبر لان زوجته الاولى التى تزوجها قبل اخواتها كانت عاكر (عقيم) فحضر لابنه المنتظر احسن الملابس وافخر الثياب بينما دبرت (الضره) لها مكيدة لانها حملت منه وستلد له مولودا يقطع املها في العودة الى احضانه فاغرت القابلة بالمال والمجوهرات وطلبت منها ان تضع تحتها (جروا) يوم الولادة وان تاخذ المولود وتسلمه اليها اى الى (الضره)...وقد جرى كل ذلك والمسكينة لاتدري ولذلك طلبت اختيها لحضور ولادتها فأبت القابلة مدعية بانها لاتتمكن من القيام بواجبها اذا حضر شخص ثالث ....فسلمت البنت الحامل امرها الى الله وهي غافلة (وياغافلين الكم الله) لا تعلم عن مكر الضراير شيئا ...وبقدرة الله ولدت توأمين ذكرا وانثى (كعكولة ذهب وكعكولة فضة) فوضعت القابلة اللعينة الجرو مع الجارة واعطت التوأمين الى الضرة....ولما سمع ابن السلطان بان زوجته قدولدت جروه غضب عليها واعادها الى خرابتها التى كانت تسكنها قبل الزواج وهجرى لها راتبا وظلت المسكينة تندب حظها ولاتدري ماخبأ لها القدر وما جنت من إثم حتى يجازيها الله بمثل هذا الجزاء وظلت تصلي وتستغفر الله ليل نهار.....(وين تجي السالفه؟ فيجيبها الجميع :عالولد) اما الضرة التي دبرت المكيدة فقد احضرت صندوقا خشبيا كبيرا وملأته بالقطن وعدد من مميات الحليب ووضعت الطفلين البريئين داخل الصندوق (وذبته بالشط)فيصيح الجميع والالم باد على وجوههم خطيه....) ومن غريب الصدف ان ينزل فارس في تلك المنطقة على الشاطئ النهر ليسقي فرسه العطشى ويتوضأ تمهيدا لاداء الصلاة وبينما هو جالس هناك اذا بعينيه تلمحان جسما داكن اللون يقترب من الشاطئ (وهنا يصيح احدالصغار متلهفا لمعرفةالنتيجة :وتالي بيبي طلعهم؟ فتقول الجدة لاتستعجل تجيك السالفه )فخلع الرجل ملابسه ونزل الى الصندوق ليسحبه الى الجرف وفي تلك الاثناء ظهر فارس اخر يمتهن التجارة وقد وقف عن كثب يراقب عملية اخراج الصندوق التي تعهدها الفارس الاول ثم اقترب منه وقال (انا شريك) وانا تاجر غني فان كان محتوى الصندوق مالا او ذهبا او تجارة فهو لك وان كان فيه مولود فهو لى اتبناه واقوم بتربيته لوجه الله وادفع اليك مقابل ذلك مبلغا من المال لانني محروم من الذرية.واتفقا على ذلك متوكلين عليه عز وجل وفتحا الصندوق باسم الله وشاهدا الطفلين فدفع التاجر ما كان معه من مال واخذ نصيبه (الطفلين)وعاد الى داره فرحا ليبشر زوجته.فسهرا عليهما واعتنيا بتربيتها كأنهما من فلذات اكبادهما
كبر التوأمان فمر ابن السلطان يتفقد تلك المنطقة فشاهدهما في مدخل الدار مع والدهما فرق لهما قلبه واضطره شعور داخلي على الوقوف بجانبهما ومحادثة والدهما ومداعبتهما.ثم اخذ يكرر زيارته لتلك المنطقة وكشف للتاجر والد التوأمين هويته وتصادقا وتبادلا الهدايا والزيارات .وكان ابن السلطان معجبا بتربية وجمال التوأمين وكان يكثر لهما الهدايا كلما زارهم .وذات يوم اخبر امه بزيارته للتاجر ووصف لها التوأمين وشدة تعلقه بهما وكم تمنى لو رزقه الله بمثلهما فأجابته امه (سأخطب لك ابنة السلطان فلان عسى ان تلد لك بأذن الله مولودا تقر به عينك) وكان ابن السلطان يجيب امه بقوله (هيهات ....هيهات ) لانه اصيب برد فعل من الزواج بعد ان ولدت زوجته الاخيرة جروا
امازوجة السلطان فقد عقدت مجلسها وحضرته زوجاته السابقات وزوجات الوزراء وظهرت على غير عادتها مهمومة -محزونة ثم قصت على الحاضرات ما شاهده ابنها من جمال (ابن وبنت)التاجر وبدأت تصفهما لهن ولما قالت : وشعر كل منهما كعكوله ذهب وكعكوله فضه
امتقع وجه زوجته العقيم الاولى وتركت المجلس فورا مدعية بانها اصيبت بمغص في امعائها (الاطفال يقولون حيل انشــاء الله اتموت) و (البيبي تربش بنار المنقلة وترد عليهم :لاتستعجلون تجيكم السالفه) ثم ذهبت الى الجدة مذعورة خائفة وقصت عليها ما سمعت وطلبت منها ان تتدبر الامر والا انكشفت مؤامرتهن ونلن العقاب فقالت لها القابلة (لاتخافين علي هسه اغدره للولد واحرك كلب اخته) فقصدت في اليوم التالي دار التاجر والد التوأمين وشاهدت البنت وكانت قد بلغت الخامسة عشرة من العمر وهي مكتملة الانوثة رائعة الجمال وشعرها (كعكولة ذهب وكعكوله فضه) قد ضاعف فتنتها وجاذبيتها ثم شاهدت الاثاث والرياش الذي تنعم به وحسبت ان ابن السلطان نفسه يعجز عن توفيره
وبعد ان باركت لها ونشرت قالت بخبث (كله بالعافية حلو لكن ليش ابوج ماجايب لج رمانه التغني وتفاحة التركص ؟) لتأنسي بهما في وحشة الوحدانية ثم انصرفت .وبعد ذلك عاد اخوها وهو صبي صلب العود جميل الطلعة معسول الكلام فشاهد اخته مكتئبة ولما سألها عن السبب قالت له لاانت ولا والدي تريدان لي التسلية وانني اقضي معظم اوقاتي وحيدة عندما تكون والدتي مشغولة وانت وابي في خارج البيت) فقال لها:وماذا تريدين ؟واى شئ يسليك ؟ فأجابته:اخبرتني القابلة عند زيارتها امس وارشدتني الى انكما انت ووالدي ان كنتما تحبانني فاحضرا لي (رمانة التغني وتفاحة التركص....) وعلى الاثر صمم اخوها على السفر وحاول والده واصدقاؤه ان يثنياه عن عزمه فلم يفلحوا فشد الرحال بعد ان هيئ له المتاع اللازم وسأل عن الطريق ومكان البستان المقصود ثم ودع امه واباه واخته وتوكل على الله قاصدا البستان الكائن خلف (البحار السبعة) وفي طريقه شاهد (سعلوة) جالسة في منتصف الطريق فنزل عن فرسه ورضع من ثدييها واكل من طعامها ثم حياها وجلس بجانبها.....ونظرت اليه السعلوة فأحبته لجمال خلقته ورشاقة جسمه واستفسرت منه عن اسباب تجشمه هذه الصعاب ولماذا وصل هذا المكان ؟ فاخبرها بانه ركب الصعاب مضطرا لتوفير الراحة والانس لاخته فاعتذرت عن عدم تمكنها من ابداء اية مساعدة لان البستان لم يكن في منطقتها .واخيرا وبعد التوسل والرجاء حملته الى منطقة اختها حيث يقع البستان المقصود واوصته ان يتمالح مع اختها كما فعل معها .ولما نزل من فرسه داهم ثديي السعلوة الاخت ورضع من لبانها واكل من طعامها وجلس بقربها وأنبأها بما يريد وقص عليها كيف انه تجشم الصعاب معتمدا على مساعدتها .فلم تر السعلوة بدا من مساعدته لانه اصبح ابنها بعد ان رضع لبانها .فقالت له سأوصلك الى قرب باب البستان وسترى هناك بابين احدها مسدود والاخر مفتوح وما عليك الا ان تفتح الباب المسدود وتغلق الباب المفتوح وسترى ايضا
كلبا امامه حشيش وحصانا امامه عظام ولحوم فانقل طعام كل منهما الى الاخر ثم اقطف (رمانة وتفاحة ) وعد مسرعا واوصته بأن يكون رابط الجأش اذا حدث اهتزاز شديد او تجاوبت البستان مع صوت مخيف كما اوصته بالحزم والسرعة في العمل .فنفذ وصايا السعلوة وعاد مرتجفا يحمل في (عبه) التفتحة والرمانة فاركبته على ظهرها وعبرت به البحار السبعة وفي الطريق قص عليها ما سمع من اصوات تنادي
(ياباب امسكيه) فكان الجواب كيف امسكه وقد اراحني .ياحصان امسكه ....ياكلب امسكه ...فكان جواب الكلب والحصان رفضا لانه تفضل بالسماح لهما بالاكل بعد ان صبرا على الجوع مدة طويلة .ولما اوصلته الى منطقة اختها ودعها شاكرا فضلها حامدا جميل صنعها حين انقذت حياته .ثم اوصلته السعلوة الاخت الاولى الى حدود مدينته فعاد الى اخته مسرورا بانتصاره فرحا لانه تمكن من توفير الانس لاخته العزيزة فعلق الثمرتين وعندئذ بدأت (الرمانة تغني والتفاحة ترقص) فطغى على البيت جو من الفرح والحبور لايمكن وصفه
جاء ابن السلطان لزيارة صديقه التاجر (والد التوأمين )فعجب مما شاهده من فن رفيع لايستطيع الانسان ان يصدقه (لان التفاحة والرمانة كانتا من بنات الجان وقد تقمصتا هيأة اثمار ) فلما عاد الى اهله قص عليهم دهشته مما شاهد في بيت صديقه التاجر
فوصلت الاخبار الى زوجته العقيم فجن جنونها فأرسلت بطلب القابلة الخبيثة وقصة عليها ما سمعت وطلبت منها ان تعمل على القضاء على التوأمين والا انكشف كيدهما ونالتا اشد العقاب فقالت القابلة الخبيثة :اطمأني سأرسله هذة المرة الى درب الصد مارد
ذهبت القابلة المجرمة لزيارة الفتاة مرة ثانية لتقدم التهاني بمناسبة حصولها على التفاحة والرمانة فدخلت الدار متهللة متظاهرة بالفرح وقد شاهدت الفتاة فرحة (بالتفاحة والرمانة ) اشد الفرح ثم قالت لها بخبث :طالما عرف اخوك الطريق ويظهر انه شاب شجاع فلماذا لايجلب
لك (بلبل هزار ) فانه يفوق التفاحة والرمانة شدوا وانسا وطربا .ثم ودعتها وانصرفت
وعند المساء عاد اخوها الى البيت فشاهدها واجمة وعلى وجهها علامات الحزن والكابة فتالم لالم اخته واستفسر منا عن سبب ذلك فاخبرته بما قالت لها القابلة العجوز المجرمة ..وفي صباح اليوم التالي خرج اخوها بعد ان اقنع والده التاجر بضرورة ذهابه للوقوف على كيفية الحصول على (بلبل هزار)فلم يجد احدا يشجعه على الذهاب بل كل من سأله من الناس كان يحذره اشد الحذر ويأسف على شبابه الغض مؤكدا له ان طريق الحصول على (بلبل هزار)انما هو (درب الصد مارد )ومعناه واضح جلي فقد هلك فيه شباب تحيطهم جنود مجندة
ولكنه رغم ذلك اصر على الذهاب الى السعلوة التي تمالح معها فأشترى لها قطيعا من الغنم وكمية من العلج (اللبان)وهدايا اخرى وقصد السعلوة فرحبت به اجمل ترحيب وشكرت له هديته الغالية ثم قص عليها سبب قدومه هذه المرة فحزنت حزنا شديدا وبكت اسفا على شبابه وحاولت عبثا عن عزمه الاانه فضل الموت على اخفاقه في تسلية اخته وادخال البهجة والفرح الى قلبها .فلم تر السعلوة بدا من حمله الى اختها عبر البحار السبعة وقد رحبت به السعلوة الاخت الثانية وبذلت حهودا كبيرة في سبيل اقناعه بالعودة الاانه اصر على العودة ببلبل هزار والا فانه يموت وهو معذور
فأخذته مضطرة بعد الحاح شديد وانزلته قريبا من هناك وهو ممتط صهوة جواده فشعر بوحشة شديدة عندما شاهد جميع معالم المدينة وقد مسخ حيوانها ونباتها صخورا ولم ير فيها سوى مقبرة واسعة ولكنه شاهد منارة عليها طير كبير عرفه من الاوصاف التى وصفوها له بانه بلبل هزار فناداه الولد بعد ان ادى الصلاة لوجه الله تعالى وهو يرتعش خائفا بلبل هزار فرد عليه البلبل (قزل قرط) بدون ان يلتفت اليه واذا به يجد نفسه راكبا على حصان من صخر وهو حصانه الممسوخ ففكر مليا ماذا بفعل فانه اذا رجع سيموت في الطريق تعبا او عطشا فلا بد من الاستمرار في المناداة والاعمار بيد الله .فنادى مرة اخرى بلبل هزار فاذا بنصف جسمه يصبح حجرا ثم نادى ثالثة فاذا بجسمه كله عدا الرقبة والراس قد استحال حجرا وعند ذاك نادى النداء الاخير فالتفت البلبل (وهو من ابناء الجن) ليرى من هذا المعاند ؟ فلما شاهد وجه الشباب الصبوح وشعره الذهبي الفضي نزل عليه يسأله عمن ارسله الى هنا بقصد القضاء عليه؟ فقص عليه القصة منذ زيارة القابلة الاولى
فقال له البلبل لولا رغبتي في انقاذك وانقاذ اختك من مؤامرة كبيرة حاكتها لكما تلك الخبيثة لمسختك حجرا كما ترى حولك ثم طار ووقف على رأسه فاذا به يعود كما اتى ممتطيا حصانه .وطلب منه ان يقصد المحل الفلاني واشار اليه وامره باحضار القفص الذهبي المرصع بالمجوهرات وعاهده على الذهاب معه وحين يكشف له خيوط المؤامرة سيعود الى هنا تاركا هذا القفص هدية للذكرى
كاد الولد يجن من فرط الفرح ووافق على شروط بلبل هزار ثم عاد الى المدينة مرفوع الرأس مكللا بالنصر المؤزر لانه عاد من درب الصد مارد سالما باذن الله فدقت الطبول وعلت الهتافات والهلاهل استقبالا للولد الشجاع .فسمع ابن السلطان بذلك وجاء لزيارة صديقه التاجر ومشاهدة ولديه التوأمين والتفرج على بلبل هزار
واقترح البلبل هزار ان يدعو ابن السلطان وعسكره في اى محل يراه مناسبا وان يدبر دعوة لم يشاهدها ابن السلطان ولا السلطان نفسه طيلة حياته فاخبر الولد والده التاجر بذلك وعندما قدم ابن السلطان اندهش لمشاهدة البلبل في قفصه النادر كما اعجب بشدوة الذي لايوصف وعندما هم بالخروج وجه له التاجر الدعوة فقبلها شاكرا رغم تمنعه بادىء الامر عن استصحاب جيشه كي لايكلف صديقه التاجر واجيرا وافق بعد الحاح صديقه التاجر وابنه وابنته اصحاب الشعر الذهبي الفضي
وحل موعد الدعوة فحضر الجيش بكامله في ساحة كبيرة جدا خارج المدينة حيث اقيمت الموائد العامرة ثم شرف موكب ابن السلطان وحاشيته الذين انبهروا مما شاهدوه من استعدادات منمقة النظير وبعد ان تناول الجميع طعامهم غنى البلبل اعذب الالحان ثم غنت الرمانة ورقصت التفاحة وبعد ذلك شكر الجميع صاحب الدعوة وانصرفوا .
وعندما عاد التاجر وابنه الى البيت قال البلبل لابن التاجر (وهو الشخص الوحيد الذي يفهم منطق الطير ):سيدعوكم ابن السلطان فارجو ان لاتقبلوا الدعوة الا اذا انحصرت فيكم (اى التاجر وزوجته والتوأمان الذهبيان وقطتهما) على ان يحضر من الجانب الاخر السلطان الكبير وابنه فقط كما ارجو لا تبدأو بالطعام بل اتركوا القطة تأكل اولا .وجه ابن السلطان الدعوة ووافق على شروط التاجر وحدد موعدها وحضر التاجر وعائلته الى بيت السلطان بالموعد المحدد ومعهم بلبل هزار والرمانة والتفاحة
وفي موعد الغداء ذهبوا الى غرفة الطعام حيث الاواني والملاعق والشوكات كلها من الذهب ....وقبل الشروع بالطعام اطلق التاجر قطته وبدأت بالاكل من جميع انواع الطعام الموجود على المائدة فغضب السلطان الكبير اشد الغضب على هذا التصرف الذي يعتبر اهانة له فاعتذرت عائلة التاجر من هذا التصرف واذا بالبزونة اتطك واتموت (وهنا يسأل الصغار ليش ماتت بيبي البزونة ؟ تقول البيبي لهم هسه تجيكم السالفة ) متأثرة بالسم الذي دسته زوجة ابن السلطان العقيم فوجىء السلطان وابنه بينما اخذ البلبل يتكلم كلاما يفهمه الجميع قال سيدي السلطان ان فلانة ساكنة الخربة زوجة ابنكم لم تلد جروا بل ولدت توأمين خلقهما الله كما تمنت يوم كانت فقيرة تعتاش من بيع الغزل ولكن زوجته الاولى العقيم قد دبرت للمسكينة مكيدة بالاتفاق مع القابلة المجرمة هذه ابدلت التوأمين بجرو وتخلصت منهما بعد ان وضعتهما في صندوق خشبي القته في النهر وهي ايضا وضعت السم في هذا الطعام فأرجو من سيدي التاجر ان يقص كيف وجد التوأمين وتبناهما
وهنا نهض ابن السلطان وهو يبكي فعانق ولديه التوأمين والجميع لايدرون كيف يعللون قساوة قلب الضرة التي اقدمت على ذلك العمل التي ارادت ان تختتمه بمأساة اعظم لايقرها العرف ولا الانسانية فقص عليهم التاجر القصة (كما انزلت) فأمر السلطان بقطع رأس الضرة الحقود والقابلة الخبيثة المجرمة واعاد زوجة ابنه المسكينة من خربتها الى قصره المنيف وتنازل عن السلطنة لابنه على ان يكون حفيده نائبا للسلطان وان يكون التاجر الذي تبنى التوأمين رئيسا للوزراء .وهنا كشف البلبل عن هويته فاذا به فتاة كاعب من اجمل ما خلق الله فلما شاهدها الولد نائب السلطان وولي العهد قال لوالده ارجو ان تخطبها لي لانها انقذتنا واعادتنا الى بعضنا فوافقت هي (بنت الجان) لانه شجاع ووفي فاستمرت الافراح سبعة ايام --وغمر الاطفال سرور طافح لهذه النهاية السعيدة وقالت البيبي:لو بيتنه كًريب جان جبت الكًم طبك حمص وطبك زبيب.

محمد العمر
11/12/2009, 13h43
بغداديـــــــــات
الكتاتيـــب

لم يغفل البغداديون ناحية التعليم والتهذيب وعلى الرغم من ندرة المدارس عمدوا الى ارسال اولادهم في سن مبكرة الى (المله) او ما يسمى اللاله ليعلمهم القراءة والكتابة وختمة القرأن الكريم
يتقاضى (المله) اجرة شهرية عن كل طالب . وهو يتخذ مجلسه في ركن من اركان احد الجوامع او المساجد او الحسينيات او في غرفة من غرف بيته حيث يجلس الطلاب على الارض المفروشة بالحصران الجوازري (باريات) المحاكة من القصب او بنوع اخر من الحصر المحاكة من خوص سعف النخل
يبدأ بتدريس الاولاد الذين يدعون ب(الصناع) وبعد ان يجمعهم صباحا من بيوتهم واحدا واحدا يسوقهم امامه الى مجلسه .ويتخذ من اكبر الطلاب سنا واذكاهم مساعدا له ويسمى (خلفه)ومن الملالي من له عدد من الخلفات يعاونونه في مراجعة دروس الصناع لاسيما الجدد منهم وفي المحافظة على الهدوء
وللملة اسلوب خاص في التدريس فهو بيدأ بتهجي الحروف والطلاب يرددونها بعده بصوت عال وهم يحركون جذوعهم الى الامام والى الخلف فتكون (تهجئة الحمد لله)كما يلي:
أليف لام ز بر أل,ح ميم زبر حم ,الحم ,دال بيش دو-الحمد----ل لام زلل- لام أليف لا-للا,ه زير هي -لله .وللمله صلاحيات واسعة في تأديب الطلاب وتأدية واجباتهم البيتة والمحافظة على الهدوء والتزام السكينة في اتناء الدوام الذي يبدأ منذ الصباح الباكر حتى أذان العصر عدا يوم الخميس .وتكون عطلتهم يوم الجمعة من كل اسبوع
وهناك معلومة لابد من ذكرها(هذة التهجئة تعتمد على ركائز تركية الاصل فالزبر يشير الى الفتحة وهو يعنى الاعلى والبيش الى الضمة ومعناه الخلف والزير الى الكسرة ومعناه الاسفل).
وتختلف عقوبات المله باختلاف الذنب الذي يرتكبه الطالب ومن هذة العقوبات فرض الغرامة النقدية ---او الوقوف على رجل واحدة ولمدد مختلفة ايضا ---اوكنس غرفة الدراسة ---او فرض وقت اضافي لجر المروحة المنصوبة فوق رأس المله صيفا (وهي مروحة بدائية مصنوعة من الخشب والجنفاص تحرك بسحب الحبل المربوط في وسطها وارخائه محدثة بذلك صريرا يصم الاذان.ولتخفيف هذا الصرير يوضع الشحم بين الاقسام المحتكة ببعضها).
اما اقسى العقوبات فهي الفلـــقة وويل لمن كانت قدماه الحافيتان مربوطتين بالفلقة والمله يهوى عليها (بالخيزرانه) والخلفه يضبط بصوت عال عددالضربات حنى بلوغها النصاب المطلوب --والمحكوم بهذه العقوبة يصيح ويبكي من شدة الالم وجميع الصناع ساكتون خائفون
الفلقة--عبارة عن عصا غليظة ثقبت نهايتاها وربط فيهما حبل من القنب القوي وتدور العصا على نفسها حتى يقصر الحبل ويضيق على القدمين يمسك نهايتى الفلقة طالبان كل طالب من جهة والمله ينزل ضرباته القاسية على قدمي المخالف بلا هوادة
وللمله طمغة (ختم )يختم فيها بالحبر على اذرع الطلاب او على سيقانهم يوم الخميس من كل اسبوع في موسم الصيف ليردعهم من السباحة في النهر ويجنبهم عواقب الغرق لصغر سنهم ومن اراد الاغتسال منهم فلا بد ان يتقدم احد ذويه الى المله طالبا اذنه في ذلك حتى يعفيه عن طمغة الاسبوع
وللمله عدد وفير من الطلاب الاذكياء الذين يتقدمون في دروسهم تقدما حسنا ومن يصل من هؤلاء الى سورة (والفجر)استحق المله من اهله حلاوة دهنها يجري وعلى سورة (لم يكن) يجازي ب (حلوى بكن)وهذه ترسل اطباقا شهية الى بيت المله.وهنك انشودة ينشدها الصبيان في هذة المناسبة وهي (لم يكن حلوى بكن -شاهيتي لملتي-شدة ورد لخلفتي-شدة عصي للصناع) واذا وصل احدهم الى سورة النبأ(عم يتسألون) فلا بد من (خروف ابدمه) يرسل الى بيت المله,واذا وصل الى منتصف القرأن فالوليمة واجبة يعدها اهل الطالب ويدعى اليها المله والخلفات وعدد من الاصدقاء الصبي
اما الفرحة الكبرى فتتم يوم ختمة القرأن وحينئذ تجري مراسيم خاصة يشترك فيها اهله والمله وحميع الصناع .وتبدأ الزفة من الكتاب وتنتهي في بيت الخاتم مارة بعدد من الازقة والدرابين المجاورة والخاتم في ابهى حلة فهو على صغر سنه يضع على رأسه الفينه المزينه(بما شالله ذهب وعفصة وسن الذيب) طردا لعين الحسود ويرتدي الزبون والحياصة.يتقدم الزفة احد الصناع حاملا على رأسه رحلة خشبية وهي (قاعدة خاصة لحمل القرأن مفتوحا) يتبعه عدد من الطلاب يحملون اباريق فخارية مزينة بالاس والزهور ثم الخاتم وهو يسير بين اثنين من زملائه الذين سيعقبونه في ختمة القرأن --ثم يسير بعد ذلك المله ووراءه احد الخلفات يقرأ دعاء الختمة وجميع الصناع خلفه يصيحون (امين-امين)ثم يسير قارعو الطبول في ذيل الزفة .وعند الوصول الى بيت الخاتم تتعالى الهلاهل وبحلول وقت الغداء يتناول الجميع طعامهم في بيت الخاتم ثم يقدم والد الصبي الذي ختم القرأن الكريم هدية مناسبة للمله.ومما يسعدني ان اثبت هنا نص القصيدة التي وجدتها بعد بحث دقيق منشورة في العدد الثالث من مجلة التراث الشعبي لسنة 1965 انقلها بأمانة وشكرا للاستاذ السيد خليل رشيد كاتب المقال

الحمدا الله الذي تحمدا-امين****حمدا كثيرا تحصى عددا -امين
تبارك الله واصطفى محمدا**** وخالق وباري وسرمدا
كلم موسى واصطفى محمدا ****وانزل القرأن نورا وهدى
على نبي الهاشمي الاحمدا**** انزل بالحق والبرهان
وكسر الاصنام والاوثان ****الحمد لله الحميد المبدي
سبح له طير السما والرعد****يأتيك طيرا من طيور الهند
مهفهف الريش المليح القد****او كعروس زينتها زبرجدي
بكاسة بيضاء ومسك اسود****الحمد لله الذي هدانا
لملة الاسلام واجتبانا****بعلم من كان وما يكون
وكل شيء عنده مكنون****ارسل فينا اشرف الانام
محمدا داعي الى الاسلام****صلى عليه الملك العلامي
يا امنا قومي افرشي الحصيرا ****وسطري الاصحن لنا تسطيرا
وهاهاي وكبري تكبيرا****هذا غلام قد قرا وقد كتب
وقد تهجا للحروف ونصب**** وحقنا على ابيه قد وجب
نستاهل الخلعة منه والذهب****واعطوا المعلم من خيار ما طلب
الحمد لله الذي هدانا****من فضله علمنا القرأنا
علمنا فضائل التعلومي****جزاك بذاك الفوز والنعيمي
وانت يا أما سبب تعلومي****جازاك ربي جنة وفائده
عسا اراك في الجنان قاعده ****مع البتول خير النساء فاطمة
وانت يا عما فنعم العمو****انت الذي تعطى عطاء جمو
وانت ياخالي فنعم الخالو****انت الذي تعطي جزيل المال
واكرموا الاولاد بالعطايا****نجاكم الله من الخطايا
انصرفوا يامعشر الصبيان****انصرفوا بطاعة الرحمن
انصرفوا وكلكم اخواني****ما ننصرف حتى تجينا الذهبه
بكاسة مجلية ملتهبه****ماننصرف حتى تجينا الفضة
بكاسة مجلية مبيضه****ماننصرف حتى تجينا الكرامه
وخلعه وفوقها عمامه****وللمعلم ندعوا بالسلامه
ما ننصرف حتى نصلي كلنا****على النبي المصطفى بجمعنا
واله وصحبه الاخيارى ****القانتين في دجا الاسحارى

هذا وكان من مشاهير اللالوات في بغداد ملا ابراهيم -ولالا غني -

ولالا عيسى-وملا جليل -ولالاهراتي وهؤلاء جميعا ذكرهم الشيخ

جلال الحنفي في كتابه(الصناعات والحرف البغدادية)عند كلامه

على التكسب بالتعليم.

محمد العمر
11/12/2009, 14h13
بغداديـــــــــات
القصة خون


كان بغداديو الجيل الماضي يجتمعون بعد صلاة العشه في المقاهي لاستماع مايقص عليهم (القصة خون) من سوالف تاريخية بأسلوب تمثيلي يلهب حماس رواد المقاهي وقد كانت في بغداد مقاهي عديدة يجتمع فيها الناس حول قاصهم المفضل ,منها مقاهي الجوبه والفضل وباب الشيخ والدهانة في جانب الرصافة ومقاهي الفحامة وسوق العجمي والست نفيسة والشيخ صندل في جانب الكرخ وقد اتخذ اصحاب المقاهي التعاقد مع القصاصين سبيلا لزيادة رواد مقاهيهم .زمن اشهر المقاهي وابعدها صيتا (كهوة حوري) الواقعة في اطراف محلة خان لاوند قرب الفضل وهي ماتزال تحافظ على طابعها البغدادي القديم .
فكان القصة خون المرحوم (مله فرج) يرتقي كرسيا خشبيا يشبه كرسي قارئ العزاء الحسني الى حد كبير وكان يضع على رأسه (الجراوية) البغدادية وعلى ارنبة انفه (زوج كوزلغ) -بمعني نظارات- يربطها باذنيه خيط سوتلي ويطرح بجنبه سيفا من الخشب ومتى مااجتمع رواد المقهى الذين اعتادوا ان لايتخلف منهم احد شوقا للوقوف على نهاية القصة حيث يتوقف القصاص عن حديثه بعد ان يورط (البطل) في موقف حرج ليشد زبائنه الى قصته ويحثهم على مواصلة الحضور للوقوف على خلاص البطل من ذلك المأزق ....والقاص خلال ذلك يفتح كتابه قارئا ومرتجلا بصوت جهوري وقد ينهض من مكانه منفعلا واحيانا يلوح بسيفه الخشبي مهددا وهو يتصنع العصبية ولاسيما عندما يتلو (قصة عنتر ) فاذا ماقلد عنتر الراية يشتد حماسه ويبالغ بالتهديد حتى يتحشرج صوته ويسود المقهى سكون عجيبة ثم يدخل (شيبوب) الى السجن لانه تجسس على عمه انتصارا (لعنترة الفوارس)وبضربة مفتعلة من سيفه الخشبي يطيح بالفانوس النفطي المعلق امامه فيسود الظلام جو المقهى وتثور ثائرة (الاشقيائية )مطالبين باخراج شيبوب من السجن لانه من (جماعتهم )حيث كان المستمعون فريقين فريقا مع عنترة وفريقا عليه.


وروى يونس سعيدقائلا: من طريف ما سمعته ان احد القصاصين تعمد ان ينهي روايته على النص فبعد ان روى محاكمة ابي زيد الهلالي صاح بأعلى صوته:ودخل ابو زيد الهلالي الى السجن ثم اعلن ارجاء تكملة القصة الى يوم الغد فثارت ثائرة الهلاليين وابوا الا اخراج ابي زيد من السجن وتمنع القصاص بحجة تعبه واخيرا (حجاية منا حجاية منا) يتطور الموضوع فيتدخل القهواتي وغيره لفض النزاع الا ان احد رواد القصة ويظهر انه (هلالي للكشر)وتعقب القصة خون الى (دربونتهم ) وهناك (كمشه من ياخته )وقال له :انت شتريد ؟غير ربع مجيدى وهذه على ما يظهر اجرته (هاك هاي نص مجيدي بس فك ابو زيد من السجن )....فتأمل
ويذهب الدكتور عبد الحميد يونس الى ان الحكاية الشعبية الطويلة ذات الحلقات المعروفة بالسيرة الشعبية متخصصين متفرغين يحترفون حفظها وتقديمها لجماهير المستمعين في الاعياد والمواسم والاسواق.واذا كان الباحثون اليوم يتصورون ان هذا الجنس الادبي قد خرج من مرحلة الرواية الشفاهية الى مرحلة التدوين فأنهم يجازون الواقع الحي الفعال الى الان
ذلك لان بعض هذه السير لايزال -كما كان منذ قرون واجيال- زاد الشعب الذي يجمع بين المعرفة التاريخية والسحر الفني ولم يتغير هذا الزاد في صورته او منهج تنقله بين الافراد والجماعات عما كان ابان تكامله.وليس من شك في ان اقبال الحماهير الشعبيةعلى هذه القصص انما يبعث عليه الحاجة الى الموازنة النفسية بين ماهو كائن وبين ماينبغي ان يكون .....بين واقع مرير مكدود وبين حلم يعتصم بالمثال الذي قدر له ان يخلص الاجسام والنفوس والارواح من ربقة الحاجة والظلم والاستعباد.

قصي الفرضي
11/12/2009, 17h33
الاخ الحبيب ابا فيصل الورد :emrose:
السلام عليكم

ابدعت ايما ابداع في تسطير هذه الذكريات الذهبية عن الحياة البغدادية الاصيلة , الجيل الحالي قد لايشعر بها ولايحس بطعمها انها تسطر تاريخا مجيدا لدار السلام يتذكرها بحسرة والم من عاشها او ادرك اواخرها من جيلنا ومن عاش بعيدا عنها وعن العراق لفترات طويلة , قد يمحو الزمن جزء منها ولكنها تعود للذاكرة حية كأنها اليوم بمجرد قراءة هذه الذكريات .

تقديري واحترامي لك وللمجهود الكبير في جمع هذه الشذرات الذهبية من تاريخ بغداد الحبيبة والتي قسى عليها الزمن وعانت مالم تعانيه اي عاصمة أو مدينة في الدنيا .

وما هو الا ليل سينجلي بأذن الله وتعود الحبيبة بغداد الى احضان ابنائها البررة الاصلاء .بارك الله فيك وبكل الخيرين من ابنائها لجمع تراثها الخالد ....
تحياتي ...

قصي الفرضي / العراق بغداد

د.نعمان
11/12/2009, 20h56
الأخ العزيزمحمد العمر
اشكرك على مشاعرك الطيبة نحوي و ردك السريع رغم انشغالك بملحمة بغداديات. ان الطريقة التي ذكرتها عن نقل المواضيع سبق وان شرحها لي اخونا الأستاذ قصي الفرضي وهي طريقة جيدة.لقد كنت اتصور بأن لديكم طريقة اخرى اسرع لا اعرفها وخاصة للأعضاء.بدأت اليوم بتحميل أجزاء من بغداديات وعندما اكملها ساستنسخها على الورق <اعمل كراس> كي يمكنني مطالعتها بالتفصيل وحفظها في مكتبتي.أنني اعتبر بغداديات مصدر مهم ومكمل لمصدر اَخر مهم أيضاًهو كتاب بغداد كما عرفتها بقلم امين المميز الصادر عام 1985 عن دار اَفاق عربية للصحافة و النشر
والمكون من535 صفحة من القطع الكبير.
مع التقدير
أخوك نعمان

محمد العمر
11/12/2009, 21h16
الأخ العزيزمحمد العمر
اشكرك على مشاعرك الطيبة نحوي و ردك السريع رغم انشغالك بملحمة بغداديات. ان الطريقة التي ذكرتها عن نقل المواضيع سبق وان شرحها لي اخونا الأستاذ قصي الفرضي وهي طريقة جيدة.لقد كنت اتصور بأن لديكم طريقة اخرى اسرع لا اعرفها وخاصة للأعضاء.بدأت اليوم بتحميل أجزاء من بغداديات وعندما اكملها ساستنسخها على الورق <اعمل كراس> كي يمكنني مطالعتها بالتفصيل وحفظها في مكتبتي.أنني اعتبر بغداديات مصدر مهم ومكمل لمصدر اَخر مهم أيضاًهو كتاب بغداد كما عرفتها بقلم امين المميز الصادر عام 1985 عن دار اَفاق عربية للصحافة و النشر
والمكون من535 صفحة من القطع الكبير.
مع التقدير
أخوك نعمان


الله يادكتور قد ذكرتني بهذه الشخصية الفذة الا وهي الاستاذ الدبلوماسي الرفيع امين المميز
حيث كنت املك كتاب له( اثناء ما كان سفير في المملكة العربية السعودية) مهداة لصديقه وزميله وبتوقيعه الشخصي الى عم والدي المرحوم ياسين العمر وقد كان هذا الاخر ايضاً شخصية دبلوماسية في زمن الملكية وكان حينها سفير العراق لا اذكر في اي دولة بالظبط لكنها كانت احدى دول اوربا.
لكن للأسف تركت الكتاب في بغداد ولا اعلم ما مصيره الان.
شكراً دكتور نعمان

محمد العمر
11/12/2009, 21h22
الاخ الحبيب ابا فيصل الورد :emrose:
السلام عليكم

ابدعت ايما ابداع في تسطير هذه الذكريات الذهبية عن الحياة البغدادية الاصيلة , الجيل الحالي قد لايشعر بها ولايحس بطعمها انها تسطر تاريخا مجيدا لدار السلام يتذكرها بحسرة والم من عاشها او ادرك اواخرها من جيلنا ومن عاش بعيدا عنها وعن العراق لفترات طويلة , قد يمحو الزمن جزء منها ولكنها تعود للذاكرة حية كأنها اليوم بمجرد قراءة هذه الذكريات .

تقديري واحترامي لك وللمجهود الكبير في جمع هذه الشذرات الذهبية من تاريخ بغداد الحبيبة والتي قسى عليها الزمن وعانت مالم تعانيه اي عاصمة أو مدينة في الدنيا .

وما هو الا ليل سينجلي بأذن الله وتعود الحبيبة بغداد الى احضان ابنائها البررة الاصلاء .بارك الله فيك وبكل الخيرين من ابنائها لجمع تراثها الخالد ....
تحياتي ...

قصي الفرضي / العراق بغداد


الاخ الجميل قصي الفرضي ابو فيصل الرائع

بغداد تستحق كل الجهد والمثابرة فهي بدمائنا وعروقنا تجري ولو ابتعدنا عنها لكن هيهات ننساها.
ان شاء الله وبأذنه تعالى والله سميع مجيب
تعود بغداد شامخة زاهية لايعلوها الغبار
تحياتي

د.نعمان
11/12/2009, 22h16
أخي الحبيب محمد العمر
وبما ان الذكريات تجرذكريات اخرى فاقول ان الأستاذ امين المميز كان قد كتب كتابه الأول عن انجلترا واسمه الأنكليز كما عرفتهم. يقول الدكتور علاء الدين الخالدي<كان استاذ قسم الصيدلة و السموم في كلية طب بغداد عندما غادرت العراق وربما لازال كذلك> ما معناه:ذهبت الى انكلترا للدراسة ولم ااخذ معي سوى كتاب الأنكليز كما عرفتهم للدبلوماسي امين المميز بناء على نصيحة احد الأصدقاءلأنني لم ازر سابقاً هذا البلد و لا اعرف عنه شئ, وبفضل هذا الكتاب الذي عرفني على عادات وتقاليد الأنكليزتمكنت من التغلب على الصعاب وكيف التعامل مع الناس هناك.والسلام.

محمد العمر
12/12/2009, 15h16
بغداديـــــــــات
المكادي (الشحاذون)


يسمي البغادة الشحاذين بــ ( المكادي ) أو مجادي ومفردهم مجدي ومنهم من يسميه ( مسايل ) المتسائل أو ( أبن السبيل ) وهو الفقير الذي يتجول في العكود أو الدرابين لأستعطاف الناس وأستدرار عطفهم وشفقتهم مستعيناَ بالمسكنة وبنداءاته التي تحنن قلوبهم لجمع قوت عياله .وقد زاد عدد المكادي في بغداد نتيجة ضلم وسيطرة الحكم العثماني والحكم البريطاني الذي تلاه فقد خلق في العراق طبقات ( الزناكين ) الأثرياء والفقراء والمعدمين الذين لا يجدون قوت يومهم فأضطر بعضهم للجدية ( التسول ) وللجدية أنواع :
فهناك من يقف على أبواب الجوامع أيام الجمع عند صلاة الظهر أو قرب المزارات في المناسبات التي يعرفها الناس وهناك من يتشبث بالدين لأجل التكسب فمنهم من يقرأ بعض الأيات القرأنية أو الدعوات التي تدعو الى الكرم والأحسان وتدعو الناس للصدقة وأعانة المحتاجين وهم يتجولون في الأسواق المكتظة بالناس ومنهم من يستحدم الوسائل الموسيقية ( كالضرب على الدف والتغني بمدح الرسول الأعظم ( ص ) )
وهناك من يتضاهر بالعمى أو العرج أو عاهة أخرى أو يتفق مع بعض ذوي العاهات أو المعوقين الذين أصيبو بحادث فأنقطعت يده أو بترت ساقه فيتخذ من ذلك الصبي المعوق أبناَ له ويستعطف الناس لأقوال وعبارات رقيقة تستدر العطف على ذلك المسكين الذي فقد ذراعه أو احدى ساقيه ولم يعد يقوى على تحصيل قوته وربما اتفق مع احداهن لتمثيل دور الزوجة التي فقدت زوجها بحادث وخلف ( كومة جهال ) وقد طرحت صغيرهم وهو يرضع والأخر نصف عار يفترش الأرض ويتوسد ساق أمه وثالث يصرخ من الجوع والخ .... من الفصول التمثيلية .
وهناك من ممتهن ( الجدية حيلة ) وهم يمتلكون ما يكفيهم للعيش عيشة حسنة من يظهركل منهم بأخلاق بالية وهو يمثل دور الفقير المعدم , يستعطف الناس بنداءات رقيقة لجمع المال فقط حيث يفرش قطعة قماش على الأرض كي يرمي الناس عليها ما تجود به أكفهم من ( الخردة ) الموجودة في جيوبهم ومن هذة النوع من المكادي من يدور في المقاهي ليجمع نقود أكثر . ومن يذق حلاوة الكدية ولذتها ( لأنها أخذ دون عطاء) أو ( تجارة دون رأس مال ) يحرص عليها ولا يلوم أهلها لما فيها من لذة الأسترزاق بلا تعب . وكان مجادي اليهود من عجزتهم ومكفوفيهم يجلسون في الطرقات التي تقع قرب بيعهم يلهجون بعبارات الأستجداء والأسترحام .. ومما يرد من أقوالهم في هذا المعنى :
( أبدالك لسة مستفتحت ) أي حتى الأن لم يعطيني أحد من صدقة يتصدق بها علي .
نداءات المكادي :
غالباَ ما كنت أسمع ـــ وأنا صغير خصوصاَ في الفترة بين أذان المغرب وأذان العشاء لا سيما في فصل الشتاء أذ يعتكف الناس في بيوتهم من شدة البرد ـــ صوتاَ يصل أذني بنغم حزين يدعو الى الرأفة وا لشفقة يقول : وين اليكول هذا عشاك يا فقير ؟ وين اليرحم الضرير ؟ ومازلت أذكر أمي رحمها الله وهي في غرفتنا المطلة المطلة على الدربونة تطلب مني أيقاف ( المسايل ) أي السائل فأرفع الشباك وأصيح بأعلى صوتي لأيقافه ثم أنزل خلفها لنعطيه ما فضل من عشاء العائلة حيث كان يسكب الطبيخ في أناء مغلق برقبته فوق بعضه ( التمن مع المرق ) وبعضهم كان يعزل الخبز في عليجة كان يعلقها على كتفه الأخر وهو يدعو للعائلة بشتى الأدعية ( الله يخلي أبو بيتج , الله ينطيكم العافية , الله يخلي الجهال , وغيرها . )
وعند وقف المكدي على باب أحد الدور وليس لديهم ما يعطوه يقولون له : ( على الله ) , ( أو الله ينطيك ) ومنهم من يقول له ( خدا بدا ) أي الله يعطيك بالغة الكردية .
ومن نداءات المكادي أيضاَ :
وين اليرحم الفقير ؟
المال مال الله والصخي ( السخي ) حبيب الله .
الصخي حبيب الله والبخيل عدو الله .
عطاية قليلة تدفع بلاية كثيرة عند الله.
أنيالك يا فاعل الخير .
يا كريم ... يا الله .
وينك يا فاعل الخير ؟
وين اليرحم الضرير بليلة الجمعة والثواب عند الله ؟
الصدقة تدفع القضا والبلا .
دفعة بلا عنكم وعن أولادكم .
الجدية في الأمثال :
أبليس أشتغل بكل شغلة يوم , وأشتغل بالجدية أربعين يوم : يضرب لأستطابة الجدية دأب الكسالى والمتحايليين وذلك لأنها لا تبخل على متعاطيها بالربح الوفير كما أنها لا تحتاج الى رأس مال ولا تتحمل خسارة .
مجدي من مجدي والله يرحمك يا جدي : يضرب لما لدى الطبقات الفقيرة من التنابذ والتحاسد وأبتغاء الفتنه والشحناء بالرغم من أن لهم عدواَ مشتركاَ يكرههم جميعاَ .
مجدي كركوك وعليجته قديفة : يضرب للمملق المعدم يتضاهر بما لا يلائم وضعه من كبر وأبهة .
مجدي كركوك وخنجرة بحزامة : يضرب للذليل يتمثل وضع الأقوياء الأشداء .
اليشتغل بالغروب يكدي بالبوب : يضرب لدفع الكسول الى العمل وللتبكير في النهوض من النوم والذهاب الى العمل للحصول على الرزق الحلال دون الأستجداء من أبواب الناس .
يجدي ويهدي : يضرب لمن يتظاهر بغير مظهره ولسوء التصرف وعدم التدبير فأن من شأن المتسول الأخذ دون العطاء .
مثل فلس المجدي : يضرب للشيء يتداعى عليه الناس قبل أن يتم تمامه أو يستقيم نصابه .
علمته على الجدية كام يغلبني ببوب كبار : يضرب لشديد الحذق في تعليم الحيل يكون ذا فضل على أحد الناس فلا يجزيه هذا الى بمنافسته في مجال الكسب ومزاحمته على الشهرة .
الطشت مكدي ( من أمثال النساء ) : يضربنه حين يقبلن على غسل بعض الملابس حيث يجدن أنفسهن أمام جمهرة كثيرة منها فيقلن ذلك في ( الطشت ) كناية عن نهمة وشراهته تشبيها له بمن يستجدي الناس .
الجدية كيمية , ( أي أن الأستجداء ضرب من الكيمياء ) : يضرب في ما يتحصل عن طريق الأستجداء من الربح الجزيل تعليلا لفلسفة المجادي في أختيارهم هذه دون التكسب عن طرق أخرى .
كشكول يحود الشكول على الشكول : يضرب في أجتماع أصناف شتى من الناس لا تربط بينهم صفة معينة , وهو مايرد مورد الأستخفاف والأزدراء بالناس .
صدقة قليلة تدفع بلايا كثيرة : يضرب للحث على أسعاف الملهوفين ولدفع الشرور بالأحسان ( وهو من نداءات المكادي أيضاَ ) .
لا دنيا ولا آخره مثل مجادي اليهود : يضرب لمن فقده حاضره ومستقبله , ولمن فقد الدارين ( الدنيا والآخرة ) .
مثل مجدي باب الشيخ .
وقد وردت الكدية على لسان أحد زوجات البخلاء ترددها بنغم حزين ( كالعدودة ) وكأنها ترثي حالها وهي تعيش حياتها التعسة مع زوجها البخيل فتقول :
ياريت ماخذتلي مكدي *** ويصير جراب الخبز عندي
يخلص جراب الخبز *** أكله كوم يارجال كدي
وقد ذكروا الكدية والمكادي بالكنايات في قولهم مجدي ميحب مجدي ــ كناية عن تباغض أبناء الصناعة الواحدة وتحاسدهم .
مجدي اليهود ـــ كناية عمن أضاع حاضره وأيس من مستقبله , شبه بالمكادي اليهودي .
زلك الشادي أبيت المكادي ـــ كناية عمن يحدث ضجة وجلبة من جراء أمر تافه , فأن زلق الشادي ( القرد ) ليس بالأمر العجيب , ولكنه لما زلق في بيت المكادي أعتبروا ذلك أمراَ مهما , وأحدثوا من أجله ضجة وجلبة .
منع التسول :
حاولت الحكومات العراقية السابقة منع ظاهرة التسول بسن نظام يمنع ذلك , فقد كفاني الأستاذ عبد الحميد العلوجي عناء التفتيش عن ذلك النظام الذي صدر في 13 شعبان سنه 1313 هــ الموافق 1896 وهو من صلب التشريع العثماني القديم , وقد احتلت فيه كلمة ( العاصمة ) مكان كلمة ( الأستانة ) فالذين يشاهدون مأموري الضابطة أو البلدية من المعلولين الذين ليس لهم معيل يتسولون ولا يراجعون دائرة العجزة ... يرسلون ( بموجب المادة الثامنة ) الى هذه الدار أذا كانوا من أهالي العاصمة , أما اذا كانو من خارجها فيرسلون الى بلادهم . والذين يتسولون ( بموجب المادة التاسعة ) وهم قادرون على السعي والعمل , يقبض عليهم من قبل الضابطة , فمن كان منهم من العاصمة أو هوة من أهالي الخارج ولكنه قد توطن فيها فيسرح بعد أن تربطه الضابطة بكفالة , أما اذا كان من أهالي الخارج فيعاد الى بلده لأجل أن يشغل من قبل دائرة بلديتها . لقد شيد المشروع العراقي على أنقاض النظام العثماني نظام دور العجزة رقم 47 لسنة 1947 م الذي حرمت مادته الثالثة من دخوله من قبل المتسوليين الغرباء القادمين من الأفغان وأيران والهند والباكستان التي جلعت توفرها لازماَ لقبول كل شخص ذكر كان أم انثى ضيفاَ على الدار وهي :
أولاَ ــــ أن يكون عراقياَ
ثانياَ ـــ ليس له معيل ولا يملك مالاَ منقولاَ أو غير منقول يكفيه مؤونته ويجب أن يؤدي هذا بشهادة من المختار ومصادقة المجلس البلدي .
ثالثاَ ـــ أن يكون مبتلى بعاهة دائمية أو وقتيه تجعله غير قادر على الكسب والعمل .
أما المادة الخامسة من هذة النظام فقد تعاونت مع المادة الثالثة التي ذكر منطوقها قبل الأن على حرمان المتسول العراقي القادر على الكسب والعمل ولا يشكو عاهة دائمية أو وقتية من الدخول في دور العجزة فقد ذهبت هذه المادة الى ذوي العاهات الذين يتسولون في العراق ويتخذون هذه العاهة وسيلة للتسول يحجزون بدور العجزة حتى يتعهد احد أقاربهم أو أصدقائهم بأعاشتهم وعدم أعطائهم المجال للتسول في الطرقات وتؤخذ من المتعهد كفالة بمبلغ لا يقل عن عشرة دنانير ولا يزيد على مائة دينار . أذا تكررت من قبل العاجز المخالفة فأن الكفالة تصبح ساقطة بطبيعتها .
أما قانون المتشردين فقد ألحقت مادته الأولى بالمتشرد من أتخذ الشحاذة وسيلة للأرتزاق مع قدرته على العمل ولذلك أصبحت عقوبة الشحاذ والمتشرد واحدة بموجب المادة التاسعة وأضحى من كان منهما يعتاد التردد الى أماكن تعدها الضابطة مريبة أو يأتي ببأحوال وحركات داعية الى الشبهة يوقف ويحال وفق للأصول ويحكم عليه بالحبس من أسبوع الى ستة أشهر أو النفي من ثلاثة أشهر الى سنة وبموجب المادة ( 13 ) أصبح الشحاذ أو المتشرد الذي يتعرض للناس فعلاَ أو يهددهم يضرب من عشرة الى ثلاثين سوطاَ . وأختصت المادة السابعة عشر بالشحاذ دون المتشرد فنصت على أن من حث الأولاد الذين هم دون الخامسة عشرة ويغريهم على التسول بقصد الأنتفاع منه يحكم بالجزاء النقدي من ( 200 فلس الى 3 دنانير ) وبالحبس ( من 24 ساعة الى 15 يوم ) .
أما قانون العقوبات البغدادي فقد حصر الشحاذة في أطار المخالفات المتعلقة بالأمن العام والراحة العمومية حين أشارة الفقرة ( 7 / 3 ) من المادة ( 326 ) الى أن كل من ألح في الشحاذة داخل المدن أو القرى أو كشف عن عاهة بجسمه أو أضهر مرض أو جرحاَ كريهاَ بقصد جلب أحسان الجمهور يجازى بدفع غرامة لاتتجاوز ليرة واحدة . وأخيراَ شرعت حكومة الثورة قانون الرعاية الأجتماعية رقم 126 لسنة 1980 الذي يكفل لكافة المواطنين الحياة الكريمة المرفهة بظل الثورة وينص القانون الذي يتضمن ( 106 ) مواد على شمولية الرعاية الأجتماعية لكل فئات وطبقات المجتمع والتدرج في تطبيق بوتائر متصاعدة . خصوصاَ رعاية الأسرة بأعتبارها نوات المجتمع والأهتمام بالطفولة ( لأأن ثروتنا القومية البشرية ) تبدأ بالطفل .
فقد جاء في المادة ( 23 ) من قانون الرعاية الأجتماعية رقم ( 126 ) لسنة 1980 ما نصه :
* تحرم الأسرة بقرار من لجنة رعاية الأسرة من راتب الرعاية في أحدى الحالات التالية : ــ
أولاَ : أذا فقد أحد شروط الأستحقاق المنصوص عليها في مادة ( 13 ) من هذا القانون .
ثانياَ : أذا مارس أحد أفرادها ( التسول ) بقرار من المحكمة المختصة .

محمد العمر
12/12/2009, 15h31
بغداديـــــــــات
الحشـــاشة


الحشاش اسم يطلق على من يتعاطى الحشيشة في بغداد .والحشيشة تسمى في مصر (حشيش)وفي لبنان (كيف) وهي نوع من زرع القنب مشهورة في العراق منذ قديم الزمان ثم انحدر الى الشام ومصر.
وللحشيشة انواع منها ما يبلعه المدمنون ومنها ما يدخن في النركيلة او السكارة. وتدخينها في السكارة هو الشائع في بغداد بل في العراق وقال احد مجربي الحشيش (شعرت كأن جدران الكون انبسطت حولي وصدرت منه اصوات فطرية ازالت ما في نفسي من وهم وخوف وفتح امامي فردوس النعيم وخضت في بحر من البهجة والسرور وطفح الحب على نفسي وبعد ساعات قليلة اخذت هذه الناضر تتلاشى وشعرت بجوع شديد فدخلت مطعما اكلت فية ما قدم لي من طعام واحسبه الذ ماذقته ثم عدت الى مخدعي ونمت نوما عميقا ولم يبق من تأثير الحشيش سوى اصفراروجهي وتعب جسمي)
وهذا الانطباع هو ما يشعر به كل حشاش ولذلك فهم دائوا قابعون في مقاهي صغيرة تشبه الدهاليز يستمعون الى اسطوانات اغاني الصفطي ورشيد القندرجي (بالزير)وغيرهما وهي تصدر من الفنغراف ابو البوري (الحاكي) ويكثرون من شرب الشاي السنكين واكل التمر وباعتبار الحشيشة (اتحب الحلاه)كما يقولون .ان معظم الحشاشة بل جميعهم جبناء (واحدهم ايخاف من خياله) وذلك لتأثير الحشيشة على اعصابهم
وللحشاش خيال بارع ولهم نكات لطيفة ويجودون بالحلول الصحيحة لقضايا عويصة كثيرة وساورد هنا نكتة واحدة وحلا لمشكلة عويصة على سبيل المثال
جلس احدهم يدخن الحشيشة (ويضرب خيال )على الدخان المتصاعد من سكارته وقد وضع احدى قدميه تحته بعد ان خلع نعلها وظلت قدمه الاخرى على الارض ولما هم بالانصراف التفت نحو الارض فشاهد احدى قدميه عليها تنتعل نعلها بينما وجد فردة النعل الثانية خالية فصاح مخاطبا القهواتي:(تعال يابه لعد رجلي اللخ (الاخرى )وين ؟)فقال حشاش اخر كان يجلس وزميله في مقابل الحشاش الاول مخاطبا زميله (كوم يابه كوم ليروح يبلينه)اى يتهمنا ويحل علينا البلاء
اما فيفي صدد المشكلة فيقال ان احدهم نذر ان يذبح ذبيحة لوجة الله عرض ليتها(شحمها) خمسة اشبار اذا رزق بمولود ذكر
ونذور البغادة كثيرة ومناسبايها عديدة فمنهم من ينذر (خطار واهليه )او كربه عليها شموع للخضر ابو محمد (يسيسها)بالشط او خبز العباس وغير ذلك من النذور الكثيرة .وجاء في امثالهم (الولد العايش بالنذور هم مينراد)
وقد ولدت زوجة الرجل الناذر غلاما فاطلقت الهلاهل واقيمت الافراح وقصد زوجها (الجوبه)مفتشا عن الخروف المنذور فوجد اكبر لية لاكبر كبش لاتفي بالقياس الذي نذرة فعاد مهموما شاعرا بعجزة عن الوفاء بالنذر خائفا ان يموت ابنه الذى انتظره بفارغ الصبر
فأشار عليه احدهم ان يقصد جايخانة الحشاشة ليعرض عليهم مشكلته وعندئذ سيجد الحل الصحيح .فذهب الرجل الى الجاي خانه المشهورة في محلة الميدان ببغداد وجلس على اول مقعد فسأله صاحب المقهى :
اعمــــرلك؟(اى اقدم لك سكارة حشيشة) فأجابه :لا
اجيب لك جاي تازه
لااني عندي مشكلة
ثم قص حكايته على مسمع من الحشاشة الموجودين فأجابه حشاش كان جالسا بقربه(يابه دخذه للمحروسوروح للجوبه اوكدر ابشبره ياليه التريدها) وهنا انفرجت اسارير صاحب النذر وعمل بما قال الحشاش وكان انجح حل
والحشيشة في بغداد بل في العراق في طريقها الى الزوال لثأثيرها السلبي على الصحة.

