أحمد الجوادي
03/11/2013, 01h17
الأوبرا/ بقلم أحمد الجوادي:
ربما أنني لست الشخص المناسب للكتابة عن الأوبرا لأن ذلك بعيد نسبيا عن اختصاصي وخبرتي، فأنا لم أعمل في اوركسترا للأوبرا وعلاقتي بالأوبرا محدودة جدا بسبب أنني قضيت معظم حياتي كعازف في أوركسترات سيمفونية ووترية، بالإضافة للفرق الشرقية بأنواعها من التخت العربي إلى الفرق الشرقية الكبيرة، لكن صديقا عزيزا طلب مني أن أكتب حول الأوبرا، وقال لي بأنه لا يستمتع بأغاني الأوبرات.
أنواع الأوركسترات:
في دول العالم (المتحضر) يوجد أكثر من نوع من الأوركسترات، الأوركسترا السيمفوني، والأوركسترا الوتري، وأوركسترا آلات النفخ الذي يسمى (باند)، وأوركسترا الأوبرا، وأوركسترا الباليه، وغير ذلك.
سوف أكتب نبذة مختصرة عن نوعين فقط من الأوركسترات.
الأوركسترا السيمفوني:
هذه الأوركسترات متخصصة في عزف الأعمال السيمفونية مثل السيمفونيات والكونشيرتات والافتتاحيات والقصائد السيمفونية والسويتات وغيرها. وهذه الأوركسترات تعزف أحياناً الأعمال الغنائية، مثل أجزاء من الأوبرا، حينما يكون هناك أجزاءاً مأخوذة من أوبرا من ضمن برنامج الحفل، أو أن يتضمن البرنامج عملاً غنائيا كاملاً مكتوباً للأوركسترا والكورال ومغنين سولو والتي هي ليست مأخوذة من الأوبرات، مثل الكانتاتا أو الأوراتوريو أو غيرها أو حتى أحياناً أغاني الأفلام وغير ذلك.
أوركسترا الأوبرا:
هي أوركسترا متخصص في عزف الأوبرات ومصاحبة الأوبرات. يكون العازف الذي يعزف في مثل هكذا أوركسترا قد قضى الشطر الأكبر من حياته في عزف الأوبرات. لكن هذه الأوركسترات أيضا تعزف أعمالا أوركسترالية، حيث توجد أعمالا أوركسترالية مشتركة بين الأوبرا والسيمفوني، مثل الافتتاحيات والتي هي غالبا ما تكون قد كتبت لكي تكون افتتاحية لأوبرا، حيث ممكن عزفها بشكل منفرد، اي من قبل الأوركسترا السيمفوني، وحفلات الأوركسترا السيمفوني مليئة بمثل هذه الافتتاحيات التي غالبا ما تعزف في بداية الحفل.
تجلس أوركسترا الأوبرا عادة في الحفرة الكبيرة التي تقع أمام المسرح والمخصصة لجلوس الأوركسترا، ويكون المايسترو هو نقطة التماس والوصل بين الأوركسترا والموسيقيين وبين المغنين وما يجري على المسرح.
ما هي الأوبرا:
الأوبرا هي مسرحية مغناة، وهي من أرقى الفنون.
تشترك في الأوبرا عدة أنواع من الفنون، حيث يوجد العزف وقيادة الأوركسترا، والغناء الأوبرالي، والتمثيل والدراما، والديكور، والإكسيسوارات، والملابس، والمكياج، والباليه أحياناً، والإضاءة وغيرها. كل هذه الفنون تجتمع لكي يكتمل العمل الأوبرالي.
نشأة الأوبرا:
كانت البثرة الأولى للأوبرا في الكنيسة، لكنها بالطبع لم تكن أوبرا حيث أن الأوبرا بمفهومها الحالي وجدت خارج الكنيسة.
قبل أن يكون هناك غناء كورالي (من أربع أصوات) في الكنيسة، كان هناك شيء اسمه الغناء الجريجوري، أو الجريجورياني. البعض ينسب هذا النوع من الغناء للبابا جريجوري المسمى (البابا جريجوري الأول العظيم) لأنهم يعتقدون بأن البابا كان يكتب النصوص التي تغنى، وبعض المؤرخين يقولون أن هذا خطأ وأن هذا النوع من الغناء ليس له علاقة بالبابا جريجوري. لقد كان هذا النوع من الغناء يؤدى من صوت واحد بدون مصاحبة آلية وهذا يسمى (مونوتونس) أو (مونوتون) أي ذات الصوت الواحد، وأحيانا يكون هناك صوت آخر مصاحب، يغني هذا الصوت نفس اللحن لكن على طبقة مختلفة غالبا ما تكون خامسة أو رابعة. كان هذا النوع من الغناء مخصصاً على الأغلب للكنيسة الكاثوليكية الغربية (الرومانية). هذا النوع من الغناء كان مستخدما في الأزمنة القديمة لكنه الآن قد انقرض وإن كان لا زال يغنى أحيانا في مناسبات خاصة. في هذا النوع يستخدم الصوت الرجالي وأحيانا يستخدم صوت الصبيان (لأنه في السابق كان محرما على النساء الغناء في الكنائس في القداسات العامة). لكن في الصلوات اليومية يستخدم الصوت الرجالي مع الأصوات النسائية للأخوات اللاتي كانت تعملن في الكنيسة كراهبات أو (ماسيرات).