محمد العمر
12/12/2009, 15h39
بغداديــــــــات
الزورخــانـــة

الزورخانة كلمة فارسية تتألف من مقطعين :زور بمعنى قوة وخانه بمعنى محل وعلى ذلك فهي نادي القوة
وكانت الزورخانة بمثابة الاندية الرياضية الحديثة الا انها اقتصرت على تمارين والعاب خاصة بتهيئة اجسام الرياضيين (الزورخنجية) وتأهيلهم للمصارعة ومن تلك التمارين:
الشناو--وله تختة خاصة طولها حوالى متر تستند على الارض بقاعدتين ويمسك الرياضي تلك التختة بيديه مادا جسمه الى الخلف على ان تكون ذراعاه ممدودتين ثم يبدأ بثني ومد ذراعيه عدة مرات تنفيذا لامر الاستاذ.ومما يجدر بالتنويه ان الحاج عباي الديك قد وصل الى الف شناو. ويقوي الشناو عضلات الكتفين والذراعين بالدرجة الاولى كما يقوي البطن والساقين
الميال--اداة تصنع من الخشب في نهايتها مقبض مجروخ يستعملها الرياضيون لتقوية الكتفين والذراعين اذ يمسك الرياضي كل ميل بيد ويشرع في اجراء التمارين اليومية على (حس الدنبك) الذي سـأتكلم علية لاحقا.
وتختلف الاميال في الثقل ولذلك يتدرج الرياضي في استعمالها مبتدئا بالخفيفة وبأشراف الاستاذ يقوم بتمارين منها الكبركه والمقص ورمي الميل الى الاعلى ثم مسكه وغير ذلك
-وهناك ادوات وتمارين اخرى كالسلاسل الحديدية الثقيلة وتمارين القفز وغيرها مما يؤدي الى تقوية جسم الرياضي واعداده للمصارعة
-تخصص كل زورخانة يومين من ايام الاسبوع للتمرين على المصارعة بين منتسبيها وحسب راي الاستاذ الذي يعين فلانا مع فلان اما بقية ايام الاسبوع فيمارس فيها الرياضيون التمارين التي اشرت اليها.
تأسيـــس الجفرة--

في وسط كل زورخانة توجد حفرة دائرية او مضلعة يتراوح قطرها بين 4و5 امتار يمارس عليها الرياضيون تمارينهم اليومية وتهيأ الجفرة على النحو التالي حتى لايصاب الرياضيون بأذى :
تحفر ارض الجفرة بعمق يتراوح بين 4-5 م ويوضع فيها كمية كبيرة من قشور الحنطة او قشور الرز وتسمى ب(السبوس) ثم يوضع فوقه عدة باقات من الشوك اليابس بشكل يجعل كل حزمة تعاكس الاخرى اى رأسا لعقب ,ثم تغطى باقات من الشوك بحصران جوازري تدفن بكمية من تراب النهر الممزوج بالطين والرمل ثم يسوى تسوية جيدة بعد رشه بالماء عدة مرات

تقالـــــــيد الزورخانة--
هناك تقاليد ثابتة خاصة بالزورخانات منها
1-ان يكون الزورخنجي نظيفا (غير مجنب) وان يكون (عل وضو)فاذا اصيب احد الرياضيين بأذى ونزف منه الدم فيعزى ذلك الى وجود مجنب بين الرياضيين وعندئذ يأمر الاستاذ بأيقاف اللعب . ون هنا اصبح مألوفا ما يردده الاستاذ بين حين وأخر بصوته العالي فهو عندما يقول (تارك الصلاة نعلت) يجيبه الشواغيل (الرياضيون) بقولهم (هـزار دفعت )اى ألف مرة.والملاحظ هنا ان جميع الاسماءوالتعابير فارسية ظلت مستعملة في العراق كما هو شأن بقية الاسماء في عالم الرياضة ففي لعبة كرة القدم مانزال ما أصطلح عليه الانكليز من الفاظ كفاول واوف سايد واوت وغيرها .اما في عالم الصناعة فان جميع اسماء الادوات ظلت كما هي دون تبديل فمن ادوات السيارات مثلا البندل والسويج والبا تري واللايت وعندي مجموعة خاصة بالالفاظ الاعجمية المستعملة في حياتنا اليومية الراهنة ولست ادري متى تزول او يستعاض عنها بكلمات عربية
2-قراءة الفاتحة على روح مؤسـس الجفرة عند دخولها وذلك بلمس ارض الجفرة وتقبيل اليد التي لمستها ثم الشروع بقراءة سورة الفاتحة وقد اشتهر (بورياي ولي )بأنه مؤســس الجفرة في ايران
3- ارتداء (الجسوة)في المصارعة وهي سروال سميك يغطي الجسم من المحزم حتى اسفل الركبة بقليل وتخاط فوق الركبة قطع جلدية
4-اجراء التمارين على ايقاع (المرشد )الذي يجلس على دكة عالية يشرف على الرياضيين ويضرب على الدنبك بكلتا يديه (ويســـمى -زرب-)بمعنى ضرب وهي كلمة عربية صرفة رسم الضادفيها زايا خضوعا للنطق الاعجمي كما يغني غناء خاصا يستحث به همة الرياضيين ويزيد من نشاطهم
5-تبادل الزيارات الدورية بين رياضيي الزورخانات حسب اتفاق المســؤولين .ومن تقاليد الزورخانة في هذا الصدد اعداد الطعام لكافة الرياضيين الزائرين على نفقة منتسبيها وهذا التقليد المستحب مما يقوي وشائج الصداقة والاخوة التي زرعتها الرياضة في قلوبهم.

محمد العمر
12/12/2009, 21h09
بغداديـــــــات
تعلــيم الســباحة


لقد قيل قديما (تعلم الخط والنط والسبح بالشط).ونظرا لوقوع بغداد على نهر دجلة الخالد بجانبيها الشرقي والغربي ,ولانتشار دور البغداديين على ضفافه او بالقرب منه ,ودفعا لكوارث الغرق التي اودت بحياة الكثيرين من صبيان بغداد وشبانها عمد اغلب البغداديين الى تعليم اولادهم السباحة بعد بلوغهم السن المناسبة بين 10-15 سنة
ولقد كان اكثر معلمي السباحة من اليهود وكان كل معلم من هؤلاء يتخذ مقرا خاصا في احدى شرائع بغداد المشهورة كالمجيدية وسيد سلطان علي وجردالباشا حيث ينصب له جرداغ (وهو عبارة عن غرفة ضغيرة مبنية بخشب القوغ والحصران الجوازري )اى القصب ويهيء معلمو السباحة عددا من كرب النخل ويبذلون لكل كربة عناية خاصة فهم يبطنون وجه الكربة بالقطن ويغلفونه بخام الشام (الخام الاسمر)وبعدان يثقبوا كل كربة عدة ثقوب يمررون خلالها جبل قنب لتربط بواسطته الكربة على جسم الصبي. واحسن انواع الكرب المستعمل في السباحة هو كرب من نخل البربن لانه عريض وخفيف الوزن نسبيا .وقد يهيء بعضهم عددا من الجوابة (جمع جوب وهو لفظة انكليزية تطلق على مطاط دولاب السيارة)وذلك للاستفادة منها وهي منفوخة بالهواء في تعلم السباحة وانقاذ المشرفين على الغرق ومساعدة من شعر بالتعب من السباحين
ولكل معلم اجرة مقطوعة يستحقها بعد ان يعبر الولد الشط بحضور اهله وذويه .
وقد تكون هذه الاجرة هدية مناسبة.....ولكن اليهود دائما يفضلون النقود.
يبدأ المعلم بربط ثلاث كربات على جسم المتعلم اثنتان منها على ظهره والثالثة على بطنه ,ثم يطلب منه النزول الى الماء بعد ان علمه وهو على اليابسة كيفية تحريك يديه ورجليه.
والمعلم يسبح بجانبه في الكيش (المنطقة القربية من الجرف) وللصبيان هوسة يطلقونها عند لعبهم في الشط فهم عندما يكتشفون منطقة ضحلة يقفون عليها وينادون (هذا الكيش حلاوي).
وبعد ان يتعلم الصبي مبادئ السباحة (ويكوم يطوف) اى يعوم جيدا يبدأ المعلم بأنقاص عدد الكربات فيرفع اولا الكربة التي كانت مربوطة على بطنه .
وبعد ان يسبح مدة بالكربتين المربوطتين على ظهره ويطمئن المعلم الى مهارة تلميذه يرفع عندئذ احداهما مكتفيا بكربة واحدة على ظهره....وبعد مدة قصيرة يتخلص نهائيا من الكرب ويبدأ في السباحة بدونه تحت اشراف المعلم ثم يمارس بعد ذلك (المده) اى السباحة لمسافة طويلة تزداد تدريجيا ايضا وفق قابلية الطلاب المشاركين بالمدة وهنا يكون المعلم في وسط طلابه الذين شكلوا قوسا حوله ومعه (جوب) يعين به من شعر بالتعب من طلابه مناديا بأعلى صوته (ياولاد بلبول) فيرد الطلاب جميعا (بلي) اى نعم
ماشفتوا عصفور ------بلي
ينكر بطاسه-------بلي
حمام ياسه(اسم امرأة)------بلي
كله......-------بلي
وبعد ان يضمن المعلم نجاح طالبه في السباحة نجاحا يعصمه من الغرق يخبر اهله ليحددوا موعد الامسية التي يحتفلون خلالها بعبور ابنهم الشط.....وعندئذ يقف ذوو الولد في جهة من النهر الخالد يشاهدون نزول ابنهم ومعلمه الى النهر من الجهة الثانية وقد ربط المعلم ملابس تلميذه فوق رأسه ثم يبدأ الطالب (النشمي..ابن ابوه) بالسباحة وامه والحبيبات يزغردن .
وعند اقترابه من الجرف تعزف الموسيقى الشعبية التي استقدمها ابو الولد الحانها البديعة ...ثم يخرج من الماء جذلا مسرورا فيقبله ابوه وتطش (ترمي) امه (خطار واهليه--من النذور البغدادية وهو مجموعة من الشكرات المخلطة تستعمل بالافراح) على رأسه ثم تقدم بعدئذ الهدية الى المعلم ومن وصايا معلمي السباحة لتلاميذهم عدم الاستخفاف بأبي الشركيط (وهو تشنج عضلي يصيب ساق السابح وربما كلا ساقيه) وانما يجب على السابح حين يصاب به ان يعود مسرعا الى الجرف او يستنجد بمن هو قريب منه اذا تعذرت عليه العودة فلطالما ادى (ابو الشركيط) الى غرق عدد ممن يعرفون السباحة ويجهلون معالجة هذا التشنج.

محمد العمر
12/12/2009, 21h21
بغداديـــــات
المطيرجية

تربية الطيور هواية اتخذها بعض البغداديين ملهاة يأنسون بها ويقتلون بتربيتها اوقات فراغهم ومنهم من ولع بها ولعا شديدا فترك اشغاله بسببها واتخذها سبيلا للتعيش.
وهاوي تربية الطيور في بغداد يسمى المطيرجي وجمعه مطيرجية .
ان معظم الناس لايرتاحون لمجاورة المطيرجي لانه يقضي اكثر اوقاته على السطح العالي وهذا مايمنع المرأة من الظهور لانه فوق سطح بيتها لشر الهدوم او تكليب معجون الطماطة اوالدبس وغير ذلك ,وشهادة المطيرجي موفوضة لانه يكثر من الايمان التي يحلفها كاذبا في سبيل تحقيق ملكية طير يدعي انه صاحبه وهو لسواه.
بناء ابـــراج الطيــــور --
يبنى المطيرجي قفصا خاصا في اعلى سطح بيته بالطابوق والطين او الجص من جهاته الثلاث ويعمل بابه من جريد النخل الذي يباع جاهزا ويسقفه بالمرادي القوغ (السبندار الذي يزرع بكثرة في الشمال) ثم يفرش عليها عدة حصر يرشقها بالطين الحري المخمر كرشق سطوح المنازل وهذا القفص يسمى برجا وفق مصطلح المطيرجية .
وكانت الابراج عبارة عن قفص تتكون اضلاعه الثلاثة من جريد النخل وضلعه الرابع هو احد جدران سطح البيت ويسقف بالواح خشبية ترشق بالطين ,ويغطى البرج بالكواني صيفا وشتاءا لوقاية الطيور من شدة الحر او البرد .
ويختلف حجم البرج باختلاف عدد الطيور التي يجنيها ذلك المطيرجي.
ومن مصطلحات وتسميات المطيرجية في هذا الباب:
الحله :وهي سلة اسطوانية الشكل مفتوحة من احد جهتيها تصنع من القصب ويوضع في كل برج عدد منها تأوى اليها الطيور عند وضع البيض والتفريخ
الطـــور: اناء خاص مصنوع من الفخار تشرب منه الطيور الماء---وهذا الماء يبدل عادة يوميا
اللـــكط : كلمة عربية تنظر الى اللقاط وهو الطعام الذي تلتقطه الطيور كالدخن والاذرة البيضاء.
الشـــكف :اداة يستعملها المطيرجية في اصطياد الطيور وهو عبارة عن حلقة ذات ذراع تصنع من اعواد الرمان او الصفصاف يحاك حولها شبكة من الخيوط القطنية القوية المسماة خيط هندي وذلك لشكف الطير واسقاطه في تلك الشبكة.
الحرب : وتعني (الحرب ) فاذا قال المطيرجي انا وفلان حرب) فمعنى ذلك انه اذا اصطاد طيرا من هذا فلان ولايعيده اليه.
صلح :وتعنى الوئام والسلام بين مطيرجي واخر.
فــكــك : اذا علم احد المطيرجية ان طيره المفقود موجود عند فلان فانه يحاول استرجاعه مقابل مبلغ من المال وهذا المبلغ يسمى فكك (اى ثمن فك الطير ) .
جلد : صفة للطير الذي يعرف برجه معرفة تامة ولا يمكن ان ينساه.فاذا خطفه احد المطيرجية باحدى الوسائل وقص جناحيه فانه لابد ان يعود الى برجه عند ظهور الريش الجديد واستقامة جناحيه
انوالـــه: طير عادي يقص المطيرجي جناحيه ويستعين به في اصطياد الطير الغريب الذي يحوم في الجو .وعملية رفع النواله وهو يحرك جناحيه تسمى --دينوله
فراخ : الطيور التي لم يمض على تفقيسها شهران.
الجوكه (او الكومة ) : هي مجموعة الطيور اثناء طيرانها بالجو
خراعه : تنكة يضرب بها المطيرجي على الحائط او صافرة يصفر بها او خرقة سوداء مربوطة بعصا طوياة يستعملها في تخويف الطير الذي يريد ان يحط (يقطع طيرانه )ويتيغ (يوكر)بينما صاحبه يرغب ان يطير مدة اطول ,وقد يصيح المطيرجي (عاع) بين الحين واخر ومنهم من يتخذ جناح صكر او شاهينا محنطا كخراعة يرهب بها طيوره لاجبارها على الطيران مدة اطول .
الزق : قيام الابوين بأطعام فراخها
الحافي : الطير الذي ليس على ارجله ريش
المنعل : وجود نقطة بيضاء على ظهر الطير بالقرب من الذيل وغالبا يطلق هذا الوصف على الحمرمنها والصفر والكومرلي وغيرها .
تلك: يوصف به الطير الذي ينفض ريشه في وقت معين من اوقات السنة ليستبدلها بريش جديد
فالول : وهو الثؤلول الذي يظهر في رأس الطير
انـــواع الطيـــور --
وهي عند المطيرجية كثيرة منها الفضي والاشعل والازرق والاحمر والاصفر والبدرنكك والكومرلي وكورنك والاورفلي الابيض والمكتف بالاسود والمكتف بالاحمر او الاصفر واورفلي حمام والرمادي والعمبرلي والمسكي والمسكي دكات والالاج (بتفخيم اللام) وغيرها.
ومحل بيع وشراء الطيور وجميع لوازمها هو سوق الغزل الكائن بالقرب من جامع الخلفاء ذي المنارة المشهورة بمنارة سوق الغزل في شارع الجمهورية بالقرب من الشورجة ببغداد.

محمد العمر
12/12/2009, 21h30
بغداديـــــات
الســـبيل خانــة

السبيل هو الطريق وخانه كلمةاعجمية الاصل معناها محل واصطلح بها على محل توفير الماء لعابري السبيل وهناك من يسميها بسقاخانه وكلا المعنيين يشير الى محل خاص يقيمه اهل الخير لتوفير الماء لعابري السبيل تقربا الى الله العلي القدير , لان ارواء الظاميء انسانا كان ام حيوانا عمل جدير بالتنويه.
ولقد اعتاد كثير من الميسورين اقامة مثل تلك الاماكن احياء لذكرى عزيز راحل.
وفي بغداد سبيل خانات كثيرة منها سبيل خانة النقيب في محلة السنك وسبيل خانة المنطكه بين الكاظمية وسوق الجديد في الكرخ والسبيل خانة التي بناها والدي جاسم الحاج محمد الحجيه على حافة البقجه المحاددة لبستان الربع التي ورثها عن والده الحاج محمد الحجيه متعهد ارزاق الجيش العثماني في بغداد ايام حكم الوالي مدحت باشا سنة 1869 م.
وموقع تلك السبيل خانه يقابل اليوم جامع عادلة خاتون وان جدارها لازال قائما على الرغم من مرور سنين طويلة
وقد بناها جاسم الحجيه في ذلك المحل يوم كان الوصول الى الاعظمية والكاظمية يرهق الناس فقد كان المسافر يمتطي دابة (حمارا او بغلا او حصانا ) وربما سافر جماعة يجمعهم كروان (قافلة).
وكان معظم الميسورين من البغداديين يعتنون بتربية الخيول لركوبها في تنقلاتهم ومنهم من يركب الحمير البيضاء(الحساوية) نسبة لمدينة الحسا التي يقترن اسمها بالقطيف (وهما من الامارات الخليج العربي الواقعة بين الكويت والبحرين).
وشيدت تلك السبيل خانة سنة 1318 هجرية --1904ميلادية على ارض مساحتها 156 مترا مربعا وكان بابها وشباك شرب الماء موازيين لشارع الامام الاعظم اليوم .
وكان حوض ماء الشرب يلي الشباك مباشرة كما انه مرتبط بمجرى الى حوض مقير من داخله بطبقة سميكة من القير وهذا الحوض متصل بساقية ماء يصلها الماء من الجرد الذي يسقى بستان الربع وفي هذا الحوض يترسب الماء وهناك عامل خاص للسبيل خانه يقوم بملء الحوض بالماء من الحوض الكبير وتنظيفه وادارة شؤون السبيل خانه مقابل اجور شهرية كان يدفعها جاسم الحجيه.
وكان في الجهة المقابلة للمدخل مصلى واسع وفي الجهة اليمنى منه حفر بئر لاستعماله عند انقطاع ماء الساقية .
وكان المارة وعابرو الطريق يستريحون هناك ويتوضأون ويؤدون الصلاة ان كان وقت وصولهم اليها وفي اوقاتها.
وقرر جاسم الحجيه حينذاك نقل رفاة والده المرحوم الحاج محمد خلف الحجيه الى السبيل خانه الا ان جماعة من اقاربه لم يوافقوا على ذلك وظل قبره قائما حتى اليوم في محله بمقبرة الشيخ عمر السهروردي وقد أرخ--المرحوم العلامة عبد الوهاب النائب المتوفي ظهيرة يوم الخميس 27 ذي الحجة سنة 1345 هجرية والمدفون في الروضة المقابلة لروضة الامام محمد الفضل في جامع الفضل تاريخ بناء تلك السبيل خانه بثلاثة ابيات احفظ منها الاول فقط وهو
جاسم قد بنى واحسن صنعا******لابيه محمد خير منهل
وبعد ان انتفت الحاجة اليها بوصول العمران بين الاعظمية وبغداد واستعمال وسائط النقل الالية .....هدمها جاسم الحجيه سوى جدار واحد كان يحتوي على المدخل ومحل شرب الماء وفوقه المرمرة التي حفرت عليها ابيات العلامة عبد الوهاب النائب وظلت حتى سنة 1959 حيث باع الورثة بقايا ملك الحاج محمد خلف الحجيه وبضمنها البيتان اللذان انشئا على انقاض السبيل خانه فهدم من اشتراهما محل المشرب وادخله في بيته وهدم بذلك المرمرة الاثرية بدون علم احد من اولاد جاسم الحجيه وعند مراجعتي من اشترى الدار علني اجد من كتب الابيات على الاقل لم افلح وحمدت الله على انني لازلت احفظ البيت الاول والذي سجلته في اول الحديث تخليدا لذكرى جدي باش قصاب بغداد ومتعهد ارزاق الجيش العتماني المرحوم الحاج محمد خلف الحجيه.

محمد العمر
13/12/2009, 01h06
بغداديـــــات

يوم اضاءة الشوارع
(الكهرباء)


ليست هناك مدينة في الكون مثل بغداد صنعت تاريخها بعذاباتها.
مجدها شعراؤها حتى وصفوها بجنة الخلد، ورثوها بمراثيهم حتى وصفوها بارض الخراب وينبوع الدم.
ماتت ثم قامت للحياة عشرات المرات انها بعشر ارواح.
تستنسخ علماءها وافذاذها وكرامها وشعراءها مثلما تستنسخ انذالها ولصوصها وطغاتها.
انها اعجوبة الامل واعجوبة الالم، ورغم كل شيء تبقى بغداد هي بغداد كما وصفها ياقوت الحموي في معجم البلدان: 'ام الدنيا وسيدة البلاد'.

بين سنة1917 وسنة 1929 اثنتا عشرة سنة. وفي هذه السنوات الاثنتي عشرة حصلت في بغداد احداث مهمة، لعل من ابرزها انتقال العراق من التبعية العثمانية الى التبعية البريطانية. فلقد انقضى عصر اخذ من عمر العراق اربعة قرون، وبدأ عصر جديد اصبحت فيه بغداد تدار من قبل الجيش البريطاني، وكان على هذا الجيش ان يؤلف حكومة لبغداد وان يدير المدينة بما ينبغي ان يجعل اهلها يحبون العيش فيها لا ان يهجروها. لكن الحدث الاهم هو دخول 'الكهرباء' الى بغداد عام 1917.
وتخيل حين تدخل الكهرباء الى بلد كان يعيش الحياة اليدوية، اي كل شيء كان يدار باليد وكانت ايدي الناس تتلمس الطريق بصعوبة وسط ظلام الحياة.. ظلام يخيم على العقول والنفوس حتى حين كانت الشمس تشرق على هذه المدينة التي تضع اقدامها في وحل الفيضان والاوبئة كل ثمانية اشهر من كل عام.

ففي تشرين الاول من عام 1917 انتهت عمليات غرس اعمدة الكهرباء الضخمة في وسط بغداد. وربطت الاسلاك الناقلة للتيار الكهربائي عليها. وفي اول ليلة من شهر تشرين الثاني عام 1917 تألقت الانوار في الجادة الجديدة (شارع الرشيد).وخرج اهل بغداد عن بكرة ابيهم الى الشارع وراحوا يتحلقون حول اعمدة النور، ونظراتهم تتطلع الى اعلى حيث تلك المصابيح التي تشتعل بدون كاز او نفط او شخاط. كأنها عيون الجن. وراح بعضهم يصرخ بين المتجمعين بان هذه الاضوية تشتعل بسحر الشيطان. وان الانكليز الكفرة جاءوا بالشيطان معهم بعد ان اخرجوا العراق من رحمة الخلافة الإسلامية.



خديجة والملا صقر


وكان الملا (صقر) الذي يتخذ من محلة الدهانة لغاية محلة الخلاني الى الشورجة مجالا لنشاطه اكثر الناس كراهية للكهرباء حتى انه اطلق على ذلك اليوم وصف يوم 'الاثنين الاسود'، رغم ان الناس كانوا يلبسون السواد ويعيشون في الظلام منذ قرون.
التقته خديجة الحافوفة وهي تصحب ابناءها الاربعة عند مدخل الزقاق. قائلة له بفرح:
- خديجة: الله يساعدك ملا صقر.. شعجب اليوم مارايح وي الناس للحيدرخانة؟ الناس كلها راحت ياملا .. اليوم راح يشعلون الكهرباء؟
رد عليها الملا بغضب وتهكم:
- ملا صقر: يشعلون جهنم.. مااريد ادخل جهنم مثلج ياخدوجة!
تجفل خديجة الحافوفة صائحة باستغراب:
- خديجة: ابه دادة! ليش ياملا، ليش؟ ليش دخلتني جهنم ليش؟ وانا امس كنت بالكاظم ودعيتلك وانطيت مية فلس نذر للحضرة. ليش ملا على بختك دخلتني جهنم؟ شمسويه؟!
يرد عليها ملا صقر وهو يلف طرف عباءته وكأنه لايريد المكوث طويلا مع هذه الجاهلة:
- ملا صقر: كلمن يروح يشوف الشيطان يروح وياه لجهنم.
- خديجة: و منو قال لك آني رايحة اشوف الشيطان ياملا ؟ على بختك انا رايحة حالي حال الناس اشوف الكهرباء اللي خلوها الانكليز.
- ملا صقر: انتي تعرفين هذه الكهرباء شبيها ما بيها ؟
- خديجة: لا والله ملا ؟
- ملا صقر: تعرفين شنو اللي وراها وشنو اللي كدامها ومنواللي سواها ومنو اللي جابها؟
- خديجة: لا والله ملا. انا حالي حال الناس. اسمعهم يقولون بعد ماراح نستعمل الفوانيس واللمبات ولا المهفات. وراح تصير عدنا معامل وراح نشرب ماي مبرد؟ وراح شوارع بغداد تصير مضوية ونخلص من الحرامية وكلشي يصير زين.
- ملا صقر: الناس جهلة، موكلشي اتقوله الناس احنا انصدقه. هذي الكهرباء قطعة من نار جهنم. وذوله الانكليز الملاعين هم حراس جهنم اللي الله سبحانه ذكرهم بالقرآن.
خديجة تجفل صائحة وهي تجمع اولادها بأيديها وتعود ادراجها من حيث اتت:
- خديجة: ابه دادة! صخام الصخمني!! انا رايحة لجهنم وما ادري (تخاطب اولادها) يالله يمه يالله خل نرجع نكعد في بيتنا احسن مما نصير ابجهنم على قولة الملا .. ينطيك العافية ملا. (تلتفت نحوه) ملا! انا اليوم طابخة بامية تريد اوديلك طاسة بامية؟؟
- ملا صقر (يلتفت نحوها) وياريت وياها صحن تمن حتى ادعيلج اليوم بصلاتي.

محمد العمر
13/12/2009, 22h27
بغداديـــــات
الوفاة مراسـيم العـزاء
(حفظكم الله من كل سوء)

يبالغ اهل بغداد مبالغة فائقة في اظهار الحزن عند وفاة احد ذويهم فاذا مات شخص في مكان يغمض عينيه من كان في جواره ثم يسد فمه ومنهم من يشد حناكي (ربطة من تحت الذقن تعقد فوق الرأس)وذلك لسد فم المتوفي ثم توضع جثته مغطاة في وسط الحوش (فناء الدار) ويبدأ العياط حيث تمزق النساء ملابسهن وتسمى (شك الزيك) وينثرن شعورهم بعد خلع الجرغد والفوطة او الكيش او البويمة .
وهناك من يضّعن كزوجة المتوفي او بناته السخام على وجوههن والطين او التراب على رؤسهن ويلطمن الوجوه والصدور بالاكف مع العياط المستمر (يبو-يبوو...) وبعد ذلك تتوافد جموع النسوة من الاقارب والجيران وكل من يدخل يصرخ من باب الحوش (يبوو---يبوو) ثم يشتركن في اللطم والبكاء .
ويطلب احد القراء من الجامع ليصعد فوق السطح العالي (للتمجيد)بينما يذهب احد ابناء المحلة او احد الاقارب في طلب المغسل (وهو الذي يمتهن غسل جثث الموتى ) ويذهب احدهم لشراء الزهاب (القطن -والخام -والكفن-والتابوت-وماء الورد -والبخور والخ ) كما يذهب اخر لاشعار الحفار (وهو الذي يقوم بحفر القبور ويعرف مقبرة كل عائلة ) بينما يقوم غيرهم باخبار الاقرباء والاصدقاء بالحادث اذ لم تتيسر التلفونات في ذلك الحين ويقوم افراد العوائل المجاورة باخراج الكرويتات والكراسي وصفها في الدربونة يمين ويسار دار المتوفي ,ومنهم من يقدم الماء والسكاير للجناوة (وهم الاصدقاء والمعارف الذين اشتركوا في تشييع الجنازة ).
وبعد اتمام مراسيم التغسيل والتكفين ووضع الجثة في الصندوق يستعد القصاب لنحر الخروف في باب الدار عند اخراج الجنازة ويوزع لحمها للفقراء ومنهم من يوزع الحنطة مع لحم الذبيحة
ويساهم عدد من الاقارب والاصدقاء في حمل الجنازة واخراجها من الدار وعندئذ يتعالى العياط ويتضاعف اللطم والبكاء ثم تخفض الجنازة وترفع ثلاث مرات عند مدخل الدار
ويغطى الصندوق بقماش خاص (طاقه) ويوضع في مقدمته لباس راس المتوفى كما يغطى صندوق المتوفاة بالعباءة ويوضع في مقدمته الكيش او البويمه وبعد ذلك تحما الجنازة الى اقرب جامع لاداء صلاة الجنازة ثم تحمل الى مرقدها الاخير مشيا على الاقدام واذا مرت الجنازة من امام مقهى هرع معظم الجالسين فيها للسير خلفها ولو بضعة خطوات .
اذا مرت من امام دكان فلابد لصاحبه من المشاركه ولو بالمسير خلفها بضع خطوات
وتوقد في دار المتوفي شمعة لمدة ثلاثة ايام ويحرق فيه البخور.
اما الجنازة فهم يتبادلون حمل النعش واذا قدم شخص لاستلام جهة النعش قال
(واحد الله ) فيجيبه من سلمه مكانه (ستار الله ) وهكـذا حتى يصل النعش الى الجامع حيث تقام صلاة الجنازة .
وبعد انتهاء الصلاة تبدأ مراسيم سقاط البول اذ يهيء القائم بالمصرف كمية من الفلوس الخردة في صره (كفيه) ويعطيها الى المله الذي يجلس قرب راس الصندوق وحوله بقية الفقراء الذين يحيطون الصندوق من جهتيه ويبدأ باعطاء صرة الدراهم الى اقربهم منه قائلا (قبلته وهبيه) وهذا بدوره يكرر العبارة وتستمر الصرة في الانتقال من واحد الى اخر ثلاث مرات ثم يقوم احد الجنازة ويكون غالبا مختار المحلة بتوزيع محتويات تلك الصرة من الدراهم وتسمى (سقاط بول) ثم تنقل الجنازة الى قرب الحفرة التى ستوارى فيها بالتراب
ويقوم احد قراء المقابر بتلاوة ما يتيسر من آيات الذكر الحكيم وعند الانتهاء من وضع اللحد يقوم شخص اخر (بالتلقين ) اى تلقين الميت ثم يقول (رحمة الله من واراه التراب وقرأ سورة الفاتحة) وعندئذ يهيل كل الجنازة حفنة التراب التي في يده على حفرة القبر ويقرأسورة الفاتحة ثم يقف المقريء وذوو المتوفى في ساحة المقبرة بعد ان يتكامل وقوف الجنازة على شكل قوس كبير فيبدأ بقراءة الدعاء ويختمه بقوله ياجماعة الحاضرين اتشهدون بحقه؟ فيجيبه الحاضرون بصوت عال وكلهم اسفون صايم مصلي - خايف الله - رحوم ادمي بن اوادم -وغيرها) من العبارات التي يقولها كل منهم ثم يتعاقب الجنازه على ذوي المتوفي (الذين يقفون عادة متجاورين الاكبر الى اليمين فالاصغر) لمصافحتهم واحدا واحدا ذاكرين بعض العبارات التالية (عظم الله اجركم -البقية بحياتكم -انتو طيبين - كلنا الهل درب -الله يصبركم ) مشاركة في الحزن وتهدئة للخواطر
واذا كان المتوفي شابا او شابة وفي سن الزواج فان ذوي المتوفي يحضرون صواني شموع وحنة وصواني جرك او حلاوة وخبز .
وتغطى الصواني بالبقج الملونة وتعزف الموسيقى لحنا خاصا يسمى (حزايني)
اما اذا كان المتوفي عسكريا فللجنازة العسكرية مراسيمها الخاصة اذ تحمل على عربة مدفع او سيارة وذلك حسب الرتب ويلف النعش بالعلم العراقي ويشارك في التشييع عدد من الجنود بأسلحتهم .ويتوقف حجم القطعة العسكرية المشيعة على رتبة المتوفي ايضا وعند اخراج الجنازة يبدأ الجنود بتأدية التحية العسكرية بالسلاح ثم يسير موكبها على انغام الموسيقى الحزينة .
وعند انزال الجنازة في اللحد ينفخ المبوقون نغمة خاصة (النوم) يرشق بعدها الجنود ثلاث رشقات بالعتاد الحقيقي .
ويكون هذا التشييع عاما للمتقاعدين ولمن كان في الخدمة ضابطا ومراتب والجدير بالتنويه انه يجب على كل عسكري تأدية التحية العسكرية لكل جنازة يصادفها في طريقه
اما من يدفن في النجف الاشرف فبعد حضور كافة الاقارب والاصدقاء تنقل جثته بالتابوت ثم تجري كافة مراسيم الغسل والتكفين والدفن هناك وفق قواعد خاصة
مجلس الفاتحة --
ويقام مجلس الفاتحة عادة في بيت اقارب المتوفي او في بيت احد الاصدقاء (كما يقام مجلس عزاء النساء في دار المتوفي ) وقد يستعير من يقيم الفاتحة عددا من المقاعد من الجيران ويعد الدار اعدادا جيدا لاستقبال اكبر عدد من المعزين
وهناك من يقيم مجلس الفاتحة في الحسينيات او في الجوامع .
والمألوف ان يجلس القهواتي خارج الدار وبالقرب من المدخل لاعداد الكهوة العربية (المره) وتقديمها للمعزين كما يجلس ذوو المتوفى متجاورين بالقرب من الباب ويخصص محل خاص (للملالي ) الذين يرتلون ايات القرآن الكريم بالتناوب .
يستمر مجلس الفاتحة ثلاثة ايام متتالية منذ الصباح حتى صلاة العشاء وفي ايامنا هذه اخذت بعض العوائل تحدد موعد الفاتحة بالمدة الواقعة بين الساعة السادسة والثامنة مساءا او بمدة اخرى تراها مناسبة .
وعند قدوم شخص الى مجلس الفاتحة يواجه الحاضرين بالسلام وبعد ان يجلس يقول (الفاتحة ) ثم يقرأهو والحاضرون سورة الفاتحة ومن ثمة يقدم له احد (الوكافة) السكاير ويدخل القهواتي وبيده الدلة ليقدم له القهوة.
وفي هذه الايام اعتاد احد الوكافة ان يقدم القهوة في صينية صغيرة تحتوي على عدد من الفناجين .
واذا هم احد الجالسين بالخروج يقول رحم الله من اعاد سورة الفاتحة) ويقرأ هو والحاضرون سورة الفاتحة ثم ينهض لمصافحة ذوي المتوفي مشاركا حزنهم داعيا لهم بالصبر والرحمة وفي مساء اليوم الثالث من الفاتحة يدور احد الوكافة حاملا بيده كلبدان (وهو الاناء المستعمل لحفظ ماء الورد)على الجالسين لوضع ماء الورد في ايديهم ليشعرهم بأن هذا اليوم هو الاخير من ايام الفاتحة .
كما يعد ذوو المتوفى عشاء للحاضرين في اليوم الثالث
حلاقـــة اللحيـــة --
يطلق ذوو المتوفى عادة لحاهم لمدة ثلاثة ايام ومنهم من يطلقها لمدة سبعة ايام يدعوهم بعدها احد الاصدقاء ومعهم بعض المقربين وعدد من ابناء المحلة الى داره حيث يقوم احد الحلاقين بحلاقة رؤوسهم وذقونهم ثم يتناولون طعام الغداء.
ومن عادة اهل بغداد مشاركة للجار في افراحه واحزانه ان لايقيموا اى فرح في الطرف لمدة اقلها سبعة ايام واكثرها اربعون يوما ومن المغالاة في هذا الصدد ان نساءهم يرتدين السواد عند ذهابهن الى مجلس العزاء ولايضعن مساحيق الزينة في وجوههن طوال تلك المدة.
وقد تعطل في هذه الايام الكرامفونات والراديوات مشاركة للجار العزيز في حزنه
البيــض وورد المــاوي --
بعد اخراج الجنازة يحاول بعض الاصدقاء تهدئة خواطراهل المتوفى واجبارهن على الكف عن اللطم والصراخ والعويل بعد ان ينال منهن التعب في الجاينه مناله
ومن عادات اهل بغداد قيام احدى عوائل الطرف بأخذ صغار عائلة المتوفى عندهم لاطعامهم والعناية بهم وقيام عائلة اخرى بارسال كمية من البيض المسلوق وقواري تحتوي على ورد الماوي المخدر مع الاستكانات الى عائلة المتوفي (وورد الماوي هو عشب بري لونه ازرق ويباع لدى العطاطير ) ويعتقد البغادة بأن تعاطي شرب ورد الماوي المخدر يهديء الاعصاب كما انهم اختاروا البيض طعاما للحزين في يوم المصاب لانه لايسبب اى اذى لعائلة المتوفى بل يعصمهم من الشوطة (وهي فقاعات او بثور جلدية او حكة يعتقدون بأن ظهورها يحدث من جراء تناول المقهور _ويلفظونه مقحور _شيئا من السمك او الباذنجان او مرقة العدس ) ولذلك تجبر احدى بنات الطرف عا ئلة المتوفى على تناول ولو استكان واحد من ورد الماوي
كما يقدم الاقرباء والاصدقاء والجيران شيئا مما سأذكره ادناه مساهمة منهم في المأتم ويسمى (فضل)وهذة المساهمة تتفاوت بتفاوت العلاقة او الفضل السابق الذي بذمة من يرد الفضل ومن ذلك :كيس تمن-او تنكه دهن او اكثر او سكاير - او قهوة غير مقلاة - او خروف او اكثر او قطع قماش اسود- او قماش عباءة. ومنهم من يقوم بخياطة (دشداشه) سوداء في اليوم الاول من وقوع الحادث لكل امرأة من ذوي المتوفي لتحزينهن وتخليصهن من ملابسهن الملونة التي كن يرتدينها عند وقوع الحادث المؤلم
ومناسبات رد الفضل كثيرة منها:
الزواج او الولادة او الوفاة او شراء دار او بناؤها او ختام الولد او نجاحه في المدرسة او الطهور (الختان) او انتهاء مدة محكومية سجين او قدوم حاج بعد تأدية فريضة الحج او شفاء مريض او قدوم مسافر غائب لمدة طويلة وغير ذلك
عند اخراج الجنازة تجتمع النساء في منتصف الدار وتقوم (العداده) او (الكواله بتفخيم اللام )بتعديد صفات المتوفي وشهامته وكرمه ومواقفه الحميدة وحالة اهله واولاده من بعد فقده بنغمات حزينة مبكية مما يزيد اهل المتوفي واقرباءه بل الحاضرات جميعا بكاء ولطما وهن يرددن بيتا من اقوال العدادة وتسمى (الرده).
وهذا النوع من اللطم يسمى -الجاينه- اذ تلطم النساء وجوههن وجبهاتهن وصدورهن العارية ويمزقن الثياب.
ونظرا لوطأة الجاينة الشديدة على القائمات بها وتعرضهن للمرض نتيجة للطم فهي تقتصر على اليوم الاول بعد اخراج الجنازة واليوم الثالث والسابع وفي ادناه انموذج مما تقوله العدادة في الجاينه:-
ياحلوين الشوارب وين هالنيه
لاتبطون والطلعه افراكيه
****
انا بنفسي ازوجه وانظر اجهازه
واعزمله النشامه تلم شوباشه
افرشله الكبه وانظر افراشه
رايح يالسبع ويلاه من ديه
الردة
دار اهل الكرم ويلاه حزنانه
شايل السبع وبعد ماجانه
عسى بعيد البله الدار خليانه
يمته يا سبع اتبين اعليه
الردة
واذا كان بين اللاطمات من فقدت ابنتها فان العدادة تقول شيئا عن (البنات)وتكون الردة نفسها اذ تقول
حبايبنه مشن ليوين منواهن
طول انهاري اذكر حجاياهن
بالعيد البله احنه فكدنا هن
لاتبطين يمه بيني اعليه
الردة
عـــزاء النســـاء --
ويسمى (عزه النسوان ) ويقام بعد انتهاء جاينة اليوم الاول وعليه تتعاون بعض نساء المحلة من صديقات العائلة بفرش الدار ويهيئن مجلس العزاء فاذا كان الموسم شتاء فانهن يفرشن الدار بالزوالي والدواشك ويغطينها بالحرام او الجواجيم ويدفئن الحوش بالمناقل (او الصوبات ) مع تهيئة ادوات الكهوة والسكاير وتكليف احداهن بمسئولية تقديم القهوة واخرى بمسئولية تقديم السكاير وثالثة بتقدم الماء للحاضرات في مجلس العزاء وغالبا يكن (الوكافات ) من اقرباء عائلة المتوفى او من بنات المحلة .
ومن عادات اهل بغداد استعارة ماينقصهم من زوالي وفراش او ادوات طبخ او صواني من بعضهم في المناسبات على اختلافها
وعند المساء تحضر (المله) والعدادة وبعد ان تتوافد النساء ويزدحم المكان تبدأ احدى افراد عائلة المتوفي بالبكاء ثم تعقبها بقية الحاضرات وكل واحدة منهن تلف وجهها بالعباءة ثم تبدأ بعدئذ العدادة بترديد بعض (العدودات ) التي سأذكر بعضها ويستمر البكاء فترة من الوقت ومنهن من تضرب بكفها على فخذها او على صدرها .ثم يتوقف البكاء ويسمى (فصل) وتبدأ الوكافات بتقديم القهوة المرة والسكاير وبعد فترة قصيرة يبدأ الفصل الثاني بقيام المله بقراءة المولد النبوي الشريف وبعد ذلك ينفض مجلس العزاء على ان ينعقد في اليوم التالي في نفس الموعد ووفق الاسلوب نفسه..... وهكذا لمدة اربعين يوما .
وتتناول المله وجميع الحاضرات طعام الغداء .وتختتم المله قراءة المولد النبوي الشريف يوم الاربعين في مجلس عزاء يعقد صباحا .
ثم يستمر مجلس العزاء مساء كل يوم اثنين وخميس من كل اسبوع خلال سنه.
وهذه بعض العدودات : ما يقال عند وفاة ابو البيت :
حوش الجبير وفنر بي
من وسط العجم حط الفرش بي
علواه يجينــه الســـبع راعيه
واخرى
اسباعنه بالجول نامت
ودنياتنـــه للنذل دامت
حريم المعزه ويـــن هامت
واخرى عند فقدان الوالد ايضا
شكره ام الزلف لاذت وره الباب
وبصوت عالي اتصيح ياباب
وجاوبهه الفلا راحوا الاحباب
مايقال عند فقدان -الابن
ابني ويا محبس يميني
يازهوة الدنيه بعيني
اوغيرك يايمه من يجيني
مايقال عند فقدان -بنت
فراك الحبايب ياخلك نار
شالن وخلن بالكلب نار
وظل الدار ينعي حبيبة الدار
فك الجاينـــه --
يوضع في اليوم السابع من وقوع الوفاة سيفان من السيوف القديمة على الارض ويقف اهل المتوفي واقربائهم وجميع الحاضرات على شكل دائرة حول السيفين وتبدأالعدادة بأقوال الجاينة والنادبات يرددن (الرده) وبعد ان يظهر التعب على اهل المتوفي تدخل امرأتان لتحملا السيفين المذكورين وتجولات عدة مرات وهما تلوحان بهما ثم تشهرانهما بوجه النادبات طالبتين منهن التفرق وتسمى تلك العملية بفك الجاينه وبعض العوائل يخرجن في اليوم السابع ملابس المتوفي وسلاحهوصورته ان كانت له صورة وغير ذلك من مخلفاته
ومن العدادات المشهورات في بغداد حسب قدمهن -أشوره السوده من صوب الكرخ -وسميه زوجة سلمان الاوتجي بالمهدية -وبنت شويش -وبنت محش في محلة الفضل والعزه -وبنت جاروده ام شاكر النجار في محلة المهدية ايضا
تتقاضى العدادات والمله اجورا من ذوي المتوفي (اكراميه) مع هدية قد تكون قطع قماش او عباية او تنكه دهن وغير ذلك
الحلاوة --
توقد عائلة المتوفي شمعة كافور عند صفار الشمس لمدة ثلاثة ايام متتالية كما توزع حلاوة (من التمر والدهن والطحين )وذلك بوضع كمية منها في وسط رغيف خيز .
وتوزع رغفان الخبز والحلاوة على الفقراء لمدة ثلاثة ايام ايضا وغالبا ترسل رغفان الخبز والحلاوة الى احد الجوامع حيث يكثر الفقراء.كما يحرق البخور في بيت المتوفي ايضا
الحـــــداد --
يلبس حميع ذوي المتوفي من النساء الملابس السوداء ولايتزوقن ولايحففن وجوههن ولايستعملن الحناء وبعض العوائل تبالغ في اظهار الحزن بحيث تحعل وجوه الدواشك والستائر كلها سوداء لمدة عام كامل او اكثر
العـــــــــــده --
اذا كان المتوفي متزوجا فلابد لزوجته من (دخول العده) ومعناهاان تبقى الزوجة مدة مائة يوم (ثلاثة اشهر وعشرة ايام) لاتواجه رجلا يحل عليها (الزواج منه),والغاية من هذه العدة معرفة والد الجنين الذي في بطنها اذ ان بطن الحامل خلال تلك المدة تكون ظاهرة للعيان .
وحتى اذا ارادت التزوج (وهذا نادر الوقوع بين البغداديات )فالمعروف ان الطفل الذي في بطنها انما هو ابن المتوفي .
ومن تمسك العده عليها ان تقوم بما يلي :-لاتنام على سرير بل تضع فراشها على الارض --كما لاتنام تحت النجوم حتى لو كان الموسم صيفا --ولاتمسك سكينا--ولا تستعمل الابريق في المرحاض باعتباره مذكرا بسبب وجود (البلبوله) وتحتفظ بقلامات اظافرها والشعر المتساقط من رأسها حتى انتهاء مدة العده ,واذا طرقت بابهم فلا تستفسر عن الطارق وتغتسل في فترة العده كل يوم جمعة مع التمجيد -قبل اذان الظهر
فــك العــــده --
بعد انتهاء فترة العدة تذهب الارملة معصومة العينين بمصاحبة احد قريباتها ومعها قلامات اظافرها وشعرها المتساقط التي جمعتها في تلك الفترة الى النهر وهناك تفتح عينيها وتنظر الى الماء النساب في النهر ثم ترمي (عكدة) الشعر والاظافر في الماء وتعود الى دارها
والتي لاتدخل العدة هي المرأة التي لايعاودها (الحيض ) اى التي بلغت سن اليأس .
وعلى بعض النساء واجب دخول في العدة الا ان هناك اسباب تمنعهن من ذلك اذ لامعين لهن على تربية الاولاد ولابد لها من الخروج من الدار ولذلك تمر ثلاث مرات من تحت جنازة زوجها عند اخراجها من البيت من قبل الجنازة للتخلص من طوق الحديد الذي تطوق به الزوجة في يوم القيامة
توزيــع الخـــيرات على الفقــــراء --
ذكرت قبل قليل ان عائلة المتوفي توزع حلاوة التمر والخبز لمدة ثلاثة ايام متتالية وفي يوم الثالث يكون (المله) قارئ القرآن والذي تكلفه عائلة المتوفي بمسك ختمة (اى اختتام قراءة القرأن الكريم لقاء اجور شهرية ) قد اكمل الختمة او كاد فيحضر مع جماعته الى دار المتوفي ويقرأ الختمة ثم يتناول معهم طعام العشاء ويوزع باقي الطعام على الفقراء
مراســيم اخرى --
في اليوم السابع :ختمة وعشاء كما في اليوم الثالث
يوزع في سبع جمع متتالية نوع من انواع الطعام على الفقراء
في يوم الاربعين : اقامة (تهليلة وقراءة الذكر ) وفي بغداد فرق خاصة لاقامة مثل تلك الشعائر الدينية لقاء اجور تتقاضاها من عائلة المتوفي فور الانتهاء منها .
ومن اشهر ها فرقة الحافظ مهدي بمعاونة احمد شعبان .
وتبدا التهليلة والذكر بعد صلاة العشاء وتقدم في منتصف الليل للقراء وجميع الحاضرين (التمتوعه) وهناك تقليد لاهل بغداد رسخ على ان التمتوعة تتألف من (الدولمـــه--وكبة الحلب --وحلاوة شكر --او حلويات)
وفي التهليلة يدور شخص يسمى (الملوي) بلباسه الخاص المؤلف من كلاو جبن (لباد) ودميري مع ثوب عريض من الاسفل وعندما يدور اثناء قراءة الذكر يشكل ذلك الثوب دائرة كبيرة
ومن المولوية الذين عرفتهم بغداد المولوي المعروف السيد خليل السيد ابراهيم راضي الرفاعي وهو من اهل محلة الفضل في يغداد
ولاهل بغداد حساب خاص يحسبون به ليلة الاربعين حيث ينقصون يوما واحدا عن كل فرد في العائلة وتعتبر المدة الباقية اربعين
وعند ذاك تقام التهليلة والذكر -لاعتقادهم بأنهم اذا اكملوا مدة الاربعين فان من يوفي سيجر ذكور العائلة الى الموت واحدا بعد الاخر ولذلك ينقصون يوما عن كل شخص ليتفادوا ما يتشاءمون منه
بعـــد مرور الســــنة --
لايمكن ان تكون السنة كاملة وانما ينبغي ان تكون منقوصة ولذلك اعتبر بعضهم مرور تسعة اشهر او احد عشر شهرا بعد الوفاة سنة كاملة وذلك لنفس السبب انف الذكر .
ومنهم من يقيم المولد النبوي الشريف مع العشاء يدعو لتناوله الاصدقاء وابناء الطرف كما يوزع الباقي للفقراء ومنهم من يقيم تهليلة او ختمه وذلك حسب موقف العائلة المالي
ويستمر توزيع (الخيرات )على الفقراء بعد مرور العام الاول على الوفاة وفي المناسبات التالية مع ذكر نوعية ما يوزع في كل مناسبة:
ليلة شهر رمضان-دولمة او حلاوة
ليلة نصف رمضان -مرقة حامض حلو -او بقلاوة وزلابية
ليلة 27 رمضان -اقامة ختمة وعشاء للفقراء
ليلة عيد الفطر-قطايف او بيته
العيد الاضحى -تنحر الضحية (ثورااو كبشا اذا كان المتوفي ذكرا--وهايشة او نعجة اذا كانت امرأة) وياخذ القصاب الجلد والمصارين ويوزع اللحم للفقراء
ليلة المولد الشريف - يوزع ماهو موفور في الموسم كالخيار والمشمش
ليلة 10 محرم -يوزع ما يوزع في ليلة المولد الشريف
ليلة شهر رجب- توزع الكليجه او الجرك
ليلة 27 رجب- توزع الحلاة راشية
زيارة المقابر--

عند مصادفة اول عيد بعد الوفاة تذهب عائلة واقارب المتوفي الى القبر بمصاحبة (عداده) ويقام هناك عزاء قد يطول عدة ساعات ويستمر افراد العائلة بزيارة المقابر صباح كل اول يوم من ايام الاعياد لقراءة القرأن-سورة ياسين وسورة الفاتحة
كســـر العـــزه --
بعد اجراء مراسيم مرور عام على وقوع الوفاة اذا وقعت وفاة اخرى في المحلة او عند الاصدقاء مان ذوي المتوفي الذي مضى على وفاته سنة يقصدون عائلة المتوفي ومعهن (عداده) فيشاركن تلك العائلة بالنواح والبكاء وتسمى تلك العادة (كسر العزاء ويسمحون لانفسهم بعد ذلك (بفك الحزن) اى ترك الملابس السوداء وارتداء الملابس الملونة بالالوان الطواخ كالنيلي او الجوزي ولاضير عليهن اذا خرجن بعد ذلك للسوق او زيارة الاصدقاء الذين شاركوهم احزانهم الماضية
بناء القبر --
لايبنى القبر بالطابوق الا بعد مضي مدة لاتقل عن ثلاثة اشهر حتى يجلس (ينزل ) التراب ويتماسك كي لايخسف بناؤه وعندئذ يحضر اهل الميت مرمرة محفور عليها اسم المتوفي وتاريخ الوفاة ويكون مع العمال في يوم البناء احد افراد عائلة المتوفي التي ترسل ايضا طعام الغداء مطبوخا بالقدور الى المقبرة و مع الاواني والصواني والخواشيق وغيرها كما يكلفون احدى بنات الطرف او الاقرباء بمراقفة الطعام والقيام بتفريغه وتقديمه لعمال البناء.

محمد العمر
14/12/2009, 19h07
بغداديـــــات
صوم زكريا


في الاحد الاول من شهر شعبان من كل سنة يقيم بعض عوائل بغداد افراحا بمناسبة (صيام اول احد او زكريا) هكذا يسمونه ايفاء بنذر حققه الله لهن ولابد من اقامة هذه الافراح بصيام خرساني (بلا كلام ولاطعام ولاشراب) لوجه الله تعالى حيث جاء في سورة مريم من القران الكريم ان النبي زكريا قد طلب من الله عز وجل ان يرزقه بولد يخلفه فقال سبحانه تعالى:بسم الله الحمن الرحيم (يازكريا انا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا قال ربي انى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك ولم تك شيئا قال ربي اجعل لي اية قال اتيك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا.)صدق الله العظيم
والتهيؤ لصيام زكريا يجري قبل مدة حيث يهيأ لكل ولد في البيت ابريق صغير من الفخار ولكل بنت صغيرة من الفخار ايضا ويخاط حول كل ابريق وتنكه قطعة قماش خفيفة يوضع في داخلها كمية من الشعير كما توضع في فم التنك والاباريق صرة صغيرة تحتوي على كمية من الشعير ايضا ويسقى ذلك الشعير يوميا اى يرش بالماء حتى (يزرع الشعير ) وينمو ويزهو منظر الاباريق والتنك الصغيرة بالعشب الاخضر
وفي مساء اليوم المذكور تنصب صينية كبيرة في محل مناسب من الدار يثبت عليها عدد من الشموع مع الاس .
وتكون شمعة صاحب النذر كبيرة ومن نوع شمع العسل الاصفر وتنصب في مركز الصينية كما توزع الاباريق والتنك المزروعة في الصينية وبينها اوان صغيرة يحتوي كل اناء على نوع من الانواع:
لهوم-وهو سمسم مسحون ومخلوط بالسكر
مخلط-وهو خليط من الحمص وحب الرقي وحب الشجر المقلي والزبيب الاسود والملبس والحامض حلو وجعب الغزال ولوزينه وغيرها مع زرده وحليب وقد جاء ذكرها في (اكلات بغداد ) مع اللبن والخضروات (كراث ورشاد وكرفس)وتسمى زرع او خضار
وقبيل الفطور يهيأ لطالبة النذر فطور خاص ولابد لها ان تبدأافطارها على (خبز شعير وماء بير ) كما تتلي سورة مريم من القران الكريم وعند الافطار تتكلم برفع الشكر الى الله العلي القدير.
وبعد انتهاء الفطور ترسل كمية من محتويات الصينية الى الجوارين ومن تريد طلب نذر جديد فعليها ان توقد شمعة في صينية احد الاصدقاء فاذا تحقق نذرها وجب عليها القيام بما ذكرنا في كل اول من شهر شعبان من كل سنة.

محمد العمر
14/12/2009, 19h41
بغداديـــــات
الصحة والجمال

الزواق والتجميل
كانت البيت البغدادية لاتعرف من ادوات التجميل والزينة غير النظافة وتمشيط الشعر وضفر الكصايب , ولاتجرؤ على (حف) وجهها او استعمال التجميل الا بعد الخطوبة .
اما المتزوجات فهن بعد الفراغ من انجاز متطلبات البيت كنسا وغسلا وطبخا يخلعن ملابس الشغل ويرتدين (نفانيف)العصر ....ويعدن تمشيط الشعر ويزروقن وجوههن بمواد الزينة. والتجميل لدى البغداديات انواع منها:
التجميل اليومي --
ويشمل غسل الوجه واليدين بالماء والصابون وتمشيط الشعر وتجديل الكصايب -ووضع النونة بين الحاجبين وطلاء الوجه بالسبداج وصبغ الوجنتين باحمر الخدود وتكحيل العينين وفرك (دلك) الاسنان والشفتين بالديرم ثم ارتداء بدلة نظيفة هي غير بدلة الشغل.
ضفر الكصـــايب -الضفائر --
يمشط الشعر بمشط الخشب (يصنع من خشب التوت -التكي- واحسن انواعه مايصنع في كربلاء والكاظمية ويسمى شمشار)بادىء الامر باسنانه الخشنة اذا كان (مجبن) ثم باسنانه الناعمة عدة مرات مع الاستعانة بالماء اذ يغمس المشط في طاسة الماء الخاصة بين اونة واخرى ليقوى على فك الشعر المشتبك مع بعضه وتقوم المرأة بعد ذلك بتنسيق الفرك من مقدم الرأس اى تقسم شعرها الى قسمين متساويين مستعينة بالمرأة .
ثم تبدأ بضفر الضفائر كما تشتهي فهناك النخيلة وهي مجموعة من الضفائر مع كذلة فوق الجبين ويتوقف عدد الضفائر على ثخن الشعر وهذا الاسلوب خاص بالشابات وتستعين من تضفر شعرها على هذه الوتيرة بأمها او احدى اخواتها او قريباتها .
اذ من الصعوبة انجاز ذلك بنفسها وبعد الانتهاء من ضفر كل ضفيرة تثبت قرديلة رفيعة في نهاية كل كصيبة حتى لا (تنفل) واذا لم تتيسر القرديلة تثبت مكانها شطيطة (قطعة قماش لايتجاوز عرضها اصبع واحدا وطولها حسب الحاجة) من الملابس القديمة او من فضلات الملابس الجديدة .
اما الصبيات فتضفر لهن امهاتهن ضفيرة واحدة تتدلى على الظهر وفي نهايتها قرديلة عريضة نسبيا على هيئة وردة تسمى (افرمباغي) و تضفر المتزوجة التي تجاوزت الثلاثين من العمر ضفيرتين بعد ان تفرك شعرها من منتصف الرأس وتفرقه قسمين متساويين لتتدلى كل ضفيرة على جهة وعندما تكاد تنتهى من ضفر الكصيبة تفرد شيئا من الشعر لتجدله ضفيرة صغيرة تسمى (مكناسة) للحفاظ على قوام الضفيرة الاصلية .
اما النساء الغنيات فهن يعلقن الضفائر الذهب في نهاية كل كصيبة تنويها بالبذخ والترف لتتدلى الجديلتان فوق الظهر او امام الصدر او تتدلى احداهما من الامام والاخرى الى من الخلف
وفي اثناء الشغل تعقد الجديلتان فوق الرأس حتى لاتكونا سببا للاعاقة. ومن كان شعرها قصيرا لاتجد مناصا من ضفر كصبيتين عارية (مستعارة) تربطهما بشعرها من فوق الاذنين كل ضفيرة من جهة وتسمى المعلكه
وهناك زينة خاصة بالعرايس تتألف من تبه وزلوف.

البرجم --
حالت المودة الوافدة حديثا دون التمتع بمنظر الكصايب الجميل واتاحت لمقص الحلاقة ان يجتث الشعر الى حدود الرقبة لتقوم الماكنة الصغيرة بعد ذلك بحلاقة ماتبقى منه فوق الرقبة اسوة بما يصنع الحلاق عند حلاقة شعر الرجل وعلى هذه العملية اطلق البغداديون اسم (البرجم) ومع البرجم ساد اسلوب تجعيد الشعر بين الشابات واصبح مألوفا ان تحتفظ كل فتاة بألة حديد لتجعيد الشعر تشبه المقص تماما (فير ) مقبضها من الخشب لوقاية اليد من الحرارة يوضف القسم الاول منه في المنقلة بين الجمر حتى اذا اصبح كاويا باعتدال حصرت الفتاة خصلة من شعرها بين ذراعي الالة الحديد وتلف الشعر عليهما وتتركه هكذا حتى يبرد المقص وعندئذ تعيد العملية نفسها ....الى ان تاتي على شعرها خصلة خصلة وبذلك تطمئن الى انه قد تكسر وهذا الواقع شجع على انتشار صالونات التجميل في بغداد وغيرها من مدن العراق ,واصبحت الفتنة والجاذبية مناط التسريحة الانيقة بعد ان كانت المرأة تتباهى بكصايبها لتحث الخطابات على التغني بجمال الكصايب في معرض اظهار جمال المخطوبة:(عيني اشلون طول ...اتكولين ناكه...اشلون شعر عبالك كلبدون وكل كصيبه هالمتن ....ومن تكنس كصايبها تكنس وراها ).وقد ذكرت الامهات الكصايب عند ترقيص اطفالهن بقولهن :
البنيه ماحلاها
كصايبها وراها
اجه الخطاب يخطبها
وابوها مانطاها
كما ذكرت في الغناء الشعبي البغدادي فقيل
يابو كراميل يابو كرميل ......يابو سبع كسرات ........يابو كراميل
واعتاد البغداديون قبل اليوم على اطالة شعور الاولاد حتى بلوغهم السابعة من العمر .
وقد يضفرن لهم الكصايب على طراز (النخيله) المضفورة للبنات ولكنهم يحلقونه بعدئذ في سلمان باك ايفاء بنذر قطعوه على انفسهم
التجميل الاســـبوعي --
وفيه تجلس المرأة البغدادية بين يدي الحفافه لاستئصال الشعر من الوجه واليدين والساقين تمهيدا للذهاب الى حمامها الذي اعتادت التردد عليه مبكر وهناك تضع الحنة على شعر رأسها وتبدأ بغسل وجهها بالكرصه او الشنان وتحجر قدميها بالحجارة وتجيس جسمها وبعد ان يلكط شعرها تغسل الحناء منه وتبدأغسيلها بالليفة والصابون الركي ولاتبرح الحمام الاعند اصفرار الشمس
واذا وجدتني على هذا الاندفاع في تفصيل ما ينبغي للمرأة من زينة وتجميل فلان المرأة قد جبلت على الغرام بالفتنة والولوع بالزينة , واني وجميع القراء معي ندرك ان قوام الزينة النظافة من الوسخ والرائحة المستكرهة وبغير ذلك لن تكون المرأة ابهج شيء في الحياة فضلا عن ان الله سبحانه وتعالى خلق المرأة لتشعرنا معنى الحياة برقتها وكمالها.