هناك قصة حول موضوع المرأة والكنيسة كنت في صدد أن أكتب كتابا عنه وهو باختصار شديد:
كانت هناك مؤلفة موسيقية سويدية وعازفة أورجان، كانت تسكن في نفس المدينة التي أعيش فيها. كانت تعزف الأورجن وتجري عروضها الموسيقية وتقود الأوركسترا في أعمالها في الكاتدرائية التي في المدينة، كان بعض رجال الدين يساندونها، توفي أحد رجال الدين والذي كان رئيسهم، بعد ذلك منعت من العزف وقيادة الأوركسترا في تلك الكاتدرائية واضطرت أن تنتقل باقي حياتها للعمل في كنيسة قريبة وهي كنيسة ألمانية وليست سويدية. لقد حوربت هذه المؤلفة الموسيقية من قِبَلْ رجال الدين ما تبقى لها من عمرها. هذه المؤلفة التي امتدت شهرتها لتصل أمريكا وبريطانيا وألمانيا وغيرها تم منعها من العزف في الكنيسة وعزف أعمالها بسبب أنها أنثى. هذا الكلام لم يكن بعيداً، إنه قبل حوالي مائة عام من الآن فقط. أما الآن وبعد التطور الذي حصل في المجتمع السويدي (والأوروبي عموما) ففي الخمسينات وتحديدا 1958 سُمِحَ للإمرأة أن تصبح قسيسة في السويد.
(أعتذر لأنني ابتعدت بعض الشيء عن الموضوع الأصلي لكن فقط للاطلاع لكن الكثيرين يعتبرون أن ذلك في صلب الموضوع).
هذه بعض النماذج للغناء الجريجوري:
GREGORIAN CHANT - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=Ye-HAS7NUrE)
Gregorian chant - Deum verum - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=kK5AohCMX0U)
بعد ذلك تطورت الموسيقى والغناء جنبا إلى جنب ومرت بمراحل كثيرة، إلى أن بدأت أعمالاً تكتب للكورال بمصاحبة أوركسترا صغيرة وامتد الأمر ليصبح كورال مع عدد من مغني السولو مع الأوركسترا. كانت تلك الأعمال الغنائية تكتب على نصوصٍ دينية وليست دنيونية.
من أشهر وأهم هذه الأنواع هو الأوراتوريو، والتي هي مثل الأوبرا لكنها بدون تمثيل ولا ملابس خاصة للتمثيل، وتوجد أنواع أخرى مثل الكانتاتا والريكويام، وكلها مبنية على نصوص دينية.
من أشهر الكانتات هي الماسايا لهاندل، وماسايا تعني السيد المسيح والتي تعزف كثيرا جدا في برامج الحفلات الموسيقية وخصوصا في المناسبات الدينية. ويعزف كثيرا في الحفلات الموسيقية وخصوصا في الكنائس والمناسبات الدينية القسم الأخير من ماسايا هاندل والذي هو (هالليلويا) أو سبحوا للرب، أو اشكروا الله، وهي مأخوذة أصلاً من الديانة اليهودية. وكذلك القداس العظيم لموتسارت.
هذه هي ماسايا هاندل كاملة:
Messiah - A Sacred Oratorio, Handel - conducted by Sir Colin Davis - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=ZuGSOkYWfDQ)
وهذا هو المقطع الأخير (هالليلويا):
Royal Choral Society: 'Hallelujah Chorus' from Handel's Messiah - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=IUZEtVbJT5c)
وهذا هو جزء من القداس العظيم لموتسارت:
Mozart Gran Misa en do m. -2. Gloria (Bernstein) - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=OVL2V8GQpgw)
وهذا مقعطع من القداس ليوهان سيباستيان باخ والمسمى بقداس عيد الميلاد، أو (Christmas Mass).
J.S. Bach - Christmas Oratorio BWV 248 - Part I 'For the First Day of Christmas' - Mvt. I - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=a6MMW-NJmt8)
بعد ذلك بدأت الأوبرا في الظهور خارج الكنيسة وبنصوص وقصص دنيوية. كان الظور الأول للأوبرا في أيطاليا، وامتدت بعد ذلك إلى فرنسا ثم إلى باقي أوروبا.
كانت الأوبرا في بدايتها تعزف في قصور النبلاء والأمراء، لكن بعد ذلك امتدت لتصبح تعزف للجمهور وذلك بواسطة الدخول بواسطة شراء التذاكر. بعد ذلك بدأ في فرنسا شيء اسمه أوبيرا كوميك.
ما هي أنواع الأصوات الغنائية؟
تقسم الأصوات الغنائية للكورال إلى أربعة أقسام وهي:
السوبرانو، وهو للأصوات النسائية الحادة.
الآلتو، وهو للأصوات النسائية الغليظة.
التينور، وهو للأصوات الرجالية الحادة.
الباص، وهو للأصوات الرجالية الغليظة.
من هنا أتت التسمية بواسطة استخدام الحرف الأول من كل صوت لكتابة الهارموني وهي:
Soprano
Alto
Tenor
Bass
لكي تصبح الكلمة المختصرة هي: SATB
أما لغناء السولو فالأمر يختلف بعض الشيء لأن هناك تصنيفات أكثر للأصوات البشرية وهي:
سوبرانو Soprano وهو الصوت النسائي الحاد.
ميتزو سوبرانو Mezzo Soprano وهو الصوت النسائي الأقل حدة.
كونتر آلتو Contralto وهو الصوت النسائي الغليظ.
كونتر تينور Countertenor وهو الصوت الرجالي الحاد.
تينور Tenor وهو الصوت الرجالي الأقل حدة.
باريتون Baritone وهو الصوت الرجالي الغليظ وأقل غلظة من صوت:
باص Bass وهو الصوت الرجالي الغليظ. وهذا النوع عادة أندر من باقي الأصوات.
وتوجد تسميات وتصنيفات أخرى وذلك بحسب نوع الصوت.
حين حضور شخص لعرض لأوبرا للمرة الأولى، سيشاهد أشياء كثيرة لم يعتد عليها من قبل، ففي الأوبرا يوجد الغناء السولو المنفرد، وتوجد الأغنية بمصاحبة الأوركسترا أي ما تدعى (آريا) أو (Aria). ويوجد شيء آخر اسمه (ريسيتاتيف) وهو غناء إما بمصاحبة قليلة جدا أو بدون مصاحبة وهو أشبه الكلام منه للغناء، أو إلقاء ملحن، وفيه أنواع منها مغنى ومنها كلام أو حوار غير مغنى أو إلقاء بطريقة الأوبرا وبإيقاع. وتوجد الحوارات الغنائية بين أكثر من مغني سولو. ويوجد الغناء الجماعي للكورال وأحيانا مصاحب لمغني السولو.
يوجد شيء ظهر أولاً في إيطاليا اسمه (بيل كانتو) ومعناه بالإيطالية (الغناء الجميل).
ربما البعض يتساءل: أهناك غناء جميل وغناء قبيح؟
طبعا ليس هذا هو المقصود لكن المقصود هو نوع من التكنيك الذي يمتلكه بعض مغنين السولو، وهذا الشيء يُدَرّسْ.
ممكن تشبيه هذا النوع من الأداء ببعض المغنين في الموسيقى العربية، حيث ممكن أن نسمع مغني يطربنا ونهتز له ويحرك مشاعرنا وأحاسيسنا، وحينما نسمع مغني آخر نسمع أن كل ما يغنيه هو صحيح، لا نشاز ولا أي شيء خطأ، لكن هذا المغني لا يتمكن من أن يهزنا أو يحرك مشاعرنا. هل يكون تأثير وديع الصافي أو موسيقار الأجيال حينما يغني هو نفس تأثير فلان من المغنين؟
من المؤلفين العظام الذين كتبوا أوبرات هو موتسارت الذي ألف عددا من الأوبرات، منها الفلوت السحري (البعض يسميه الناي السحري)، ودون جوان، وزواج فيجارو. وهناك الكثيرين جدا ممن كتبوا أوبرات غاية في الروعة، من أشهر من كتب الأوبرات في ألمانيا هو فاجنر، وفي إيطاليا عدد كبير من المؤلفين مثل فيردي وكلاودو مونتيفيردي والذي يعتبر من أوائل من كتبوا أوبرات، اليساندرو سكارلاتي وهو من أهم من طور الأوبرا، جين فيليب رامو وهو أهم وأول من كتب الأوبرا في فرنسا، وهنري بورسيل أول من كتب الأوبرا في بريطانا، بيتهوفن كتب أوبرا واحدة وهي فيديليو، وروسيني. والقائمة تطول جدا.
من الأوبرات التي نعتز بها نحن العرب عموما والمصريين خصوصا هي أوبرا عايدة والتي ألفت خصيصا من قبل المؤلف الإيطالي الكبير والشهير جدا فيردي. لقد ألف فيردي أوبرا عايدة خصيصا لكي تعزف بمناسبة افتتاح قناة السويس، وكان الخديوي إسماعيل باشا هو الذي كلف جوزيف فيردي بكتابة هذه الأوبرا. وكانت السبب في أن تكون هناك دار أوبرا في مصر والتي تعتبر من أوائل دور الأوبرا في الشرق وأول دار أوبرا في الوطن العربي كله وكان ذلك في العام 1869، ومن هنا بدأت نهضة مصر الموسيقية حيث توافد الموسيقيين والعازفين الأجانب لكي يكونوا الرعيل الأول. مع شديد الأسف والحزن أن دار الأوبرا هذا قد حرق في العام 1971، وكانت فيه وثائق ومخطوطات نادرة جدا وغاية في الأهمية.
لقد كان العرض الأول لأوبرا عايدة في يناير 1871 في دار أوبرا القاهرة التي حرق.
لقد كان لي الشرف أن أكون مع أوركسترا كونسيرفتوار القاهرة حينما عزفنا أجزاء كثيرة من هذه الأوبرا في نفس المعهد الذي درس فيه فيردي في روما، وكان ذلك في العام 1976، وكان العمل بقيادة الراحل الكبير المايسترو أحمد عبيد.
كيف ممكن تذوق هذا النوع من اللون الغنائي وهذا الفن الراقي؟
مثل أي شيء آخر فلا يمكن للمستمع الذي لم يستمع للأوبرا أن يستمتع بسماعها من المرة الأولى. ويجب أن أقول بأن للأوبرا جمهورها الخاص على الأغلب، أي هناك مستمعين يحبون سماع الأوبرات أكثر من أي شيء آخر.
وكما هو الأمر مع المستمع العربي (على سبيل المثال) الذي لم يعتد سوى سماع الموسيقى الأغاني العربية، مثل هذا المستمع لن يستسيغ سماع سيمفونية من سيمفونيات موتسارت أو بيتهوفن أو براهمز أو تشايكوفسكي أو غيرهم. فكذلك الحال مع الأوبرا، حتى المستمع المعتاد على سماع الموسيقى الكلاسيك ممكن أن يكون بعيدا عن سماع وتذوق فن الأوبرا والغناء الأوبرالي. وكذلك هو الحال مع المستمع الأوروبي الذي اعتاد طيلة حياته أن يستمع موسيقى فاجنر وماهلر وغيرهما فمن الصعب جدا عليه أن يتذوق أغنية لكوكب الشرق أم كلثوم والتي نعشقها نحن العرب.