صحـــة الشـــعر
تقوم المرأة البغدادية صونا لشعرها من السقوط بغسله يوميا بالماء الحار والصابون الركي (ابو الهيل ) او مرتين في الاسبوع على الاقل داخل الحمام وقد تضع على راسها مايسمى ب(طين خاوه) قيل استعمال الصابون تنعيما للشعر بعد ازالة الكشره وقد تستعمل الحنة لتقوية الشعر وازالة الكرطيفه منه وتحسين لونه والتي غزا الشيب راسها تصبغ شعرها بأضافة الوسمه الى الحنة وتثبيتا للصبغ يضاف الى الحنة قشور الرمان او الخل او القهوة (مقلاة ومسحونة).
اللائى يحول الوقت دون ذهابهن الى الحمام مرتين بالاسبوع يكتفين بكطف الرأس فقط لان قذارة الشعر تطفئ لمعانه وبريقه وربما ادت الى سقوطه او جعلته مرتعا للقمل .
ويوجد القمل غالبا في رؤوس الاطفال والصبايا نتيجة الاهمال وينتقل بين المقمول وغير المقمول في الكتاتيب وخلال اللعب في الطرقات
ويكافح القمل بتطهير الشعر من القمل والصواب بالتكييد وملخصه:
ان تلف الام خيطا من الصوف الابيض بين اسنان المشط وتأخذ صغيرها المقمول الى السطح العالي تحت الشمس الساطعة ليظهر الصواب واضحا لماعا وهناك تمشط شعره عدة مرات لتفصل القمل والصواب عن مكمنه ثم تحرق الخيط الذي تعلق به القمل وبيوضه لتبدله بخيط اخر نظيف وبعد ان تتأكد (المكيده) من نظافة الشعر تبدأ بتلويث مفارق الشعر بالزئبق او النفط الابيض عدة مرات بقطعة صغيرة من القماش وتتركه في الشمس لحظات تغسله بعدها غسلا جيدا بالماء الحار والصابون
واذا كان القمل او الصئبان كثير العدد فانه لايستأصل الا بحلاقة شعر المقمول ذكرا كان ام انثى بماكنة نمره (صفر) او بالموس وغسله بعد ذلك غسلا جيدا بالماء الحار والصابون.
اما اذا كان الصبي نظيفا وقد لاحظت امه انه يحك رأسه حكا غير طبيعي فانها تشتبه بوجود قملة غريبة في شعررأسه وعندئذ تنيمه في حضنها لتفلي شعره حتى اذا عثرت على قملة قصعتها بين ظفرى ابهامها وهي تصوت بين الشفة والاسنان تشفيا بمصرع القملة وتلك عادة بغدادية المع اليها الجاحظ في كتابه (الحيوان )بقوله: ان نساء العوام يعجبهن صوت قصع القمل على الاظفار وقد عزز هذا الرأى بقوله (رايت مرة انا وجعفر بن سعيد بقالا في العتيقة واذا امرأته جالسة بين يديه وزجها يحدتها وهي تفلى جيبها -الطوق من القميص ونحوه-وقد جمعت بين باطن ابهامها وسبابتها عدة قمل فوضعتها على ظفر ابهامها الايسر ثم قلبت عليها ظفرها الايمن فشدختها به فسمعت لها قرقعة فقلت لجعفر: لها لذة في هذه القرقعة والمباشرة ابلغ عندها في اللذة ) قلت :فما تكره مكان زوجها ؟قال:لولا ان زوجها يعجب بذلك لنهاها
هذا ولاطفال البغداديين اهزوجة تتألف من سؤال وجوابه كانوا يهتفون بها خلال العابهم في الدرابين فهم يتساءلون:
أهل الجنه اشياكلون؟ ويجيبون انفسهم :يمن وبلاو
ويتساءلون ايضا
اهل النار اشياكلون ؟ وجوابهم : كمل وصواب.

محمد العمر
14/12/2009, 19h58
بغداديـــــات
الدك(الوشم)


عرف الوشم عند العرب في جاهليتم وكانوا يغرزون في العضو ابرة ونحوها حتى يسيل الدم ثم يحشى بنؤور وهو النيلج ودخان الشحم فيخضر .
وكانوا يقصدون بذلك التزيين فينقشون به غالب ابدانهم انواعا من النقوش من صور حيوانات وغيرها كذلك الشفاه فترى غالب شفاه نسائهم زرقا.
اما الرجال فكانوا يستعملون الوشم في بعض المواضع من الجسد بزعم انه يقوى المفصل الذي وشم عليه.
والاطفال منهم يوشمون في بعض المحال من وجوههم بقصد الزينة .
وقد ابطلته الشريعة المحمدية لمافيه من تغيير في خلق الله.

وبالرغم من ذلك ثبت الوشم مع العصور الاسلاميه زينة لاغنى عنها للمرأة او الرجل .
وفي العهود المتأخرة استعمل البغداديون الوشم بانواعه استمرارا للماضي وهم كما كانوا سابقا يغرزون في العضو المراد تجميله ابرة حتى يسيل منه الدم ثم يحشى موضع الغرز بدخان الشحم (النيلج) لكي يخضر وهدف البغداديين من الوشم التزيين وهم ينقشون به مواضع شتى من ابدانهم اطفالا ونساء ورجالا

وقداختصت النساء بالدك(الوشم)واشتهرت منهن في منطقة السيد عبدالله والفضل وحمام المالح ببغداد (الحجية ام الحاج مكي) وثريا العبيديه وغيرهما .
وهن يوشمن النساء لقاء اجور ويسمى موضع الوشم (الشذر )تشبيها بفصوص هذا الحجر المعروف في المصوغات الذهبية واشهر الدكات (الوشم)المعروفة في بغدادهي : دكة دائرية صغيرة واحدة في اعلى الانف بمستوى العينين تسمى (نونه) وذلك لتزين الذكور والاناث ودكة فوق ارنبة الانف تسمى (دكة الخشم) ودكة على طرف الشفة العليا تسمى (دكة الشفه) ودكة في منتصف الحنك تسمى ( دكة الحنج),وقد ذكرها ناظم الغزالي في احدى اغانيه بقوله (شامه ودكه بالحنج من يشتريها)وتسمى دكة الخد (في الزلف) وتكون دكة واحدة في منتصف الخد وهي اقرب الى الاذن بقليل ودكة عريضة على شكل مستطيل صغير تحت الشفة السفلى تسمى (دكة الشفه)او (في الديرم) وقد تتصل هذة الدكة على خط مرسوم حتى الزردوم ويجاوزه الى عظم القص ويسمى (درب النملة).
ثلاث دكات موزعة على رؤوس مثلث صغير بالجهة المقابلة للابهام على ظهر الكف وتسمى (اتلث دكات ) او (البقجه)....وعلى جانب القسم المكشوف من الذراع بموازاة الخنصر من بعد المعصم وفي هذه الحالة يتألف الوشم من عدة خطوط ونقاط وهو خاص بالنساء ويسمى (شامر عباته) واعتقد انها سميت هكذا لان هذه المنطقة من الذراع تظهر للعيان عندما تمرر الامرأة يدها من خلال ردنى العباءة....ولعنق المرأة دكة ذات نقشة خاصة موضعها فوق البلعوم تماما تسمى (هيلة) لانها على قدر حبة الهيل .وهناك دكة نسائية اسفل الساق واعلى من مدار الحجل بقليل تس
نى (في الحجل ) وترسم هيلة في اعلى ظاهر القدم ....وقد ترسم الدكاكات نقوشا في مواضع اخرى من اجسام النساء كالفخذ والبطن والصدر وغيرها .
اما الرجل فالوشم يقتصر عندهم على دكات الوجه التي ذكرناها وثلاث دكات على ظهر الكف ومنهم من يكتب على باطن ساعده كلمة (الله)او (الله,محمد.علي)ومنهم من يكتب اسمه فقط.....وانعقدت حول الوشم عقائد وطقوس خاصة فهو عند المرأة اذا كان في راحة اليد ويتألف من ثلاث دكات وكانت الواشمة تردد خلال عملية الوشم بعض العبارات فان هذة الدكات المعززة بالكلمة الخارقة تعصمها من اذى الساحر او الساحرة لانها (ميرهم عليها سحر).
اما التي تطمع في صيانة جنينها من الاسقاط (الطرح) فأنها يجب ان توشم (مراية ظهرها) منتصفه بعدد من الدكات وهناك من ترسم خطين متوازيين حول محزمها من جهة الظهر وهذا الوشم يسمى (حزام السلطان) ويعتقد البغداديون بان الوشم قوي على مناهضة المرض ولذلك فان دكة الصابر (الصدغ)عندهم تزيل وجع الرأس وان الدكة في الجهة العليا من الانف بمحاذاة العينين تفيد في ازالة الرمد وقطع دابره وان المفاصل المرضوضة او المخلوعة وغيرها اذا وشمت زال الالم منها.

محمد العمر
14/12/2009, 20h31
بغداديــــــات
الـــورد

تتردد لفظة الورد كثيرا على ألسنة البغادة نساء ورجالا في حياتهم اليومية فهم يجمعون الوردة على وردة الجمبدة على جمبد واذا سئل احدهم شلون فلان ؟اجابهم (ورد ) اى بصحة جيدة وحال هانئ واذا وصفت احداهن زميلة لها قالت (غاديه ورد ) اى سمنت قليلا وتحسنت صحتها وزادت جمالا واذا وصفوا احدهم بالنظافة قالوا (مثل الورد ) .
كما يقولون (وردة وذبلت ) للمريض الذي هزل جسمه وشحب لونه .
و(مثل وردة البستان ) لجميل الطلعة و (جنهم ورد ) لوصف الاولاد بالنظافة والصحة والجمال و (خده مثل الجمبد او خدوده ورد ) لوصف الخدود بالاحمرار الذي يغلب على الوان الورد و(ريحته ورد ) للنظيف ذي الرائحة الطيبة و (وردة عالراس أو وردة تنشجخ بالراس ) عند تزكية شخص ومدحه و (بعده بالورده ) اى لايزال صغيرا وفي نداءات الباعة قالوا ( بعده بالوردة ياخيار ) اى تازة وناعم و (عمبر ورد ياورد ) لنوع من حلوى الصغار كما يسمون اولادهم باسماء الورد فمن اسماءهم : وردة -وزهرة - وازهار - وزهور - وجوري - وجورية - وقداح -وقداحة ورازقية
ويفسرون تغريد البلابل بقولهم (شدة ورد -تكي حلو )
وللورد مكانة مرموقة لدى اكثر الناس وكان البغادة وما يزالون ينظرون الورد نظرة خاصة .
فالافندي يضع في ياقة سترته وردة ويحمل بيده اخرى يشمها بين أونة واخرى .
وغيره ياخذ معه (جفنة ) من ورد الرازقي لتوزيعه بين اصدقائه في المقهى حيث يضعها مدخن النركيلة في كيس التتن ويضعها الاخر في قوطية الجكاير والفتاة تزين شعرها بوردة او اكثر كما يزينون راس العروس بطوق من ورد القداح الاصطناعي كما تحمل بيدها باقة من الورد الابيض الاصطناعي المستورد.
كما يعتنون عناية خاصة بالورود ويجنون منها الااوان المتازة في بقجات بيوتهم
وقد زادت رغبة الناس وحبهم للورد في الاونة الاخيرة فتوسعت حدائق البيوت وكثرت الحدائق العامة كما تنوعت الورود بعد ان كانت مقتصرة على الرازقي والجوري والاشرفي (ورد احمر اللون قليل الرائحة ) وقد استوردت منها انواع شتى والوان مختلفة واطلقوا عليها اسم ( الروز ) كما زاد عدد المشاتل التي تتعاطى تربية وتكثير الاوراد خاصة وانواع الاشجار بصورة عامة وتيسيرها للهواة باسعار زهيدة .
كما درت تجارة البذور والاسمدة والادوات الزراعية والادوية المضادة للافات والحشرات الزراعية ارباحا وافرة نظرا لولع الناس بالحدائق والعناية بالورود
كان الورد يباع باقات منها شدات كبيرة وشدات صغيرة من الورد الجوري بالوانه المعروفة كالابيض والاحمر والاصفر .
واغلب متعاطي بيع الورد كانو من اهل الكرادة وهم يقدمون الى بغداد مع اول الصباح حاملين ما اقتطفوه من ورد في (زنبيل ابو العراوي ) ومعهم كمية من العيدان لايتجاوز طول الواحدة 30 سم اقتطعوها من جريد النخل مع كمية من خوص السعف حيت تربط كل وردة على احدى تلك العيدان بواسطة خيط رفيع من خوص السعف وبعدئذ تجمع اعدادا مناسبة من تلك الورود ويوضع خلالها وحولها اوراق الياس المغسولة غسلا نظيفا ليظهر لونها اخضرا زاهيا .
وكان باعة الورد يتخذون لهم اماكن معلومة من الاسواق المشهورة عند رؤوس واركان الشوارع .. وبالقرب من الفنادق الكبيرة واخيرا افتتح اول حانوت لبيع الازهار في ساحة النصر بالقرب من الباب الشرقي ببغداد ونجح نجاحا كبيرا .
تقدم باقات الورد في مناسبات منها :عند قدوم زائر الى بغداد حيث يقدم له احد اطفال المدينه باقة كبيرة من الزهور باعتبار الاطفال هم زهور الحياة .
كما تقدم باقة من الزهور عند زيارة مريض الى المستشفى او الى داره .
كما يضع من الزهور الطبيعية او الاصطناعية (اكاليل ) تحمل في جنازة احد الشهداء او جنازة علم من اعلام البلاد ثم توضع فوق قبره...
ومنذ حوالي عشر سنوات جرت العادة في بغداد وضع اكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول من قبل زوار بغداد الرسمين بمراسيم خاصة
تحفظ الزهور الطبيعية عادة في البيوت في المزهريات خاصة كانت قديما تصنع من الفضة صناعة محلية واخيرا استوردت انواع مختلفة من المزهريات الزجاجية باحجام والوان متعددة منها رخيصة الثمن ومنها الغالية توضع في داخلها اغصان تحمل اوراقا واورادا بمختلف الالوان ويوضع عادة في كل مزهرية قليل من الماء لادامة بقاء الزهور ناضرة لمدة اطول على ان يبدل الماء يوميا ومنهم من يضع قليلا من ملح الطعام او السكر او نصف حبة اسبرين او قطعة نحاسية غالبا ماتكون فلسا لنفس السبب انف الذكر ... وهناك من يضع الزهور الاصطناعية في المزهريات في المواسم التي تقل فيها الزهور .

كما تنثر الزهور بالمناسبات المفرحة منها على رأس العروس عند دخولها دار الزوجية او على رأس المطهر او خاتم القرآن او عند استقبال ضيف ذي مكانة مرموقة كما تنثر الزهور من قبل باعة الفواكه وخصوصا باعة التكي على ما يبيعونه زيادة في اغراء (المشترية ) والفات نظرهم الى سلعهم كما يصنعون من ورق الورد نوعا من المربى يسمى بــ (مربى الورد ) وشربت الورد
وفي موسم الورد يلعب الصغار بورق الورد حيث يضع احدهم الورقة فوق الحلقة المتشكلة من سبابه وابهام اليد اليسرى فيقول (فلانه طلعت ليبره واخدودها محمرة لاكوها سته سبعه حلوة لو مرة ؟) ومع لفظة مرة يضرب براحة يده اليمنى على ورقة الورد فانها تخرج صوتا (طق ) فاذا طقت وهذا مايحدث غالبا فأ نها حلوة
ومن العابهم بالورد انهم يفتحون مبيض الوردة لاخراج حشوها ورميه بين قيمص وجلد احدهم خلسة فانها (تنغزه ) اى تنخسه وتؤذيه
لم تقتصر رغبة البغادة على عشق الزهور والتغني بها بل تتعداه الى تقطيره في بيوتهم لاستخراج مايسمى بـ (مي الورد ) ويخفظ في قناني محكمة السد الى وقت الحاجة
ولماء الورد استعمالات كثيرة فعلاوة على التطبيب به يستعمل في عمل المحلبي وحلاوة الشكر او (الحلاوة البيضة - هي حلاوة طحين التمن ) كما توضع قطرات منه في حب ماء الشرب لتطييبه كما يستعمل في اليوم الثالث من ايام (الكعدية ) لاشعار المعزين بان هذا اليوم هو اليوم الثالث من ايام مجلس الفاتحة كما ينثر الورد اليابس على اكفان الموتي ويدخل في عمل البهارات
وهناك انواع اخرى من الاوراد كانت تستعمل في معالجة بعض الامراض ولازالت بعض العوائل تعتقد بفائدتها ومنها
ورد الماوي أو ورد لسان الثور
وهو عشب بري وردته زرقاء يباع لدى العطارين ويخدر كتخدير الشاي ويشرب بالاستكانات بعد اضافة قليل من السكر عليه يقدم للمحزونين اعتقادا منهم بانه يهدئ الاعصاب ويخفف من حدة الشعور بالالم.
ورد ختمه
يباع لدى العطارين يغلى بالماء ويستعمل كغرغرة للمصابين بالام الاسنان والتهابات اللثة والتهاب اللوزتين ولايشرب المريض منه لانه مر المذاق كما يستنشق بخاره المصابون بالنشلة فانه يعجل في شفائهم
وقد ذكر الورد في الامثال بقولهم (أكعد بفي الورد ,وتذكر ليالي البرد ) يضرب للرخاء يقع بعد الشدة فيعرض فيه ما ذكر بما مر من ايام الشقاء
و(اكطف الوردة وشمها والبنت تطلع على حبايب امها) ويضرب للمشابه بالاخلاق والعادات
و(تذبل الوردة وريحتها بيها ) يضرب في ان الخيار من الناس لايقفدون معالم النبل في شخصياتهم بالرغم من تنكر الدهر لهم ونزول الايام بهم
و (حافي ومحني رجليه ,اكرع وشاجخ له ورده ) يضرب للشخص يترك الضروري وينصرف الى الكماليات وثانويات الامور كالحافي الذي يضع في رجله الحناء وكان اولى به ان يتخذ لها نعلا ينتعله وكذلك الاقرع الذي يحاول ان يحبب نفسه الى الناس بما يعلق على صدره من الورد والازهار وكان اولى به لو اتخذ لنفسه غطاء ستر به قرعته
و (شكول شكول ورد الباجلة ) يضرب استخافا بالقوم يكونون اضرابا شتى من الناس
و(وردة الصديق تزعل ) يقال ان رجلا حكم عليه بالرجم فدفن في حفرة الى منتصفه واخذ المارة يقذفون الحجارة عليه وكان المرجوم صامتا لايشكو من الحجارة التي تصيبه وقد مر خلال ذلك صديق له كانت في يده وردة يشمها فرجم بها صديقة الذي لم يكن منه على اثر ذلك الا ان يصرخ صراخا عاليا لفت نظر الناس جميعا فامسكوا عن قذفه بالحجارة ثم اقبلوا عليه يسألونه عن سر صراخه فقال ان الذي ضربه بالوردة كان من خيرة اصدقائه لذا شق عليه ما بدر منه اتجاهه
و (ورد من مزبلة ) يضرب لاستثناء من يشب على عادات واخلاق فاضلة تختلف عما عرفت به عائلته من صيت سيئ
ورد البابنك او البيبون
وهوعشب بري لونه اصفر يباع لدى العطارين ايضا بخدر كتخدير الشاي ويشرب وبعد اضافة قليل من السكر عليه يفيد المصابين بالبرد والزكام والنزلة الصدرية
ورد البنفشة ويسمونه (ورد البنوشة )
ورد لونه بنفسجي ذو رائحة عطرة يخدر كتخدير الشاي ويسقى للاطفال المصابين بالحصبة حتى (يمشي )البطن ويستعمل كملين للامعاء -مسهل.

وقد ذكروا في غنائهم كثيرا فقالوا
أحبك وأحب كلمن يحبك
وأحب الورد جوري عبنه بلون خدك
احبك
****
عمــي يبياع الورد
كلي الورد بيــــش ؟
****
وردة سكيتها من دمع العــيون
صارت بالحــسن فتنـــه للعيون
****
يـــاورد الورود ----ياورد
يــاحلـــو الخـدود ----ياورد
ريحــــتك فاحــت ---- ورد
والنــــاس صــاحت ----ورد
****
لو سكـــت الشــوك عمبــر
كـط مــا يحمل ورد
****
وفي الموال قالوا
ظليت أحوم على شــوفك بس أروحــن وارد
بفــي وصالك وأروم من المراشف ورد
مفروض ذكرك علينـــه بكل فريضة ورد
من حيث بسمك تتم فروضنه والدعـا
رضــوان حسن الجواري بوجنتك ودعــــه
الورد قـدم لوايــح واشتكى وادعــــى

ايكول انت الورد وشلون تشتم ورد

محمد العمر
15/12/2009, 23h07
بغداديـــــات
النشـــاط الترفيهي

سلوك الاطفال في لهوهم

مااحلى الصغار في لهوهم وجدهم وفي رضاهم وخصامهم وفي فرحهم وغضبهم فهم في كل لعبة من العابهم مع المواسم والمناسبات يرددون ارجوزة ملحنة قصيرة ...وهم قبيل كل لعبة يقترعــــون على اول لاعب ويبدأون اقتراعهــم بقولهــم (حَدْرَه ابّدْرَه,تسْعَة بْعَشْـــرة ,عبدالقادر ,راعي الحضرة ) وكل كلمة من هذه الكلمات السبع تقع بالترتيب على لاعب والذي تصيبه كلمة الحضرة يعتبر الاول ..وهكذا يعاد القول امعرفة الثاني ...الخ الخ .
وربما عوقب من يكون في اخر الاقتراع او يكون آخر اللاعبين ويتوقف ذلك على نوع اللعبة .ومن اقتراعاتهم في هذا الصدد :( دُ و دُو ,قَرَه دُو ,سامي سامي سامي سو ,لباتيكه لباتيكه بن سن أو) وهذه الكلمات الملحنه كلها تأخذ حكم الاقتراع في تشــخيص اللاعب الاول .
واذا حدث ان اصيب احدهم بأذى في احدى رجليه اثناء اللعب (وكــام يعرج ) من شدة الالم فان زملاءه يخففون عنه الاذى والالم بمداعبته بقولهم (عروجه بنتي كل البنات تزوجن ظليتي انت ِ )...واذا حلق شعر رأس احدهم (نمره صفر)عقوبه قضى بها الملا او حلق بالموسى تخلصا من القمل فأن ابناء محلته واصدقاءه يداعبونه بقولهم
أكْـــرع مُكرْكــع بال بالطَــاوَه *****يبحـــي عَــلَ أمــه ايريــد بقــــلآوة
ومن مداعبات الصبيان في مرحهم ان يضع احدهم قشرا ضغيرا او ورقة او شيئا ما على رأس اصدقائه بدون علمه فاذا تم ذلك بنجاح هزج مع اصدقائه قائلين (عـــش اللكلــك فوك الراس ) حتى ينتبه من كان فوقه العش ليزيله عن رأسه ويتخادع الصغار بالنكات مازحين فيروى احدهم لاحدهم خبرا موضوعا فاذا صدقه هزج بوجهه قائلا
قشمرت عليك **** و(الخ...) بيديك
والحنه بيـــدي**** والذهب بيد الله
وقد يحدث خلال لهوهم وهم بين ذكور وأناث ان يشاهدوا على انف احدهم دمله او اخت (حبه بغداد ) او قجمة ثم طاب لهم ان يزاعلوه فانهم يتغنون مستخفين به قائلين
قجــــوم ....قجــــوم
قجــــوم كاعد عالتخــت **** والخشم مكطوم
وهناك لعبة منغة تغذي المهارة في الضبط الحسابي ينجزها الصبي برسم خطوط بقطعة من الفحم او عود صلب على الارض لو الجدار وفق المقاطع التي يتألف منها قوله ( اكتب كتبه بربا طعش ..ولما طلعت اربا طعش ..اكتلوني ..ودفنوني ..برباطعش ) فاذا وجد مجموع الخطوط المرسومة اربعة عشر خطا كان موفقا
وهناك بين الصغار من يغش صديقه بهذه اللعبه : يبل اصبعه الوسط ويريه صديقه ثم يظهر السبابة بجانب الاصبع المبللة مرة ثم يخفيها مظهرا البنصر مكانها وهو يردد خلال هذه العملية السريعة قوله:
اشجابه اهنا ****وشحطه اهنا
ومهما تكن الصداقة متينة والعلاقات بين اللاعبين وثيقة فلا بد من وقوع الخصام والزعل .فأذا زعل فلان فان الجميع يجب ان يزاعلوه بقولهم :
( جــيب ازعال ) وعندئذ يلمس كل منهم بخنصره خنصر الزعلان ثم يأخذون بنفس الاصبع قليلا من لعاب الفم ويرمونه على الارض وبانتهاء هذه العملية يتم الزعل وبه يقاطع الزعلان ويبعد عن اللعب ويظل وحيدا مفجوعا وهو يرى اصدقاءه متماسكين بالاذرع حول الرقاب وهم يرددون:
أحنا أتلاثه وأربـــعة ****وجلــــيب واحد
ويجوز ان تستمر مقاطعة الزعلان عدة ايام وربما (ايرده حلــيبه ) ويطلب المصالحة مادا السبابة الى خصومه قائلا لكل منهم (جيب اصحاب) فيمد له زميله سبابته ايضا وبعد تلامس السبابتين يقبل كل منهما سبابته ويضعها على جبينه .. وهكذا يتم الصلح وكأن لم يكن بينهم شئ وعندئذ يسود الوئام ويتواثب الجميع مرحا وحبورا
واذا نال كبيرهم من هو اصغر منه بأذى ولم يقو الصغير على مناجزته فانه وزملاؤه يرددن وهم يعاكسون مسيرة المعتدى هربا منه قولهم
(ابن الابنل ..أمك تفتل ..وبوك يغزل ..اباب الطوله ..ويشرب بولــه )
وتناول الصغار ايام الاسبوع بترنيمة لطيفة شاعت في جانبي بغداد وكلنوا يؤدونها اثناء لعبهم بقولهم (سبت سبوت ..احد عنكبوت ..ثنيين تلاتا ..ميرى كتاتا ..سنبل سنيبل ..هــفت ) واذا تبول احدهم في فراشه فان اخوانه ومن معهم في البيت من ابناء عمومتهم يصفقون هازجين بلهجة مصلاوية :ابو بولـــه تحتـــو - فرشولــه وحـــدو ) اى اعزلوا البائل في فراش خاص وفي ذلك حرمانه من النوم في حضن امه
ومن حيل الصغار اختلاق الاعذار للتملص من الذهاب الى الكتاتيب وهم يستعينون بزهرة الثيل تحقيقا لرغبتهم ....اذ يدخلونها في مناخرهم يحركونها الى فوق والى تحت هازجين (حـــدم دم ..حـــدم دم ...طلع من خشمي دم ) ومن المؤكد ان هذه الزهرة بحركتها داخل المنخر تخدش الانسجة المخاطية وتسبب سيلان الدم وهو مايتذرعون به مواجهة ذويهم الى التخلص من الذهاب الى الملا
وفي فصل الشتاء حين يكثر باعة الخس المتجولون في الاطراف بنداءاتهم المألوفة ( ابو الطوبة ياخــــس ....لهانة يا خـــــس )يتعقبهم الصغار ليشتري كل منهم (راس خس ) بيوميته فأذا عثر احدهم بين تلافيف الخس على زلنطح صاح هازجا ( زلنطح ...طلع اكرونك ونطــح ) ويشترك معه اصدقاؤه الحاضرون بالصفكة والصياح .وحين يهم الاطفال بأكل لبة الخس يضللهم الكبار بقولهم (ان من يأكـــل اللبة لابد ان يــموت ابوه ) وعندئذ يصفح الاطفال متنازلين ليأكلها الكبار لقمة حراما
ومن المعروف ان البعير يهز مشاعر الاطفال ويثرهم بشكله الغريب وهم حين يرونه مع بائع الملح البدوي يلاحقونه بصياحهم ويقولون فرحين (ابــو حلــك الجايــف مــو جايـــف )عدة مرات
والجاموسة كالبعير على هذا الصعيد فهي مثار اهتمام الاطفال في بغداد فقد تجوب بائعة الحليب خلال الدرابين وهي تقود أبقارها لبيع ما تحلبه منها لاهل البيوت...وقد يصدف ان تمر البائعة وبقرتها بالاطفال وهم يلعبون .وعندئذ يلاحقونها ويهزجون قائلين
(جاموســـة عينج حمـــرة بالليل تجــدح جمـــرة ) . وتسرب تشاؤم البغاددة نساء ورجالامن نعيق الغراب الى اطفالهم وهؤلاء دفعا لشــره يقولون في مواجهة نعيقه ومشهده (يغراب يغراب ..ما شفت أبويه ؟ عند الكببجي ..ياكل ويبجي ) وفي رواية اخرى (ياكل ويحجي ) وحفلت بغداد في الثلاثينات ببعض المعتوهين وكان حنتوش اشهرهم ...وهؤلاء المساكين كانوا هدفا للاطفال ومثارا لمرحهم وضجيجهم وهم على سبيل المثال كانوا عندما تقع ابصارهم على حنتوش (ادركت هذا الرجل مرات عديدة اثناء تجواله في محلات الفضل والقراغول وكهوة حجي عزيز وحمام المالح وقمبر علي والمهديه وغيرها ..وكان ضخم الجثة ..اصلع الرأس ..حافي القدمين ..يرتدي دشداشة من الخام الاسمر ..مفتوحة الصدر ..وادركت على شاكلته كثيرين منهم عباس بيزه ..وعباس قزة ..ودويج ..وأم البلم ..وبلبل المخبله وغيرهم ) يتركون لعبهم ليلاحقوه صائحين :( جنتوش -ك....- بيبي ) وعندئذ يثور عليهم ويهددهم بقذفهم بالحجارة ..وتثبيطا لعزيمته يصيحون بوجهه:( لع..لع ..لع ) فيعدل المسكين عن قذفهم بالحجارة وكان هذا التخاذل يشجعهم على الصياح من جديد (حنتوش -ك...-بيبي ) وفي هذا المضمار كانت للاطفال اهزوجة اخرى يلاحقون بها احد المعتوهين ولاازال اذكر انهم كانوا يصيحون وراءه (حاوي ..ياحاوي ...يابو ثلث جلاوي ..وحدة شكف ..وحدة لكــف ..وحدة اكلها الواوي ) واعتقد انهم قصدوا بأسم -حاوي - ذلك المعتوه بالذات ومع الايام اخذوا يطلقون هذا الاسم على من يماثله من اولئك المساكين
ولم يسلم قصير القامة من عبث الاطفال فهم عندما يرون رجلا قصيرا لايملكون الا ان يطاردوه بقولهم
حجي كصير بالليل ايسير **** فوك المناره يشرب جكاره
وقد يحدث ان يفقد احد افراد العائلة شيئا في بيته فيحاول ان يتذكر اين وضعه وقد طغى عليه الجزع والقلق فأذا عن الاهتداء اليه عكدت ام البيت منديلا او قطعة قماش ...وقد اصطلح البغاددة على تسمية هذه العكدة بأسم (عكدة ذيل ابليس )لاعتقادهم انها ترشدهم الى مكان الضائع فأذا اهتدى اليه اطفال البيت لعنوا الشيطان وملأوا البيت صراخا وهرجا وهم يرددون
يابليـــس حل الجيـــس **** مــو مالنـــه مال الناس
واعتاد الصغار قبيل الشروع بلعبة جماعية ان ينتخبوا من بين المشتركين في اللعب استاذين يقومان بانتخاب الجماعة التي يرغب ان يكونوا معه في اللعب ولكي يتم ذلك يقف كل استاذ في مواجهة الاخر ويقول احدهما :طلبتك ..فيجيبه الثاني : بالعودة ضربتك ..فيقول الاول :بالميدان علكتك وهكذا حتى نهاية المطالبة التي مهروا في استظهار عباراتها اما نصوص المطالبة كاملة (طلبتك ,بالعودة ضربتك , بالميدان علكتك ,حكة لحم بيش؟...بفلان )ويقول الاخر بفلان وهكذا حتى ينقسم الللاعبون الى فريقين يخضع كل فريق لاستاذ
زمن ألعاب الام البغدادية التي تستغرق ملاعبة اطفالها لصرفهم عن العبث بالاثاث والادوات ان تمسك يد الطفل وتبسط راحتها وبعد ان تقول
(طباخ ..طباخ )وهي تمسح بيدها راحة يده ثم تطوي اصابعه واحدا بعد الاخر وهي تقول مع كل اصبع تطويه وفق الترتيب التالي
مع البنصر ..هاي العجانه ..مع الخنصر .. أهاي الخبازه ..وع الاصابع الاخرى ...وهاي التكنس الحوش ..وهاي تفرش الفراش ..وهاي التودي الابوها غده ..وبعدان تأتي على جميع الاصابع جميعا .تبدأ من الرسغ حنى عكس اليد قائلة : (أهنا ذبحوا الدجاجة ) وتحرك يدها افقيا كحركة القطع بالسكين و (أهنا ذبحوا الخروف )و (أهنا خش الجريدي ..) ثم تدغدغ الطفل لتضحكه تمهيدا لنومه وبعد ان يأخذ الاعياء منه مأخذه ينام وحينذاك تنصرف الام الى زوجها لتتعبه هو الاخر قبل ان ينام.

محمد العمر
15/12/2009, 23h31
بغداديـــــات
النشـــاط الترفيهي
سلوك الاطفال في لهوهم


ابــو الشــــوادي


من المشاهد التي تستهوي الصغار والصبيان في محلات بغداد وازقتها مشهد (ابو الشوادي ) الذي يقود قردا بسلسلة حديد تطوق عنقه واعتاد اطفال بغداد ان يروا هذا (القرداتي ) ينقر على دنبك _معلق في رقبته _ نقرات خاصة لايجيدها سواه ....اعلانا لمقدمه كما اعتادوا الا يروه الا ومعه ( خيزرانة رفيعة ) يستعين بها على ترقيص قرده بين الاطفال والصبيان المجتمعين حوله الذين دفع كل منهم اليه قطعة من النقود لاتتجاوز (البيزة --هي عملة هنديه كانت متداولة في العراق وهي تعادل الفلسا واحدا )الواحدة
والمعروف ان القرد حيوان مشهور بقابليته على محاكاة حركات الانسان وهو لن يكون صالحا للترفيه عن الاطفال الا بعد قيام صاحبه بتدريبه على بعض الحركات التي تؤنس المشاهدين
يبدأ ابو الشوادي بالنقر على الدنبك والقرد واقف على رجليه وقد رفع يديه الى فوق كما تفعل الراقصة تماما ثم يقفز بالهواء قفزات بهلوانية وبعد ذلك يوعز له صاحبه بأيجاز بعض الحركات وفق اسئلة معدة لهذا الغرض منها :
اشلون يمشي السكران ؟ويكون جواب القرد عليه ان يمشي مترنحا ذات اليمين وذات الشمال وهو يتطوطح ( يفقد توازنه ) ...
اشلون الراعي ايسوك الغنم ؟ وهنا يأخذ القرد عصا معلمه ويضعها خلف رقبته ممسكا بها بكلتا يديه ليقلد الراعي في سياسة غنمه
ثم يسأله صاحبه :
اشلون تنام العروس ؟ او أشلون تنام العجوز ؟ فينام القرد على الارض ويؤدي الحركات التي تعلمها من صاحبه على اربعة وعشرين حباية , والصغار حوله فرحون مستبشرين , وبعد ان ينتهي ابو الشوادي من تقديم الذي تتناسب مدته مع التقود المجموعة من الاطفال يغادر مكانه الى مكان آخر وعندئذ يركض خلفه الاطفال مصفقين يهتفون ( شادي وراك الحية اركص ونطيك شاهية ) ويعتقد البغداديون ان اصل القرد انسان مسخه الله قردا لانه (تمسح ) برغيف خبز وقد ذكروه في امثالهم فقالوا (مثل الشادي تنطيه يخلي ايده على رأسه متنطيه يخلي ايده على عجيزته ) مضروبا لمن يعيش على التكسب من اماديح الناس فان اعطى رضى وان لم يعط سخط والمعروف ان ابو الشوادي نفسه علم قرده ان يؤدي التحية امن يعطيه شيئا من النقود وان يضع يده على عجيزته عقابا لمن حرمه . وقالوا (الشادي بعين امه غزال ) مضروبا فيما لروابط القربى من أثر في تحبيب القريب وهناك امثال كثيرة غير ماذكرنا كان للقرد فيها دور بارز.


صندوق الولايات


صندوق خشبي مستطيل الشكل .متوسط الحجم ,ذو واجهة مزخرفة بقطع من المرايا ومصبوغة بالوان جذابة وفيها اربعة او خمسة ثقوب مستديرة مزججة بعدسات مكبرة ينظر من خلالها الاطفال والصبيان الى الصور المعروضة بداخله .
وفي طرفي الصندوق لولبان عموديان رأسهما ظاهران من اعلى الصندوق وقد ربطت بهما قطعة من القماش السميك عرضها واجهة الصندوق وعليها لصقت صور مختلفة ...فاذا ادار صاحب الصندوق اللولب الايمن مثلا التفت التصاوير عليه بعد مرورها امام الفتحات المستديرة ومشاهدتها من قبل المتفرجين واذا اراد عرض تصاويره مرة اخرى ادار اللولب الفارغ (الايسر ) وهكذا
ومتى ما انتهت(الفرجة) هز بيده الجرس (ابو اليدة) عدة مرات واسدل الستارة على الثقوب ليحجب الرؤية عن المشاهدين معلنا نهاية العرض الذي تسمح به اجورهم ومن اراد ان يجدد (الفرجة ) يكون ملزما بدفع الاجرة ثانية وكانت لاتتعدى البيزة الواحدة
يحمل ابو الصندوك الولايات صندوقه على ظهره بحمالتين من جلد مثنتتين في جهتيه بحيث يمرر كل يد خلال احداها ليستقر الصندوق على ظهره كما يحمل بأحدى يديه مصطبة صغيرة طولها طول الصندوق نفسه ترتفع عن الارض حوالي قدمين يجلس عليها الصغار عند التفرج على ما يعرض عليهم من مناظر ويحمل معه ايضا كرسيا خشبيا مطويا على نفسه ليضع عليه صندوق الولايات اثناء العمل
يدور ابو صندوك الولايات في الازقة والمحلات مناديا (صندوك الولايات ...صندوك الولايات ) وحين يجتمع حوله الصغار ويأخذ منهم اجرته مقدما يرفع الستارة بواسطة خيط مثبت بأعلى الصندوق ويشرع بعرض تصاويره وهو يشرف عليها بين الفينة والفينة من خلال ثقب صغير في اعلى الصندوق ويعلق على كل صورة تمر امام المشاهدين بالفاظ مسجوعة منغمة مرددا بين الحين والاخر قوله (شوف عندك ياسلام بصبص بعينك تمام )وتمثل صور هذا الصندوق عنتر بن شداد ,وابا زيد الهلالي وغيرهما وكذلك بعض المدن المعروفة كمكة المكرمة والمدينة المنورة واسطنبول وبعض المغنيات المشهورات ومما يقوله صاحب الصندوق خلال العرض
شوف عندك ياســـلام **** بصـبص بعينك تمـــــام
شــوف عندك بدريــــه**** ام عيـــــون العســـــليه
كحلتها نص اوكــــيـــه **** انظــــر ام الترجــــــيه
هاي رحلـــــو الســوريه**** شوف عندك ياسلام
***
شوف عندك عنتــــر **** راكب حصانه الاشكر
وشايل هالســيف الابتر *** يدور على عبله ويفتر
وقد تعرض المرحوم عبود الكرخي في قصيدته الكونيه التي نظمها سنة 1925 الى صندوك الولايات بقوله
وبــو صندوك الولايات بومة بين
دحج شوف يعيوني باوع زين
وباوع عالمدامة راكبة الحصان
او هذا معيدي يتكاود مع النــسوان
وجــاك (الموتكار )وبي جمع شيخان
عكل بيض ولبسهم من حرير وشال


الخــــطة



من ألعاب المرهنات وهي تتلخص برسم دائرة على الارض (كاع عدلة غير مبلطة ) ويتفق اللاعبون على سعتها كما يتفقون على المنطقة التي يبدأ منها اللعب .
ويرسم في داخل الدائرة قوس في الجهة المقابلة لخط اللعب وتسمى تلك المنطقة بـــ (ام القرش ) وهناك نوع آخر لام القرش حيث ترسم دائرة صغيرة في مركز الدائرة الكبيرة كما يرسم خط البداية (يؤشر على الارض ) الذي يتفق اللاعبون على مسافته
يبدأ اللاعبون بــ (حمى الدارة ) اى الرمى لاجل المزايدة لضمان الخطة فيرمي كل لاعب عددا واحدا من قطع النقود كأن يرمى كل منهم مثلا اربع قطع فالذي تكون له قطعا اكثر في داخل الخطة يكون هو ضامنها (صاحبها ) ثم يبدأ اللعب وفق الشروط التالية
1- يجب ان يضع اللاعب رؤوس اصابع احدى قدميه خلف خط البداية ولايحق له ان --يدوس الشخط
2- كل قطعة نقدية تستعمل في اللعب تعتبر ذات قيمة واحدة يتفقون عليها ,مثلا كانت تستعمل الروبيات لاجل الرمي بأعتبارها كبيرة وثقيلة نسبيا ليتمكن اللاعب من السيطرة عليها ولكن عند الحساب كانت تعتبر كل روبية مساوية لعانة واحدة (آنــة ) او قرش أو بيزة وهكذا
3- اذا رمى اللاعب اربع قطع مثلا وكانت على هذا الوجه ...(واحدة في الداخل ام القرش وواحدة في الدائرة الكبيرة وواحدة على الشخط (الخط ) الخارجي للدائرة والاخيرة بره (خارج الدائرة ) فيكون الحساب كما يلي :
يدفع ضامن الخطة (صاحبها ) للرامي على كل قطعة في حقل ام القرش قاطين (مضاعفا ) ويدفع قاط واحد على القطعة التي في الدائرة الكبيرة والقطعة التي على الخط (حيث تعتبر داخل الدائرة ) ويأخذ القطعة التي في الخارج ثم يبدأ الثاني باللعب وهكذا بالتناوب ويجوز ان يلعبها اكثر من لاعبين حيث يتناوبون بالرمي واحدا بعد الاخر واذا كانت احدى القطع على خط او القرش فيتفق على ذلك قبل الشروع باللعب فهي اما تعتبر داخلة ويدفع لها (قاطين) او تعتبر داخل الدائرة الكبيرة فيدفع لها عندئذ -قاط واحد


حجــي ابْـــريكْ



من ألعاب المراهنات ايضا يكثر تعاطيها ايام الاعياد حيث تكون جيوب الاولاد (ثكيلة ) بالعيديات وملخص هذة اللعبة :أن يجلس احدهم في
(الفــرجة) او في الطريق المؤدي اليها وامامه ابريق فخاري كالذي يستعمل في الجوامع وقد وضع على فوهته مخدة وهى انبوب من القماش محشي بالقطن يشبه الوسادة فعلا وتستقر هذه المخدة على فوهة الابريق بصورة عمودية بينما يمسك صاحب الابريق باحدى يديه عودة (عصا )وباليد الاخرى كمية من النقود (خردة ) وينادى بأعلى صوته( حجي ابريك ..جرب حظك ..الواحد باربعة ..حجي ابريك ) وعندئذ يضع اللاعب المراهن قطعة من النقود المعدنية في قمة المخدة المنتصبة الابريق ثم يضرب صاحب الابريق المخدة بالعصا فأذا سقطت قطعة النقود في الابريق كانت له واذا سقطت على الارض _وهذا نادرا ما يحدث _ وجب عليه ان يدفع للمراهن اربعة اضعاف نقوده.

محمد العمر
15/12/2009, 23h55
بغداديـــــات
النشـــاط الترفيهي
سلوك الاطفال في لهوهم


طيارة ام السناطير

لصبيان بغداد ولع خاص لاسيما في موسم الصيف بتطير الطيارات الورقية في الفضاء وكان اهل بغداد يشاهدون في سمائها مساء كل يوم من ايام الصيف اصنافا مختلفة من الطيارات بألوان شتى منها مربعة الشكل ومنها المسدسة (وتسمى :صينية ) ومنها مخروطية الشكل
وتسمى (عجمية ) ومنها ام السناطير (كانت تسمى عند العرب الجاهلية -راية الشان - اول من اخترعها هو القائد الصيني _ هان سين han sin _ بمائتي سنة ق.م والذي حداه الى ذلك هو انه حوصروجنده في مدينة فأتخذ هذه الوسيلة للمفاوضة مع جيش يأتي لامداده ..مجلة العرب المجلد 2: 91 وتسمى في جانب الكرخ طيارة ام الشناشير )وهي تشبه الطيارة العجمية تماما مع اضافة السناطير.وقداختفت جميع انواع الطيارات من اجواء بغداد ما عدا ثمالة من الطيارات المربعة ما تزال مبعثرة في سماء بغداد
وتتكون اجزاء الطيارة من

الهيـــكل

يتألف من (المدة) وهي قصبه مستقيمة طولها غالبا مايكون بطول صاحبها (صاحب الطيارة ) وله الفخر كل الفخر في ذلك بين اقرانه ولد الطرف (ابناء المحله) .
تنظف جيدا من قشور القصب وتثقب ثقبين وذلك لتمرير الخيط من خلالهما عند عمل (الميزان )
الميزان :
هو مثلث متساوي الساقين قاعدته (المدة) اى نفس القصبه ورأسه الذي يربط به الخيط الذي يطير الطيارة -يرفعها في الجو
الطاك --الطاق
يكون الطاق نصف رمح طوله اقصر بقليل من طول المدة والرمح (نوع من الخيزران ) يقشر داخله تقشيرا جيدا ثم ينقع فترة بالماء حتى يسهل تقويسه .يؤشر منتصف الطاق ثم يرقد على رأس المدة حيث يعمل له قاعدة بقطع ثلثي القصبة ومن فوق احدى العكد (عقد القصبه نفسها )على ان يترك نتوء بارزا من القصبة بعرض الطاق نفسه ثم يربط الطاق على المدة بخيط رفيع قوي

ركم الطيارة --تغليفها بالورق
يوضع الطاق والمدة وهما على شكل صليب على (كاع عدلة ) ارض منبسطة ثم يربط في نهايتي الطاق خيط قوي طوله يساوي طول المدة كل خيط من جهة ثم يسحب عامل الطيارة الخيطين المربوطين في نهايتي الطاق حتى اسفل المدة بحيث يتقوس الطاق تقوسا مناسبا عندئذ يربط الخيط الزائد متدليا تحت المدة وذلك لربط -الذيل
يهئ صاحب الطيارة عددا من (طبقات الكاغد الاسمر ) المستعمل اليوم في صنع الاكياس الورقيه او كاغد معشر وهي طبقات بيضاء كبيرة او غيرها مع كمية من الشريس
تلصق طبقات الورق مع بعضها بحيث تصبح قطعة واحدة تكفي لتغطية هيل الطيارة ثم تفرش الورقة الكبيرة على الارض وترقد حافاتها بحجارات صغيرة حتى لايحركها الهواء ثم يوضع هيكل الطيارة فوقها وتبدأ عملية (التفصيل ) مستعملا في ذلك مقصا يقص به الورق بعيدا عن الهيكل من كل الجهات مسافة لاتزيد عن العقدتين ثم يبدأ بلصق نهايات الورقة الكبيرة حول الطاق ثم حول الخيطين اللذين يربطان الطاق بالمدة كما اسلفنا

اللزكات
تقص ثلاث لصقات مختلفة الاشكال وذلك لتثبيت المدة على الورق وهي كما يلي:
1- لصقة نصف دائرية يلصق على ملتقى الطاق والمدة على ان يكون القوس متجها نحو اسفل المدة
2-اللصقة الثانية وتكون دائرية الشكل وكبيرة نسبيا وتلصق فوق المدة وفي منتصفها يماما
3- اللصقة الثالثة وتكون مثلثة الشكل تلصق في اسفل الطيارة بحيث يكون راس المثلث الى الاسفل لتغطي نهاية الطيارة والتي تكون على شكل مثلث متساوي الساقين
ويلاحظ في اثناء (ركم )الطيارة عدم (تبويط ) الورق بل يجب ان تكون الورقة ملصقة لصقا جيدا فوق الهيكل كي (لايكبن الهوه ) في جهة دون اخرى (وتكوم الطيارة تضرب راس )
واذا صادف ان مالت الطيارة الى احدى الجهات فتنزل ويضاف الى الجهة المعاكسة لميلانها لصقة من الورق كي تتعادل وتقف الطيارة في الجو (عدلة مثل الميل )وتسمى تلك اللصقة -تــرجيـــة
الذيـــل
يعمل ذيل الطيارة بدقة متناهية حيث تهئ كمية من (الخرك ) قطع الملابس القديمة وتقسم الى اقسام متساوية بالعرض حيث يتراوح عرض كل قطعة من 2-3 عقدة كما يتراوح طولها بين 6-7 عقدة تلف كل قطعة من قطع الخرق على نفسها كما تلف زبانة السكارة وتسمى (زبانه) ايضا .ثم تربط كل زبانة بخيط الذيل وذلك بلفة لفة خاصة بحيث تكون الزبانة في منتصف الخيط مكونة معه علامة زائد المستعملة في دروس الحساب على ان تكون المسافة بين زبانة واخرى متساوية قدر المستطاع
يتراوح طول الذيل بين طولين وثلاثة اطوال الطيارة نفسها على ان ينتهي (بكركوشة )كبيرة من قطع القماش الملونة .
ويربط بداية خيط الذيل في اسفل المدة ويكون الذيل ملفوفا على الكركوشة لفا جيدا كي ينفتح بسهولة عند طيران الطيارة .وهناك من يربط مع كركوشة الذيل جروا او بزونة زغيرة _قطة صغيرة حتى اذا نبح الجرو او ماءت القطة وهما غي اعالي الجو كان ذلك مثار العجب والحيرة في تعليل هذه الظاهرة لاسيما في سكون الليل
وقد ضرب المثل بذيل الطيارة فقالوا (مثل ذيل الطيارة مجلب خركة بخركة
الخيـــط
الخيط المستعمل في اطلاق الطيارة بالفضاء هو خيط قطني غليظ نسبيا تتناسب متانته وحجم الطيارة ويباع في الاسواق على شكل وشايع (خيط هندي ) ولابد اكل طيارة عدد من الوشايع تكفي لارسال الطيارة بعيدة في الفضاء
عمــــل السناطير
السناطير جمع سنطور وهي مقتبسة من الالة الموسيقية البغدادية التي تدخل ضمن الجوق الموسيقي الذي يحمل نفس الاسم ولو انها تختلف شكلا ومضمونا ويتلخص عملها وطيرانها وما يتعلق بة كمايلي
1- المواد الاولية :قصب,ورق قنويز ,خيط تيرة ,كمية من الشريس
2- تهيئة اعواد السناطير :تفضل القصبة التي تكون عقدها متباعدة اذ تقطع القصبة عند العقد (مفاصل القصبة ) ثم تقسم طوليا الى اربعة اقسام وتعامل كل قطعة بواسطة سكين حادة بحيث تكون كل القطع متساويه طولا وعرضا وسمكا قدر المستطاع ثم تنقع تلك الاعواد القصبية بالماء فترة من الزمن حتى يسهل تقويسها
3- شد السناطير : يقص ورق القنويز على شكل شرائط متساوية عرضا ويبدأ بشدها على العيدان القصبية وذلك بوضع نهاية شريط القنويز على نهاية ظهر عود القصب ثم تلف بخيط التيرة عدة لفات وبعد قطع الخيط تلوث لفات الخيط بقليل من الشريس زيادة في التقوية .ثم يبدأ بربط الجهة الثانية وذلك بعد تقويس العودة القصبية قليلا بحيث تكون على شكل هلال .يتوقف عدد السناطير بالنسبة لحجم الطيارة حيث تثبت السناطير على ظهرها وبالقرب من الطاق وعلى امتداده بصفين على ان يكون عدد السناطير متساويا في كلا الجانبين وان تكون المسافة بين سنطور واخر متساوية ايضا كي لاتميل الطيارة الى الجهة الاثقل .ويثبت كل سنطور من وسط القصبة المقوسة بقطعة من الورق تسمى (لزكة ) لصقة
4-اسلوب اطلاق طيارة ام السناطير في الهواء : نظرا لثقل الطيارة فانها لايمكن ان ترتفع في الفضاء الا اذا سحبت سحبا قويا وبمساعدة شخص اخر يمسكها بعيدا عن صاحبه الذي يقوم بسحب الخيط ويكون وقوفه بعكس اتجاه الهواء وربما كان الشخص المعاون واقفا على سطح بيت الجيران وعند هبوب نسمة هواء يبدأ ماسك الخيط بسحبه بسرعة فترتفع الطيارة بالفضاء عند سحب خيط الطيارة تبدأ السناطير ببعث انغامها وعند ارخائه تبدأالطيارة بالهبوط قليلا فينقطع صوت السناطير ليعود ثانية عند شد الخيط وهكذا تعاد العملية شد وارخاء عدة مرات الى ان تستقر الطيارة في الفضاء بعيدة عن صاحبها بمسافة الخيط الذي هيأه لها وصوت السناطير مستمرا
5- التلوين : يلون وجه الطيارة بالوان ورسوم مختلفة فمنهم من كان يرسم العلم العراقي على وجه الطيارة كله فتسمى عندئذ (ام العلم ) ومنهم من يصبغها بلون واحد فتحمل اسم ذلك اللون فان كان اللون اسود كانت سوداء وان كان اللون احمر سميت حمراء وهناك المقلمة وغيرها
6- النقارة :يعلق في خيط الطيارة بعد طيرانها في الفضاء جهاز صغير يسمى (نقارة )تخرج صوتا لطيفا اثناء دوران فرارتها بالهواء
نحتاج لصنع النقارة الى (شجرة ) من النوع المعروف بــ (ابي ركبة )وهو نوع من المخضرات الصيفية والى قطعة من القصب وقطعة من جلد الخروف نظيفة من الصوف وقليل من الشريس وبعض الخرز الصغيرة وخيوط رفيعة .
وينبغي اختيار شجرة كبيرة وهذه تقطع من منتصفها ويؤخذ (الجعب ) القسم السفلى منها ويحفر جيدا (يخرج القسم الابيض الموجود في داخلها )فيحصل لدينا بعدئذ شكل يشبه (الطاسة ) ثم يثقب في قعرها ثقب مدور يتناسب مع حجم قشرة الشجرة نفسها .ثم نأخذ قطعة من جريد النخل اليابس ونقطع منها قطعة مستقيمة بطول (شبر اليد ) نقسمها بعدئذ الى اربعة اقسام طوليا وتقشر بحيث يصبح كل قسم منها متساويا ثم نأخذ واحدة من تللك العيدان وندخلها في منتصف (جعب الشجرة )بحيث تنفذ من الجهة الاخرى على ان يظهر رأسا العودة من الجهتين لاستعمال القسم الظاهر منها في ربط العمودين اللذين يحملان الفرارة
تركم (تغطى ) فوهة الشجرة الكبيرة بقطعة الجلد وتشد بخيط رفيع (خيط تختة او بكرة )وتترك لتجف
بعد جفاف الشجرة المركومة بقطعة الجلد يبدأالعمل بالقسم الثاني وهو تركيب قطعتين من القصب طول كل قطعة شبر اليد وعرضها لا يزيد عن عرض اصبع اليد ثم تثقب كل قطعة ثقبين كل ثقب بالقرب من نهايتها . ثم تثبت قطعتا القصب بشكل عموديا على الشجرة المركومة بالجلد وذلك بادخال رأسا العود البارزين من الشجرة المركومة كل راس في الثقب الاسفل الموجود في عودة القصب ثم تربط ربطا قويا بواسطة الخيط ثم تدخل في الثقبين العلويين عودة تحمل في وسطها (الفرارة )التي يجب ان تمس نهاياتها الاربعة سطح الجلد ثم تربط نهاية العودة العليا مع العودة الافقية التي تحمل الفرارة بالخيط ربطا قويا .
واخيرا نضع في نهايه كل رأس من رؤوس الفرارة خرزة واحدة لتحدث صوتا عند دوران الفرارة بالهواء وملامسة الخرز سطح النقارة الجلدي
وبعد الانتهاء من صنع النقارة والتأكد من دوران فرارتها بصورة جيدة تربط بخيط قوي ثم تعلق في خيط الطيارة
7- الفرارة :وهي مروحة من الورق يتلخص عملها في تحضير قطعة مربعة الشكل من ورق دفتر الرسم المستعمل من قبل الطلاب يتناسب طول ضلع المربع مع حجم النقارة وغالبا ما يتراوح بين 15-20سم وتطوى هذه الورقة المربعة طيتين بحيث يحصل لدينا اربعة مربعات ثم نقص المربعات الاربعة وهي مطوية على نفسها بمقص قصة واحدة من قطر المربع الى ماقبل نهاية القطر بقليل كي تبقى الورقة كقطعة واحدة . ثم نفتح الورقة المربعة فنحصل على اربعة مثلثات متساوية الاضلاع متصلة مع بعضها بالرأس ثم نلصق على محل اتصال رؤوس المثلثات ورقة اخرى دائرية الشكل لتقويتها حتى تقاوم الدوران لمدة اطول .ثم نبدأ بلوى رؤوس المثلثات وعددها ثمانية بحيث نطوي رأسا ونترك الرأس الاخر الذي يليه حتى نحصل على الفرارة المطلوبة وذلك بعد لصق الرؤوس الاربعة فوق بعضها ولصق قطعة من الورق دائرية الشكل فوق ملتقاها للتقوية ايضا .
وتثقب الفرارة منتصف اللصقات الدائرية التي وضعناها للتقوية لنمرر من خلالها عودة تدور الفرارة حولها ثم نركبها في النقارة بعد وضع الخرز في اطرافها كي تحدث الصوت المطلوب عند تماسها بجلد الشجرة كما اسلفنا .
8- الفنار :وهو جهاز انارة بسيط يصنع من قاعدتين دائريتين من المقوي ويلصق حول القاعدتين ورقة من الاوراق الملونة الخفيفة فيكون كالفانوس الصغير توضع في داخله على القاعدة السفلى شمعة صغيرة ويعلق من القاعدة بخيط يربط بخيط الطيارة وان استعمال الفنار قليل نظرا لخطورته حيث ان احنمال احتراقه كبير وربما ادى الى احتراق خيط الطيارة نفسها ويسبب فقدانها كما ان سقوطه على سطوح المنازل لايخلو من محاذير.

وسام الشالجي
16/12/2009, 19h01
بغداديات

اصول اسماء بعض المحلات البغدادية



باب الشيخ:
نسبة الى باب حضرة الشيخ عبد القادر الكيلاني المدفون فيها سنة 561 هـ.

النصة:
سميت بذلك لأنخفاض أرضها عن سائر محلات الاعظمية ولذا فأنها كانت معرضة للغرق بماء النزيز على الدوام.

السفينة:
سميت بذلك في نهاية القرن التاسع عشر نسبة الى سفينة كانت ترسو هناك كل ثلاثة أشهر وكان الأعظميون القدامى يتاجرون معها.

رأس الحواش:
أنشأ سنة 1931 م وهي تمثل أخر عمران الأعظمية وبعدها ثمة بساتين تمتد حتى باب المعظم .