بل حتى المستمع العربي الذي اعتاد سماع نفائس الموسيقى والغناء العربي، مثل هذا المستمع لا يمكن أن يستمتع بأغنية حديثة خصوصا من الأغاني التي يميل البعض لتسميتها ب (أغاني هابطة)، وبالعكس أيضا فالشباب المعتادين على سماع مثل هذه الأغاني والمسماة (أغاني هابطة) من الصعب عليه أن يستمتع بأغنية من النوع الثقيل لكوكب الشرق أو موسيقار الأجيال أو دور قديم للشيخ زكريا أحمد أو داؤود حسني مثلاً.
هذه هي الحياة.
الآن مع هذه الباقة التي اخترتها لكي لا ينفر السامع العربي من الأوبرا وأتمنى أن يحب سماعها، لكن يجب أن أقول بأن ذلك سيتطلب وقتا وتمرينا على السماع، أي الدأب على السماع:
هذا مقطع من أوبرا عايدة، في الوقت 3:33 نسمع للمارش الشهير جداً من هذه الأوبرا:
AIDA Metropolitan Opera- Act 2-Scene 2 (Triumphal March) -Subt en Espanol - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=xxgOIwOd_5I)
وهذا مقطع من أوبرا عايدة من أوركسترا وكورال سويدي، من مدينة لوند وهي مدينة صغيرة، يعني تعادل حي غير كبير من أحياء القاهرة أو بغداد أو لندن أو باريس، يعيش فيها حوالي 82 ألف نسمة فقط:
(HD) Verdi - Aida - Triumphal March - Lund International Choral Festival 2010 - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=ns_xsduwI-E)
وهذا مقطع من أوبرا عايدة من القاهرة/ مصر أم الدنيا
Opera AIDA - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=7FrKbrDPADQ)
وبالمناسبة فإن أوبرا عايدة تعرض الآن في دار الأوبرا في القاهرة وبمناسبة الذكرى المئوية الثانية لميلاد فيردي، وقد كتب حول الموضوع صديقي العزيز الدكتور هشام خلف وأغنانا بمعلومات جميلة جدا، هذا هو الرابط:
http://www.sama3y.net/forum/showthread.php?t=101047
وهذا مقطع من لاترافياتا لفيريدي أيضا، من مغني التينور الرائع بافاروتي، نلاحظ أنه ليس من عرض من الأوبرا بل عرض أوكسترالي، ونلاحظ بوضوح البيل كانتو:
Pavarotti- La Traviata- Brindisi - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=uDo8Iz8LzW4)
وهذه الآريا الشهيرة جدا من الفلوت السحري لموتسارت، قبل الآريا يوجد ريسيتاتيف غير مغنى:
The Queen of the Night Diana Damrau & Mozart - Aria "The Magic Flute (Composition)" - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=pzMScwFKIfk)
وهذه الآريا أيضا من الفلوت السحري لموتسارت، نلاحظ أن المغني يعزف على آلة مخصصة لهذه الأوبرا، أحيانا يعزف المغني فعلا على هذه الآلة وأحيانا تعزف من قبل عازف الفلوت في الأوركسترا:
Manfred Hemm - Der Vogelfأ¤nger bin ich ja (live) - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=i4y3mfqMBPU)
وهذا ريسيتاتيف من دون جوان لموتسارت، نلاحظ أن المصاحبة هي كوردات تعزف في نهاية كل عبارة:
Recitativo Don Giovanni & Leporello - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=xOfKfzGt90g)
وهذا كاروزو، أشهر مغني عرفه التأريخ المعاصر:
Una Furtiva Lagrima - Enrico Caruso 1904 - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=t936rzOt3Zc)
وهذه ماريا كالاس أشهر سوبرانو عرفها التأريخ المعاصر تغني آفي ماريا لشوبرت أي السيدة العذراء (مريم) عليها السلام:
Maria Callas - Ave Maria - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=l5cF5GGqVWo)
وهذه آفي ماريا من بافاروتي، وهي ليست من أوبرا:
Luciano Pavarotti - Ave Maria 1978 - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=ojeLyPo_Wz4)
وهذا العمل يعزف أيضا سولو من بعض الآلات، ولكي أغير الجو قليلا هذا نفس العمل من عزف يهودي مينوهين:
Yehudi Menuhin - Ava Maria - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=jE932zTh928)
وهذه من أورفيو لمونتيفيردي:
L'ORFEO de Claudio Monteverdi (2001-02) - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=IlyLv3uvLl4)
هذه منوعات من أشهر المغنين من الرجال:
Greatest Male Opera Singers - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=Lh7KQ99uxKQ)
وهذه منوعات من أشهر المغنيات من النساء:
Greatest Female Opera Singers - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=yVOgvImycb8)
وهذا العمل هو للمؤلفة السويدية التي تكلمت عنها، (إلفريدا أندريه)، (الله رحيم) أو (Lord have Mercy):
Elfrida Andrأ©e - Concert Ouverture in D-major (1873) - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=uo24JByn0bY)
أخيراً مع هذين العملين التركيين بأصوات أوبرالية، وهي أغاني دينية إسلامية:
Gأ¼zel Aإںؤ±k Cevrimizi (Demedim mi) - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=ZLq_m3bOelI)
Senfoni ile Ilahiler - Allahumme Salli - Tekbir - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=aeVkWENXpKk)
خالص محبتي
أحمد الجوادي
ربما أنني لست الشخص المناسب للكتابة عن الأوبرا لأن ذلك بعيد نسبيا عن اختصاصي وخبرتي، فأنا لم أعمل في اوركسترا للأوبرا وعلاقتي بالأوبرا محدودة جدا بسبب أنني قضيت معظم حياتي كعازف في أوركسترات سيمفونية ووترية، بالإضافة للفرق الشرقية بأنواعها من التخت العربي إلى الفرق الشرقية الكبيرة، لكن صديقا عزيزا طلب مني أن أكتب حول الأوبرا، وقال لي بأنه لا يستمتع بأغاني الأوبرات.