الكريعات:
نسبةالى عشيرة الكريعات العربية التي نزلت بها أبان العصر العثماني.

الصليخ:
تصغير( صلخ ) , وهو نصف البئر الكروبة التي تبنى على حافة دجلة وتسقى فيها البساتين والمزارع وكانت تسمى في العصر العباسي بأسم الشماسية وهم خدم الكنائس مما يشير الى كثرة الكنائس والأديرة سابقا هناك.

راغبة خاتون :
نسبة الى أحدى سيدات بغداد في أواخر العصر العثماني , وهي من أملاكها.

هيبة خاتون:
نسبة الى سيدة صالحة كانت تسكن الأعظمية في أواخر العصر العثماني ودفنت فيها سنة 1919 م.

نجيب باشا:
سميت بأسم محمد نجيب باشا الذي تملك أرضها في أثناء ولايته على بغداد سنة 1842-1849 م , وأليه نسبت المحلة فيما بعد.

الكسرة:
سميت بذلك نسبة الى الكسرة التي حدثت في سدتها من جهة النهر بسبب فيضان دجلة سنة 1925 م.

الوزيرية :
محلة أنشئت على أرض زراعية واسعة تملكها بعض ولاة المماليك في بغداد في أوائل القرن التاسع عشر وكانوا يلقبون بالوزراء (الوزيرهي رتبة عثمانية تسند الى كبار الموظفين وبخاصة الولاة في الولايات المهمة) فنسبت المنطقة اليهم.

العلوازية:
وتسمى خطأ العيواضية , وبالاصل اسمها (الايلوازية) نسبة الى بساتين لرجل من اهل اواخر العصر العباسي يدعى (ايلواز) فعرفت المنطقة باسمه فيما بعد .

الصرافية:
منسوبة الى مالكها الذي كان احد الصرافيين.

الثعالبة:
سميت بهذا الاسم لـكثرة الثعالب في ارضها.

بوب الشام:
نسبة الى احد ابواب مدينة المنصور المدورة الذي يسمى (باب الشام).

سبع ابكار:
نسبة الى سبع بكرات (كرود) كانت ترفع الماء من دجلة لسقي البساتين.

الكيارة:
سميت كذلك لوجود (القير) فيها.

الغزالية:
الارض التي تكثر فيها الغزلان ورد أسمها لأول مرة سنة (1908 م) وكانت موضع الصيد المفضل لولاة بغداد في العصر العثماني .

البتاوين:
منطقة زراعية نسبة الى البتاويين , وهم جمع بتاوي وهي مزارعون نزحوا من قرية (لبت)على النهروان شمالي ديالى واقاموا فيها أبان القرن التاسع عشر.

أرخيته:
نسبة الى السيدة أرخيته بنت بدر من اهل محلة باب الشيخ وكانت تمتلكها بستانا , ثم أشتراها اليهودي أفرايم بلبلوك سنة (1930 م) وقسمه الى محلات وشوارع .

أبو اقلام:
كانت بستانا للحاج عبد الغني درويش المعروف أبو اقلام نسبة لدخوله في صفقة تجارية وشراء كميات كبيرة من اقلام القصب المستخدمة في الكتابة .

الجادرية:
منطقة زراعية كبيرة يعود نسبها الى مالكيها السابقين وهم ال الجادر المعروفين في بغداد والموصل وحلب وكانوا قد أشتروها من العكابيين في مطلع القرن الحالي وعرف قسم منها بالسبع قصور.

الزعفرانية:
قرية قديمة ورد اسمها في العصر العباسي وسميت كذلك لزراعة الزعفران فيها.

محلة البارودية:
نسبة الى البارود خانة وهي بناية كانت تستعمل لخزن البارود .

الفضل:
نسبة الى جامع انشأ بالقرب من قبر الفضل ابن سهل بن بشر الشافعي الواعظ البغدادي المتوفي سنة 548 هـ .

الميدان:
نسبة الى الميدان الذي ظهر في القرن التاسع للهجرة وهو بمثابة ساحة عرضات مخصصة اصلا للاغراض العسكرية .

الكولات:
تنسب الى الكولات وهي جمع كولة وتعني مملوكا , وهي المحلة التي نزلها فيها جنود المماليك في بغداد في عهد توليهم الحكم بين عامي 1750-1831 م.

تحت التكية:
نسبة الى تكية قديمة كانت تقع في اخر محلة قنبرعلي وهي تقع ادنى من التكية.

باب الاغا:
تنسب الى اغا الانكشارية في العصر العثماني , والباب معناه الدائرة الرسمية اي بكلمة اخرى المقر الرسمي للاغا.

سوق الغزل:
ينسب الى السوق الشهير بتجارة الغزول في العصر العثماني وكان في العصر العباسي جزءا من حرم دار الخلافة العباسية وبني فيه جامع االقصر الذي سمي جامع الخلفاء.

الدهانه :
عرفت في العصر العثماني بالدهانه نسبة الى باعة الدهن الذين تكثر محلاتهم هناك.

المربعة:
نسبة الى وقوعها على تقاطع شارعين.

الصدرية:
عرفت بهذا الاسم في القرن الثامن للهجرة (الرابع عشر الميلادي) نسبة الى الشيخ صدر الدين ابراهيم الحموئي الشافعي الزاهد المتوفي سنة 722هـ والمدفون فيها.

السنك:
عرفت بهذا الاسم بالعصر العثماني وهي كلمة تركية معناها الذباب اشارة الى كونها كثيرة الذباب.

الرستمية:
ارض واسعة تنسب الى مالكها القديم (رستم اغا) , وكان من امراء المماليك وقد عاش في القرن التاسع عشر الميلادي.

الجعيفر:
تنسب الى عشيرة الجعافرة التي نزلت هناك في اواخر العصر العثماني وكانت تسمى في العصر العباسي (الرملة).

الشواكة:
نسبة الى جامع الشوك المستخدم في الوقود وبائعيه ويرجع اسمها الى منتصف القرن التاسع عشر .

علاوي الحلة:
وهي جمع علوة , وقد نسبت الى باب الحلة التي هي من ابواب سور بغداد.

العطيفية:
عرفت بهذا الاسم منذ مطلع العصر العثماني حينما اقتطعت السلطات العثمانية هذه الارض للسيد عطيفة بن رضاء الدين الحسني المتوفي سنة 924 هـ.

الطارمية:
يعود اسمها الى العصر العثماني ويتكون من مقطعين (طغار) و (ميه) ومعناها ان الارض كانت تنتج حاصلا يساوي مئة طغار مقابل طغار واحد من البذر.

الشالجية:
تنسب لمالكيها القدماء وهم ( آل شالجي موسى - أحدى الاسر التجارية في بغداد).

البيجية:
تنسب الى بعض البيكات في القرن التاسع عشر.

الوشاش:
تقع على نهر الوشاش ( الخِر) ونسبت الى صوت هدير الماء فيه .

الجيبه جي:
نسبة الى مالكيها آل الجيبه جي وهي أسرة بغدادية قديمة أخذت أسمها من الكلمة التركية المؤلفة من مقطعين (جيبه) المحرفه عن (جعبة) أي موضع السلاح , و (جي) وهي أداة النسبة للحرفة , فيكون معناها وظيفة من كان يوزع السلاح على الجيش والمسؤول عن حفظه.

الدورة:
نسبة الى دورة نهر دجلة الذي يدور حولها من ثلاث جهات. ورد هذا الاسم لاول مرة في مطلع القرن التاسع عشر الميلادي.

الحارثية:
نسبت الى تلول أتربة وهي بقايا قرية كانت في العصر العباسي تدعى (قرية الحارثية).

د.نعمان
17/12/2009, 09h10
الاستاذ وسام الشالجي المحترم
تحية ود وتقدير
شكراً على موضوعكم القيم والموسوم "اصول اسماء بعض المحلات البغدادية" ليكون متمماً للملحمة البغدادية التي يتحفنا بها الاستاذ الكريم محمد العمر من ايام. لقد جاء موضوعكم والحق يقال في المكان والزمان المناسب ليكون مع ملحمة الاخ محمد العمر مصدر مهم من نوعه للقراء و الباحثين.
اريد ان اشير هنا ان هناك مصدراً اخراً هاماً ايضاً صدر في بغداد عام 1994 وباشراف أمانة العاصمة اسمه"الاصول التاريخية لأسماء محلات بغداد للدكتور عماد عبد السلام رؤوف( 48 صفحة) يتناول بايجاز الموضوع ذاته.
شكراً مرة اخرى يا أخ وسيم الشالجي على هذا الموضوع الهام.

محمد العمر
17/12/2009, 13h18
بغداديــــــات
العاب الصبيان

كان بودي لو افرد بابا خاصا للالعب والتسليات التي كانت توفر لصبيان بغداد اسباب لهوهم ومرحهم الاان الاستاذ المرحوم عبد الستار القرغولي (خالي) قد سجلها في كتابه (الالعاب الشعبية لفتيان العراق) الذي نشره سنة 1935 ولذلك سأمر عليها عابرا مكتفيا بذكر اسم كل لعبة مع شرح الالعاب التي لم يتطرق اليها المرحوم وعسى ان اوفق لاعادة طبع الكتاب المذكور لانه تحفة شعبية احتوت الالعب التالية:
ارم الترمي--طره لو كتبه--نك منا جفت --ركيبه لو نزيله-- صندوكنا العالي--التوكي --طفيرك ياكمر --سنبيلة السنبيلة --الختيبة --تسعة والبيضة --ازغيركن طار اللكلك --ملعون طشر خرزي --ابريسم لبريسم أيش--قره جاك--دير فنجانك حبج لبج --تنور خراب--أبه حايط --الملاواه--المصارعة --المختبي بطال --الزيتون --الطوز --اللعاب --القايات --الطمة --المصرع --الحمام --الدعبل --عودة وبلبل --البوتاس
المراهنات --
وقد عرف منها لدى (ولد الطرف) في موسم الشتاء لعبة اكل البرتقال او النومي الحلو وتتلخص فيما يلي:
يتراهن اثنان من اولاد المحلة على اكل البرتقالة الفلانية فيقول احدهما(ابجم نوايه تأكلها) فيقول زميله (بعشر نوايات) مثلا فيقول الاول (علي بخمصطعش) فيقول التاني (عوافي) ثم يبدأ من رست عليه نتيجة الرهان بأكل البرتقالة مخرجا النوه (جمع نواة )من فمه وتسليما الى غريمه الذي يقوم بدوره بعد النوايات فأذا ظهر في البرتقالة او النومية المأكولة نفس العدد الذي تراهن عليه او اكثر فهو الرابح وعلى زميله ان يدفع ثمن البرتقالة الى البائع وبالعكس ---وهذه لبعة لطيفة تعلمهم التخمين الصحيح كما ان اكل النومي او البرتقال مفيد للصحة.
وهناك رهان اخر حول أكل الرمان باستعمال يد واحدة ومن يسقط اقل الحبات على الارض يكن هو الرابح
وهناك رهان اخر يبدأ بمسك المتراهنين كل منهما بطرف عظم صدر الدجاجة وبعد الاتفاق على مايؤديه الخاسر يسحب كل منهما العظم الى جهته حتى ينكسر فيكون الرهان نافذ المفعول وتتلخص اللعبة بان يذكر كل من يتسلم شيئا من مراهنه كلمة (عله بالي) واذا نسي ذلك قال صاحبه (يادست ) ومعناها ربح الرهان
وهناك رهان اخر يجري غالبا في موسم الصيف اذ يكثر تجوال باعة (النامليت ابو الدعبلة) فيتراهن زميلان على فتح البطل وذلك بأنزال الدعبلة بواسطة ضرب فوهة البطل باليد.
وبعد ان يتفق الزميلان يرسو الرهان على احدهما بفتح البطل بثلاث ضربات مثلا --فيأخذ اللاعب بطل النامليت ويجلسه على (كاع عدله) ويضع فوق الدعبلة (شوية مي) ثم يبدأبضرب فوهته بألية كفه فأذا نزلت الدعبلة بالعدد الذي تراهن عليه فأنه يكون الرابح وعندئذ يشرب النامليت ويدفع زميله الثمن ---ومنهم من يوزع ارباحه من النامليت على زملائه من ابناء الطرف لكي يشجعوه على مراهنات اخرى
الاغاني والاناشـــيد --
للصبيان عدة اغاني واناشيد يرتلونها في اوقات خاصة ومنها نشيد(طلعت الشميسة) الذي يرتلونة وقت شروق الشمس او يستعطفون به المعلمة (الملة)عند غروبها قبل انصرافهم من الكتاتيب وله لحن خاص
طلعت الشميسه **** على كبر عيشه
عيشه بنت الباشه****تلعب بالخرخاشه
صاح الديج بالبستان****الله ينصر السلطان
ياملتنه صرفينه****راح الوكت علينه
وشموسنه غابت****ورواحنه ذابت
طلعنه ليبره****شفنه حبيب الله
بيده قلم فضه****يكتب كتاب الله
يافاطمه بنت النبي****اخذي كتاب الله
على صــدر محمـــد العلي
وفي مقال ارسله الي مشكورا الاستاذ الكبير عبد القادر عياش المحامي تحت عنوان الكتاتيب في دير الزور يقول وعندما يطول بقاء الصبيان به الملا ليصرفهم مبين الاسباب
ياملا اصرفنا اصرفنا**** تا نعلق مصاحفنا
وشموسنا غابت**** وقلوبنا ذابت
ويقصدون بقلوبهم معدهم وهي مقاربة للنشيد اعلاه باستعطاف الملا او المعلمة عند غروب الشمس
وهناك قول اخر للصبيان يرددونه في الكتاب وهو :
سبت سبوت - احد عنكبوت -ثنين بابين - ثلاثاء منارة - اربعاء زيارة -الخميس (باعتبار دوامهم حتى الظهر)قالوا لعبته - والجمعة عطلتنه .
ومنهم من يلفظها (والجمعة دك عجول على علبينه)والعلبة هي قفا الرقبة
وفي موسم الربيع تكثر الاوراد فتباع شداتها (باقاتها) في مختلف انحاء بغداد ومن البغادة من يقطع اوراق الوردة ويضعها فوق الحلقة المتشكلة من سبابة وابهام اليد اليسرى ويقول ::
فلانه طلعت ليبره-واخدودها محمره -حلوه لو مره ويضرب براحة يده اليمنى على ورقة الورد فانها تخرج صوتا (طق) فاذا طقت صاحوا (حلوة) وبعكسه
وعند تساقط رذاذ المطر يخرج اولاد المحلة يلعبون فرحين وهم ينشدون:
مطر مطر عــــاصي****طول شعر راسي
راســــــى بالمدينه****ياكل حبه وتينه
ياربي مطرهـــه****على عناد العلوجي
علوجي بيده فاسه****يمشي وينكر براسه
والذي اعتقده تفسيرا لهذا النشيد ان الصبيان حين دعوا الله بقولهم (ياربي مطرها....) كانوا يريدون هطول المطر الذي انقطع مدة طويلة نكاية بالعلوجية الذين احتكروا الاطعمة وكانوا سببا في ارتفاع اسعارها ....(علوجي بيده فاسه....) اى ان ذلك المحتكر سيخسر عند هطول المطر اذ سيكثر الزرع وتهبط اسعار الحبوب التي احتكرها وقولهم
علوجي بيده ليره ****يمشي ويحك اب......
اى ان هذا العلوجي قد باع ما احتكر وقبض الثمن (ليرات حمر)قبل نزول المطر لذا تراه (مستهز ئا) يمشي ويحك....وهناك اهزوجة لاتدل على ذوق ولست ادري لم يرددها الصبيان انذاك
امي راحت للسوك****جابت جلب مسلوك
جك جكته بالابرة****طلعت دم وجراحة
كلمن يبجي ياكلـــــه
واغلب الظن انها تهديد لمن يبكي من الصغار خلف امهم والا فكيف يباع الكلب مسلوقا
وتكثر اللقالق على سطوح بغداد في موسم الصيف اذ تترك اعشاشها امانة لدى البغادة الذين يحافظون عليها كما هي حتى عودة اللقلق في الموسم القادم وللصغار والصبيان نداء للقلق وهو هذا
لكلك لكلك****امك تطلك
بواك الصابونه****من فوك الرازونه
وهناك ترجمة بارعة لهديل الحمامة المطوقة التي يسميها البغادة (فختيه) اطلقتها حناجر الاطفال مع اول الصباح وعلى نغم الفختية
كوكوختي وين اختي؟ بالحله
واشتاكل ؟باجله
وشتشرب ؟ماي الله
وهذه انشودة اخرى ينشدها الصبيان اثناء لعبهم بنغم خاص بها
فوطه على فوطه****والعـــــين مجلوطه
يحية اللــــكلك****تدبي على رجلي
رجاـــي محنايه****وديتها للخان
الخان ميريدها****ايريد بلوطه
فوطه على فوطه****والعين مجلوطه
وهذة انشودة اخرى ينشدها الصبيان يداعبون بها سكان الكرادة -وهي من ضواحي بغداد
كرادي كرادي يابة بيتنجانه
خلي الجلب نايم ومعنتر ايذانه
خشيت للساحة ولكيت تفاحه
والله ما اكلها علما يجي خالي
خالي يبو(يا ابو) بحريه وعمامته حوريه
شالها ومطلها بالكاع طلعت منها بنيه
بنيه اسمها بطه تلعب بكريش الحنطه
يارب لتساعدها ساعد بنات الجنجل
والجنجل بيده ريشه ويطارد عالكديشه كديشة عمي سالم اكالة الاوادم
خرا بروح جديته.

محمد العمر
17/12/2009, 13h43
بغداديـــــات
الفــاظ الابناء


اعجبني موضوع (الفاظ البنات )ايما اعجاب فقرأته مثنى وثلاث ورباع وفي كل مرة احمد للاخ الاستاذ عبد الحميد العلوجي صبره و(ادك الخشب)خشية علية ولاصونه من (شر حاسد اذا حسد) فعقدت النية على ان اقدم في بغدادياتي محاولة اجمع فيها الفاظ الايناء في بغداد تاركا باب البحث مفتوحا لسواي من الباحثين تصعيدا لهذا الموضوع الذي ارجو ان يكون في مستوى (الفاظ البنات)شمولا واحاطة لامقصرا على ابناء بغداد وعند ذلك تتم الفائدة ويعم النفع وهذا ما وفقت الى جمعه
ابن آخره--
تقال في الصبي اذا كان المعي الذهن مهذب النفس وهو في عقيدتهم لايعيش طويلا
ابن ادم--
الانسان وقد ورد في امثالهم --ابن ادم طير ويحسد الطيور
ابن اوى--
حيوان يسميه البغاددة (واوي )ويخيفون باسمه صغارهم
ابن ابريسم--
هو الحاج محمد ابريسم العزاوي كان يسكن محلة خان لاوند قرب الفضل وهو من مشاهير بهلوانية بغداد كان يمارس الرياضة في زورخانة الفضل التي كان يديرها بنفسه توفى سنة 1947
ابن الابن--
الحفيد وقد جاء في امثالهم (ابن ابنك ابنك ,ابن بنتك لع) والمثل وارد على مذهب معروف بالانساب وهو ظاهر المعنى,وقد جاء في الشعر القديم
بنونا بنو ابنائنا بنوهن ابناء الرجال الاباعد
ابن الابنل--
من الفاظ السباب
ابن ابو السعد--
من المشهورين بكتابة الادعية والتعاويذ والحجب وتفسير الاحلام .
وكان يتعاطى عمله في مسجد (ابو السعد)بالكرخ
ابن ابو السمك--
هو محمد صاحب حمام غازي في شارع الكفاح قرب الفضل
ابن ابوه--
كناية بغدادية تقال في معرض الاعجاب بحذق شخص وشجاعته ومروءته وانه جاء على سنة ابيه
ابن الاحد--
كناية عن المسيحي
ابن ادهمان--
من الخيول المشهورة في سباق بغداد
ابن الارملة--
من مات ابوه وتربى في كنف امه
ابن الله--
عسى عليه السلام
ابن اوادم--
تقال في امتداح شخص والشهادة له بالنبل والشهامة وحسن الاخلاق
ابن الباججي--
من عائلة بغدادية معروفة عميدها المرحوم عبد الرحمن الباججي المتوفي سنة 1330هجرية 1911 ميلاديه
ابن البارحة--
كناية عن صغر السن وقلة التجربة والخبرة في الحياة
ابن البايرة--
كناية عن الشخص التعس الشقي
الابن البجر--
البكر وفي امثالهم (الابن البجر يحي الذجر ) اى يحي اسم والده
ابن البحراني--
اكبر انجال المرحوم عبد الحسين البحراني الذي كان من اعيان بغداد في محلة الجعيفر
ابن البنا--
هو المرحوم اسطة محمد اشتهر بصنع اليمنيات البغدادية ويقترن اسمه بالجودة اذ يقال (من شغل ابن البنا) كان محله في سوق يمنجية بغداد
ابن البراء--
اسم مستعار لكاتب بغدادي كان احد محرري جريدة العرب البغدادية ايام الاحتلال
ابن بنت رسول الله--
هكذا يدعى (السيد)وهو من كان موصول النسب بالنبي (ص)عن طريق ابنته فاطمة (رض)
ابن بنية--
هو الحاج محمود بنية من تجار بغداد المعروفين وله عمارة في شارع الجمهورية قرب الشورجة تحمل اسمه
ابن البومه--
من الفاظ السباب
ابن التاجر--
شخصية كثيرة الشيوع في حكاياتنا الشعبية
ابن الجان--
شخصية اسطورية شائعة في السوالف الشعبية
ابن الجدة--
هو يحيى الجدة صاحب معمل حدادة قرب ساحة السباع في بغداد
ابن جلا--
اسم مستعار لكاتب بغدادي نشرت له جريدة العرب البغدادية ايام الاحتلال البريطاني اكثر من مقالة
ابن جمالة--
هو السيد احمد من حفاظ القران الكريم حسن الترتيل والاداء توفي خلال الحكم البريطاني لبغداد
ابن الجوربجي--
هو اسماعيل الجوربجي من وجهاء بغداد
ابن الحرام --
من الفاظ السباب
ابن حلال--
يريدون به من كان ذا مروءة وصدق معاملة وقد ورد بامثالهم (ابن الحلال ابذجره)و(ثلثين ابن الحلال عالخال)
ابن حموله--
ربيب تعمة وشرف
ابن حوه وادم--
كناية عن الانسان

ابن الخالة--
هو ابن اخت الام
ابن الخايبة--
كناية عن التعس الحظ
ابن الخبازة--
اشتهر بهذا الاسم طه ابن الخبازة وهو من اشقياء بغداد قتل سنه 1912ميلاديه في منطقة باب الطلسم على اثر مقابلة بينه وبين الجندرمه
ابن الخضرة--
هو اسم مستعار للاب انستاس الكرملي نشر به بعض مقالاته في جريدته العرب التي كان يصدرها في بغداد
ابن الخندان--
يراد به من سليل الاغنياء
ابن الخياط--
هو الحاج شاكر بن اوسطه محمد الخياط من سكنة محلة حمام المالح وكان من اشقياء بغداد اعدم في ساحة باب الشيخ مع شريكه الحاج عزيز
ابن الدامرجي--
هو محمد الدامرجي من تجار بغداد المعروفين وله عمارة في شارع البنوك تحمل اسم عمارة الدامرجي
ابن دعوة--
من المصطلحات الشائعة بين السجناء وهو الشريك في الجريمة التي اقيمت من اجلها الدعوى في المحاكم
ابن دلال--
من تربى مترفة
ابن دلة--
هو عبدالقادر بن دلة من اغنياء بغداد ومن عوائلها المشهورة وخان دلة الواقع في شارع السموأل هو من بعض ممتلكاتهم
ابن دورة--
مصطلح يتردد على ألسنة منتسبي القوات المسلحة بمعنى انه من وجبة واحدة او صف واحد
ابن الرافدين--
اسم ديك معروف في مهارشات الديكة في بغداد
ابن رسول الله--
كناية عن السيد وهو علوي النسب
ابن رجلها--
ابن الزوجة من زوجها الاول
ابن الزهاوي --
العلامة امجد الزهاوي المحامي من علماء بغداد المشهورين توفي في 17-11-1967
ابن زيدان--
هو احمد حمادي بن زيدان المتوفي سنة 1912 ميلادية وكان من مشاهير مغني المقام العراقي في بغداد
ابن سالفة --
لفظة يكثر ترددها في الحكايات الشعبية
ابن السبت--
كناية عن اليهودي
ابن السلطان--
من شخوص الحكايات الشعبية
ابن سمينة--
طباخ بغدادي مشهور اسمه احمد سمينة وله مطعم شعبي في سوق الروافين قريبا من كهوة الشط في بغداد
ابن السوري --
حصان كان مشهورا في سباق بغداد
ابن الشابندر --
هو ابراهيم الشابندر تاجر بغدادي مشهور
ابن الشواك--
من شخوص حكاياتنا الشعبية
ابن الشيخ--
كناية عن الرجل المعروف بجاهه ومركزه الاجتماعي وقد ورد في احدى هوسات الزواج في بغداد
هاي الرادهــــــــــا*****وهاي التمناهـــــــــا
بنت الشيخ لابن ***** الشيخ جبناهـــــــا
ابن شيخ كمر--
هو الشيخ عبدالقادر بن الشيخ محي الدين كان في محلة السور قرب الفضل يعالج بعض الامراض بقراءة الادعية والايات القرآنية الكريمة وكتابة الاحجية
ابن صف--
زميل الدراسة في صف واحد
ابن الصياد--
شخصية كثيرة الشيوع في حكاياتنا الشعبية
ابن ضرة--
المكروه المقيت لان الزوجة تكره ضرتها اشد الكراهية كما تكره كل من ينتسب اليها وخصوصا ابنائها باعتبارهم يشاركون واولادها في ثروة زوجها وعطفه وعنايته
ابن طرزان--
فلم عربي (مصري)عرض في سينمات بغداد
ابن طبانه--
من اشقياء منطقة الفناهرة وكهوة شكر ببغداد اسمه محمود
ابن طرف--
ابن محلة
ابن طعيمة--
وهو صبري طعيمة من تجار بغداد وله مخزن في شارع النهر في بغداد يحمل اسمه
ابن طوبان --
اول من حمل هذا اللقب هو سلمان طوبان وهو بائع باجه مشهور في منطقة سوق الجديد بجانب الكرخ من بغداد
ابن الطيار--
هو الحافظ عبد الستار الطيار مقرئ المناقب النبوية في بغداد
ابن عبدكه--
هو ابراهيم عبدكه من الاشقياء المعروفين وقد قتله سهيل بن نجم الزهو ثأرا لابيه وذلك مساء5 ايلول 1854
ابن العبده--
كنايه عن الولد الذليل في بيت اهله
ابن العراق --
توقيع مستعار للشاعر البغدادي المرحوم عبد الرحمن البناء
ابن عرب--
الشخص الكريم ذو النخوة والمروءة
ابن عشر سنين--
تقال تثبيتا للعمر ولنفس الغرض يقال ابن عشرين ...وهكذا
ابن العصر--
اسم مستعار للاب انستاس ماري الكرملي نشر به مقالا في مجلة المباحث
ابن العم--
وهو ابن اخ الوالد ,وفي امثالهم قالوا:(اني واخويه على ابن عمي واني وابن عمي على الغريب) و(مصخم معهم ابن عم صانعهم )وفي معابثاتهم قالوا(اتريد الصدك لو ابن عمه)
ابن العمة--
ابن اخت الوالد
ابن عنتر--
فلم سينمائي عربي (مصري) عرض في بغداد
ابن الفرات--
اسم مستعار للدكتور احمد سوسه نشر به قصة -مأساة اللطيفية
ابن الفراتين--
اسم مستعار لشاعر بغدادي نشر به بعض قصائده في جريدة العرب البغدادية سنة 1917
ابن فراش وغطا--
كناية عن ربيب الشرف
ابن فكر--
الشحيح الممسك
ابن الكعده--
وهو بزر الكعدة اى اخر ولد تلده الام قبل سن اليأس ومن اقوالهم _ بزر الكعده وبزر الشيب لو دللته ماهو عيب
ابن الكلب--
من الفاظ السباب
ابن كنه--
هو المرحوم عبد المجيد كنه اول شهيد عراقي بغدادي شنقته السلطة المحلتة في 25ايلول 1920 لمقاومته الشديدة لهم والعمل في سبيل استقلال العراق
ابن كنو--
بائع فاكهة مشهور في شارع الرشيد (باب الاغا) بالقرب من سوق الامانة ومن حمل اللقب منهم مهدي وارزوقي وسلمان
ابن القدسى--
هو سعيد بن السيد علي القدسي يعالج بعض الامراض بقراءة الادعية والايات القرانية ويكتب لمراحعيه الاحجية والتعاويذ كان يسكن بالقرب من كهوة الجرداغ في الاعظمية توفي في 19-3-1968
ابن اللاصام ولا صلى--
من الفاظ السباب
ابن اللاصامت ولاصلت--
من الفاظ السباب
ابن ليل--
الشقي المقامر
ابن المخنث--
من الفاظ السباب
ابن المرحوم--
من توفى والده
ابن المرحومة--
من كانت امه متوفاة
ابن ملكه--
هو حسين بن ملكه صاحب جايخانه في سوق حمادة بصوب الكرخ ببغداد
ابن ملا جواد--
اسمه كامل وهو يعالج بعض يعالج بعض الامراض بقراءة الادعية والايات القرانية ويكتب الاحجية ويقبل مراحعيه حاليا في داره الواقعة في محلة الشيخ معروف في جانب الكرخ ببغداد
ابن ناس--
الحسيب النسيب
ابن الناس--
كناية عن شخص يفيض انسانية ومروءة وقد ذكروه بقولهم -شلنه على ابن الناس غير امروته
ابن نذور--
من ولد بالنذور وفي اقوالهم -الابن اليجي بالنذور مينراد
ابن نص الدنيا--
كناية عن شخص معروف من عليه القوم مشهور بالسمعة الحسنة
ابن نعمة--
ربيب الخير والسعة
ابن انفاس--
الطفل في ايامه الاولى
ابن هالوكت--
من ابناء هذا العصر الذين اخذوا من الترف الحضاري الشئ الكثير
ابن الوصيفة--
الولد الذليل في بيت اهله
ابن الولاية--
وهو من سكنة المدينة تقال للتمييز بينه وبين سكنة الريف
ابن اليمنى--
من الفاظ السباب
ابن يوم-او يومين--
تقال في تقدير الهلال وتقويم ايامه

محمد العمر
17/12/2009, 14h23
بغداديـــــات
الكسلات

ملاحظة:هذا الموضوع كان يفترض ان يرفع بعد موضوع العيد الكبير والصغير فسامحوني ياجماعة الخير على هذا السهو الذي بدر مني.

بعد انتهاء العيدين (عيــد الصغير وعيـــد الجبير ) ولاسيما في موسم الربيع يخرج البغداديون من بيوتهم صباح كل يوم ولمدة اسبوع وفق الروزنامة التي يحفضها كل منهم عن ظهر قلب فتأخذ النساء اطفالهن وهم بملابس العيد الزاهية ومعهن السماورات (وهي جمع سماور وهو جهاز لاعداد الماء الحار المستعمل في تخدير الشاي واصل الكلمة من الروسيه samovar ) وعدة الشاي والقدور التي تحوي غالبا الدولمــة او كبة الحلب او عروك وغيرها من الاكلات البغدادية مع بعض الافرشة الخفيفة كالزوالي الصغيرة او البسط والمنادر وعلاليك الفاكهة للتمتع بمباهج الطبيعة الزاهية التي تنعش النفس ولزيارة الاضرحة والمقامات حيث يتخذن مجالسهن في ظلال الاشجار قرب السواقي او في ساحات المزار المقصود وفق تقويم الكسلات البغدادية
وينتشر حيث الكسلة باعة الحلوى والكرزات والطرشي والمرطبات (كالشربت واللبن والسيفون وغيرها ) والمأكولات (كالجرك والبقصم والسميط وغيرها ) وهم ينادون على بضائعم ترويجا لها
ويشير تقويم الكسلات الى اختصاص يوم السبت بزيارة مرقد الامام الكاظم (ع) في الكاظمية والاحد بزيارة مريم بنت عمران في كرادة مريم في جانب الكرخ والاثنين بزيارة مرقدي الشيخ عمر السهروردي والسيد ابراهيم والثلاثاء بزيارة مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني في محلة باب الشيخ في الرصافة والاربعاء بزيارة مرقد ابو رابعة في الاعظمية والشيخ جنيد في جانب الكرخ والخميس بزيارة مرقد السيد ادريس في الكرادة الشرقية في جانب الرصافة والجمعة بزيارة مرقد الامام الاعظم ابي حنيفة بالاعظمية
ولابد للبغادة من استيفاء الكسلات جميعا بعد العيد في اسبوع موصول .
ويذهب الاستاذ هادي العلوي الى ان اصل الكسلة مجهول وكذلك المعنى الذي ينطوى عليه واغلب الظن انها وجدت بدافع الرغبة في مداومة المرح والتعطل الذي يستروحه الناس طوال ايام الاسبوع .وفي مجتمع ضيق يخفيه الحرمان كالذي زاملته بغداد في القرن الماضي مثل هذه النزعات تأثيرها القوى على الافراد
ان حاجة الناس الى التفسح والخروج من اسر القيود الاجتماعية التي تكبلهم تؤلف على الدوام حافزا يدفع بهم نحو البحث عن منافذ يتنفسون من خلالها .وهكذا كانت لايام العيد في بغداد بما تحمله للناس من مسرات اهميتها البالغة واصداؤها البعيدة في النفوس وكانت الكسلات مناسبة فرعها البغداديون من اعيادهم تطمينا لهذه النزعة .ولعل اطلاقهم اسم (الكسلة )على هذه الايام ما يؤيد هذا الظن او يقربه من الصواب واتماما للفائدة توفرت على تخليد الكسلات البغدادية التي ادراكها الانطفاء بعد ان زحف العمران الى ضواحي بغداد وأزال بساتينها الكثيفة التي كان يومها البغادة في كسلاتهم مسلطا الاضواء على ما يكتنفها من جذور تضرب بعيدا في اعماق تاريخنا الاجتماعي

مريم بنت عمران

ان الضريح الموجود في وسط ناحية الكرادة في الركن المقابل للسفارة الكويتية حاليا في بغداد ينسب الى السيدة مريم بنت عمران والدة السيد المسيح التي اطلق اسمها على الكرادة
والمرجح ان هذا القبر مثوى امرأة صالحة من نساء العهد العثماني اسمها مريم وقد التبس الامر على الناس فشاع بينهم انها السيدة العذراء بينما العذراء لم تزر العراق ولا عهد لها بالكرادة
وقد شاهدت هذا القبر بتاريخ 1-9-1967 فوجدت امامه ساحة تبلغ مساحتها حوالى الف متر مربع يحيط بها سور مشيد بالطابوق والاسمنت ارتفاعه متر ونصف له باب حديد عرضه حوالي عشرة اقدام وارتفاعه ارتفاع السور , وقد شيدته وزارة الاوقاف سنة 1958 كما علمت من المرأة التي لديها مفاتيح الباب وقد اخبرتني _حفظها الله _ ان هذه الارض قد اشتراها (الحاج حسن الخزعلي ) وحسبها وقفا للسيدة مريم وان المتولي الحالي لهذا الوقف هو (مجيد بن نعمة ) وفي ارض الساحة ثماني عشرة نخلة وثلاث اشجار كالبتوس وينتشر في ارجائها العاقول وبعض الاشجار البرية وفي الجهة اليسرى منها غرفة متداعية بلا سقف مساحتها 4×5 م (20 مترا مربعا ) وقد تصدعت جدرانها الاربعة وظهر جليا للعيان ان بتاءها من الشكنك والطين مملوجة بالجص وفي وسط هذه الغرفة قبر مريم وهو عبارة عن مجموعة من المرمر تراكم بعضها على البعض بلا تناسق وقد احيطت بيقايا سياج خشبي اكلته الارضة بعد ان غطيت بقماش اخضر لماع حديث الصنع .
وعند خروجي من هذا المزار صادفتني احدى الكراديات وبادرتني بقولها ...انخيها تــره هيه أم النطيات

ابــو رابعــــة

ومنهم من يسميه أم رابعة او رابعة بنت جميل ومذهب الدكتور مصطفى جواد ان بالقرب من جامع الرصافة مان قبر عبدالله العلوي وموضع هذا القبر يعرف اليوم بأسم (ابي رابعة )و(أم رابعة ) وهو يقع على مسافة قليلة من شرق شارع الامام الاعظم بازاء منعطف الضريح الملكي
والسبب في نسبته الى أم رابعة ان السيدة شمس الضحى شاهلبني الايوبية بنت عبد الخالق بن ملكشاه بن صلاح الدين زوجة الامير ابي العباس احمد بن المعتصم بالله العباسي ثم زوجة علاء الدين عطا ملك الجويني والى العراق والاحواز وكانت قد انشأت عند هذا المشهد رباطا للصوفية ومدرسة سميت بالمدرسة العصمتية ويفهم من اسم المدرسة ان هذه السيدة كانت تلقب بعصمة الدين اى ذات العصمة ولما توفيت سنة 678 هــ دفنت في التربة التي بنتها بجوار مدرستها عند مشهد عبدالله المذكور .وفي سنة 685 هــ توفيت ابنتها رابعة العباسية بنت الاميلا احمد ودفنت في تربة والدتها فرابعة وأم رابعة مدفونتان هناك
وقد زرت قبر ابو رابعة بتاريخ 15-3-1968 ويقع في الاعظمية محلة النصة على بعد 500 متر تقريبا من الطريق الذي يلي عمارة فاروق الجدة في داخل البيت المرقم 63 وهو بيت بسيط مشيد بالطابوق والجص ذو طابق واحد وبابه خشبي يتألف من فردتين .
ويفتح باب الدار على ممر مكشوف طوله حوالي عشرة امتار ويؤدي الى باب حديد حديث الصنع مصبوغ بلون اخضر وفتحه لي صاحب الدار (نعمان مسعود) الذي ورث قيمومة رابعة بنت جميل عن اجداده وقد ابرز الي ورقة مسجل عليها اسماءهم هذا نصها (مهدي ونعمان اولاد مسعود بن محمود بن احمد بن حبيب بن فياض بن نافع بن عميرة بن ابراهيم بن على بن بطرس بن احمد بن شهيد العبيدي ).
ويفضي الباب الحديدي الى ممر (طوله حوالى ستة أمتار وعرضه حوالى مترين ) مبنى بالطابوق والجص وقد عقد سقفه على شكل اقواس وفي منتصف الجدار الايسر من الممر باب خشبي واحد في وسطه صفان من مسامير نحاسية دائرية الشكل قطر الواحد حوالى اربعة انجات وفي كل صف خمسة مسامير ثبت الناب بالجدار بأطار خشبي وفي الجهة البعيدة من الجدار حلقة قطرها خمسة انجات تقربيا فوقها سلسلة حديد طولها حوالى قدم واحد وتتألف من ثلاثة زردات (حلقات ) والغرفة مربعة الشكل طول ضلعها حوالي اربعة امتار وسقفها معقود على شكل (عرقجين ) نصف كرة بالطابوق والجص وفي كل جدار شباك مربع الشكل مغطى بأطار خشبي (قيم ) مربعات صغيرة وارض الغرفة مبلطة بالطابوق ومفروشة بحصير الخوص والكمبار وفي وسط الغرفة صندوق من الخشب الجاولي ارتفاعه عن الارض حوالى متر وهو مغطى بقماش اخضر لماع (كريم ستن ) وفيه يرقد الشيخ حماد الدباس بن مسلم الذي يعتقد السيد نعمان انه زوج رابعة بنت جميل .
اما قبر رابعة فهو في داخل الجدار المقابل لمدخل الغرفة وقد اثبت على الجدار شباك خشبي مربع الشكل طول ضلعه حوالى قدمين وهو مقسم الى مربعات صغيرة وفوقه توجد
رازونه صغيرة فيها صخرة على هيئة شبه منحرف وحجمها يملأ الكفين وقد اخبرني السيد نعمان انها مكتوبة بحروف صغيرة ولكني لم اتمكن من رؤيتها . كما اخبرني بأن عددا من الزائرين الاجانب رغبوا في شرائها ,الا انه رفض بيعها لاعتقاده لقابليتها على شفاء (وجع البطن )اذا وضعت على مكان الالم .هذا وقد انيرت الغرفة مؤخرا بمصباح كهربائي

الســـيد ادريس

لم أجد مصدرا او جذرا تأريخيا لمزار السيد ادريس الذى يقع في الكرادة الشرقية .
وانني قد زرته صباح يوم 31-3-1968 فوجدته بناء جديدا يقع في شلرع فرعي يبعد عن الشارع العام (الذي يربط الجسر المعلق بمفرق الكرادة داخل ) بحوالي 500م في وسط مقبرة اسلامية عامة يحتضنها سياج حديث ارتفاعه حوالى متر ونصف في وسطه باب عرضه حوالى ثلاثة امتار كتب على مدخله في لوحة بيضاء مساحتها قدمان مربعان وهذا نصه
(بسم الله الرحمن الرحيم ,ان الله لايضيع أجر من احسن عملا قام بتشيد السياج الخارجي لمقبرة الامام السيد ادريس في الشهر التاسع سنة 1963 ألسيد احمد جفال البجري ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ) ويؤدي الباب الخارجي بعد قطع عشرين مترا تقريبا على ارض مبلطة بالكونكريت عرضها حوالي ثلاثة امتار الى بناء عال مربع الشكل طول جبهته حوالي ثلاثين مترا وفي وسطه مدخل المزار وفي كل من جانبي (ليوانان ) لجلوس الزائرين وتفتح الباب على مصلي يحيط بغرفة القبر من جميع الجوانب .
اما غرفة القبر فعليها قبة عالية مكسوة بالقاشان الازرق وفي وسطها صندوق خشبي ارتفاعه حوالي مترين وعرضه ثلاثة امتار مصبوغ باللون الجوزي وارضه مبلطة بالمزائيك وقد قام بتجديد مقام السيد ادريس علوان عيسى الكوزل (وهو من اهالي الكاظمية )على نفقته .ورأيت قيم المزار وهو (عبدالامير عيسى ) فوجدته في السبعين من عمره يرتدي دشداشة وسترة وعلى رأسه (غترة يشماغ )ويتوكأعلى عصا والجدير بالتنويه ان في ساحة المقبرة وخلف ضريح السيد ادريس غرفة مشيدة بالطابوق والجص اتخذت مغسلا للموتى ....وفي تلك الساحة ايضا عدد من الاشجار وثماني عشرة نخلة .وقدقيل لي او (السيد ادريس )كان سيدا شريفا بلغ من تدينه وتقواه حدا جعل الناس يتهافتون على كسب وده والتبرك به ويقول الاستاذ يونس سعيد ان احد المؤلفين تنسم اخبار سير المتصوفة فأخبرني ان ادريسا هذا كان رئيسا للخياطين فلما توفي اعتزم الخياطون الاستمرار على موالاته بزيارة قبره في كل سنه .فكانوا يحجون اليه وهم بكامل ملابسهم الجديدة المزركشة بما كانت تجري عليه سنن الازياء في ذلك الوقت فتعقبهم الجمهور الى هذه الزيارة معجبين بوفائهم لامامهم وبزينة ملابسهم المتميزة عن سائر الازياء هذا وعسى ان يوفق غيري للوقوف على جذر تأريخي للسيد ادريس رحمه الله .

اسامة عبد الحميد
20/12/2009, 15h20
الغالي (محمد العمر) لقد قمت بارشفة مكثفة وممتعه للكثير من البغداديات التي اضحت طي النسيان فكان بحق مرجع مهم لمن يريد ان يتعرف على هذه المدينة التي كانت تتآرجح بين السمو تارة والهفوت والانقباض تارة اخرى سلمت اناملك التي ارتقت وطبعت وسلمت افكارك التي نسقت ودونت تلك الملحمة اخي الغالي ان سمحت لي ان اشارك ببعض المداخلات التي تكمل الموضوع كي تكتمل الصورة عند القارئ والمتصفح للموضوع فسأبدأ هذه المشاركة بتلك المساهمة

انارة وانتخابات المختارين للمحلات
في ايام الوالي (علي رضا باشا اللاز) جرى انتخاب المختارين فصار لكل محلة مختار اول ومختار ثاني مع امام يقوم بشؤون الزواج متفقا مع المختارين

ولضيق طرق محلات بغداد وقلة المصابيح ومنعا لوقوع الجرائم فيها امر الوالي عبد الرحمن باشا 1296هجري_1879ميلادي
انارة بعض المحلات بجانب الرصافة فوضعت المصابيح (فوانيس) من قبل بلدية بغداد وفي عصر كل يوم يجتازمستخدموا البلدية الطرق ومعهم سلالم خشبية يرتقون عليها لاشعال الضوء بالفوانيس العالقة بالجدران وبذلك انكشف عن بغداد بعض الديجور المخيم على ارجائها
وحينها كانت بغداد موحدة وتشمل
1-محلة الفضل وبضمنها (محلات العزة وخان لاوند =النائبية= ومحلة السيد عبدالله ومحلة حمام المالح والقرغول) وكان رئيس هذه المحلات العلامة الشيخ عبد الوهاب النائب.
2-محلة الحيدرخانه وماجاورها ترأسها الشيخ داوود النقشبندي
3-محلة القشل وماجاورها ويترأسها (آل كبة)
4-محلة قنبر علي ومجاورها ويترأسها (آل الجميل)
5-محلة راس القرية وماجاورها ويترأسها (آل الباجه جي)
6-محلة باب الشيخ وماجاورها ويترأسها (آل النقيب)
7-صوب او جانب الكرخ ويترأسه (آل السويدي)
وكان هؤلاء الرؤساء يرعون مصالح اهالي محلاتهم ويسهرون على تلبية مطالبهم كما يفعل رب الاسرة لاسرته وكما على اهل المحلات احترام هؤلاء الرؤساء والالتزام بتوجيهاتهم.

محمد العمر
20/12/2009, 16h40
الاخ الحبيب اسامة عبد الحميد
تحية عبقة
لك حرية التصرف بما تجود به اناملك
وكذالك بقية الاخوة
تحياتي للجميع

محمد العمر
16/01/2010, 20h44
مقاهي بغداد الأدبية

حسين مردان
فجأة قررت هجر المدرسة والمجيء الى بغداد.. كنت حينذاك في العشرين من عمري، كتلة نار وسيوف.
وتلقفني شارع الرشيد..الفساتين الملونة والزجاج.. وقلت لنفسي من هذا الرصيف الرمادي ستبدأ مسيرتي الصعبة نحو قمة الجبل. وكانت الدهشة تشدني من كل جانب حتى وصلت الى (مقهى الزهاوي) حيث يجلس محمد هادي الدفتري وخضر الطائي وعبدالرحمن البناء.


وكانت حماستي الجهنمية وولعي الشديد بالمناقشة والجدل، وافكاري المتطرفة في الشعر والادب قد وضعتني تدريجيا في المكان اللائق بين اصدقائي الجدد.
وفي تلك الايام الرهيبة التقيت بوجه الجوع الاصفر،، فكنت لا اتناول في اليوم اكثر من وجبة واحدة.
صمونة نصف سمراء مع كأس من الشربت.
اما النوم فهو المشكلة الرئيسية التي كانت تشغل اكبر مساحة من ذهني،، وقد وجدت الحل اخيرا في عدم النوم، فكنت اذرع المدينة عرضا وطولا الى ان يبزغ الفجر، وعندما كان يهيمن النعاس على عيني كنت الجأ الى اقرب بستان للحصول على غفوة صغيرة. وكان عدوي الوحيد في تلك الفنادق الهوائية هو البعوض.. ولم ازل امقت هذه المخلوقات اللئيمة حتى هذه اللحظة.
وكانت الزيارات بين ادباء وشعراء المقاهي عادة طريفة تشكل نواة متفجرة للحوار والمصادمات الادبية.. وكانت جماعة مقهى (حسن العجمي) تضم البراك والجواهري وجلال الحنفي وكمال الجبوري وغيرهم.. وكنا نحن ادباء الشباب نعامل كل هؤلاء بتقدير فائق، وكانوا بدورهم يشيدون بنتاجاتنا فيساهمون بدفعنا للتجديد والابتكار، وشيئا فشيئا بدأت اصبح نقطة لتجمع ادبي جديد، فانتقلنا ومعي كل من رشيد ياسين وبلند الحيدري وزهير احمد القيسي الى (مقهى البلدية) وكان شعراء وادباء الكليات يهرعون الينا بمجرد الانتهاء من دروسهم، ومن هؤلاء بدر شاكر السياب وعبدالرزاق عبدالواحد واكرم الوتري.. فقد كانت تلك المقاهي جامعات حقيقية للادب والشعر، وكنا نعيش في جو من الصداقة الصميمية.. ومع اننا لم نكن نمارس التفكير السياسي بصورة جدية فقد كانت حياتنا سلسلة من العذابات والحرمان.. الا اننا كنا نمثل اسلوبا فريدا من ناحية تطبيق الاشتراكية.. فعلبة الدخان التي كان يملكها احدنا تطرح على الطاولة لتكون مشاعة للجميع.. وكان اكثرنا مالا هو الذي يدفع ثمن اكواب الشاي.. واحيانا كنا نفرض على ادباء دار المعلمين العالية دعوتنا الى تناول الطعام في مطعم الكلية.. وفي الواقع كنا نحسدهم كثيرا، ولطالما طلبنا منهم ان يصفوا لنا الاكلات الشهية والفواكه ليأتى بها الينا.. كذلك كنا نشترك في نظم القصائد وكتابة المقالات النقدية. ولعل الاخ زهير احمد القيسي هو الوحيد الذي لم يزل يحتفظ بتلك المنظومات التاريخية.. وكان رشيد ياسين من عناصر الازعاج بيننا فقد كان يستغل معرفته بالنحو لاثارة بعضنا، فكنا نتهمه بالجمود وقد نذهب الى ابعد من ذلك فنسخر من سيبويه وكل فلاسفة اللغة.. وهكذا نضطره الى السكوت ثم الضحك. وبعدها تحولنا الى (مقهى الدفاع) وهنا التحق بمجموعتنا عدد من المثقفين والكتاب وعلى رأسهم المسرحي صفاء مصطفى وكمال القيسي والممثل يحيى فائق وغائب طعمة فرمان، ومصطفى الفكيكي – صاحب مجلة الراصد الان- وفي هذا المقهى بدأت محبتنا للشطرنج، حيث كان يلتقي اباطرة هذه اللعبة كالسيد عبدالرزاق المدرس والشيخ عبدالكريم الطحان الذي يعتبر مؤسس المدرسة العراقية في هذا الفن، ومن هذه الاجواء بالذات ولدت الشخصيات الحقيقية لرواية (خمسة اصوات): وفي تلك الفترة وصل جبرا ابراهيم جبرا الى العراق وانضم الى جماعة (كافيه سويس) والتي كانت ترتبط بنا ايضا ولكننا لم نكن لنهتم بهم كثيرا لما يبدو عليهم من مظاهر الترف البرجوازي ومن هؤلاء الرسام جواد سليم ونجيب المانع وعبدالملك نوري ونزار سليم،، وكان ساطع عبدالرزاق هو حلقة الوصل بين الجماعتين، وقد استطاع بمساعدة بلند الحيدري سحبي الى ذلك المقهى الانيق، ولكن وفائي الطبقي كان يدفعني الى العودة الى اصدقائي القدماء، واخيرا قررت الانتقال الى المقر الجديد في (مقهى الصباح) في باب المعظم. فقد كان السأم من وجوه الزبائن المدمنة وتكرار المنظر الواحد من الاسباب التي تدفعنا الى الانتقال من مكان الى آخر، ولكننا قد نتحمل كل شيء اذا كانت علاقتنا بصاحب المقهى مرنة وودية، ولكل كلمة من هاتين الكلمتين اكثر من معنى واحد.. فالمرونة تعني الاستجابة لطلباتنا الكثيرة وعدم الالحاح باسترجاع الديون المتراكمة! اما بالنسبة للمودة، فنحن نريد من صاحب المقهى ان يستقبلنا ويودعنا بالترحيب والابتسام. كانت جلساتنا الطويلة تبدأ من شروق الشمس ولا تنتهي قبل الساعة الثامنة مساء حيث نتسرب الى الحانات المجاورة لمنطقة الميدان، والذي كان قلب بغداد النابض حينذاك، والحقيقة ان المقهى كان يعتبر البيت الدائم لكل منا، وحتى الاعضاء الذين كانوا يقيمون في بغداد كانوا يتناولون الغداء معنا في اكثر الاحيان وكنا نقدر مثل هذه التضحية العظيمة، لانهم يحرمون انفسهم من اطايب الطعام من اجل البقاء بقربنا، واذا حدث وذهب احدهم لرؤية اهله فانه سرعان ما يعود لكي لاتفوته زيارة بعض الادباء لنا، فقد كان عدد الزوار يزداد يوما بعد آخر، ومن هؤلاء الدكتور محمد جواد رضا الملقب بـ(دعبل) والشاعر كاظم التميمي والناصري وصفاء الحيدري والكاتب عبدالرزاق الشيخ علي وعبدالصاحب الملائكة والناقد طالب السامرائي، ولم يكن هذا الزائر او ذاك ليأتي لمجرد رؤيتنا فقط، بل ليقرأ علينا قصيدته او قصته الجديدة، وكانت مثل هذه الاعمال الادبية تطرح من قبل صاحبها للنقد والمناقشة بكل تواضع للحصول على تزكيتها او الحكم باعدامها وقد يستمر الجدل حول قصيدة واحدة ساعات طويلة، وغالبا ما كنا نحن الذين نقرر صلاحها للنشر،، فقد كنا نسيطر عن طريق غير مباشر على الصفحات الادبية التي كانت تخصص في بعض الجرائد، حيث كان معظم المشرفين على تحرير تلك الزوايا الادبية من حاشيتنا، وكان باستطاعتنا ان نثلم شهرة اي شاعر او اديب يحاول الخروج او التمرد على مفاهيمنا الادبية والفنية، اما المجلات الادبية العالية فقد كانت هي الحلم الاوحد الذي يقوم ويقعد معنا، فعندما كان يحصل انسان ما على امتياز مجلة ادبية، كنا نركض اليه من المقاهي كافة لكي نضع مجلته ضمن نفوذنا الادبي، واذكر بهذه المناسبة ان واحدا من هؤلاء قد طلب من عبدالملك نوري قصة لاتحمل اي طابع سياسي وطلب مني قصيدة خالية من الصور الجنسية وقصيدة من عبدالوهاب البياتي بعيدة عن الاشارات الثورية، وعندما قلنا لماذا؟ اجاب وهو يتلفت حوله: لانني اخاف من الحكومة! وعندئذ صحنا بصوت واحد.. ولذا نقترح عليك ان تطبع الغلاف وحده وتكتب عليه.. بما انني اخشى السجن فقد قررت اصدار مجلتي بهذا الشكل الفريد.. وهنا كان لابد لنا من ان نمنح هذا المتأدب المسكين احد الالقاب البهلوانية التي كنا نطلقها على امثاله، وقد فاز بقلب (الطائر الخرافي).. وبقدر ما كنا منسجمين من ناحية اتجاهاتنا الفكرية العامة كنا نختلف احيانا من حيث اساليبنا وطموحاتنا الفردية، ولعلي الوحيد الذي لم يدخل في صميم المشاحنات الادبية، التي كانت تحدث دائما بين الادباء والتي غالبا ماكانت تؤدي الى الخصام وقطع العلاقات، واشهر تلك الخصومات هي التي كانت تحدث بين السياب من جهة وعبدالوهاب البياتي وكاظم جواد من جهة اخرى، وكان كاظم هو مركز الثقل في هذه المعارك فان انضمامه الى احد الطرفين كان يعني فوز ذلك الطرف.. وكان كل من الفريقين يحاول الاستعانة بي، الاّ انني كنت ارفض مثل هذه المواقف واعمل على ازالة الجفاء وتقريب وجهات النظر بين الجبهتين فقد كان الصراع في حقيقته يدور حول الزعامة الشعرية! وهو عمل كنت انظر اليه من جانبي باستخفاف وبامتعاض، لاني لم اكن مؤمنا بمثل هذه السخافة، سخافة الامارة والامتياز الادبي، ومع اني كنت اعتقد ان هذه المنازعات تخلق رجة لا غنى عنها للحركة الادبية، ولكنني لم اكن اسمح بتطورها الى درجة العنف ولذلك كنت اقف ضدها باستمرار. كان انتقالنا الى (مقهى الصباح) في بداية عام 1948 وهو العام الذي صدر فيه ديوان بدر شاكر السياب (ازهار ذابلة) وديوان عبدالوهاب البياتي (ملائكة الشيطان) وفي نفس السنة طبع بلند الحيدري مجموعته (خفقة الطين) واصدرت نازك الملائكة كذلك ديوانها (شظايا ورماد).. وهكذا بدأت حياة المقاهي الكئيبة ترصع سماء الشعر القديمة بنجوم ذات بريق جديد، وقد قوبلت هذه المجموعات الشعرية بشيء من الحماسة من قبل القراء الشباب ومن المثقفين بصورة خاصة،، الا انها استقبلت بنوع شديد من الحذر من جانب المتزمتين من عباد الثالوث الشعري المتكون من الزهاوي والرصافي والجواهري.. في الوقت الذي كانت فيه شهرة الزهاوي قد اخذت تميل الى الاصفرار وخمدت السنة اللهب على حافة بركان الرصافي.. وبرز الجواهري مرتديا بردة الزعامة.. ولم يكن هناك من يرفض الاعتراف بقيادة الجواهري للحركة الشعرية.. فقد كانت قصائده ترن في كل مكان.. وعندما صدر ديواني (قصائد عارية) في مطلع عام 1949 وأمرت الحكومة بمصادرته وتقديمي الى المحاكم بتهمة افساد افكار الشباب.. جاءني القاص عبدالرزاق الشيخ علي واخبرني ان الجواهري يريد رؤيتي ويدعوني الى زيارته.. ولكني رفضت الذهاب وقلت له: ليأتي الجواهري اليّ في المقهى.. ويبدو ان ابا فرات كان يفهم مدى الغرور الذي يحمله الشعراء الشباب!! فاستعان بديموقراطيته وحضر الى مقهى الرشيد حيث كان مقري الدائم حيذاك،، وقد نهضنا لاستقباله بما يليق به باعتباره الوريث الشرعي لكل ابداعات التراث الشعري منذ العصر الجاهلي الى يومنا ذاك.. وبعد حديث قصير اظهر الجواهري اسفه لمصادرة ديواني ومحاكمتي وعرض عليّ مساعدته، واظن انه تحدث مع الحاكم الذي احيلت اوراق الدعوى اليه.. وعلى الرغم من عدم ايماني بعبقرية الجواهري بصورة مطلقة فقد ظل يعاملني بمودة خاصة،، وحتى عندما هاجمته بسلسلة من المقالات النقدية حول قصيدته (اللاجئة في العيد) لم اسمع منه كلمة واحدة تنم عن الكره، ولكني لمست موقفه المتحفظ مني خلال نشاطنا داخل اتحاد الادباء العراقيين،، وقد استطاع ان يبعد اسمي من قائمة المرشحين للهيئة الادارية، مما اضطرني الى خلق عدة تكتلات ادبية لمجابهة جبهة الجواهري- صلاح خالص.. وقد كان الاديب خالص عزمي هو ساعدي الايمن في حومة ذلك الصراع الخفي.. ولم ازل اذكر لخالص دوره الفعال ومواقفه الجريئة.. وعندما عقدت المفاوضات بين الجانبين كان القاص عبدالملك نوري هو ممثلنا فيها،، ولكنهم لم يحترموا ما وعدوا به من حرية الانتخاب.. فعمدت الى مهاجمتهم في اثناء المؤتمر، وقد حملتني اصوات اصدقائي القدماء من ادباء وشعراء المقاهي الى كرسي الهيئة الادارية.. لقد سقت هذه الحادثة كدليل على قوة ونفوذ الادباء الشباب الذين كانوا يحلمون في الثورة على كل مظاهر الادب القديم وخاصة في ميدان الشعر، ولقد ظلت تلك الذكريات المشتركة تشد بعضنا الى بعض فترة طويلة، فعلى الرغم من الطبيعة السياسية لاتحاد الادباء العراقيين فقد بذلت المستحيل من اجل انضمام الشاعر بلند الحيدري وقد ساعدني في ذلك كل من عبدالوهاب البياتي وعبدالملك نوري،، اما بالنسبة لبدر شاكر السياب فقد كان هناك تيار شبه عام ضد قبوله.. ومع ذلك فقد حاولت الا انني لم استطع ان اقنع حتى الذين كانوا يؤمنون بشاعرية بدر وقابلياته الادبية. ان الصور التي تجمعت في ذاكرتنا عن ايام مقهى الصباح كانت كثيرة ومتعددة، فقد كان صاحب المقهى واسمه صبيح اكثر رقة من اي صاحب مقهى آخر.. ومع ذلك فقد اقترح احدنا التحول الى (مقهى الرشيد) في الحيدرخانة.. وبعد ان نوقش الاقتراح مدة شهر كامل تقرر الاخذ به.. وهكذا تحركت القافلة الى هناك.. وفي هذا المقهى التقينا الشاعر صالح بحر العلوم وعباس شايجه وانضم الينا كذلك كل من الاخوين موسى ومحمد النقدي، وهنا بدأت حدة المناقشات الادبية تهفت تدريجيا!. ثم حصل الانتقال الكبير الى (مقهى البرازيلية).. لقد كان عهد (مقهى البرازيلية) هو العهد الذهبي في حياتنا الادبية، فقد اصبح لكل منا شخصيته الادبية الخاصة، واذا كانت بعض الوجوه قد اختفت نهائيا لعدم قدرتها على المواصلة فقد ظهرت وجوه اخرى جديدة ذات سمات ملائمة كالشاعر رشدي العامل والقاص نزار عباس ومحمد روزنامجي والصحفي الكبير عبدالمجيد الونداوي، فهناك وخلف الواجهة الزجاجية العريضة وحول منضدة من اعواد الخيزران كان يجلس الفرسان الاربعة انا وعبدالوهاب البياتي وكاظم جواد وعبدالملك نوري حيث قد اصبحنا نقطة الارتكاز لكافة اطراف الحركة الادبية في العراق ومع اننا كنا نختلف من ناحية اتجاهنا الادبي، الا اننا كنا نشكل وحدة متراصة ضد كل بوادر الشعوذة ومحاولات الارتداد، غير ان حدة النقاش قد اخذت تهفت باستمرار حتى خيل اليّ اننا سنتحول الى نوع من الدمى، لذا كنت انتظر مجيء الليل بشوق لايوصف حيث التقي اصدقائي من الادباء الذين فضلوا البقاء في مقاهينا القديمة، فقد كان معظمهم يأتون اليّ بعد الساعة الثامنة مساء في حانة (بلقيس) لنستعيد ذكريات ايامنا السابقة، وفي تلك الفترة انضم الينا كل من سعدي يوسف ومحمود الخطيب وماجد العامل، وكان يحضر للبرازيلية احيانا بعض المفكرين المعروفين كالدكتور فيصل السامر والاستاذ ابراهيم كبة والدكتور علي الوردي، وغيرهم، وفي مقهى البرازيلية بالذات نشأت كافة التيارات والافكار التجديدية في الشعر والادب، وفيها ايضا ولدت فكرة تأسيس اتحاد الادباء العراقيين، ولقد كان لنشاطي الشخصي اثره الفعال في اتخاذ بعض الخطوات المهمة من اجل انجاح هذا المشروع الكبير الذي كان مجرد التفكير فيه يعتبر تحديا مباشرا للسلطة القائمة حينذاك، وكانت اهم الاجتماعات شبه السرية التي وضعت فيها القرارات الحاسمة بالنسبة للهيأة التأسيسية الاجتماع الذي عقد في دار الاستاذ خالد الشواف، ولكن الحكومة التي كانت تتعقب خطوات كل شاعر واديب قد شعرت بخطورة مثل هذا التجمع الادبي فأوعزت لعدد من مرتزقة الادب بتقديم طلب مشابه، وقد اجيز الطلب فعلا.. وهنا كان لابد من معاقبة ذلك الشاعر المجنون والانتقام منه، ففي سنة 1952 القي علي القبض من قبل البوليس السري، وبعد توقيف طويل في معتقل ابي غريب قدمت الى المجلس العرفي العسكري وحكم علي بالسجن لمدة سنة، وفي سجن الكوت الرهيب بدأ التحول الكبير في مجرى حياته الادبية فقد اقسمت مع نفسي على السير في خدمة الشعب والعمل على قلب ذلك النظام الذي يستل شوق الانسان للحرية بالسجن والحراب ولما عدت الى البرازيلية كان الفرسان الثلاثة كعهدي بهم يجلسون خلف الواجهة الزجاجية ويتحدثون عن نفس الحلم المشترك، وكانوا قد فصلوا من وظائفهم فصاروا يفكرون بالهرب بصورة جدية وقد حقق ذلك كل من عبدالوهاب البياتي، وكاظم جواد ولم يبق معي غير عبدالملك نوري، ولم اكن املك من الوقت مايكفي لعبادة مقهى البرازيلية لانني كنت اعمل كمحرر في جريدة الاهالي، ولكني كنت كثيرا ما افر من الجريدة الى المقهى، فقد كان الجلوس وراء الزجاج خلف منضدة الخيزران قد وصل الى درجة الادمان.
مجلة الف باء اذار 1969
منقول للفائدة عن
صحيفة المدى

محمد العمر
16/01/2010, 21h35
غريزة المقهى
وامبراطورية المقاهي الست


مالك المطلبي
يحمل شريط الارض، المتخذ تسمية تاريخية (شارع الرشيد) يحمل على طول ظهره ظاهرة المقاهي. البلدية، الزهاوي، فحسن عجمي، فالبرلمان، فالبرازيلية، فالبيضاء، (تقبع البيضاء في حجر ابي نواس وشارع ابي نواس ليس سوى التسمية الليلية لشارع الرشيد).. *ارجو ان يتنبه القارئ، الى انني ربطت مقاهي النص، بالفاء، وان مغزى ذلك ان الترتيب يعني ان نصعد من البلدية الى البيضاء، ولايمكن عكس الامر، وهذا ما سيتضح في مستقبل هذه الكتابة.