أنواع الأوركسترات:
في دول العالم (المتحضر) يوجد أكثر من نوع من الأوركسترات، الأوركسترا السيمفوني، والأوركسترا الوتري، وأوركسترا آلات النفخ الذي يسمى (باند)، وأوركسترا الأوبرا، وأوركسترا الباليه، وغير ذلك.
سوف أكتب نبذة مختصرة عن نوعين فقط من الأوركسترات.
الأوركسترا السيمفوني:
هذه الأوركسترات متخصصة في عزف الأعمال السيمفونية مثل السيمفونيات والكونشيرتات والافتتاحيات والقصائد السيمفونية والسويتات وغيرها. وهذه الأوركسترات تعزف أحياناً الأعمال الغنائية، مثل أجزاء من الأوبرا، حينما يكون هناك أجزاءاً مأخوذة من أوبرا من ضمن برنامج الحفل، أو أن يتضمن البرنامج عملاً غنائيا كاملاً مكتوباً للأوركسترا والكورال ومغنين سولو والتي هي ليست مأخوذة من الأوبرات، مثل الكانتاتا أو الأوراتوريو أو غيرها أو حتى أحياناً أغاني الأفلام وغير ذلك.
أوركسترا الأوبرا:
هي أوركسترا متخصص في عزف الأوبرات ومصاحبة الأوبرات. يكون العازف الذي يعزف في مثل هكذا أوركسترا قد قضى الشطر الأكبر من حياته في عزف الأوبرات. لكن هذه الأوركسترات أيضا تعزف أعمالا أوركسترالية، حيث توجد أعمالا أوركسترالية مشتركة بين الأوبرا والسيمفوني، مثل الافتتاحيات والتي هي غالبا ما تكون قد كتبت لكي تكون افتتاحية لأوبرا، حيث ممكن عزفها بشكل منفرد، اي من قبل الأوركسترا السيمفوني، وحفلات الأوركسترا السيمفوني مليئة بمثل هذه الافتتاحيات التي غالبا ما تعزف في بداية الحفل.
تجلس أوركسترا الأوبرا عادة في الحفرة الكبيرة التي تقع أمام المسرح والمخصصة لجلوس الأوركسترا، ويكون المايسترو هو نقطة التماس والوصل بين الأوركسترا والموسيقيين وبين المغنين وما يجري على المسرح.
ما هي الأوبرا:
الأوبرا هي مسرحية مغناة، وهي من أرقى الفنون.
تشترك في الأوبرا عدة أنواع من الفنون، حيث يوجد العزف وقيادة الأوركسترا، والغناء الأوبرالي، والتمثيل والدراما، والديكور، والإكسيسوارات، والملابس، والمكياج، والباليه أحياناً، والإضاءة وغيرها. كل هذه الفنون تجتمع لكي يكتمل العمل الأوبرالي.
نشأة الأوبرا:
كانت البثرة الأولى للأوبرا في الكنيسة، لكنها بالطبع لم تكن أوبرا حيث أن الأوبرا بمفهومها الحالي وجدت خارج الكنيسة.
قبل أن يكون هناك غناء كورالي (من أربع أصوات) في الكنيسة، كان هناك شيء اسمه الغناء الجريجوري، أو الجريجورياني. البعض ينسب هذا النوع من الغناء للبابا جريجوري المسمى (البابا جريجوري الأول العظيم) لأنهم يعتقدون بأن البابا كان يكتب النصوص التي تغنى، وبعض المؤرخين يقولون أن هذا خطأ وأن هذا النوع من الغناء ليس له علاقة بالبابا جريجوري. لقد كان هذا النوع من الغناء يؤدى من صوت واحد بدون مصاحبة آلية وهذا يسمى (مونوتونس) أو (مونوتون) أي ذات الصوت الواحد، وأحيانا يكون هناك صوت آخر مصاحب، يغني هذا الصوت نفس اللحن لكن على طبقة مختلفة غالبا ما تكون خامسة أو رابعة. كان هذا النوع من الغناء مخصصاً على الأغلب للكنيسة الكاثوليكية الغربية (الرومانية). هذا النوع من الغناء كان مستخدما في الأزمنة القديمة لكنه الآن قد انقرض وإن كان لا زال يغنى أحيانا في مناسبات خاصة. في هذا النوع يستخدم الصوت الرجالي وأحيانا يستخدم صوت الصبيان (لأنه في السابق كان محرما على النساء الغناء في الكنائس في القداسات العامة). لكن في الصلوات اليومية يستخدم الصوت الرجالي مع الأصوات النسائية للأخوات اللاتي كانت تعملن في الكنيسة كراهبات أو (ماسيرات).