(1) قبل عقدين كانت العلاقة بين (دجلة) و(المقاهي) ذات طابع اجتماعي (تبادلي)، بين حشدين من سكان البر وسكان الماء كانت العلاقة اشبه بحوار تتخلله أبنية، اما الان فقد ادار دجلة ظهره احتجاجا على مجازر الحيوان النقدية (المطاعم) ومخازن الرطوبة (موبيليات سوق هرج) التي استبدلت بالمقاهي هذه. ويا للاسف! فنحن نتحدث عن كائنات اكثرها مات، او شاخ، او اختفى (مات البلدية عجوزا، والزهاوي حي، لكنه اقرب شبها الى مومياء، منه الى مقهى، وحسن عجمي كشف رأسه! والبرلمان انتحر، والبرازيلية تقاعد، اما مقهى البيضاء فكان موته عبارة عن اختفاء غامض ).. حشد من الحيوات بأمكنتها زال من البسيطة! ولم يبق منه سوى آثار مطمورة تحت جلودنا.
(2) على الرغم من ان تاريخ المقاهي قريب، فانه يبدو، عبر قانون الزوال، تاريخا كهفيا، هكذا تبدو المقاهي الان: في طبقة من طبقات الذاكرة! محشورة مع جمع من الاموات والاحياء (واصغرهم كهل) وكأنهم صور شارع الرشيد التي تجمدت بالابيض والاسود، وهي تعطينا احساسا بأننا احياء، اكثر مما تعطينا احساسا بأن سكان الصور، اموات!.. فما اقوم به الان لاينتمي الا لعلم الاثار الذهني، الذي يحاول تفكيك (دال) المقهى القديم، المكون من الاف الخطى القصيرة، التي امحت في فراغ الكنبات، متحدة بملايين ضربات خرز السبحات، بملايين الكلمات التي تكون، دائما، ارباع جمل! بالزجاج الخارجي الممسوح، ابدا، بالفضول المتبادل بين الجالس والسائر، بالمشاريع الادبية التي لاتنمو! بغريزة الشرب، نعم للمقهى غريزة، شأنه شأن الحيوان، لكنها غريزة وحيدة، وليست منظومة غرائز انها غريزة الشرب.
بعض الاحيان، لاسيما في مقهى الظلام المختلف (البلدية)، في حدة الظهيرة، نحس، نحن الذين لانظهر الا جالسين، او نائمين (الوقوف هو الممنوع الوحيد في المقهى) نحس بفوران غريزة الشرب، وهي تصفر كقطار موشك، على الاصطدام من فوهات غلايات الماء الابيض، والشاي، والحامض والدارسين، وسحبها فوق الرؤوس لتكون ما يشبه مطرا لاينزل!.
(3) كان شارع الرشيد عبارة عن امبراطورية للمقاهي (قبل ان يتحول الى مجازر الحيوان النقدية، ومخازن الرطوبة) تشكل البلدية قدمي الامبراطورية، وحسن عجمي والزهاوي حوضها، والبرلمان سرتها والبرازيلية صدرها، والبيضاء وجهها! ولايمكن ان نبدأ بوصف قدمي جسد الامبراطورية من البيضاء، لان الوصف سيصاب بالكساح! فالبيضاء منطقة رخوة، كأنها خلية نقاط على وشك ان تطير، اما البلدية فعبارة عن جدار سجن، يمكن الاتكاء عليه بثقة.
(4) يربط المقاهي الستة (تابو) مركزي: هو التحريم الانثوي، ان ذكورية مقاهي شارع الرشيد، ماكانت الا ان تمارس، على وفق قوانين التوازن الجنسي، الانحراف، لكن سلطة الادب في المقاهي، تلك السلطة التي تراود رواد المقاهي من غير الادباء، كانت تحد من الانحراف. وفي عقدنا (من 1959 إلى 1969) لم تنتهك المرحلة الذكورية (دخول الانثى) الا مرتين! وقد حصل، في حينها، ما يكون عصرين جيولوجيين في تاريخ هذه المقاهي، وسنعرض لهذا، في مستقبل هذه الكتابة.
البلدية: مكان الظلام المختلف يبدأ الظلام من الخلف، في مقهى البلدية، كثيفا، ثم يفتر في الوسط، اما حلق المقهى، فمضاء اضاءة باهتة بخطوط شمسية تائهة!. عادل كاظم، واحمد المفرجي، وسركون بولص، وحكمت الدراجي، وشريف الربيعي، وعمران القيسي وخالد يوسف وعلى مرمى منهم عميان وقراء مقام، كنا نعقد الحلقة في المنطقة المضيئة، وكنا اشخاصا مترسبين من انشطار العصر الجمهوري توا، نحاول اختبار الصلات من جديد!. لا امتلك ذاكرة عن البلدية ولهذا سأسير بمحاذاة الذاكرة: كان عادل كاظم (الكاتب المسرحي الاوفر حظا من الشهرة الان) وهو يشرب الناركيلة، يعدنا بعظمة قادمة! وكان سركون بولص كله اشارة الى حرب تحرير في الضلع العمودي للشعر! وحكمت الدراجي على وشك ان يؤسس حزبا! واحمد فياض المفرجي ينظر من شرفة. ويالنظراته! حين طبع كتابه (الحركة المسرحية في العراق) آنذاك! والسيد الوحيد الذي انشق علينا، وانتقل من المنطقة المضيئة الى المنطقة الفاترة! هو غازي الاحمدي، حين كتب الوجودية مذهب انساني! والتعليق الوحيد الذي كنا نسمعه، ينتهك سلطة الاقتحام الفلسفي، للاحمدي الذي تركنا مدة نشك في معنى الادب، كان يطلقه نزار عباس! وبتعليقات نزار عباس، وظهور الادب الوجودي اعيدت (الفلسفة) وغازي الاحمدي الى الوراء! وهذا هو مكانهما الطبيعي. كان عمران القيسي وشريف الربيعي، يملآن الحلقة بالاهتزاز! اما الوجود الاعظم (الحصيري) فلم يكن قد تشكل بعد أن كان عبارة عن سلسلة من الغارات غير المنتظمة، التي لم تكن في حينها، تثير الانتباه لكن تلك الغارات، ادخلت، بعد ذلك في سجل افعاله الغليظة، لتكوّن منه: (حيوان المقاهي) بلا منازع: ذلك الذي يصرخ في البرازيليلة، ويغير على البلدية، وينام في حسن عجمي، ويستيقظ في البرلمان، ويهدأ في الزهاوي، ويخطب في البيضاء ويقايض في التجار!. الزهاوي لم تطأ قدماي مقهى الزهاوي قط، وانما كان، بالنسبة لي، فضاءا بصريا، ولا ادري لمَ كان يذكرني كلما رمقته، بسيارة نقل ركاب صغيرة، يجري الحوار فيها ظهرا لوجه وليس وجها لوجه. مقهى حسن عجمي: مقهى الفن الفطري في مقهى حسن، يوجد، كان! مايشعرك بأنك تنتمي الى الشعب! البسط المزركشة وسماور الذهب الكاذب وسجادات الف ليلة وليلة، وناركيلات الباشوات، والمرايا الصافية المذهبة، والغلايات المصفرة، والاعلانات التي توشك على الخروج من اطرها، وراديو القارات، وبطاريته السوداء، التي تفوقه حجما، وما تبقى من الشمس! ونظام الجرائد المؤقت (اقرأ وادفع واعد الجريدة).. في مقهى حسن، اعترف بركن الحصيري، بعد سلسلة من الحروب الصغيرة التي دارت بينه وبين اصحاب المقهى، امس كان الركن مشمسا، وسجادته كانت حمراء، تكوم نقشها في الوسط، والارضية تلمع وتدهن. كنا نتحلق حوله، وهو يمص دخان الناركيلة، كأعتى (معلّم) مصري! بوجهه الاملس، وياقته السائلة، ويديه الغضتين، وكنا، وهو يخرج (لفائف) اوراقه ويقرأ، لنا وصديقي البانتومايم موسى كريدي، قد صرنا، في الطريق القويم، بين كلية الاداب في راغبة خاتون، وحلقة الادب في حسن عجمي، اننا في الطريق الى مشروعنا، الشعري، والقصصي. بدأت ملامح الحصيري الداخلية بالبروز، كانت الكتب التي تعرف من عنواناتها، الكتب النادرة وكتب الاجزاء، وما خلع من كتب الموسوعات! تباع في هذه الزاوية بثمن نادر، لم يكن هناك قانون سعري (عرض وطلب) بل سعر اخوي، يحدد على وفق مبدأ معادل (العرق) الاني، لا اكثر ولا اقل! (اشتريت كتاب الكامل للمبرد بـ250 فلسا، واللامنتمي بـ150 فلسا).. من اين يحصل الحصيري على هذه الكتب؟. سؤال سيشيخ ويموت، من غير ان يظفر بجواب!. ومع تقدم الزمن، نمت في القسم الغربي من المقهى دائرة قمار الدومينو (بفروعها المتعددة (العدلة) والازنيف، والطيرة الخ).. ثم اخذت الدائرة تتسع حتى لم يعد للادباء الان سوى مترين × مترين، وعلا الصدأ التراث الهائل، ورفعت، المرايا، وبيعت الناركيلات، وانتهكت عادة الدخول الى المقهى، بدخول عابرين، وكذا بدأ الماء يسيل من تحت اقدام اروع مقهى في بغداد، والان لم يعد سوى ارض، تجثم عليها قناني الغاز، وتنتشر فيها حلقات قمار منهكة! وادباء لاينتمون الى الادب، ثم حل فيه شيء يشبه الكارثة، ازيل السقف، لترميم الفندق الذي يعلوه، وهكذا كشف حسن عجمي رأسه: عن حبال ينشر عليها نزلاء الفندق غسيلهم!. الانقلاب الجيولوجي الاول حصل في مقهى حسن عجمي حين دخلت امرأتان اجنبيتان، تعتمران قبعتين! وترتديان سراويل عارية! دخلتا بصحبة اديب (لا اذكره الان) لقد اصيب المقهى بالذهول وعمى الالوان، وممارسة اخلاق الصمت، كنا جميعا مقيدين: كأننا نتصافح ابدا!! حتى غادرتا.
لم يفلت من هذا الوضع البشري، الا الحصيري، وجبار نادل المقهى، كان الحصيري يختلس النظرات، لالكي ينظر الى المرأتين بل لكي تراه المرأتان!. اما جبار فبحكم تاريخه في التنقل الموضعي، افلت من الحصار، كان وهو يشير برأسه، ويقدم لهما (الحامض) كأنه يعرض التفوق الازلي للشرق على الغرب!. البرلمان: كان مقهى البرلمان يشبه فراغا، كأننا نجلس فيه، وسط شارع الرشيد! الجدران من زجاج! والسقف بعيد! وعدد غريزة الشرب مخفية عن الانظار. في هذا المقهى حفظت التقاليد الادبية حتى صبيحة انتحاره! كانت الكنبات العشر التي تحتل الشريط الملاصق لشارع الرشيد، محرمة الا على الادباء، الاسماء كلها كانت هناك! سامي مهدي وخالد علي مصطفى، وعبدالامير الحصيري ويوسف الحيدري وعبدالرحمن مجيد الربيعي، وطراد الكبيسي، وموسى كريدي، وجليل العطية ومالك المطلبي وجليل حيدر، ورزاق ابراهيم حسن، وفي عصر البرلمان دخلت الكلمة! اعني حميد المطبعي، وعلى يديّ المطبعي ولدت ثلاثيات الادباء الشهيرة التي تقوم بتصنيف الادباء ثلاثة ثلاثة، على وفق معيار الصفات: اطول ثلاثة ادباء واقصر ثلاثة واحمق ثلاثة، واعور ثلاثة.. الخ!. وفي البرلمان حل العصر الجيولوجي الثاني في تاريخ المقاهي حين دخلت السيدة القاصة بثينة الناصري، على الحلقة الادبية لقضية تتعلق بزوجها –آنذاك- القاص عبدالستار ناصر! وكانت بثينة تعي قانون التحريم (ذكورية المقاهي) لكنها برباط جأش اخترقت التابو، ولو كان بالامكان ضبط التلبس بالبصر! لضبطت الخمسمائة عين (سعة المقهى 250 ذكرا) تزدحم على جسم بثينة!. ولما خرجت بعد حوار قصير، تركت آثارا لايمكن تصنيفها!. على الرغم من ان بيت الحصيري كان مقهى حسن عجمي، كان البرلمان مكانه الاثير، وكان هو علامة البرلمان! باختصار البرلمان لايكون الا اذا كان الحصيري والعكس صحيح، وهكذا تلازما، ليس تلازم وجود فحسب، بل تلازم عدم، فما ان مات الحصيري حتى انتحر مقهى البرلمان: صار مطعما!. كل الادب الذي يسمى بالتسمية اللانقدية: (الستيني) ولد في البرلمان اهم المشروعات الثقافية خطط لها هناك: ادباء ناشئون وكهول متأدبون!
وقارئو جرائد، كلهم يؤمون البرلمان لمشاهدتنا! نحن اشهر اسماء مكان، حدوده 10× 20 م لكن شهرتنا تبدأ بالتناقص كلما تقدمنا خطوة وراء هذا المكان، حتى تصل بعد اقل من كيلو متر واحد، درجة الصفر. في البرلمان كتبت اجمل قصيدة لي (الشارع والنهر) سرنا النهر والشارع كتفا الى كتف.. حتى خرجنا من بغداد، ثم عاد احدنا ومات الاخر. البرلمان سيرتنا الذاتية جميعا!. والان.. في المكان الذي كنا نصطبغ فيه بحمرة الشعر، يوجد دجاج محمر راكع على ركبتيه!. كلما مررت على جامع الحيدرخانة، وجدته ينظر باتجاه رفيق كفاحه السياسي، (البرلمان) يا الهي! مقهى البرلمان لم يعد الا اتجاها!. البرازيلية: مقهى الترانزيت! كان يجلس فيه حسين مردان، وعبدالملك نوري، وفؤاد التكرلي، ورشدي العامل (ثم انتقل اليه نزار عباس وتوأمه، انذاك، غازي الاحمدي).. في عصر المقاهي لم تكن البرازيلية الاّ مقهى مستوردا! في المرور به نرى غريزة الشرب، وقد روضتها التقنية، مكائن بأزرار تصنع الـ(قهوة) وبرادات ماء تدور على لوالب، واسطوانات دائرية، تنزل الـ(آيس كريم) وعمال خافتون ينحنون، وعلى شفاههم، (البزنس سمايل)! باختصار كان مقهى البرازيلية كل شيء الاّ مقهى!. البيضاء: مقهى البيضاء استمرار ليلي للبرلمان، وكنا في البيضاء نحاول ان نوقظ زمن التمرد فينا: الخروج على العقل، واللجوء الى الحواس لكن حواسنا، وهذا مالم نكن نعيه، اصبحت حواسا معقلنة.
كنا وسط الحانة الطويلة (ابي نواس) المتعففين الوحيدين (لا نشرب سوى الغازيات) لكن بوجودنا في الليل، وسط ابي نواس وسط الحانات السافرة، وعلى طريق الروائح المندفعة من السمك المحترق والحي، نمت عندنا عادة القمار البري، الشطرنج والنرد والدومينو! ومع تقدم الزمن اخذت البراءة تنحرف! بدأت الرهانات المالية، بيننا على نحو حذر (من عشاء! من بارد، من ربع دينار) ثم اخذت بالتصاعد (وهذا هو جوهر القمار: يبدأ باخذك على السلم ثم يقذف بك في فضائه: الذي تشع فيه نجمة الامل السرابية).. لكن التصاعد بقي ادبيا: (جليل العطية واحمد خلف وفاضل العزاوي، وفوزي كريم ونبيل ياسين وسامي مهدي، وحسب الشيخ جعفر وغازي العبادي) وكان (سامي مهدي) هو الذي بقي ينشط الحلقة الادبية في البيضاء ويبث فيها زمن الديمومة حضورا وحوارا، وشهدت البيضاء مرحلة (البيانات الادبية) ومولد شعر (69) والذهاب الى مقر (اتحاد الادباء العراقيين) الذي بدأ بالظهور من جديد وكان هذا الذهاب بدون عودة! الامر الذي ادى الى موت البيضاء. مقهى التجار ومقهى المعقدين: هناك مقهيان آخران هما: مقهى (المعقدين) في الفخ الواقع بين شارع السعدون، وابي نواس، ومقهى (التجار) مقابل حلق سوق السراي، سوق التجارة بالادب. كان المقهيان، المذكوران آنفاً اشبه باشاعتين في امبراطورية المقاهي!. شكل مقهى المعقدين حلقتنا في المساء مدة سنة! واهم رواده مؤيد الراوي ورياض قاسم، وعبدالرحمن طهمازي، وحسين عجة وقتيبة عبدالله.. كانت تسمية المعقدين العلامة الملائمة على الصراع الادبي المفتوح، وبناء الشخصية التي تقترح الحداثة لا كنتاج نصي، بل كمناخ، للحياة.
في مقهى التجار الذي كنا ندلف اليه بين الحين والاخر كمحطة مؤقتة قبل الدخول الى عوالم سوق السراي، تتم صفقات بيع الشعر. وقد شهدت واقعة، باع فيها (الحصيري) عشرة ابيات بدينار لمتشاعر ومن حينه عرفت، ان الرغبة في الشعر او التشاعر مرض متأصل في الانسان!. لكن! لم نأخذ المقهيين! في يوم من الايام على محمل الجد، وما السبب الا بكونهما يقعان خارج الخط، الذي تسلكه امبراطورية المقاهي الستة: البلدية فالزهاوي فحسن فالبرلمان فالبرازيلية فالبيضاء!. هل تكوّن عندنا ما اسميه بـ غريزة المقهى؟.
نعم! والدليل على ذلك وجودنا الادبي في حسن عجمي حتى الان، وسط قناني الغاز، التي تشير الى الانفجار، اكثر مما تشير الى الطبخ.
منقول للفائدة عن
صحيفة المدى

محمد العمر
16/01/2010, 22h35
البلدية
مقهى من ايام الزمن الجميل

صاحب الشاهر
ماذا يهمنا من بناية متداعية تلم اعطاف ماضيها في احدى زوايا ساحة الميدان.. وقد مسح الغبار ذيله على زجاج شبابيكها المتعبة.. ورسمت امانة العاصمة على بابها شارة (التفليش).. ما الذي يهمنا حين نرسل ابصارنا داخل فراغها الموحش وقد طردت رياح اليوم كل معالم امسها ولم تبق لنا غير نضارة الذكريات..

مقهى البلدية.. ليست بناية قديمة كالاخريات.. نفرح لتهديمها كي تنهض مكانها معالم جديدة.. لبغداد جديدة.. هذه المساحة التي تنفست هواءها طوال نصف قرن صور طيبة ولحظات رائعة مازالت تعيش في ذاكرة مثقفيها الذين ادركو ايامها الملونة ابان فترات الاختناق.. وضيق النفس.. اولئك الذين راحوا عرفوها كأول مسرح تحركت عليه اكثر من ظاهرة فنية واكثر من نشاط جميل.. عرفوها مع اول مطربات العراق.. منيرة الهوزوز ثم سميرة دجلة.. سليمة مراد.. جميلة دنكر وبدرية بنت السواس باسم (ملهى الف ليلة وليلة).. كما عرفوها مع فرق بغداد المسرحية وهي تقدم فنانيها عناية الله الخيالي.. عبدالله العزاوي.. هادي علي والصحافي محمود شوكت صاحب جريدة الثبات.. ثم شاهدها وهي تتآكل في حريق لفها في الثلاثينيات ليصار الى ترميمها من جديد باسم (ملهى الاوبرا العراقية) وتظل حتى منتصف الاربعينيات حيث تتغير خارطة ساحة الميدان تلغى ملاهيها.. وتبدأ قصة مقهى البلدية.. الوليد الجديد الذي تربع على هذا المكان منذ ذلك الوقت.. يتذكرون المقهى.. يتذكرون شبابهم هؤلاء المثقفون الذين يعيشون بيننا الان.. يتذكرون المقهى فيتذكرون شبابهم منهم من جاءها في اواخر الخمسينيات،، ومنهم من جاءها في الستينيات كملاذ متسع شهد فورة نشاطهم.. القراءة.. الكتابة.. الانطلاق بالتظاهرات الوطنية.. والخصومة احيانا الى حد استعمال الكراسي كسلاح ابيض.. لقد منت البلدية بدفئها على اكثر من اديب او فنان هرع اليها بعد ان قذفت به قسوة الجو السياسي الى الشارع.. وهنا تعاقبت مجاميع طيبة من جيل عبدالقادر رشيد الناصري.. عبدالخالق فريد.. محمود العبطة.. الى الجيل الذي جاء بعدهم.. وآخرون ممن احتفظوا في رؤوسهم بأكثر من طريفة واكثر من موضوع كانت فريسة (دسمة) للنقاش.. وهم يتأملون قاسم صاحب المقهى بسدارته التي اوحت للقاص عبدالرحمن الربيعي بموضوع قصصي جميل.. ويتأملون صانعه المزمن خضير.. وما بينهما من مسافة.. يموت الديك وعينه على.. السيد محمود العبطة تنطلق ذاكرته بأجزاء حية من هذا الشريط الملون والطويل.. حين يقول: قبل ايام جلست في مقهى البلدية مع احد اصدقائي.. وفي اثناء ذلك امتد بصري مسافة نصف كيلو متر حيث المكان القديم للمقهى.. ولمح صديقي ما يساور ذهني.. فقال المثل المشهور (يموت الديك وعينه على..) في سبيل اثارتي.
فقلت له كانت ايامنا في المقهى رائعة داخل جوها الهادئ الذي كان يثير حماسنا للمطالعة والابداع.. لم يكن هنالك راديو.. ولا تلفزيون.. لاباعة يانصيب ولا صباغو احذية.. اذ حررت فيها فصولا من كتبي عن السياب ومحمود السيد والفلكلور البغدادي.. كما حررت مسودات تلك الكتب قبل دفعها للمطبعة القريبة..
فكيف لاتبقى عيوني مشدودة لها..؟ من رقص الهوائم.. الى عمامة الطيار ويقول العبطة: بعيدا عن الضوضاء كنا نتحدث عما نشرنا او قرأنا ونحن نصغي الى اغنية الجندول او الى موسيقى رقص الهوائم حيث كان المقهى يملك ثروة هائلة من الاسطوانات ولها موظف خاص يذيع على الفنوغراف بعد تقديم اسم الاغنية والقطعة الموسيقية من على ورقة خاصة لذلك..
اذكر ان في الجانب الاخر من مجموعتنا انا والسياب وحازم سعيد ومحمد روزنامجي وحقي الشبلي وغيرهم.. كان يجلس المرحوم الحافظ مهدي مع بطانته واشهرهم احمد شعبان بجراويته البغدادية البديعة.. وعلى بعد منهم يجلس ارباب الموسيقى الشعبية وقد علقوا الابواق والطبول فوق رؤوسهم بشكل مضحك.. وبعد ان انتقل المقهى الى مكان (ملهى الاوبرا) لم تنقطع ارجلنا عنه حيث اجتاحه في هذه الفترة الشباب الجديد.. ولم يبق من علامات البلدية القديمة الا السيد عبدالستار الطيار بعمامته ونرجيلته المعهودة.. من هنا.. انطلقت التظاهرات احمد فياض المفرجي يتحدث عن مشاهد من ايامه مع المقهى.. تلك الايام المليئة بالطرافة والجد.. الخصومة والاصدقاء.. يقول:انني لا يمكن ان انسى ذلك اليوم الذي اصطخبت فيه المقهى وضجت بمثقفيها.. وشبابها الذين اندفعوا للالتحام بالتظاهرة الوطنية التي خرجت تأييدا لثورة مصر عام 1952.. كما كانت احتجاجا متحمسا ضد النظام الملكي المستبد.. كما لايمكن ان انسى الشرطة الملكية الذين عودونا على احتلال المقاعد الامامية من المقهى وهم يحدقون في اوجه حلقات الشباب المثقف تصيدا لاجتماعات القوى الوطنية في المقهى.. والتظاهرة كانت لهم رزقا رائعا وجدوه في قمع الشباب المتظاهرين.. احسن مكان للتأليف.. والصفعة الودية الاستاذ المفرجي له ذكريات طريفة في (البلدية) ذكر لنا بعضا منها حين قال: كنا نتمتع بجو رائع في المقهى..
وفي عام 1957 دفعت بكتابي (المرأة في الشعر العراقي) للطبع.. وبعد اتمام مسوداته اقترح عليّ صاحب المطبعة ان اضيف فصلا عن المرأة في شعر حسين مردان فأسرعت الى (البلدية) وهناك حررت الفصل كاملا في جلسة واحدة، والحقته بالكتاب في نفس اليوم.. وبعد صدور الكتاب اطرى معظم من قرأوه على هذا الفصل الذي حررته بفضل اجواء المقهى.. وفي عام 1965 اصدرت كتابي عن الحركة المسرحية وبعد صدوره باسبوع تخاصمت مع احد الادباء في المقهى.. فلم يجد هذا ما يصفعني به سوى نسخة من كتابي اشتراها لهذا الغرض من بائع مجاور.. وتقبلت انا هذه الصفعة بارتياح لانها ساعدت على تصريف نسخة من كتابي.. حلقات الادب.. ذكريات عزيزة خالد الحلي هو الاخر له ايامه الحبيبة التي يقول عنها: تتداعى في ذهني بعض الاشياء.. الجديد لا بد ان يحل محل القديم.. ولابد لهذه البناية العتيقة المعتقة ان تطمر!! لكن.. عندما عرفت انها توشك على الزوال النهائي كمقهى تذكرت بالحاح تلك الايام الحبيبة.. حيث فيها بدأت علاقتي ببغداد عام 1964.. وهنا تعرفت الى الكثير من الادباء والفنانين يوم كان جو البلد مختنقا تحت وطأة النظام العارفي وكنت جديدا على حياة بغداد.. اتذكر وجه الشاعر الراحل عبدالامير الموسوي وهو يتردد على المقهى خلال ايامه المرهقة.. ان حلقات الادب ذكرياتي العزيزة عن (البلدية).. هكذا يتحدث هؤلاء عن متنفسهم الذي تركوه ليشغلوا مواقع حيوية تسهم في بناء مستقبل ثقافتنا. بعد انفراج واقعنا ورحيل سحبه الداكنة.. ولكن المقهى يبقى في خواطرهم طيفا عزيزا من ذكريات حميمة.. يمكن ان يهدم مقهى البلدية.. لكن لايمكن ان تنسى جلساته التي تحتفظ بطراوتها وهي تنمو داخل جو من الدخان بدأ من العهد الملكي وانتهى بانتهاء النظام العارفي.. يمكن لامانة العاصمة ان تتصور مقهى البلدية وهي تتهدم.. لكن هؤلاء يظلون مثل غرسات تنفست هواءها قديما.. وهي الآن تهتز بجمال كلما حركتها رياح الذكريات..
مجلة الاذاعة والتلفزيون 1975
منقول للفائدة عن
صحيفة المدى

محمد العمر
16/01/2010, 22h59
مقهى حسن عجمي
كبرياؤه من كبرياء رواده وزمانه من زمانهم

بدر السالم
يرتبط مقهى حسن عجمي اسما ومكانا، بعلاقة تماس معروفة مع الادباء والمثقفين لا بوصفه تاريخا مجردا او مكانا وحسب، انما بوصفه علاقة متينة الخصوصية بما هو عليه من تبدلات وانتقالات خارجية وداخلية لانه مركز اثير يدور الكثيرون فيه وحوله من اجل اشياء منظورة وربما غير منظورة وليس اقلها الوقوف في اللقطة اليومية المتكررة كأدباء..

وهو هاجس لابد من الاقرار بسطوته وهو يشد ادباء الخطوات الاولى بخجل اول الامر ومن ثم بثقة تظل مرهونة بالزمن والتجربة والموهبة فقد تبارك هذا المقهى حصرا، دون غيره من مقاهي العاصمة تلك الخطوات القلقة ويمنحها (اجازة) العبور الى احلام اليقظة المعلنة وغير المعلنة.
هذه الروابط المعروفة، بين المقهى وادبائها صارت مع الزمن والاحداث المتتالية رابطة منسوجة بحضور مستمر، معلن بين الطرفين، وقد لاتنفصل ذات يوم الا بانفصال المكان عن مرتاديه لسبب ضاغط، وفي الارجح، ربما سيكون سببا تجاريا، وبالتالي علينا ان نتصور شكل الطلاق القسري بين المقهى والادباء والتشتت الناجم حالة واقعة ومن ثم البحث المجهد عن مكان بديل ولابد من ان يكون مقهى كأرض بكر تتقبل زراعة تاريخ آخر على انقاض تاريخ سابق، قد لايكتب له النجاح، وهذا مؤكد الى حد ما، بسبب الاغتراب، المزدوج الذي سيحل بالطرفين المقهى والادباء.. على ان هذا الافتراض سيظل متوقعا وقد لايحدث تماما لتبقى متوالية التعاقب الجيلي قائمة هي الاخرى وليبقى المكان- المقهى محورا حاسما بمركزيته في الشد والجذب والاقصاء فيما بعد.. شكل الصراع سوف يكون مستترا.. وقد كان ذلك بين المكان وشاغليه.. وهو صراع متبادل تحركه نزوات آنية فرضها ظرف طارئ، لكن سرعان ما تعود الاشياء الى سابق وضعها مصممة على أسس تبادل المنفعة، وفرة المكان / ووفرة المكين؟/ وتبادل الخطابات والشفرات حرصا على سلامة التواصل والحضور/ اعانة شاغلي المكان لديمومة اللحظات الغامضة/ وتعويق الزمن في ايقاف المكان – المقهى من قبل مستغلي المكان ورواده الذين انقذفوا من التاريخ القريب او الذين ولدوا تحت اضواء النيونات الملبدة بالغبار الى ما شاء الزمن ان تتلبد؟.
هكذا هي (القيمة) القديمة بين الاثنين في لعبة الشد النفسي والتاريخي، فبعد ان أغلق مقهى (البرازيلية) لسبب ما وترك مقهى (البرلمان) وظيفته ليتحول الى مطعم للكباب! اضطر (الجميع) الى الهجرة الى مقهى حسن عجمي وهي هجرة مؤقتة نفسيا الا انها باتت اقامة دائمة لا تعتورها الشكوك ولكن تفترعها الظروف القاسية منذ عشرين سنة على وجه التحديد.
أجيال أدبية الاتساع المقصود هو في القيمة الزمانية – المكانية للمقهى نتيجة ولادات اجيال جديدة وظهورها على مسرح المقهى بشكل يدعو الى الاعجاب والتأمل والاستفهام ايضا، مما يعزز المكان – المقهى لاحلام اليقظة المشروعة لدى الكثيرين الذين يتزودون هنا وعلى مر الايام، باحلام اكثر واقعية وصراحة، ولكن بعد زمن لايطول هذه المرة وما الانتكاسات او الانكسارات (كذا) التي تصيب بعضهم وبخاصة القادمين من المحافظات العراقية القريبة من حزام العاصمة او حتى البعيدة عنها، ماهي الا جزء صغير من الواقع او احلام الواقع سريعة الزوال امام صراحة المقهى وهي تتحول من مكان الى زمان بوصفها مركزا جاذبا واردا ايضا (المقهى عاصمة اذن)! على ان الكثيرين ايضا قادرون على التضحيات بشكل مستمر ويتآزرون بالحاح، لكسر شوكة المقهى، متناسين شؤونا مهمة في الحياة واقفين بعناد، منشغلين بحضورهم المزدوج او الحقيقي او الهامشي لغرض توسيع قاعدة المشاركة ولو كره الاخرون؟ وبذلك انشغلت تخوت جديدة باسماء جديدة في المقهى وقد تكرر هذا الامر دائما وسيتكرر ما دام هذا المركز له خاصية الجذب المستمر ومادام هناك آخرون يتعاقبون على وفق النظام الوراثي المعروف، ولكن على طريقة الوصول الى ماهو مشاع، فالمقهى هو (ام) الجميع من حيث هي (رحم) له امكانية ضم الجميع بلا استثناء، دون ان تصبح ابا يوزع اهتماماته بين الابناء العاقين والمشاكسين والعقلاء بصورة متساوية ودون تفضيل هذا الابن على ذاك، فهذا لن يحصل ابدا، لان المقهى غير قادر على تبني نظام الابوة الصارمة فذلك من شأنه ان يخلق فوضى ليس من اليسير كبحها، بل يحولها الى مقهى دون امتيازات اخذت تسعى اليها عبر التجربة الطويلة، وانشأت لها طقسا لا واعيا في الارجح في مكوناتها السرية – المادية.
اما الانغلاق المشار اليه عرضا فهو يقتضي النظر الى طبيعة الرواد المواظبين منهم او الطارئين الذين قد يكتسبون حضورا اكثر من الرواد (التاريخيين) المتوالدين عبر الظروف والحقب والاجيال فهنا ستكون الدورة معكوسة، اذا تحقق ذلك الاكتساب ولن يحقق المقهى في رواده المتعاقبين عبر المواهب واستنساخها اي اكتفاء ذاتي بل سوف يحتاج دائما الى عابري سبيل او ممتقعين وربما الى اصناف اخرى من البشر افرزهم الواقع الرازح تحت ثقل الحصار؟.
حضور عابر ان طرفي الاتساع والانغلاق مرهونان ليس بالزمن وحده وتغير الظروف فقد يكون هذا تحصيل حاصل لكنهما مرهونان بالالتصاق القصدي في جلدة المقهى او الانسلاخ عن رحمها والاكتفاء بالحضور العابر على طريقة تزجية الوقت او احصاء الهموم البيتية، وهذا ما تستوعبه المقاهي كلها، وهذا ايضا سوف يسلب مقهانا فضيلة الزمان والمكان وفضائل اخرى لان الهدف الكامن هو الا يتحول مقهى حسن عجمي الى مكان مجرد والا فالامكنة مرمية في كل مكان؟؟ وان لقاءات التحية يمكن ان تتم عبر الهاتف بشكل مستمر دون انقطاع والولادات الادبية ستبحث عن (رحم آخر) وتجمل له سماته واركانه وتخلق له مزايا نادرة وتزور له تاريخا فاضلا؟.
وجد المقهى (حسن عجمي) بوجود شارع الرشيد، فهل نستطيع ان نتصور العكس؟ لا اعتقد ذلك فالمقهى ليس له علامة فارقة في شارع الرشيد وليس له علامة فارقة في ذاكرة مسافر او عابر او طالب جامعي قاده الواجب الدراسي للبحث عن مصادره في شارع المتنبي.
وجد المقهى بوجود شارع الرشيد ولايجوز افتراض العكس.. ان ذاكرة (حسن عجمي) من ذاكرة (شارع الرشيد) وارجو الا يكون هذا فرضا متعسفا ان ميزة هذا المقهى هي في انفصالنا التدريجي عن شارع الرشيد الذي فقد جزءا كبيرا من ملامحه وذاكرته، وهو انفصال قررته ظروف متعاقبة، لتستقل باطارها وتجتذب اليها ذاكرة اجيال اضيفت مكتنزة بما هي حياتي وحيوي، تلك الاجيال التي قدمت مكتنفة بالمشاريع والهواجي واحلام اليقظة المستمرة، ولعلنا سنقرر ان الانفصال من ذاكرة شارع الرشيد ليس مقصودا بذاته، كما ليس مخططا له من قبيل اي طرف يعنيه هذا المكان اولا يعنيه.. على افتراض ان كل ذاكرة تؤسس علاقاتها الجدية بما هو مضاف اليه من معرفة مقرونة بالخبرة والتجربة بعيدا عن (استعمار) الماضي ومحدداته وذاكرته.
تطلق تسمية (مقهى الادباء جوازا على مقهى حسن عجمي) وهي تسمية محلية اتفق عليها دون اتفاق علني، ولكنه اتفاق قائم، ولم تطلق هذه التسمية بشروط يمكن قراءتها ولن تكون ثمة شروط لمستقبل هذا المقهى على اساس هذه التسمية او غيرها مما ينتجه ظرف قادم، ويتضح من التسمية في حقيقة الحال اطراد متحصل من الرواد كان وراء ذاك العنوان العريض، فتعاقب الظروف القاسية وتخاطف السنوات وولادات اجيال قذفها الواقع المحتدم الى واجهة الحياة بشكل قيصري في بعض الاحيان، تم التركيز على التسمية المذكورة لا من قبل (المسمى) هذه المرة انما من المقيمين على شؤون المقهى، حصرا فهل هذا وعي مكتسب؟ ان تتم المسميات عن معرفة ضرورية لما هو مسمى؟. لا اظن ذلك ولا استطيع قبول هذا الاحتمال بشكل نهائي لان معرفتي بـ(ادارة) هذا المقهى لايصل اليها الشك في ان الوعي المستنتج من هذه التسمية هو وعي (عفوي) وليس (اميا) كما يتبادر الى الاذهان اول الامر فهو وعي متحصل لنمط من الرواد صيروا للمقهى علامة مميزة وجعلوا له دالة خصوصية عليهم وعليها، فقد يكون هذا من قبيل الاحتراس الضمني في تبادل الادوار بين المقهى ورواده من الادباء، وهي ادوار ذات لعبة مفضوحة الاسرار يلجأ اليها الطرف الاول –المقهى عادة.. تبعا لحالتي الاتساع والانغلاق المشار اليهما في توطيد او تشتيت العلاقة ذات المنفعة المشتركة. التسمية المتفق عليها بلا شروط معلنة (مقهى الادباء) لم يخضع لاشاعة قديمة او حديثة، بل الى حقيقة يومية ملموسة ترسخت عبر معاناة اجيال وانصراف حقب، وترسخت في اوقات مضت ثم اضمحلت في اوقات اخرى، ثم عاودت الظهور حقيقة لا مفر من اقرارها واعتدادها/ من وجهة نظر المقهى/ مكسبا قادما من ظروف متفجرة حملت معها ظواهر بشرية وادبية تناوبت في الجلوس على تخوت المقهى وما تزال متشبثة بها عنوة.. ثم ان غياب وجوه متعددة لهذا السبب او ذاك وانحسارها وظهور بدائل شرعية وغير شرعية اخذت تتسيد المكان- المقهى بوصفها وريثة للوجوه الغائبة او امتدادا لواقع الحال الادبي في مشهده الواسع.. كان هذا اعطى (ادارة) المقهى وهي ادارة لم تتبدل خلال عقد من الزمان ونصف زخما معنويا ظاهريا وباطنيا في مغازلة تلك التسمية او اخراجها الى الوجود وعدها واجهة اجتماعية منيرة تبز بها مقاهي القمار والريسز والصفات التجارية التي تتم عبر دخان الناركيلات ذات الرائحة التي لم ولن تتغير الى وقت ليس قريبا؟ لماذا هذا التحول البطيء في النظر الى الرواد المزمنين والجدد ممن وضعوا ثقتهم في القدر على امل الايغال في احلام اليقظة؟. ما يفكر به المقهى لا استطيع الجزم بما (يفكر) به المقهى؟ ولكن لدي تخمينات اولية معززة بالشواهد الدالة على مثل هذا التحول، ولعلها شواهد مستقاة من صميم العلاقة اليومية النافذة، وهي شواهد قام بها بعض المسرحيين اول الامر ثم اتسع الامر الى آخرين من الشعراء وكتاب القصة/ فالفسحة العارية القريبة من نافذة الشارع كانت محرمة على الجميع قطعا/ وظل الشك يراود (ادارة) المقهى في ان اية حركة يقوم بها بعضهم سوف تكون مرصودة من عيون غريبة مبثوثة هنا وهناك وهذا شك له اساس تطبيقي في واقع العلاقة بين المكان ورواده لانه من ذاكرة قديمة دهمتها الفوضى ردحا طويلا من الزمن وربما ظرف الحرب اسبغ طاقة غريبة على وعي عفوي/ شبه امي/ كبرت امامه الفجيعة فتصور ان الاعلان عن مسرحية او امسية شعرية هو بالضرورة سوف يكون احالة لا واعية الى (ملصق) ناشز قد يسبب الخراب؟؟.. لكن التمرد ظل قائما، فظهرت/ عنوة، ملصقات اخرى صغيرة اخذت تتكاثر وتنمو بعناد معلنة عن امسية شعرية او ندوة قصصية او عرض مسرحي، يسار الجالس قريبا من نافذة الشارع.. وهي موجهات انية لمشروعات حقيقية او متخيلة او مجهضة او تحمل قدرا لا بأس به من الاماني واحلام اليقظة التي تتحفز، عبر الشاشة المجانية، آملة ان تكون حقيقة يجب الاعتراف بها لاحقا.
ان (استباحة) الشاشة الامامية قصد وزوال الخطر المحتمل جعل تحولا آخر/ وان كان بطيئا/ يتردد في (رأس) المقهى؟ وهو تحول مشهود في ستراتيجيتها؟ وأظن ان لهذا اسبابه التي لا اجيد الافصاح عنها كمحايد.. وكان ذلك التحول السلحفاتي هو عبارة عن اشارات مصالحة ضمنية لتبني التسمية، للاعلان الصريح عن انتماء خجول لهذا الواقع المتوثب دائما.. فاخذت التحولات البطيئة تظهر بوصول الرسائل الواردة الى الاخرين، من داخل العراق وخارجه، وهي تجد طريقها سالكا للمرسل اليهم، بل كان تارة المقهى اكثر حرصا على ايصالها بالسرعة الممكنة، تنفيذا لا واعيا لقرار التسمية غير المعلن صراحة باقامة جسر جديد عن العلاقة (المتكافئة) بين الاثنين ظاهره ايماءة للتميز والتفرد، وباطنه مرتهن لظروف قادمة. وما دامت التخمينات الممكنة لها طاقة لاستخلاص شيء من النتائج الدالة فمن الضروري ان نتذكر اللافتة السوداء التي وضعها المقهى بعد وفاة القاص موسى كريدي ينعى مقهى الادباء الاديب موسى كريدي، باشارة صريحة ومباشرة لهيمنة التسمية الجديدة والاعلان عن (هوية) اجتماعية 0 ادبية لاسيما ان اللافتة ظلت وقتا اكثر مما يجب ملصقة على حائط المقهى وفي مكان لا يجلس فيه الادباء عادة!!. وهذه هي اول مرة في تاريخ المقهى توضع فيه مثل هذه اللافتة باسم يحمل مقهى الادباء، منحيا اسمه القديم مؤقتا ومعلنا انتماءها الواضح الى فصائل الادباء في تحول استراتيجي سريع وحاسم وربما وجد بعض الادباء ان الاسم الجديد، على وفق اللافتة ليس مشروعا على هذا النحو المباغت برغم الممهدات الاولية التي حاول بعضهم تكريسها عبر شاشة الحائط المتسخ الى الابد برغم ان تلك التسمية ترضي غرور الكثيرين منا ساعدهم الحظ او الموهبة على الوصول الى تخوت (مقهى حسن عجمي) والجلوس الطويل بأمل قطع التذكرة الثانية في القطار الصاعد الى .. الاحلام!!. سيكون من الواضح انه يجب تخطي التسمية وعدها (حالة) ما، فأية حالة لاتوصف هي عرضة للقلق والارتكاز واي وصف كهذا هو حالة توجب الاخذ بها سلفا والارتكاز الى (مضمونه) فهذا المكان – المقهى بتحولاته الطريفة البطيئة ينبغي ان لايوصف بحالة لانه يوصف ويفلسف على اساس ارتباطاته بالتاريخ والزمان والحيوات المتناوبة عليه، كما يرجى الا يفهم ان لنا موقفا من التسمية، على بساطتها، التسميات زائفة ولكن موقفنا يتوزع في القراءة المكانية للمقهى وتكوناته وتبدلاته الظرفية وغير ذلك مما يتيح المجال للاخرين في قراءته مرات ومرات على وفق طبيعة كل قارئ وارتباطاته القسرية او العفوية بهذا المكان. موازنة ممكنة ان خلق موازنة بين طرفي العلاقة سيبدو امرا ممكنا على صعد شتى، فأي مكان اليف نواظب على ارتياده سوف يخلق فينا متنفسا ويطلق في دواخلنا امكانات مختلفة النيات على الفهم والافهام واستقطاب التجارب المحررة والمكبوتة وسوف نتمكن من تفسيرها والتعامل معها بحرية مثالية، لذلك فاقامة التوازن بيننا وبين المقهى- مكانا ثابتا- نحن الذين نتحرك- هو امر بديهي اذا ما توفرت خصال مشتركة في القدرة على الاستيعاب والتحليل والاستنتاج وان ترددنا الى هذا المكان هو غاية لتحقيق ما هو متخف في دواخلنا اولا او الاعلان عن اشياء بعينها، وهذا منطق متحرر قياسا الى الضغوط الهائلة التي نحملها وتحملنا، لاسيما ان عصر القراءات الصامتة- الودية التي تحمل قدرا من الالفة والطمأنينة قد ولى وحل محله عصر النظريات والشكاوى والبحث عن طرق سريعة للوصول الى اي شيء وكل شيء، ولكن ماذا يحصل لو ان المكان اخذ يتحرك ونحن نبقى في وضع الثبوت؟. ان سؤالا كهذا سيبدو مفترضا لكن هذه الفرضية قابلة للتحقيق، فعلا، لان الاسئلة عادة لاتولد من فراغ ولابد لها ان تكون محررة من عقد واشكالات وسوء فهم اكيد وربما سوء نية ايضا؟. وعلى هذا الاساس يكون السؤال مغايرا لواقع التطابق المطلوب بين المكان وشاغليه الدائميين وهو سر لايبحث عن جواب قاطع عن مكان ينبغي ان تكون له فرادة قصوى سواء في ثبوته واقعا وفي تحركه رمزا يحتمل شتى التوصيفات.. اما بقاؤنا في وضع الثبوت فهو احتمالية مرجحة لكننا لا نحل محل المكان – المقهى ولانكون بديلا لوعاء قابل ان يحتوي احلام اليقظة. ان الثبات حالة لاتتطابق مع مكنوناتنا الداخلية، ما كان منها معلنا وما كان سريا،، واعتقد انه ليس بوسع احد تقبل هذه الاحتمالية او مجرد التفكير بالوصول اليها، والا استحال الى كائن من اثاث؟. اي جزء من مكان، بل حالة طارئة غير اصيلة، على مكونات المكان ذات. ذاكرة المعاني يشكل المقهى من وعي (داخلي) وآخر (خارجي) يحددها (شكل) داخلي و(شكل) خارجي، وبنتيجة رياضية سيكون ثمة (شكل داخلي) و(شكل خارجي) وهذا الاخير ينسب الى تخطيط عمراني سابق يقع في التخطيط العمراني العام لشارع الرشيد ذاته، وليس لاحد فضل تأشيره فهو واقع محالة، فيما ينسب الاول الى الرواد المتعاقبين وهم يحملون (هوية) محددة ذات ملامح واحدة تقترب وتتباعد بحسب ظرفها، الشخصي وهي في الحالات كلها خارجة عن السياقات التقليدية لهويات الرواد التقليديين وبذلك تكون الشكل الداخلي وتمنح المكان (هيبة) جديدة وتوفره وتبعده عن سطحية الامكنة – المقاهي اي ان الحالة الثانية وعي – خارجي- شكل خارجي،، ستظل تابعة الى الحالة الاولى وعي – داخلي – شكل داخلي،، مستثمرة التغير والتبادل والولادات التي تقذفها اليقظة في التكونات الجيلية المستمرة والتي شغلت الفراغات وتركت وجوها بديلا لتكرار الوجوه الغائبة وارثة ملامحها الادبية وهويتها التي لاينقطع نسلها ذات يوم.. وكل ذلك لايجري مصادفة، كما انه لايجري بتخطيط قبلي.. انما عبر (لغة) موروثة فرضت على المقهى حقيقة مقررة،، هي في كل حالاتها قادرة على بث تقاليد مدنية مثقفة داخل هيمنة المقهى التي تحاول الموازنة بين شروطها الاستهلاكية وبين (انتمائها) الذي سيبقى معلقا الى اشعار آخر!. ان الادباء- الرواد، بوصفهم الحالة الاكثر تماسا مع (لغة المقهى) و(لغة) المجتمع سوف تكون لديهم الفرصة تلو الفرصة لان يقوموا (شكل) المقهى داخليا مبتعدين عما هو عارض وآني ومستهلك.. باحثين عن كنه (المعاني) المتوافرة بافراط وصولا الى تحقيق غرض متعدد الاضاءات سيدخل العملية الابداعية.. قصة وشعرا ورواية ومسرحا.. وهذا ليس شائكا اذا اخذ بنظر الاعتبار ان خطورة (المكان) هي في تحوله التدريجي الى (زمان) اي (لامكان).. ان هذا الانقلاب المتوقع سيحول طبيعة المقهى من حالة متحركة الى حالة من الفراغ والثرثرة واليأس.. فيتحول (الشكل الداخلي) الى حلبة من الصراعات النفسية والاشاعات وتثبيط الهمم.. اي يتحول المقهى الى (لامقهى).. ان الفرصة متوافرة حتما الى اقامة محددات جمالية صارمة في اعادة تنظيم الشكلين/ الداخلي والخارجي/ الى (معنى) اكثر شمولية وفائدة وتأثيرا على اساس ان المكان جزء لا ينفصم من الواقع المتحرك.. بل هو جزء واسع من ذاكرة (المعاني) التي قد لاتتكرر في شرائح المجتمع الكثيرة/ التي تتردد على المقاهي هاربة من اسى او ضجر او حالة او لحظة او يأس او أمل او وهم او حلم او تأمل.. اخيرا: ان كبرياء المقهى من كبرياء رواده.. اما زمانه فهو من زمانهم..
منقول للفائدة عن
صحيفة المدى

محمد العمر
16/01/2010, 23h14
مقهى البيروتي
والملا عبود الكرخي


عبد الكريم الوائلي

يقعُ مقهى البيروتي.. على الضفة اليمنى من نهر دجلة في جانب الكرخ، جنوبي جسر الشهداء، وقد نسب هذا المقهى الى صاحبه الحاج محمد البيروتي. الذي نزح من بيروت ابان العهد العثماني واتخذ الحاج جانب الكرخ مستقرا ومقاما له منذ سنة 1897م وظل يدير هذا المقهى والذي صار منتدى لوجوه بغداد وعلمائها وشعرائها من كل حدب وصوب وقد توفي الحاج محمد البيروتي سنة 1916.