هناك قصة حول موضوع المرأة والكنيسة كنت في صدد أن أكتب كتابا عنه وهو باختصار شديد:
كانت هناك مؤلفة موسيقية سويدية وعازفة أورجان، كانت تسكن في نفس المدينة التي أعيش فيها. كانت تعزف الأورجن وتجري عروضها الموسيقية وتقود الأوركسترا في أعمالها في الكاتدرائية التي في المدينة، كان بعض رجال الدين يساندونها، توفي أحد رجال الدين والذي كان رئيسهم، بعد ذلك منعت من العزف وقيادة الأوركسترا في تلك الكاتدرائية واضطرت أن تنتقل باقي حياتها للعمل في كنيسة قريبة وهي كنيسة ألمانية وليست سويدية. لقد حوربت هذه المؤلفة الموسيقية من قِبَلْ رجال الدين ما تبقى لها من عمرها. هذه المؤلفة التي امتدت شهرتها لتصل أمريكا وبريطانيا وألمانيا وغيرها تم منعها من العزف في الكنيسة وعزف أعمالها بسبب أنها أنثى. هذا الكلام لم يكن بعيداً، إنه قبل حوالي مائة عام من الآن فقط. أما الآن وبعد التطور الذي حصل في المجتمع السويدي (والأوروبي عموما) ففي الخمسينات وتحديدا 1958 سُمِحَ للإمرأة أن تصبح قسيسة في السويد.
(أعتذر لأنني ابتعدت بعض الشيء عن الموضوع الأصلي لكن فقط للاطلاع لكن الكثيرين يعتبرون أن ذلك في صلب الموضوع).
هذه بعض النماذج للغناء الجريجوري:
GREGORIAN CHANT - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=Ye-HAS7NUrE)
Gregorian chant - Deum verum - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=kK5AohCMX0U)
بعد ذلك تطورت الموسيقى والغناء جنبا إلى جنب ومرت بمراحل كثيرة، إلى أن بدأت أعمالاً تكتب للكورال بمصاحبة أوركسترا صغيرة وامتد الأمر ليصبح كورال مع عدد من مغني السولو مع الأوركسترا. كانت تلك الأعمال الغنائية تكتب على نصوصٍ دينية وليست دنيونية.
من أشهر وأهم هذه الأنواع هو الأوراتوريو، والتي هي مثل الأوبرا لكنها بدون تمثيل ولا ملابس خاصة للتمثيل، وتوجد أنواع أخرى مثل الكانتاتا والريكويام، وكلها مبنية على نصوص دينية.
من أشهر الكانتات هي الماسايا لهاندل، وماسايا تعني السيد المسيح والتي تعزف كثيرا جدا في برامج الحفلات الموسيقية وخصوصا في المناسبات الدينية. ويعزف كثيرا في الحفلات الموسيقية وخصوصا في الكنائس والمناسبات الدينية القسم الأخير من ماسايا هاندل والذي هو (هالليلويا) أو سبحوا للرب، أو اشكروا الله، وهي مأخوذة أصلاً من الديانة اليهودية. وكذلك القداس العظيم لموتسارت.
هذه هي ماسايا هاندل كاملة:
Messiah - A Sacred Oratorio, Handel - conducted by Sir Colin Davis - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=ZuGSOkYWfDQ)
وهذا هو المقطع الأخير (هالليلويا):
Royal Choral Society: 'Hallelujah Chorus' from Handel's Messiah - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=IUZEtVbJT5c)
وهذا هو جزء من القداس العظيم لموتسارت:
Mozart Gran Misa en do m. -2. Gloria (Bernstein) - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=OVL2V8GQpgw)
وهذا مقعطع من القداس ليوهان سيباستيان باخ والمسمى بقداس عيد الميلاد، أو (Christmas Mass).
J.S. Bach - Christmas Oratorio BWV 248 - Part I 'For the First Day of Christmas' - Mvt. I - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=a6MMW-NJmt8)
بعد ذلك بدأت الأوبرا في الظهور خارج الكنيسة وبنصوص وقصص دنيوية. كان الظور الأول للأوبرا في أيطاليا، وامتدت بعد ذلك إلى فرنسا ثم إلى باقي أوروبا.
كانت الأوبرا في بدايتها تعزف في قصور النبلاء والأمراء، لكن بعد ذلك امتدت لتصبح تعزف للجمهور وذلك بواسطة الدخول بواسطة شراء التذاكر. بعد ذلك بدأ في فرنسا شيء اسمه أوبيرا كوميك.
ما هي أنواع الأصوات الغنائية؟
تقسم الأصوات الغنائية للكورال إلى أربعة أقسام وهي:
السوبرانو، وهو للأصوات النسائية الحادة.
الآلتو، وهو للأصوات النسائية الغليظة.
التينور، وهو للأصوات الرجالية الحادة.
الباص، وهو للأصوات الرجالية الغليظة.
من هنا أتت التسمية بواسطة استخدام الحرف الأول من كل صوت لكتابة الهارموني وهي:
Soprano
Alto
Tenor
Bass
لكي تصبح الكلمة المختصرة هي: SATB
أما لغناء السولو فالأمر يختلف بعض الشيء لأن هناك تصنيفات أكثر للأصوات البشرية وهي:
سوبرانو Soprano وهو الصوت النسائي الحاد.
ميتزو سوبرانو Mezzo Soprano وهو الصوت النسائي الأقل حدة.
كونتر آلتو Contralto وهو الصوت النسائي الغليظ.
كونتر تينور Countertenor وهو الصوت الرجالي الحاد.
تينور Tenor وهو الصوت الرجالي الأقل حدة.
باريتون Baritone وهو الصوت الرجالي الغليظ وأقل غلظة من صوت:
باص Bass وهو الصوت الرجالي الغليظ. وهذا النوع عادة أندر من باقي الأصوات.
وتوجد تسميات وتصنيفات أخرى وذلك بحسب نوع الصوت.
حين حضور شخص لعرض لأوبرا للمرة الأولى، سيشاهد أشياء كثيرة لم يعتد عليها من قبل، ففي الأوبرا يوجد الغناء السولو المنفرد، وتوجد الأغنية بمصاحبة الأوركسترا أي ما تدعى (آريا) أو (Aria). ويوجد شيء آخر اسمه (ريسيتاتيف) وهو غناء إما بمصاحبة قليلة جدا أو بدون مصاحبة وهو أشبه الكلام منه للغناء، أو إلقاء ملحن، وفيه أنواع منها مغنى ومنها كلام أو حوار غير مغنى أو إلقاء بطريقة الأوبرا وبإيقاع. وتوجد الحوارات الغنائية بين أكثر من مغني سولو. ويوجد الغناء الجماعي للكورال وأحيانا مصاحب لمغني السولو.
يوجد شيء ظهر أولاً في إيطاليا اسمه (بيل كانتو) ومعناه بالإيطالية (الغناء الجميل).
ربما البعض يتساءل: أهناك غناء جميل وغناء قبيح؟
طبعا ليس هذا هو المقصود لكن المقصود هو نوع من التكنيك الذي يمتلكه بعض مغنين السولو، وهذا الشيء يُدَرّسْ.
ممكن تشبيه هذا النوع من الأداء ببعض المغنين في الموسيقى العربية، حيث ممكن أن نسمع مغني يطربنا ونهتز له ويحرك مشاعرنا وأحاسيسنا، وحينما نسمع مغني آخر نسمع أن كل ما يغنيه هو صحيح، لا نشاز ولا أي شيء خطأ، لكن هذا المغني لا يتمكن من أن يهزنا أو يحرك مشاعرنا. هل يكون تأثير وديع الصافي أو موسيقار الأجيال حينما يغني هو نفس تأثير فلان من المغنين؟
من المؤلفين العظام الذين كتبوا أوبرات هو موتسارت الذي ألف عددا من الأوبرات، منها الفلوت السحري (البعض يسميه الناي السحري)، ودون جوان، وزواج فيجارو. وهناك الكثيرين جدا ممن كتبوا أوبرات غاية في الروعة، من أشهر من كتب الأوبرات في ألمانيا هو فاجنر، وفي إيطاليا عدد كبير من المؤلفين مثل فيردي وكلاودو مونتيفيردي والذي يعتبر من أوائل من كتبوا أوبرات، اليساندرو سكارلاتي وهو من أهم من طور الأوبرا، جين فيليب رامو وهو أهم وأول من كتب الأوبرا في فرنسا، وهنري بورسيل أول من كتب الأوبرا في بريطانا، بيتهوفن كتب أوبرا واحدة وهي فيديليو، وروسيني. والقائمة تطول جدا.
من الأوبرات التي نعتز بها نحن العرب عموما والمصريين خصوصا هي أوبرا عايدة والتي ألفت خصيصا من قبل المؤلف الإيطالي الكبير والشهير جدا فيردي. لقد ألف فيردي أوبرا عايدة خصيصا لكي تعزف بمناسبة افتتاح قناة السويس، وكان الخديوي إسماعيل باشا هو الذي كلف جوزيف فيردي بكتابة هذه الأوبرا. وكانت السبب في أن تكون هناك دار أوبرا في مصر والتي تعتبر من أوائل دور الأوبرا في الشرق وأول دار أوبرا في الوطن العربي كله وكان ذلك في العام 1869، ومن هنا بدأت نهضة مصر الموسيقية حيث توافد الموسيقيين والعازفين الأجانب لكي يكونوا الرعيل الأول. مع شديد الأسف والحزن أن دار الأوبرا هذا قد حرق في العام 1971، وكانت فيه وثائق ومخطوطات نادرة جدا وغاية في الأهمية.
لقد كان العرض الأول لأوبرا عايدة في يناير 1871 في دار أوبرا القاهرة التي حرق.
لقد كان لي الشرف أن أكون مع أوركسترا كونسيرفتوار القاهرة حينما عزفنا أجزاء كثيرة من هذه الأوبرا في نفس المعهد الذي درس فيه فيردي في روما، وكان ذلك في العام 1976، وكان العمل بقيادة الراحل الكبير المايسترو أحمد عبيد.
كيف ممكن تذوق هذا النوع من اللون الغنائي وهذا الفن الراقي؟
مثل أي شيء آخر فلا يمكن للمستمع الذي لم يستمع للأوبرا أن يستمتع بسماعها من المرة الأولى. ويجب أن أقول بأن للأوبرا جمهورها الخاص على الأغلب، أي هناك مستمعين يحبون سماع الأوبرات أكثر من أي شيء آخر.
وكما هو الأمر مع المستمع العربي (على سبيل المثال) الذي لم يعتد سوى سماع الموسيقى الأغاني العربية، مثل هذا المستمع لن يستسيغ سماع سيمفونية من سيمفونيات موتسارت أو بيتهوفن أو براهمز أو تشايكوفسكي أو غيرهم. فكذلك الحال مع الأوبرا، حتى المستمع المعتاد على سماع الموسيقى الكلاسيك ممكن أن يكون بعيدا عن سماع وتذوق فن الأوبرا والغناء الأوبرالي. وكذلك هو الحال مع المستمع الأوروبي الذي اعتاد طيلة حياته أن يستمع موسيقى فاجنر وماهلر وغيرهما فمن الصعب جدا عليه أن يتذوق أغنية لكوكب الشرق أم كلثوم والتي نعشقها نحن العرب.