مخلفا ابنه ابراهيم وعبد الفتاح وقد احترفا حرفة ابيهم.
وكان يزور هذا المقهى الشاعر الفقيه محمد سعيد الحبوبي، كان مقهى البيروتي من اكبر مقاهي بغداد.
حيث يرتاد هذا المقهى كبار التجار ورؤساء العشائر والاعيان ورجال الدين.
وكان الشاعر المعروف الملا عبود الكرخي من الرواد الدائميين لهذا المقهى.
وخلال الاجتماعات التي شهدها المقهى.
حيث كانت تبحث القضايا العامة، وكم من وقفة سياسية قد اتخذت ضد سلطات ذلك العهد صدرت من روادها التي لم يكن زوارها من الكرخيين وحدهم ، بل ان الكثير من اعلام الرصافة كانوا يترددون عليها يوميا.
فضلا عن زوار بغداد من المحافظات التي كانت تنطلق وسائل النقل اليها من جانب الكرخ.
حيث وصف المرحوم جعفر الخليلي وصفا طريفا في كتابه “هكذا عرفتهم” قائلاً “اكبر مقاهي بغداد على الاطلاق، وكان يقوم على الجسر من جانب الكرخ ويمتد بموازاة نهر دجلة، وخلفه يمتد سوق هو الطريق الوحيد الذي يسلك منه السالك الى القصور القائمة على نهر دجلة حتى السفارة البريطانية، ولم يبق اليوم اثر لمقهى البيروتي ولا للسوق وانما تقوم عليها بنايات وساحة لوقوف السيارات.
وكان مقهى البيروتي يعتبر بمثابة نادِ عام,وملتقى لجميع التجار ومضرب موعد لجميع الذين يقدمون من خارج بغداد ومن جنوب العراق خاصة وكانوا يحملون معهم الكثير من الرسائل ويسلمونها الى ابراهيم البيروتي وهو بدوره يوزعها بين اصحابها من رواد المقهى.
اما ما يتبقى من الرسائل فيصفها فوق “رف خاص بالرسائل” اوفوق صندوق الرسائل ليتسلمها صاحبها حين يمر بمدخل المقهى. كان التختان المتقابلان في مدخل المقهى مخصصين للشعراء والادباء امثال الملا عبود الكرخي والحاج مجيد مكية، ومحمد سعيد التكريتي وكاظم الفهداوي وشكر الملا حسين وتوفيق الخانجي عم الاستاذ يوسف العاني ومحمود الحاج جواد الشكرجي وفائق التكريتي وداود الوتار. ولم تكن في عهد محمد البيروتي العاب الورق والدومينو والنرد والزار الصينية داخل المقهى وقد دخلت بعد وفاته . وتولى ابراهيم ادارته فانقلب جو المقهى من الهدوء والراحة الى صخب وضجيج مما اضطر عدد من روادها الى تركها والجلوس في مقهى اخر، وكان اول التاركين الى هذه المقهى هو المرحوم فائق التكريتي حيث جاء في قصيدة الشاعر الملا عبود الكرخي المنظومة عام 1924م: ترك “كهوة البيروتي” الشهم “فايق التكريتي” تركها، حق معاه قمار بيها لعب ليل نهار كال “الصاي” كال “الزار” كال انطيني “صينيتي” معاك الحق اخي “فايق” على اقرانكم “فايق” انا مثلك اخي ذايق مرار، وانهزم نيتي تسمع فقط حس صايات تترادم على الميزات وهرجه وضجه وللفوات الاحسن اكعد بيتي.
ولابد لنا ونحن نؤرخ لهذا المقهى الشهيرة ان نقول انها كانت في الفترة التي سبقت انتشار الصحف سوقا ادبية ينتابها كل من لديه الرغبة في القاء كلمة او قصيدة في المناسبات الدينية والوطنية وغيرها. وفي تلك الايام ذر قرن المهاجاة العنيفة بين الشاعر الكرخي واعوانه وشاعر من جانب الكرخ وشلته.
وكان لكل منهما رواية يتولى قراءة ما يستجد من شعره ضد الشاعر الخصم فكان فاضل الحاج عباس وهو شاعر شاب من “فحامة الكرخ” رواية الكرخي وهو البادئ بالتحرش بقصيدة من وزن “البند” اولها “الا يالعنة الله على الكرخي عبود” فاجابه الشاعر الكرخي بعشر قصائد اخزته الى يوم الدين حيث يقول فيها: راوية عنده ها لمخنث “اسد” اصفهاني عجمي طرطرلي هدد كل نهاره يكوم يكعد بالبلد صاحبه ينطيه شتمي بتسكره.
ومما يجدر ذكره انه ممن هجاه الكرخي مع اسد العجمي في قصيدة تعد من روائع منظوماته الهجائية حيث يقول: لاكتب اعلانات وانشر بالبلد عن عمل “سلمان” واللوتي “اسد” (اسد) لوتي من حثالة اصفهان وصاحبه “سلمان ابن البهلوان” كلا وجيه وحرامية من زمان مثلهم بالبشر ما يوجد ابد!؟
الحديث يطول ويطول على هذا المقهى ولكننا بما اسلفناه من لمحات وذكريات تراثية بغدادية .
منقول للفائدة عن
صحيفة المدى

محمد العمر
17/01/2010, 22h53
مقهى الرشيد (البرلمان ) كما عرفته

ابراهيم الوائلي
مقهى الرشيد في بغداد والكاظمية مقاه كثيرة لم يبق منها الان الا القليل وكان بعض تلك المقاهي مثابة للشعراء والادباء والصحافيين، اذكر منها المقهى الصيفي الذي يقع عند الجسر القديم من جهة الكاظمية وكان من ابرز رواده الشاعر الكبير معروف الرصافي حين كان يجمع اوراق شيخوخته ليعلن الرحيل، فقد كنا نشاهده في سنة 1944م عند الغروب وهو يعبر الجسر مشيا من الاعظمية حتى يصل فيستقر على تخت وحده وقد ارتدى العباءة الصيفية واعتمر الكوفية البيضاء والعقال،


وقد نجلس اليه بعد الاستئذان- ونسأله عن شؤون الادب والشعر فيجيب بايجاز ولقد كان في جلسته وحديثه وضخامة تاريخه الادبي يفرض علينا ان نهابه ونحترمه.
ومن رواد ذلك المقهى الكاتب الصحافي الراحل يوسف رجيب، واخرون ومازلت اذكر لحظة اهتزاز الشجر من حولنا والكراسي تحتنا بسبب هزة حدثت للارض في صيف سنة 1946 م وكنا جالسين في ذلك المقهى نستمتع بشاطئ دجلة.
وفي الكرخ مقهى البيروتي وهو يطل على دجلة عند الجسر وقد انتهى وهدم ودخل في الساحة الكبيرة وكان من رواده بعض الادباء والمحامين اذكر منهم الشاعر محمد الهاشمي والشاعر الصديق عبدالحسين الملا احمد والمحامي الكاتب توفيق الفكيكي وكلهم ودعوا الحياة ومقهى الحاج خليل القيسي وهو يطل على شارع الرشيد قبالة شارع المتنبي وكان من رواد هذا المقهى الشاعر الراحل جميل احمد الكاظمي والشاعر كمال نصرة وغيرهما من الادباء وكان صاحبه الحاج خليل يرحب بالقادمين ويعنى بهم. ونترك مقهى الزهاوي ومقهى حسن عجمي ومقهى البلدية ومقهى الدفاع وغيرها في الرصافة، ومقاهي الكرخ والصالحية فالحديث عن هذه يطول ولكننا نقتصر الحديث على مقهى (البرلمان) او (مقهى الرشيد) كما سمي بعد ذلك، وهذا المقهى يقع في شارع الرشيد قبالة جامع الحيدرخانة وقد عمر اكثر من اربعة عقود فقد افتتح في اوائل الحرب العالمية الثانية واغلق قبل سنوات وقد انشأه الحاج حسين فخر الدين وهيأ له من اسباب الراحة والتسلية ما ينبغي ان يكون وفرش تخوته بالسجاد ليدرأ به برد الشتاء وجمع فيه النرد والشطرنج والدومنة الى جانب الشاي والقهوة والبوارد، واذكر اني دخلت هذا المقهى اول مرة في خريف سنة 1940م وكنت ازور بغداد ثالث زيارة فرأيته على سعته مزدحما بالرواد وبخاصة يوم الجمعة، وقد اعتاد القادمون من النجف ومدن الفرات الاوسط ان يلتقوا فيه ولاسيما الشيوخ والنواب والتجار والادباء وكان صاحبه الحاج حسين فخر الدين، وهو من اسرة نجفية معروفة- على صلة بهؤلاء القادمين فقد كان ينظر اليه بوصفه من الوجهاء لا بوصفه صاحب مقهى.
وكنت ارى في هذا المقهى وجوها كثيرة من انحاء العراق فهذا احد ابناء الشيخ شعلان ابو الجون وذاك السيد كامل ابو طبيخ بوجهه الصبوح وثيابه الجميلة، وبالقرب منا صديقنا الراحل عزيز الظالمي بعباءته وكوفيته البيضاء، وذاك صديقنا الراحل جعفر الاعسم جاء لبعض اشغاله وقد يبتسم حين نستعيد الى الذاكرة نبأ اعتقالنا في النجف وقد وجهت الينا تهمة تحريض العشائر على الثورة وفي مقدمتنا الشاعر محمد صالح بحر العلوم، وهذا الصحافي الاديب جعفر الخليلي- يعتمر السدارة- وقد جاء من النجف يبحث عن ورق لجريدة (الهاتف).. وذاك (نائب) جاء ليعلن عن فوزه في كرسي النيابة، وصوت النرد والدومنة يملأ الاذن قبل صوت المتحدث القريب الا حين تذاع اخبار الحرب وقد تلوح البهجة على الوجوه حين يذاع نبأ عن انتصار دول المحور فقد كان العراقيون يكرهون الانكليز ويتمنون هزيمتهم في الحرب ماعدا الظالعين معهم.. والصديق الراحل الشيخ عبدالباقي العاني امام جامع العاقولية بعمته وجبته جاء يريد قصيدة لمجلة (الناشئة الاسلامية) ولابأس من التسلية بلعبة النرد فقد كان يتجدر فيها.. وكذلك الكاتب الاديب سليم طه التكريتي وهو يبتسم بعد ان تكون مواد جريدة (الرأي العام) قد صارت الى المطبعة والشاعر محمد صالح بحر العلوم يجلس الى نفر من الشباب وعيناه تتحديان القادمين والذاهبين وكان يكره الانكليز والالمان على السواء وربما كان له عذر في ذلك فالانكليز يحتلون العراق والالمان اعلنوا الحرب على الاتحاد السوفيتي.
وقد يكون من الرواد صديقنا المؤرخ الراحل السيد محمد علي كمال الدين وقد اعتمر الصدارة التي كانت شائعة انذاك ويده تداعب خرز السبحة، وقد نرى الشاعر الراحل عبدالرزاق محيي الدين يجلس بالقرب من صاحب المقهى ومعه الاديب الراحل عبدالكريم الدجيلي. وفي مكان قريب يجلس الكاتب يوسف رجيب ودخان (النرجيلة) يملأ رئتيه ولعبة النرد تستبد بوقته. ويتكئ الى النافذة الاديب عبدالحميد الدجيلي ولعله يفكر في اللغة والنحو، وكانت على الجدار صورتان وفي اول مايس من سنة 1941 تغيرت احداهما وانتهى شهر مايس فعادت القديمة الى مكانها وطويت الصورة الطارئة، وقلت للحاج حسين: احتفظ بالاطار فقد تتغير الصورة مرة اخرى، فقال: وما يدريك فقد تتغير الصورتان معا.
نحن في اوائل العقد السادس من هذا القرن والمقهى مازال مزدحما بالمرتادين والحاج حسين يجلس الى صندوقه عند الباب والكهل الطيب (وهل) يفترش الرصيف قرب باب المقهى وقد نشر الصحف والمجلات وهو في كل صباح ومساء يطوف داخل المقهى ويوزع الصحف على الراغبين في قراءتها ويأخذ من كل واحد اجرا لايتجاوز عشرة فلوس. انتقل بعضهم الى مقاه اخر، وبقي رواد الشطرنج والنرد والنرجيلة واصدقاء مازالوا يبتردون صيفا او يستدفئون شتاء في اوقات الراحة ومنهم خاشع الراوي وفؤاد عباس والمحامي محمد نجيب الجبوري وعبدالقادر رشيد الناصري وهؤلاء الادباء الشعراء ودعوا الدنيا الى ظلام القبور. ولكنني مازلت ارى الشاعر شفيق القيماقجي يأخذ مكانه الى جانب خضر العباسي، وقد يرتاد المقهى الصحافي المتنوع عبدالقادر البراك فينتحي جانبا مع عشيقته (النرجيلة) وهو يحيي عارفيه بابتسام وتواضع. والشاعر بلند الحيدري يسلم ويجلس وهو يمزج الضحكة الخفيفة بالانفعال والتذمر من فراغ الجيب ولكنه لاينسى الحديث في الشعر واللغة ولعله كان يوافقني في الرأي ان الشاعر بلا لغة كالجندي بلا سلاح وكثيرا ما يدخل الشاب النحيل بدر شاكر السياب وهو يتهادى في مشيته ويتأبط كتابا فيجلس ويشارك في الحديث. وفي مقعد قريب يجلس الشاعر حسين مردان والسيجارة لاتفارق شفتيه واحاديثه في الشعر والنقد. والشيخ علي البازي شاعر المؤرخين جاء من الكوفة ليجدد العهد ببغداد وقد جلس و(النارجيلة) الى جواره. والشاب المسكين الذي وعده المرشح ان يجد له عملا بعد الفوز بكرسي النيابة ولكن ذلك المرشح لم يوف بوعده، قلت للشاب: لابأس فهذه رسالة الى صديق وجاء الشاب بعد اكثر من ساعة وهو مستبشر فقد وجد له الصديق عملا مناسبا.
نحن في سنة 1959م وهذا بدر شاكر السياب يخرج من المقهى وكنت قادما اليه فيسلم وقد امتص المرض دمه وزاده شحوبا على شحوب، قلت: الى اين بدر؟ فقال: لست ادري، ولعله كان يعاني ازمة تصطرع في اعماقه فلا يدري الى اية جهة يصير، وسألته ما رأيك في اتحاد الادباء الجديد؟ فقال: لا ادري فقلت له: اتشارك فيه؟ فقال: ها.. لا ادري.. كان السياب يحب ان اتحدث اليه ويتحدث الي وفي تلك الاثناء طلبت منه ان يرافقني الى زيارة الصديق الاستاذ ذنون ايوب فاجاب طلبي بلا تردد وكنت اسعى الى ان يكون لبدر شأن في اتحاد الادباء وذهبنا الى مكتب الاستاذ ذنون في (السراي) وكان اذ ذاك مديرا للرعاية وقبل ان يستقر بنا المكان قلت: يا ابا ثائر ها هو ذا بدر بجسمه النحيل وشاعريته الضخمة ورحب بنا الاستاذ ذنون وتمنى ان يحتل بدر مكانه في الاتحاد.
ولكن السياب كان ساكتا لايدري مايقول سوى ابتسامة تعبر عن حيرة وشرود فكر، وافترقنا على غير ما اتفاق، ثم غاب بدر وهو يصارع ازمته ومرضه واغتاله الموت بعيدا عن محبيه.
وفي السنين القريبة جاء شاب من النجف كان من المأمول ان يكون له شأن في دنيا الشعر وكنت استمع اليه وهو ينشدني قصائده الرقيقة ويسمع مني الاطراء والثناء ولكنه اخذ يرتاد مقهى الرشيد وقد لعبت به الشمول، ولم ينفع معه النصح فمات وهو شاب، انه عبدالامير الحصيري، وثقلت رجلاي عن ارتياد مقهى الرشيد فصرت لا ازوره الا لماما بل لقد اثرت البعد عنه فكنت امر ولا اتلفت واذا تلفت فالمقاعد خالية من الاصدقاء الا القليل فقد انطفأت شموع وغابت كواكب واستبد التراب بالكثيرين.
وفي يوم من نهاية المطاف مررت مجتازا بباب المقهى فاذا شخص يسرع الى الخارج ويدعوني الى الجلوس انه الصديق الراحل المحامي محمود العبطة فلم يكن بد من الاستجابة لدعوته ولقد كانت الزيارة هي زيارة الوداع للصديق العبطة وللمقهى الذي كان يصارع القدر في ساعة احتضاره.
جريدة الجمهورية حزيران 1982
منقول للفائدة عن
صحيفة المدى

محمد العمر
17/01/2010, 23h22
مقهى المعقدين
وليالي الأُنس

فيصل ابراهيم المقدادي
ان الاحتفاء بموضوع (مقهى المعقدين) و(ليالي الأُنس) تعتريه احيانا احاديث مجتزأة تتقارب وتتفاعل وتتمدد وتتقلص حسب المعلومة وتفسير صاحبها وفهمه لمنطق معاني الاشياء في اشاراتها وتميزها في التضمينات الابداعية وما بدا انذاك اشد جرأة واكثـرها مغامرة في البوح، لذا اصبح من الاهمية بمكان الحديث عن بعض المكنونات في افئدة (المعقدين) بشكل رؤى ومعاناة لادباء ما كانوا يطمحون الى النشر او الادلاء بابداعاتهم من على المنابر الرسمية.

لذا بقيت نتاجاتهم تدور وسط مرتادي ورواد واصدقاء مقهى: (المعقدين) وكازينو: (ليالي الأُنس) واكثـرها ضاع وسط مشادات وسجالات حادة تركت بعضها ممزقة على الطاولات او تلفت بعد رمي الحقائب اليدوية بدجلة... وما تبقى منها وبمحض المصادفات انما لاهتمام: (سلمان الاسود) بتلحين وغناء بعضها.. للمعقدين حينذاك.. واذا ما تركنا جانبا المعقد الاول: (الشاعر عبدالامير الحصيري) لدراسة اعمق من قبل اقرب اصدقائه.. سيكون حديثنا عن الشاعر: (وليد جمعة المشهداني) وهو الابرز في الاثارة بطريقة تعامله مع اللغة الشعرية وصورها بابلغ الدلالات متموجة بحيوية نهر قصيدة.. وحتى حين تتشتت فهي تشد الى تشكيل فعال محسوس ومثير في آن واحد وقد يكون لبعض قصائده وقع اخر.. يدعونا لفهم ظاهرة: (التعقيد والمعقدين) انذاك بما تكتنزه من انفعال يعالج صور افكاره المختلفة المستوحاة من تعقيد الحياة نفسها.. ومن حضور (للغة التفجير) التي ميزت الموجة الادونيسية.. (خذ هذا الكف واستمطر شجر الدنا وتحزب للطلقة حين يكون القذف وجها محجوب الرؤى فيا وطنا في القلب اعطيتك روحي فاعطني الدرب لكي تهدأ جروحي للحب وللغبطة شجر وسكوت فارسم في الطلقة وطنا سيموت) وبعض صور القصائد تنقلنا الى اجواء المواقف السياسية والفلسفية.. لتخلق متعة الموقف والدهشة والحضور الفكري بتعابير مكثفة مختصرة وقوية ففي قصيدة: (جلد السلحفاة) يكون الايقاع بحضور الرؤية الخاصة نثرياً في شكلها تحمل دفقات شحن شعرية دون التقيد بوزن او قافية فهي شعر حر قد تختلف في طول اسطر صورها بما يتوافق والمضمون او الصورة: (يحمل الحب مراسيم غوايا والتماسات قبول عندما يصبح وضعا قائما.. تعتاده انت يا ضدا على كل اللوائح * انه يسقط في القلب حكاية عن نهارات يصب التوق فيها لوعة التوق الرضية وجسور اللغط الموتور تمتد الى المعشوق ليلا وتمد الشارع المكتظ بالاشياء حيث الذاكرة ثم لا تقدر ان تدعس غير الكبرياء العابرة * انت ما زلت غرير الخطو يا قلبي في هذي الدروب فابتعد ليس لك الحب.. وجرب لعبة اخرى صغيرة واندلق من دورق الصد وغامر ثم عد ومتى ما شئت التمّ على نفسي وامسي صدفة واداري عتعتات الشجن الناغر بالسخرية الحمقاء مرة وباسفار الصماخ الفذ في الحجرة مرات اخر عابرا درب الزمان الكهل منفيا الى بقعة شمس مظلمة حيث لا يقدر هذا الوجد ان يسرق مني سلحفاتي الهرمة) ان التعبير الحر هو النموذج الحي لما كان يعانيه جيل كامل ويبدعه (المعقدون) في مقاهيهم البغدادية باشكال نفسية لا واعية متمردة بالرغم من قساوة الغربة الممتلئة بالوجد الحار والشاعر لا يكتفي بممارسة لعبة الصياغة البنيوية بل بمضمونها التحريضي معبرا بذلك على وطأة الحياة وثقل ما كان سائدا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.. كما ان محاولة تأسيس ما يميز وحدات وعناصر القصيدة الشبيهة بالبيان الثوري للتمرد على ما كان سائدا: (اخذ جرح الوطن مرة وتعال هنا وارسم جنح عصفورة علينا وكول الدنيا مشمورة جناح هنا وريش هنا وخريطة مسودنة بحبنا اللي ما شفناه ولك كون الوطن ورده لشتلها على جتافي اخذ مني جفافي وروح.. لا اني ولا انت اخذني وروح بالسكته بلكي تسكت السكتة ونصرخ.. والوطن رده..!) وحين يحاول: (وليد جمعة) ان يغمس صورته الشعرية بعامية (الشوغات) و(العشك).. (بتشمير الجراح).. و(ضياع السلاح) انما يجاهر بوعي حلمه خاصة (قبل وبعد) نكسة حزيران عام 1966-1967م ثم وصول حزب البعث ثانية لسلطة العراق عام 1968م وما اثخنه من جراح الادباء والفنانين انما يشكلها بمهارة مؤسسا عوالم قصيدته الشعبية بديناميكية فعالة لتكون في النهاية: (خيمه بليل متغرب..): (حبيبي شال لي جنحاته وشمرلي بليل شوغاته وكال العشك شال وشاب وطلعت اله شيباته وبعد كل الحجي الساكت لكيته مشمر اجراحه فاتل وضايع اسلاحه ولجن الكلب يحبيب طفل اشكر على اجتافي وتعال وصير يحبيب خيمة بليل متغرب واكعد واجرع الدمعة على جرح الوطن متكلي منو مثلك طك ونسى شوغاته) ان اكثر الابداعات الادبية للمعقدين في مقهاهم انما كانت تهدف بالدرجة الرئيسة الى محاولة الحوار الحر والمستفيض حول علاقة الادب (الشعر بالذات) مع الفسلفة واللاوعي في اسسه الايديولوجية والفنية يذكر ان تلك الابداعات قد جسدت وبشكل طبيعي مختلف المسارات متمثلة باشخاصها: عبدالقادر الجنابي باتجاه: (السريالية) وعبدالامير الحصيري.. (اللازوردية) في ذاكرة عزيز السيد جاسم وفاضل العزاوي ووليد جمعة وعبدالرحمن طهمازي وخالد الشطري ومنقذ شريدة وشريف الربيعي ونبيل ياسين وعلي الجبوري وفيصل لعيبي وجليل حيدر وحسين الحسيني ومظهر المفرجي واخرين..! لابداع المنافي ذلك المصير المحتوم الذي ادركه الشاعر وافصح عنه: (محمد سعيد الصحاف)* كقرار: (عقائدي من القيادة.. الخ)! لذا كانت المواجهة صريحة: (في الطرقات الخلفية تتجول افعى ولاني لن اشرب سما ما او قل: ان اللحظة مثل الصابئة الموتورة لا لن اتطامن بالكرسي او اصمت.. كي يتجاوزني المتحذلق فحين يصير الحب فراشة ساكون الضوء وحين يكون الحب الضوء فلن اكون حتى النفس الممقوت فراشة) ومنتدى (المعقدين) او (ليالي الانس) لم يشترطا بعد ذلك على (معقديهم) مذهبا معينا او اتجاها بالذات لذا اختلفوا: (... تشاتموا وتباصقوا.. الخ) وتدخلت الشرطة مرة.. لكنهم سرعان ما عادوا للمعقدين كاسرى مصير.. مطربين على حكايات: (عباس البدري وحسين الحسيني وعادل كامل) متلذذين بروايات: (القلعة الخامسة ومخلوقات فاضل العزاوي) و(شقة في ابي نواس لبرهان الخطيب) و(لعبة) يوسف الصائغ ففي الوقت الذي كان: كان نبيل ياسين يقرأ من ديوانه البكر: (البكاء على مسلة الاحزان) وليس بعيدا عنه كان طهمازي عبدالرحمن (يجلد الوشم) لعبدالرحمن مجيد الربيعي في صحيفة التآخي وعلي الجبوري في زاويته المهيبة يتمتم لمقربيه ترجمة (لغوته): (انا امضي عكس اتجاه الريح والعواصف والمطر متلذذا عظيم الالم دائما دائما دائما..!) ثم يلحق بها قراءة لـ: (كفافي): (اذا كنت قد خربت نفسك في هذا الجزء القصي من العالم فستبقى خرابا اينما حللت..) ودون استئذان يرتفع تدريجيا صوت: (سلمان الاسود) مغنيا لحنا له لقصيدة غنائية كتبها: (محمد الخفاجي) للاذاعة لقد فاجأ (الاسود) الشاعر الخفاجي بلحن اخر اعترف المؤلف بافضليته وتنوع ايقاعه الغجري لذا حين انساب اللحن بـ: (نونة تدكَـ بنونة ومكحلات عيونة آه حلوة حلوة عيونة ومكحلات عيونة واكفة بمشراق السلف تنثر شعرهه مكتوم حضانة يدك جوبي لخصرهه العين سودة يابابة والكحل موده ويا شلايل الكهرب يتعبه ظفرهه.. الخ) تجاوبت معه ايقاعات الاكف وترديد اللازمة، ولا غرابة بعد ذلك ان تزداد الطلبات كي تطول قصيدة لرامبو فيغنيها: (الاسود) بمزاج تحويل الامسية الشعرية الى غنائية: (شبابي الخامل كم انت مستعبد برقة الحس ضيعت ايامي عهد الصبا بادا يا ليته عادا ليحرق القلبا قد قلت: يا نفسي ازهدي لا تتركي احدا يراك لا تحزني لا تحلمي بصبابة علياهناك...الخ!) ووسط هذه الحيوية من القراءات المتنوعة يجري ايضا الثناء على بائع بسطة الكتب الجديدة... (بناي) قرب (مكتبة المثنى).. ويجري التطرق لجايجي المعقدين (ابراهيم.. ابو خليل الورد) وخياط المجموعة (توفيق) وراعي خوار: (الواقع والبديل في المسرح العراقي) احمد فياض المفرجي تمكنت ظروف تبلور الحداثة الادبية الجديدة بمفهومها العصري في وحداتها والنوع والعموم والمنطق والمعقول مما كان غير معروف في الادب الرسمي السائد صفة في مفهومها العراقي بان تكون اناشيد ثورية لبعض اولئك الشباب الاشداء الذين اندفعوا لاكثر بقاع الصراع الملتهبة: (لبنان وكردستان العراق) لاستلهام دروس الكفاح المسلح ومن ثم استشهادهم في خضم المعارك هناك امثال: (رياض البكري ومعين النهر وعبدالجبار عبد الله وابراهيم زاير وزهير علاوي ومحسن طليعة وشعبان كريم) مستفيدين مما اشاعته الموجه: (الجيفارية والكاستروية والدوبروية والقيادة المركزية بقيادة صالح العسكري واحمد الحلاق ونوري العاني وخالد احمد زكي واخرين) من فكر ثوري متمرد وصار البعض الاخر في الضد منهم حين تمكنت الخيبة منهم فانكفأوا اما على دوائر المخابرات والامن او على انفسهم متمتمين تعويذة (رامبو) من على ظهر (مركبه السكران) كملاذ تعقيدي لهم.. وقليل جدا استوعبتهم (الحاوية) الرسمية فاستقاموا في مستنقعات الاذاعة والصحف والمراكز الثقافية بالخارج او مخبرين.. انبثوا في مختلف المجالات وعديدون هاجروا: (فوزي كريم الشاعر والشاعر) واكثرهم درامية اولئك الذين ماتوا كمدا في فنادق الدرجة العاشرة.. او فقدوا نهائيا فهل يعرف احد الى اين انتهى المطاف بالشاعر: (ابو سرحان)؟؟ وماذا كتب قبل ان يودع اسرار هذا العالم (البديع)؟! ففي الوقت الذي بقي اخرون مرددين: (كلشي صح) التهكمية وبقي صدى صوت (سلمان الاسود) مرددا كلمات (وليد جمعة) بين رواد (المعقدين وليالي الانس): (كلشي صح.. كلشي زين منهو اليكَول اكو بطالة بهذا الوطن الا بنذالة لو تحكمون بعدالة ما بقى اي شيء شين كلشي.. كلشي.. كلشي.. زين..!) واذا ما صادف ان مر بعض (المريشون): (عبدالرحمن الربيعي وسامي مهدي وطه البصري..) يصبح الصمت لزاما وان كانت من باب المصادفات و... الاستعراضات.. وفي المساء اعتاد رواد (المعقدين) ان ينتقلوا لمقهى (ليالي الانس).. او لمقاهي ابي نواس (قرب الجسر) مباشرة حيث يلقون حفاوة خالهم: (موسى العظيم) بترحاب: (هله.. هله عيني.. هله بولد اختي.. هله.. ربع العرق اليوم بـ 120 فلسا.. يا بلاش عرق ام كاترينا.. خلاصة تمر زهدي.. صناعة بيت مسيحي..!).. وبعد الساعة الحادية عشرة.. بعد ان تخف وطأة هستيريا الشعر والاغاني والمعارك الكلامية.. يصبح لزاما على ولد الاخت اكمال طقوس اليوم على اكمل وجه (بطلة) على (ملهى ليالي الافراح) حيث (يرخي) حراس شباك التذاكر انضباطهم لامتلاء القاعة.. حيث يختار (المعقدون) الزوايا المعتمة وقوفا او جلوسا للارض مهللين.. مبدين اقصى درجات التشجيع والاعجاب (بالتصفيق والصفير) بفن خالتهم.. (لميعة توفيق) على اغنيتها: (نيشان الخطوبة اليوم جابولي محبس من ذهب وكلادة قدمولي حبيبي اللي اوده خطبني ووفه بوعده ....الخ) وما بين هذه الاغنية وغيرها كانت (لميعة) تلهب حماسهم بترحيبها: (هله.. هله.. هله بولد اختي..!) وهذه... كانت لهم افضل هوية ودعوة مجانية يحاججون بها حراس الملهى وشباك التذاكر عن اهمية حضور: (ولد الاخت) وقربهم من (مصادر صنع الفن) في الملهى نفسها...! وفي نفس الفترة كان عديد من الفنانين المسرحيين يحاولون بعروض مسرحياتهم حل رموز المعادلة الاجتماعية والفكرية الصعبة وتحقيق ذاتهم فمثلا: برز الفنان عوني كرومي بعرضه (كاليغولا) وعلي ماجد وعبد المطلب السنيد وحميد الحساني ومحاولات الفنان (جعفر علي) في احتواء حركة الشباب في مسرحية: (فيتروك) والتي جاءت مميزة ورائعة.. صاغت تطلعات الشباب..! الى جانب ابداعات المخرج الفنان: (عبدالوهاب الدايني) في تمثيله: (عبود يغني) وفي مسرحية: (العطش والقضية) لنور الدين فارس.. انها حقا فترة قلقة وربما كانت مسحة الحزن المرتسم على محيا اعمالهم.. تحلم.. ايضا.. ولكن بألم..! (في لجة الاعصار وفي اصطخاب المدن المسببة مذهول اجوب عوالم المسرح علني ألقى عرضا جديدا اسقي به هيام روحي وازواج به وحدة آلامي اموت عشقا وأهيم موتا واجوب يا روحي طرقات الكرخ عل جثة المسرح المشنوق بالكرادة يدلني درب الوطن علني افرش دربه المحزون وردا وارسم جدرانه المسخ اشعارا وافجر صمته الحجري ثورة تحكي نشيد الفقراء هيا قديني يا رياح انا عاشق ولهان متعب دنياك الزيف قديني السبت.. الاثنين.. جمعة الشؤم ضياء المسرح القومي عرض الساعة الثامنة موسيقى.. ستار الليلة السكرى وعمر الزمن الضائع في الذاكرة اواه ياليلي ثلاثة سبعة ثلاثة عشر.. تزاوج وخمر وعرش الملك المخلوع سلالة ابدية لكم ولتصمتوا موسيقى - ستار- اواه يا روحي لكم جبتي بحار الموت جوبي.. جوبي.. جوبي..! ولعل (ذروة دراما المعقدين) بعد شهرتها هو ما حصل للبعض منهم في صيف عام 1973م حين داهمها: محافظ بغداد حينذاك: (خير الله طلفاح) وزبانية الاخلاق المرافقة حيث امر بتمزيق سراويلهم وصبغ ملابسهم وتشويه تسريحات شعرهم (بحلاقة سريالية).. ثم دارت بهم سيارة الشرطة المكشوفة اكثر شوارع بغداد وازقتها ازدحاما سعيا (لفضح الخارجين) عن الزمن العربي البديع.. ولتطهيره من (المخانيث) و... (رسل الثقافة المستوردة..!)... ولم (يفك منهم الياخة).
الا بعد ان اصلى شرف امهاتهم واخواتهم ورجولتهم بأقسى الشتائم والاوصاف.. وبعد ان دفع له كل واحد منهم (15) دينارا هذه وغيرها كانت الحاضنة لقصائد من نوع مباشر اخر فقصيدته: (أنا).. ثورة بصورها ومنهجها المتخيل يدعونا فيها لتبنيها.. كي تنتصر: (أنا في آخر الانباء كالثورة اجيء على السهرة وازعج نومك الوسنان تعال اليوم يا انسان تعال الان ومزق صدفة الموت انا.. صوتي وكل حرارة الموت نجمع اخر الانباء عن الاجداد والابناء لكي نحتضن الثورة لكي تنتصر الثورة لكي لا تعذر الثورة) غير ان حساسية الشاعر لا تدعه ان يصمت او ان يصرفها بعيدا عن التطهير المعرفي الابداعي او يقصيها، لذا جاءت قصيدة: (15 واحدا و: من وزير الدخلية لرئيس الوزراء) حادة تنسجم والاوصاف العامة للشاعر وبكل ما تجنح اليه لغته لفضح كل ما اخفاه النظام الاجتماعي من رياء: (للذي يسكب ماء الوجه فوق الصحف المستهلكة للذي يسكت في وقت الظهيرة للذي يصنع للاطفال حلوى للذي قال لنا: لن ينتكس!! للذي عانقها قبلي وبعدي للذي يكرهني للذي يعشق ظله للذي يخجل ان يلثم في المرآة ظله للذي يرسم لوحات عن النسوة في الرأس ويشتمني سياسة للذي يرعبه صوت رصاص في الجوار للذي ينبض في الصدر وقد يخذلني بعد ثلاثين دقيقة للذي خان المناشير العتيقة للذي يدلف مرحاض الرصانة للذي علمنا حب الكتب للذي ينشر هذه الكلمات عفطة قبل صباح الخير حتى...) ان الصور الشعرية المتدفقة في مختلف قصائد الشاعر: (جرح الوطن) (.. كال العشق شال وشاب وطلعت اله شيباته..) و (خذ هذا الكف واستمطر شجر الدنا..) و (.. حين يكون القذف وجها محجوب الرؤى) و (مزق صدفة الموت) و (حين يكون الحب فراشة ساكون الضوء.. وحين يكون الحب الضوء فلن اكون حتى النفس الممقوت فراشة..!) و (درب الزمان الكهل) و(بقعة شمس مظلمة) و (سلحفاتي الهرمة)...الخ!! انما يقدمها في اغراض مختلفة محكمة الصياغة غزيرة الدلالات والمعاني.. غير محدودة بابعاد.. نسجت جراء ضغوط نفسية لا شعورية شديدة الوطأة.. تفجرت بشكل صدمات.. شتائم.. (عفطة) ليست نشازا على الشروط الفنية اللازمة لبناء الصورة في تناقضاتها وتضادها غير الطبيعية بل تكاملا ضروريا.. لانه لم يكتف بانتقاء: (اجمل الكلمات) والتعابير واستخدام ابشعها في التداول الشعبي.. في الكلام العادي.. عفطة كمفردة تسخيف وتهكم بذيئة.. ينسجها في القبول كواحدة من ضروب الاحتجاج والتسخيف الذي يميز قاموس:
(وليد جمعة) الشعري
منقول للفائدة عن
صحيفة المدى

محمد العمر
18/01/2010, 00h03
بغداد بين مقاهي الادباء
وادباء المقاهي

بلند الحيدري
لم يكن ثمة شيء يلفت نظر الوافدين في الاربعينيات، ويثير عجبهم واعجابهم كمنظر المقاهي المنتشرة في كل شوارع بغداد وازقتها، وكمنظر اسواقها كسوق الشورجة الخاصة ببيع التوابل ومؤنة البيت، وسوق الصفارين حيث تصنع الأواني النحاسية، وسوق السراي التي تمتد على جانبيها دكاكين بائعي الكتب القديمة منها والحديثة، والتي تمد بنفسها الى اسواق اخرى. وقد وعيت اثر المقهى في حياتي وانا في سن مبكرة، اذ كنت اهرب اليه من المدرسة مع بعض زملائي في الدراسة المتوسطة،

وكان مقهانا المفضل آنذاك هو مقهى (البلدية) وبأثر من كونه المقهى الوحيد الذي كنا نستمع فيه الى اغاني ام كلثوم ومحمد عبدالوهاب، وكل زبائنه كانوا على مثل هوانا في حبهم لهذه الاغاني وربما كان هو المقهى الذي استوحاه بدر شاكر السياب في قصيدته (اغنية قديمة) حيث يقول في مطلعها:
في المقهى المزدحم النائي,في ذات مساء
وعيوني تنظر في تعب,
في الاوجه والايدي والارجل والخشب
والساعة تهزأ بالصخب
وتدق- سمعت ظلال غناء
اشباح غناء
تتنهد في الحاني, وتدور كإعصار
بال، مصدور
يتنفس في كهف هار
في الظلمة منذ عصور
واذا ما استثنينا هذا المقهى بمرمى من تلك الخصوصية، واستثنينا معه مقهى قريبا منه هو مقهى (الدفاع) المقابل لوزارة الدفاع حيث كنا نؤمه من حين لاخر لنلعب الشطرنج فيه، او لنتحلق حول لاعبي الشطرنج المعروفين الذين كانوا من رواده الدائميين، اقول اذا استثنينا هذين المقهيين، يمكننا ان نصنف مقاهي بغداد الى صنفين مختلفين لحد ما هما مقاهي (الطرف) او (المحلة) ومقاهي الشوارع الرئيسية، وتتوزع مقاهي الصنف الاول منهما النواحي المحيطة بمركز العاصمة، وحيث تتقاسم مساحاتها المفتوحة منها والمسقوفة، مصاطب خشبية تخت- وطاولات مستطيلة ومربعة، تتوسط ما بين تلك المصاطب ولا يتجاوز ضلع اي منها المتر الواحد، ويقتصر جمهورها على ابناء المنطقة، وجلهم من الطبقات المتوسطة او دونها، فبيوت مثل هذه الطبقات لم تكن لتوسع ابوابها لغير الاقارب والاصدقاء الحميمين جدا، وضمن زيارات عائلية، اما اللقاءات الاخرى فليس لها غير المقاهي، وحيث تمتد فيها الجلسات الى ساعات متأخرة من الليل، وقد اختلطت اصوات النرد والدومينه بأصوات المعلقين على لعب اللاعبين، وبقهقهات الضاحكين وصخبهم، وبأصوات ملاعق الشاي في الفناجين واحيانا بصراخ المتشاجرين والذين سرعان ما يلتف الجالسون حولهم لحل النزاع، والذي يكون عادة قد بدأ من ملاحظة عابرة حول خطأ في لعب النرد او الدومينه، او بأثر من طرفة قال بها احدهم فحملها الاخر على غير محملها، او بسبب من تعصب احدهم للنازيين او للانجليز، حتى اذا نجحت الوساطة عاد الصفو اليهم وتعانقوا، واستمروا في الذي كانوا فيه. ولا تشذ عن هذه الخصوصية غير بعض مقاهي (الطرف)، اما بسبب من انها صارت المقر المعروف لهذه الشخصية الادبية او تلك الشخصية الرياضية او لغيرهما من اهل الفن، او لانها جاورت مؤسسة معينة فلزمها العاملون فيها، او لانها اصبحت ملتقى لنخبة من الادباء الشبان الذين لمعت اسماؤهم في اواسط الاربعينيات، وحيث يكون لهم ان يتحلقوا كل مساء حول احدى تلك الطاولات الخشبية الصغيرة ليواصلوا ما ينز من بين ركام الحرب العالمية الثانية. ومن تلك المقاهي، مقهى صيفي يقع على مقربة من الجسر الخشبي القديم الذي يشد مابين منطقة (الاعظمية) ومنطقة (الكاظمية) وقد تعودنا ان نرى الشاعر العراقي الكبير (معروف الرصافي) يقطعه مشيا على قدميه، من الاعظمية الى الكاظمية، ليأخذ فيه مقعده الذي سرعان ما يتحلق حوله عدد من اصدقائه وبعض من اساتذة الادب وعدد من الشعراء والادباء الشبان، اليه بعض نتاجهم على امل ان يحظوا بكلمة منه فيها، ولم يكن امر ذلك يسيرا، فمحدثوه كثر واهميتهم اكبر من اهميتهم، وما لديهم كثير، وهيبة الرصافي الجدية، وطبيعة جلسته وانتشار عباءته واستقرار كوفيته وعقاله على رأسه وضخامة صوته، ليس من اليسير اختراقها بالنسبة لهؤلاء الشبان، وقد يحدث ان يتجزأ واحد منهم فيمد بيد مرتجفة قصيدته اليه وهو يهمس متلعثما وراجيا ان يقول رأيه فيها، فيأخذها منه بتثاقل، ثم يلقي بنظرة عجلى عليها ثم يعيدها الى صاحبها من دون اي تعليق، فيكتفي الشاعر الصغير المسكين بسكوته تعليقا عليها ويردها الى جيبه خجلا ويغادر المقهى.
واذا كان الرصافي كذلك بأثر من كبر سنه واوجاعه واوضاعه، فهو رغم ذلك كله وفي كثير من الاحيان على جانب كبير من الظرف وسرعة البداهة، واذكر مرة ان صبيا دلف الى مقهاه وقد تأبط رزمة من الاوراق، فما ان وقعت عينا الرصافي عليه وهو يتوجه اليه حتى ادار وجهه فينا وهو يقول (أعوذ بالله.. هذا هو تأبط شرا) وكان الامر كذلك اذ ما كاد لهذا الصبي ان يأخذ مقعده بيننا الا واستل كما من تلك الاوراق، مستأذناً الرصافي في ان يسمعه بعض شعره، وقبل ان يأذن له، راح صوت صاحبنا يلعلع في ارجاء المقهى بكلام لاطعم للشعر ولا للنثر فيه، فالتفت اليه متسائلا وبكثير من الجد (أأنت وحدك كتبت هذه القصائد العصم) فيرد عليه الصبي وقد افترشت وجهه ابتسامة فرح كبير (والله والله يا استاذ انا وحدي كتبتها كلها.. كلها من بطني انا).
فيربت الرصافي على كتف الشخص الذي يحاذيه وهو يقول اكيد انها من بطنه الم تشم رائحتها فننفجر بالضحك دفعة واحدة وينسحب الصبي حانقا ولاعنا.
ولم تدم لقاءاتنا به في هذا المقهى الا لفترة قصيرة من الزمن، فقد اعتلت صحته كثيرا، وانقطع عنه وعنا، ثم كان ان غاب عنا في منتصف الشهر الرابع من عام 1945، فانطفأ وهج المقهى بانطفاء حياته، وعادت ككل مقاهي (الطرف) ملتقى لابناء الحي. ومن نماذج هذا الصنف من المقاهي مقهى كان يجاور كلية (دار المعلمين العالية) ولم يكن آنذاك في بغداد غير ثلاث كليات هي كلية الطب وكلية الحقوق، وهذه الكلية التي تعوّد طلابها ان يملأوا مقاعد المقهى، ضمن حلقات صغيرة، ليراجعوا دروسهم فيها، وعلى الاخص في ايام الامتحانات، وبهذه الخصوصية يتميز بكونه مقهى هادئا وعلى من يؤمه من غير الطلاب ان يراعي هذه الخصوصية، وكان من رواده من الطلبة يتناقلون فيما بينهم وبين اصدقائهم الكثير من النكات والنوادر التي كانت تروى عن صاحب المقهى، ربما كان اسمه (ابراهيم عرب) وتختلف آراء الطلبة بشأنه فمنهم من يحسبه رجلا ملتاث العقل، ومنهم من يعتبره رجلا حصيفا ادرك سر المهنة فجعل من نوادره سبيلا لرواج سمعة مقهاه ولأنه في غير هذه النكات والنوادر دقيق في آرائه واحكامه، ومن درس علم النفس من هؤلاء الطلاب ذهب في تحليله لشخصيته الى انه مصاب بعقدة النقص التي افرزت عقدة العظمة عنده، وقد سعيت مرتين اليه بصحبة واحد من الطلبة فما حظيت بلقائه، ومع ذلك فقد اعاد عليّ من صحبته ومن موقع المشاهدة بعض تلك النوادر فلكل شيء في المقهى سر عظيم، فهذا الكلب الاجرب القابع عند باب المقهى والذي لايقوى على الوقوف هو سبب الحرب العالمية الثانية، ذلك لان ابراهيم عرب كان قد قدمه هدية، وهو مرغم، الى السفير الالماني، وعندما سمع بذلك السفير البريطاني غضب غضبا شديدا على ابراهيم عرب لانه سبق له ان سأله ان يهديه اياه فبخل به عليه، ولم يشفع له اعتذاره للسفير البريطاني الذي اصر على ان يستعيده، فما كان منه الا ان استرده من السفير الالماني، فكان ان اتصل كل منهما بدولته وتأزمت العلاقات بين الدولتين وهكذا نشبت الحرب وان الكلب لايزال هنا.. ومن تلك النوادر ان الطلبة شاهدوا ابراهيم عرب ذات يوم من ايام الصيف القائظة يدخل المقهى راكضا وهو يلهث ويتصبب عرقا، فبادروه بالسؤال عن السبب، فقال: آه لو تدرون ماذا حدث.. لقد كاد فريق الكرة العراقي ان يخسر لولا انه اسرع والتحق به فأنقذه من الخسارة، وقد ضرب الان الكرة عاليا- اي نجمها كما يقول العراقيون- وجاء مسرعا ليأخذ استكانا من الشاي ريثما تهبط الكرة، ثم يتركهم راكضا ايضا بعد ان اخذ رشفتين من الشاي ليعود الى الملعب قبل هبوط الكرة.. وفي الباحة المفتوحة من المقهى ثمة شجرة عجفاء، مايكاد ابراهيم عرب يرى وجها غريبا يدخل المقهى حتى ينادي بأعلى صوته على صبي المقهى ليسقي الشجرة ابريقا آخر من الشاي، فهي تكره الماء وتحب الشاي، ثم يلتفت الى صبي المقهى ليطلب شهادته على صحة ما يقول والويل له ان سكت او لم يجد له مدخلا لقصة جديدة،، قل لهم.. قل لهم من اين جئت بهذه الشجرة ياعم ابراهيم.. فيرد عليه ابراهيم عرب: الكل يعرفون.. كلهم يعرفون ذلك.. لقد قلعتها من حديقة نوري باشا بسحبة واحدة من يدي ولم ينقطع اي جذر من جذورها.. ولكومة الحديد المرمية الى جانب المقهى، قصة ايضا، فقد كان القطار يمر يوميا مرتين بمحاذاة المقهى وعزّ على ابراهيم عرب ان يزعج القطار بصوت عجلاته وصغيرة اعزاءه الطلاب فكان ان طلب من سائق القطار تغيير طريقه فما امتثل لطلبه، ثم كتب لنوري باشا ويقصد نوري السعيد رئيس الوزراء- ناصحا اياه بأن يأمر بتغيير طرق القطار فلم ينتصح ايضا، فما كان منه الا ان خرج لمواجهته حتى اذا دنا القطار منه عاجله بركلة قوية من رجله جعلت كل قاطراته تتهشم ويدخل بعضها ببعض وهذه الكومة من الحديد الصدئ (المزنجر) هي كل بقاياه واذا حدث لواحد من الطلاب ان ضحك، وكان في المقهى رجل غريب، امتعض ابراهيم عرب وقام ينادي بأعلى صوته على صبي المقهى ليسقي الشجرة ابريقا آخر من الشاي، وان لم يضحكوا لما يرويه عليهم وهم (وحدهم) معه غضب عليهم لانهم ماعادوا يستلطفون حكاياته، اما ان يعلن اي واحد منهم بأنه لايصدق بطولاته الخارقة، فتلك هي الطامة الكبرى فسيظل لفترة طويلة غاضبا عليه ويأمر صبي المقهى بأن لايقدم اليه اية خدمة، الى حين يتشفع له بعض الطلاب المقربين اليه، فيغفر له زلته.. وثمة مقاه، من جملة هذه المقاهي التي تقع في اطراف مدينة بغداد، ومن تلك مقهى البيروتي الذي يطل من جانب الكرخ على شاطئ دجلة وجل رواده من رجالات المنطقة المعروفين ولنخبة من الادباء والشعراء مكانهم المرموق فيها حيث يتصدره توفيق الفكيكي ومحمد الهاشمي وثلة من النازعين الى الادب القديم والمغرمين في ذرابة اللسان وصناعة الكلام المنمق والاخذين انفسهم بالنهج التقليدي في كتابة الشعر، وممن لايرون في الذي كنا نكتبه ونقوله غير فتنة وافدة من الغرب لتقويض التراث العربي، فما ان يطأ واحد منا باب المقهى حتى تتوجه اليه نظراتهم الشزرة وكأننا دنسنا بأقدامنا مقهاهم، ولذلك آثرنا وبعد عدة زيارات لهذا المقهى ان نبحث عن غيره، خاصة وانه يبعد بعدا شاسعا عن اماكن سكنانا، فكان لنا ان اخترنا مقهى (الكسرة) الواقع ما بين باب المعظم والاعظمية، ملتقى لنا، نؤمه كل مساء لنتحدث عن تطلعاتنا الادبية، وعما قرأنا من جديد جان بول سارتر واليوت وكامو واديت سيتول وما سمعنا من اخبار عن المدارس الفنية الاوربية وكان من بين من يضمهم مجلسنا الشاعران حسين مردان ورشيد ياسين والفنانان نزار سليم وخالد الرحال، وفي كل مساء يضاف اسم جديد الى قائمتنا، ومنهم بدر شاكر السياب الذي صحبني اليه غير مرة، الا انه لم يأنس طويلا لجلساتنا بسبب من وجود حسين مردان وخالد الرحال واللذين ما ان يلتقيا حتى يعلو ضجيجهما على كل احاديث الادب والشعر، بينما كنا نرى في شجارهما ونكاتهما من يطري الجلسة..، ثم كان لنا مقهانا الخاص بنا (مقهى واق واق) والذي عرف عنه ان ملتقى الشعراء والادباء والعشاق.. يقول عدنان رؤوف، وهو واحد من ادباء جيلنا النابهين: كنا معا نذرع شوارع بغداد من مقهى النعمان في الاعظمية الى مقهى الدفاع حتى مقاهي شارع ابي نواس، مرورا بحلويات الدار البيضاء بالمقهى السويسري وفي المقهى البرازيلي في شارع الرشيد، ولقد تحررت اكثر صفحات مجلتي، الفكر الحديث- و- الوقت الضائع- في تينيك المقهيين وفي المطابع اكثر مما تحررت في المكاتب والبيوت.. واذا ما خرجنا عن مقهى (النعمان) في الاعظمية، بصفته من بعض مقاهي (الطرف) الى مقاهي شارع الرشيد ومقاهي شارع ابي نواس، ولكل من هذه المقاهي ما يميزها عن مقاهي الطرق وهي بذلك تشكل الصنف الاخر من المقاهي وبأثر من ذينيك الشارعين وخصوصيتهما، فشارع الرشيد هو العمود الفقري لمدينة بغداد، وفيه تلتم عيادات الاطباء والصيدليات الكبيرة، وفيه تتوزع الفنادق بأنواعها المتباينة وفيه ايضا المخازن الانيقة، ومنه تتفرع الشوارع الى سوق السراي وسوق الصفافير وسوق الشورجة، ولذلك فان رواد مقاهي شارع الرشيد هم في الغالب من عابري السبيل وان لايخلو اي مقهى من زاوية تجتمع اليها نخبة من الادباء، اما شارع ابي نواس الذي يسير بمحاذاة نهر دجلة، فمقاهيه معدة لاستقبال المتسكعين كل مساء على شاطئ النهر والطامحين الى اكلة سمك مسقوف، وكل منهم على كثير امل ان يحظى بمجلس يدنيه من شاطئ النهر المنساب بكثير من البطء والتثاقل، ولم يكن غير مقهى واحد يختلف عن الباقين بطاولتي البليارد اللتين فيه، وقد لازمته لفترة من الزمن ضمن ثلة من الاصدقاء كان منهم الشاعران حسين مردان وكاظم جواد والفنان شاكر حسن وقد يختلف اليه من آن لآن اصدقاء آخرون وبشكل طارئ، فنوسع الجلسة الى ما بعد منتصف الليل حتى اذا ما باشر عمال المقهى بغسل ارضيتها ولم كراسيها انصرفنا عنه لنتسكع في الشارع، وذات مرة سهرنا على احدى مصطبات ابي نواس، انا وصديق آخر لنا وحسين مردان الى الفجر لنتمتع بشروق الشمس على دجلة، وعندما اشرقت كنا جميعا نائمين بعد ان استأثر كل منا بواحدة من تلك المصاطب، ولم يكن امر ذلك غريبا عليّ او على حسين مردان، فقد افترشناها غير مرة وكلما الجأتنا الحاجة اليها بعد ان نكون قد عجزنا عن توفير اجرة الفندق الزهيدة جدا. وتبقى لنا من مقاهي شارع الرشيد مرامي خطانا اليومية، فان رغبت في ان انفرد بالسياب، انتبذنا لنا مقعدين في مقهى يجاور المكتبة العامة في باب المعظم، ليقرأ لي من جديده واقرأ له من جديدي ونتبادل الاراء بشأنهما او بشأن ما وقعنا عليه من جديد زملائنا في تجربة الحداثة، وان اخذت حسين مردان حماسته للمشاكسة دلفنا الى مقهى الزهاوي للالتقاء بشاعر تقليدي كنا ندعوه بشاعر المصايف لتأليفه ديوانا بقرابة ثمانئمة صفحة في وصف المصايف العراقية، وكلها من الشعر التقليدي الرديء، وما ان يرانا قادمين الى حيث هو جالس حتى يبادرنا بهز عصاه الغليظة لنتبعد عن مكان جلوسه فان لم نمتثل له نالتنا ضربة مؤلمة على كتف واحد منا، ولذنا بالهرب من غضب الرجل المسن وسبابه وخشية ضربة ثانية اكثر ايلاما.. وعلى مسافة قريبة من مقهى الزهاوي، ثمة مقهى آخر هو مقهى (حسن عجمي) كان يرتاده احيانا الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري، وكنا نأنس بلقائه، وبحديثه الشائق، ونكبره شاعرا وسياسيا وثائرا، وكان الى جانب ذلك صاحب نكتة لاذعة لايرويها الاّ وقد حملها معاني البت هذا الذي الى جانبه او مدت بنفسها الى رئيس الدولة وزبانيته من المنتفعين والمتملقين وهو معنا على مزاجين، مزاج المدافع عنا حينا في اننا نحاول شيئا، ومزاج من يرى في بعض ما نكتبه تطرفا لامعنى له، وتكلفا للجدة لاجدوى منه، ويظل، فيغير هذا المزاج او ذاك، معنا في نزوعنا الثوري العارم على مختلف توجهاته، فالجواهري الفذ كان دائما من المبشرين بالفجر الجديد وكان دائما من بعض المكتوين باتونه،، وثمة شعراء آخرون ممن ينظمون الشعر على النمط القديم يتحلقون حوله او يتخذون مواقع على مقربة منه، وفي العادة ان يتوسطهم الكاتب والصحفي عبدالقادر البراك مع نرجيلته التي لاتفارقه مطلقا فهي كما يسميها عشيقته الازلية.. وكان مقهى (الرشيد) سيد مقاهي شارع الرشيد ففيه يلتقي الكثيرون من رجال الفكر والادب وممن يؤثرونه على غيره بأثر من مكانة روّاده وحسن فرشه اذ ان كل مصاطبه مفروشة بالسجاد يوحي بوثرتها وبالدفء في ايام الشتاء، واترك للاستاذ اللغوي ابراهيم الوائلي وصف هذا المقهى الذي كان واحدا من رواده ومنذ بداية افتتاحه في عام 1940 يقول الوائلي: نحن في اوائل العقد السادس من هذا القرن والمقهى مازال مزدحما بالمرتادين والحاج حسين صاحب المقهى يجلس الى صندوقه عند الباب، والكهل الطيب، (وهل) يفترش الرصيف قرب باب المقهى وقد نشرت الصحف والمجلات وهو في كل صباح ومساء يطوف داخل المقهى ويوزع الصحف على الراغبين في قراءتها ويأخذ من كل واحد اجراً لايتجاوز عشرة فلوس. انتقل بعضهم الى مقاه اخر وبقي رواد الشطرنج والنرد والنرجيلة واصدقاء مازالوا يبتردون صيفا او يستدفئون شتاء في اوقات الراحة ومنهم خاشع الراوي وفؤاد عباس والمحامي محمد نجيب الجبوري وعبدالقادر رشيد الناصري وهؤلاء الادباء والشعراء ودعوا الدنيا الى ظلام القبور. والشاعر بلند الحيدري يسلم ويجلس وهو يمزج الضحكة الخفيفة بالانفعال والتذمر من فراغ الجيب ولكنه لاينسى الحديث في الشعر واللغة ولعله كان يوافقني في الراي.. ان الشاعر بلا لغة كالجندي بلا سلاح،، وكثيرا ما يدخل الشاب النحيل بدر شاكر السياب وهو يتهادى في مشيته ويتأبط كتابا فيجلس ويشارك في الحديث.. وفي مقعد قريب يجلس الشاعر حسين مردان والسيجارة لا تفارق شفتيه واحاديثه في الشعر والنقد.. ويضيف في حديث ذكرياته الذي نشرته له جريدة (الثورة) العراقية في الخامس من شهر شباط 1987، قوله: وفي نهاية المطاف مررت مجتازا باب المقهى فاذا بشخص يسرع الى الخارج ويدعوني الى الجلوس انه الصديق الراحل المحامي محمود العبطة فلم يكن بد من الاستجابة لدعوته، ولقد كانت الزيارة هي زيارة الوداع للصديق العبطة وللمقهى الذي كان يصارع القدر في ساعة احتضاره، لقد انتهى بانتهاء مقهى الرشيد ناد من اضخم النوادي الادبية في بغداد.. ويصير للحداثة ايضا مقاهيها،، فها هما مقهيان جديدان يتوجان مقاهي شارع الرشيد، ويخرجان بنا من تلك المقاهي التقليدية ومن اجواء النرد والدومنة والنراجيل والمصاطب الخشبية والموسيقى والاغاني العربية الى حيث الكراسي الوثيرة والموسيقى الكلاسيكية الغربية، وان كنا لم ننقطع كليا عن مقهى الرشيد خاصة، كان اسم الاول منهما (المقهى السويسري) والثاني اسم (المقهى البرازيلي) وكان احدهما يجاور الاخر وقد كان (المقهى السويسري) ملتقانا المفضل والذي اعطيناه الكثير من خصوصيتنا، فالموسيقى الكلاسيكية تستوجب حسن الاصغاء وعلى الاحاسيس ان تدور بخفوت كلي وعلينا ان نبحث من خلال هذه اللقاءات عن انفسنا في الجديد الذي يفردنا بما نتمايز به. يقول شاكر حسن آل سعيد في كتابه (فصول عن الحركة التشكيلية في العراق) الذي صدر مؤخرا: ((..وقد صادف في نفس الفترة، اي عام 1945 اتفاق جماعة من الاصدقاء جلهم من شباب الفنانين والادباء على تاليف رابطة تجمعهم سموها جماعة –الوقت الضائع- وهؤلاء الشعراء هم: بلند الحيدري، نزار سليم، سلمان محمود حلمي وحسين هداوي وابراهيم اليتيم، ثم انضم اليها ايضا عدنان رؤوف وحسين مردان وابراهيم ابو الفتوح وكان هذا الاخير مدرسا مصريا انتدب للتدريس في احدى كليات بغداد وكذلك فؤاد رضا واكرم الوتري.. اتخذت جماعة الوقت الضائع اول الامر مقهى (كافيه سويس) في شارع الرشيد مقرا لهم يلتقون فيه للنقاش وقضاء الوقت.. وقد استطاعت ان تنشر عدة مطبوعات مثل ديوان خفقة الطين للشاعر بلند الحيدري عام 1946 ومجموعة اقاصيص بعنوان – اشياء تافهة- لنزار سليم كما اصدروا نشرة بنفس اسم الجماعة ظهر منها عددان. ومن خلال تلك النقاشات الطويلة ومن خلال ما كنا نسمع من اهالينا بأن الفن والادب مضيعتان للوقت ومن خلال سماع احدنا برواية مارسيل بروست (البحث عن الوقت الضائع) وحماسة نجيب المانع الطاغية ولدت فكرة اصدار نشرة باسم (الوقت الضائع) لنقول فيها كل ما هو غير مألوف في الصحافة العراقية آنذاك، ولنعلن عن سعر لها غير مقبول نهائيا، ان نبيعها بخمسين فلسا وهو ثمن باهظ لنشرة بثماني صفحات، وضمن مدارس الطلبة الثانويين واروقة الكليات رحنا نوزع العدد الاول، وسرعان ما عم لها صدى واسع حفزنا لاصدار العدد الثاني، واحسسنا بكبر تحدينا كلما وقعت اعيننا على كتابة طبشورية في هذا الحائط او ذاك تندد بنا وتشوه مقاصدنا وتدعو الناس لمقاطعة (الوقت الضائع) فاضاعة للوقت قراءة (الوقت الضائع) وصعب على هؤلاء الشبان ان يوفروا المال للاستمرار بها فانقطعت عن الصدور،، كان نزار سليم يقوم بتصميمها وحفر كلائشها، وحسين هداوي يكتب لها ويترجم بالاشتراك مع سلمان محمود حلمي وابراهيم ابو الفتوح، وكتبنا رسائلنا لغير واحد من ادباء العالم فلم يلب دعوتنا الا الكاتب الامريكي وليم سارويان الذي بعث لنا باقصوصة صغيرة بعنوان (مهزلة ان تموت ولاتدفن اذ لايزال بامكانك ان تسير)، ويكتب لنا الرسام البريطاني (كنت وود) من انطباعاته الفنية، ويكتب لنا سعيد علي مظلوم عن السيمفونية الحزينة لتشايكوفسكي ويكتب لنا جواد سليم، ويكتب ابراهيم اليتيم عن رجل (وضع قدميه في جيبه وسار) وكنا نراجع كل ما يبعث الينا في (المقهى السويسري) ثم اتكفل بأن احمل ما اعتمدنا نشره الى مطبعة الزمان، وتصحيح مسوداته.. كل ذلك كان يجري بكثير من الجدية والدأب ونحن نحلم بأن يتعقبنا المجد الهائل في كل مكان من بغداد.
فنون عربية العدد الثالث 1982
منقول للفائدة عن
صحيفة المدى

محمد العمر
18/01/2010, 00h46
ابراهيم عرب
عنترة القرن العشرين


عبد الوهاب الشيخلي
هذا الرجل الرابض وراء مائدة صغيرة وضعت عليها (صينية) انتشرت عليها نقود من فئة الاربعة فلوس والعشرة فلوس وحتى الفلس والفلسين.. والذي يتظاهر بالدعة والابتعاد عن مواطن الشر.. انه هو نفسه رجل الليل.. رجل الاسرار، الذي بز الرجال وبعث الرعب في قلوب اشجعهم هو نفسه الذي قلب القطار وترك اللوعة والاسى في قلوب عدد كبير من الارامل هو نفسه الذي جاب القفار وعبر الوديان ونزل جوف البحر فاخرج اللؤلؤ والمرجان هو نفسه الذي قتل ذئبا بابريق من الطين وشق فم الاسد الى شقين كبيرين.

وهل هناك في بغداد وضواحيها بــ الوية العراق الاربعة عشر من يجهل اسم هذا الرجل؟
كنت واحدا من الاف المعجبين بشجاعة هذا الرجل واقدامه وكنت اسمع عنه دون ان اراه فيزداد اعجابي به يوما بعد يوم حتى جاء يوم الثلاثاء من الاسبوع الاسبق فالتقيته وقد حف به جماعة من المؤمنين بشجاته وقدرته على تدمير جيش باكمله، كان ابراهيم عرب قد خرج لتوه من الدائرة المختصة بطبع الاصابع والظاهر انه كان قد انتهى من قتل اسد او عصابة باكملها من اللصوص والا فما معنى وجوده في تلك الدائرة وما معنى اخذ طبعات اصابعه؟
لم اشأ ان اتدخل فيما لا يعنيني خوفا من ان يصيبني مالا يرضيني وما انا في غنى عنه تقدمت من الجماعة بخطى ثابتة وواجهت ابراهيم عرب وجها لوجه.
فوقف واخذ ينظر الي متسائلا:
*نعم.. امر.. خدمة؟
قالها كأي بغدادي اصيل فتشجعت واغتنمت الفرصة.
-انني من جريدة الشعب .. مجلة الاسبوع..
*نعم؟..
قال ذلك بشدة واخذ يعمل فكره ليتذكر شيئا ثم بادرني بقوله.
*اني سأقيم الدعوى عليكم وعلى جريدة اخرى وسأطالبكم بتعويض مالي قدره خمسة الاف دينار.
ما ان انتهى من ذلك حتى شعرت بخيبة امل كبيرة وبدأت اوصالي ترتجف- ربما من البرد- ولكني حاولت التظاهر بعدم الفهم واللامبالاة.. واستطرد ابراهيم عرب قائلا:
*من سمح لكم بالكتابة عني وعما اطلقتم عليه جملة- مغامرات ابراهيم عرب- ؟
ألم يكن من الانسب ان تأخذوا موافقتي؟
قلت له وانا احاول ان اهدئ ثائرته واداعب غروره..
-ان الكتابة عن شخصية معروفة لاتتطلب عادة الاتصال بتلك الشخصية لاخذ موافقة منها.
وشعرت بالخطأ الكبير الذي اركتبته بتحويل المذكر الى مؤنث في آخر الجملة ولكنه تجاهل الموضوع وتظاهر بالاقتناع وقال.
*وماذا تريد مني الان؟
-موعد..
*اين ولماذا؟.
-في اي مكان تشاء ومن اجل ان نكتب شيئا عن شخصيتكم المحبوبة.
*انا مستعد..
قال ذلك وابتسم فابتسم كل من كان معه ومد اليّ يده مصافحا وقال:
-اتفقنا..
في عصر اليوم التالي اتجهنا انا والمصور حازمن باك نحو قهوة ابراهيم عرب في راغبة خاتون- وانتظرنا مجيئه ساعة من الزمن ثم هل علينا بطلعته البغدادية المهيبة وابتسامته المتألقة وبعد ان حيانا جلس الى مائدته الصغيرة واخرج من جيبه حفنة من (الخردة) نثرها في الصينية ثم بدأ يلقي الاوامر.. تعال فلان ارفع (الجادر) لك ليش ماراش الكاع زين؟
وبينما كان يلف سيكارة عربية ليدخنها اقبل عليه احد الاصدقاء وجلس بالقرب منا.
قال ابراهيم عرب موجها كلامه لذلك الصديق:
*بالله عليك ماستحى من نفسه ماخجل؟
*منو هذا؟ سأله الصديق وقد اصبح كله اذانا صاغية.
*فد واحد كتب عني بالجريدة يكول ابراهيم عرب يدك دنبك وسينة كمانة وجمبارات، عبالك اني ضارب وياه خاشوكة لك مو اني حيد من سبعين ظهر وبن عشائر.. ابن ناس معروفين والله اكدر اشيله من بيتهم بالليل واخلي يبسطوه فد خمسين واحد وارجعه الى بيتهم بدون ما يحس.
فقلت له متسائلا:
-يعني ما يحس بالبسط؟
فنظر الي نظرة ذات مغزى ثم اردف قائلا:
هذا هم فرحان اللي دهدرنه الله على فلان وفستان.
قلت له:
*عمي ابراهيم، انت ماتعرف غير شغل القهوة؟
-كل مصلحة اعرف.
*ابوك هم جان يشتغل قهوجي؟
-لا.. كان معمارا
*لويش تفضل جكاير العرب على الافرنجية وسيكاير العلب العراقية؟
-لانها صحية.. التتن منقح والكاغد خفيف.
*هو اكو تتن صحي؟
-نعم اكو، هذا التتن اللي دتشوفه اجيبه على حسابي من راوندوز مابيه لا تراب ولادمار.
*بس يكلون الجكاير تسوي سرطان؟
-سرطان ليش يابه؟
ثم اردف قائلا:
-خل تمنعه الحكومة لعد؟
وهنا تدخل الصديق وايد ماذهبت اليه من ان الدخان يولد السرطان فقال ابراهيم عرب متعجبا:
-ها..
ثم سألته..
*عمي ابراهيم.. انت هل دخلت المدرسة؟..
-نعم، بزمن العثمانيين.
*لعد ليش ماصرت فد مدير عام؟ موظف؟
-لعد منو يصير كهوجي؟.. منو يصير بكال؟ كناس؟..
*يعني دراستك بالمدرسة تعادل متوسطة؟..
-نعم.. اعدادي عسكري يعني ثانوي.. وبعدين شردت وانتقل ابراهيم عرب الى حفلة المولود.
التي كان قد حضرها امس وقال:
-الله ستر رادت تصير مشكلة واستطرد قائلا:
كان المولود بزمن الاول غير شكل ثم قال:
-مامعناه ان الناس او اهل المحلة بصورة خاصة كانوا يتسابقون في تقديم ما تجود به اكفهم وكان ا لهدوء يشكل اي بيت يقدم فيه مولود بحيث اذا ذبيت الابرة تسمع صوتها، اما الان فان بعض الناس يتسابقون في سرقة السيكاير..
*ترة اليوم هم اكون مولود قال ذلك صديقه فسأله ابراهيم عرب متلهفا..
-وين؟
*بشارع الضباط..
-منو راح يقرأ؟
*ابو السعد
-اي والنعم.. والله اللي يجيب- وذكر اسم مقرئ معين- غلطان.
*عمي ابراهيم يبين انت تحب المواليد؟.
-اروح لكركوك من اجل المواليد.
*يقال ان صوتك جميل وتحسن المقامات العراقية.
*شنو رأيك بالاستاذ محمد القبانجي؟.
-القبانجي صديقي.. ماكو قارئ مثله.
وبعد فان ابراهيم عرب من مواليد محلة البارودية ببغداد ويميل الى الاستماع الى عبدالباسط عبدالصمد ومصطفى اسماعيل ومن العراقيين الملا مهدي الذي يصفه بانه (ابوهم كلهم).. وتعجبه حفلات الغناء الريفي التي يقدمها تلفزيون بغداد وعدا القبانجي يميل الى سماع عبدالرحمن خضر وقد وصفه بأنه (ورد) ولا يجد في المطربات العراقيات من تلهب عواطفه.
وقد ذهب في تلك الليلة الى المولود فاصغى بكل جوارحه الى قراءات القراء ثم انتقل الى الطعام واكتفى بعدد قليل من اطباق البقلاوة والدولمة.
وبعد ان اصبحنا في الشارع روى له صديقه حاج ياسين اسطه وهيب حكاية (السعلوة) التي ظهرت له في جوف البحر عندما نزل للبحث عن اللؤلؤ فقال له ابراهيم عرب:
*هاي معقولة هالحجاية؟
فاجاب حاج ياسين قائلا:
*آني حجيت حجاية وحده ما صدقتها، شلون تريد من عدنه نصدق حجايتك عن الاسد اللي شكيت حلكه والقطار الي كلبته والهنود اللي قلبت سيارتهم والذيب اللي كتلته بالبريك؟..

من عنتريات ابن عرب
جنت فد يوم كاعد بالكهوة.. جانت ظهرية والدنيا حارة وبيدي صونده دا ارش واني ولدزور خنجي ذاك الوكت وازين بالموس على طول.. مرت سيارة بيها هندي صاحني فد واحد مشتري وكاللي ابو رحومي تره هذولة جانوا يضحكون عليك.
-لك منو ذولة، باوعت شفت السيارة تعددت لباب المعظم اني جنت ذاك الوكت رياضي صار عندي جسم اذب ديس على هذا الجتف وديس على ذاك الجتف. ركضت وراهم.. براس السور جلبت بالسيارة، لك اوكفوا.. السايق تخربط.. يبدل على الواحد على الاثنين طاب كير،، ميفيد.. نزل واحد طويل عريض عبالك داعيك،، كاللي،، لك متروح هسه قابل انت ابراهيم عرب.. كلتله نعم اني ابراهيم.. نزلوا كلهم بوسوني،، كلت شنو القصة؟ كالوا يابه احنه جينه متعنين من الهند حتى نتصارع وياك لكن ما طول انت بهالقوة هاي راح نرجع احسن واشرف.. ورجعوا بالفعل.
* فد واحد اجه يدعي بالشقاوة وفات بالكهوة واخذ يعربد ويصيح ضرب اربع خمس طلقات وعزل الكهوة وخله وطلع وابراهيم عرب الشجاع لم يتكلم معه اي كلمة.. بعد شويه كام راح للبيت،، الجماعة كالوا الله اليدري شراح يجيب.. خمس ست (وراور) ويركض وراه،، لكن ابراهيم السبع رجع وبهالايد جف تمن وبهالايد دهن وكال (ياجماعة اني لو اريد اكتله وادخل السجن، هذولة منين ياكلون هيجي تمن وهيجي دهن؟..
* فد يوم جان يمضي في عقد اليهود ساعة 12 بالليل،، لزموه جماعة وحاصروه وضربوه بالخشب وضلوعه تكسرت، ونام بالمستشفى 6 اشهر يابه شلون خلصت نفسك منهم؟ كال (ضربت سره طلقات وانهزموا)..
يابه اشلون اشقياء وتنبسط؟ كال هاي الرجال نوبة تبسط نوبة تنبسط..
*تحدث ابراهيم عرب عن مسدس سرق منه وصرف حوالي الخمسمائة دينار في سبيل العثور عليه دون جدوى وهو يعتز به لانه هدية من صديق عزيز،، نوعه كولد امريكي ورقمه واحد..
*كان صوت القطار يضايق الطلبة في قهوته،، فاضطر ابراهيم عرب الى تنبيه السائق ليغير اتجاه القطار ولكن السائق ابى الانصياع الى نصيحته،، ولما تمادى في تمسكه برأيه اضطر ابراهيم عرب الىايقاف القطار بيده والى خلع القضبان الحديدية (ومن ذاك الوكت ارتاحوا الطلبة ونجحوا كلهم)..
*يقول ابراهيم عرب خرجت في الليل البهيم اقضي حاجة مهمة فالتقيت بعشرين ذئبا يقدح الشر من عيونهم وكادت ان تقتلني لولا انني ضربت قائدهم بابريق كان بيدي فانهزم الباقون وفي الصباح وجدوا جثة الذئب الكبير..
مجلة الاسبوع / حزيران 1958
منقول للفائدة عن
صحيفة المدى

محمد العمر
18/01/2010, 16h19
تلفزيون (بغـــداد)
وكادره الاول
اشترك في كتابته /مها البياتي
ياس خضير البياتي
تكبر الاشياء كلها.. تتغير..تحلو.. تهفو.. تتوسع، او ربما تعلو.. الا اللمسة الاولى لهذه الاشياء تحتفظ بنكهتها الخاصة لزمن طويل!
والتلفزيون يوم بدأ كان بذرة صغيرة كبرت وكبرت معها الاحلام حتى صار بناية تضج بالحركة والعطاء من هنا يدار الصوت، من هنا يشعل الضوء، ومن هنا تتحرك الكاميرا..! والذين قدموا اول اعمالهم وخدماتهم التلفزيونية هم البذرة الاولى ويعود لهم الفضل الاول في نمو التلفزيون

واستمراره طوال السنين التي مضت! هؤلاء الاوائل كثيرون فيهم الحي الذي يرزق وفيهم من ودع الحياة الى مثواه الاخير، الا ان افضالهم ما زالت قائمة وأسماؤهم ما زالت تتردد على ألسنة الاجيال، فهل تذكرونهم ؟ حسنا.. لقد اعدت لكم مجلة الاذاعة والتلفزيون جرداً باسماء الاوائل وستتعرفون عليهم من على صفحات المجلة، وربما ستستعيدون معنا ايضا اسماء نسيناها فتكونوا مساهمين في وضع تاريخ التلفزيون وعامليه.. فلنبدأ اذن.. ولتتذكروا انتم ايضا!
ملاحظة:
ذكرت اسماء كثيرة لاشخاص عملوا في مجال واحد من قبل من عاصرهم، الا اننا وضعنا الاسم الذي تكرر (ردده اكثر من مصدر)!
*اول من ظهرت صورته وسمع صوته في التلفزيون التجريبي هو "انور البير" والذي يمكن ان نقول عنه انه المذيع التلفزيوني الاول غير الرسمي ولمدة دقائق قليلة! وهو اول من عمل بالصورة والصوت والاخراج..وكل شيء!!
*اول نقل للتلفزيون كان مراسيم افتتاحه في 2/5/1956 نقله المذيع محمد علي كريم وصبيحة المدرس.
*اول برنامج غنائي قدم بعد نقل مراسيم الافتتاح في اليوم الاول غنت عفيفة اسكندر وحضيري ابو عزيز وناظم الغزالي.
*اول برنامج قدم في التفلزيون كان عن مشروع الثرثار قدمه المذيع محمد علي كريم واخرجه الانكليزي هلكس.
*اول مذيع ظهر على شاشة التلفزيون هو محمد علي كريم اذ قال "هنا محطة تلفزيون بغداد تبث على القناة (8) اول محطة في الشرق الاوسط".
*اول صوت نسائي يسمع في التلفزيون يوم افتتاحه كان صوت صبيحة المدرس التي اصبحت اول مذيعة تلفزيون يظهر وجهها من على شاشة التلفزيون.
*اول امرأة عملت في التلفزيون ولكن دون ان يظهر وجهها كانت المهندسة ناثرة قسطو.
*****
*المهندسون الاوائل الذين عملوا في التلفزيون خالد عبد الكريم ، فالح الصوفي، ناثرة قسطو، مهدي صالح.
*اوائل المخرجين..كاميران حسني، يوسف جرجيس، ناظم الصفار، ابراهيم الديواني، خليل شوقي، خالد محمد امين.
*اول مصور للنقل الداخلي علي حجي حسين.
*اول مسلسلة تلفزيونية ظهرت على الشاشة تضاربت الاراء حولها الا انها واحدة من هذه الثلاث: الوردة الحمراء، مونت كرستو، روبن هود.
*اول برنامج ترفيهي ظهر من على الشاشة هو برنامج (ام علي) الذي مثل فيه أول مرة دور المرأة ، الممثل عبد الجبار عباس.
*اول ممثلة شاهدها الجمهور هي فدوة خالد واختها سلوى خالد.
*اول برنامج للاطفال قدم في 18/11/56، اسمه (نادي جحا) يعده ويخرجه خليل شوقي ويمثل دور جحا فيه الزميل يحيى زكي.
*اول طفلة شاركت في البرنامج السابق، هي اليوم ممثلة مسرحية وتلفزيونية واذاعية معروفة وأم لأطفال يشتركون ايضاً ببرامج الاطفال.. انها الممثلة مي شوقي!
*اول برنامج موسيقي قدم فيه طلاب مدام لينا رقصات باليه وضع موسيقاه الفنان منير بشير واخرجه ابراهيم الديواني.
*اول مباراة لكرة القدم نقلت في عام 1956 من على ساحة الكشافة.
*اول معرض للكتب نقل في عام 1956 من معهد الفنون الجميلة.
*اول سائق سيارة للنقل الخارجي هو محمود الخفاجي ثم جاء شقيقه حميد، والاثنان ما زالا يعملان في وزارة الاعلام.
*اول ماكيير هو فوزي الجنابي الذي بقي فترة قصيرة ثم جاء بعده يوسف سلمان.
*اول تمثيلية عراقية قدمت من على الشاشة "يريد يعيش" وهي في الاصل مسرحية ذات فصل واحد اخرجها للمسرح جعفر السعدي ثم قدمت في التلفزيون فأخرجها كاميران حسني وقدمتها الفرقة الشعبية للتمثيل وهي من تأليف ابراهيم الهنداوي وبطولة عبد الجبار عباس ونجم عبد الله العبيدي.
*اول طفل ظهر في عمل تمثيلي هو سمير موني الذي مثل دور علي في مسرحية يريد ان يعيش وهو اول طفل اشترك في فيلم سعيد افندي.
*اوائل المصورين هم عزيز الياس، حكمت اسكندر وقاسم الصافي.
*اول من قدم برنامج قرقوز هو عبد الرزاق عبد الستار.
*اول فلم وثائقي سجل كان عن تتويج الملك..صورة احد المصورين المتعهدين واسمه الياس جموعة.
*اول نقل خارجي كان الاحتفال بيوم الجيش في 6 كانون الثاني.
*اول من انشأ او وضع بذرة لقسم السينما هو الزميل يحيى زكي والسينمائي هاريتون مهران!
*اول عامل عراقي ينشيء برجاً للتلفزيون
(285) قدماً هو ارتفاع برج التلفزيون الثاني الذي يحتل مكانة في مبنى المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون اليوم ولكن دون ان يعمل بسبب انشاء ابراج اخرى اطول منه! هذا البرج انشأه العامل العراقي (عبد علي مراد) والذي يعتبر اول من انشأ برجاً للتلفزيون من العراقيين بعد الاجانب خاصة انه عمل مركباً للحديد قبل مجيئه للتلفزيون عام 1959 ومن يومها باشر العم عبد علي في وضع الاساس لبرجه بتاريخ 5/5/59. وانتهى منه في 7/8/59.
يقول العم عن احساسه عندما وضع اخر قطعة حديدية للبرج كنت فرحاً جداً ولكن..! يصمت وهو يسترجع ذكريات ذلك اليوم ثم يعاود الحديث قائلاً: تصوري حدث شيء لم يكن في الحسبان، فعندما صعد رفاقي العمال الى اعلى برج اشرت انا للرافعة لاصعاد الحديدة الاخيرة.. فاذا بها تلامس القطعة الخشبية التي يقف عليها العمال وبسرعة ثبت كل واحد منهم طرف البرج، في هذه الاثناء كنت قد وصلت منتصف البرج فاذا بالبراغي والادوات الحديدية التي نستخدمها في عملنا تتساقط باتجاهي حتى ان من كان واقفاً اسفل البرج فر هرباً من الخوف فأصوات البراغي الساقطة من هذا الارتفاع كانت تدوي واعقبت البراغي في السقوط الحديدة الكبيرة والاخيرة للبرج وبسرعة رميت بجسمي الى الجهة الخارجية من البرج وكانت الاعجوبة! اذا مالت الحديدة قبل ان تصل المكان الذي اقف به واستندت بالضبط على العمود الذي يعلو فوقي مباشرة! فانكسر جزء من البرج واعدنا اصلاحه.. الا اننا والحمد لله سلمنا من الموت!
صوت المذيع يظهر على الشاشة الصغيرة مع ابتسامة خفيفة، هنا محطة تلفزيون بغداد تبث برامجها على القناة (8) اول محطة في الشرق الاوسط. ويبدأ المنهاج لذلك اليوم من عام 1956!
المشاهدون، دورهم التفرج والحكم بالنجاح او الفشل على ما يشاهدونه، اما هؤلاء الذين يجلسون وراء هذا الصندوق الصغير، على حد تعبير الناس في ذلك الوقت ، فهم باعثو الحياة لاشياء تكاد تكون عقيمة بحكم الظروف السيئة التي تحيط بهم،فمن الامكانات البسيطة الى قلة الكادر الذي لايفي بابسط متطلبات العمل الفني.
ستديو التلفزيون الوحيد في عام 1956 لاتتجاوز مساحته (150) مترا يسمونه "البنكلة" اذ يتكون بناؤه من الجينكو ! مبطن بقطع كارتونية تشبه طبق كارتون البيض في يومنا هذا ، بارد قارس شتاء وحار جاف صيفاً!
تلفزيون 56
تعالوا اخبركم بحالي ولكن لاتتعجبوا
وحكاية نشوء التلفزيون عندنا بسيطة تتعلق بمزاج احد الحكام في العهد البائد اذ في بداية عام 1954 افتتحت شركة باي فرعا لها في بغداد، وانشأت معرضاً تجارياً جلبت اجهزته من بريطانيا، ونصبت اجهزة التلفزيون في المعرض وبدأ الناس بأرتياده ومشاهدة انفسهم في التلفزيون بعانة واحدة!
في عام 1955 جاءت الاوامر لنقل الاجهزة الى داخل مبنى الاذاعة وتم الاتصال باحدى الشركات لنقلها ونصبها من جديد فارسلت الشركة ثمانية خبراء باشروا بالعمل وبدأت المرحلة التجريبية للتلفزيون وكانت السارية انذاك تبث مسافة (25) كم فقط، وبعد انتهاء التجارب تم افتتاح المحطة بشكل رسمي في الساعة الخامسة بعضهم يقول السابعة من مساء 2/5/1956 ، ومن المناهج الاولى لليوم الاول حفلة غنائية اشتركت في احيائها عفيفة اسكندر وناظم الغزالي وحضيري ابو عزيز واخرون، ومن اقدم الذين عملوا في اليوم الاول من عمر التلفزيون المشرف الفني (انور البير) الذي تولى فيما بعد تدريب من جاء للعمل في التلفزيون من العراقيين، ومما يذكره انور البير عن عمله، انهم طلبوا اليه في الفترة التجريبية ان يكون مذيعاً ولكن غير رسمي! ويقرأ عبارة " هنا محطة تلفزيون بغداد التجريبية تبث برامجها على القناة "8" ومن كثرة تكرارها بدأ يتضايق حتى اضطروا لتسجيل عبارته هذه على اسطوانة واعفوه من المهمة!
ومن الطرائف التي تقترن بطبيعة العمل في ذلك الوقت وتتعلق بقلة الامكانات المتوفرة.. الحيل التي كانت تستخدم في التمثيليات والبرامج فمثلا عند اعلان السلام الملكي كانت تظهر على الشاشة صورة الملك وعلم يرفرف، اما كيف يرفرف العلم فالمسألة سهلة جدا! اذ انهم كانوا يستعينون بالمروحة المنضدية ويوجهونها على العلم ويبدأ بالرفرفة ! ولكن حدث يوما شيء لم يكن في الحسبان اذ تعثرت المذيعة بالسلك الكهربائي المتصل بالمروحة فتوقفت عن العمل وتوقف معها العلم طبعا عن الترفرف ! فما كان من مسؤول الانارة "كاظم مقصد" الا الركض بأتجاه العلم فرفعه وحركه بيده فحدث انه كان يرفرف باتجاه صورة الملك فلم تظهر الصورة واضحة فاستدعاه الملك واستجوبه فشرح له القضية بشهادة المذيعة ثم افرجوا عنه! واذا ارادوا ان يصوروا بحراً هائجاً يستعينون بسطلات الماء لسفحه داخل الاستديو.
هذه الحيل كان العاملون يتعمدونها ولكن كيف بهم وتدخلات الطبيعة! فاذا مطرت السماء في ذلك اليوم فان نقرات المطر على سطح الاستديو يسمعها المشاهد! واذا مر قطار او غرد بلبل فان المشاهدين يستمتعون بها ايضا!
الديكور والمكياج:
الديكور في ذلك الو قت كان بسيطاً ومكرراً حتى ان ديكوراً واحداً شارك بأكثر من ثمانين عملاً!
وهو عبارة عن حائط مرسوم عليه طابوق مهشم، ولو وجدوه اليوم لحصل على الجائزة الاولى، لانه اكثر من شارك بالبرامج والتمثيليات التي قدمها التلفزيون! ولهذا الحائط مع الفنان خليل الرفاعي حكاية طريفة ففي احدى المرات وبينما هو يمثل سقط عليه الحائط وبسرعة بديهة ابو فارس المعروفة التفت الى زميله الممثل قائلاً "مويزي عاد تكرخ شيلمان تره الحايط وكع علينا"...فأنقذ الموقف! ما نعرفه عن التلفزيون انه كان يقدم فقرأت مواده بشكل حي ومباشر أي دون تسجيل مسبق لها كما هو حاصل الان بفضل اجهزة الفيديوتيب!
وربما يكون اكثر الناس مشقة عندما تكون التمثيلية تستدعي منه ان يغير مكياج الممثل عدة مرات خاصة ان غرفة المكياج صغيرة جداً لا تستوعب الا الماكيير يوسف سلمان والممثل يذكر لنا يوسف سلمان عن عمله في تلك الفترة قائلاً: برغم امكاناتنا القليلة الا اننا استطعنا ان نرضي المخرج والممثل.
*وكيف كنتم تحصلون على ادوات المكياج!
-من ادوات الزينة التي تستعملها النساء اما بخصوص الشوارب واللحى فكنا نحوكها من اصواف الخروف والماعز!
صورة وصوت:
ما يملكه التلفزيون من كاميرات في الاستديو كانت اربع كاميرات يسمونها ام الدفع!وثلاث كاميرات ثابتة في سيارة يستخدمونها للنقل الخارجي ويعتبر اقدم المصورين الباقين في المؤسسة "قاسم الصافي" الذي يضحك حين يتذكر مفارقات العمل وكيف ان الديكور في احدى المرات اراد السقوط ايضاً فترك كاميرته ثابتة على وجه الممثل تعمل لوحدها وذهب هو ليمسك الديكور وكيف ان الكاميرات كانت اثناء البث تعطل عن العمل ويضطرون للتصوير فترات طويلة بكاميرا واحدة!
ومن القدامى الباقين في المؤسسة علي احمد ونواف بكر اللذان كانا مسؤولين عن الصوت، ومما يذكره علي احمد ان المؤثرات الصوتية في ذلك الوقت كانت قليلة لذا كانوا يستعينون باحد العاملين لتقليد صوت حيوان او قطار او سيارة ! ويسجلونه ولكن دون ان يدري حتى لايزعل! ومن المعروف عن نواف بكر انه يحب افلام الكارتون كثيرا ويضحك عليها واطراف ما يروى عنه انه في احدى المرات كاد يسقط من الضحك بسبب رؤيته ذيل حيوان يتحول الى "بروانه" ويطير مثل الهليوكوبتر في الهواء برغم انه شاهد هذا الفلم الكارتوني اكثر من مرة.
ومن مفارقات الصوت انه ظهرت صورة لاعلان عن باتريات بابل بينما الصوت يعلن عن دبس أي.أي!
المهندسون الاوائل:
خالد عبد الحكيم وفالح الصوفي من اقدم المهندسين العاملين وحتى الان في المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون ، فرغم الحوادث التي كادت تؤدي بحياة فالح الصوفي الا انه ما زال يحب عمله في التلفزيون.
وفي احدى المرات اراد ان يفحص المرسلة وكانت المكثفة مشحونة بالكهرباء فاذا بيده تلامسها وتعمد بعدما تتفرغ شحنتها كلها على يديه ولم يشعر بنفسه الا في المستشفى.
اما المهندس خالد عبد الحكيم فحدثنا عن الساريات في ذلك الوقت ومراحل تغييرها قائلاً: ان الارسال كان لايصل حتى بعقوبة، وان المرسلة كانت تبث نصف كيلو واط!
ويقول: اول سارية كان ارتفاعها (50) قدماً بدلت بسارية طولها (130) قدماً فبدأ ارسال آخر حوالي خمسة كيلو واط ، في عام 1959 بدلت السارية باخرى ارتفاعها (290) قدماً وفي عام 1970 اصبح ارتفاعها (560) قدماً.
جحا وام علي !
يعتبر برنامج نادي جحا اول برنامج قدم للاطفال من على شاشة التلفزيون والذي كان يعده ويخرجه خليل شوقي ويقدمه الزميل يحيى زكي وهو يعتبر من احب البرامج للمشاهدين آنذاك خاصة ان جحا يحكي لهم قصصاً ويقدم لهم افلاماً للكارتون ويوزع عليهم الحلوى التي كان جحا يضطر لشرائها من اجل اسكات الاطفال الذين يبكون في البرنامج خاصة ان البث التلفزيوني على الهواء.
ويتذكر يحيى زكي ان ابرز من شارك في برنامجه مي شوقي والعداء سامي الشيخلي.
اما "ام علي" فهو البرنامج الذي نستطيع ان نقول عنه اول برنامج مثلت فيه امرأة؟ وهذه المرأة كانت رجلاً متنكراً..انه الفنان عبد الجبار عباس الذي يقول عن نجاحه بتقمص هذا الدور: ربما يكون لنشأتي الاولى تأثير واضح على امكانيتي بتقمص شخصية ام علي وهي المرأة الشعبية التي تلبس الفوطة خاصة ان اهلي كانوا يسكنون في بيت تسكن فيه عشر عوائل اخرى! وكنت اساعد امي التي تخبز وتبيع الخبز! لذا فان الوسط الذي عشت فيه مليء بنساء مثل ام علي!
*يقولون ام علي عندما تبكي، تبكي معها الجمهور وعندما تضحك تضحكهم معها!
-هذا صحيح ان كانت ام علي تردد عتابة تبكي عليها النسوة خاصة عندما كان يظهر بها ابو علي!
ومما تجدر الاشارة اليه ان برنامج (ام علي) برغم كونه ترفيهياً الا انه كان برنامجاً يحمل في طياته موقفاً سياسياً تجاه الحكام وسلوكهم.
في الصيف..في الشتاء!
ستديو التلفزيون في عام 1956 كان له تسمية خاصة فهو اشبه بحمام تركي كما يسمونه خاصة انك من النادر ان تجد احد العاملين فيه يلبس قميصاً وبنطلوناً! والطريف ان الاستديو كان ينقل الى الحديقة المجاورة له ويتحول الى ستديو صيفي! ومن هناك يبدأ البث!
الزنبور الذي اوقف البث التلفزيوني
وفي الشتاء كانت قطرات المطر تنثال على رؤوس العاملين اذا لم تغرق الاستديو، فقد حدث ان ملأت المياه ارضية الاستديو ورصفت الصناديق الخشبية للسير عليها بغية الوصول الى اماكن العمل!
يذكر العاملون القدامى انه صادف ان توقف البث التلفزيوني ليومين وبعد البحث والتقصي اتضح ان جرذاناً او زنبوراً – اختلفوا عليه – كان السبب! وبالتأكيد فهناك العديد من الذكريات الجميلة، والحوادث الطريفة التي كانت تشكل – برغم مرراتها – انطلاقة ايجابية للعاملين الاوائل الذين صنعوا ميلاد التلفزيون، وما زالوا يعطون له الشيء الكثير.
مجلة الاذاعة والتلفزيون ايار 1976
منقول للفائدة عن
صحيفة المدى

أبو يوسف العواد
06/04/2010, 17h27
سلام وتحية ؛

ابدأ معكم مشوارا أرجو أن لايقصر برغم ظروفي العمل الطويلة مهنئا نفسي على اكتشاف هذا المنتدى( الصيد الثمين) ولكل من يشارك فيه ومهنئكم على مستواه .
وأبدأ مشاركاتي بأغنية لا أعلم إن كان أحد الإخوة سبقني إليها وهي قصيدة قديمة للشاعر سعدي يوسف ولا أعلم اسم من غنتها قبلا ولكنني أعلم يقينا أن فرقة الطريق قد أعادت غناءها وهي ( الليلة بتنا هنا والصبح في بغداد )

لم أتمكن من رفع الأغنية راجيا أن يعمد غيري مشكوراالى ذلك


الصبح في بغداد
كل الأغاني انتهت إلا أغاني الناس
والصوت لو يُشترى ما تشتريه الناس
عمدا نسيت الذي بيني وبين الناس
منهم أنا مثلهم والصوت منهم عاد
آه آه آه منهم أنا مثلهم والصوت منهم عاد

كل الأغاني انتهت إلا أغاني الناس
والصوت لو يُشترى ما تشتريه الناس
كل الأغاني انتهت إلا أغاني الناس
والصوت لو يُشترى ما تشتريه الناس
عمدا نسيت الذي بيني وبين الناس
عمدا نسيت الذي بيني وبين الناس
منهم أنا مثلهم والصوت منهم عاد والصوت منهم عاد

انتهينا إلى السجن الذي ما انتهي
منيت نفسي وقلت المشتهى ما انتهى
يا واصل الأهل خبرهم وقل ما انتهى ما انتهى
يا واصل الأهل خبرهم وقل ما انتهى ما انتهى
الليل بتنا هنا والصبح في بغداد

يوم انتهينا إلى السجن إللي ما انتهى
منيت نفسي و يوم انتهينا إلى السجن إلا ما انتهى
منيت نفسي وقلت المشتهى ما انتهي
قلت المشتهى ما انتهي
يا واصل الأهل خبرهم وقل ما انتهى
يا واصل الأهل خبرهم وقل ما انتهى
الليل بتنا اهنا والصبح في بغداد
الليل بتنا اهنا والصبح في بغداد
الليل بتنا اهنا والصبح في بغداد

محمد العمر
09/06/2010, 09h44
بعض الذكريات والمقالات الطريفه التي نشرت في جريدة حبزبوز العدد 23 لعام 1931


- ثورنا الصحافي
- ايه ... سيدي حبزبوز
- ولاتهون
- اني صارلي 7 سنين اشتغل وياك وجنت اوفى واخلص من كل الي اكلو نعمتك وجحدوهه مو تمام .
- اي ابديني تمام
- واني هسه استرحم منك بان تأذن لي بتقديم امتياز لجريدة اسبوعية اْسوة بالبقية.
- عجايب ؟؟؟؟؟
- ليش عجايب قابل الذين اصبحو في مصاف الصحفيين احسن مني اذا همه لابسين قوط انيلابس بونجور واذا لابسين مناظر باغه اني لابس ذهبيه واذا ايكمشون القلم باناملهم اني اكمشه بظلفي واعطي القلم حقه احسن منهم .
- كل هذا صحيح ولكن هناك شروط يجب ان تتوفر بيك
1-ان تكون عراقيا .
على راسي وهاي ورقة الجنسية مسجلة بدائرة البيطرة .
2-لازم عمرك اكثر من 25 سنة .
طيب اني من مات ابويه سنة 1918 رثاه الملا عبود الكرخي بقصيدة واللي كال بيهه
وين اودي سجته وفدانه ......... يوم الاْكشر يوم عض السانه
جان ابذاك الوكت عمري 10 سنين فاحسب حسابك اليوم عبرت ال 30 واستحق نيابة مو صحافه .
3-لازم اتكون غير محكوم بجناية غير سياسية او جنحة مخلة بالشرف .
هاي اسهل مايكون هذه دائرة التحقيقات الجنائية ( سي . أي . دي ) واسأل في شعبة طبع الاْصابع عن طبع ظلفي .
4- يجب ان تكون متخرجا من مدرسة عالية وعندك شهاده ومن ذوي السمعة الحسنه.
اما مسألة السمعة الحسنة فسيدي اعرف بها من غيره واما مسألة الدراسة والشهادة فهذه اسهل مايكون اذهب الى وحدة من الدول المجاورة واصرف جم فلس وجيبلك احسن شهادة عالية والسلام.
5-يجب ان تكون غير موظف وغير عضو في مجلس النواب .
الحمد لله اني لانائب ولا موظف .
6-يجب ان يكون لديك محل اقامة !!
- محل اقامتي في زرائب الجاموس في محلة العوينة وهذا محل عجزت كل السلطات عن تغييرمحله !!!!
- هذه الشروط الستة في قانون المطبوعات وماكو غيرهه .
- ولقد وجدتها متوفرة في خادمكم المطيع ( بحذف العين)
- نعم
- اذن انا اْصير صحافي رغما عن الانوف .
- بس اكو مسألة مهمه ومهمه جدا وهي انك ( ذو قرنين).
- سيدي يرحم موتاك لتخليني اكول باع واشك الكاع !!!!

علاقته بالشاعر الجواهري
كان الجواهري موظفا في البلاط الملكي فاعتاض عن الوظيفة باصدار جريدة اسماها (الفرات) ويبدو انه هادن نوري السعيد وسياسته وقتذاك فتصدى له المعارضون وفي مقدمتهم نوري ثابت والملا عبود الكرخي حتى ان الملا عبود نظم قصيدة شعبية هجا فيها الجواهري يقول فيها:
كاسر الاكرع ودافن ............ وانت هم دافن وكاسر
فثارت ثائرة الجواهري فكتب مقالا في العدد (19) من( الفرات) في الثاني من حزيران عام 1930 تحت عنوان
(اذا كنت كذوبا فكن ذكورا) شتم فيه نوري ثابت شتما مقذعا ولام وزارة المعارف وقتذاك على ابقائها على نوري ثابت كواحد من مدرسيها ومربيها وكان نوري ثابت وقتها مدرسا لم (يذيل) بعد، جاء في المقال: (في هذا البلد زمرة من الناس اتخذوا الصحافة وسيلة لنهش الاعراض واثارة الحفيظة والاحقاد). وقال عن وزارة المعارف فيه : انها ليست وزارة معارف بل هي وزارة (الحباززة والقزامزة) . وغضب وزير المعارف وقتذاك وكان (عبد الحسين الجلبي) فاْقام الدعوى على الجواهري .
وكان الجواهري قد نظم قصيدة حيا فيها مزاحم الباجه جي ومطلعها:
كيفما صورتها فلتكن انا عن تصويرة الناس غني
وكان نوري ثابت ينشر في جريدة (الكرخ) جريدة الملا عبود الكرخي صفحة باسم (خجة خان) فكان ان حشد جماعة من الشعراء الفكاهيين فاْعانوه على معارضة قصيدة الجواهري جاء فيها .
كيفما صورتها فلتكن ........... انها طبخة طاه (أرعن)
غاية الشعر لديكم اكلة . ...... فالفح (التشريب) ملء (اللكن)
اترك (الباجة) لاتلهج بها ....... ليست(الباجة) مثل (التمن)
اشهد الله تعالى انني ....... (لست من قيس ولا قيس مني)

ويشيرون بالباجة الى (مزاحم الباججي) وبالتمن الى (جعفر ابو التمن) ثم يختمون قصيدتهم بتبرئة نوري ثابت من المشاركة في نظم القصيدة فيقولون: ( لست من قيس ولاقيس مني)
وكان نوري ثابت قيسيا كرويا . فثارت ثائرة الجواهري فاْقام الدعوى على الملا عبودالكرخي لابسبب هذه القصيدة لانه لم ينشرها وانما اشاعها الذين نظموها في الاوساط السياسية والادبية بغير نشرها .. بل بسبب القصيدة الشعبية التي يقول فيها :
كاسر الاكرع ودافن ............ وانت هم دافن وكاسر

يروي الاستاذ مصطفى علي ( اول وزير للعدل في العهد الجمهوري):
انه جرت محاكمة الملا عبود الكرخي وكان نوري ثابت واحداً من الحاضرين فساْل الحاكم الملا عبود عن الغاية من نظمه هذه القصيدة فقال :
- بِك هذه قصيدة نظمتها من العهد العثماني وما لها علاقة بالجواهري
فقال له الحاكم - طيب ... لقد ورد في القصيدة (روح اسال وين اوتيل الجواهر) فهل كان في بغداد (اوتيل) بهذا الاسم في ذلك العهد؟
فلم يجب الملا عبود عن سؤال الحاكم بل التفت الى نوري ثابت الجالس في قاعة المحكمة وقال له :
- (على بختك نوري ... هاي فاتتنة) فضجت المحكمة والمستمعون بالضحك واعتبر الحاكم قول الملا عبود هذا اعترافا واقرارا فحكم عليه بالغرامة.
منقول بتصرف



نوري ثابت مؤسس النقد والهزل في الصحافة العراقية

http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=212672&stc=1&d=1276075471


الشاعر الملا عبود الكرخي

http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=212670&stc=1&d=1276075471



الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري

http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=212671&stc=1&d=1276075471

sahnon
20/07/2010, 08h30
أخي قصي الفرضي أضافة الى ما نقلته عن مطاعم بغداد الشعبية أذكر مايلي :
ويضاف الى المطاعم الصغيرة الخاصة بالكبة كبة الحاج مرعي في جانب الكرخ وتعمل هذه الكبة من العجين والسمن محشاة باللحم وتخبز في (التنور) وتباع في علبة من الخشب.
ابن سمينة مررت عليه مرور الكرام حيث كان يقع بجوار شارع النهر وجامع السادة الوفائية حيث تميّز مطعمه بطهي الطعام على الحطب مما يجعل نكهة الطعام فريدة والتشريب الذي يقدمه لرواده وأنواع الخضار كاليابسة ( فاصولية ) وغيرها مما يجدد نشاط الموظفين حين تناولهم وجبة الغذاء بعد صلاة الظهر مباشرة .
اما مطعم الحاج شعبو مطعم هريسة بجوار جامع الاحمدية مقابل طوب أبي خزامة في ساحة الميدان مشهور ولايعلو عليه مطعم آخر وفي الصيف يقدم (جبن وشربت زبيب مع النعناع .ومطعم الهريسة أيضا في محلة باب الآغا بسوق الصفاريين).
ويضاف الى مطاعم الكباب.مطعم المشهداني جوار مقهى الشابندر ومطعم كباب كركوك ومطعم الفلوجي قرب ساحة عنتر.أما كباب سيد محمد في محلة (الصابونجية) فيتميز بأن يقدم مع الكباب (صحن ,كاسة الطرشي) وكاسة الإسكنجبيل ب (جمجمته الملعقة الصغيرة الخاصة به).
ويضاف الى مطاعم الكاهي مطعم في شارع المتنبي ويحبذ كثير من البغداديين تناوله في يوم العيد .

وسام الشالجي
24/08/2010, 15h10
بغداد من التخطيط لان تكون اجمل وافضل مدينة في الشرق الاوسط الى اسوأ مدينة بالعالم

ملف عن بغداد وصلني بالايميل من احد اصدقائي , اعجبني وارتأيت ان انشره هنا ليقرأه من يهتم بامر مدينتنا الجميلة ليرى ماذا كان يخطط لها ان تكون والى ماذا أل اليه امرها بعد اكثر من ثلاثين عاما من اسوأ زمن يمر به بلد واسوأ حظ تقع به مدينة . في السبعينات كانت بغداد درة المدن في الشرق العربي , وكان منتظر للعراق ان يغادر في الثمانينات حظيرة الدول النامية وان تصبح بغداد اول مدينة فيها مترو الانفاق في الشرق الاوسط , فانظرو ماذا حل ببلدنا وما حل ببغداد اليوم .

قصي الفرضي
24/08/2010, 19h30
الاخوة الاعزاء
السلام عليكم


الدشلمة والشكرلمة تسميات تتراقص علي إيقاع الإستكان



http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=227105&stc=1&d=1282677711



الشاي في الصين له تسميتان في شمال الصين يدعى TEA (تي ) وفي جنوبها يسمى CHAY(جاي) فالتجار الصنيون الشماليون القدماء نقلو الشاي الى اوربا وانكلترة وسمي TEA , والتجار الصنيون الجنوبيون نقلوه الى شبه الجزيرة العربية والخليج العربي وايران وتركيا وسمي جاي .

وأدمن أهل العراق عادة شرب الشاي مثل إدمان المدخن علي تدخين السيكارة والتبغ، وقد جاء الإحتلال البريطاني للعراق منذ قبيل الحرب العالمية الأولي 1914 - 1918 بتلك العادة، أعني عادة شرب الشاي، وأصبح للشاي قيمة اجتماعية في حياتنا اليومية، نقيس به درجة احترام أي زائر ومستوي تقديره ومكانته, حتي أن أي ضيف يزورنا في البيت أو في محل العمل أو حتي في الدائرة الرسمية ولا نقدم له (استكان) شاي يعد ذلك نقصاً في الحفاوة والترحيب وربما (تجاهلاً) جراء عدم الإكتراث وعدم التكريم بـ (استكان) شـاي في الأقل .

لقد بدأت عادة شرب الشاي تتأًصل لدي العراقيين منذ الإحتلال البريطاني..، بينما عرف عن الهنود تناولهم المفرط للشاي وهم يزرعون شجيرته وينتجونه..، وأخذ العراقيون عنهم تلك العادة (اللذيذة) و (الممتعة).. فجلسات السمر لا تحلو إلا بالشاي، والعوائل العراقية غالباً ما تجتمع حول صينية الشاي أو (السماور) حيث تدور أقداح الشاي ودوارق الماء المغلي...، ناهيك عن (السماور) المنتصب أحياناً وسط (اللمة) .


http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=227107&stc=1&d=1282677711



واحسن انواع السماورات هو المسقوفي ( الروسي والمأخوذ من تسمية العاصمة موسكو ) او السكسوني في مقاطعة سكسونيا في اوربا وبين حين وآخر تدور قارورة السكر ليأخذ كل حاجته منه , وقارورة السكر هذه غالباً ما تكون (شكردان) أنيق من الزجاج الملون والمنقوش علي شكل إناء أو (كاسة) ترتفع علي عمود زجاجي يتصل بقاعدة زجاجية أيضاً، قبل دخول (الستيل) حياتنا الاجتماعية حيث أخذت تصنع منه عدة ولوازم الشاي من قوري وكتلي وسماور وصينية وشكردان.. الخ.

وعندما جاء الهنود مع الإحتلال الانكليزي للعراق 1917 كانوا يطلقون علي قدح الشاي أسم (بيالة) وهي تسمية (هندية - آرية) بمعني (قدح) أو (كوب) ولا زالت مناطق شمال العراق تسمي استكان الشاي (بيالة). أما كلمة (استكان) فأصلها إنكليزي، حيث أن الجنود البريطانيين الذين كانوا في الهند أيام الاستعمار البريطاني لشبه القارة الهندية عندما كانوا يعودون باجازاتهم إلي بريطانية يأخذون معهم (بيالة) الشاي الهندية أي قدح الشاي، ولأن الإنكليز كانوا يتناولون الشاي بـ(الكوب) وهو فنجان زجاجي او خزفي كبير يوضع في طبق من ذات اللون والحجم والطراز.. وتمييزاً لقدح الشاي الهندي (البيالة) عن (الكوب) الإنكليزي،

أطلق هؤلاء علي القدح أسم (استكان) وهي تسمية من ثلاثة مقاطع تشرح أصل الإناء أو القدح : East شرق - Tea شاي -Can إناء ( East-tea-can) أي قدح الشاي الشرقي وهكذا جاء الجنود الإنكليز بهذه اللفظة معهم إلي العراق، ولأن كل ما يتعلق بالشاي كان من الأمور الجديدة الدخيلة علي حياتنا الاجتماعية فقد أخذ العراقيون لفظة (استكان) مدغمة متصلة للسهولة والدلالة . ومازال الكثير من العراقيين لا يتذوق شرب الشاي إلا بـ(الاستكان) رغم أن البعض يشربه بالكوب والآخر يتناوله (بالكلاص) بينما رأينا الكثير من المصريين في العراق يتناولون الشاي بقناني معجون الطماطة الزجاجية الفارغة .

أن هناك عدة طرق لإعداد الشاي وغلي الماء الخاص به، أفضلها دائماً إعداد الشاي علي (نار الفحم) بدلاً من الكاز أو الغاز أو الكهرباء وعملية إعداد الشاي نسميها (تخدير الشاي) أي غليه وطبخه حتي ينضج وتفوح رائحته ومن هنا جاءت أغنية (خدري الجاي خدري) وشاي الفحم يدل علي الأصالة والذوق وهو مفضل مثل خبز التنور..، والشاي أنواع، منها ما هو جيد ومنها ما هو ردئ، ويتحسن الشاي بالخلط، أي بخلط عدة أنواع، وكان لوزارة التجارة في بغداد معمل لخلط الشاي..، ولا يستسيغ أهلنا في العراق تناول الشاي المعلب بعبوات صغيرة (شاي أبو الخيط) بينما يفضلون شاي سيلان الخشن ذا الرائحة الزكية. ويمكن اضافة عدة مواد عطرية للشاي ليصبح (شايا معطرا) منها (الهيل) و ورق زهر العطر، وكان للأدباء في بغداد مقهي تقع في الشارع الفرعي الواصل بين شارعي (السعدون) (وأبو نؤاس) يسمي (مقهي شاي معطر) وذلك في حقبة السبعينات بالماضي وقد دخل هذا المقهي في تأريخنا الثقافي كما في بعض الأعمال الأدبــية .


http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=227106&stc=1&d=1282677711



للشاي طقوسا ونواميس، منها مثلاً أن يتم شرب الشاي بطريقة (الدشلمة) أو بطريقـــة (الشكرلمة). وطريقة (الدشلمة) تتلخص في أن يتم تناول الشاي بدون سكر مذاب، حيث يقدم (استكان) الشاي المر علي (طبق) بدون ملعقة !! بينما يقدم في آن واحد (الشكردان) الذي يحتوي علي قطع من السكر المكعبات أو من قطع (شكر الكله) أي ذلك القالب المخروطي من السكر الأبيض الصلب..، ثم يكسر الي قطع صغيرة توضع في (الشكردان) فيعمد الشارب إلي تناول قطعة سكر يضعها تحت لسانه ويبقي لفترة طويلة يرشف رشفة من الشاي المر بينما هو يمص ببطئ قطعة السكر تحت لسانه. وهذه الطريقة مازالت قائمة في بعض مدن وقري شمال العراق. وعملية تكسير قالب (الشكرلمة) تقوم بها ربة البيت بعناية ودقة حيث يجب أن تكون القطع منتظمة غير مفتتة لتصلح تحت اللسان، وهذه العملية متممة لطقوس الشاي وأدواتها فأس صغير وسندان مثله، الفأس تكون قبضته عادة من خشب عادي أو منقوش يدل علي مستوي العائلة، ويسمي (دقاقة) وتستخدم العوائل الفقيرة فؤوساً عادية.

وقد دخلت هذه الفأس (الدكاكة) في إحدي روايات (أجاثا كريستي) البوليسية التي تحولت إلي فلم، حيث كان المخرج العراقي محمد شكري جميل يعمل مصوراً سينمائياً في (شركة نفط العراق) مطلع الخمسينات وكانت الشركة تنتج فلماً دعائياً دورياً بعنوان (العراق اليوم) يعرض في جميع دور السينما العراقية، وصادف أن التقت أجاثا كريستي محمد شكري جميل وهو يصور أحد هذه الأفلام فأعجبت بطريقته في العمل وقالت أنه ينتظره مستقبل ناجح في هذه الصنعة، ورداً علي هذه الملاحظة قام محمد شكري جميل بإهداء أجاثا (طخم شاي) كان من ضمنه (دقاقة) أي فأس قبضتها من خشب الأبنوس المطعم وكانت تلك تحفة فنية أعجبت بها أجاثا كريستي واصطحبتها معها إلي إنكلترا وأدخلت (الدقاقة) في إحدي رواياتها حيث ترتكب بها جريمة قتل، وقد ظهرت نفس (الدقاقة) في الفلم، وكانت أجاثا كريستي تصاحب زوجها عالم الآثار (ماكس مالوان) في الموصل (النمرود) وشمال العراق أثناء عمل بعثة التنقيب تلك.

أما طريقة (الشكرلمة) فتتم عبر تناول استكان الشاي المذاب فيه مسحوق السكر أو قطع من سكر المكعبات، وهذه الطريقة هي المألوفة اليوم والغالبة في المقاهي والبيوت .


http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=227108&stc=1&d=1282677711


و أغنية أخري شاعت وذاعت أثناء الحرب العالمية الثانية 1939 - 1945 غير اغنية خدري الجاي ,حين عز الشاي وفقد من الأسواق وأنقطع استيراده بسب ظروف الحرب، فعملت وزارة التموين علي إدخال مادة الشاي بالبطاقة التموينية آنذاك شأنه شأن الحنطة وقماش (الجابان) والسكر الأسمر.. الخ وفي تلك الأيام العصيبة غني المطرب الريفي حضيري أبو عزيز أغنية تقول كلماتها :
دمضي العريضة
أمضي العريضة
عيني يا أبو التموين
أمضي العريضة
الحلوة علي الجاي
طاحت مريضة

ومن الطريف أن من عادات الإنكليز تناول (شاي العصر) في حديقة البيت أو علي الشرفة...، وقد أخذنا منهم هذه العادة، كما أنهم ابتدعوا لتناول شاي العصر زياً خاصاً يتكون من بلوز خفيف فوق البنطلون يسمونه (تيشرت teashirt) أصبحت تعج به أسواق الألبسة في أنحاء العراق .

منقول للفائدة بتصرف

تحياتي ....
قصي الفرضي /العراق بغداد

نور عسكر
25/08/2010, 15h09
بغداد من التخطيط لان تكون اجمل وافضل مدينة في الشرق الاوسط الى اسوأ مدينة بالعالم

---------------------------------------
الأستاذ والأخ العزيز وسام الشالجي
تحية طيبة
شكراً جزيلاً على الموضوع المهم "بغداد" وهل أهوى سواك مدينة وليس لي عن أم العراق بديلاً (محمد القبانجي),طبعاً جهد كبير بذله المهندس صاحب هذه الدراسة المهمةومشكور عليه , من العهد الملكي مروراً لغاية (الغريب الكريه الذي أحتل العراق) !!وسماه بخجل الأديب , حسب رأيه ,معظم هذه المشاريع المدنية ورسوماتها كان قد أعدت في العهد الملكي ( مجلس الأعمار) ,وأنا كنت طفلاً أذهب مع والدي أحياناً الى المجلس وأتذكر تلك الحركة الدؤوبة من المهندسين والعاملين هناك , كانت الدولة العراقية آنذاك تنفذ هذه المشاريع حسب اهميتها وحسب واردات الخزينة العراقية القليلة نسبياً,نفذت مشاريع الري بالبداية ,سد دوكان ودربندخان وسدة الكوت ومشاريع ري أخرى ,طرق ومواصلات, حيث كان فيضان نهر دجلة كبيراً وتمت السيطرة عليه.ومشارع أخرى كل الأنظمة التي حكمت في العراق ,قد أخذت مما سبقها وبدأت بتنفيذ المشاريع واعتبارها (منجزات تلك الفترة) وهكذا الى جاء سام بجنوده وزاد البلد خراباً على خراب!!
كل الأنظمة الحاكمة لم تضع في حسابها الخطط السكانية والعمرانية والمستقبلية ,ولأنها تعتبر الدولة ملكاً لها ,تنسى أنها سلطة تنفيذية ,لأنه في ظل هذه الأنظمة جميعاً لايوجد من يحاسب هذه السلطة,وهي التي تلعب ( جولة بالقوانين) وتغيير أسماء المدن والشوارع وأزالة ما تركه النظام الذي قبله ,وهكذا, هناك رأي فني مهم جداً كان يطرح من قبل الفنانين والنحُات ,بأن لاتوضع التماثيل والأنصاب في الساحات الدائرية(الفلكة) ,بل تنصب في حديقة أو متنزه لذلك يمكن التمعن بجمالية العمل الفني ,ولكن أمانة بغداد وما أدراك ما الأمانة ,تفعل العكس خوفاً أو عمداً أو جهلاً .
المهندس والخبير المتمرس في أعداد دراسته هذه ,قد ركز على نظام معين خالد بنظره ,وحسب ما تفضل به في دراسته , كان الأجدرذكر وبمهنية عالية أن هذه الأنظمة الحاكمة والمستبدة والمنفردة والديكتاتوريةهي التي عطلت ودمرت البلد وثرواته وجعلته في آخر ذيل قائمة الأمم المتحدة والتي تنسى ذكر الأحتلال ولأنها من صنع هذا الأحتلال وقبلها من صنع قرارات الحصار الأقتصادي,النظام السابق أنتهى ولكن الفصل السابع مازال باقياً ,فمتى نرى فصلنا الأول!! ,ونسير في ركب الحضارة والرقي والتقدم ,وكنت في السابق من المعجبين بالمعماري الأمريكي فرانك لويد رايت وقرأت قسم من كتابه ( أوروبا وما ورائها) حول هذا الموضوع ,تحياتي وآسف للأطالة ,والتعليق ربما لايسر , والسلام عليكم.

وسام الشالجي
26/08/2010, 15h46
اشكرك اخي العزيز نور على هذا التعقيب والتوضيح .
ان موضوع مجلس الاعمار كان من اهم المواضيع التي استرعت اهتمامي خلال حياتي , وكم اود ان اتفرغ يوما لاعد دراسة كاملة عن هذا المجلس وما خطط له ووضعه في نظر الاعتبار خلال دورتين من حياته استمرت سبع سنوات فقط , حيث لم يكمل الدورة الثانية التي امدها اربع سنوات بسبب الغائه بعد 14 تموز عام 1958 . لو يعلم الناس حقيقة هذا المجلس وما تمخض عنه لاصيبوا بالدهشة الهائلة . ولو يعلم الناس بان الكثير من المشاريع التي افتتحت بعد عام 1958 ونسبت للعهدين الجمهوري الاول والثاني كان قد بوشر بتنفيذها في العهد الملكي وكانت من تخطيط مجلس الاعمار لتعجبوا من الكذب الذي يمعن به في تدوين تاريخنا . فهل تعلم على سبيل المثال بان مشروع مدينة الطب التي نسبت الى عبد الكريم قاسم ثم سميت فيما بعد بمدينة صدام الطبية صممت وبوشر بتنفيذها في عهد مجلس الاعمار . وهل تعلم يا صديقي بان مشروع جامعة بغداد التي تعتبر الان من اجمل جامعات العراق ونسبت ايضا الى عبد الكريم قاسم قد خطط لها وبدأ بتنفيذها في عهد مجلس الاعمار . وهل تعلم يا اخي العزيز بان هناك مشاريع نفذت بعد عشرات السنين مثل الطرق السريعة في بغداد وجسر الطابقين هي ايضا من مشاريع مجلس الاعمار . وهل تعلم بان 80% من عائدات النفط في حينها كانت مخصصة لهذا المجلس . وهل تعلم بان فيضانات بغداد اصبحت اثرا من الماضي بسبب المباشرة بتنفيذ اربعة سدود عملاقة في عهد مجلس الاعمار وان بعضها افتتح في العهد الجمهوري الاول ونسبت لعبد الكريم قاسم وغنيت لها الاغاني كما هو الحال بالنسبة لسد دربندخان . وهناك الكثير والثير الذي يمكن التحدث عنه , والذي يمكن ان يغير التاريخ ويعيد للعهد الملكي اعتباره .