بل حتى المستمع العربي الذي اعتاد سماع نفائس الموسيقى والغناء العربي، مثل هذا المستمع لا يمكن أن يستمتع بأغنية حديثة خصوصا من الأغاني التي يميل البعض لتسميتها ب (أغاني هابطة)، وبالعكس أيضا فالشباب المعتادين على سماع مثل هذه الأغاني والمسماة (أغاني هابطة) من الصعب عليه أن يستمتع بأغنية من النوع الثقيل لكوكب الشرق أو موسيقار الأجيال أو دور قديم للشيخ زكريا أحمد أو داؤود حسني مثلاً.
هذه هي الحياة.
الآن مع هذه الباقة التي اخترتها لكي لا ينفر السامع العربي من الأوبرا وأتمنى أن يحب سماعها، لكن يجب أن أقول بأن ذلك سيتطلب وقتا وتمرينا على السماع، أي الدأب على السماع:
هذا مقطع من أوبرا عايدة، في الوقت 3:33 نسمع للمارش الشهير جداً من هذه الأوبرا:
AIDA Metropolitan Opera- Act 2-Scene 2 (Triumphal March) -Subt en Espanol - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=xxgOIwOd_5I)
وهذا مقطع من أوبرا عايدة من أوركسترا وكورال سويدي، من مدينة لوند وهي مدينة صغيرة، يعني تعادل حي غير كبير من أحياء القاهرة أو بغداد أو لندن أو باريس، يعيش فيها حوالي 82 ألف نسمة فقط:
(HD) Verdi - Aida - Triumphal March - Lund International Choral Festival 2010 - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=ns_xsduwI-E)
وهذا مقطع من أوبرا عايدة من القاهرة/ مصر أم الدنيا
Opera AIDA - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=7FrKbrDPADQ)
وبالمناسبة فإن أوبرا عايدة تعرض الآن في دار الأوبرا في القاهرة وبمناسبة الذكرى المئوية الثانية لميلاد فيردي، وقد كتب حول الموضوع صديقي العزيز الدكتور هشام خلف وأغنانا بمعلومات جميلة جدا، هذا هو الرابط:
http://www.sama3y.net/forum/showthread.php?t=101047
وهذا مقطع من لاترافياتا لفيريدي أيضا، من مغني التينور الرائع بافاروتي، نلاحظ أنه ليس من عرض من الأوبرا بل عرض أوكسترالي، ونلاحظ بوضوح البيل كانتو:
Pavarotti- La Traviata- Brindisi - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=uDo8Iz8LzW4)
وهذه الآريا الشهيرة جدا من الفلوت السحري لموتسارت، قبل الآريا يوجد ريسيتاتيف غير مغنى:
The Queen of the Night Diana Damrau & Mozart - Aria "The Magic Flute (Composition)" - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=pzMScwFKIfk)
وهذه الآريا أيضا من الفلوت السحري لموتسارت، نلاحظ أن المغني يعزف على آلة مخصصة لهذه الأوبرا، أحيانا يعزف المغني فعلا على هذه الآلة وأحيانا تعزف من قبل عازف الفلوت في الأوركسترا:
Manfred Hemm - Der Vogelfأ¤nger bin ich ja (live) - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=i4y3mfqMBPU)
وهذا ريسيتاتيف من دون جوان لموتسارت، نلاحظ أن المصاحبة هي كوردات تعزف في نهاية كل عبارة:
Recitativo Don Giovanni & Leporello - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=xOfKfzGt90g)
وهذا كاروزو، أشهر مغني عرفه التأريخ المعاصر:
Una Furtiva Lagrima - Enrico Caruso 1904 - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=t936rzOt3Zc)
وهذه ماريا كالاس أشهر سوبرانو عرفها التأريخ المعاصر تغني آفي ماريا لشوبرت أي السيدة العذراء (مريم) عليها السلام:
Maria Callas - Ave Maria - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=l5cF5GGqVWo)
وهذه آفي ماريا من بافاروتي، وهي ليست من أوبرا:
Luciano Pavarotti - Ave Maria 1978 - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=ojeLyPo_Wz4)
وهذا العمل يعزف أيضا سولو من بعض الآلات، ولكي أغير الجو قليلا هذا نفس العمل من عزف يهودي مينوهين:
Yehudi Menuhin - Ava Maria - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=jE932zTh928)
وهذه من أورفيو لمونتيفيردي:
L'ORFEO de Claudio Monteverdi (2001-02) - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=IlyLv3uvLl4)
هذه منوعات من أشهر المغنين من الرجال:
Greatest Male Opera Singers - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=Lh7KQ99uxKQ)
وهذه منوعات من أشهر المغنيات من النساء:
Greatest Female Opera Singers - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=yVOgvImycb8)
وهذا العمل هو للمؤلفة السويدية التي تكلمت عنها، (إلفريدا أندريه)، (الله رحيم) أو (Lord have Mercy):
Elfrida Andrأ©e - Concert Ouverture in D-major (1873) - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=uo24JByn0bY)
أخيراً مع هذين العملين التركيين بأصوات أوبرالية، وهي أغاني دينية إسلامية:
Gأ¼zel Aإںؤ±k Cevrimizi (Demedim mi) - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=ZLq_m3bOelI)
Senfoni ile Ilahiler - Allahumme Salli - Tekbir - YouTube (http://www.youtube.com/watch?v=aeVkWENXpKk)
خالص محبتي
أحمد الجوادي