رشيد القـندرجي
27/08/2010, 21h21
السلام عليكم ومساكم الله بالخير في هذا الشهر المبارك

لقد وضعت الملح على الجرح استاذ وسام في هذا الموضوع الرائع للاستاذ و المعماري والباحث الاجتماعي القدير موفق جواد الطائي الخبير في شوؤن الاسكان والاعمار , وهو الخبير أيضا في علم السايكلوجي اوعلم الاجتماع وقد ربط ووثق في كتابه الرائع هذا ھل( بغداد أسؤ مدینة حقآ) دور مغول العصر لتدمير اعرق وانبل حضارة وكسر كرامة وكبرياء ومعنويات الانسان العراقي والذي علم البشرية الكتابة ومهد التاريخ وشرع لهم الانظمة والشرائع والقوانين وعلمهم البناء والعمارة منذ عهد الدولة السومرية والاشورية والكلدانية والبابلية وخرج لهم من قديم الزمان دورات من خيرة البشر من أنبياء ورسل وعلماء وشعراء وموسيقيين وكتاب و القائمة وما زالت مستمرة ولا تنتهي الا بانتهاء وزوال الكون والبشرية . وما وصل اليه الحال باسقاط مدينة بابل من اليونسكو وسرقة وتدمير اثارنا ومتاحفنا وبناءنا وحتى مكاتبنا لم تنجو من السرقة والتلف والحرق وتصفيىة علماءنا . اين هي الشناشيل التي تغنى وتغزل فيها شاعرنا السياب بابنة الجلبي

http://i36.tinypic.com/ipxw7t.png

شناشيل بنت الجلبي بعد مقتلها بساعات

وكيف سمحوا لتشويه مدارسنا التحف المعمارية والتي تسر عين من يراها وتركها باىدي اسطوات العمارة الجدد بتوسيعها وهدم ما لم تصله اليه قنابلهم

http://i37.tinypic.com/a23b6s.png

الاعدادية المركزية في بغداد بعد تحويرها

ولا ننسى عندما نتحدث عن اساطين العمارة او نكتب عبارة اساطين العمارة في محرك البحث جوجول في مفرداتها النصية او في صور البحث حتى نجد اسم Zaha Hadid او ( زها حديد ) بوجهها المتالق البشوش ومشاريعها المعمارية الفذة بجانب اشهر المعماريين العالميين المسجلين رسميا في سجل اساطين ( جمع اسطة ) او المايستر في اللغات الاجنبية امثال المهندس المعماري لي كوربزيهو فرانك لويد رايت و ميز فان دورو و لتر كروبيس مصمم ومهندس جامعة بغداد المنفذ جزء كبير منها ولكن الجزء الاكبر لم يرى النور في القرن العشرين وسوف لن يراه الى ان يشاء الله وتتطور التكنلوجيا في علم البناء لكي تدخل تصاميمها الى حيز التنفيذ ولمستوى تفكيرها العبقرى في تصميم ابعاد و خطوط انسيابية في الهندسة الفراغية و ابعاد فضائية لا متناهية ولا ثلاثية ابعادها و المتعارف عليها في علم الهندسة المجسمة او الجيومتري

http://universes-in-universe.org/var/storage/images/media/images/islam/2007/abu_dhabi/performing_06/161505-1-eng-GB/performing_06.jpg

تصميم للمهندسة المعمارية العراقية زها حديد



وللحديث بقية

رشيد القـندرجي
28/08/2010, 20h02
السلام عليكم ومساكم الله بالخير

ارجوا المعذرة لو تجاوزت بكلمات غير أنيقة استجوب تعدليتها من قبل السيد المشرف وسام ولكنها كانت رد فعل عنيف مما وصل الحال عليه الان من قبل خفافييش الظلام وكما جاء في دراسة السيد موفق جواد الطائي وعززته الصحافة هذا اليوم والذي يمثل بالفساد كمشكلة رئيسية للعراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003, ووضع مؤشر الفساد لعام 2009 الصادر عن منظمة الشفافية الدولية العراق بين أكثر دول العالم فسادا لتحتل المرتبة 176 بين 180 دولة
ونحن عاجزين حتى في التعبير والكلام ضمن حدود اللياقة العامة.
وبما ان السيد وسام اثار موضوع حساس ( وارجوا ان لا يتم حذفه ) فساحاول ان اغير مجرى المياه ليصب في النهاية في نفس التيار وسنعززه بالصور و الوثائق وحتى التسجيلات الصوتية والتي لها علاقة في الموضوع لكي نعطي للموضوع حقه الوافي.

بغداد كما تغزل فيها الشاعر المرحوم نزار القباني

مدي بســـــاطك واملئي اكوابي انسي العتاب فقد نسيت عتابي
عيناك يا بغداد منذ طفولتي شمسان نائمتان في اهدابي
لا تنكري وجهي فانت حبيبتي وورود مائدتي وكأـس شرابي

شيدها الخليفة العباسي ابو جعفر سنة 762 ميلادي دون استشارة فرانك لويد رايت او ولتر كروبيس ولا حتى كوربزيه ووضع معمارييه اجمل تخطيط معماري وحضري في ذلك الوقت
قبل ان تنتقل العاصمة الى سامراء ( سر من رائ ) الحدث المعماري الاكثر اثارة في هذه المدينة الخالدة باثارها وقصورها كقصر العاشق و قصر المعشوق

شيدت الزوراء او مدينة السلام اي بغداد كمدينة مدورة وسميت كذلك بالمدينة المدورة كحدث اول في تاريخ التخطيط الحضري في العالم الاسلامي خلافا مما متعارف عليه في التخطيط المربع او المستطيل في انشاء المدن و تحيطها القصور والدواويين الحكومية و قصور الوزراء والحاشية وتحميها اربعة ابواب كباب الكوفة وباب البصرة و باب خراسان وباب الشام

http://i38.tinypic.com/uya68.jpg

http://i37.tinypic.com/s4to93.jpg


ودمرت جميع هذه الابواب عدا الباب الوسطاني والخادة اثاره لتفضح همجية الازمان الغابرة
والاقدار المتعثرة والتي عانتها هذه المدينة

http://i35.tinypic.com/fmnjio.jpg

رشيد القـندرجي
28/08/2010, 20h52
اذن حلقة بناء وتوسيع بغداد في المفهوم الحضري في انشاء وتخطيط المدن معتمد منذ لحظة تخطيطها الاول كنواة تتوسسع اقطارها قطر بعد قطر في حلقات منظمة في اربعة انصاف اقطار في الشمال الشرقي المتمثل في يواية خرسان و الشمال الغربي في بوابة الشام والجنوب الشرقي في باب البصرة واخيرا الجنوب الغربي والمتمثل في بواية الكوفة ولم يعتمد معمارييها وضع ابواب حمايتها على اتجاه الشمال او تحديد الشرق ( شروق الشمس )
للاسف لا توجد خرائط باللغة العربية موثقة فيها بغداد على مر العصورلاننا حتى لم نحمي ابواب بغداد من السرقة والتي استعمل سارقي الطوب لبناء بيوتهم من احجار اثارنا المتبقية نتيجة عصر الظلام والانحطاط والتاخر والامية والجهل والتخلف والتي مرت بها بغداد منذ سقوطها سنة 1258 م بيد هولاكو المنغولي التتري ومن ثم غزوها من قبل العثمانيين الاتراك عام 1534 و حتى زوال الحكم العثماني بعد الحرب الكونية الاولى والذين بهزيمتهم دمروا بوابة الشام والتي كانت تستعمل كمخزن عتاد ولكي لا يتركوا للحلفاء ذخيرتهم فعمدوا على سياسة المنهزم في الحرب باتباع سياسة الارض المحروقة ( علي وعلى اعدائي )و هذه خارطة بغداد في عام 1849 م من ارشيف دولة العم سام

http://i37.tinypic.com/vn0ytj.jpg


وكذلك خارطة بغداد عام 1944

http://i38.tinypic.com/28k7d3d.jpg


وهناك المزيد في اللقاء القادم
وفي امان الله

نور عسكر
28/08/2010, 21h37
الأخ العزيز محمد الساكني
السلام عليكم
تحية للأستاذ وسام الشالجي والذي فتح موضوع بغداد ,وتحية لك وأنت تواصل الموضوع من جوانبه المختلفة ,وعن أذنك وربما ستقطع مشاركتي هذه سلسلة ما تنشره ,فعذراً أخي.
الكتابة عن بغداد ,عاصمة الحضارة والذاكرة البشرية ,ليس بالأمر الهين ونحن نرى فصول التدمير والحرق لما تبقى من معالم وذاكرة لهذه المدينة والتي كانت مركز الحضارة العربية الأسلامية ,وسأذكر ما قاله العلامة ابن الأثير عند تدمير بغداد وقتل أهلها وسقوط الدولة العباسية 1258 م –


العلامة أبو الحسن ابن الأثير في كتابه


" الكامل في التاريخ"


(في ذكر خروج التتر الى بلاد الاسلام)


" لقد بقيت عدة سنين معرضاً عن ذكر هذه الحادثة أستعظاماً لها, كارهاً لذكرها, فأنا أقدم رجلاً وأوخر أخرى ,فمن ذا الذي يسهل عليه ان يكتب نعي الأسلام والمسلمين , ومن الذي يهون عليه ذكر ذلك, فيا ليت أمي لم تلدني, وياليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً,ءالا أني حدثني جماعة من الأصدقاء على تسطيرها, وأنا متوقف ,ثم رايت ترك ذلك لايجدي نفعاً,فنقول هذا الفعل يتضمن ذكر الحادثة العظمى , والمصيبة الكبرى التي عقت الأيام والليالي عن مثلها,عمت الخلائق, وخصت المسلمين, فلو قال قائل: ءان العالم مذ خلق الله سبحانه وتعالى آدم ءالى الآن لم يبتل بمثلها لكان صادقاً, فاءن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها ولا مايدانيها".


وأنا أقرأ كتاب "تدمير التراث الحضاري العراقي" وأقول لو كان أبن الأثير موجوداً في عصرنا هذا لكتب وقال نفس الكلام في المغول الجدد,مجرمي تدمير الذاكرة البشرية , وقف مكانك ياصاحب العسس ,فأني سأتوقف الآن!! ,تحياتي ومودتي للأستاذ وسام ولك أخي محمد الساكني ,والسلام عليكم .



ورد في تعليقك أسم قصر العاشق في سُر من رأى ,ولديّ صورة للقصر من توزيع هيئة السياحة سابقاً ,أرفعه هنا ,وان ينال أعجابكم ان شاء الله.
------------------------------------------------------
http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=227840&stc=1&d=1283031218

وسام الشالجي
29/08/2010, 00h48
ان ما حدث لبغدادنا الحبيبة من تخريب وتدمير هو جدير بان يبحث ويدرس خصوصا واننا عايشنا تلك المدينة وهي تنهض وتسارع الخطى في طريق التقدم والعمران حين كانت مدن كثيرة في شرقنا العربي مجموعة خرائب وبيوت من طين والناس يتنقلون على الدواب . انا لا استبعد نظرية المؤامرة هنا في استهداف هذه المدينة العظيمة , وقد تكون تلك المؤامرة أتية من الاقربين قبل الابعدين .
يعجبني جدا ان يتواصل هذا الموضوع , ويا حبذا لو يتضمن صور لمواقع كانت عامرة في السابق متبوعة بصور لنفس المواقع بعد ان اصبحت خرابا في خراب . لكن لي طلب صغير ارجو من اخوتي واحبتي المشاركين في هذا الموضوع ان يراعوه هو في الابتعاد قدر الامكان عن السياسة وان يتحاشوا استخدام المسميات ويستخدموا بدلا منها (صيغ المبني للمجهول) لسببين اولهما هو ان منتدى سماعي ليس منتدى لطرح الاراء السياسية , والثاني هو اننا نريد ان نجنب انفسنا والمنتدى عواقب قانونية نحن في غنى عنها .
اشكركم من كل قلبي , ونحن جميعا بانتظار المزيد عن هذه المدينة العظيمة .

نور عسكر
30/08/2010, 17h03
الأخ الأستاذ وسام الشالجي
السلام عليكم
والله لاأعرف كيف أبدأ ,ومشكور لك بتوجيهنا أو الطلب لكي نبقى ضمن حدود الموضوع ,وآنا أعتذر مقدماً عن ما ورد في تعليقي ,وطلبك أن يبقى موضوع "بغداد " في سياقه التأريخي والمهني ,أليس كذلك ,وأستغرب أخي الفاضل وسام ,عندما يتحدث أو يكتب شخص معين عن وطنه أو عاصمته أو مدينته ليس المقصود شخصكم الكريم ,يقولون له ,لاتتكلم بالسياسية ,والله نحن بعيدين جداً عنها,ونبحث عن مواطنتنا وأنتمائنا لبلد أسمه العراق ,وربما عاطفتنا نحو هذا الأنتماء تجعلنا نكتب كلمة هنا أو هناك وبخجل لايدانيه خجل العذراء وتورد خديها,والسياسة كلمة لاتنطبق علينا هنا ,لأننا ببساطة لاننتمي الى حزب أو جهة أو سلطة ما ,وحتى (السيد) المستعمر القديم في بلادنا وبلاد العرب والهند ,كان يسمي الشخص الغاضب أو الثائر أو المنتقد للأوضاع ,يسميه ( الوطني )أو الوطنيين وأحياناً يسميهم بالقرويين ,دلالة لأنتمائهم الى الوطن والقرية ,ولكن الآن في هذا الوقت يطلقون ما يشأون من التسميات والتحديدات ,يعني الواحد منا (شاغت روحه)!! أي ذهبت روحه وغاب وعيه (من الألم أو غيره).وهي من الفعل الآرامي (ش غ) بمعنى يضيع ,يفقد,يضيّع الهدف,ينتشي, يحيد عن, يخطيء .والمعذرة عن الخطأ وأفساد موضوع " بغداد" وليس لي أية عودة للموضوع هذا ,مع تقديري وأحترامي لشخصكم الكريم والأخوة الأعزاء والسلام عليكم.

رشيد القـندرجي
30/08/2010, 18h49
الأخ العزيز محمد الساكني
السلام عليكم
تحية للأستاذ وسام الشالجي والذي فتح موضوع بغداد ,وتحية لك وأنت تواصل الموضوع من جوانبه المختلفة ,وعن أذنك وربما ستقطع مشاركتي هذه سلسلة ما تنشره ,فعذراً أخي.


الأخ العزيز نور عسكر



حييتُ سفحكِ عن بعدٍ فحَييني .... يادجلة الخير , يا أمَّ البســاتين ِ
حييتُ سفحَك ظمـآناً ألوذ به ........لوذ الحمائِم بين الماءِ والطين


يادجلة الخير ِيا نبعاً أفـارقـه ......على الكراهةِ بين الحِينِ والحينِ
إني وردتُ عُيون الماءِ صافيـة .....نَبعاً فنبعاً فما كانت لتـَـرْويني


ونحن نتحدث عن بغداد وما حل بها فلم أنسى دجلة الخالد وما حل به هو الاخر من دمار شبه
شامل وتذكرت مطلع هذه القصيدة والتي كانت مقررة علينا في المدارس للشاعرنا الكبير محمد مهدي الجواهري رحمه الله ( و لضعف ذاكرتي في الحفظ ولانها كانت مقررة )كتبت في جوجل الشطر الاول فجاءني بالقصيدة كاملة وكانه مارد مصباح علاء الدين من وحي بغداد ولياليها الواحدة و الالف كما يفضل مدرسي النحو جمع ليالي( الف ليلة وليلة ) البغدادية فقط لارد لك التحية بحسن منها ولكل الاخوة المتصفحين طبعا...وسلسلة افكاري من وحي مشاركات الجميع فلا تقلق نفسك ابدا من هذه الناحية وساخرج قليلا عن طوري لكي تعرفونني بشكلي الاخر الغير مقنع .وبمناسبة الحديث عن الشعر والشعراء فلا ننسى شاعرنا الكبير معروف الرصافي في زمن كان تحلم فيه بعض الدول بخيام للسكن كانت الديمقراطية في العراق تسطر باحرف من ذهب تاريخ العراق المعاصر فقد كان شاعرنا معروف الرصافي رحمه الله سليط اللسان بحيث لم يسلم من لسانه حتى ملكنا المغفور له فيصل الاول حينما استدعوا الشاعر لمدحه ففاجئه بقوله :


أبلاط أم ملاط أم مليك ****** بالم ( ممنوع من النشر ) ك محاط
غضب الله على صاحبه ****** فتداعى ساقطا ذاك البلاط



وتفوق حتى على شاعرنا المتنبي بقصيدته ( والتي احفظها ومولع بها منذ ايام الاعدادية لانها كانت غير مقررة ) ووجدها لي خادم المصباح جوجول بحركاتها ) التي تسببت في مقتله في مدينة الكوفة الباب الرابعة لبغداد



ما أَنصَفَ القَومُ ضَبَّةْ ....... وَأُمَّهُ الطُرطُبَّةْ
رَمَوا بِرَأسِ أَبيهِ ...... وَباكَوا الأُمَّ غُلُبَّةْ
فَلا بِمَن ماتَ فَخرٌ....... وَلا بِمَن ( ممنوع من النشر )رَغبَةْ
وَإِنَّما قُلتُ ما قُلتُ .... رَحمَةً لا مَحَبَّةْ
وَحيلَةً لَكَ حَتّى ....... عُذِرتَ لَو كُنتَ تيبَه
وَما عَلَيكَ مِنَ القَتلِ ....... إِنَّما هِيَ ضَربَةْ
وَما عَلَيكَ مِنَ الغَدرِ ..... إِنَّما هُوَ سُبَّةْ
وَما عَلَيكَ مِنَ العارِ..... أنَّ أُمَّكَ ( ممنوع من النشر )



وعلى كل فانهما قصيدتان صالحتان لكل زمان ولكل مكان وصياغتهما تنفع لصيغة المبني للمجهول و لاصحاب نظرية المؤامرة والتي تم برهنتها وصارت بديهية من زمن طويل اليس كذلك اخ وسام ؟


http://i34.tinypic.com/ofmnp.jpg


ولشركاءهم الذين انتزعوا تاريخنا ووضعوه في متحافهم وياريتهم من الاهل على الاقل
نكول مسكينة الكرعة تتباهى بشعر أختها
http://i35.tinypic.com/qyzq0w.jpg

صور لبعض الاثار العراقية المسروقة في متحف اللوفر ب باريس
كمسلة حمرابي الاصلية والتي تعلموا منها تشريع القوانين الديقراطية
وبالتالي يعلموننا الاصالة وان نستمد من وحي تاريخنا المسلوب وكاننا لم نستلهم من مجدنا العريق واصالتنا و تاريخنا واحييناه بجميع مرافق حياتنا

http://i37.tinypic.com/fnczsx.jpg

لاحضوا رموز ماضينا في جزء من تاريخنا المعاصر

وسام الشالجي
30/08/2010, 19h07
اخي العزيز نور
انت بالتأكيد اسأت فهمي حين طلبت (عدم التطرق للسياسة) فاسائك طلبي . نحن يا عزيزي في منتدى سماعي حققنا نجاحا كبيرا لسببين مهمين هما ابتعادنا عن الخوض في مواضيع السياسة والدين . ان هذين الموضوعين هما اكبر مسببات الفرقة في مجتمعنا العربي بصورة خاصة ومجتمعنا الاسلامي بصورة عامة . لا تستطيع ان تتحدث في اي موضوع يخصهما الا وتجد لك معارضين قد يقلبون الدنيا عليك ولا يقعدوها فيما تقوله من اراء . لذلك فأن الابتعاد عنهما هو نجاح ليس بعده نجاح . انظر ما حل ببلدنا من خراب , الم يكن ذلك بسبب صعود هذين الموضوعين الى القمة في كل مفردات حياتنا . تصور لو كنا بعيدين عنهما فاين وكيف سيكون حالنا . وانا حين طلبت هذا الطلب في هذا المضوع بالذات كنت ادرك بان اي تحدث عن ما حل ببلدنا وبغدادنا من خراب فان ذلك سيجرنا فورا الى القاء تبعة ذلك على هذه الجهة ويأتي اخر ليلقيها على تلك فيتطور الموضوع ويتحول الى لوم ولعن لن نصل به الى نتيجة ابدا . وقد يسحبنا الموضوع فنتطرق الى اسماء مسؤولين يحكمون الان او حكموا بالسابق وهذا ما لا نريده هنا ايضا . يمكننا ان نتحدث بالكثير ولكن عن طريق استخدام صيغة المبني للمجهول لنتحاشى عن ذكر الجهة الفلانية او الاضطرار لذكر اسم الشخص الفلاني . ارجوا ان تكون قد فهمت قصدي الان , وشكرا .

د.نعمان
30/08/2010, 20h19
اخي العزيز نور
انت بالتأكيد اسأت فهمي حين طلبت (عدم التطرق للسياسة) فاسائك طلبي . نحن يا عزيزي في منتدى سماعي حققنا نجاحا كبيرا لسببين مهمين هما ابتعادنا عن الخوض في مواضيع السياسة والدين . ان هذين الموضوعين هما اكبر مسببات الفرقة في مجتمعنا العربي بصورة خاصة ومجتمعنا الاسلامي بصورة عامة . لا تستطيع ان تتحدث في اي موضوع يخصهما الا وتجد لك معارضين قد يقلبون الدنيا عليك ولا يقعدوها فيما تقوله من اراء . لذلك فأن الابتعاد عنهما هو نجاح ليس بعده نجاح . انظر ما حل ببلدنا من خراب , الم يكن ذلك بسبب صعود هذين الموضوعين الى القمة في كل مفردات حياتنا . تصور لو كنا بعيدين عنهما فاين وكيف سيكون حالنا . وانا حين طلبت هذا الطلب في هذا المضوع بالذات كنت ادرك بان اي تحدث عن ما حل ببلدنا وبغدادنا من خراب فان ذلك سيجرنا فورا الى القاء تبعة ذلك على هذه الجهة ويأتي اخر ليلقيها على تلك فيتطور الموضوع ويتحول الى لوم ولعن لن نصل به الى نتيجة ابدا . وقد يسحبنا الموضوع فنتطرق الى اسماء مسؤولين يحكمون الان او حكموا بالسابق وهذا ما لا نريده هنا ايضا . يمكننا ان نتحدث بالكثير ولكن عن طريق استخدام صيغة المبني للمجهول لنتحاشى عن ذكر الجهة الفلانية او الاضطرار لذكر اسم الشخص الفلاني . ارجوا ان تكون قد فهمت قصدي الان , وشكرا .


كلامك رائع يا استاذنا العزيز وسام الشالجي ، و انا اتفق معك في كل ما ذكرته في هذه المداخلة . كان بودي و لمرات عديدة ان اشارك في هذا الموضوع او ذاك و لكن "الخشية" من الدخول في مساجلات قد تتعلق (او تفسر بانها تتعلق) بالسياسة او الدين و بالتالي قد تسبب الحرج لك او للمنتدى قد منعني من القيام بذلك.
اما عن مسلة حمورابي فأقول للأخ العزيز محمد الساكني انها تشمخ عالياً في متحف اللوفر وتُذَكر عشرات الملايين من السواح سنوياً بالعراق منبع الحضارات. حاول العراق استرداد المسلة و"لحسن الحظ" لم تعاد و بقيت سالمة من التخريب على ايدي الجهلة و الغوغاء. علماً ان فرنسا و كما تعلم هي الدولة الوحيدة من الدول الغربية "المتقدمة" التي لم تشارك في الحرب الاخيرة على العراق و لا على تدميره.

في عام 1992 قادتني الصدفة للقيام بدراسة تطرقت فيها الى جانب من جوانب قوانين حمورابي لم يتطرق لها احد من قبل ، وقد اثارت في حينها ضجة في بعض الأوساط الفرنسية المتخصصة في الموضوع. منذ فترة وانا افكر بتقديم خلاصة عنها خاصة وان المسلة هي ليست قوانين و حسب وانما ايضاً تحفة ذات بعد فني كبير. ولكن لا ادري ان كانت تدخل في نطاق اهداف المنتدى او لا.
مع التحيات
نعمان

وسام الشالجي
31/08/2010, 01h14
اخي العزيز د. نعمان
شكرا على تعقيبك الجميل جدا . ان ادارة منتدى سماعي قد سمحت لنا مشكورة بالكثير الذي هو خارج مواضيع الفن والتراث الفني العربي لادراكها بان بلادنا تتعرض لهجمة كبيرة تهدف طمس حضارتها وتاريخها وتراثها . وانا اذ اسجل هنا تقديري العالي لهذا المنتدى العظيم لما سمح لنا به , فاني اود ان اقول لك تفضل وانشر هنا ما تريده من دراسات عن مسلة حمورابي او اي شيء اخر يتعلق بتاريخ بلدنا . ان قسم العراق سيتحول بحق الى صفحة توثيقية لكل ما اريد له ان يطمس , وان اي مشارك هنا سيكون له فضل اذ سيسجل له بانه حفظ شيء من تاريخ وتراث هذا البلد العظيم حينما اراد له المسيئين ان يزول تماما من كتبنا وسجلاتنا وحتى ذاكرتنا . بوركت هذه الاقلام التي تحفظ للبلد ارثه الغني والكبير , وبورك منتدى سماعي الذي فتح الباب لنا ولكم لنخزن فيه ما ارادوا له ان يمحى من الذاكرة والعقول .

al-abbasi
07/09/2010, 16h35
الى يوسف العواد والى اعضاء النتدى لكم الصبح في بغداد

بلقيس الجنابي
13/09/2010, 02h33
كرمة علي
الساقية التي صارت نهرا


يعد نهر (كرمة علي) اليوم من أكبر أنهار البصرة بعد شط العرب, بل انه صار أعمق منه بكثير, وربما صارت مياهه أعمق من مياه ميناء البصرة النفطي الواقع في خور الخفقة, واغلب الظن أن معظم سكان شمال البصرة لا يعلمون أن هذا النهر العظيم كان قبل أقل من قرنين من الزمان مجرد ساقية صغيرة متعرجة ضيقة, يتقافز الأطفال بين جنباتها, ويعبرها الناس مشيا على الأقدام من دون عناء, ومن دون حاجة إلى أي قنطرة من تلك القناطر الريفية المصنوعة من جذوع النخيل, لكنها أبت إلا أن تتمدد وتتسع لتصبح نهرا عظيما متميزا بأعماقه السحيقة, وتياراته الجارفة, ومتباهيا بكثرة جسوره وتنوعها, حتى ازدانت ضفافه مع الأيام بجسوره الخشبية القديمة المصنوعة من خشب الساج, وأخرى عائمة, وثالثة ورابعة خرسانية عملاقة, وصارت ضفافه مركزا للعلوم والفنون والآداب بعد أن اختارته رئاسة جامعة البصرة مستقرا لها ولأقسامها التخصصية ورياضها الإبداعية, وصار حوضه محطة لأكبر الأكاديميات البحرية في عموم الخليج, وملاذا لأكبر توربينات توليد الطاقة الكهربائية.



http://www14.0zz0.com/2010/09/12/21/403130544.jpg (http://www14.0zz0.com/2010/09/12/21/403130544.jpg)


كانت أكتافه مأوى لمدرج أول المطارات الدولية في البصرة, ثم صارت مقترباته ملاذا لأحدث مدارج مطاراتها المعاصرة, وأصبحت منعطفاته حاضنة وارفة الظلال لأقدم وأروع فنادقها ومسابحها ومنتجعاتها ونواديها وجزرها.

http://www3.0zz0.com/2010/09/12/21/482293472.jpg (http://www3.0zz0.com/2010/09/12/21/482293472.jpg)



من كان يصدق أن الساقية التي أمر بحفرها الشيخ علي السعدون عام 1830, وحملت اسمه, ستصبح نهرا عظيما يستحوذ على حصة الأسد من مياه الفرات, ومن كان يتخيل أن هذا النهر سيتمرد في خصاله النهرية والهيدروليكية والتصريفية ليتآمر على نقطة اقتران دجلة بالفرات في القرنة, فيستبدلها بملتقيات جديدة عند أقدام جزيرة المحمودية (السندباد), ويربط مصيره بمجرى شط البصرة ليختزل المسافة إلى البحر عن طريق خور الزبير, ويتمرد مرة أخرى ليحاذي مجرى المصب العام, ويجاور نهر (العِزْ), ويلتف حول قرية (حرير), القرية التي ينتسب إليها الأديب البصري الكبير (ذو البلاغتين أبو محمد القاسم بن علي بن محمد الحريري), صاحب المقامات, التي بلغ بها أعلى المقامات, وكان أمام عصره في الأدب والنظم والشعر.

http://www14.0zz0.com/2010/09/12/21/924332688.jpg (http://www14.0zz0.com/2010/09/12/21/924332688.jpg)



(الكرمة) في لهجة جنوب العراق هي الساقية, أو الترعة, أو الجدول الصغير, وشاءت الصدف أن أتلقى رسالة الكترونية من أخي الكبير الكابتن والشيخ فهمي بن حمود السعدون يحدثني فيها عن تاريخ هذه الساقية (الكرمة), التي حفرها جده السادس (علي بن ثامر بن سعدون الكبير), اثناء حصار الزبير عام 1830, ومؤازرته لأمير قبائل المنتفك حينذاك (الشيخ عيسى بن محمد السعدون), وهو ابن شقيق الشيخ علي بن ثامر, فبادر الشيخ علي السعدون بشق ترعة من جنوب غرب هور الحمار إلى شط العرب, لترتوي منها خيول جحافل المنتفك المشاركة في حصار مدينة الزبير, الذي دام لأكثر من ستة أشهر, وشاءت الأقدار أن يُقتل الشيخ علي وأبن أخيه (هزاع بن فارس) في ذلك الحصار, وما أن استسلمت المدينة المحاصرة لحشود المنتفك, حتى اقتحموا قصور المدينة, وقتلوا صبرا ستة من شيوخ عائلة الزهير.
والشيخ علي بن ثامر من طليعة أمراء قبيلة المنتفك وفحول شعرائها, وله عدة قصائد, نذكر منها قصيدته النبطية, التي قالها عام 1813 في رثاء شقيقه الشيخ عبد المحسن بن ثامر, الذي قُتل في معركة (غليوين) على مشارف بغداد, ويقول فيها:


ركضنا عليهم ركضة هاشمية
وراحت تناحي بالعوالي صدورها
غدا ذاك مذبوح والآخر مخلا
وهذاك حقّ للحدا مع نسورها
وليناهم وطابت بهم نفس لابتي
ليا عاد أبو برغش حماها وسورها
لمن خاب ذاك اليوم منّا ومنهم
رايات سودٍ تنتشر في نشورها
لفتنا ربيعة وابن جشعم ولامها
معا عسكر الدولة وجملة حضورها
ومعهم عقيل والقبايل جميعها
واللي بقلبة حسفةٍ جا يدورها




http://www10.0zz0.com/2010/09/12/21/821067063.jpg (http://www10.0zz0.com/2010/09/12/21/821067063.jpg)



ومن نافلة القول نذكر أن الشيخ علي بن ثامر السعدون هو جد رئيس الوزراء العراقي الأسبق عبد المحسن بن فهد بن علي بن ثامر السعدون, الذي أطلقت الحكومات اللاحقة اسمه على أكبر شوارع العاصمة بغداد (شارع السعدون), وزينته بنصب تذكاري لهذا الرجل الوطني الصادق, وكان رحمه الله من مواليد الناصرية عام 1889, ومن المناوئين للاحتلال البريطاني للعراق, وشارك في المقاومة المسلحة ضد قوات الجنرال (مود), وتقلد أربع وزارات, لكنه وصل إلى نهاية النفق السياسي المسدود, ورفض أن يخون شعبه وعقيدته, فقرر أن يكون رمزا لأول سياسي عراقي أدرك عمق التناقض في التوفيق بين قوة الاحتلال وإرادة الاستقلال, فكانت حياته ثمنا لإدراكه هذه الحقيقة المرة.
غادرنا عبد المحسن السعدون وترك لنا سجلا وطنيا مشرفا, ورحل قبله جده الشيخ علي السعدون فترك لنا نهرا زاخرا بالعطايا والخيرات, وشريانا متدفقا بالخصب والجمال والثراء والأمل.. بقلم كاظم فنجان الحمامي

hasanh
23/09/2010, 18h11
اذن حلقة بناء وتوسيع بغداد في المفهوم الحضري في انشاء وتخطيط المدن معتمد منذ لحظة تخطيطها الاول كنواة تتوسسع اقطارها قطر بعد قطر في حلقات منظمة في اربعة انصاف اقطار في الشمال الشرقي المتمثل في يواية خرسان و الشمال الغربي في بوابة الشام والجنوب الشرقي في باب البصرة واخيرا الجنوب الغربي والمتمثل في بواية الكوفة ولم يعتمد معمارييها وضع ابواب حمايتها على اتجاه الشمال او تحديد الشرق ( شروق الشمس )



للاسف لا توجد خرائط باللغة العربية موثقة فيها بغداد على مر العصورلاننا حتى لم نحمي ابواب بغداد من السرقة والتي استعمل سارقي الطوب لبناء بيوتهم من احجار اثارنا المتبقية نتيجة عصر الظلام والانحطاط والتاخر والامية والجهل والتخلف والتي مرت بها بغداد منذ سقوطها سنة 1258 م بيد هولاكو المنغولي التتري ومن ثم غزوها من قبل العثمانيين الاتراك عام 1534 و حتى زوال الحكم العثماني بعد الحرب الكونية الاولى والذين بهزيمتهم دمروا بوابة الشام والتي كانت تستعمل كمخزن عتاد ولكي لا يتركوا للحلفاء ذخيرتهم فعمدوا على سياسة المنهزم في الحرب باتباع سياسة الارض المحروقة ( علي وعلى اعدائي )و هذه خارطة بغداد في عام 1849 م من ارشيف دولة العم سام

http://i37.tinypic.com/vn0ytj.jpg





هذه الخارطة مثيرة للاستغراب
فمثلا توضح ان نهر المسعودي كان يصب في دجلة في موقع القصر الجمهوري تماما
كما توضح بان سور بغداد كان يحيط بالكرخ ايضا وليس الرصافة فقط
كما توضح - في الخريطة الاخرى - ان جسر الصرافية الحديدي كان بموقعه مركبة نهرية اي (عبارة) لنقل القطارات بين السكة على الجانبين

عجيب . لم اكن اعلم هذا

رشيد القـندرجي
14/11/2010, 10h21
هذه الخارطة مثيرة للاستغراب
فمثلا توضح ان نهر المسعودي كان يصب في دجلة في موقع القصر الجمهوري تماما
كما توضح بان سور بغداد كان يحيط بالكرخ ايضا وليس الرصافة فقط
كما توضح - في الخريطة الاخرى - ان جسر الصرافية الحديدي كان بموقعه مركبة نهرية اي (عبارة) لنقل القطارات بين السكة على الجانبين

عجيب . لم اكن اعلم هذا

ملاحظات بارعة اخي الفاضل حسن لا استطيع نفيها او جزمها اوحتى تاكيدها تاكيدها لان تنقصنا مصادر كثيرة لمعلوماتنا وجاري البحث عن كتاب
دليل خارطة بغداد المفصل
للدكتورين العلامتين مصطفى جواد وأحمد سوسة
http://img816.imageshack.us/img816/3496/mapbaghdad.png

خارطة بغداد 1908 من كتاب دليل خارطة بغداد المفصل واكيد سيفرح لها الاخ وسام لان الشالجية تدخل ضمن المسح و المواقع الاثرية لسور بغداد القديم

نور عسكر
14/11/2010, 20h27
الأخ العزيز محمد الساكني
الأخوان الأعزاء
السلام عليكم
وددت ان اعلق على موضوعك القيم والخاص ببغداد ,وخارطة بغداد الغربية .
-------------------------------------------------------


دليل خارطة بغداد المفصل
للدكتورين العلامتين مصطفى جواد وأحمد سوسة
http://www.sama3y.net/forum/images/statusicon/wol_error.gifهذه الصورة مصغرة . اضغط هنا لمشاهدتها بحجمها الطبيعي الذي هو 1200x830 وعرضها 1368KB.http://img816.imageshack.us/img816/3496/mapbaghdad.png

- الذي أعلمه بأن الخريطة هذه قد وضعها المستشرق الفرنسي ( لويس ماسينون 1883-1962 ) في العام 1908 كما مذكور, وهو نفس العام الذي كان يبحث فيه عن قبر (الحلاج) ( الحسين بن منصور الحلاج) وقد وجد قبره في جانب الكرخ وكان مطموراً تحت النفايات وبقايا الطابوق منذ مقتله 309 هجرية بسبب هتك الأسرار الألهية حسب الوعاظ والخليفة,فطلب من السلطات التركية آنذاك السماح له بتنظيف أو أبراز مكان القبر وتم له ذلك ,وكانت هذه من ضمن رسالة الدكتوراه التي قدمها بأسم( آلام الحلاج) في 1913 ,وطبعت في القاهرة العام 1922 , وكان لي كتاب رائع عن الحلاج بقلم ماسينون وترجم للعربية طبعاً ,وفيه صورة له في بغداد سنة 1908 وهو معتمر الرأس وبالصاية أو (الجبّة ) وصور أخرى لمكان قبر الحلاج , الكتاب تركته مع ما تركته في بغداد (لاأظن سوف أراه مستقبلاً),وربما نحظى منك يوماً برفعه مثل ,كتب العلامة الوردي وبدأنا نقرأ كتبه مجدداً وكأننا في أيام الشباب .
- وعن فروع الأنهار الصغيرة والتي كانت آنذاك ,عدى (نهر المسعودي) ,هناك كان نهر يسمى ( نهر السراة) المندثر طبعاً والذي كان يمتد مابين محلة الجعيفر والكاظمية , ونهر آخر أيضاً ( نهر عيسى) الذي كان يصب بالقرب من جسر الشهداء ,ومسائل الأنهار والري كان من أهتمام الدكتور أحمد سوسة وله الأولوية بالأهتمام بمشاريع الري والسدود المتنوعة.وهذه الأنهار والترع الصغيرة قد عرفت في بلاد الرافدين منذ أيام السومريين والبابلين والآشوريين ومن تبعهم , لأغراض الري ودرء فيضان الرافدين .
- نقطة أخيرة نلاحظ على يسار كلمة (المسعودي ) على الخريطة قبر زبيدة , وهو خطأ شائع ,فيقال ان السيدة زبيدة زوجة هارون الرشيد دفنت في مقابر قريش بجوار الأماميين الكاظمين ,حسب ابن الأثير ,ويقال أنها زمردة خاتون ,رأي آخر يقول أن أسمها عائشة , أسف للأطالة ,تحياتي وشكراً .

محمد العمر
27/02/2011, 16h21
الچرغچي
صفيرهُ في الليل يطمئن القلوب

http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=248523&stc=1&d=1298824873


یرجع تاریخ تآسیس قوة الحراس اللیلیین في العراق وهم المستخدمون في اعمال الحراسة في الشوارع و الطرق والاسواق والمحلات داخل حدود بلدیات المدن والقصبات الى عهد الاحتلال البریطاني والتي استحدثت مع تشکيلات الشرطة في بدایاتها وقد تم تسمیتهم في قانون اصول المحاکمات الجزائية الصادر في سنة 1918 بالخفراء العموميين

وفي عام 1924 صدر قانون ضريبة الحراس اللیلیین المرقوم 225 والتي تنص على تخویل امانة العاصمة ومجالس البلدیات بوضع احکام فیما یتعلق بوظائف الحراس اللیلیین ورواتبهم ، یذکر إن هناك عدة اسماء للحارس اللیلي منها الچرغچي والاقمشمچية والصبحچية ( حسب الوقت ) والبصونچي ( باسوانچي ) کلمة ترکية وتعني الحارس اللیلي وکذلك النوبچي ....
یذکر العمید المتقاعد عبد الکریم عناد بأنه کان له خال اسمه عباس صالح قد بلغ الثمانین من العمر وکان في الثلاثینات من القرن الماضي حارسآ لیلیآ ؛ ذکر بعض مما مر بحیاته وتجربته قائلآ :
عندما دخلت بغداد لاول مرة قادمآ من الحي وعلى وجه التقریب في عام 1946 وقد استهوتني الحراسة الليلية في حینها کمکسب اضافي لما أعمله نهارآ رغم ماتتطلبه من مشقة وسهر ، فقدمت عریضة الى مدير الحراس في حينها ( ابو زکي ) أطلب فیها تعییني کحارس ليلي وکانت الموافقة في حینها تتطلب الشروط التالية :
اولاً :سلامتي من الامراض والعاهات.
ثانياً: حسن السلوك والسمعة.
ثالثاً: حیازتي على الجنسية العراقية بالولادة او بالتجنس بها بعد مرور خمس سنوات.
رابعاً:عدم خضوعي لخدمة العلم ( الجندية ) .
خامساً: أن یکون على درایة وکفاية باستخدام السلاح الناري ..
وتمت الموافقة لتوفر الشروط اعلاه وارتبطت بمرکز الشرطة ( قوللغ ) ابو سیفین وتم تعییني في محلة کنکیجة وهي المحلة التي تلي الشورجة حاليا وبإستقامة سوق الشورجة بعد شارع الجمهورية وحتئ شارع غازي ( الکفاح حالياً ) ، وکانت حدود منطقة حراستي ابتداءا من نهایة سوق الشورجة مروراً بالعگد الذي يمر بمنطقة کنکيجة الى ابو سيفين وحتى علوة شيخ عمر قديمآ ..
وکان الأجر الیومي للحارس في حينها 45 فلسآ أي براتب لايتجاوز الدينار والثلثمائة فلسآ والذي نستلمه من ابو زکي وکان له غرفة في القشلة السراي وکان يوزع الرواتب على حراس القسم الثالث کل رأس شهر .. تسلمت من عريف الشرطة شارة الشرطة
( النجمة الخماسية ) وضعتها على العگال والاخرين وضعوها على الصدر واستلمت صافرة وقطعة نحاسية دائرية برقم 79 وهو رقمي وتفگة ( بندقية ) من النوع القديم ذات الزناد الشلخ ( الترباس ) ومن البنادق الترکیة القديمة او الانگليزية مع خمسة اطلاقات ( فشگات ) . واخبروني بإن الچرغچي المناوب لي هو موسى الساعدي ؛ حيث سأستلم منه واجب الحراسة بعد الساعة الثانية عشر ليلاً .
وفي الساعة السادسة صباحآ إذ کنت ( مصبحچي ) ویستلم هو مني بدوره التفگة والعتاد إذ کنت أقوم بواجب
الحراسة ( أخشمچي ) ؛ وعندما ینتهي دور المصبحچي یتوجب عليه تسليم البندقية والعتاد الى مآمور المشجب بالقوللغ ؛ ويعطي تمام خبر بإن منطقته لیس فیها حادث وعلى هذا الاساس یتبادل الحارسان المناوبان الواجب مرة صباحآ ومرة مساءا ..
أما بخصوص کیفیة إجراء الحراسة في المنطقة ، فتبدأ من الوقت المخصص وذلك بالتجول بالمحلة وهو یلبس الملابس الخاکیة وهو عبارة عن بنطلون خاکي مع سترة ذات ازرار نحاسية مع لابچين ( پسطال ) مع جراز ( .هي عبارة عن عصا خشبیة رفیعة من جانب بها حلقة جلدية لمسکها منها بیده وجانب اغلظ قلیلآ مرصع بمجموعة من المسامير الصفراء العریضة الرأس وعلى الحارس ایضآ ان یشتري کل ذلك على حسابه مع شراء معطفآ شتويآ ایضآ ؛ واثناء تجواله یضع خنجرآ في حزامه مع علبة
جلدیة صغیرة يضع الطلقات النارية ( الفشکات ) فيها وأن یعلق البندقية ( التفگة ) على کتفه ، وأن يضع الصافرة في جیب سترته بقیطان معلق على کتفه الایمن . وعلیه مراقبة المحلات وابواب المحلة وأن ینبه اصحابها في حالة بقائها مفتوحة ليلآ..
وکذلك ینبه على الدکاکین غير المقفولة وأن يقوم بين الحين والحین الاخر بالرد ( الصفیر ) بصافرته عندما یسمع الدورية التي تخصص من افراد الشرطة لمراقبة الحراس والمؤلفة من عریف الشرطة والتأکد من انجاز واجباتهم أو الرد بصافرته على صافرة مفتش الحراس المدعو ( شلال ) مع حارسین لیلیین لیقوموا بواجب التفتيش اللیلي ... وهناك وصایا بالقولغ وهي عدم أخذ السلاح للبیت وترك السلاح بالمشجب ..

الله لايراويکم بعد مضي اسبوع من استلامي الحراسة بعدني ماگلت يافتاح یارزاق من استلامي واجب الحراسة بمحلة کنکيچة أنذرني الحارس موسى الساعدي بإن منطقة کنکيچة التي يسکنها اغلبية اليهود هي منطقة مسکونة وإن فيها (طنطل) ويتوجب عليّ الحذر منه.

وفعلآ بعد يوم أو يومين کانت المنطقة مظلمة تمامآ لانقطاع النور فيها وعند مروري ببیت مهجور في الساعة
الواحدة والربع ليلآ سمعت صيحة عالية مرتبکة ( تمام ) وهذه الکلمة يقولها المفتش عادةً للدورية التي تلتقي بالحارس ويکون الجواب تمام ، فأجبته بصوت عال ( تمام ) فما کان الا ان زيکني بزيک قوي !(لك هذا شون هتلي) ، هنا تبادر لي إن ذلك صادر من الطنطل ، لذا استحضرت في ذهني مايتوجب عمله من رباطة جأش وإشعال نور فقمت رأسآ بإخراج الخنجر مهددآ إیاه ثم قلت له بلهجة قوية :
عرفتك أنت الممصوخ وعندي ملح راح اطشه عليك ، وك لوسبع اطلع لي وهاي التمنيته اشوفك ولك .. ثم بدأت بإشعال عيدان الکبریت لاضاءة المنطقة ومعرفة مایدور حولي وتجنبآ لما کان معروفآ في ذلك بإن الطنطل یباغت خصمه ویرکب على اکتافه يطارد علیه حتى ينهکه تعبآ ثم یترکه .. ومن ثم لم اسمع شیئآ فقلت له : ها ولك جبنت ؟ لعد انت مو گدها ..
وبعد مرور عشر دقائق تقریبآ ترکت المنطقة تقریبآ بإتجاه ابو سیفین وبعد حین التقیت الچرغچي موسى الساعدي الذي فاجئني بقوله معاتبآ :
ها عباس صار لي مدة أدگلك صافرة وماکو جواب شنو قصتك ؟
وفکرت قليلآ في الاجابة فأردفني بالاجابة ولم ينتظر :
أبو خضير أخاف طلعلك ابو مرة ( وکان الطنطل يکنئ بأبي
مرة ) والتهيت وياه ؟ .
فأجبته : هذا الصار وهذا الجره ( ماحدث ) ..
ويؤکد بعد کل تلك السنين إن حکاية الطنطل صحيحة لإنها حدثت مع کثيرين وخاصة في البیت المهجور بمحلة کنکچية ..

ویروي إنه سطى أحد الحرامية في بغداد على احد البیوت في محلة من محلات بغداد وفي لیلة من لیالي الصیف التي ينام فيها الناس فی السطوح ، واستيقظ أهل البیت على صوت وحرکة داخل البیت بالصياح مستنجدين بالجیران
حرامي .. حرامي .. حرامي .. وهنا استيقظ الجيران وأطلوا من سطوحهم على الطريق لیشاهدوا الحرامي وهو یرکض مذعورآ ، فبدأت النساء والاطفال بالصراخ والعیاط والولولة .. یبو .. یبو .. یبو حرامي نزول نزلك
وفي هذه الاثناء تناول احد الجیران تنگة من على التيغة وقذف
بها على الحرامي وعندما أخطأته أحثت صوتآ عاليآ بإرتطامها بالارض کصوت المفرقعات ، فما کان من الحرامي إلا ان یلتفت صوب الشخص الذي رماه بالتنگة وجابه ( بزيك قوي ) فعندما سمع أهل الدربونة ذلك ؛ تحول صیاحهم وعیاطهم الى ضحك في وسط الليل ، الامر الذي جلب انتباه الچرغچي من بعيد ليلقي القبض على الحرامي وهو يضربه ضربآ موجعآ بالجراز ويقوده الى القوللغ ویشفي غلیل الناس الذين فزوا مخروعين من نومهم
تلك اللیلة ....

كيف أثبتت سليمة هويتها للچرغچي؟
يروى (الباسوانچي) أو الچرغچي أو الحارس الليلي عباس صالح الذي كان يتولى الحراسة ليلاً في محلة کنکچية حيث يقع قصر سليمة باشا الطرفة التالية (كانت نوبتي في الحراسة في احدى الليالي تبدأ بعد منتصف الليل ويقع قصر سليمة ضمن حراستي وكان هناك يهودي كبير السن يدعى أبو نسيم يخرج مبكراً من الكنيس اليهودي في تلك المحلة ويمر ببيوت اليهود ويناديهم باسمائهم واحداً واحداً (شاؤول، خضوري، أنور، أبو منشي، لاوي اقعد) ويستدير إلى الجانب الآخر من (العگد) لينادي أسماء أخرى (حسقيل، أبو الياهو، شوميل، ساسون، موشي، زعرور، اقعد صلاة الصبح مليحة ومليح من يصلي الصبح).
وكنت أعرفه جيداً إلا اني استغربت تلك الليلة خروج امرأة من قصر سليمة في هذا الوقت المتأخر لتمشي خلف (أبو نسيم) وقد ارتبكت عندما رأتني فاسرعت بخطواتها عندها أثارت شكوكي وزادتني شكاً فخامة ملبسها، فلاحقتها ثم اطلقت صفرة قوية من صافرتي وطلبت منها ان تقف.
لحظتها فر أبو نسيم وتوقفت المرأة مرعوبة وحين دنوت منها اخبرتني أنها سليمة مراد المطربة، ولم أكن قد رأيتها من قبل لكني سمعت في الراديو صوتها مراراً فطالبتها باظهار دفتر الجنسية وسألتها إلى أين تمضين في مثل هذه الساعة؟
فقالت أنها لا تحمل دفتر جنسيتها وانها ذاهبة لوداع قريبة لها تحتضر وانه يمكنني مرافقتها إلى دار تلك القريبة والتأكد من صحة كلامها فقلت لها انني لا أستطيع مغادرة منطقتي المسؤول عنها، عندها التفتت إلي وقالت اسمعني اذن واندفعت تغني (يا صياد السمك صيدلي بنية) فتذكرت صوتها في الاذاعة واعتذرت منها.


ثم اردف قائلاً کان وقتاً طیباً قضیناه وعشناه مع خیرة إخواننا الحراس اللیلیین ( الچرغچية ) وأذکر منهم سلمان حسین بگال الذي کانت منطقة حراسته في السنك وجاسم الخباز ( خباز
بالنهار من أهل الفضل ) وجودي الشمري اللذان یحرسان
شارع الرشید لیلاً.
وأخيراً
(ياعمي الچرغچي ياريت حراميتنة مثل حراميتكم گبل جان هسه احنه بخير)

منقول بتصرف
تحياتي

نور عسكر
09/08/2011, 21h06
بغداديـــــــــات

شخصيات بغداديــة طريفة




خامساً: شيخان العربنجي



هو اشهر عربنجي في بغداد حتى الخمسينيات يوم انقرضت العرباين (الربل) تقريباً من شارع الرشيد ومات شيخان معدماً فقيراً بـ(الزيق) الذي يخرجه من فمه
///////// الصفحة 2 -المشاركة/11 /////////////////

ثامناً: شفتالو

وهو قزم ايراني اقرع يتظاهر بالبله
ويشتغل في مقهى حسن عجمي، يسقي الماء ويقوم ببقية اعمال القهوة وكان يعرف جميع روادها معرفة تامة فهو يتساءل دائماً بطريقة خبيثة عن اسمائهم وحسبهم ونسبهم ونقائهم وفضائلهم وكان له صديق حميم واخر عدو مبين اما صديقه فهو القزم العروف (خليلو) المشوه الخلق العارف جيداً بالمقامات العراقية والاغاني العراقية وغير العراقية.والمعتاش على الصدقات والاكراميات من عارفيه والفنانين والفنانات وقد ظهر على شاشة التلفزيون العراقي في يوم من الايام مقلداً مختلف الاغاني كشخصية بغدادية غريبة متصلة بالفن، برغم مظهره الخارجي،
*****************************
المطرب خـلـيـلو
من ظرفاء بغداد والذي ورد أسمه ضمن ماكتبه الأخ محمد العمر ،وأود الأضافة والتوضيح عن هذه الشخصية الظريفة في بغداد ،بحكم القرب قليلاً منه وماكتب عنه في الثلاثينات وكذلك في ثمانينات القرن الماضي ، وبالأضافة الى قصاصة الأرشيف الموجود لدينا ،أرتأيت ان أجري مقابلة مع الحاج أحمد ناصر وهو من المعمرين وله صلة نسب مع الظريف ( خليلو ) في آيار الماضي من هذا العام .
* أسمه علاء خليلو مصطفى محبوب آغا ( المشهور ب خليلو ).
ومن مواليد الديوانية- 1910 كما أورده الشيخ جلال الحنفي في كتابه ( المغنون البغداديون )
* كان بصيراً منذ طفولته، ولم يتزوج ، له شقيقة واحدة مثله في الطول أي ( قزم) وبطول أقل من واحد متر !كانت تحمل باليدين لصغر حجمها وطولها ( شاهدتها مرات عديدة في السبعينات ).
* أشتهرت شقيقته ( عليةأم الخيرة ) في بغداد في محلة المهدية وبعد ذلك الكرخ والأسكان ، لشهرتها بقرآة الفنجان والخيرة .
* غنى في الأذاعة العراقية ، ولكنه لم يظهر في التلفزيون ، وغنى في حفلات عامة أخرى في النوادي وغيرها .
* خليلو ألتقى مع كوكب الشرق ام كلثوم أثناء زيارتها الى بغداد في 16-11-1932 (ماذا قالت ام كلثوم لخليلو ؟ )
( المقال المرفق الذي كتبه الأستاذ جميل الطائي في ج القادسية في 30 تموز 1989 )( ذكريات بغدادية ) .
في المقال الكثير من الأسماء والتواريخ لتلك الفترة الزمنية
* المقال الثاني والذي كتبه الأستاذ ( حسين الكرخي) ( حفيد الشاعر الشعبي الكبير الملا عبود الكرخي ) :
* ظرفاء بغداد ... خليلو .. قزم ونادرة من نوادر الموسيقى .
( نشر في جريدة الأتحاد الأسبوعية 133 في 13 تموز 1989 )
وفيه أسئلة قديمة كان المرحوم حبزبوز ( نوري ثابت ) قد سأله .
( له صور تذكارية عدة تجمعه مع وجوه البلد واعلام الأدب والفكاهة في ارشيف المصور المشهور الفنان امري سليم ) .
* يقول عنه الحاج أحمد بأنه كان صديقاً ل شيخان العربنچي وليس الى شفتالو كما مذكور في مقالة الأخ محمد العمر ، والحاج يعرف شيخان العربنجي جيداً وعاش عصره آنذاك ،اطال الله في عمره ، لذا حبيت ان اذكر ذلك أستنادا لهذه المعلومة .( ملاحظة :هناك عبارات قد حذفتها من التسجيل ،عندما كان يسألون شيخان العربنجي ..شيخان ..شنو حملك ؟ يجاوبهم ..ره!
* كان يلقب بأبو راسين ! ( وعليه ضربة كله قويه !) يصعد على المنضدة بالمقهى ويضرب الواحد بگله اذا ما عجبه !
* خليلو ..كان حافي القدمين دائماً ولم ينتعل او يلبس حذاءاً !( ستلاحظون ذلك في الصورة التي سأرفقها ) ، حصلت على الصورة في بغداد من الأخ (نجاح البغدادي صانع الأعواد ) وصورتها بالكاميره لرفضه أعطائنا الصور وتصويرها خوفاً عليها! عباله راح نتاجر بيهن !
* الحديث طويل عن هذا المطرب والشخصية الظريفة في الحياة البغدادية في مطلع وأواسط القرن العشرين ، ومن يدري ربما سنعثر على تسجيل صوتي له ونضعه في صفحة الأغاني البغدادية بدلاً من وضعه هنا في هذا الصندوق التراثي من البغداديات ، أخذ الموضوع من الوقت حوالي السنة لتهيئة المادة الأرشيفية والصورة واللقاء الذي أجريته في بغداد ، وأود ان أشكر أخي الحبيب نهاد عسكر ابو ياسر لحفظه ما تبقى من أرشيف المرحوم أخونا الكبير،والشكر أيضاً للحاج أحمد ،شكراً لبقاء شيء ما ينبض في تراثنا العراقي ونقله وحفظه ونشره في عالمنا الحالي ، تحياتي .
http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=265149&stc=1&d=1312923083

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* خليلو وهو يغني في احدى الحفلات العامة ،ويظهر على اليسار عازف الكمان المشهور بفرقة الأذاعة سيد هاشم البغدادي ، الصورة من الخمسينات .
http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=265152&stc=1&d=1312923361

http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=265153&stc=1&d=1312923731

hasanh
10/08/2014, 14h37
حفلة في خان مرجان البناء البديع
لا اعرف من هي المطربة ووقت الحفلة




http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=341885&d=1407681396

نور عسكر
10/08/2014, 20h56
حفلة في خان مرجان البناء البديع

لا اعرف من هي المطربة ووقت الحفلة





http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=341885&d=1407681396

تحية طيبة أ. حسن
الصورة للمطربة الكبيرة الراحلة لميعة توفيق والصورة في غضون الثمانينات
وهناك لقطة اخرى ووجهها على الكاميرا ، أي لنفس المكان في خان مرجان ونفس الحفلة .. مرفوعة سابقاً في سماعي :
البوم صور التراث الفني العراقي
هنـــــــا (http://www.sama3y.net/forum/showpost.php?p=360142&postcount=66)

hasanh
10/08/2014, 21h48
قاموس .. والله انته قاموس اخوية ابو حسام

جواد كاظم سعيد
29/06/2016, 17h54
بتاريخ يوم الجمعه 20-7-1962 في مدينة الكاظميه - بغداد
وبحضور المرحوم الحاج هاشم الرجب ومجموعه من الفنانين
وشرح انغام مصارعة الزورخانه

نور عسكر
12/11/2016, 00h26
بتاريخ يوم الجمعه 20-7-1962 في مدينة الكاظميه - بغداد
وبحضور المرحوم الحاج هاشم الرجب ومجموعه من الفنانين
وشرح انغام مصارعة الزورخانه

تحية طيبة اخي العزيز كابتن جواد ولهذا الملف النادر ، والذي يوثق جانب من الموروث الشعبي وإمتزاجه بمصاحبة الغناء والموسيقى ، وضرورة كتابة وتوضيح بعض النقاط والتي جاءت ضمن هذا التسجيل النادر لعام 1962 .
* الزورخانة : كلمة يوردها الكثير على إنها أعجمية التسمية ( تركية وفارسية ) ! بينما هي كلمة عربية ، وكما مذكور شرحها واوصاوفها في معاجم اللغة العربية ولسان العرب .
* نسمع المذيع والذي يذكر الأسماء ، يقول : جابر الرَبَيعِي ! ( بالفتحة على الراء ) والصحيح حسب لفظنا بالعراقي هو : الأستاذ جابر الرُبَيعِي ( وهو صاحب مقهى القبانچي ) والمعروف في الأوساط الفنية .. والذي حضر العديد من التسجيلات الإذاعية وغيرها مع المطربين ، مثل هذا التسجيل النادر الذي أجراه مع المطرب عبد الأمير الطويرجاوي
(( هنــــااا (http://www.sama3y.net/forum/showpost.php?p=588638&postcount=53) ))

http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=360327&stc=1&d=1443568880

* نسمع في هذا التسجيل لرياضة الزورخانة ، الشرح لإنواع الحركات التي يقوم بها المشاركون من شغل السنت .. والشناو ولعبة الميال واليكات وغيرها .

http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=377649&stc=1&d=1478914496

* نسمع ايضاً قراءة لأبيات الشعر بالفصحى ومن مقام الأوشار :
مثلك لم ترى قط عيني وأجملُ منك لم تلد النساء
(في مدح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم )
* كذلك نسمع أبيات من الشعر بالفصحى لمقام الأوج :
عجباً لطوفك لايذوق مناماً *** وقد إنقضى زمن الهوى أحلاماً
****